Telegram Web Link
Forwarded from خلفاء بني أمية
.. ، و ما يحدث الآن في ( فرنسا ) ليس منا ببعيد ..
.. ، و النماذج كثيرة لا تعد و لا تحصى ..
.. و لا حول و لا قوة إلا با

لله ..

............. ............. ............. ....

(( فئة قليلة .... ))

* شعر موسى بن نصير بخطورة الموقف في الأندلس عندما قرأ رسالة طارق بن زياد التي يطلب فيها المدد العاجل ، فأمر طريف بن مالك بأن يعبر المضيق على رأس جيش من خمسة آلاف مقاتل لنجدة طارق بن زياد ..

.. ، و وصل المدد .. ، و أصبح عدد جند المسلمين في الأندلس 12 ألفا .. ، و لكن لا يزال هذا العدد أقل بكثير من الأعداد التي يجهزها لذريق لتلك المعركة التاريخية الفاصلة ..

..... (( معركة وادي برباط )) ......

....... تابعونا .......

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from أيام عمر
#زمن_العزة

#أيام_عمر1

💕 (( الفاروق .... خير عوض لخير أمة )) 💕
,
دفن أبو بكر الصديق في ليلة الثلاثاء ..
.. و في الصباح .. اجتمع الصحابة لمبايعة الفاروق ...

، و كما أوصاه الصديق .. كان أول عمل قام به هو استنفار الناس للجهاد في العراق ... فلم يستجب له أحد .. !!!

.. فحاول في اليوم التالي ... فلم يستجب له أحد أيضا ..!!

.. فعاود عمر الاستنفار في اليوم الثالث ....
فلم يجد أية استجابة .. ، فقد كان الناس يرهبون قتال الفرس بسبب ما يسمعونه عن شراستهم ، و أعدادهم الهائلة .... !!!

* فقام المثنى بن حارثة ، و خطب في الناس ليستحثهم على الجهاد ، و أخذ يحكي لهم ما فعله خالد بن الوليد في الفرس ، و كيف سيطر على معظم العراق في فترة وجيزة جدا ..، و كلمهم عما غنموه منهم من أموال ، و كنوز كثيرة
، و ما فتحوه من الحصون ، و المدن ....

.. أراد المثنى بكلامه أن يهون أمر الفرس في نفوس المسلمين ليحفزهم على القتال ..
، و لكن .. على الرغم من كل ذلك .. كانت الاستجابة في اليوم الثالث منعدمة ...!!

.. فقام أمير المؤمنين عمر بمعاودة الاستنفار في اليوم الرابع .. ، فما استجاب له إلا واحد من التابعين ..
، اسمه : أبو عبيد بن مسعود الثقفي ... ،
فكانت استجابته أول الغيث ، و تتابع الناس من بعده يريدون التطوع للجهاد في العراق ...!!

* وكان عمر بن الخطاب يريد أن يحشد أعدادا كبيرة لحل الأزمة العراقية ، لذلك فقد قرر رفع الحظر عن تلك القبائل التي كانت قد ارتدت ثم عادت إلى الإسلام .. ، فسمح لهم بالمشاركة في الفتوحات الإسلامية ، بعد أن كان أبو بكر الصديق يمنعهم من المشاركة كما عرفنا ..

.. و رد عمر بن الخطاب إلى تلك القبائل ما أُخذ منهم من السبي أثناء حروب الردة .. ، ففرحوا فرحة عارمة برفع الحظر ، فقد كانوا يتمنون هذا اليوم بفارغ الصبر ليشاركوا في الجهاد أملا في أن يكفروا عن سيئاتهم و جرائمهم التي ارتكبوها أيام ردتهم ...
فسارعت أعداد كبيرة منهم إلى المدينة لينتظموا في صفوف المجاهدين ...!!!

* و اختار أمير المؤمنين عمر أبا عبيد بن مسعود الثقفي ليقود جيش المدد إلى العراق ، و كلفه بأن يكون هو القائد العام لجند العراق .... ، و ليس المثنى بن حارثة ... !!!

... ، و للمرة الثانية يتم تجاهل المثنى على الرغم من إمكانياته القيادية و العسكرية الكبيرة في بلاد فارس ..!!

.. و لكن المثنى بن حارثة رضي الله عنه .. كما عرفنا .. كان عظيم التجرد .. لا يعبأ بمثل هذه الأمور الدنيوية التافهة .. ، فلا يشغله من سيكون القائد ، و من الجندي ...؟!!
.. إنما كل ما كان يشغله أن يتحقق النصر و التمكين للإسلام .. سواء كان ذلك بقيادته ، أو بقيادة غيره ...!!

.. ، و كان اختيار الفاروق لأبي عبيد بن مسعود كقائد عام على جند العراق راجع لكونه أول من استجاب لنداء الجهاد رغم إحجام كل الناس ...
، و اعترض البعض على هذا الاختيار ، و قالوا لعمر :

(( أمر على الجيش رجلا من المهاجرين أو الانصار ))

فرد عليهم قائلا :
(( والله لا أجد لها أحق من أبي عبيد بن مسعود ..
، فهو أول من استجاب .... ))

.. هذا بالإضافة إلى يتصف به أبو عبيد بن مسعود الثقفي من شجاعة و إقدام ، و إمكانات قيادية ، و عسكرية متميزة ...

و طلب أمير المؤمنين عمر من المثني بن حارثة أن يسارع بالعودة إلى العراق حتى لا يطول غيابه عن جيشه أكثر من ذلك .. ، على أن يلحق به جيش أبي مسعود الثقفي بعد تجهيزه في القريب العاجل ...

و في هذه الأثناء كان خالد بن الوليد ، و جند الشام
لا يزالون محاصرين لدمشق .. ، و قد طال الحصار و استعصى عليهم .. ، و لكن عمر بن الخطاب كان يرى أن يركز اهتمامه بالجبهة العراقية لقلة أعداد المسلمين فيها ، و بسبب ذلك التصعيد الذي بدأته قوات الفرس ..
، كما أن أهل الحيرة كانوا قد استغلوا الفرصة ، و نقضوا عهدهم مع المسلمين .. ، وتمردوا على المثنى بن حارثة ..

.... ، و لكنه حاصرهم بجيشه ، و شدد عليهم الحصار حتى اضطرهم إلى أن يطلبوا العودة إلى الصلح الذي كان بينهم ، و بين خالد بن الوليد .. ، فصالحهم المثنى على نفس بنود الصلح الأول ..

بدأ أبو عبيد بن مسعود يتحرك بجيش المدد نحو العراق ....

، و سنرى معا كيف أرهق هذا البطل المغوار جيوش الفرس من أول يوم وطئت فيه قدماه أرض العراق ..؟!!

.. و لكن قبل ذلك سننتقل إلى الجبهة الشامية لنشاهد معا كيف استقبل المسلمون أولى رسائل الخليفة الجديد أثناء حصارهم لمدينة دمشق .. ؟!!

، و سنكمل أحداث فتح الشام و مصر إن شاء الله ..
، ثم نعود بعدها لنتابع أحداث فتح العراق و فارس ، و نرى كيف انهارت الإمبراطورية الفارسية بالكامل في أيام عمر بن الخطاب ...؟!!
، فالأحداث على الجبهتين الشامية و العراقية كانت متزامنة تاريخيا ، و لكننا سنحكيها واحدة تلو الأخرى ..
، فنبدأ بالشام و مصر .. ، ثم نعود إلى العراق و فارس ....
Forwarded from أيام عمر
** الخبر الصادم ... عزل خالد ... !!!!

لقد كانت أولى رسائل الفاروق إلى الشام صادمة بمعنى الكلمة ..فقد وجه عمر بن الخطاب تلك الرسالة إلى
أبي عبيدة بن الجراح ..
، وليس إلى القائد العام / خالد بن الوليد .... ؟!!!

فقد كتب عمر إلى أبي عبيدة بن الجراح يخبره بثلاثة أمور :

.. أن أبا بكر الصديق قد مات ...
.. ، و أنه تولى أمر المسلمين من بعده ..
، و أنه قد عزل خالد بن الوليد عن منصبه ، و اختاره ليكون هو القائد العام للجيوش بدلا من خالد .... !!

..... يعزل خالد بن الوليد ...
هذا القائد العبقري .. المبارك .. الموفق .....؟!!!

كيف .....؟!! ، ... و لماذا ..... ؟!!!!

.. و بعد كل هذه الإنجازات ، و الانتصارات المبهرة ... ؟!!!

... ما هذ القرار العجيب ... ؟!!
يعزل سيف الله المسلول .. المصبوب على أعداء الله ..؟!!

تابعونا ....لنتعرف على أسباب هذا القرار الصادم
الذي بدأ به الفاروق فترة خلافته ...

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : مؤلفات د . راغب السرجاني
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ..... #فتح_الأندلس4

📌 (( معركة وادي لكة ))

* وادي لكة أو ( وادي برباط ) هو ذلك الوادي الذي اختاره طارق بن زياد في جنوب الأندلس ليكون أرضا لمعركته مع لذريق جنوده .. ، و كان في الوادي جبل شاهق أراد طارق أن يحمي به ظهر و ميمنة جيشه حتى لا يتم تطويقه .. ، و فيه بحيرة جعلها طارق تأمينا لميسرته ..
.. ، ثم صف صفوفه و تجهز للقتال ، و كلف طريف بن مالك أن يكون قائدا على فرقة تحمي مؤخرة الجيش ..

.. ، و جاء لذريق ملك القوط بجيشه الجرار إلى أرض المعركة .. و كان في أبهى زينته .. يلبس تاجه الذهبي و ثيابه المرصعة بالجواهر و يجلس على عرشه المحلى بالذهب محمولا فوق عربة تجرها البغال ، و كأنه قد أتى لحضور حفل زفاف ابنة أخيه ... !!!

.. ، و أحضر لذريق معه أعدادا كبيرة من الحبال الغليظة على ظهور البغال .. ، فقد كان يتصور أنها ستكون نزهة صيد قصيرة في البرية يقتنص فيها شراذم المسلمين الذين تجرأوا على غزو بلاده ، ثم يقيدهم بتلك الحبال ليعود بهم عبيدا في مملكته ... !!!

.. لذريق المجرم كان يعيش في هذا النعيم بينما كان شعبه يعيش في فقر مدقع و في ذل بسبب الضرائب الباهظة التي كان لذريق يكسر بها ظهورهم .. !!

................. ............... ..............

(( رمضان .. شهر الفتوحات و الانتصارات ))

.. ، ففي 28 من رمضان سنة 92 هجرية بدأت واحدة من أعظم و أشرس المعارك في التاريخ الإسلامي ..

(( معركة وادي برباط )) أو (( وادي لكة )) .. ، فهي لا تقل أهمية عن معركتي (( القادسية و اليرموك )) .. ، و لكن ..
مع الأسف .. لا يعرف معظم شبابنا عنها أي شيئ .. !!!

.. المعركة لم تكن متكافئة بالمرة ..
فالمسلمون 12 ألفا فقط .. و معظمهم رجالة .. ، بينما جاء لذريق بمائة ألف مقاتل .. !!

.. و لكن ..
(( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله
، و الله مع الصابرين ))

.. ، فقد كانت جل معارك الفتوحات الإسلامية بأعداد من المسلمين أقل بكثير بكثير من أعداد أعدائهم .. ، و ذلك حتى تتجلى ( الحقيقة ) أمام أعين الجميع ..
.. حقيقة أن الإسلام هو ( دين الله ) .. فهو منصور منصور .. حتى و إن فقد المسلمون التفوق العددي و الإمكانات ..

.. انهمرت جموع القوط على أرض الوادي كالسيل الهادر ، فصمد المسلمون لهم ، و قاتلوا قتال الأبطال .. ، و أخذوا يضربون أعناق القوط حتى امتلأت أرض الوادي بأنهار من الدماء ..

.. ، و بعد قتال طويل متواصل انتهى اليوم الأول دون أن ينتصر فريق على الآخر .. ، فتأهب المسلمون ليوم جديد من القتال الدامي ..
.. ، و لكنه مر كسابقه دون أن تتحقق فيه نتيجة فاصلة .. !!
.. ، ثم كان اليوم الثالث كذلك .. !!

.. ، حتى أنهك المسلمون و كثرت جراحاتهم ، و استشهد منهم الكثير .. !!

.. ، و عند الغروب .. استطلع المسلمون الهلال .. و ثبتت الرؤية .. و جاء عيد الفطر المبارك .. ، و لكنهم في هذا العام لم يصلوا صلاة العيد مع أهلهم و أولادهم كالعادة ، و لم يتمكنوا من احتضان و تقبيل أطفالهم و تهنئة زوجاتهم .. لم يلبسوا الجديد .. إنما كان عيدهم في ثياب الحرب الملطخة بالدماء ، فقد كان عيدا دمويا عصيبا .. !!!

.. ، و انتهى القتال في عيد الفطر دون أن يتقدم المسلمون خطوة للأمام .. حتى بات القوط يتوقعون أن إبادة جيش طارق بن زياد ستكون خلال ساعات النهار المقبل ... !!!

.. ، و صبر المسلمون على القتال لليوم الخامس على التوالي .. ، ثم انتهى اليوم السادس .. ، فالسابع ..
.. ، و أصابهم الإعياء الشديد و الغم ، فلم تظهر بارقة أمل حتى تلك اللحظة .. فظنوا أنه ( الفناء ) ، فجنود القوط أعدادهم هائلة و يلبسون الحديد السابغ من أعلاهم إلى أسفلهم ، و فوق كل ذلك مدججون بأسلحة كثيفة لا قبل للمسلمين بها ... !!

............. .............. ..............

(( اليوم الثامن ))

.. ، و في اليوم الثامن حدثت المعجزة .. !!

.. فقد تمكن أحد جنود المسلمين من أن يقتل ملك القوط لذريق الخبيث .. ، فانهارت معنويات القوط و اضطربت صفوفهم و أصابهم الهلع .. ، فاستغل المسلمون الفرصة و انقضوا عليهم كالأسود الضارية ، فاستطاعوا أن يقتلوا منهم أعدادا كبيرة .. حتى اضطر الباقون منهم إلى الفرار من أرض المعركة كالجرذان المذعورة ... !!

.. ، و بعد أن استشهد ( ربع جيش المسلمين ) جاء نصر الله و الفتح .. ، و غنم المسلمون غنائم عظيمة ، و نفعتهم خيول القوط التي سقطت في أيديهم ، فأصبح المسلمون جميعا فرسانا .. ، فانطلق بهم البطل المغوار / طارق بن زياد مباشرة نحو الشمال .. في طريقه إلى (( طليطلة )) عاصمة الأندلس ..
Forwarded from خلفاء بني أمية
.. ، و خاض طارق في طريقه سلسلة من المعارك مع جند القوط ، و لكنها كانت معارك سريعة لأن القوط كانت قلوبهم ممتلئة خوفا من المسلمين بعد ما حدث في
(( معركة وادي لكة )) ، و لذلك كانت مقاومة القوط ضعيفة

و سرعان ما يميلوا إلى الاستسلام .. !!
.. ، فاستطاع طارق بن زياد .. بهذا العدد القليل الذي تبقى معه (( 9 آلاف مسلم فقط )) .. أن يفتح عددا من مدن الأندلس و هو في طريقه إلى العاصمة (( طليطلة ))

.. ، حتى وصل .. بعد عام كامل .. إلى عاصمة القوط الحصينة فحاصرها .. ، و كان المسلمون يتوقعون مقاومة عنيفة فيها .. ، و لكن العجيب أن القوط قد فتحوا أبواب الحصن و أعلنوا استسلامهم دون أي قتال .. !!!

.. ، و دخل طارق بن زياد قصر ( لذريق ) المنيف وسط ذهول الجميع ، و انتشر المسلمون في أرجاء طليطلة ، و تمت السيطرة الكاملة عليها .. !!!!!

.. ، و وصلت أخبار النصر و فتح طليطلة إلى موسى بن نصير في القيروان .. فكانت فرحة عظيمة .. فلم يكن أحد يتصور أن يفتح طارق بن زياد عاصمة القوط بعد عام واحد فقط .. !!!

.. ، و لكن تلك السرعة التي توغل بها المسلمون أقلقت
موسى بن نصير جدا ، بل و أغضبته من طارق بن زياد لأنه رأى في فعله هذا تهورا كبيرا لا تؤمن عواقبه ، فقد يضرب جيش المسلمين من الخلف أثناء توغلهم بهذا الشكل السريع في بلاد الأندلس الواسعة فيضيع كل شيئ .. !!
.. ، و لذلك أرسل موسى بن نصير خطابا شديدة اللهجة إلى طارق بن زياد يعنفه فيه و يأمره بالكف عن التوغل ، و الانتظار حتى يأتيه منه المدد ... !!

......... تابعونا .........

🎀 بسام محرم 🎀

المرجع : مؤلفات د . راغب السرجاني حفظه الله
Forwarded from أيام عمر
#زمن_العزة

#أيام_عمر2

💕 (( تسليم و تسلم القيادة )) 💕

قرأ أبوعبيدة بن الجراح رسالة الفاروق التي يخبره فيها بعزل خالد بن الوليد ، و بتعيينه بدلا منه .. ، و أوصاه عمر في تلك الرسالة أن يأخذ برأي خالد في كل أمر ، و ألا يخطو خطوة إلا بعد مشورته ..
، فقال .. بتأثر بالغ .. بعد أن قرأ الرسالة :

(( خالد خير أمير ، و أنصحهم لأهل الإسلام ، و أعظمهم شفقة عليهم ، و أحسنهم نظرا لهم ، و أشدهم على المشركين .. ، فجزاه الله عن الإسلام خيرا .. ))

.. إذَن .....
لماذا عزل عمر بن الخطاب هذا القائد العبقري ...؟!!!

* عزله أمير المؤمنين لأنه خشي على دين الناس .... !!
لأنه خاف على عقيدتهم ....!!!
، وذلك لأن المسلمين في كل مكان كانوا يتكلمون بانبهار عن انتصارات خالد ، و بطولاته الرائعة في قتال الفرس ، و الروم .. !!
.. فكانوا يرددون عبارات مثل : خالد بن الوليد لا يهزم ..
، مع خالد النصر مؤكد في أي معركة ..

، فعلا لقد افتتن الناس بخالد بن الوليد .. ، فخاف الفاروق أن تتعلق قلوبهم بخالد ، فينسوا أن النصر من عند الله وحده ... ،
و إذا فقد المسلمون توكلهم على الله تعالى ، و صارت قلوبهم تعتمد على غيره ، فإن الله تعالى قد يتركهم ، و يكلهم إلى غيره .. تأديبا و تربية لهم ..
فتصبح الهزيمة مؤكدة .. ، و يضيع كل شيئ .... !!!!

.. ، لقد انطلقت الفتوحات الإسلامية ، و بذل فيها المسلمون دماءهم و أرواحهم من أجل شيئ واحد فقط ، ألا و هو أن ينشروا بين الناس ( العقيدة الصحيحة ) .. ، فإذا فسدت عقيدة المسلمين ، فما قيمة الفتوحات الإسلامية ....؟!!

، و ماذا سيتعلم الناس من المسلمين إذا فقدوا الشيئ الوحيد الذي يميزهم عن غيرهم من الأمم ، وهو : التوحيد

* و هذا الذي قاله عمر للناس ليبرر لهم قرار عزله لخالد ..
قال لهم :

(( والله إني لم أعزل خالدا عن سخطة أو خيانة ، ولكنني خشيت أن يفتن الناس به ، فيوكلون إليه ... ))

.. فعمر بن الخطاب لم ينس الدرس الذي تعلمه المسلمون في غزوة حنين حينما أعجبوا بكثرتهم ، فقال بعض المسلمين : (( لن نغلب اليوم من قلة .. )) .. فكانت الهزيمة في الجولة الأولى من المعركة .. !!!!

، و أنزل الله قوله تعالى :
(( و يوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا .. ))

.. ، و كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أثناء فترة خلافته يتعامل مع قادة جيوشه بسياسة ( تفويض السلطة ) ، فيجعل لهم حرية اتخاذ القرارات .. دون الرجوع إليه .. وفقا لرؤيتهم الخاصة ، و حسب مستجدات الأمور ....
أما عمر فكانت سياسته في الحكم كانت مختلفة تماما ... ، فقد كان يرى أن السلطة يجب أن تكون ( مركزية ) .. ،
و أن قادة الجيوش لا ينبغي لهم أن يتخذوا أي قرار إلا بعد الرجوع إلى أمير المؤمنين ... !!

، وهذا كان سببا آخر جعل عمر بن الخطاب يعزل خالد بن الوليد .. فقد اعتاد خالد على سياسة الصديق ، وكان صعبا عليه أن يسير تبعا لسياسة عمر ..

، و هناك سبب ثالث يذكره بعض المؤرخين .. وهو أن عمر كان يرى خالدا متعجلا في قراراته .. ، و كأن عنده شيئ من التهور .. ، و كان يقول عنه أن ( في سيفه رهق ) ..
يقصد أنه قد يقتل أناسا قبل أن يتبين له استحقاقهم للقتل .. !!
، و لكن أبا بكر الصديق لم يكن يرى ذلك في خالد ، بل كان يعتمد عليه في المهام الكبرى كلها .. كما رأينا ..

.. أضف إلى كل ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحب أباعبيدة بن الجراح حبا خاصا .. حبا كبيرا ..
حتى أنه كان يقول :

(( لو أني تمنيت ..
لتمنيت بيتا ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح ))

فهيا بنا الآن نعود مرة أخرى إلى الشام لنشاهد
ردود الأفعال تجاه رسالة الفاروق ...

* بعد أن قرأ أبوعبيدة بن الجراح رضي الله عنه الرسالة أخفى خبر العزل عن خالد ، لأنه خشي أن يعطل انتصاراته و فتوحاته في الشام بهذا الخبر ، كما أن أباعبيدة بن الجراح كان يكره الإمارة .. ، فهو لا يراها تشريفا كما نراها اليوم ،
بل كان يعرف أنها مسئولية ثقيلة ، و سيسأل عنها يوم القيامة ... !!

* و بقي أبو عبيدة بن الجراح تحت إمرة خالد ..
يطيعه ، و يصلي خلفه ...!!!

... و بعد فترة تسرب الخبر إلى خالد بن الوليد ..
، فتفاجأ من تصرف أبي عبيدة ، و ذهب إليه مسرعا يعاتبه ،
و قال له :

(( يا أبا عبيدة ... !!!
أتأتيك الولاية من أمير المؤمنين ، و تصلي خلفي ، و السلطان سلطانك ....؟؟ !!!
لماذا لم تخبرني من أول يوم .... ؟؟!!
هل تظن أنني أريد الإمارة .... ؟!!! ))

.. ، فرد عليه أبو عبيدة بن الجراح :

(( و الله لقد كنت سأخبرك ، لكني ما كنت لأكسر عليك حربك .. ، و ما سلطان الدنيا نريد يا خالد .. ، و لا للدنيا نعمل .. ، فكل هذا إلى زوال و انقطاع .. ، و الوالى أقرب إلى الفتنة ، و إلى الخطيئة .. إلا من رحم الله .... ))
Forwarded from أيام عمر
.. كانت هذه هي نظرة الصحابة رضوان الله عليهم للإمارة ... يزهدون فيها .... يكرهونها .... يفرون منها ..،

ولذلك حقق الله سبحانه لهم النصر و التمكين .. !!

كان مشهدا جميلا ..

مشهد تسليم و تسلم القيادة من خالد إلى أبي عبيدة أمام جيوش المسلمين في الشام ...

.. فقد حرص أبوعبيدة على أن يبين للمسلمين أن انتقال السلطة ليس انتقاصا من قدر خالد بن الوليد ، وليس بسبب اتهامه في شيئ .. ، فقام فيهم قائلا :

(( أيها الناس .. إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خالد نعم فتى العشير ، خالد سيف من سيوف الله ))

.. ، فقام خالد بن الوليد ليتكلم بعده .. فقال :

(( أيها الناس .. أبشروا ، فقد ولي عليكم أمين هذه الأمة ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ... ))

هذه هي قلوب الصحابة رضوان الله عليهم .. القلوب النقية الطاهرة .. ليس فيها ضغائن .. و لا حسد .. ولا أحقاد لبعضهم البعض ... لا يتصارعون على السلطة ، ولا تشغلهم المناصب و الشهرة .. ، و لا تفسد عليهم الدنيا محبتهم لبعضهم البعض في الله ..
، و لذلك صاروا سادة العالم كله ... !!!

.. فها هو القائد العبقري الفذ .. صاحب الإنتصارات المبهرة خالد بن الوليد يرضى بكل تواضع أن يكون جنديا تحت إمرة أبي عبيدة بن الجراح ... ، فلم يفكر أن يترك ساحة الجهاد ليعود إلى بيته متبرما غاضبا مما حدث ، بل ظل في كامل حماسه و نشاطه وإخلاصه و بذله حتى بعد قرار العزل ..،

و لم يبخل على أبي عبيدة بخبرته و رأيه .. كما قد يحدث في زماننا .. ، بل كان ذراع أبي عبيدة الأيمن .. ، و ناصحه الأمين ..

** و الآن ....
تولى أبو عبيدة بن الجراح رسميا قيادة الجيوش ، وهم لا يزالون محاصرين لمدينة دمشق .. ، فإذا به يواجه عدة تحديات في آن واحد ...

.. ما هي تلك التحديات ... تابعونا .. ؟!!

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : مؤلفات د . راغب السرجاني
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ............... #فتح_الأندلس5

💦 (( حرق السفن )) 🔥

* و لكنك لم تحك لنا عن قصة حرق طارق بن زياد للسفن التي عبر بها المسلمون إلى الأندلس حتى يقطع عليهم خط الرجعة ، فيضطرهم للاستماتة في القتال .. حينما قال لهم مقولته الشهيرة :
(( العدو من أمامكم ، و البحر من خلفكم ، فليس لكم نجاة إلا بالسيوف )) .. ، فهذه هي القصة الأشهر ، بل الوحيدة التي نحفظها عن فتح الأندلس .. ، فلماذا لم تذكرها ... ؟!!!!

............. .............

** لم أذكرها لأنها ( قصة باطلة ) لا أصل لها ..
.. ، فقد فبركتها المصادر التاريخية ( الأوربية ) و أكدت على صحتها حتى يظهروا جنود المسلمين للعالم في صورة ( الجبناء ) الذين لا يمكنهم أن يقاتلوا ببسالة إلا إذا يئسوا من الفرار .. ، و هذا طبعا عكس الحقيقة تماما ، فالمسلمون مع طارق بن زياد كانوا أبطالا لا يخافون الموت ، بل يطلبونه في سبيل الله لينالوا شرف نشر الإسلام في ربوع الأرض ..

.. ، فقد تكون فكرة ( حرق السفن ) ، و ما يشبهها من الأفكار القاهرة للجنود مناسبة لغير المسلمين الذين يقاتلون من أجل الدنيا .. كما رأينا قادة الفرس و الروم يربطون جنودهم بالسلاسل في القادسية و اليرموك و نهاوند و غيرها من المعارك حتى يجبروهم على القتال باستماتة و يمنعوهم من الفرار .. و لكن أجدادنا المسلمين الأوائل لم يكونوا في حاجة إلى مثل تلك الأفكار الحمقاء ، فقد كانوا يتمنون الشهادة و يقاتلون من أجل منازل الفردوس العالية ..

.. ، و لم يستطع مؤرخو الغرب أن يفسروا كيف استطاع 12 ألف مسلم .. و معظمهم رجالة ( مشاة بلا خيول ) .. أن ينتصروا على جيش القوط الذي يبلغ عشرة أضعاف عدد المسلمين .. ، و في عقر دارهم ... ؟!!!!!!!

.. لقد كان شيئا مذهلا بكل المقاييس ...!!

.. ، فليس غريبا على هؤلاء الغربيين ألا يستوعبوا ما حدث ، فهم يحسبون الأمور بالحسابات المادية فقط ، و لا يريدون أن يفهموا معنى ( وعد الله ) الذي وعد عباده المؤمنين بالنصر و التمكين ، فقال (( إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم )) .. حتى و إن كانوا فئة قليلة ..

.. ، و قد عبر شكيب أرسلان عن هذا الذهول الذي أصاب الغرب من أحداث فتح الأندلس قائلا :

(( لو أن جيشا كان قوامه ثلاثمائة ألف مقاتل لما استطاع أن يحيط بالأندلس ، و لا أن يثخن فيها و يصنع ما صنعه موسى بن نصير و طارق بن زياد .. !! ))

.. ، أضف إلى ذلك ..
أن قائدا محنكا مثل طارق بن زياد لا يمكن أن يصدر منه مثل هذا الفعل الأحمق ، لأنه بذلك يلقي بالمسلمين في التهلكة ( و هذا لا يجوز شرعا ، و لا يتصور أن يسكت عليه علماء المسلمين في ذلك الزمان دون أن يستنكروه )
.. ، فالله سبحانه قد سمح في كتابه لجيش المسلمين أن ينسحب من القتال عند الضرورة .. إن كان متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ..

.. ، و بناء على كل ما سبق ..
نستطيع أن نقول بملء الفم أن قصة حرق طارق بن زياد للسفن .. باطلة .. باطلة .. باطلة ..
حتى و إن اشتهرت في كتب التاريخ ، و زج بها في المناهج الدراسية لأبنائنا .. و لا حول و لا قوة إلا بالله .. !!

....... تابعونا ......

🎀 بسام محرم 🎀

المرجع : كتاب ( قصة الأندلس ) للدكتور راغب السرجاني
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ....................... #فتح_الأندلس6

(( العبور الثاني )) 🍂

* و تزامن وصول الأخبار السارة إلى قصر الخليفة بدمشق ..

.. ، فهذا رسول يأتي إلى أمير المؤمنين / الوليد بن عبد الملك ببشريات انتصار البطل الشاب / محمد بن القاسم الثقفي على ( داهر ) ملك السند و نجاحه المدهش في فتح بلاد السند و البنجال ..!!
.. ، و ذاك رسول آخر يحمل إليه رسالة النصر من بلاد المشرق و فيها أخبار الفتوحات التي حققها البطل / قتيبة بن مسلم في آسيا الصغرى ..
.. ، ثم تأتيه رسالة موسى بن نصير التي يبشره فيها بفتح الأندلس ، و يطلب منه المدد العاجل ..

.. ، فنهض أمير المؤمنين من على عرشه ، و خر ساجدا شكرا لله على ما تفضل به عليه إذ مكنه من إيصال نور الإسلام إلى ربوع الأرض ، و جعله سببا في دخول الآلاف المؤلفة من الناس في دين الله ..

.. ، و ما إن انتشر خبر فتح الأندلس في البلاد الإسلامية حتى توافدت على الشام أعداد كبيرة من المسلمين من العراق ، و من اليمن ، .. و غيرها من البلدان كلهم يريدون المشاركة مع موسى بن نصير في استكمال الفتوحات في بلاد الأندلس ..

............ ............. .............. ........

.. ، و وصل هذا المدد إلى القيروان ..
.. ، فاستقبلهم موسى بن نصير و جهز بهم جيشا قوامه 18 ألفا .. ، ثم انطلق بهم هذا الشيخ الكبير البطل .. الذي تجاوز الخامسة و السبعين من عمره .. ليعبروا مضيق جبل طارق .. ، فكان ذلك ( العبور الثاني ) بعد عام كامل من عبور طارق بن زياد و انتصاره في ( معركة وادي لكة ) ..

.. ، و كانت خطة موسى بن نصير أن يتحرك في بلاد الأندلس على خط سير غير هذا الذي سار عليه طارق بن زياد حتى يتمكن من فتح المدن التي لم يفتحها طارق ..
.. ، فتحرك موسى بن نصير في اتجاه الشمال و لكن من الطريق الغربي للأندلس ..

.. ، و تفاجأ أهل الأندلس بهذا الجيش الثاني الذي يخرج لهم من البحر .. ، فلم يتمالكوا أنفسهم من الهلع ، و أخذوا يفرون من أمام المسلمين و يتحصنون داخل حصونهم ..

.. ، و وصل موسى بن نصير بجيشه إلى ( إشبيلية ) و حاصرها حصارا شديدا ، فاستعصت عليه .. ، و طال أمد الحصار لعدة أشهر .. ، و لكن مع الصبر و حسن التوكل على الله تمكن من فتحها في شعبان سنة 94 هجرية ، و ترك أحد قادته واليا عليها ..

.. ، ثم انطلق موسى نحو مدن الأندلس الواقعة على الطريق الشمالي الغربي المودي إلى طليطلة ، و ذلك لأن طارق بن زياد .. كما عرفنا .. كان قد تسرع ليفتح العاصمة ( طليطلة ) دون أن يفتح تلك المدن التي كانت في ظهره ، و كانت بطبيعة الحال تشكل خطرا حقيقيا على جيشه ..

.. ، فنجح موسى بن نصير من فتح تلك المدن التي تركها طارق .. ، و في نفس الوقت أرسل ابنه ( عبد العزيز ) بجزء من الجيش ليفتح ( مدن البرتغال ) ..

.. ، فانطلق بطل الإسلام / عبد العزيز بن موسى بن نصير إلى ( لشبونة ) ففتحها .. ، ثم توغل في جهة الغرب حتى نجح في فتح مدن البرتغال بالكامل .. !!
........... ........... ............ ............

.. ، و في ذلك الوقت كان طارق بن زياد في العاصمة ( طليطلة ) ينتظر وصول موسى بن نصير ..
.. ، و طليطلة تقع في قلب بلاد الأندلس على مسافة حوالي 90 كيلو مترا من الجنوب الغربي لمدريد العاصمة الحالية لإسبانيا ..

.. ، و بعد عام كامل من الجهاد المتواصل وصل موسى بن نصير إلى طليطلة ، فاستقبله طارق بن زياد بحفاوة بالغة و لكن موسى عاتبه و عنفه على تهوره ..

.. و بذلك اتحد الجيشان ..

.. ، و تحركا سويا نحو الشمال .. إلى ( برشلونة ) .. ففتحاها ..
.. ، ثم فتحا مدينة ( سرقسطة ) .. ، و أخذت مدن الأندلس الشمالية تتساقط في أيدي المسلمين مدينة تلو الأخرى .. !!

.. ، ثم تحرك موسى بن نصير في الاتجاه الشمالي الشرقي حتى وصل إلى جبال البرانس ( و هي الحدود الطبيعية التي تفصل بين إسبانيا و فرنسا ) .. ، و هناك قام موسى بن نصير بعمل عسكري رائع يعد من مفاخره ، فقد قرر أن يغزو
( جنوب فرنسا ) رغم صعوبة الأمر .. ، فجهز سرية من جيشه و أمرهم بأن يجتازوا المخاطر و يعبروا سلسلة جبال البرانس ليرفعوا ليرفعوا راية الإسلام لأول مرة على أرض فرنسا .. !!

.. ، و بالفعل ..
نجحت تلك السرية أن تقتحم جبال البرانس حتى وصلت إلى مدينة ( أربونة ) الواقعة في جنوب غرب فرنسا على ساحل البحر المتوسط .. ، ففتحوها ..
.. ، و بذلك استطاع موسى بن نصير أن يضع نواة لمقاطعة إسلامية في جنوب غرب فرنسا ستكبر و تتسع رقعها مع الوقت .. كما سنرى إن شاء الله تعالى ...

.. ، ثم انطلق موسى بن نصير نحو الشمال الغربي ..

.. ، فيفتح كل مدينة مر عليها حتى وصل إلى منطقة الصخرة
( صخرة بلاي ) ، و هي على خليج ( بسكاي ) عند التقائه بالمحيط الأطلسي .. ، و تلك المنطقة في أقصى الشمال الغربي للأندلس هي التي توقفت عندها الفتوحات .. !!

.. ، و بذلك استطاع موسى بن نصير أن يفرض سيطرته على بلاد الأندلس بالكامل في
Forwarded from خلفاء بني أمية
خلال ثلاث سنوات و نصف فقط ( من عام 92 و حتى عام 95 هجرية ) .. !!
.. ، و هي معجزية عسكرية بكل المقاييس .. !!
.. معجزة لم يصدقها أحد في العالم كله .. !!!

.. ، فكيف لبلاد فسيحة مترامية الأطراف ، و لها تضاريس جبلية وعرة للغاية كالأندلس أن تفتح بهذه السرعة المذهلة .. ؟!! .. ، خاصة و قد كان يحكمها ( القوط ) الذين عجزت أمامهم الإمبراطورية الرومانية الغربية من قبل .. !!

.. ، إنها آية عظيمة من آيات الله لمن كان له قلب او القى السمع و هو شهيد .. !!!

......... تابعونا ..........

🎀 بسام محرم 🎀

المرجع : ( قصة الأندلس ) للدكتور راغب السرجاني
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ........ #فتح_الأندلس7

📌 (( أوامر عليا ... )) 👑

* كان البطل .. الشيخ السبعيني / موسى بن نصير يطمح إلى استكمال الفتوحات على الأراضي الأوربية بعد أن وفقه الله تعالى في فتح الأندلس .. كان يريد أن يفتح إيطاليا .. ثم يوغسلافيا .. ثم رومانيا .. ثم بلغاريا .. حتى يصل إلى القسطنطينية في تركيا فينال الشرف بفتحها من جهتها الغربية ، لأن كل المحاولات التي قام بها المسلمون لفتح القسطنطينية من جهة الشرق .. منذ خلافة سيدنا / معاوية و حتى وقتهم هذا .. قد باءت بالفشل .. !!

.. ، فالشيخ البطل يريد أن يموت على أرض الجهاد ليلقى ربه بغبار المعارك .. ، و لكن ( الأوامر العليا ) جاءته من قبل
أمير المؤمنين / الوليد بن عبد الملك بوقف الفتوحات عند هذا الحد ، و بالعودة فورا إلى دمشق ... !!!

... لماذا ..... ؟!!!!!!!!!

.. لأن الوليد بن عبد الملك كان شديد القلق على الجيش الإسلامي بعد توغله الشديد في بلاد الأندلس ووصوله إلى ( فرنسا ) .. ، فقد كان يخشى أن تحتشد قوى النصارى فيلتفوا حول المسلمين و يقطعوا عنهم خطوط الإمدادات العسكرية ، فيتمكنوا بذلك من إبادتهم بالكامل ...

.. ، و حزن موسى بن نصير حزنا شديدا على ( حلم حياته ) الذي لم يكتمل ، و لكنه اضطر هو و طارق بن زياد أن يستجيبا للأوامر العليا ، و أن يعودا فورا إلى دمشق ... !!

.. ، و قبل أن يخرج موسى من بلاد الأندلس ترك لأهلها
( هدية ثمينة ) .. ترك لهم ابنه .. البطل المجاهد التقي /
( عبد العزيز بن موسى ) ليكون واليا على الأندلس من بعده

.. ، و كان ( عبد العزيز بن موسى ) مثل أبيه ..
كان رجلا ورعا ذا دين .. ، و خلق حسن ، و سيرة عطرة ..
كان صواما قواما .. شجاعا عاشقا للجهاد في سبيل الله ..
.. و لا نزكيه و أباه على الله تعالى ..

تولى عبد العزيز أمر الأندلس فضبتها و سدد أمورها ، و أصلح معيشة أهلها ، و حمى ثغورها ..
.. ، و كان يخرج بنفسه للجهاد و استكمال الفتوحات ..
.. ، و لكنه لم يعش بعد توليه أمر الأندلس أكثر من عامين حيث قتل في ( إشبيلية ) .. رحمة الله عليه ...

.............. .............. ...............

عاد ( موسى بن نصير ) إلى دمشق مهموما حزينا ، و كان يدعو ربه فيقول :

(( اللهم إن كنت تريد لي الحياة فأعدني إلى
أرض الجهاد و أمتني على الشهادة ..
.. ، و إن كنت تريد لي غير ذلك فأمتني
في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم ))

.. ، فاستجاب الله دعاءه ..

.. فقد خرج بعدها لأداء مناسك الحج .. ، ثم زار المدينة المنورة ففاضت روحه فيها ، و دفن في البقيع بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ، بعد أن قضي أربعين سنة من حياته في جهاد متواصل ليوصل ( دين الحق ) إلى أجيالنا ( البائسة ) التى أضاع أبناءها الصلاة و اتبعوا الشهوات و نسوا تضحيات هؤلاء العظماء في تاريخنا المجبد ... !!!!

💞 أولئك آبائي .. فجئني بمثلهم 💞

........ تابعونا .........

🎀 بسام محرم 🎀

المرجع : ( قصة الأندلس ) للدكتور راغب السرجاني
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة .......................... #فتح_الأندلس8

💞 (( إلى باريس .... ))

.. ، و بعد أن مات عبد العزيز بن موسى بن نصير تولى حكم الأندلس عدد من الولاة الأقوياء الذين كان جل همهم أن يعلموا أهل الأندلس دين الإسلام ، و أن يستكملوا حركة الفتوحات على الأراضي الفرنسية ..

.. ، كما اهتم ولاة الأندلس بتأسيس حضارة مدنية ، و اتخذوا ( قرطبة ) عاصمة للأندلس بدلا بن ( طليطلة ) ، و ذلك لأنهم رأوا أن طليطلة غير آمنة و تهددها مخاطر كبيرة بسبب قربها من ( خط النار ) عند الحدود مع فرنسا حيث تشتعل العمليات العسكرية بشكل مستمر .. ، بينما كانت قرطبة أكثر أمانا في الجنوب ، كما أنها أقرب إلى بلاد المغرب فيسهل أن يصل إليها المدد ...

.. ، و أحب أهل الأندلس حكامهم المسلمين لما رأوا فيهم من العدل و الرحمة و الصدق .. ، و أحبوا الإسلام و أقبلوا على تعلمه .. ، ثم دخلوا فيه أفواجا .. !!

.. ، و بعد سنين قليلة أصبح معظم أهل الأندلس مسلمين و انضموا إلى الجيش الإسلامي فتضاعفت قوته .. !!

.. ، و شارك هؤلاء الذين أسلموا من أهل الأندلس مع إخوانهم من العرب و البربر .. جنبا إلى جنب .. في تلك الحملات العسكرية التي كانت تخرج لفتح ( فرنسا ) .. !!

و من الجدير بالذكر أن ولاة الأندلس لم يستولوا على كنائس النصارى ليحولوها إلى مساجد للمسلمين بالقهر و القوة ، بل كفلوا لمن بقي على دينه من أهل الأندلس حريتهم الدينية كاملة ، فكانوا يقيمون طقوسهم و صلواتهم و يحتفلون بأعيادهم في أمان كامل .. ، فلما أقبل معظم النصارى على اعتناق الإسلام أصبح الباقون منهم على دينهم قلة قليلة ، فأخذوا يعرضون كنائسهم للبيع بأثمان باهظة جدا ، فيشتريها منهم المسلمون ثم يحولونها إلى مساجد .. !!!

(( و علينا أن نعقد مقارنة بين معاملة المسلمين السمحة مع نصارى الأندلس ، و بين معاملة الأسبان النصارى للمسلمين في الأندلس بعد أن سقطت في أيديهم .. ، و لنقرأ عن في أفاعيل ( محاكم التفتيش ) التي يشيب لها الولدان حتى تتضح الحقائق و يفهم شبابنا من الذي يكره الناس على الدين و من الذي يصنع الإرهاب و يتعامل به .. ؟!!

.. ، و ستكون لنا مع ذلك الأمر وقفة تفصيلية عندما يأتي وقتها .. إن شاء الله تعالى ))
.............. .............. ..................

السمح بن مالك ....

كان من أبرز ولاة الأندلس في تلك الفترة ، فقد ولاه أمير المؤمنين / عمر بن عبد العزيز ، فكان ( السمح بن مالك ) من حسنات عمر بن عبد العزيز ، فقد كان قائدا ربانيا و حاكما عادلا تقيا .. ، و قد جعل همه الأول منذ أن تولى حكم الأندلس أن يفتح ( فرنسا ) .. !!

.. ، فخرج في سلسلة من الحملات العسكرية المتلاحقة على جنوب غرب فرنسا حتى تمكن في النهاية من تأسيس مقاطعة إسلامية ضخمة جدا فيها سميت بمقاطعة (( سبتمانيا )) .. ، و كان السمح بن مالك شديد الحرص على نشر تعاليم الإسلام في تلك المدن التي فتحها في فرنسا ..

.. ، و في سنة 102 هجرية .. استشهد السمح بن مالك .. رضي الله عنه .. أثناء قيادته لإحدى عمليات فتح فرنسا ، و ذلك بعد عامين فقط من توليه أمر الأندلس .. !!

................... ................. ................

.. ، ثم تولى (( عنبسة بن سحيم )) في سنة 103 هجرية ..
.. ، و كان ايضا من المجاهدين الأبطال ، فاستكمل فتوحات فرنسا حتى وصل بعد أربعة سنوات من الجهاد المتواصل إلى مدينة تسمى ( سانس ) القريبة جدا من ( باريس ) .. !!

.. ، و بذلك تكون 70 % من مساحة فرنسا قد فتحت بالفعل و خضعت للحكم الإسلامي ، فاهتزت أوروبا بأكملها من أخبار هذا الفتح الإسلامي المبين ... !!!!

.. ، و في طريق عودته إلى الأندلس استشهد ( عنبسة ) رحمة الله عليه ..

.. ، فتولى أمر الأندلس من بعده عدد من الولاة أساء بعضهم معاملة البربر ، و كانوا يقربون إليهم ( العربي ) و يميزونه عن ( البربري ) .. ، فبدأت ( الخلافات العنصرية ) تظهر بين المسلمين من العرب و البربر بسبب ذلك .. ، و أخذت تلك الخلافات تتصاعد حتى أصبحت تنذر بكارثة قريبة .. !!

.. ، و لكن الله سبحانه و تعالى مَن على أهل الأندلس فتولى أمرهم البطل المجاهد التقي / (( عبد الرحمن الغافقي ))
رضي الله عنه .. ، فما هي قصته ... ؟!!!

........ تابعونا ..........

🎀 بسام محرم 🎀

المرجع :

كتاب ( قصة الأندلس ) للدكتور / راغب السرجاني
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة .................... #فتح_الأندلس9

(( عبد الرحمن الغافقي )) 🌿

* في عام 112 هجرية ..

تولى البطل / عبد الرحمن الغافقي حكم الأندلس في ظروف صعبة جدا .. ، فقد كانت البلاد الأوربية كلها تغلي من الغضب بسبب فتوحات المسلمين الواسعة في ( فرنسا ) .. ، في حين كانت الأندلس تغلي من الداخل بسبب الصراعات العنصرية التي بدأت تظهر بين العرب و البربر ... !!!

.. ، و لكن عبد الرحمن الغافقي استطاع بحكمته و لينه أن يذيب تلك الخلافات التي فرقت مسلمي الأندلس ، و أعاد إليهم ( الأخوة في الله ) .. ، فقد كان يفهم جيدا أن ميزان التفاضل بين الناس في الإسلام هو ( التقوى ) و ليس العرق أو اللون أو غيره ..

* و عبد الرحمن الغافقي كان من أحسن الناس خلقا و دينا ، فهو من ( التابعين ) الذين تربوا على أيدي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لذلك أحبه كل أهل الأندلس و أطاعوه .. ، و بعد أن وحد صفوف المسلمين أراد أن يستكمل فتح ( الأراضي الفرنسية ) .. ، فجهز أكبر جيش عرفته الفتوحات الإسلامية حتى ذلك الوقت .. فقد كان قوامه
50 ألف مقاتل .. !!!

.. ، فجمع عبد الرحمن الغافقي جيشه و أوصاهم بتقوى الله و بالإخلاص .. ، و ذكرهم بأن الله سبحانه و تعالى يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ، كما حثهم على الثبات و التضحية من أجل جنة عرضها السماوات و الأرض .. ، فقد كان .. رضي الله عنه .. يعلم أن مهمته لن تكون سهلة هذه المرة ، لأن الفرنجة لا يمكن أن يسكتوا على تلك فتوحات وقتا طويلا ..
.. ، و لكن ( الغافقي ) عزم على استكمال الفتوحات
مهما كان الثمن .. !!!

.............. ............. ................

.. عبر ( الغافقي ) بجيشه الكبير جبال البرانس و تحرك في الأرضي الفرنسية نحو المدن التي لم يفتحها أحد قبله ..
.. ، ففتح مدن ( آرل ) ، و ( بودو ) .. ، ثم فتح ( طلوشة ) ..

.. ، و أوغل في ( فرنسا ) حتى قطع مسافة حوالي 1000 كيلومترا بعيدا عن عاصمة الأندلس ( قرطبة ) .. !!!

.. ، فوصلته الأخبار بأن الجنرال ( شارل مارتل ) قد حشد له جيشا هائلا من ( الفرنجة ) .. جمعه من كل مكان في أوربا .. ، فقد استدعى المحاربين الفرنسيين ، و المرتزقة ، و الهمج الجيرمان ، و العبيد ، و الفلاحين ، و العوام .. ، و غيرهم .. حتى كون بهم جيشا ضخما قوامه 400 ألف مقاتل .. يعني يقترب من النصف مليون .. يعني عشرة أضعاف الجيش الذي جاء به عبد الرحمن الغافقي .. ، فكان جيش
( شارل مارتل ) هو أضخم جيش حشد لمواجهة المسلمين منذ بدء الفتوحات الإسلامية و حتى ذلك الوقت .. !!!!

.. ، و على الرغم من ذلك ..

استمر بطل الإسلام / الغافقي في فتح المدن الفرنسية هنا و هناك بدافع من يقينه و توكله على الله .. حتى وصل إلى مدينتي ( تور و بواتيه ) .. ، ففتح مدينة ( تور ) ، ثم انطلق إلى ( بواتيه ) التي كانت قريبة جدا من ( باريس ) فهي على بعد 100 كيلو مترا فقط من غرب باريس ..

.. ، و هناك وصلته الأخبار بأن الجنرال ( شارل مارتل ) في طريقه إليه بجيشه الجرار .. ، فعسكر الغافقي عند قصر مهجور في مدينة (( بواتيه )) في انتظار جيش الفرنجة ..
.. ، فكان أهل الأندلس يسمون تلك الساحة ب ( البلاط ) ، لأن البلاط في اللغة الأندلسية تعني ( القصر ) ....

.. ، و عرفت هذه المعركة المرتقبة باسم :

💥 (( معركة بلاط الشهداء )) أو (( معركة بواتيه ))

....... تابعونا ........

🎀 بسام محرم 🎀

المرجع :
كتاب ( قصة الأندلس ) للدكتور راغب السرجاني
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة .................. #فتح_الأندلس10

(( معركة بلاط الشهداء )) 💥

* كان ( شارل مارتل ) الخبيث هو حاكم بلاد الفرنجة ( فرنسا ) في ذلك الوقت ، و منذ تولى حكم بلاده و هو يطمح في استعادة الأقاليم الإسلامية التي فتحها المسلمون في جنوب فرنسا .. ، و كان يدرك تماما أن القضاء على جيش المسلمين هو السبيل الوحيد لتحقيق حلمه و استقرار مملكته أمام خطر التوسع الإسلامي بعدما وصلت جيوش البطل / عبد الرحمن الغافقي إلى أعتاب ( باريس ) .. !!

.. ، و في سنة 114 هجرية .. و على أرض تبعد عن باريس ب 340 كم فقط .. بدأت أحداث تلك المعركة التاريخية الفاصلة

.. ، و صمد المسلمون صمودا عظيما أمام ذلك الطوفان الهائل من جيوش الفرنجة .. ، و استمرت المعركة متواصلة حتى دخل الليل .. ، فعاد كل جيش إلى معسكره استعدادا ليوم جديد من القتال ، فقد عجزت قوات شارل مارتل المخيفة عن أن تزحزح جيش المسلمين من أرض المعركة ( شبرا ) إلى الوراء ... !!!

.. و في اليوم التالي ..
سطر المسلمون الأبطال ملحمة من التضحية و الثبات أمام الفرنجة ، و تقدموا تقدما بسيطا جدا .. ، و لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق النصر .. !!!

.. و جاء اليوم الثالث ..
.. ، فصبر المسلمون في القتال و صابروا رغم قلة أعدادهم بالنسبة لجيش الفرنجة .. ، فكان قتالهم يدهش شارل مارتل ، فلم يكن يتخيل أن يصمد المسلمون بهذه الصورة كالجبل الأشم أمام 400 ألف من جنوده المدججين بأحدث الأسلحة .. !!!

.. كان ( مارتل ) يظن أنه سيسحق جيش ( الغافقي ) في ساعة من نهار .. ، و ها هو اليوم الرابع من القتال يبدأ دون إحراز أي انتصار يذكر ... !!!

.. ، و مر اليوم الخامس .. ، و السادس .. ، و السابع .. ، و الثامن .. ، و التاسع .. بنفس الطريقة .. لا غالب و لا مغلوب ..

.. ، فعزم عبد الرحمن الغافقي في ( اليوم العاشر ) على أن يهجم بجيشه هجوما شاملا ليخيف الفرنجة و ينهي المعركة .. ، و كان يدرك أن ذلك قد يؤدي إلى خسارة أعداد كبيرة من جيشه و لكنه كان يرفض فكرة الانسحاب نهائيا ..!!

.. ، فخطب في جيشه و ذكرهم بفضل ( الشهادة ) في سبيل الله و الأجر العظيم الذي ينتظرهم في الآخرة ، و هيأ نفوسهم لاستقبال يوم شديد من القتال ...

.. ، و على الجانب الآخر ..
كان شارل مارتل يضع مع قادته خطة القتال لهذا
( اليوم العاشر ) ، و يجهز جيشه استعدادا ( للضربة القاضية )
.. ، و كان يريد أن يحدث ثغرة في جيش المسلمين المتماسك بأية طريقة حتى يتمكن من القضاء عليه ..

.. و بدأت المعركة من جديد ....

.. ، و هجم أبطال المسلمين مع قائدهم عبد الرحمن الغافقي هجوما كاسحا حتى بدأ جيش الفرنجة في التراجع ..
.. ، و شعر المسلمون أخيرا باقتراب النصر ....

.... و لكن ... !!!!!!

.. استطاعت فرقة من فرسان الفرنجة أن تنفذ خلف جيش المسلمين حتى وصلت إلى معسكرهم الذي كانوا يجمعون فيه كميات ضخمة من الغنائم التي غنموها من المدن الفرنسية التي فتحوها قبل المعركة ..

.. ، فلما شعر المسلمون بهذا التسلل نادى بعضهم بأعلى صوته على الجيش لحماية الغنائم ..
.. ، فوقع عدد كبير من فرسان المسلمين في خطأ عسكري فادح ، حيث تركوا القتال و رجعوا إلى الخلف للدفاع عن الغنائم .. !!
.. ، و حدثت الثغرة التي كان يتمناها ( شارل مارتل ) ..

.. ، فاهتز الجيش الإسلامي و اضطرب اضطرابا عظيما ..
.. ، و أخذ عبد الرحمن الغافقي ينادي في المسلمين ليعيد تماسك الجيش .. ، و لكن أحد جند الفرنجة رماه بسهم في مقتل .. فسقط البطل شهيدا ... !!!

.. ، و استغل ( شارل مارتل ) تلك الفرصة فهجم بجيشه على المسلمين هجوما شرسا ، و أخذ الفرنجة يقتلون في المسلمين حتى استشهد منهم عدد كبير جدا .. !!

.. ، و مع كل ذلك ..
.. صمد المسلمون و قاتلوا باستماتة عجيبة ..
.. قاتلوا بتلك الروح التي بثها في نفوسهم البطل الشهيد / عبد الرحمن الغافقي .. رضي الله عنه .. فلم يفروا من أرض المعركة .. !!

.. ، و دخل الليل .. و توقف القتال .. و عاد كل جيش إلى معسكره و قد أصاب الفريقين حالة من الذهول مما حدث في ذلك اليوم الدامي ..
.. ، فشارل مارتل و جنوده أذهلهم أن المسلمين لا يزالون صامدين بعد كل ما حدث ... !!!

.. ، و المسلمون أذهلهم هذا الخطا الفادح الذي فعله بعض فرسانهم دون أن يعتبروا من درس ( غنائم غزوة أحد ) الذي سجله القرآن الكريم حينما قال الله تعالى :

(( و لقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه ، حتى إذا فشلتم و تنازعتم في الأمر و عصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون ، منكم من يريد الدنيا و منكم من يريد الآخرة ، ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ، و لقد عفا عنكم ، و الله ذو فضل على المؤمنين ))

.. ، كما أذهل المسلمين ذلك العدد الهائل من الشهداء الذين سقطوا في يوم واحد فقط .. !!

.. و في الليل ..
Forwarded from خلفاء بني أمية
اجتمع قادة المسلمين و قرروا أن ينسحبوا بالجيش انسحابا هادئا منظما نحو الجنوب قبل أن تطلع الشمس ، و ألا يواصلوا القتال حتى لا يباد الجيش بالكامل .

.

.. ، فاستيقظ شارل مارتل في صباح اليوم الحادي عشر استعدادا للقتال من جديد ، فلم يجد جيش المسلمين على أرض المعركة .. ، فظن أنها ( خدعة ) ، و أن المسلمين قد انسحبوا قليلا ليعدوا فخا لجيشه ..
.. ، فخاف شارل مارتل أن يتتبعهم ، و اكتفى بما حققه من انتصار ، فعاد بجيشه إلى بلاده في الشمال ... !!

.. ، و هكذا انتهت معركة بلاط الشهداء .. ، و انتهت معها الفتوحات الإسلامية في أوربا ...!!!!

................... ............. ..................

.. ، و علقت الزينات .. و أطلقت الأعيرة النارية ..
.. ، و دقت الكنائس الأوربية أجراسها .. و لا تزال تدقها حتى الآن .. فرحا بانتصار شارل مارتل التاريخي الذي أوقف الزحف الإسلامي في أوربا .. !!

.. ، و أخذ المؤرخون الأوروبيون ينسجون في كتاباتهم عن تلك المعركة روايات مغلوطة فيها الكثير من المبالغات الغير منطقية ليظهروا عظمة أول انتصار نصراني كبير على المسلمين .. !!

.. ، و مع ذلك نجد من بين مؤرخي أوربا بعض المنصفين الذين اعتبروا انتصار شارل مارتل هذا (( انتصارا كارثيا )) على بلاد أوربا ..
.. ، و هذا أحدهم .. و يدعى ( أناتول فرانس ) .. يقول :

(( إن أهم تاريخ في حياة فرنسا هو ( معركة بواتيه ) حين هزم شارل مارتل المسلمين .. ، ففي ذلك التاريخ بدأ تراجع الحضارة العربية الإسلامية أمام الهمجية الأوروبية )) .. !!

.......... تابعونا ........

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع :
كتاب ( قصة الأندلس ) للدكتور راغب السرجاني حفظه الله
Forwarded from أيام عمر
#زمن_العزة

#أيام_عمر5

💥 (( معركة بيسان )) 💥

و بالفعل وصل المبعوث الروماني إلى معسكر المسلمين في فحل ليبدأ الجولة الثانية من المفاوضات .. ، فأدخلوه على مجلس سيدنا أبي عبيدة بن الجراح ، و كان يجلس بين جنده على الأرض .. ، فتعجب الروماني لأنه لم يستطع أن يميز أباعبيدة من بين المسلمين .. ، فهذا ما لم يعهده من قادة الرومان المتكبرين ..
، فسألهم : (( من منكم أمير الجيوش .. ؟!! ))

.. فرحب به أبوعبيدة ، و أحسن استقباله ...
، ثم أخذ يستمع إليه ..

، فبدأ المبعوث الرومي يعرض مزيدا من التنازلات .. قال :

(( سنعطي .. زيادة على عرضنا السابق .. لكل رجل منكم
دينارين ، و ثوب .. ، و لأميركم 1000 دينار ذهبية .. ، و لخليفة المسلمين 2000 دينار .... !!!! ))

........ .... الآن أصبح العرض لا يقاوم فعلا .... !!!

ولكن ....
إذا قبِل المسلمون هذا العرض ، وانصرفوا إلى بلادهم ليتمتعوا بهذه الدنانير .. من الذي سينشر الإسلام في العالم ...؟!!
، من الذي سيوصل الحق للناس حتى ينقذهم من النار .. ؟!!

، ثم إن أباعبيدة بن الجراح كان على يقين من النصر .. فهو وعد الله الذي لا يخلف الميعاد ..
، فلماذا إذا يقبل المسلمون مثل هذه العروض ، و يعطوا الدنِية في دينهم .... ؟!!

.. طبعا رفض أبوعبيدة عرض الرومان بلا تردد ..
فقال له المبعوث الروماني مهددا .. ، و قد تملكه الغيظ :

(( والله إني أرى أنكم ستقبلون غدا أقَل من هذا بكثير .. ))

.. ، ثم انصرف إلى معسكره ..
، و هناك أخبر سكلاريوس بفشل الجولة الثانية من المفاوضات مع المسلمين .. ، و هذا معناه أن الخيار العسكري لا مفر منه ....!!

و في هذا البرد القارس في شهر يناير ..
، و في الثلث الأخير من الليل.. ذلك الوقت الذي يتنزل فيه رب العزة إلى السماء الدنيا ليغفر للمستغفرين و ليجيب دعاء السائلين ..أخذ أبوعبيدة بن الجراح يجهز جيوش المسلمين ليبدأ القتال في اليوم التالي مباشرة ..
، فاختار خالد بن الوليد قائدا على مقدمة الجيش ..
، وجعل سيدنا / سعيد بن زيد على القلب .. وهو من العشرة المبشرين بالجنة ..
، و جعل على الميسرة سيدنا / هاشم بن عتبة بن أبي وقاص .. وهو ابن أخي سيدنا سعد بن أبي وقاص ..
، و اختار على الميمنة ذلك الشاب الجبل سيدنا /
معاذ بن جبل رضي الله عنهم أجمعين ..

ثم خطب فيهم أبوعبيدة بن الجراح ليحمسهم للقتال .. ، و ليرغبهم في الشهادة .. ، ثم صلى بهم صلاة الفجر ..

.. ، و بعدها بدأ في التحرك بهذا الجيش المبارك بين الوحل و المستنقعات ليعبروا نهر الأردن فيباغتوا الروم على أرضهم في هذا الوقت المبكر ..... !!!!

و بالفعل ....
فوجئ سكلاريوس بالجيش الإسلامي ..
، فلم يكن يتصور أن يراهم أمام عينيه في الصباح الباكر بهذه السرعة العجيبة .. رغم الطين و الوحل ، و رغم صعوبة الجو .... !!!!

معركة بيسان

.. وفي 28 من ذي القعدة سنة 13 هجرية بدأ يوم عظيم من أيام الله على أرض بيسان ....

** و لما وصل الجيش الإسلامي أخذ القائد العبقري /
خالد بن الوليد قائد المقدمة يدرس الأمر جيدا ، و يحدد نقاط القوة ، و الضعف لهذا الجيش الروماني الضخم حتى يضع خطة القتال ...

.. لاحظ خالد أن قلب الجيش الروماني متين جدا .. ، فقد ركز الرومان كل قوتهم في القلب ، فجعلوا كل فرسانهم فيه ، و جعلوا على جانبي كل فارس جنديين من المشاة مهمتهما حماية هذا الفارس برماحهما ، و سهامهما ... !!

.. فعرف خالد أنه من الخطأ أن يهجم بجيش المسلمين على ذلك القلب المتين .... !!!

.. ، و لكنه لاحظ أن ميمنة و ميسرة الرومان عبارة عن مشاة فقط .... ليس معهم فرسان ......!!!!

.. ، فكانت هذه هي نقطة الضعف الوحيدة التي اكتشفها خالد بن الوليد في جيش الرومان ....
، بينما كانت نقطة ضعف المسلمين أنهم يقفون على الوحل و الطين مما يعوق حركة الخيول ، و يصعب عليهم المناورات .. ، بينما يقف الرومان على أرض جافة ثابتة بعيدا عن الوحل و المستنقعات ..!!

.. ، فكانت خطة خالد بن الوليد أن يستدرج جيش الرومان إلى منطقة الوحل ليشل حركة فرسانهم .. ، وذلك بأن يتظاهر أمامهم بالانسحاب التدريجي البطيئ .. ، و بطبيعة الحال سيتقدم جيش الرومان طمعا في الإجهاز عليه ..

، فإذا أوقعهم في منطقة الوحل سيبدأ خالد في مهاجمة ميمنة و ميسرة الجيش الروماني باستخدام مقدمة جيش المسلمين فقط .. و التي يقودها بنفسه ، و كان عددهم حوالي ستة آلاف فارس .. ، و بالتالي سيضطر فرسان الرومان أن يخرجوا من القلب إلى الأجناب للدفاع عن ميمنتهم و ميسرتهم ضد هجمة خالد ...
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_سليمان_بن_عبدالملك_1

(( و انتهى عهد الظلم )) 🌿

* بعد أن وصلنا إلى ذلك المشهد الحزين عند أسوار باريس في معركة (( بلاط الشهداء )) أريد أن أعود بكم سريعا إلى قصر الخلافة في دمشق لنشهد وقائع الأيام الأخيرة في حياة (( الوليد بن عبد الملك )) و نتعرف على الخليفة الجديد ..

.. ، و سنعود إن شاء الله تعالى إلى الأندلس .. من وقت لآخر .. لنتابع ما يقع على أرضها من أحداث ، و سيكون ذلك بالتزامن مع فترات الخلافة المختلفة .. ، فتاريخ الأندلس تاريخ ضخم .. يزيد عن الثمانمائة عام .. سطره رجال عظماء من أبطال الإسلام الذين لا يعرف شبابنا عنهم أي شيئ ، فلا ينبغي أن نمر على سيرتهم مرور الكرام ..

............... ............... ................

.. في عام 96 هجرية ...
.. ، و قبل أن يداهمه مرض الموت بشهور قليلة ..

كان الوليد بن عبد الملك يسعى سعيا حثيثا إلى تولية ابنه ( عبد العزيز بن الوليد ) بدلا من أخيه / سليمان بن عبد الملك ولي العهد .. ، فحاول الوليد أن يضغط على أخيه سليمان ليبايع بولاية العهد لابنه ، و لكن رفض رفضا قاطعا ..

.. ، فكتب الوليد إلى ولاته في كل البلاد الإسلامية يطلب منهم أن يبايعوا لابنه عبد العزيز .. ، فوافقه الحجاج بن يوسف الثقفي على ذلك و شجعه عليه .. ، كما وافقه
البطل / قتيبة بن مسلم و عدد غير كثير من الناس و من الأعيان .. !!

.. ، و رفض عمر بن عبد العزيز خلع ( سليمان ) ، و اعترض اعتراضا شديدا على مبايعة ( ابن الوليد ) ، فقد اعتبر ذلك نقضا للعهد بلا داعي .. ، و قال :

(( إن لسليمان في أعناقنا بيعة ))

.. ، و كان الوليد بن عبد الملك مصرا على توريث الحكم لابنه .. ، و لكنه مات قبل أن ينجح في تنفيذ ذلك .. !!

.. ، فتولى الخلافة من بعده أخوه / سليمان بن عبد الملك
.. ، و كان من أوائل قراراته : ( عزل جميع الولاة و القادة العسكريين التابعين للحجاج بن يوسف الثقفي ) .. !!

.. ، و كان الحجاج بن يوسف قد توفي قبل وفاة الوليد ، و لكن ظلت سياساته القمعية الظالمة باقية على أيدي هؤلاء الولاة الذين تربوا في مدرسته .. ، فأراد الخليفة الجديد / سليمان أن يغير تلك السياسات القاسية ليستبدلها بالرفق و اللين مع الرعية ..

.. ، و تولى سليمان بن عبد الملك الخلافة لفترة قصيرة .. ثلاث سنوات فقط .. ، و كان ذا دين .. يعظم الشعائر و يتبع القرآن و السنة ، و يحرص على تطبيق الشريعة ، و يقرب العلماء و الصالحين من أهل الدين و الفضل ..

.. ، فقرب إليه ابن عمه / عمر بن عبد الغزيز ، و كان يستعين به في أمر الرعية و يستشيره في معالي الأمور ..

.. ، كما قرب إليه العالم الجليل / رجاء بن حيوة .. و هو كما تعلمون من كبار علماء التابعين .. ، فكان يستشيره في كل قضايا الدولة و إدارتها و يصطحبه معه في أسفاره .. !!

.. ، و كان سليمان محبا للحق و العدل ، فاختار لولاية البلاد الإسلامية ( ولاة أفاضل ) من الذين اتفق الناس على حبهم و توقيرهم .. فرحمة الله عليه .. ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الرحماء يرحمهم الرحمن )) .. ، و قال :

(( من لا يرحم لا يرحم ))

............... تابعونا ............

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_سليمان_بن_عبدالملك_2

💞 (( افتتح بخير .. و اختتم بخير ))

* قال ابن سيرين واصفا خلافة سليمان بن عبد الملك :

(( رحم الله سليمان .. افتتح خلافته بإحياء الصلاة
.. ، و اختتمها باستخلاف عمر بن عبد العزيز ))

.. ، فقد لاحظ سليمان أن الناس قد استهانوا بأمر إقامة الصلاة في أول وقتها ، فكانوا يؤخرونها .. ، و كان سليمان يعلم أن هذا هو أول موجبات البلايا و المصائب و الهزائم في الأمة .. ، و لذلك كان أول ما فعله بمجرد أن اعتلى عرش الخلافة أنه أرسل رسائل إلى كل الأمصار .. قال فيها :

(( أيها الناس .. إن الصلاة قد أميتت .. فأحيوها في وقتها ))

.. ، و مما ذكر في الثناء على سليمان ما قاله عنه
ابن كثير رحمه الله .. قال :
(( كان سليمان يرجع إلى الدين و إلى الخير
، و يحب الحق و أهله و يتبع القرآن و السنة ))

.. و فتحت السجون و المعتقلات ..
و عاد المظلوم إلى أحبابه .. ، و احتضن الوالد أولاده ..
.. و هدأت النفوس المجروحة .. و سكنت البيوت الموجوعة
.. و تبدلت دموع القهر و الفراق بدموع الفرحة ..

.. ، و لذلك قال ابن قتيبة في وصف خلافة سليمان :
(( لقد افتتح خلافته بخير ، و ختم بخير ..
.. ، لأنه رد المظالم إلى أهلها و أخرج المسجونين ..
.. ، ثم استخلف عمر بن عبد العزيز ))

.. ، فقد أشار عليه العالم الجليل / رجاء بن حيوة باستخلاف ابن عمه / عمر بن عبد العزيز من بعده .. لما عرف عنه من التقوى و العلم و الأمانة .. ، فوافقه سليمان على ذلك ..
.. ، فكان لذلك الاختيار أكبر الأثر على العالم الإسلامي كله
.. كما سنرى إن شاء الله تعالى ..

.. ، و في عهد سليمان كانت محاولات فتح القسطنطينية لا تتوقف .. ، فقد كان أخوه البطل / مسلمة بن عبد الملك يخرج في حملات عسكرية متتابعة على أراضي و حصون الرومان في الشمال لتحقيق ذلك الهدف .. حتى وصل في النهاية إلى أسوار القسطنطينية ، فحاصرها حصارا طويلا شديدا حتى نفذ طعام الرومان داخل القسطنطينية فاضطروا لأكل الفئران .. !!!!

.. و لكن مع الأسف ..
.. فعلى الجانب الآخر كان الوضع مأساويا أيضا ..

.. ، فقد جاع المسلمون بسبب نقص المؤن ، و كادوا أن يهلكوا من الجليد و البرد القارس .. ، فاضطر عمر بن عبد العزيز عندما تولى الخلافة إلى فك ذلك الحصار فورا لإنقاذ حياة الجيش الإسلامي ... !!
............. .............. ..............

... ، و يتبقى لنا الآن ( المشهد الأخير ) في حديثنا عن خلافة سليمان .. ، و هو مشهد إيماني مؤثر يحكي لنا عن ذلك اللقاء الذي دار بين خليفة المسلمين / سليمان و بين التابعي الجليل ( أبي حازم : سلمة بن دينار ) في المدينة المنورة ..

........ فتابعونا .........

🎀 بسام محرم 🎀
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اقرأ📖📚
واستشعر أن غباء سيادتك من نعم الله 👌😆
العلامة محمد أبو موسى
.🍁¦ @aqrae ¦🍁
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_سليمان_بن_عبدالملك_3

🍂 (( أبو حازم )) 💞

* أبو حازم الأعرج هو ( سلمة بن دينار ) المدني الزاهد ..
ولد في خلافة عبد الله بن الزبير ، و هو من عباد أهل المدينة و زهادهم ، و يعد من التابعين ..
و كان يتقشف و يلزم الورع الخفي و التخلي بالعبادة و يقول : (( قاتل هواك أشد ممن تقاتل عدوك ))

.. ، و قد وهبه الله حكمة واسعة ، حتى قيل عنه :
(( ما رأينا أحدا الحكمة أقرب إلى فيه من أبي حازم ))

.. ، و إذا أردت أن يزداد يقينك و يطمئن قلبك فاقرأ في وصايا أبي حازم ، فقد كان يقينه و حسن ظنه بالله شديد ، حيث استقر في قلبه قول الله تعالى :
(( وَ فِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَ مَا تُوعَدُونَ ))
.. ، فلم يكن يحمل هم الرزق بل شغل نفسه بالعبادة والعلم ..
.. ، و لما شكا إليه الناس قائلين له :
(( يا أبا حازم أما ترى قد غلا السعر .. ؟!! ))
.. قال لهم : (( و ما يغمكم من ذلك .. ؟
إن الذي يرزقنا في الرخص هو الذي يرزقنا في الغلاء ))

.. ، و سئل يوما : (( يا أبا حازم ما هو مالك .. ؟ ))
.. ، فقال :
(( ثقتي بالله تعالى ، و إياسي مما في أيدي الناس ))

.. ، و ذات مرة لقي أبو حازم أبا جعفر المديني ، فرآه مكتئبا حزينا .. ، فقال له :
(( مالي أراك مكتئبا حزينا .. ؟ ، و إن شئت أخبرتك ))
.. ، فتعجب أبو جعفر .. ، فكيف عرف أبو حازم سبب حزنه دون أن يتكلم .. ؟!!! .. ، فقال له : (( أخبرني إذن ))
فقال له أبو حازم : (( لقد ذكرت أولادك من بعدك ))
.. ، فقال له أبو جعفر مندهشا : (( نعم ))
.. ، فابتسم أبو حازم ، و قال له : (( فلا تفعل .. فإن كانوا لله أولياء فلا تخف عليهم الضيعة .. ، و إن كانوا لله أعداء فلا تبال ما لقوا بعدك ))

.. ، و كان أبو حازم كثير البكاء من خشية الله ..
و ذات يوم شهد جنازة ، فوقف على شفير القبر و أخذ ينظر فيه .. ، فسأله الناس : (( ماذا ترى ؟ )) .. ، فقال لهم :
(( أرى حفرة يابسة .. و أرى جنادل .. أما و الله لتحمدنه إلى نفسك أو لتكونن معيشتك فيه معيشة ضنكا ))
.. ، ثم أخذ يبكى بكاءً شديدا ..

.. ، و كان مما قال : (( لو نادى مناد من السماء بأمن أهل الأرض من دخول النار لحق عليهم الوجل من حضور ذلك الموقف و معاينة ذلك اليوم .. )) .. ، ثم أنشد قائلا :

الدهر أدبني والصبر رباني * والقوت أقنعني واليأس أغناني

وأحكمتني من الأيام تجربة * حتى نهيت الذي كان ينهاني

.. ، و ذات مرة قال متعجبا من حال الناس و غفلتهم :
(( نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب ، و نحن لا نتوب حتى نموت .. !!! ))
.. ، و قال : (( و اعلم أنك إذا مت لم ترفع الأسواق بموتك إن شأنك صغير .. فاعرف نفسك ))

* قال محمد بن مطرف : (( دخلنا على أبي حازم لما حضره الموت ، فقلنا : يا أبا حازم .. كيف تجدك .. ؟ ))
قال : (( أجدني بخير .. أجدني راجيا رحمة الله .. ، فوالله ما يستوي عنده من غدا أو راح يعمر عقد الآخرة لنفسه فيقدمها أمامه ، و من غدا أو راح في عقد الدنيا يعمرها لغيره و يرجع إلى الآخرة لا حظ له فيها و لا نصيب ))

.. ، و في سكرات الموت قال : (( ما آسي على شيء فاتني من الدنيا إلا على ذكر الله .. ، و في الموت راحة للمؤمنين ))
.. ، ثم قرأ : (( و ما عند الله خير للأبرار )) .. ، و فاضت روحه

............. ................... ...............

.. ، و كان أبو حازم جريئا في الحق .. و لا يخشى في الحق لومة لائم ، و لا يخاف فيه من ذي سلطان .. ، و مما يدل على ذلك موقفه مع أمير المؤمنين / سليمان بن عبد الملك...

.. و هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى

........... فتابعونا .............

🎀 بسام محرم 🎀
2024/10/02 12:26:15
Back to Top
HTML Embed Code: