Telegram Web Link
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_سليمان_بن_عبدالملك_4

💦 (( لماذا نكره الموت ... ؟!!! )) 🌿

* خرج سليمان بن عبد الملك في سنة 97 هجرية لأداء مناسك الحج ، ثم زار المدينة المنورة .. ، فسأل أهلها :
(( ها هنا أحد يذكرنا بالله ممن أدركوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ؟ ))
.. ، فقيل له : (( نعم .. أبو حازم ))

.. ، فأرسل الخليفة في استدعاء أبي حازم .. ، فلما دخل عليه قال له : (( يا أبا حازم .. ما هذا الجفاء ..؟!!
.. ، فقال له : (( و أي جفاء رأيت مني يا أمير المؤمنين ؟!! ))

فقال سليمان : (( وجوه الناس أتوني ، و أنت لم تأتني ))
فقال : (( و الله ما عرفتني قبل هذا ، و لا أنا رأيتك ..
.. ، فأي جفاء رأيت مني .. ؟!! ))
.. ، فقال سليمان : (( صدقت ..
.. ، قل لي يا أبا حازم ، لماذا نكره الموت .. ؟!! ))
.. ، فقال له : (( لأنكم عمرتم الدنيا و خربتم الآخرة ؛ فتكرهون الخروج من العمران إلى الخراب ))
.. ، فقال له :
(( صدقت .. ليت شعري ما لنا عند الله تعالى غدًا ؟ ))
.. ، فقال له : (( اعرض عملك على كتاب الله ))
.. ، فقال سليمان : (( و أين أجده .. ؟!! ))
.. ، فقال له : (( قال الله تعالى : إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ))
.. ، قال سليمان : (( فأين رحمة الله ..؟!! ))
.. قال أبو حازم : (( قريبٌ من المحسنين ))
قال سليمان : (( ليت شعري كيف العرض على الله غدًا ؟ ))
قال أبو حازم : (( أما المحسن كالغائب يقدم على أهله ، وأما المسيء كالآبق يقدم به على مولاه ))

.. ؛ فبكى سليمان حتى علا نحيبه و اشتد بكاؤه ..

.. ، ثم سأله قائلا : (( يا أبا حازم .. مَن أفضل الخلائق ؟ ))
قال : (( أولوا المروءة و النهى ))
.. ، فقال : (( فما أعدل العدل ؟ ))
قال : (( كلمة صدق عند من ترجوه و تخافه ))
فسأله : (( فما أسرع الدعاء إجابة ؟ ))
قال : (( دعاء المحسن للمحسنين ))
فساله : (( فما أفضل الصدقة ؟ ))
قال : (( جهد المقل إلى يد البائس الفقير لا يتبعها مَنّ ولا أذى ))
فساله : (( يا أبا حازم .. من أكيس الناس ؟ ))
قال : (( رجل ظفر بطاعة الله تعالى فعمل بها ثم دل الناس عليها ))
فسأله : (( فمن أحمق الخلق ؟ ))
قال : (( رجل باع آخرته بدنياه ))

.. ، فلما سمع أمير المؤمنين كلام ابي حازم الحكيم عرض عليه أن يأخذه معه إلى قصر الخلافة بدمشق لينتفع بمواعظه .. ، و قال له :
(( يا أبا حازم .. هل لك أن تصحبنا و تصيب منا و نصيب منك ؟ ))
.. ، فرفض أبوحازم رفضا قاطعا ، و قال له بلا تردد : (( كلا ))

.. ، فسأله سليمان متعجبا من رفضه لذلك العرض المغري :
(( ولم .. ؟!!!! ))
.. ، فرد عليه قائلا : (( إني أخاف أن أركن إليكم شيئا قليلاً فيذيقني الله ضعف الحياة و ضعف الممات ثم لا يكون لي منه نصيرًا ))
.. ، فقال له : (( يا أبا حازم .. ارفع إلي حاجتك ))
.. ، فقال : (( نعم .. أن تدخلني الجنة و تنجيني من النار ))
.. ، فقال له : (( ليس ذاك إلي ))
.. ، فقال أبو حازم : (( ما لي حاجة سواها ))

.. ، فقال له : (( يا أبا حازم .. ادع الله لي ))
.. ، فدعا له قائلا : (( اللهم إن كان سليمان من أوليائك فيسره لخير الدنيا و الآخرة .. ، و إن كان من أعدائك فخذ بناصيته إلى ما تحب و ترضى ))

.. ، فسأله سليمان سؤالا حرجا عن رأيه في سياسة خلفاء بني أمية ، قال له : (( يا أبا حازم .. ما تقول فيما نحن فيه ؟ ))

.. ، فحاول أبو حازم أن يعتذر عن الإجابة و قال :
(( أو تعفيني يا أمير المؤمنين ؟ ))

فقال له سليمان : (( بل نصيحة تلقيها إلي ))
.. ، فقال له :
(( إن آباءك غصبوا الناس هذا الأمر فأخذوه عنوة بالسيف من غير مشورة ولا اجتماع من الناس .. ، و قد قتلوا فيه مقتلة عظيمة وارتحلوا .. ، فلو شعرت ما قالوا و قيل لهم ))

.. ، فقال رجل من جلسائه : (( بئس ما قلت يا أبا حازم ))
.. ، فقال له أبو حازم : (( كذبت .. إن الله تعالى أخذ على العلماء الميثاق ليبيننه للناس ولا يكتمونه ))

.. ، فقال سليمان : (( يا أبا حازم أوصني ))
.. ، قال له : (( نعم .. سوف أوصيك و أوجز .. نزه الله تعالى و عظمه أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك ))

.. ، ثم قام أبو حازم يريد الانصراف .. ، فقال له سليمان :
(( يا أبا حازم .. هذه مائة دينار أنفقها ، و لك عندي أمثالها كثير ))
.. ، فرمى أبو حازم صرة الدنانير على الأرض ، وقال :
(( والله ما أرضاها لك ، فكيف أرضاها لنفسي .. ؟
أني أعيذك بالله أن يكون سؤالك إياي هزلاً ، و ردي عليك بذلا يا امير المؤمنين .. ، فإن كانت هذه المائة دينار عوضا عما حدثتك فالميتة والدم ولحم الخنزير في حال الاضطرار أحل منه .. ، وإن كان من مال المسلمين فلي فيها شركاء و نظراء إن وازيتهم و إلا فلا حاجة لي فيها .. إن بني إسرائيل لم يزالوا على الهدى والتقى حيث كانت أمراؤهم يأتون الى علمائهم رغبة في علمهم ..
Forwarded from خلفاء بني أمية
، فلما نكسوا وسقطوا من عين الله تعالى وآمنوا بالجبت والطاغوت كان علماؤهم يأتون إلى أمرائهم و يشاركونهم في دنياهم ... ))

.. ، ثم انصرف أبو حازم .. ، فقال رجل من جلساء سليمان :
(( يا أمير المؤمنين .. أتحب أن يكون الناس كلهم مثل
أبي حازم )) .. ، فنكس سليمان رأسه و قال : (( لا ))

........ تابعونا ........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from أيام عمر
#زمن_العزة

#أيام_عمر7

(( الطريق إلى حمص ... ))

و بعد فتح دمشق .. أعاد أبوعبيدة بن الجراح سيدنا /
شرحبيلَ بن حسنة بجيشه إلى الأردن ، و جعله واليا عليها .. ، وكلف عمرو بن العاص أن يتولى أمر ما تم فتحه من المدن الفلسطينية .. ، و ترك جيش يزيد بن أبي سفيان لرعاية شؤون مدينة دمشق ، بعد أن اختاره واليا عليها ...

.. ، ثم انطلق البطلان أبوعبيدة و خالد بن الوليد بجيشيهما لاستكمال فتح مدن شمال سوريا .. ، و ذلك بعد أن استراحت الجيوش في دمشق طوال فصل الشتاء إلى أن تحسنت الأحوال ااجوية ، و انقشع البرد القارس ....

.. ، و كان هدفهما فتح مدينة حمص الحصينة .. ،
فانطلقا من طريقين مختلفين :

.. ، سلك جيش أبي عبيدة الطريق الشرقي الصحراوي .. ،
بينما سلك خالد بجيشه الطريق الغربي .. الأطول ، و الأصعب .. أصعب لأنه سيمر على قوات رومانية ، و حصون أثناء سيره إلى حمص .. !!

و انتصر خالد على القوات الرومانية التي اعترضت طريقه بسهولة عجيبة .. ، فقد كانوا يفرون من أمامه بعد مقاومة ضعيفة .. مما أثار دهشته ..!!

.. ، و تمكن خالد من فتح مدينة بعلبك الحصينة التي كانت في طريقه إلى حمص .. ، حيث طلب أهلها الصلح مقابل الجزية بعد أن فرت القوات الرومانية التي كانت تحميها .. ، و ذلك بعد أن قاوموا خالدا قاومة خفيفة أيضا ... !!!

.. ، ثم وصل الأبطال إلى حمص .. ، و حاصروها .. ،
و استمر الحصار 18 يوما فقط .. ، ثم طلب أهلها الصلح مقابل الجزية بعد أن فرت منها القوات الرومانية بعد مقاومة خفيفة جدا .. تماما تماما كما حدث في بعلبك .. ،

، و هذا أمر عجيب جدا .. ، فحمص مدينة هامة و شديدة التحصين ، و يمكنها أن تصمد أمام الحصار لأشهر طويلة ..!!

كان فتح مدينة حمص في 21 من ربيع الثاني عام 15 هجرية .. بعد تسعة أشهر من فتح دمشق ..
، و فرح المسلمون بفتحها فرحة عظيمة .. ، فقد أصبحوا بذلك يسيطرون على كثير من مدن الشام الحيوية من شمالها إلى جنوبها .. ، ومن شرقها إلى غربها ...

.. ، و لكن تحركات القوات الرومانية ، و انسحاباتهم المتتالية من كل موقع ، و من كل مدينة كانت تدعو إلى القلق ...،
و تثير الكثير من التساؤلات ... ؟؟!!

.. ، فلا يمكن أن يسلم هرقل سورية للمسلمين بهذه البساطة .. فقد كان يحبها حبا كبيرا .. ، حتى أنه كان إذا زارها ، ثم أراد أن يعود إلى القسطنطينية يسلم عليها بحرارة .. ، و يناديها قائلا :

(( سلام عليكي يا سورية .. ، تسليم مودع لم يقض منك وطره ، و هو عائد ))

.. ، و بعد فتح المسلمين لمدينة حمص دخل عدد كبير من أهلها في الإسلام بسرعة لافتة للنظر ... !!!

... ، و من وراء ذلك قصة جميلة .. سأحكيها لكم :

* يروى أن أحد جنود المسلمين بعد عقد الصلح مع أهل حمص كان يسير في طرقات المدينة .. ، فرأى حمصيا معه تفاحة .. ، فأراد الجندي أن يشتريها منه .. ، ولكن ...
لم يكن معه ثمنها.. ، و كان المسلمون لا يعرفون طعم التفاح ..
فقال المسلم للحمصي :
(( خذ خوذتي رهنا عندك حتى آتيك بثمن التفاحة )) ...!!

.. فقال له الحمصي .. وقد بدت على وجهه ، و على صوته علامات الخوف من هذا الجندي المسلم الفاتح .. المسلح :

(( خذها بلا رهن .... هي لك ))

.. ، ولكن الجندي المسلم رفض .. ، و أصر أن يترك خوذته
رهنا عند الحمصي حتى جاء له بثمن التفاحة ... !!!

.. ، و انتشرت هذه القصة بين أهل حمص .. ، فانبهروا بأخلاقيات المسلمين .. ، فمنذ قرون طويلة لم يروا مثل هذا العدل ،و تلك السلوكيات الرفيعة الراقية ..
، فأحبوا الإسلام .. ، و أقبلوا عليه .. ، و اعتنقوه .. !!

، فقد كان يكفيهم مثل هذا الموقف دليلا على أن الإسلام هو دين الحق .. ، فقد رأوا بأعينهم كيف استطاع الإسلام أن يغير هؤلاء العرب .. الغلاظ الشداد .. حتى صاروا يضرب بهم المثل في اللين .. ، و السماحة .. ، و حسن الخلق .. !!

.. ، و يمكنك أن ترد بهذه القصة على الأفاكين الذين يزعمون أن الإسلام انتشر بالسيف ...!!

أرسل أبوعبيدة بن الجراح رسالة النصر إلى أمير المؤمنين /عمر بن الخطاب يبشره فيها بفتح حمص ، و انتشار القوات الإسلامية في كل أرجاء بلاد الشام ..

، و لكن عمر بن الخطاب رد على تلك الرسالة ردا غير متوقع بالمرة .... !!!!

.. ، فقد أمر عمر بن الخطاب سيدنا / أبا عبيدة ألا ينشر الجيوش الإسلامية في أرجاء الشام بهذا الشكل .. ، و أن يعيد تجميعهم إليه مرة أخرى .. ، كما أمره أن يوقف فتوحات الشام عند هذا الحد .. لحين إشعار آخر ...؟!!

.. من الواضح أن أمرا خطيرا قد حدث .. ، مما جعل أمير المؤمنين يتخذ هذا القرار العجيب ... ؟!!!

الذي حدث هو أن المثنى بن حارثة كان قد أرسل إلى عمر يخبره بتأزم الأوضاع في العراق .. ، و باشتعال المواجهات مع الفرس من جديد بعد هزيمة المسلمين في معركة الجسر ، و انخفاض أعدادهم بسبب كثرة الشهداء و الجرحى .. !!
Forwarded from أيام عمر
.. ، و كان كسرى / يزدجرد في ذلك الوقت يعد العد

ة لتجهيز أكبر جيش تم حشده في تاريخ الإمبراطوية الفارسية ..

.. جيش قوامه 240 ألف مقاتل ...!!!

.. ، و اختار كسرى لقيادة ذلك الجيش الضخم .. أعظم و أذكى قائد عسكري فارسي عرفته الإمبراطورية في تاريخها كله .. إنه (( رستم )) ... !!

لذلك أوقف عمر بن الخطاب حركة الفتوحات في الشام فقد كان يجهز لإمداد العراق بأكبر عدد ممكن من المقاتلين تحت قيادة الصحابي الجليل / سعد بن ابي وقاص ...
، و ذلك استعدادا لتلك المعركة الفاصلة التي غيرت وجه الأرض .. ألا وهي .. معركة القادسية ... !!!

و المصيبة .. أن هرقل قيصر الروم كان يخطط لنفس الشئ في نفس الوقت .. ، فقد أصدر أوامره إلى كل القوات الرومانية في الشام بالانسحاب فورا من كل المواقع و الحصون .. ، و ذلك استعدادا لتجهيز أضخم جيش روماني .. يعد لأول مرة في تاريخ الإمبراطورية الرومانية بهذا الحجم .. ، فقد كان يريد استئصال القوات الإسلامية نهائيا من أرض الشام ...!!

* لقد كان هرقل يستعد لمعركة اليرموك الفاصلة .. !!

و الآن اتضحت الرؤية أمام أبي عبيدة بن الجراح ..
، و فهم المسلمون السر من وراء تلك الانسحابات السريعة ، و المتتالية للرومان من مدن الشام .. ، و عرفوا الآن لماذا سقطت حمص و بعلبك في أيديهم بهذه البساطة ... !!!

وأصبح أمير المؤمنين / عمر بن الخطاب يواجه أشد محنة تتعرض لها الخلافة الإسلامية في عهده ... !!!

.. ، فكسرى يجهز مايقرب من ربع مليون مقاتل لسحق المسلمين في العراق .. ، و قيصر الروم يجهز ما يقرب من ربع مليون مقاتل لإبادة المسلمين في الشام .. !!

فهل يمكن لدولة صغيرة ناشئة .. ، ضعيفة الإمكانات
أن تصمد أمام هذا الخطر الداهم ... ؟!!!

إن هذا يعتبر مستحيلا بكل المقاييس العقلية و المادية و العسكرية ... ، إلا أن تحدث المعجزة ... !!!!

.. تابعونا ...

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : مؤلفات د. راغب السرجاني
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

💞 #عمر_بن_عبدالعزيز_1 💞

(( الخليفة الراشد )) 🌿

.. ، و في سنة 99 هجرية ..

توفي سليمان بن عبد الملك بعد أن أوصى باستخلاف
عمر بن عبد العزيز من بعده .. ، و لكن عمر كان يخاف من عظم المسئولية ، فقرر أن يخلع نفسه و أن يترك الأمر شورى بين الناس .. !!
.. ، فلما انتهى المسلمون من دفن سليمان صعد
عمر بن عبد العزيز على المنبر و خطب في الناس قائلا :

(( أيها الناس ... إني قد ابتليت بهذا الأمر من غير رأي مني فيه .. ، و إني قد خلعت ما في أعناقكم من بيعتي ..
.. ، فاختاروا لأنفسكم ))

.. ، فارتفعت أصوات الناس و أخذوا يهتفون :
(( قد اخترناك أنت يا أمير المؤمنين و رضينا بك ))

.. ، فلما رأى عمر إجماع الناس على اختياره أكمل خطبته قائلا :
(( .. إذن .. فأوصيكم بتقوى الله .. ، و اعملوا لآخرتكم .. ، فإنه من عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه .. ، و أطيعوني ما أطعت الله فيكم .. ، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم ))

.. لقد كان المسلمون يحبون عمر بن عبد العزيز حبا عظيما لما عرفوا من خشيته و تقواه لله ، و رفضه و استنكاره الدائم لسياسات الظلم و القمع التي سادت أيام الحجاج بن يوسف الثقفي ، و لذلك لم يجد المسلمون أفضل منه ليتولى أمرهم

.. و بالفعل ...

تغير شكل الدنيا في عهده القصير .. ، فعلى الرغم من أن فترة حكمه لم تتجاوز العامين و نصف العام
( منذ عام 99 و حتى 101 هجرية ) إلا إنه بسبب حكمه العادل و رحمته بالرعية و حرصه على مصالحهم و تعظيمه للشريعة الإسلامية استطاع أن يسعد الناس ، و أن يكسب قلوب الجميع ..، فعاش المسلمون في عهده في أمن و رخاء

.. ، و الكثيرون منا يعلمون أن الحسن بن علي بن أبي طالب كان (( خامس الخلفاء الراشدين )) .. ، إلا إن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قد اشتهر مجازا بهذا اللقب لأنه استطاع أن يحيي سنة الخلفاء الراشدين و أن يسير على نهجهم المستقيم .. !!

.. ، و كثيرا ما كانت تدخل عليه زوجته /
فاطمة بنت عبد الملك في مصلاه فتراه يبكي بكاء حارا .. ، فلما سألته عن ذلك قال لها :

(( أبكي على نفسي يا فاطمة رحمة بها ..
.. ، فقد وليت أمر هذه الأمة ، و علمت أن ربي سيسألني عن الفقير الجائع ، و المريض الضائع ، و اليتيم المكسور ، و الأرملة الوحيدة ، و الشيخ الكبير في كل بلاد الإسلام في أطراف الأرض ))

................ ................... .................

(( بدأ بنفسه ))

.. ، و من أعظم أسباب نجاحه في تحقيق العدل بين الناس أنه قد ( بدأ بنفسه ) .. ، فقد كان قبل ذلك أميرا مترفا من أمراء بني أمية و كان عنده من المال الكثير ، و تأتيه الهدايا الثمينة من كل مكان .. ، فلما تولى الخلافة سلم ماله هذا كله إلى بيت مال المسلمين ، و أمر زوجته فاطمة أن تفعل نفس الشيئ فتنازلت هي الأخرى عن كل ذهبها و جواهرها و أموالها الطائلة لبيت المال .. ، و ترك عمر حياة القصور و الثياب الفاخرة و الموائد الشهية ، و عاش مع زوجته في بيت متواضع مثل أبسط مسلم فقير في دولته .. !!

.. ، ثم أخذ عمر يراجع ( الذمة المالية ) لكل أمراء بني أمية و أعيانهم و قادتهم ، فما وجده زائدا أخذه إلى بيت المال .. !!

.. ، و يروى أنه قد بلغه أن أحد أبنائه قد اشترى خاتما
ثمينا بألف درهم .. ، فأرسل إليه على الفور قائلا :

(( لقد بلغني أنك اشتريت فصا بألف ..
.. ، فبعه و أشبع به ألف جائع ..
.. ، و اتخذ خاتما من حديد ، و اكتب عليه :
رحم الله امرأ عرف قدر نفسه ))

........... تابعونا ...........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#عمر_بن_عبدالعزيز_2

💙 (( ابنة بائعة اللبن )) 🌿

.. كان الفاروق / عمر بن الخطاب رضي الله عنه في فترة خلافته يسير في الليل بين بيوت أهل المدينة ليتفقد أحوال رعيته ، فقد كان يخشى أن ينام أحد منهم و هو جائع .. !!

.. ، و في إحدى الليالي ..

.. سمع عمر امرأة تقول لابنتها :
(( قومي إلى اللبن فاخلطيه بالماء ))

.. ، فقالت البنت : (( يا أماه .. أما علمت أن أمير المؤمنين
عمر أمر مناديا ينادي ألا يشاب اللبن بالماء .. ؟!! ))

.. ، فقالت الأم : (( يا بنيتي .. قومي إلى اللبن فاخلطيه بالماء ، فإن عمر لا يراك الآن ))

.. ، فاعتذرت البنت التقية لأمها قائلة :

(( يا أمي ، و الله ما كنت لأطيعه في الملأ
و أعصيه في الخلوة ))

.. ، فأعجب عمر بن الخطاب بهذا الذي سمعه من ابنة بائعة اللبن و رأى أنها ستكون زوجة مناسبة لأحد أبنائه ..

.. ، فلما عاد دعا أبناءه و قال لهم :
(( هل فيكم من يحتاج إلى امرأة فأزوجه ؟!! ))

.. ، فقال له ابنه ( عاصم ) : (( أنا أريد الزواج ))

.. ، فخطب سيدنا / عمر ابنة بائعة اللبن لابنه عاصم ..
.. ، فلما تزوجها أنجبت له بنتا سموها (( أم عاصم ))

.. ، و نشأت (( أم عاصم )) في هذا البيت الصالح الذي تربت فيه على أخلاق الإسلام .. ، فشبت محبة للقرآن و معظمة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ، و عرفت بين الناس بصلاحها و تقواها ..

.. ، و لما أراد فارس بني أمية الشجاع و أمرها الكريم /
عبد العزيز بن مروان أن يتزوج طلب من أهله أن يبحثوا له عن فتاة ذات مواصفات خاصة .. ، فعلى الرغم من أنه كان من خيرة أمراء بني أمية و الكثير من وجهاء و أعيان
بني أمية و أسرهم العريقة كانوا سيرحبون بمصاهرته و يفرحون به جدا ، إلا إن عبد العزيز بن مروان كان يهمه في شريكة حياته شيئ آخر أكبر و أهم عنده من الحسب و النسب و المال و الجمال ، فهو يعلم جيدا أنه سيختار أما لأبنائه .. و الأم هي صانعة الرجال .. ، فقال لأهله :

(( إني أريد الزواج من بيت صالح ))

.. ، فرشحوا له (( أم عاصم )) ابنة عاصم بن عمر بن الخطاب
، و مدحوا له دينها و أخلاقها .. فتزوجها على الفور ...

.. ، و في سنة 61 هجرية أنجبت له :
(( عمر بن عبد العزيز ))

........ تابعونا .........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#عمر_بن_عبدالعزيز_3

📌 (( التربية .. التربية .. التربية ))

* يمكنك أن تعرف ( كيف يصنع الرجال ؟ ) و أنت تقرأ في سيرة عمر بن عبد العزيز و ترى كيف كانت طريقة تربيته ..؟

.. نشأ الطفل الصغير عمر بن عبد العزيز في المدينة المنورة بين أخواله من أبناء الفاروق / عمر بن الخطاب ، فساعده ذلك المجتمع الصالح الذي احتضنه على أن ينشأ مستمسكا بدينه حريصا على طلب العلم .. ، فأحب مجالس العلماء الكبار منذ صغره و تعلم من علمهم و أخلاقهم ، كما حرص على حفظ القرآن حتى ختمه في سن صغير ..
.. ، و العجيب أنه كان يتأثر بآيات القرآن تأثرا بالغا حتى كان الناس يرونه يبكي و هو يتلو القرآن رغم صغر سنه .. !!

.. ، و قد شجعه والده / عبد العزيز بن مروان على ذلك الطريق و اختار به ( مربيا ) من علماء المسلمين لتولى أمر تربيته ، و هذا المربي هو الشيخ (( صالح بن كيسان )) ..

.. ، ثم حانت لحظة الفراق ..

.. فقد وقع الاختيار على عبد العزيز بن مروان ليكون واليا على مصر ، فأصبح بين خيارين أحلاهما مر :

إما أن يأخذ ولده الحبيب ( عمر ) ليتربى أمام عينيه في مصر ، و في تلك الحالة سيحرم من ( المحضن الطاهر )
الذي يعيش فيه في المدينة المنورة ...
.. ، و إما أن يتركه في المدينة ، و يتحمل هو الصبر على فراق قرة عينه ... !!!

.. ، فاختار عبد العزيز بن مروان الخيار الأصعب على قلبه الأنفع لولده .. تركه ليتربى في المدينة ، و أوصى به مربيه ( صالح بن كيسان ) و طلب منه أن يتواصل معه دائما عن طريق الرسائل ليطمئنه على أحوال ولده و مدى استقامته و التزامه في طلب العلم ..

............. ............. ............... .......

.. ، و كان صالخ بن كيسان يتابع عمر بن عبد العزيز بدقة بالغة حتى أنه كان يتفقده في كل صلاة جماعة في المسجد .. ، و كان عمر غلاما أنيقا .. شديد الحرص على مظهره .. ، فلاحظ الشيخ / صالح بعد فترة أن عمر أصبح يتأخر عن ( تكبيرة الإحرام ) .. ، فسأله معاتبا :

(( يا عمر .. لماذا تأخرت عن صلاة الجماعة .. ؟!! ))

.. ، فأجابه ببراءة قائلا : (( مرجلتي كانت تسكن شعري .. ))

.. ، فظهرت على وجه الشيخ علامات الغضب ، و قال له :

(( و هل بلغ منك حبك لتسكين شعرك أن
تؤثره على صلاة الجماعة .. ؟!! ))

.. ، و بالطبع .. وصل هذا الكلام إلى أبيه /
عبد العزيز بن مروان في مصر ..

.. ، فأرسل على الفور رسولا إلى ابنه ( عمر ) .. ، فاستقبله عمر فرحا و أخذ يسأله عن أبيه .. ، فإذا بالرسول صامت لا يتكلم معه بكلمة واحدة ..!!!!
.. ، ثم أمر الرسول بإحضار الموسى و حلق لعمر بن
عبد العزيز شعره كله ..... !!!!

.. ، و من بعدها تعلم ( عمر ) الدرس .. فهم عظم شأن الصلاة .. ، فكان لا يتأخر عن صلاة الجماعة بعدها أبدا ، كما أصبح شديد الحرص على تعلم كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتشبه به في صلاته ، فكان الناس يرونه يخشع في صلاته و يطيل الركوع و السجود بمقدار عشر تسبيحات كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!

.. ، و في موسم الحج ..

قدم عبد العزيز بن مروان إلى مكة لأداء المناسك ..
.. ، ثم زار المدينة فسأل الشيخ / صالح عن أحوال ولده عمر .. ، فقال له :

(( ما علمت أحدا الله أعظم في صدره من هذا الغلام ))

...... تابعونا .......

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#عمر_بن_عبدالعزيز_4

(( معلم العلماء )) 💞

* و لقد آتت تلك التربية الصالحة ثمارها ..
.. فلمع نجم ذلك الشاب العمري الأموي عمر بن عبد العزيز في سماء العلم حتى أصبح من أئمة زمانه ، بل و أصبح أستاذا معلما لشيوخه .. !!

.. ، و لنقرأ شهادات أئمة و علماء ذلك العصر له و إشاداتهم به حتى نعرف إلى أي درجة وصلت مكانته العلمية :

.. ، فهذا مجاهد يقول منبهرا به :

(( أتيناه لنعلمه .. ، فما برحنا حتى تعلمنا منه .. !!! ))

.. ، و هذا ميمون بن مهران يصفه قائلا :

(( كان معلم العلماء ... !!! ))

.. ، كما أثار عمر بن عبد العزيز إعجاب الإمام مالك فقال عنه :
(( إنه إمام .. !! ))

.. ، و زكاه الإمام الذهبي قائلا :

(( كان فقيها .. مجتهدا .. عارفا بالسنن .. كبير الشأن .. حافظا .. قانتا لله .. أواها منيبا .. يعد في حسن السيرة و العدل كعمر بن الخطاب .. ، و في الزهد كالحسن البصري .. ، و في العلم كالإمام الزهري ))

.. ، و لذلك عظم شأنه في أهل المدينة و أحبه الناس ..

.. ، و أعجب عمه الخليفة / عبد الملك بن مروان بنباهته و تقواه فزوجه من ابنته ( فاطمة ) فكانت له خير زوجة و عاش معها حياة سعيدة .. ، و لكن مكانة عبد الملك منه و جلالة قدره كخليفة للمسلمين لم تمنع عمر من أن يسدي له النصح الواجب ، فكتب إليه يوصيه و يذكره بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه قائلا في رسالته :
(( .. أما بعد ..
.. ، فإنك راع .. وكلٌّ مسؤولٌ عن رعيته ..
.. حدثنا أنس بن مالك أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كل راعٍ مسؤول عن رعيته ) ..
.. ، و قد قال تعالى :
( اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا ) ... ))

.. ، و كان عمر بن عبد العزيز كثيرا ما يعلن استنكاره الشديد لسياسات الحجاج بن يوسف الثقفي الظالمة القاسية و يعترض بشدة على جرأته في سفك دماء المسلمين .. !!

.............. .............. ................

(( أمير المدينة المنورة ))

.. ، و عندما تولى الوليد بن عبد الملك الخلافة اختار ابن عمه عمر بن عبد العزيز ليكون واليه على المدينة المنورة ..

.. ، فما إن وصلته رسالة الخليفة بذلك التكليف حتى جمع عمر عشرة من كبار فقهاء المدينة ليشكل بهم مجلسا استشاريا له ، فيعرض عليهم القضايا الهامة ، و يأخذ آراءهم في معالي الأمور قبل أن يتخذ أي قرار ..
.. ، و كان من بين هؤلاء المستشارين :
* سيدنا / عروة بن الزبير بن العوام ..
* سيدنا / سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ..
.. ، و غيرهما ..

.. ، فلما دخل عليه الفقهاء العشرة في مجلسهم الأول قام فيهم عمر بن عبد العزيز ، فحمد الله و أثنى عليه بما هو أهله .. ، ثم قال لهم :
(( إني دعوتكم لأمر تؤجرون عليه و تكونون فيه أعواناً على الحق .. ، إني لا أريد أن أقطع أمراً إلا برأيكم أو برأي من حضر منكم .. ، فإن رأيتم أحداً يتعدى ، أو بلغكم عن عامل لي ظلامة ، فأحرّج الله على من بلغه ذلك إلا أبلغني ))

.. ، كما كان عمر يستشير غيرهم من العلماء الكبار
كسعيد بن المسيب و الإمام الزهري ..

.. ، و في أثناء فترة إمارته قام عمر بإصلاحات واسعة في المدينة المنورة .. ، كما باشر بنفسه ذلك المشروع العملاق الذي أمر به الوليد بن عبد الملك ووضع له ميزانية ضخمة ..
.. (( مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف )) ..

.. ، و كان عمر بن عبد العزيز يقول دائما أن تلك السنوات الستة التي تولى فيها إمارة المدينة كانت أسعد أيام حياته .. ، و كذلك سعد به أهل المدينة سعادة عظيمة ..

.. ، و لم يعكر صفو تلك السنوات إلا (( حادثة خبيب )) ..

.. ، فمن هو خبيب .. ، و ما هي قصته ..... ؟!!!

................ ................. ................

(( كيف بخبيب ... ؟!! .. كيف بخبيب .. ؟!! )) 💔

* في فترة ولاية عمر بن عبد العزيز أصبحت بلاد الحجاز هي الملاذ الآمن لكل الفارين من بطش الحجاج بن يوسف من أهل العراق حتى بدأت أصوات الشجب و الاعتراض على سياسات الأمويين تتعالى في المدينة المنورة و في الحجاز كلها اعتمادا على عدل و سماحة عمر بن عبد العزيز .. !!

.. ، و كان سيدنا / خبيب .. ابن الصحابي الجليل /
عبد الله بن الزبير بن العوام .. من رؤوس هؤلاء المعترضين .. ، فلما وصل خبره إلى الوليد بن عبد الملك أرسل إلى عمر بن عبد العزيز يأمره بأن يجلد خبيبا مائة جلدة و أن يحبسه عقابا له على إثارته للفتن ..

.. ، و بالفعل ..
تم اعتقال خبيب بن عبدالله بن الزبير ، و أمر عمر بأن يجلد 100 جلدة .. !!!!!
.. ، و لكن خبيبا لم يتحمل الجلد و أصابته حمى شديدة بعدها .. ، فأشفق عليه عمر و أمر بإطلاق سراحه حتى يمرض في بيته بين أهله ..
Forwarded from خلفاء بني أمية
.. ، و أرسل عمر بن عبد العزيز إلى خبيب رسولا ليطمئن على صحته .. ، فلما وصل الرسول إلى بيت خبيب وجد أهله يجلسون حوله يبكون و هو مسجى في ثوبه .. !!
.. ، فعرف أنه قد مات متأثرا بجروحه ..
.. ، فلما عاد إلى عمر بن عبد العزيز وأخبره بوفاة خبيب سقط عمر على الأرض مغشيا عليه ..
.. ، ثم أفاق فأخذ يبكي بكاء مريرا حتى بل لحيته ..

.. ، بعد تلك الحادثة طلب سيدنا عمر بن عبد العزيز من أمير المؤمنين / الوليد أن يعفيه من إمارة المدينة ، و رفض أن يتولى أي إمارة أخرى .. و هذا ما كان يتمناه الحجاج بن يوسف و كثيرا ما أوعز به إلى الوليد بن عبد الملك ..

.. ، و ظل سيدنا عمر يذكر تلك الحادثة طوال حياته ، و كان إذا قيل له : ( إنك فعلت خيرا كثيرا فأبشر ) يتذكر تلك الحادثة فيقول :
(( كيف بخبيب ؟!!! ... كيف بخبيب ... ؟!!! ))

.. ، و لم يزل يذكر خبيبا و يبكي حتى مات رضي الله عنه ..

........... تابعونا ............

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from أيام عمر
#زمن_العزة

#أيام_عمر8

(( معركة الجسر ))

و الآن .. نترك هرقل يجهز لمعركة اليرموك في الشام ،
.. و نعود معا عبر الزمان إلى ما قبل عامين ...
إلى العام 13 من الهجرة .. ، لنعرف كيف تدهورت الأوضاع في العراق بعدما تركها خالد بن الوليد .. ، ثم نعود بعد ذلك لنتابع أحداث معركة اليرموك ...

* عرفنا أن الفرس استغلوا غياب خالد بن الوليد ، و دخلوا مع نائبه على العراق / المثنى بن حارثة في عدد من المعارك .. ،
ورغم قلة الإمكانات و الأعداد مع المثنى إلا إنه ثبت أمام هجمات الفرس ثبات الأسود .. ، وانتصر عليهم في كل تلك المعارك .. ، كما استطاع أن يعيد السيطرة على مدينة الحيرة بعد أن نقض أهلها عهدهم الذي كانوا عقدوه مع خالد بن الوليد .. ، حيث حاصرهم المثنى بن حارثة ، وشدد عليهم الحصار حتى طلبوا الصلح من جديد .. كما ذكرنا ...

.. ، ولكن المثنى شعر أن الأمر يزداد خطورة مع مرور الوقت .. ، ولابد له من مدد عاجل ....

.. ، لذلك كانت أولى أعمال عمر بن الخطاب عندما تولى الخلافة أن استنفر الناس للقتال في العراق .. ،
و بعد إحجام المسلمين ، وخوفهم من ملاقاة الفرس استطاع عمر في النهاية أن يجهز جيش المدد بقيادة البطل الجريئ / أبوعبيد بن مسعود ،
.. ، وجعله عمر قائدا عاما على جيوش المسلمين في العراق لأنه كان أول من لبى نداء الجهاد في الوقت الذي أحجم فيه الناس ...

و تحرك أبو عبيد بن مسعود بجيش المدد إلى العراق بعد أن تلقى من عمر بن الخطاب وصاياه و نصائحه :

.. حيث أوصاه بأن يتحلى بالحذر و الحيطة .. ،
و ألا يندفع في أعمال .. بدافع من جرأته و شجاعته ..
قد تؤذي المسلمين ، أو تعرضهم للمهالك ..

.. ، وأكد عليه أن يستمع إلى آراء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين معه في الجيش ..
.. ، و أن يجعل المثنى بن حارثة مستشاره الخاص الذي يرجع إلى رأيه ، و خبرته قبل أي تحركات ...

و كانت معركة النمارق هي أولى معارك أبي عبيد بن مسعود مع الفرس .. ،ورغم الفارق الكبير في العدد بين الفريقين إلا أن أباعبيد بن مسعود قد ألحق بهؤلاء المجوس هزيمة نكراء رفعت معنويات المسلمين في العراق ، و أشعرتهم بالقوة .. ، و ذكرتهم بأيام خالد بن الوليد ...

و بعدها بأربعة أيام فقط ..
التقى أبو عبيد بن مسعود مع جيوش الفرس في معركة السقاطية .. ، وهزمهم فيها هزيمة ساحقة أيضا .. !!

.. ، ثم بدأت القوات الفارسية تنسحب شيئا فشيئا أمام تقدم أبي عبيد مسعود .. ، و اضطر أهالى الكثير من قرى و مدن في العراق أن يدخلوا في الصلح مع أبي عبيد بن مسعود مقابل الجزية بعدما شاهدوا انتصاراته المتتالية ...!!

و بالطبع أثار هذا الانتشار الواسع ، و السريع للقوات الإسلامية في العراق غضب الفرس .. ، و شعروا بالخطر الذي يتهددهم بعد قدوم أبي عبيد بن مسعود إلى العراق .. ، فأمرت بوران .. وهي المرأة التي كانت تعتلي عرش فارس في ذلك الوقت .. أمرت القائد الفارسي المخضرم /
بهمن جاذويه أن يقود جيشا ليوقف زحف أبي عبيد بن مسعود بأي ثمن .. ، و ليستعيد الحيرة من أيدي المسلمين ..

.. ، وبالفعل ...

أعد بهمن جيشا قويا .. ، و قرر أن يستعمل فيه سلاح الفيلة لإرهاب خيول المسلمين ، و بذلك يقضي على سلاح الفرسان لديهم .. وهو أهم سلاح يعتمد عليه العرب في قتالهم ....!!!

.. ، و وصلت الأخبار إلى أبي عبيد بن مسعود بتحرك جيش بِهمن جاذويه نحو الحيرة .. ، فقرر أن يخرج إليه ليكون اللقاء خارج الحيرة .. ، و عسكر الجيشان في منطقة بالقرب من الحيرة على نهر الفرات .. فكان كل جيش على ضفة من ضفتي النهر .. ، و بينهما جسر .. ،و لذلك سميت هذه المعركة بمعركة الجسر ..

.. فقال بهمن الخبيث لأبي عبيد :

(( إما أن تعبروا إلينا .. ، و إما أن نعبر نحن إليكم ))

.. ، فكان قرار أبي عبيد بن مسعود .. بدافع من شجاعته و إقدامه ..أن يعبر هو بجيش المسلمين على هذا الجسر إلى الفرس .. ، فاعترض المثنى بن حارثة بشدة على هذا القرار المتهور .. ، فالعبور بهذا الشكل سيجعل نهر الفرات خلف جيش المسلمين ، فيسهل على الفرس أن يضيقوا عليهم الخناق .. ، و يصعب على المسلمين القيام بعمليات
الكر و الفر ، و المناورة التي يعتمدون عليها في قتالهم ..
، كذلك .. لن يتمكنوا من الانسحاب إذا احتاجوا إليه .... !!

الحقيقة أن أبا عبيد بن مسعود قد اندفع وراء عاطفته ..،
فرد على المثنى قائلا : (( لن يكونوا أجرأَ على الموت منا ))

..، نسي أبوعبيد بن مسعود وصايا عمر بن الخطاب له حين أوصاه بالحذر و عدم التسرع .. ، و الأخذ برأي الصحابة (( وأمرهم شورى بينهم )) .. ، و احترام رأي المثنى بن حارثة على وجه الخصوص لما له من خبرات واسعة في التعامل مع الفرس ..
.. ، ولكن .. قدر الله و ماشاء فعل .... !!

** عبر أبوعبيد بجيشه على ذلك الجسر العائم .. ، و كما توقع المثنى ..استغل بهمن المجرم فرصة عمره ،
فضيق الخناق على جيش المس
Forwarded from أيام عمر
لمين .. حت

ى أصبح الفرس من أمامهم ، و النهر من خلفهم ...!!

.. ، و إذا بأبي عبيد بن مسعود يرتكب خطأ عظيما آخر .. !!!
فقد قطع حبال ذلك الجسر العائم بعد عبور الجيش ، حتى لا يفكر المسلمون في الانسحاب .... !!!!!

كانت الفيلة تخيف خيول المسلمين .. مما شل حركة الفرسان ، و أفقدهم السيطرة على الخيول ..
.. ، و دارت معركة ضارية .. مزق الفرس فيها صفوف المسلمين بالفيلة ، و انهالوا عليهم بالسهام ....!!

.. ، فأمر أبو عبيد بن مسعود جنوده أن يثبتوا ..
، و أن يستهدفوا تلك الفيلة فيقتلوها .... ،
.. ، و لكن كيف ...؟؟!!
كيف يمكنهم أن يقتلوا ذلك المخلوق الضخم الذي لا يعرف العرب عنه أية معلومات عن نقاط ضعفه ، و لا كيف يضرب في مَقتل .. ؟!!

.. ، و هاجم أبوعبيد بن مسعود بنفسه الفيل القائد الذي يتحرك خلفه باقي الأفيال ...، و حاول قتله ،
و لكن .. مع الأسف .. أسقطه الفيل من على فرسه ..
، ثم دهسه بأقدامه الغليظة .. ، فاستشهد في الحال ..
رحمة الله عليه .. !!

.. ، و كانت مأساة بكل معنى الكلمة ....
و كثر القتل في المسلمين ، و تشتتوا على أرض المعركة .... !!!
.. ، و تضاعفت المصيبة عندما حاول المسلمون الانسحاب فلم يجدوا الجسر ليعبروا عليه إلى الضفة الأخرى ، فألقى الكثيرون أنفسهم في نهر الفرات .. ، و كانوا لا يجيدون السباحة ... فماتوا غرقا ... !!

.. ، و استغل بهمن جاذويه الفرصة فأخذ يقتل في المسلمين الذي ثبتوا في أرض المعركة ، و رفضوا الفرار ....!!

كان جيش المسلمين في هذه المعركة حوالي 9 آلاف مقاتل ، بينما كان جيش بهمن 12 ألف فقط .. ، و مع ذلك استشهد من المسلمين 4 آلاف .. ما بين غريق ، و قتيل في أرض المعركة .... ، وفر منهم ألفان .. ، و لم يثبت حتى النهاية إلا 3 آلاف فقط هم الذين صمدوا ، و استماموا في القتال مع المثنى بن حارثة حتى النهاية .. ، ورغم كل تلك الخسائر الفادحة في صفوف المسلمين إلا أنهم قتلوا من الفرس ستة آلاف .. ، ولم يؤسر من المسلمين واحد ... !!
.. ، وأصبح المثنى يقود الجيش بنفسه بعد استشهاد
أبي عبيد بن مسعود ..، و رأى أنها معركة خاسرة ..
، و أن عليه الانسحاب بمن تبقى معه من المقاتلين الأبطال .. ، فحاول إصلاح الجسر وربطه ليعبر عليه المسلمون .. ، و استطاع بمهارة فائقة ، و ثبات عجيب أن ينسحب بهؤلاء ال 3 آلاف .. ، حتى عبروا النهر .. ، فقد أمر المثنى فرقة من أبطال المسلمين أن يحموا معه ظهور إخوانهم حتى يتم الانسحاب المنظم ليحافظ على من تبقى من جيش المسلمين .. ، و بالفعل تم الانسحاب بنجاح ...،
و كان الفدائي العظيم / المثنى بن حارثة هو آخر من عبر الجسر .. بعد أن أصيب إصابة خطيرة .... !!!

.. ، ولكن بهمن الخبيث لم يتركهم ..، بل أرسل وراءهم جيش الفرس بقيادة مردان ، و معه القائد / جابان .. وهو الذي قاد الفرس قبل ذلك في معركة أليس لو تذكرون ..

.. ، وعاد بهمن إلى المدائن تاركا لهذين القائدين الفارسيين
.. ومعهما 12 ألف مقاتل .. مهمة القضاء على جيش المثنى المنسحب .. ، و مع المثنى 3 آلاف فقط ..
، و تحرك المثنى بهؤلاء الثلاثة آلاف في اتجاه مدينة أليس .. يريد الاحتماء بها .. ، و ظل مردان و جابان يطاردانهم بجيش الفرس .. يريدان القضاء عليهم نهائيا .. !!

.. ، فقرر المثنى أن يوقعهم في فخ ... ، فصبر على الانسحاب أمامهم ، و لم يتعجل القيام بهجمة مضادة .. ، فقد كان يريد أن يستدرجهم حتى يصل بهم إلى الصحراء .. !!!

.. ، ثم استدار المثنى بفرسانه .. ، و باغت جيش الفرس بهجمة مفاجئة .. حيث نزل عليهم كالصاعقة ..
، و أخذ فرسان المسلمين يضربون أعناق الفرس ...
، فألحقوا بهم هزيمة منكرة لم تخطر لهم على بال .. !!

، فكيف يتوقعون من جيش أبادوا نصفه منذ ساعات قليلة أن يتبقى لديه مثل هذا العزم الذي يفل الحديد ... ؟!!

.. ، لقد استطاع المثنى .. الأسد الجريح .. أن يوقع خسائر فادحة في جيش الفرس .. ، كما استطاع أن يأسر القائدين الفارسيين العظيمين جابان ، و مردان ..
.. ، و أمر بإعدامهما ... !!
.. ، فرفع ذلك النصر من معنويات المسلمين في العراق جدا
بعد مصابهم الأليم في معركة الجسر ....!!

و لكن .. عاد ال 2000 جريح الذين فروا من أرض معركة الجسر إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثقلين بجراحات خطيرة ... ، و كان منظرا مفجعا لأهل المدينة ..!!!

.. ، و أخذ الجرحى يحكون ما رأوه في تلك المعركة من الأهوال .. ، وما ألم بإخوانهم من القتل .. ، و الغرق ..
، و الهزيمة .. !!

تلك الهزيمة لم يشهد المسلمون مثلها منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. ، فقد كان عدد شهداء معركة الجسر الذين سقطوا في ساعة واحدة يفوق أعداد كل الشهداء الذين قتلوا في كل الغزوات و المعارك طوال حياة النبي .. ، بل و يفوق أعداد الشهداء الذين سقطوا في معركة اليمامة نفسها ، .. بل و في كل حروب الردة .... !!

... لقد كانت هزيمة مروعة ... !
Forwarded from أيام عمر
!!!
.. ، و عم ا

لحزن الشديد أهل المدينة جميعا ...!!

** تابعونا ....

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : كتابات د. علي الصلابي
Forwarded from أيام عمر
#زمن_العزة

#أيام_عمر9

💔 (( الأسد الجريح ... )) 👤

(( لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ))

* كان درسا قاسيا ذلك الذي تلقاه المسلمون في
معركة الجسر .... ؛ ولكن كان لابد منه .. لحكمة :

.. حتى يتعلم المسلمون جميعا أن الشجاعة وحدها لا تحقق النصر .. ، و أن الحماسة الغير مدروسة العواقب قد تؤدي إلى نتائج عكسية خطيرة ...

.. ، و حتى نفهم أن الإيمان بالله ، و التوكل عليه يجب أن يصاحبه الأخذ بالأسباب المتاحة لنحقق النجاح ..

.. ، و ليظهر أمام الجميع عظمة ذلك التشريع الرباني الذي أمر المسلمين بتطبيق مبدأ الشورى للاستفادة من الخبرات ، و العقول المتنوعة قبل اتخاذ أي قرار ....

أدرك عمر بن الخطاب أن الوضع في العراق أصبح مأساويا بعد هذه الهزيمة الصادمة .. ، و أن عليه أن يتحرك سريعا لاحتواء الموقف قبل أن يفقد كل مكتسبات الفتوحات الإسلامية في العراق .. ، فقام بتكثيف حملاته التعبوية بين قبائل العرب في كل أرجاء شبه الجزيرة .. ، كان يريد استنفار أكبر عدد ممكن من الناس للجهاد ...

.. ، فاستجابت له القبائل استجابة عالية هذه المرة .. ، و بدأت الحشود تتوافد على المدينة المنورة للتطوع في العراق .. ، يريدون أن يأخذوا بالثأر لإخوانهم الذين قتلوا في موقعة الجسر على يد هؤلاء المجوس الملاعين ..

.. ، وكان من بين هؤلاء المتطوعين عدد من أبطال المسلمين الأشاوس مثل ربعي بن عامر ، و حنظلة بن الربيع .. وهو حنظلة الكاتب ، صاحب الحديث الشهير الذي قال فيه : نافق حنظلة .. رضي الله عنه .. ، كما تطوع الصحابي الجليل .. الجميل .. جرير بن عبدالله البجلي ، و قدم من اليمن على رأس جيش من أبطال قبيلته بجيلة ...!!!

فأرسل عمر بن الخطاب هؤلاء المتطوعين لدعم المثنى ، و جعل قائدهم هو سيدنا / جرير بن عبدالله البجلي .. الذي كان الفاروق يلقبه بيوسف هذه الأمة .. فقد كان أجمل الصحابة .. رضي الله عنه .. ، لذلك ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم إلا وتبسم في وجهه .. ،
و في يوم قال النبي لأصحابه :

(( إنه سيدخل عليكم من هذا البابِ من خير ذي يمن .. ،
وإن على وجهِه مَسحة ملَك )) ..
.. ، فدخل عليهم سيدنا / جرير بن عبد الله .. !!

وعلى الجانب الآخر ..
كان الأسد الجريح / المثنى بن حارثة هو الآخر يستنفر مَن استطاع من القبائل القريبة منه .. التي تسكن على حدود العراق .. ،
و بالفعل استطاع أن يحشد عددا لا بأس به منهم ... !!!

* تحرك جيش جرير من المدينة .. ، ووصلت أخبار هذا الحشد الإسلامي الكبير لقادة الفرس .. ، فقررت كسرى / بوران أن تعِد جيشا فارسيا بسرعة لمواجة ذلك الخطر القادم .. ، و جعلت على قيادة الجيش قائدا فارسيا عظيما يسمىمهران .. ، و كان عدد الجيش الفارسي 12 ألفا .. ، ومعهم ثلاثة أفيال مقاتلة .. !!

خرج مهران من المدائن متوجها إلى الحيرة يريد استعادتها من أيدي المسلمين .. ، و قرر المثنى بن حارثة أن يقابل جيش الفرس خارج الحيرة ، لذلك خرج بجيش المسلمين إلى منطقة تسمى البويب قريبة من الحيرة .. ،
و أرسل رسالة إلى جرير ليوضح له الأمر .. ، و ليستعجل قدومه عليه .. ، و قال له في تلك الرسالة :

(( إنا قد جاءنا أمر لم نستطع معه المقام حتى تقدموا إلينا ... ، فعجلوا اللحاق بنا .. ، و موعدكم البويب ))

.. ، و بفضل الله تعالى وصل جيش المدد إلى البويب في الوقت المناسب ..
، و أصبح الآن جيش المسلمين يقدر ب 8 آلاف مقاتل ..!!

... ، و نفس المشهد يتكرر للمرة الثانية :

.. يعسكر الجيشان على الضفتين في البويب .. ، و يفصلهما نهر الفرات ...!!!!!

.. ، فأرسل مهران إلى المثنى نفس الرسالة التي وصلت إلى أبي عبيد بن مسعود قبل معركة الجسر :

(( إما أن تعبروا إلينا .. ، و إما أن نعبر إليكم )) ...!!!

... ، و لكن ... (( لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين ))

..، فرد عليه المثنى بن حارثة قائلا .. بلا تردد : (( اعبروا ))

.. ، فلم يكن المثنى ليعيد خطأ أبي عبيد بن مسعود مرة ثانية .. ، كما أن عمر بن الخطاب كان قد أوصى ألا يعبر المسلمون جسرا ولا نهرا إلا بعد ظفر .. ، و ذلك بعد ما حدث للمسلمين في مأساة الجسر الأليمة ...

** كانت معركة البويب في 13 هجرية في شهر رمضان .. ، و المسلمون صائمون .. ، فأمرهم المثنى بالإفطار ليتقووا على قتال الفرس .. ، ثم قام يخطب فيهم ليحمسهم للقتال ، و يأمرهم بالثبات ..
، و اتفق معهم على لحظة الهجوم قائلا :

(( إني مكبر ثلاثا فتهيأوا .. ، فإذا كبرت الرابعة فاحملوا ))

.. ، و عبر مهران بجيشه ، و أفياله .. ، فأطلق المثنى التكبيرة الأولى .. ، فتعجل الفرس بالهجوم على غير عادتهم ، فقد استهانوا بقوة المسلمين بعدما فعلوه فيهم في معركة الجسر .. ، واضطر المسلمون أن يبدأوا القتال قبل التكبيرة الرابعة المتفق عليها مع المثنى ....!!!
،
.. اشتبك الفريقان في قتال طاحن ....

.. ، و نادى المثنى في جنده :

(( اثبتواااااا .... لا
Forwarded from أيام عمر
تفضحوا المس

لمين اليوم ))

فصمد المسلمون رغم عنف ، و شراسة المجوس في القتال .. ، ثم عزم المثنى على أن يخترق الصفوف ليقطع رأس الأفعى .. مهران .. لتنهار معنويات الفرس .. ، فإذا به يفاجأ بإصابة أخيه/ مسعود بن حارثة .. و كان قائد كتيبة المشاة .. ، و كذلك إصابة عدد من قادة المسلمين معه إصابات خطيرة مما أحدث اضطرابا شديدا في صفوف المسلمين .. !!!
... ، فسارع المثنى إلى أخيه .. ، فإذا بمسعود بن حارثة رضي الله عنه في الرمق الأخير ، و يحاول أن يثبت المسلمين قائلا لهم :

(( أيها المسلمون ...
ارفعوا راياتكم رفعكم الله .. ، و لا يهولنكم مصرعي ... ))

.. ثم فاضت روحه الطاهرة .. !!!

.. ، فوقف المثنى بن حارثة إلى جوار جثمان أخيه الشهيد ، .. وأخذ ينادى في الناس قائلا :

(( يا معشر المسلمين ..
، لا يرعكم مصرع أخي ، فإن مصارع خياركم هكذا ... ))

.. فاستطاع المثنى بهذه الكلمات أن يرفع العزيمة من جديد في قلوب المسلمين ..
، ثم انقض على قلب جيش الفرس يريد اختراقه ...،
و تبعه البطل الجميل / جرير بن عبد الله البجلي ، و معه أعداد من فرسان المسلمين المغاوير .. ، و أوجعوا الفرس بضربات سيوفهم التي لا تخطئ ، حتى استطاع المثنى أن يصل إلى قائدهم مهران .. ، و اقتلع رأسه من فوق جسده ..

.. ، ثم أخذ ينادي في المسلمين :

(( انصروا الله يا عباد الله ..... انصروا الله ينصركم ))

فاشتدت ضربات المسلمين على قلب جيش الفرس
، فما هي إلا ساعات قليلة حتى كان المسلمون قد أفنوا قلب جيش المجوس بالكاااامل ..... !!!!

.. ، ثم استغلت الميمنة، و الميسرة الإسلامية الفرصة فهجموا هجمة واحدة على جانبي جيش الفرس .... !!!!

.. فاضطرب الفرس اضطرابا عظيما .. ، و أصابهم الهلع .. ، فقرروا الانسحاب فورااا عبر الجسر العائم الذي كان وراء ظهورهم ...!!

..، ولكن المثنى بن حارثة كان قد سبقهم إلى الجسر ،،،،
فقطع حباله .. ، و قطع معها أي أمل للفرس في الانسحاب ..

.. ، فاضطروا إلى الفرار على شاطئ الفرات ، فطاردهم فرسان المسلمين ، و أخذوا يضربون رقابهم .. حتى باتت أشلاءهم على شاطئ الفرات بالآلاف .... !!!!

.. ، و انتصر المثنى في معركة البويب انتصارا مبهراااا ..

، و انتقم المسلمون لإخوانهم الذين استشهدوا في
معركة الجسر ... !!

.. ، و صلى المثنى بالمسلمين على شهداء المعركة ،
و كان من بينهم أخوه مسعود بن حارثة .. ،
و بعد الانتهاء من دفنهم .. قال المثنى في رثائهم :

(( .. إنه ليهون علي حزني عليهم ، و فقدي لهم أنهم شهدوا البويب صابرين صامدين .. ، لم يجزعوا ، ولم ينكلوا .. ،
و أن في الشهادة كفارة للذنوب ...))

و بات المسلمون يتذاكرون أحداث المعركة ،
و يسأل بعضهم بعضا :
(( من منكم قتل عشرة من الفرس في هذه المعركة ؟! ))

.. ، فأحصوا مائة مقاتل مسلم .. كل واحد منهم قتل عشرة من المجوس .. ، فسموا هذه المعركة بيوم الأعشار ... !!!!

.. ، فقام فيهم المثنى .. ، و اعتذر لهم عن قطع الجسر المائي أثناء المعركة.... ؟!!!

.. ، هذا التصرف الذي كان المسلمون جميعا يرونه تصرفا حكيما من المثنى .. ، فقد تسبب في إلحاق الهزيمة المنكرة بالفرس .. ، إذا بالمثنى يعتبره خطأ عسكريا فادحا ، و يقدم اعتذاره عنه .. !!!!

. هذا المشهد العجيب من المشاهد التي لا تراها إلا في زمن العزة :
القائد العام لجيوش المسلمين يعتذر لجنوده بعد انتصاره الرائع في المعركة .. ، ولكن لماذا يعتذر المثنى ... ؟!!

.. لقد ندم المثنى على قطعه للجسر الذي كان خط الرجعة الوحيد خلف جيش الفرس .. ، فقال لجنوده بكل تواضع وشفافية :
(( لقد عجزت عجزة وقى الله شرها لمسابقتي إياهم إلى الجسر ، و قطعِهِ حتى أحرِجَهم .. ، فلا تقتدوا بي أيها الناس .. ، فإنها كانت مِني زلة .. ، فلا ينبغي إحراج أحد لا يقوى على امتناع .. ))

.. اقرأ كلامه .. ، و تعجب ..
، وتعلم كيف يكون القائد قائدا ربانيا ... ؟!!

.. الخطأ في قطع الجسر .. من وجهة نظر المثنى ..
أنه بذلك قد ألجأ الفرس إلى الاستماتة في القتال بعد أن فقدوا أي أمل في الانسحاب بعد قطع الجسر ...،
و ذلك بالطبع كلف المسلمين مجهودا مضاعفا للقضاء على جند الفرس .. ، و عرضهم لإصابات و جراحات أكثر و أكثر ..... !!!
.. ، ولكن الله تعالى برحمته وقى المسلمين شر هذا الخطأ ، و عافاهم ، و نصرهم .. !!

.. ، و لم يشعر أحد من الجيش أثناء المعركة أن هناك خطأ فعله المثنى . ، و لم ينتقده أحد منهم .. ، إنما الذي دفعه لتوضيح الأمر هو .. فقط .. خشيته أن يقتدي به أحد من جنوده يوما ما ، فيقوم بنفس الخطأ في معارك مستقبلية .. ، ثم يقول : (( لقد رأيت المثنى بن حارثة يفعل ذلك ))
.. ، فيكون المثنى قد سن للمسلمين سنة عسكرية سيئة يحاسَب عليها بين يدي ربه يوم القيامة .... !!!!!

... إنها الأمانة .... إنها التربية ....!!!!

.. إنها مصداقية التجرد لله تعالى .... !!!
Forwarded from أيام عمر
** تابعونا ...

🎀 بسام محر

م 🎀

💎 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#عمر_بن_عبدالعزيز_5

💦 (( بركات التقوى )) 🌿

.. ، و بعدها ..
.. انتقل عمر بن عبد العزيز بأسرته للإقامة في دمشق ، فكان دائم الاعتراض على سياسات الحجاج بن يوسف .. ، و كان يكرهه كرها حقيقيا بسبب أفعاله ..

.. ، ثم مات الحجاج .. ، و مات الوليد .. ، و تولى الخلافة سليمان بن عبد الملك فجعل عمر بن عبد العزيز من كبار مستشاريه في كل أمور الدولة .. ، فقد كان مثله يبغض الحجاج وولاة الحجاج .. ، فكان عمر ناصحا أمينا لسليمان ..

.. ، ثم عرفنا كيف استخلفه سليمان ليتولى الأمر من بعده ..

.. ، فلما تولى عمر الخلافة بذل وقته كله لمصالح المسلمين ، و كان لا يؤخر عمل اليوم إلى اليوم الذي يليه ..
.. ، و من شدة حرصه على الوقت كان يأتي على حساب نومه و لا يأخذ لنفسه إجازة ليرتاح فيها قليلا حتى ولو مرة كل شهر .. ، حتى رآه الناس و قد أصابه الإرهاق الشديد بسبب ذلك ، فأشفقوا عليه و قالوا له :

(( يا أمير المؤمنين .. لو ركبت فتروحت ))
.. ، و يقصدون بذلك أن يخرج في رحلة ترفيهية ..

.. ، فقال لهم : (( فمن يقوم عني بعمل ذلك اليوم .. ؟!! ))

.. ، فقالوا : (( فلتقم به في الغد ))

.. ، فقال لهم عمر : (( شق علي عمل يوم ، فكيف إذا اجتمع عليٌ عمل يومين ..؟؟!! ))

.. ، كما كان عمر شديد الحرص على أموال المسلمين و يغضب جدا إذا أهدر شئ من الأموال العامة و لو كان أقل القليل ... !!!!
.. ، و من أمثلة ذلك أنه لما أرسل إليه أحد الولاة يطلب منه
( ورقا ) ليكتب فيه أمور البلاد ، بعث له عمر بالورق الذي طلبه و معه رسالة قال فيها :
(( .. أما بعد .. فأدق قلمك ، و قارب بين سطورك ، فإني أكره أن أخرج ما لا ينتفع به المسلمون ))

.. ، و كان شغل عمر بن عبد العزيز الشاغل أن يغني الناس حتى لا يبقى فقير يحتاج إلى الصدقة ، و لذلك سعى لإقامة العدل بين الناس و قام بإصلاحات إقتصادية واسعة ..
حتى تحقق له ما كان يحلم به ، فقضى نهائيا على الفقر في فترة خلافته القصرة جدا التي لم تتجاوز العامين و نصف العام .. ، فأصبح الغني لا يجد من يأخذ منه زكاة ماله ..
.. ، و فاض المال في كل البلاد الإسلامية بشكل عجيب .. !!!

.. ، و كل ذلك من بركات تقوى أمير المؤمنين .. الخليفة الراشد / عمر بن عبد العزيز و خشيته لله ... !!

.............. تابعونا ............

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#عمر_بن_عبدالعزيز_6

🌿 (( العلم و الإرهاب )) 💔

.. ، و كان أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز يرى أن أقوى سلاح يستطيع أن يحارب به التطرف و الإرهاب الذي كان يظهر من وقت لآخر في بلاد الإسلام هو (( سلاح العلم )) ..

.. ، فقد كانت معتقدات الشيعة و الخوارج و أفكارهم الفاسدة تنتشر بين شباب المسلمين و تؤثر فيهم بسبب شيوع
( الجهل بالدين ) بين الناس .. ، ثم يؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى اشتعال الفتن و ظهور البؤر الإرهابية .. ، و كان خلفاء بني أمية .. قبل سيدنا عمر .. تعتمدون في
(( الحرب ضد الإرهاب )) على سياسة القمع و الاعتقال و استخدام القوة مع هؤلاء المتمردين ..
.. ، و لكن عمر بن عبد العزيز رأى أن الحل الأمثل للقضاء على الإرهاب نهائيا و تحقيق الأمن و الاستقرار في بلاد الإسلام هو : (( نشر العلم الشرعي و العقيدة الصحيحة ))

.. ، و لذلك كان عمر لا يتردد في عزل أي والي يشتكي منه الناس إذا ثبت أنه يقسو عليهم أو يظلمهم ..
.. ، كما بعث إلى ولاته يقول لهم :

(( اجعلوا العلماء ينشرون العلم في المساجد
.. ، فإن السنة قد أميتت ))

.. ، و فرض سيدنا / عمر رواتب مجزية لكل العلماء حتى يتفرغوا لمهمتهم الجليلة و يعلموا الناس ..

.. ، و كذلك أرسل عمر وفودا من العلماء إلى البلاء الإسلامية البعيدة النائية حتى يصل الفهم الصحيح للإسلام إلى كل مكان ..

.. ، و كان عمر بن عبد العزيز يرى أن ( الدعوة إلى الله ) هي أهم عمل يستحق أن يعيش من أجله و ينفق عليه الأموال الطائلة .. ، فكان رضي الله عنه يقول :

(( والله .. لولا أن أعيش فأنعش سنة أو أسير بحق
ما أحببت أن أعيش يوما ))

.. ، و اتخذ عمر بن عبد العزيز من أجل تحقيق ذلك قرارا جريئا غاية الجراءة .. ، فقد أمر بإيقاف الفتوحات الإسلامية مؤقتا و أرسل إلى مسلمة بن عبد الملك .. الذي كان يحاصر بجيشه مدينة ( القسطنطينية ) .. يأمره بأن يفك الحصار و أن يعود بالجيش فورا ..!!

.. ، و ذلك لأن سيدنا / عمر رأى أن المزيد من التوسع في الفتوحات سيزيد من مشكلات الأقاليم المفتوحة التي تقع في أطراف الخلافة .. ، ففضل أن يهتم بالإصلاحات الداخلية و تحسين أحوال الرعية .. خاصة في البلاد النائية ..

.. ، و بالفعل كانت تلك الإصلاحات التي قام بها سيدنا / عمر سببا في دخول أعداد كبيرة من أبناء تلك البلاد النائية في الإسلام لأنهم أحسوا بالفارق الكبير بين الانتعاش الاقتصادي و الاستقرار الذي تحقق لهم تحت حكم عمر ، و بين معيشتهم الضنك حينما كانوا تحت حكم طواغيت الفرس و الروم .. !!

.. ، كما حرص عمر بن عبد العزيز ( بنفسه ) على الدعوة إلى الله ، فقام بمثل ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ( صلح الحديبية ) ، حيث أرسل كتبا و رسائل إلى ملوك و رؤساء العالم يدعوهم فيها إلى الإسلام .. !!

.. ، فأرسل عمر إلى حكام و أمراء بلاد ما وراء النهر التي لم تفتح بعد ، ووعدهم بأن يبقيهم في حكم بلادهم إذا هم أسلموا .. ، فشجع ذلك العرض بعض الأمراء على أن يدخلوا في الإسلام دون الحاجة إلى إرسال الجيوش إليهم .. !!

.. ، و اشتهرت سيرة عمر بن عبد العزيز في العالم كله .. ، و سمع الجميع عن عدله ، و عن زهده العجيب في الدنيا رغم أنه يحكم أكبر و أقوى إمبراطورية على وجه الأرض في ذلك الوقت .. ، فكانت سيرته العطرة سببا في إسلام الكثيرين إعجابا به .. !!

.. ، و لما وصل الوفد الذي أرسله عمر إلى إمبراطور الروم ليدعوه إلى الإسلام ، قال لهم :

(( يا عجبا لملككم هذا الذي أتته الدنيا
منقادة بين يديه ، فتخلى عنها و تركها ... !!!! ))

............ تابعونا ............

🎀 بسام محرم 🎀
#تدبرات_قرآنية
‏{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) }
المائدة[ 48 ]
ففي شريعته ﷺ من :
اللين
والعفو
والصفح
ومكارم الأخلاق
أعظم مما في الإنجيل

وفيها من :
الشدة
والجهاد
وإقامة الحدود
على الكفار والمنافقين
أعظم مما في التوراة
وهذا هو غاية الكمال

ولهذا قال بعضهم :
بعث موسى بالجلال
وبعث عيسى بالجمال
وبعث محمد بالكمال.
📙ابن تيمية،الجواب الصحيح 5/86
💎خدمــة الحـويني الدعـوية على التلجرام
https://www.tg-me.com/Alheweny
Forwarded from أيام عمر
#زمن_العزة

#أيام_عمر10

💥 (( المثنى على أبواب المدائن )) 🏇

و بعد أن حقق البطل المغوار / المثنى بن حارثة هذا الانتصار المبهر في معركة البويب .. رغم جرحه الخطير الذي أصيب به في معركة الجسر .. قام بتتبع فلول الفرس الهاربين من البويب حتى قضى على أكثرهم ، و غنم منهم غنائم كثيرة .... !!!

.. ، ثم استغل الروح المعنوية المرتفعة عند المسلمين بعد انتصارهم في البويب ، و أخذ يقسم جيشه إلى فرق ، و يوزعهم على كل جهات العراق ..
، و أمرهم بتنفيذ غارات خاطفة على المدن الهامة
، و الأسواق الحيوية ، على أن يغنموا منها كل ما يستطيعون حمله من الذهب و الفضة ...!!

* أراد المثنى بتلك الغارات أن تنخلع قلوب آل ساسان خوفا على مملكتهم التي قاربت على الإنهيار ... !!!!

و بالفعل .....
نفذت فرق الجيش الإسلامي تلك الغارات بنجاح مبهر .. ،
و غنموا غنائم عظيمة ... !!!!

.. ، ولأول مرة منذ بدء الفتوحات الإسلامية يتمكن المسلمون من تنفيذ عمليات عسكرية ناجحة في أرض السواد .. و هي الأرض التي تقع بين نهري دجلة والفرات .. فقد كانت معاركهم قبل البويب لا تتعدى حدود
نهر الفرات ...!!!

.. ، كما امتدت غارات المثنى بن حارثة حتى وصلت إلى شمال العراق .. ، بل و استطاع .. الأسد الجريح .. أن يخترق حدود الحرم الساساني المقدس :

ما هذا الحرم الساساني ... ؟!!

كان أكاسرة الفرس قد جعلوا لأنفسهم حرما يحيط بعاصمتهم المدائن من كل جهة .. ، هذا الحَرَم قطره حوالي 150 _ 200 كيلومتر .. ، و يحظر تماما على أي أجنبي أن يتعداه دون إذن مسبق من كسرى شخصيا ....!!!

.. ولكن المثنى اخترق هذا الحرم المقدس دون إذن .. ،
و وصل بجيوشه إلى المدن القريبة جدا من المدائن عاصمة كسرى .. ، فأغار على :مدينة تكريت .. و هي تبعد عن المدائن حوالي200 كيلومترا شمالا ...!!
.. ، و أغار على مدينة ساباط .. ، و هي تبعد عن المدائن
30 كم فقط ....!!!!
.. ، كما استطاع أن ينفذ غارة خاطفة على أسواق بغداد .. شمال المدائن مباشرة ...!!!

.. ، و بذلك تمكن المثنى بن حارثة بجيشه الصغير .. ،
و في أيام قليلة .. أن يسيطر على معظم بلاد العراق ..!!

.. ، فجن جنون قادة الفرس ...

، و لكنهم كانوا في ذلك الوقت يعانون من صراع عاصف على السلطة .. ، فقد كانت تحكمهم امرأة .. وهي بوران
.. ، و كان كبار الساسة و القادة العسكريين يشكلون جبهتين متنازعتين دائما .. جبهة يتزعمها رستم .. ، و جبهة على رأسها الفيرزان ..
، فلما رأى الوزراء ، و القادة العسكريون ما حل بهم من البلاء
على يد المثنى عقدوا اجتماعا طارئا ليتباحثوا في الأمر ..

.. ، و في أثناء هذا الاجتماع وجه قادة الفرس اللوم الشديد على رستم ، و الفيرزان لأنهما كانا السبب الرئيس لما أصاب الإمبراطورية على أيدي المسلمين ..، ثم هددوهما بالقتل .. قائلين :
(( أين يذهب بكما الاختلاف ... ؟!
لقد أوهنتما بلادنا .. ، و أطمعتما فينا عدونا حين فرقتما بين أهل فارس ، و شغلتماهم عن قتال عدوهم .. ،
لقد كدنا نهلك ، و يضيع مُلكنا ..
، فماذا بعد تكريت و ساباط ، و بغداد إلا المدائن ...؟!!!!
.. ، فإما أن تجتمعا .. ، أو لنبدأن بكما قبل أن يشمت بنا الشامتون .. ، فلولا أن في قتلكما هلاكنا لعجلنا لكما القتل الساعة .. ، ولئن لم تنتهيا لنهلكنكما .. ، ثم نهلك ، وقد اشتفينا منكما .... ))

** فشعر رستم ، و الفيرزان ساعتها أنه قد آن الأوان لنبذ الخلافات التي كانت بينهما منذ وقت طويل .. ، و أن عليهما أن يتفقا على كلمة واحدة لتتحد صفوف المجوس ضد هذا الخطر الإسلامي الداهم ....!!!!

.. ، ولكن ....
هناك مشكلة كبيرة يجب أن تحل أولا .... !!!

.. فكسرى / بوران التى تحكم الإمبراطورية في ذلك الوقت هي امرأة .. ، و قد اضطروا أن يختاروها لتعتلي عرش الإمبراطورية كحل توافقي مؤقت ، لأنه لما مات كسرى أردشير فجأة لم يجدوا من بعده ابنا ذكرا من أبناء الأسرة الساسانية الحاكمة ليعتلي العرش من بعده ... !!!

.. ، و كان الذي تسبب في هذه المشكلة الكبيرة .. أقصد: مشكلة عدم وجود أبناء ذكور للأسرة الحاكمة .. هو كسرى شيرويه الذي كان يحكمهم قبل أردشير .. ،
و هذا الأمر يحتاج إلى تفصيل أحب أن أذكره في الحلقة القادمة لأن فيه من العبر و الفوائد ..
فتابعونا غدا لنعرف : كيف قضى كسرى / شيرويه على ذكور الأسرة الساسانية ... ، و لماذا ... ؟!!!

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : تاريخ الطبري
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#عمر_بن_عبدالعزيز_7 ............ #الحلقة_الأخيرة 😥

(( حافظ السنة )) 🌿

.. ، و كان الشيعة يتفننون في اختلاق الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعززوا بها مذهبهم الواهي ، و ليبغضوا المسلمين في بني أمية ..
.. ، و مع الوقت و مع تزايد أعداد الفرق الضالة و المبتدعة زادت الأحاديث الموضوعة و انتشرت .. ، فخشي عمر من اختلاط الأحاديث الصحيحة بالأحاديث المكذوبة بين العوام إذا مات علماء السنة الكبار الذين كانوا يحفظون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة و يعلمونها للناس .. ، و لذلك أصدر سيدنا / عمر بن عبد العزيز قرارا ببدء أعظم مشروع تم إنجازه في فترة خلافته .. ألا و هو :

(( مشروع جمع و تدوين السنة النبوية الشريفة ))

.. ، فكما أن سيدنا / أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد أمر بجمع القرآن خشية أن يضيع بموت القراء ، قام عمر بن عبد العزيز بإصدار مرسوم خاص إلى كل علماء الحديث في زمانه أن يشرعوا في تدوين السنة الصحيحة ، فقال لهم :
(( انظروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبوه .. ، فإني خفت دروس العلم و ذهاب أهله ))

.. ، و وجه كتابا إلى ( الإمام الزهري ) إمام المحدثين يكلفه فيه بأن يتحمل مسئولية ذلك المشروع العملاق ..

.. يقول الحافظ / ابن حجر : (( و أول من دون الحديث هو الإمام الزهرى .. و ذلك في عام 100 هجرية .. بأمر من
عمر بن عبد العزيز .. ، ثم كثر التدوين ثم التصنيف ، فحصل بذلك خير كثير و لله الحمد ))

.. ، و كان العمل يجرى على قدم و ساق في كل الأمصار .. ، حتى تم ما كان يتمناه أمير المؤمنين ..

.. ، ثم قام علماء الحديث بكتابة عدة نسخ من الأحاديث النبوية ، فأمر عمر بإرسال نسخة إلى كل بلد إسلامي ..
تماما كما فعل سيدنا / عثمان بن عفان عندما نسخ عدة مصاحف من القرآن الكريم و قام بتوزيعها على الأمصار ..

.......... .......... ................

.. ، و بعد الانتهاء ..

أعلن الإمام الزهري عن نجاح ذلك المشروع المبارك قائلا :

(( أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن ..
.. ، فكتبناها دفترا دفترا ..
.. ، فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفترا ))

.. ، و كانت فرحة المسلمين بتدوين السنة فرحة عظيمة ، فقد اطمأنوا إلى أنه مهما حاول الكذابون و الوضاعون و المبتدعة فلن يستطيعوا أن ينالوا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ، و الفضل لله ثم لحافظ السنة / عمر بن عبد العزيز ..
.. رحمة الله عليه ..

ملحوظة هامة يجب ذكرها :

ردا على هؤلاء الدجالين و المدلسين الذين يملأون الفضائيات و يستشهدون بتلك المعلومة التاريخية ليشككوا في صحة ما نقل إلينا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم زاعمين أن هناك ( فجوة زمانية ) حوالي 90 عاما بين تدوين السنة في زمان عمر بن عبد العزيز و بين وفاة النبي ، و أن تلك ( الفجوة الزمانية ) كافية جدا .. بزعمهم .. لضياع السنة ، و اختلاط الصحيح بالضعيف بالمكذوب .. !!

.. ، و للرد على هؤلاء الأفاكين يكفينا أن نبين لهم أن السنة الصحيحة .. قبل زمن عمر بن عبد العزيز .. كانت محفوظة في صدور الصحابة ، فتلقاها منهم التابعون فحفظوها و نقلوها إلى تابعيهم بغير تحريف أو تبديل ..
.. ، تماما تماما كما كانوا يحفظون آيات القرآن بدقة و إتقان حتى نقلوها إلينا .. ، و الجديد الذي قام به علماء الحديث في زمن عمر بن عبد العزيز هو فقط ( التدوين ) .. ، و بالتالي فتلك ( الفجوة الزمانية ) التي يدندن حولها القرآنيون و أعداء السنة ما هي إلا ( فجوة وهمية ) من نسج خيالهم الملوث .. !!

................. ................. .....................

.. ، لقد كان عمر بن عبد العزيز سياسيا محنكا و إداريا من الطراز الأول ، فاستطاع أن يدير دولته المترامية الأطراف بنجاح مذهل ، و أن يكسب قلوب الجميع ..!!
.. ، فلا تظن أنه كان مجرد رجل عابد زاهد وجد نفسه فجأة خليفة للمسلمين ، بل كان رجل دولة استشعر الأمانة ، و راقب الله فيما أُوكل إليه ، و تحمل مسؤولية دولته الكبيرة بجد واجتهاد .. ، حتى استطاع أن يتبوأ مكانة سامقة في التاريخ الإسلامي رغم قصر مدة خلافته ، في حين قضى غيره من الخلفاء والزعماء عشرات السنين دون أن يلتفت إليهم التاريخ ، و ذلك لأن سنوات حكمهم كانت ( فراغا ) في ذاكرة أمتهم ، فلم يستشعروا تحولا في حياتهم ، و لا نهوضا في دولتهم ، و لا تحسنا في معيشتهم ، و لا إحساسا بالأمن يعم بلادهم ..... !!!!

.. ، و هذا يجعلك تؤمن بأن القادة والزعماء يدخلون التاريخ بأعمالهم التي تغير تاريخ أمتهم لا بالسنوات التي عاشوها في سدة الحكم ..
2024/10/02 14:16:04
Back to Top
HTML Embed Code: