Telegram Web Link
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق34

#زمن_العزة

#فتح_الشام3

👽 (( قاهر الوساوس ... )) 👀

أوضاع القوات الإسلامية في العراق كانت هادئة نوعا ما بعد موت كسرى أردشير ، و ما تبع ذلك من انشغال الأسرة الساسانية الحاكمة بالصراع على السلطة .. لذلك رأى الصديق رضي الله عنه أن حاجة بلاد الشام لخالد بن الوليد أشد من حاجة العراق .. و قال قولته الشهيرة :

(( والله لأُنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد ))

.. فأرسل إليه كتابا قال فيه :

(( .. سر حتى تأتي جموع المسلمين بالشام ..
، ولا يدخلنكَ عجب فتخسر و تخذل ..، و إياك أن تدل بعملك ، فإن لله المَن ، وهو وَلي الجزاء ...

دَع العراق ، و اخلف فيه أهله الذين قدمت عليهم ،
ثم امض مخففا بقوة ممن قدِموا معك العراق من اليمامة
، و إذا التقيت بأبي عبيدة بن الجراح ، و من معه من المسلمين فأنت أمير الجماعة ،
و السلام عليك ورحمة الله ))

... وهذا يعني أن خالدا عليه أن يأخذ نصف جيش العراق ..
9 آلاف فقط .. ليتحرك بهم لنجدة الشام ، على أن يترك في العراق النصف الآخر .. ال 9 آلاف الآخرين ، الذين هم من أهل العراق أصلا حتى يحافظوا على المدن و الأقاليم المفتوحة ، و يديروا شؤونها ..

.. كما تتضمن رسالة الصديق تكليفا لخالد بن الوليد بأن يكون هو القائد العام لكل جيوش الشام ....
، أي عزل أبي عبيدة بن الجراح عن منصبه ...!!

... فلما وصلت الرسالة قسم خالد جند العراق إلى نصفين ، و كلف سيدنا / المثنى بن حارثة بإدارة شئون البلاد أثناء غيابه .. ثم بدأ خالد يستشير أهل الخبرة من أصحابه لاختيار أفضل و أسرع طريق يوصله إلى الشام دون أن يشعر به الروم .. فهو يريد أن يباغتهم ليستثمر عنصر المفاجأة ..!!

و بعد أن استمع إلى آراء الخبراء تبين لخالد أن لديه ثلاثة طرق عليه أن يختار إحداها ليصل من الحيرة إلى دمشق ...
الطريق الأول : جنوبا .. مرورا بدومة الجندل ..
وهو طريق آمن .. ، ولكنه طويل جدا ، و لا يحقق الوصول السريع الذي يريده خالد ...

الطريق الثاني : الطريق المستقيم غربا ...
، وهو أقصر الطرق بطبيعة الحال ، ولكنه مليئ بالمعسكرات الرومانية التي ستعطل خالد ، و تستنفذ طاقته قبل أن يصل إلى قلب الشام ، كما أن هذا الطريق لا يحقق عنصر المفاجأة الذي يسعى إليه ..!!

الطريق الثالث : أن يسير شمالا .. مرورا بصحراءالسماوة ..
وهي صحراء مُهلكة .. رهيبة .. مترامية الأطراف كالتيه .. يسير فيها الراكب خمسة أيام كاملة فلا يجد فيها بئر ماء واحد ..
، لذلك ستحقق صحراء السماوة.. بكل تأكيد .. تلك المباغتة التي أرادها خالد للرومان ، لأنهم لن يتوقعوا أبداااااا أن يخرج لهم جيش من مثل ذلك الطريق المهلك الذي لم يمر فيه جيش قط .. عبر التاريخ البشري كله .. !!
فيستحيل أن يمر جيش في صحراء السماوة ، و يبقى جنوده أحياء .. ، وإذا حدث ، و تمكن بعضهم من اجتيازها .. فسيحتاجون إلى (( العناية المركزة )) لعِدة أيام حتى يستفيقوا من حالة الجفاف الشديد التي أصابتهم تحت الشمس الحارقة .... !!!!!

.. و مع ذلك .. فقد اتخذ خالد بن الوليد قرارا من أجرأ ، و أعجب قراراته على الإطلاق ... قرر أن يعبر صحراء السماوة .. متوكلا على الله ..!!!

... فقال له الخبراء محذرين :

(( والله إن الراكب المفرد ليخافها على نفسه ..
، و إنك لن تطيق ذلك الطريق الرهيب بالخيل و الأثقال .. إنها لخمس ليال ليس فيها ماء ... !!!! ))

... فقال لهم : (( إنه لابد من ذلك لأخرج من وراء جموع الروم ... ، و إن المسلم لا ينبغي أن يكترث بشيئ يقع فيه ، مع معونة الله له .. ))

و كان الوحيد الذي يعرف صحراء السماوة جيدا ، و يمكنه أن يكون دليلا لخالد أثناء تلك الرحلة ، هو صحابي جليل كان قد كبر سِنه ، و ضعف بصره .. اسمه رافع بن عمير ..

فنصح رافع خالدا أن يستكثر من الماء الذي يكفيه ، وجنوده لخمسة أيام .. ، و طمأنه بأنه يعرف مكان بئر للماء بعد مسيرهم تلك الأيام الخمسة القاحلة ....

.. و طلب رافع أن يجمع له خالد عشرين ناقة كبيرة .. ، فجمعها له .. ، فمنع رافع عنها الماء أياما حتى عطشت ثم أوردها الماء ، فشربت حتى ملأت جوفها ...
، ثم كممها بكمامات حتى لا تجتر فتستهلك الماء ..

، و قال لخالد : (( سر الآن بالخيل ، و الأثقال ...، و كلما نزلتَ مَنزِلا نحرت من تلك الإبل .. فيشرب الخيل مما في أكراشها ، و يشرب الجند مما حملوا من الماء )) ...

يوم العبور .....

.. و بعد هذه التجهيزات بدأ خالد يتحرك بالجيش ...
فكان يسير به ليلا و نهارا .. ، و يتحاشي السير في وقت الظهيرة .. يريد بذلك أن يقطع مرحلتين في يوم واحد حتى لا ينفد ما معهم من الماء قبل الوصول إلى البئر الذي وعده به رافع بن عمير .. فقد كان ذلك البئر هو أملهم الوحيد للنجاة من الموت المحقق ....!!!!

.. كانت رحلة رهيبة بكل معنى الكلمة ....
Forwarded from أيام الصديق
.. وفي اليوم الخامس نفد ما معهم من الماء نهائيا ...

، فسأل خالد رافع ب

ن عمير عن هذا البئر الذي أخبرهم عنه .... ؟!!!!

.. و كان رافع قد عبر صحراء السماوة مرة واحدة في حياته .. خرج وقتها ، وهو غلام صغير في سفر مع أبيه ، و حفِظ مكان بئر الماء .. ، فقال لخالد :

(( ابحثوا عن شجرة عوسج صغيرة في هذه المنطقة .. فعندها بئر الماء )) ...

.. فأخذ الناس يبحثون في كل مكان ،،
فلم يجدوا شجرا ، ولا شيئا .... !!!

.. فعادوا بعد بحث شاق طويل .. ، و قالوا :
(( يا رافع .... لم نجد شجرا .... ؟!!! ))

.. فقال لهم فزعا :
(( ويلكم .... هلكنا و الله .... ابحثوا في كل مكان ))

.. فعاودوا البحث في كل ناحية .. حتى هداهم الله في النهاية إلى مكان الشجرة ...، وجدوا جزء من ساقها ..
فقد قطعت منذ زمن ..!!

.. فأمرهم رافع أن يحفروا عندها .. فحفروا ..
حتى ظهرت عين الماء .. ، و شرب الناس حتى ارتووا ..!!

... فسبحان الله العظيم ...
تذكرون قصة هاجر ، وهي تسعى بين الصفا و المروة ..؟!!
... أصابها العطش و الخوف الشديد على رضيعها .. ، و لا تجد قطرة ماء .. .. !!
.. فإذا بجبريل عليه السلام يضرب الأرض بطرف جناحه .. فيتفجر بئر زمزم .. ثم يقول لها :

(( لا تخافوا الضيعة .. إن الله لا يضيع أهله .. ))

.. و صدق و الله ... إن الله لا يضيع أهله ...

** تابعونا .....

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : مؤلفات الدكتور / راغب السرجاني
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ........... #العصر_الذهبي13

📌 (( مات الحجاج .. مات الحجاج .. ))

* كان الحجاج بن يوسف الثقفي شديد الولاء لبني أمية ، حتى قال لعبد الملك بن مروان :
(( إن يدي يدك ، و سوطي سوطك ))

.. ، و لذلك ولاه عبد الملك على العراق .. أصعب إمارة ..

.. ، و بالفعل .. ظل الحجاج بن يوسف يسعى على توطيد ملك ( بني أمية ) و تثبيت أركان دولتهم طيلة ثلاثين عاما كاملة هي فترة خلافة عبد الملك بن مروان ، ثم خلافة ابنه الوليد بن عبد الملك من بعده .. !!

.. ، و نجح ( الحجاج بن يوسف ) نجاحا منقطع النظير في تحقيق مهمته التي كلف بها ، فكان سببا في وحدة الأمة تحت لواء واحد بعد أن قضى على الانشقاقات و الانقلابات العسكرية و الحركات الانفصالية كلها .. !!

.. ، كما كان الحجاج بن يوسف سببا رئيسا في عودة الفتوحات الإسلامية على أوسع نطاق خلال ذلك
( العصر الذهبي ) للخلافة الأموية .. ، حتى أصبحت رقعة الدولة الإسلامية في آخر حياته تمتد من المحيط الأطلسي غربا و حتى حدود الصين شرقا ، كما نجح أبطال مسلمين في اجتياح الأراضي الأوربية شمالا ففتحوا بلاد الأندلس ( أسبانيا و البرتغال حاليا ) .. كما سنري قريبا ..

.. ، و لكن مع الأسف الشديد .. لقد حقق الحجاج بن يوسف نجاحه فوق جثث و أشلاء هؤلاء الذين قتلهم ظلما ، و على أنقاض بيوت الأبرياء .. ، فقد كان غشوما عجولا في القتل و سفك الدماء .. ، حتى وصفه الإمام الذهبي قائلا :

(( كان الحجاج بن يوسف جبارا ظلوما خبيثا سفاكا للدماء .. ، فهو من ذنوب عبد الملك بن مروان ))

.. ، و لكن الإمام الذهبي مع ذلك أنصفه و ذكر محاسنه فقال :

(( و كان الحجاج ذا شجاعة و إقدام ، و مكر و دهاء .. ، و فصاحة و بلاغة .. ، و تعظيم للقرآن .. ، فنحن لا نحبه بل نبغضه في الله ، فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان .. ، و له حسنات مغمورة في بحر ذنوبه .. ، و أمره إلى الله ))

.. أيضا .. قام الإمام الحافظ / ابن كثير بوزنه بميزان العدل الدقيق حين تكلم عنه .. فقال :

(( كان في الحجاج شهامة عظيمة .. ، و لكنه كان جبارا عنيدا .. ، مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة ..
.. ، و كان يجتنب المحرمات ، و لا يشرب المسكر ، و لا يقع في الزنا .. ، كما كان يكثر من تلاوة القرآن ..
.. ، و كان الشيعة يبغضونه و يسبونه ، و يلفقون عنه بشاعات و شناعات مكذوبة من شدة بغضهم له .. ، فلما تولى أمر العراق كان على أهلها نقمة بما سلف من ذنوبهم إذ خرجوا قبله على الأئمة ، و خذلوهم و عصوهم و خالفوهم ..
فنحن لا نكفر الحجاج .. ، و لا نمدحه ولا نحبه ، بل نبغضه في الله بسبب ظلمه و سفكه للدماء .. ، و أمره إلى الله الذي يعلم السرائر و خفيات الصدور و الضمائر ))

.. ، و من الأعاجيب أن خطب الحجاج و مواعظه كانت تؤثر في قلوب كبار التابعين و العلماء و تهز مشاعرهم .. !!

.. ، حتى قال عنه الإمام الشعبي متأثرا بإحدى مواعظه :

(( لقد سمعت الحجاج بن يوسف يتكلم بكلام ما سبقه أحد .. سمعته يقول : إن الله تعالى كتب على الدنيا الفناء ، و على الآخرة البقاء .. ، فلا فناء لما كتب عليه البقاء .. ، و لا بقاء لما كتب عليه الفناء .. ، فلا يغرنكم شاهد الدنيا عن غائب الآخرة .. ، و اقهروا طول الأمل بقصر الأجل ))

.. ، و هذا الإمام العابد الزاهد / الحسن البصري يقول عن مواعظ الحجاج :
(( لقد قذفتني كلمة سمعتها من الحجاج .. ، سمعته يقول :
إن امرأ ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له لحري أن تطول عليها حسرته يوم القيامة ))

............ ............ ..............

.. ، و من أبشع ما سود صحائف الحجاج بن يوسف هو قتله للعالم الإمام الجليل / سعيد بن جبير رحمة الله عليه
الذي كان من كبار علماء التابعين في الفقه و الحديث و التفسير ..
.. ، حيث أعدمه في سنة 95 هجرية .. كما ذكرنا ..
.. ، و هي نفس السنة التي مات فيها الحجاج .. !!
.. ، فقد دعا سيدنا / سعيدبن جبير عليه بالموت قبل أن ينفذ عليه حكم الإعدام .. دعا قائلا :
(( اللهم لا تحل له دمي ، و لا تمهله من بعدي ))

.. ، و بالفعل ...
أصيب الحجاج بن يوسف بعدها بالهلع و الأرق و الندم أياما .. ، فكان لا يستطيع أن ينام بالليل مما كان يراه من الأحلام المفزعة .. ، فقد كان يستيقظ في الليل مذعورا
و هو يصرخ و يقول :
(( ما لي و لك يا سعيد بن جبير .. ما لي و لك يا سعيد بن جبير ... ))
.. ، فقد كان كلما حاول أن ينام رآه في منامه و هو يمسك بمجامع ثيابه ، و يقول له : (( يا عدو الله .. فيم قتلتني .. ؟ ))

.. ، ثم مرض الحجاج ... و اشتد مرضه ..
.. ، حتى استبشر الناس بدنو أجله ، و أخذوا يقولون :

(( مات الحجاج .. مات الحجاج .. ))

.. ، فلما علم بذلك تحامل على نفسه ، و خرج ليخطب في الناس خطبته الأخيرة .. ، فقال :
Forwarded from خلفاء بني أمية
(( .. يقول الناس : مات الحجاج .. مات الحجاج ..
.. ، و هل يرجو الحجاج الخير إلا بعد الموت .. ؟!!
.. ، و الله ما

يسرني ألا أموت و أن لي الدنيا و ما فيها ..
.. ، فلم أر الله تعالى قد رضي التخليد إلا لأهون خلقه عليه .. إبليس .. ، فقال له : ( إنك من المنظرين ) ، فأنظره إلى يوم القيامة .. ، و لما دعا سليمان عليه السلام قائلا : ( و هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب ) أعطاه الله الملك إلا البقاء .. ، فما منكم من حي إلا و سيموت ، و ينتقل في ثياب أكفانه إلى القبر ، فتأكل الأرض لحمه و تمص صديده .. ، و سينصرف الحبيب عن ولده و يقسم ماله ..
.. ، و إن الذين يعقلون يعقلون ما أقول .. ))

.. ، ثم عاد الحجاج إلى بيته ، و ظل في فراش الموت حتى احتضر .. ، فكان آخر كلامه : (( اللهم اغفر لي ، فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل ))

.. ، ثم فارق الحياة .. ، فلما أخبر الناس بخبر وفاته فرحوا فرحا عظيما .. ، حتى بكى بعضهم من شدة الفرح .. !!

... ، و لما وصل الخبر إلى الإمام / الحسن البصري سجد لله شكرا ، و قال : (( اللهم كما أمته فأذهب عنا سنته ))

.. ، و كذلك خر عمر بن عبد العزيز ساجدا شكرا لله على أن عافاهم من هذا الطاغية ..

..... تابعونا .....

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ...... #العصر_الذهبي14

(( موسى بن نصير 1 )) 💞

* إنه النجم اللامع الذي سطع اسمه في سماء الفتوحات الإسلامية في العصر الذهبي للدولة الأموية ..
.. ، فهو فاتح بلاد المغرب و الأندلس ..

* يعتبر موسى بن نصير .. رحمه الله .. من التابعين ، و كان ورعا تقيا عاقلا ، كما تميز بالشجاعة و الإقدام ، فلم يكن يهزم له جيش قط .. !!

* تعلم من أبيه الفروسية و الشجاعة ، فقد كان
أبوه من الثمرات المباركة التي أنتجتها فتوحات البطل /
خالد بن الوليد في بلاد العراق .. ، فعندما فتح سيدنا / خالد مدينة عين التمر وجد فيها كنيسة .. ، و بداخل هذه الكنيسة وجد أربعين غلاما نصرانيا ، فضمهم إلى السبي ..
.. ، و كان من بينهم ثلاثة غلمان ..
غلام اسمه ( سيرين ) .. ، و الثاني اسمه ( إسحاق ) ..
.. ، و الثالث هو ( نصير ) ..

.. ، فأسلم الغلام الأول ( سيرين ) و أنجب لنا التابعي الجليل / محمد بن سيرين ..
.. ، و أسلم الثاني ( إسحاق ) فأنجب لنا عالم السير و الغزوات الشهير / محمد بن إسحاق
.. ، و أسلم ( نصير ) ، فأنجب الفاتح العظيم /
( موسى بن نصير )

.. ، و لعل في ذلك أبلغ الرد على من يزعم أن الفتوحات الإسلامية كانت تنتهك الحرمات و تقتل الأبرياء و تقهر الناس للدخول في الإسلام ، فقد بقيت كنيسة ( عين التمر ) و لم تهدم .. ، و احتضنت الأسر المسلمة هؤلاء الغلمان النصارى فتربوا في بيوتهم و بين ابنائهم ، و لاقوا منهم أحسن معاملة حتى شبوا محبين للإسلام و المسلمين ..

.. ، و عاش ( نصير ) في الشام ، و كان مقربا لسيدنا /
معاوية بن أبي سفيان ، فقد كان قائد الحرس الخاص به ..

.. ، و أنجب ابنه ( موسى ) في فلسطين سنة 19 هجرية أثناء فترة خلافة / عمر بن الخطاب ، و كان ذلك بعد تحرير المسجد الأقصى .. ، فتربى ( موسى ) تربية عسكرية منذ نعومة أظفاره ، و رأى في أبيه القدوة الحسنة في الشجاعة و حب الجهاد في سبيل الله ..

................ ................ ..................

.. ، و في فترة خلافة سيدنا / معاوية ..

شارك ( موسى بن نصير ) في حملات الأسطول البحري الإسلامي ، فخرج في الفتح الثاني لجزيرة قبرص ، و جعله سيدنا / معاوية واليا عليها ..
.. ، كما شارك أيضا في فتح جزيرة رودس ...

.. ، و في خلافة مروان بن الحكم ..

خرج موسى بن نصير في الجيش الذي كان يقوده صديقه الحميم / عبد العزيز بن مروان .. هذا الجيش الذي كان يستهدف انتزاع ( مصر ) من أيدي سيدنا / عبد الله بن الزبير و ضمها إلى الدولة الأموية .. ، فلما نجحت المهمة عين
مروان بن الحكم ابنه ( عبد العزيز ) واليا على مصر ، و جعل
( موسى بن نصير ) وزيرا له ..

.. ، و في خلافة عبد الملك بن مروان ..

تم اختيار موسى بن نصير ليكون واليا على البصرة تحت إمرة الحجاج بن يوسف الثقفي ..

.. ، أما في خلافة الوليد بن عبد الملك ..

فقد اختاره الوليد ليكون واليا على شمال أفريقيا بعد أن قام بعزل ( حسان بن النعمان ) ..

.. ، فكان الشغل الشاغل لموسى بن نصير هو تثبيت دعائم الإسلام في بلاد المغرب ، فقد توالت ثورات البربر و حملاتهم العسكرية المناهضة للحكم الإسلامي في شمال أفريقيا بعد أن ارتد عدد كبير منهم عن الإسلام و نقضوا عهودهم مع المسلمين و تحالفوا مع القوات البيزنطية ...

........ تابعونا ........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق35

#زمن_العزة

#فتح_الشام4

🌏 (( الشام .. و موجة جديدة مع خالد )) 🏇

لقد كان عبور صحراء السماوية مغامرة خالدية غير مسبوقة في التاريخ .. ، و لنا أن نفخر ، و نتباهى بين الأمم أن جرأة و عبقرية خالد بن الوليد قد أثرت في القادة العسكريين عبر التاريخ كله قديما و حديثا ... !!!

.. فها هو (( فون درغولتيس )) الجنرال الألماني ، أحد قادة الحرب العالمية الأولى البارزين ، و صاحب كتاب (( الأمة المسلحة )) .. يقول عن خالد بن الوليد :

(( إنه أستاذي في فن الحرب )) ...!!!!

وصل خالد إلى الشام ...
و بالفعل تفاجأ به الرومان على أراضيهم .. فقد نزل عليهم كالصقر من حيث لم يحتسبوا ... !!

.. واستطاع خالد بن الوليد أن يفتح خمس مدن شامية تحميها القوات الرومانية بمجرد وصوله إلى الشام ... !!!

.. فبمجرد وصوله أصبحت الأحداث متلاحقة و ساخنة جداا .. فلم يكن هناك وقت حتى لالتقاط الأنفاس بعد رحلة الأهوال في صحراء السماوية .. انقض خالد و جيشه على مدينة تسمى ( أرج ) على أول حدود الشام ، و حاصروها .. حتي اضطر أهلها لطلب الصلح مقابل الجزية .. ، ثم توجه خالد بجيشه إلى مدينة ( تدمر ) .. فحاصرها .. فتحصن أهلها في أول اليوم داخل حصونهم .. ، و لكنهم اذعنوا للصلح بعد ساعات .. ، ثم فتح خالد مدينة ( القريتين ) بعد معركة قصيرة جدااااا .. ، ثم فتحوا مدينة ( حوارين ) .. ،
ثم فتحوا مدينة ( الثنية ) ....!!!

.. و هذه الفتوحات الخمسة تمت في خمسة أيام فقط ... !!

ثم تحرك خالد بجيشه إلى مدينة بصرى .. بضم الباء ..
( و هي في سوريا حاليا ) .. حيث كان مقررا أن تجتمع له هناك الجيوش الإسلامية الأربعة التي بالشام ليتسلم القيادة العامة من أبي عبيدة بن الجراح ...

... و بالفعل ...التقى خالد بالجيوش الإسلامية قريبا من بصرى .. ، و قرر أن تكون أولى عملياته العسكرية الكبرى هى فتح هذه المدينة الاستراتيجية الحصينة .. مدينة بصرى .. لما لها من أهمية كبيرة عند الرومان .. ففيها العديد من حصونهم و كنائسهم ... ، و إن استطاع المسلمون فتحها فستكون هزة عنيفة و مزلزلة للكيان الروماني في الشام ..!!

حاصرت الجيوش الإسلامية الخمسة مدينة بصرى من جهاتها الأربعة ....
.. ، و نادي خالد بن الوليد في جند الشام ليرفع حماستهم ... قائلا :
(( يا أهل الإسلام .. الشدة الشدة .. احملوا عليهم ..
إنكم إن قاتلتموهم محتسبين عند الله الأجر ، فوالله لا ينتصرون علينا أبداااا .... ))

.. كما ترون .. خالد يذكر جنده بسر النصر الأول ..
ألا و هو الإخلاص لله ..

و بدأت الاشتباكات .... ، فكان الرومان يخرجون للقتال ، ثم يعودون للاختباء داخل حصونهم .. ،
ولكنهم لم تصبروا أمام هذا الحصار الشديد طويلا .. ، فطلب أهل بصرى أن يصالحوا المسلمين مقابل الجزية ..
، و فتحت مدينة بصرى بالصلح أيضا ...
، و بذلك أصبح معظم ( الأردن ) تحت الحكم الإسلامي ..!!

.. و بعد فتح بصرى ..
قسم خالد جند الشام إلى أربعة أقسام :

* القسم الأول : مكون من جيش خالد 9 آلاف ، و جيش أبي عبيدة بن الجراح 7 آلاف .. ، و سيتحرك بهم خالد بن الوليد لتنفيذ مهمة شديدة الصعوبة ..
، ألا و هي حصار عاصمة الشام ..... دمشق ... !!

* و القسم الثاني : وهو جيش شرحبيل بن حسنة 7 آلاف ..
و مهمته المحافظة على مدينة بصرى ، و تأمينها .....

* أما القسم الثالث : وهو جيش يزيد بن أبي سفيان ، وعدده
7 آلاف أيضا ، فعليه أن يتحرك إلى منطقة البلقاء ...

* والقسم الرابع : وهو جيش عمرو بن العاص 3 آلاف ،
و عليه أن يتوجه إلى فلسطين ... !!!!

.. ترى هل ستنجح خطة خالد هذه المرة أيضا ... ؟؟!!!

تابعونا ....

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : مؤلفات الدكتور / راغب السرجاني
أخي الحافظ:
صن وتعاهد قلبك وعينك من عوائق الطريق.
فلن تنفذ إليك أنوار القرآن ما دامت منافذ التلقي مريضة أو فاسدة.

قال ابن القيم:
"وربما كانت عقوبة النظر المحرم: في البصيرة أو في البصر أو فيهما "
[انظر كتابه: روضة المحبين (١/ ٤٤٠)]

وقال ابن الجوزي:
"أكثر فساد القلب من تخليط العين"
[انظر كتابه: المدهش صـ543]
من غض بصره عن الحرام قذف اللهُ في قلبه النورَ الإلهي في كل أحواله العلمية والعملية.
وهنا يكمن سر مجيء آية: {الله نور السموات والأرض} بعد آيات غض البصر في سورة النور والتي تعتبر كلها آداب للفرد والأسرة والمجتمع فيما يخص حفظ الأعراض والحقوق الواجبة.

#تدبر
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ..... #العصر_الذهبي15

(( موسى بن نصير 2 )) 🌿

* يمكنك أن تتخيل مدى صعوبة المهمة التى أوكلها خليفة المسلمين / الوليد بن عبد الملك إلى البطل / موسى بن نصير حينما اختاره ليكون واليا على شمال أفريقيا عندما تعرف أن فتح هذه البلاد ( بلاد المغرب ) قد استغرق ما يقرب من 66 عاما كاملة ، فقد كانت شراسة البربر في القتال و ارتدادهم عن الإسلام و انقلابهم المتكرر على المسلمين مرات و مرات يحول بين الفتح الكامل المستقر لبلاد المغرب .. !!

* بدأت عمليات فتح المغرب مبكرا في عهد الخليفة الراشد / عمر بن الخطاب عندما فتحت برقة و طرابلس على يد الصحابي الجليل / عمرو بن العاص ، ثم لم يأذن عمر للمسلمين بالتوغل أكثر بعد هذه النقطة خشية أن يتفرق المسلمون في مساحات واسعة من البلاد المفتوحة فتضعف قوتهم ، كما أن عمر كان يرى خطورة كبيرة في محاولة فتح تلك البلاد لأنها مجهولة و ليس للمسلمين عهد بها من قبل ..

.. ، و في عهد ذي النورين / عثمان بن عفان سار المسلمون أبعد من برقة و فتحوا كامل ولاية إفريقية الرومية
( تونس حاليا ) على يد الصحابي الجليل البطل /
عبد الله بن سعد بن أبي السرح بعدما خاض بجيش العبادلة معركة ( سبيطلة ) ..

.. ، ثم توقفت حركة الفتوحات بعد مقتل سيدنا / عثمان لانشغال المسلمين في إخماد و تهدئة الفتن التي قامت بعد ذلك و طيلة عهد سيدنا / علي بن أبي طالب ..

.. ، و لم ترجع حركة الفتوح والجهاد ضد ما تبقى من مراكز القوى البيزنطية في شمال أفريقيا إلا بعد قيام الدولة الأُموية حيث خاض البطل / عقبة بن نافع سلسلة من المعارك السريعة ضد التحالف البربري البيزنطي ، فانتصر عليهم في كل تلك المعارك حتى وصل إلى آخر الأرض ( عند ساحل المحيط الأطلسي ) .. ، و لكن مع الأسف الشديد سقط عقبة بن نافع بجيشه بعدها في فخ المجرم الخائن / كسيلة زعيم البربر و استشهد معظم جيش المسلمين .. كما رأينا ..

.. ، فحمل البطل / زهير بن قيس راية الجهاد في شمال أفريقيا من بعد عقبة ، و ذلك في خلافة عبد الملك بن مروان

.. ، ثم استكمل حسان بن النعمان تلك الجهود المباركة ..
إلى أن عزله الوليد بن عبد الملك ، و اختار بدلا منها بطلنا المغوار / موسى بن نصير ..

.. ، و لذلك كله كان موسى بن نصير في حاجة إلى إستراتيجية جديدة في التعامل مع البربر حتى ينجح في تحويل بلاد المغرب بالكامل إلى بلاد إسلامية مستقرة الأوضاع .. ، فماذا سيفعل ... ؟!!!!

.......... تابعونا .........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ............. #العصر_الذهبي16

💞 (( موسى بن نصير _ 3 ))

* أخذ موسى بن نصير يدرس أسباب تلك الأوضاع الغير مستقرة للإسلام في بلاد المغرب ، فوجد أن هناك سببين أساسيين :

.. السبب الأول : أن الفتوحات في شمال أفريقيا منذ أيام
عقبة بن نافع كانت تسير بوتيرة سريعة جدا ، فقد كان سيدنا عقبة بن نافع يتوغل بسرعة كبيرة لأنه كان يهدف إلى إيصال الإسلام إلى ( آخر الأرض ) قبل أن يموت ..

.. ، و بالفعل .. نجح عقبة بن نافع في تحقيق أمنيته
، و وصل إلى سواحل المحيط الأطلسي فخاض بفرسه في مياه المحيط و هو يقول مقولته الشهيرة : ( لو أني أعلم أن أرضا من وراء هذا البحر لخضته في سبيل الله .. )

.. لقد تمكن عقبة بن نافع من التوغل و فتح تلك المساحات الشاسعة من بلاد المغرب في ( سبعة اشهر ) فقط .. !!!
.. ، و لكن .. مع الأسف .. كان توغله السريع دون ان يحمي ظهره .. ، فوقع في الفخ أثناء عودته .. كما راينا ..

.. ، فلما علم سيدنا / موسى بن نصير بهذا الخطأ الذي وقع فيه عقبة بن نافع أثناء فتوحاته قال :
(( رحم الله عقبة بن نافع .. ، كيف يتمادى في الفتوحات بغير أن يحمي ظهره .. ؟!! ))

.. ، و لذلك قرر موسى بن نصير ألا يقع في نفس ذلك الخطأ مرة أخرى ، و أن يتريث في فتح بلاد المغرب ...

.. ، و فعلا .. كان كلما فتح مدينة استقر فيها فترة ، و أمن ظهره قبل أن يتحرك لفتح ما بعدها .. ، حتى فتح موسى بن نصير ( في سبع سنوات ) نفس الرقعة التي فتحها
عقبة بن نافع ( في سبعة أشهر ) ... !!

.. ، كما رأى موسى بن نصير أن السبب الثاني الذي أدى إلى ارتداد قبائل البربر و انقلابهم على المسلمين عدة مرات هو أن البربر لم يتذوقوا ( حلاوة الإيمان ) .. ، فالإيمان إذا خالطت بشاشته قلوب المسلمين يستحيل أن يرتدوا عن الإسلام ، حتى و إن نشروا بالمناشير و قطعت أجسامهم قطعا قطعا ..
.. ، و معنى ذلك أن البربر لم يدخل الإيمان في قلوبهم بعد ، حتى و إن أسلموا في الظاهر لأسباب سياسية ..

.. ، و لذلك قرر موسى بن نصير بعد أن انتصر على قبائل البربر و أخضعهم أن يهتم ( بالتربية ) .. تربية البربر على الإسلام و العقيدة الصحيحة ..
.. ، فكان يحرص على بناء المساجد في بلاد المغرب و نشر الدعاة و القراء في كل مكان فيها ، و بذل في ذلك جهدا مضنيا و وقتا كبيرا ، فكان يربيهم على تعظيم الإسلام و بذل النفس من أجل نصرة الدين و حب الجهاد في سبيل الله .. ، فآتت جهوده ثمارها ، و حسن إسلام البربر ، و اطمأن موسى بن نصير لولائهم ، فقربهم منه و ضمهم إلى جيشه ، فزاد ذلك من حجم الثقة المتبادلة بين البربر و بين موسى بن نصير رحمه الله ، و أحبوه حبا كبيرا من قلوبهم ، و وقروه و أطاعوه ..

.. ، و مما زاد من مكانته عندهم أنه اختار طارق بن زياد ليكون قائدا لجيشه .. ، و طارق بن زياد ليس من المسلمين العرب .. إنه من البربر .. ، و لكن موسى بن نصير رأى فيه كفاءة حربية عالية و صفات قيادية فريدة ، بالإضافة إلى ورعه و تقواه و حبه للجهاد في سبيل الله .. ، لذلك قدمه موسى على غيره من العرب لأن الإسلام لا يعرف العنصرية و الطائفية ، فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

.. ، و لا تظن أن طارق بن زياد كان أسود اللون ، فالبربر لم يكونوا كذلك .. بل على العكس تماما .. كانوا أصحاب بشرة بيضاء و عيون زرقاء .. يشبهون الأوربيين في زماننا .. و لكنهم مع ذلك كانوا أشداء في القتال و يتسمون بالشجاعة و الإقدام ، و لذلك أضافوا بانضمامهم للجيش الإسلامي قوة كبيرة له ....

........... تابعونا ...........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق36

#زمن_العزة

#فتح_الشام5

🏇 (( معركة أجنادين )) 💥


تحرك خالد بن الوليد مع أبي عبيدة بن الجراح بجيشيهما .. ال 16 ألف مقاتل .. إلى العاصمة دمشق ، و حاصرونا .. ، و طال أمد الحصار
، و استعصى عليهما فتح الحصون .. فدمشق مدينة شديدة التحصين ... !!!

.. و جن جنون هرقل لما وصلته الأخبار بانتشار جيوش خالد في كل أنحاء بلاد الشام ، و كاد يفقد صوابه لما عرف أن دمشق تحت الحصار .. فهي عقر دار الشام .. .. !!

، فأرسل رسالة إلى والي حمص / وردان يأمره بأن يتحرك فورا بقوات رومانية إلى دمشق لفك الحصار .... !!!!

.. و بالفعل جهز وردان جيشا من 12 ألف مقاتل ،
و لكنه رأي بخبرته العسكرية أن اصطدامه مع جيش خالد عند دمشق لن يكون في صالحه لأن جيش خالد أكبر من جيشه .. لذلك دبر وردان لخالد خطة ماكرة ...

وهي أن يتحرك إلى بصرى في الجنوب بدلا من دمشق ، ليضرب جيش / شرحبيل بن حسنة الأصغر عددا ، و الذي يعسكر هناك .. ، و بذلك سيضطر خالد بن الوليد أن يترك حصار دمشق لنجدة شرحبيل ...
، و في نفس الوقت تخرج القوات الرومانية التي في داخل حصون دمشق لتطوق جيش / خالد من الخلف ، فيقع بين شقي الرحى .. في الكماشة ..
فيسهل القضاء عليه في ساعة من نهار .... !!!

.. خطة وردان هذه كانت فعلا خطة حكيمة و عبقرية ..
، و لكنها لا تفلح مع سيف الله المسلول ... !!

.. و وصلت إلى خالد أخبار تلك التحركات لوردان قبل أن يصل إلى بصرى ..
، فقرر خالد أن يتحرك لنجدة المسلمين في بصرى ، وأرسل إلى شرحبيل يحذره من وردان .. ، و يخبره بأنه قادم في الطريق إليه لنجدته ...

ولكن ....
في نفس التوقيت وصلت إلي خالد الأخبار الأسوأ ....

.. فقد أمر هرقلقادة جيوشه بحشد أعداد كبيرة من القوات الرومانية في أجنادين .. جنوب غرب القدس ....

... ، و عرف خالد أن تلك الحشود تتزايد أعدادها بسرعة غريبة .. ، و بشكل يومي .. ، وهي بذلك تشكل خطرا حقيقيا ًعلى جيش عمرو بن العاص الصغير الذي يعسكر في فلسطين ... !!!

الوضع الآن أصبح خطيراااا جداااا ...

... فكيف سيتعامل خالد بن الوليد مع هذا المأزق ...
هل سيتحرك لنجدة شرحبيل في بصرى ؟!
أم يتحرك إلى فلسطين لنجدة عمرو بن العاص .. ؟!

أخذت حشود الرومان في أجنادين تتزايد بسرعة ..
فعزم خالد بن الوليد على ألا يتحرك إلى بصرى ، و أن يتوجه مباشرة إلى أجنادين ، كما قرر أن يجمع كل الجيوش الإسلامية من كل مكان في الشام لمواجهة هذا الخطر الداهم ...!!

.. فأرسل خالد إلى قادة الجيوش الإسلامية يأمرهم بالتحرك إلى أجنادين .. ، و كتب في رسائله إليهم كلمات تفيض بالقوة و اليقين ليثبتهم بها .. فكان فيما كتب لهم :

((..... أما بعد .. فإنه قد نزل بأجنادين جنود من الرومان غير ذي عدد ولا قوة .. ، و الله قاسمهم ، و قاطع دابرهم .. ،
و قد تحركت إليهم في الوقت الذي أرسلت إليكم ..
، فانهضوا في أحسن عدتكم .. ، و جددوا نيتكم .... ))

* و العجيب في هذه الرسائل أن خالد بن الوليد يتكلم عن الأعداد الضخمة للرومان في أجنادين فيصفها قائلا :
(( غير ذي عدد و لا قوة ....!!! ))

.. فهكذا كان خالد يرى أعداءه دائما .. مهما كثروا ..
يراهم بقلب المؤمن الموقن بنصر الله ....!!

، فكان المؤرخون يصفون خالدا فيقولون :

(( لقد كان يستوي عند خالد بن الوليد كثرة أعدائه و قِلتهم .. لا يهابهم أبدا مهما كثروا .. ، فقد كان يراهم كالذباب ... ))

* فأصدر هرقل أوامره لوردان أن يترك بصرى فورا ، و أن يتحرك بجيشه إلى أجنادين ، و كلفه بأن يكون القائد العام للقوات الرومانية هناك ..!!!

.. و اجتمعت كل الجيوش الإسلامية عند أجنادين .. وهي منطقة في جنوب غرب القدس .. ، و أرسل وردان جاسوسا من العرب الغساسنة ليدخل في معسكرات المسلمين فيأتيه بأخبارهم ....!!

** و لما عاد الجاسوس سأله وردان :
(( كيف وجدتهم ... ؟!! ))

.. فوصف هذا الجاسوس جيوش المسلمين بأوصاف جعلت قلب وردان يكاد ينخلع من مكانه من شدة الرعب ..!!

💦 ترى .. ماذا قال له الجاسوس ؟! .... تابعونا

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : مؤلفات د/ راغب السرجاني
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق37

#زمن_العزة

#فتح_الشام6

💥 (( أجنادين 2 )) 🏇

سأل وردان جاسوسه العربي : (( كيف وجدتهم .. ؟! ))
فقال له الجاسوس :
(( وجدتهم رهبانا بالليل ، فرسانا بالنهار ... ، ولو سرق ابن ملِكهم لقطعوا يده لإقامة العدل فيهم ))

قال وردان ، وقد بدت عليه علامات الخوف و الضطراب :

(( لإن كنت صدقتني ، لبطن الأرضِ خير لي من لقائهم على ظهرها ، ولقد ودِدت لو أن الأمر بيني ، و بينهم كفافا .. لا أنتصر عليهم ، ولا ينتصرون علي .... !! ))

و كان الحر شديدااا جدااا ..
و هذا الجو شاق على الرومان الذين يلبسون الحديد السابغ ، فهم لا يتحملون القتال في الحر ...
، ولكنه الجو المناسب للمسلمين .. أبناء الصحراء .. الذين لا يلبسون إلا ما يستر عوراتهم ، و يتخففون من الأحمال و الأثقال ...

تكاثرت حشود الرومان حتى وصل عددهم في أجنادين إلى 100 ألف مقاتل ، بينما جيوش المسلمين مجتمعة لا تتجاوز ال 33 ألفا .. ولكن يكفيهم أن الله معهم ..

* لم يكن غرض الرومان أن ينشب القتال على أرض أجنادين .. ، إنما أرادوها فقط كنقطة التقاء لتلك الجيوش الكبيرة التي حشدها هرقل ، و التي تحتاج إلى أرض واسعة لها طرق مفتوحة على الجهات المختلفة من الشام لاستيعاب تلك الأعداد الضخمة ..
، و كان من .. المقرر بعد اجتماعهم في أجنادين .. أن يتحركوا إلى مكان آخر يناسبهم فيجعلوه ميدان المقتال ، فليس في أجنادين حصون تحميهم .. ، وليس فيها أية مدن ، أو كنائس يقاتلون من أجل الحفاظ عليها ...

، ولكن خالد بن الوليد باغت الرومان بسرعته الخاطفة ، و اضطرهم أن يبدأوا القتال في أجنادين ..
، وفي هذا الحر الشديد .... !!

كان 27 من جمادى الأولى 13 هجرية يوما من أيام الله سبحانه وتعالى .. ، فقد قام خالد بن الوليد في جيوش المسلمين خطيبا قبل بدء المعركة ، فقال لهم :

(( .. اتقوا الله يا عباد الله ..
، و قاتلوا في سبيل الله أعداء الله .. قاتلوا قتال الأُسد ..
، و لا يَهولنكم ما ترونه من كثرتهم ، و عدتهم
، فإن الله عز وجل منزل عليهم غضبه ورجزه ...
أيها الناس ... إن رأيتموني حملت فاحملوا .... ))

.. و هذا الكلام معناه أن القائد العام / خالد بن الوليد سيكون هو صاحب الضربة الأولى في أجنادين ...!!!!

.. ثم قام الصحابي الجليل / معاذ بن جبل .. أعلم الأمة بالحلال و الحرام .. ، وكان خالد قد اختاره قائدا لميمنة الجيش .. فخطب في الناس قائلا :

(( أيها الناس .. أَشروا أنفسكم اليوم لله .. ، فإنكم إن هزمتموهم اليوم صارت هذه البلاد بلادا للإسلام أبدا .. ))

.. و كان معاذ بن جبل رضي الله عنه وقتها شابا في الثلاثين من عمره ، فألهب حماسة المسلمين بكلامه ..

بدأ الروم بالهجوم على ميمنة المسلمين هجوما شرسا عنيفا .. فصبر معاذ بن جبل و جنوده صبرا عظيما .. ، واستطاعوا دفع هذه الهجمة دون خسائر تذكر ..

.. ، ثم هجم الروم على ميسرة المسلمين هجوما أشد شراسة ..، فصبروا .. ، و صابروا مع قائدهم / سعيد بن عامر رضي الله عنه ، ولم يستطع الرومان أن يكسروهم ....!!

.. و لكن طال الوقت ...
، و حتى تلك اللحظة المسلمون يدافعون فقط ، فخالد بن الوليد أمرهم ألا يهاجموا إلا إذا هجم هو أولا ...!!

، ولكن ... لماذا لم يهجم خالد حتى الآن .....؟!!

.. ناداه الصحابي الجليل / سعيد بن زيد .. وهو أحد العشرة المبشربن بالجنة .. قائلا :
(( يا خااالد .. إن رماح الروم تنال منا .... !!!! ))

ٌ.. فرد عليه خالد قائلا : (( اصبر .. فإن في الصبر رجاء ))

* و كان خالد بن الوليد ،، القائد العبقري ،، يؤجل هجومه حتى تنتهي هجمتا الميمنة و الميسرة للروم ، فيسهل عليه بعد ذلك اختراق قلب جيش الروم بقلب جيش المسلمين ، فيشقه نصفين حتى يصل إلى مؤخرته ، حيث كان وردان يحمي نفسه في المؤخرة كعادة القادة الجبناء ..
، وكان خالد يريد أن يضرب عنقه لتنهار معنويات الرومان ، و بعدها لن يصبروا على القتال وقتا طويلا ...

و بالفعل .... تمت الخطة بنجاح مبهر ...

بدأ خالد الهجوم ، وهو يصيح :
(( احملوا يا عباد الله .. ، احملوا على من كفر بالله )) ..

، فانقض المسلمون على قلب جيش الروم كالسيل الهادر .. ، ودار قتال عنيف ..
، و شق خالد الصفوف حتى وصل إلى خيمة وردان ..
فما إن رآه وردان حتى قال بنبرة يائسة :

(( والله ما رأيت يوما في الدنيا أشد علي من هذا اليوم ))

.. ، فضرب خالد عنقه في الحال ، و لم يصبر الروم بعدها .. فبدأوا في الهروب من كل طريق .. ، والمسلمون يتتبعونهم .. فيقتلون منهم ، و يأسرون أعدادا كبيرة ،،، !!!

* و كما عودكم خالد بن الوليد ..
فقد انتهت معركة أجنادين في ساعة من نهار .. ،
و قتل من الروم 3 آلاف .. ، ولم يقتل من المسلمين
إلا 34 شهيدا فقط ..... !!!!!
Forwarded from أيام الصديق
.. فكان من بين هؤلاء الشهداء .. عريس الحور ..
الصحابي الجليل / أبان بن سعيد بن العاص .. ، و كان قد تزوج على أرض أجنادين قبل المعركة بليلة واحدة

.. ، ثم لقي الله شهيدا ، فزفته ملائكة السماء إلى الحور العين ..

.. لقد كان المسلمون المجاهدون في الفتوحات يعيشون حياتهم كاملة على أرض المعركة .. ، فمعهم أزواجهم و أولادهم .. يفرحون ، و يضحكون و يلعبون ..
، و يتزوجون ، و ينجبون .. رغم الظروف القاسية ..
فهم لا يعرفون متى سيعودون إلى بلادهم و مساكنهم ...
، أم أنهم لن يعدوا أبدا .. ؟!!
.. فكان من الضروري أن تستمر حياتهم بكل تفاصيلها فيتعايشون مع ظروف الجهاد و الترحال و المعارك ..
مهما كانت صعوبتها ... !!!

.. فنرى الزوجة المسلمة في أرض الجهاد تشجع زوجها على القتال .. ، و نرى الأب يربي أبناءه على الرجولة و الفروسية ، و قوة التحمل .. ، ثم نرى الأم تودع أبناءها قبل كل معركة الوداع الأخير .. ، و بعد ذلك تخرج لتشارك بقية النساء في حفر المقابر .. استعدادا لاستقبال الشهداء ، و دفنهم بعد انتهاء المعركة .. ، و قد يكون من بين هؤلاء الشهداء أخوها .. ، أو أبوها .. ، أو زوجها .. ، أو أحد أبنائها ....!!

.. و استشهد في أجنادين أيضا
سيدنا / عمرو بن سعيد بن العاص .. ،
وهو أخو العريس .. أبان .. !!

.. ، كما استشهد طليب بن عمير بن وهب .. ، وهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم .. عمته أروى .. ، و قد قطعت يده ، فوجدها المسلمون إلى جواره .. قابضة على سيفه ... !!!

... ، و استشهد أيضا..
عبد الله بن عمرو بن الطفيل الدوسي ..
، و غيرهم .. رضي الله عنهم جميعا ..

.. هؤلاء هم الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..!!

.. هؤلاء هم الذي سيشهدون علينا يوم القيامة أنهم بذلوا دماءهم ، و أرواحهم ليوصلوا إلينا الدين غضا طريا كما أُنزل .. ، و نحن الذين أهملناه ، و خذلناه ..... !!

أولئك آبائي فَجِئني بمثلهم ..
إذا جمعتنا يا جرير المجامع

* تابعونا ...

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : مؤلفات د. راغب السرجاني
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ................... #العصر_الذهبي17

(( موسى بن نصير _ 4 )) 🌿

* تغيرت أحوال قبائل البربر من حياة ( الهمجية ) البدائية التى كانوا يعيشونها قبل الإسلام فلا يعرفون فيها أخلاقا ولا نظاما ولا احتراما للعهود و المواثيق ، و تحولوا إلى الحياة الطيبة المفعمة بالإيمان بالله الواحد ، و بأخلاق الإسلام الرفيعة و آدابه الراقية ... !!
.. ، و بعد أن كانوا يقاتلون بضراوة شديدة فيقتلون من أجل
( اللا شيئ ) أصبحوا يقاتلون لتكون ( كلمة الله هي العليا ) ، و ليفوزوا بمنازل ( الشهداء ) في الفردوس الأعلى .. !!

.. ، و هذا التحول الهائل الذي فعله الإسلام في البربر ، فعله من قبل في ( الصحابة ) الكرام ، فنهض بهم من الحضيض حتى جعلهم سادة العالم في أقل من عشر سنوات ... !!!

.. لقد حقق الإسلام في ( البربر ) في سنوات معدودات ما عجزت الإمبراطورية الرومانية بكل أموالها و إمكاناتها الضخمة أن تحققه فيهم خلال ( القرون ) التي احتلتهم فيها .. !!

.. ، و هذا النهوض الحضاري المذهل الذي تحقق في الجنس البشري بالإسلام هو من أقوى الأدلة على أنه دين الله
( دين الحق ) ، و أن الفتوحات الإسلامية لم تكن احتلالا غاشما يستهدف استنزاف الشعوب و سلب مواردهم و خيرات بلادهم .. ، فالبربر لم تكن عندهم ( موارد و لا أموال ) ، و لا أي شيئ من هذا الذي يجعلهم مطمعا للغزاة ، و لكن مطامع الفاتحين المسلمين كانت متوجهة إلى ( قلوب ) البربر ..
كانوا يطمعون في إسلامهم لأن ذلك عندهم
( خير من حمر النعم ) ... !!!

.. ، و قد تحقق هذا التحول في شخصية ( البربر ) بسبب همة و إصرار البطل ( موسى بن نصير ) و صبره على تربيتهم ..!!!

.. ذلك الشيخ الكبير الذي تجاوز السبعين من عمره ، و مع ذلك لم يترك الجهاد في سبيل الله طيلة أربعين عاما كاملة منذ كان شابا .. بل و لا يزال يطمع في المزيد ، و يحلم ب

........ (( فتح الأندلس )) .......

............. .............. ............... ......

* التخطيط و التجهيزات قبل العبور *

.. مهمة فتح الأندلس ليست سهلة بالمرة و تحتاج إلى تجهيز من نوع خاص ، لذلك كان هم موسى بن نصير الأول هو
( تأمين العبور ) ..
.. ، فقام أولا ببناء عدة مواني حربية على السواحل المغربية و اهتم بإنشاء السفن ، رغم أن هذا العمل تطلب وقتا طويلا و عملا مضنيا و لكن موسى بن نصير و من معه من المسلمين صبروا و صابروا ، و اجتهدوا ليل نهار حتى تم هذا لمشروع العملاق بنجاح في حوالي عامين ..

.. ، ثم أرسل موسى بن نصير عدة حملات عسكرية إلى
جزر البليار التي تقع أمام الساحل الشرقي للأندلس في البحر المتوسط ، فتمكن من فتحها ، و فرض سيطرته عليها حتى لا تأتيه الضربات من قبلها أثناء عبور مضيق جبل طارق ..

.. ، و جهز موسى بن نصير جيشه ليفتح ميناءي ( طنجة ) و ( سبتة ) بسبب موقعهما الحساس جدا على ساحل بلاد المغرب ، فهما يطلان مباشرة على مضيق جبل طارق ..

.. ، فتمكن من فتح طنجة ، و اختار قائده الوفي /
طارق بن زياد ليكون واليا عليها ..
.. ، و بقي ميناء ( سبتة ) حجر عثرة أمام موسى بن نصير ، فقد كان يحكمه حاكم نصراني اسمه ( يليان ) ، فخشي موسى أن يضرب يليان سفن المسلمين أثناء العبور .. !!

.. ، و على الجانب الآخر ..

كان يليان يشعر بالخطر الشديد على نفسه و هو يتابع تحركات موسى بن نصير الواسعة من حوله ، و يرى سيطرته على كل بلاد المغرب ..
.. ، فأحس يليان بأن الدور سيأتي عليه لا محالة .. ، فقرر أن يتصالح مع المسلمين .. خاصة و أن يليان بينه و بين حاكم الأندلس الحالي ( لذريق ) عداوة كبيرة لأسباب لا يهم شرحها ، فوجدها يليان فرصة أن ينتقم منه بمساعدته للمسلمين .. !!!

.. أرسل يليان إلى طارق بن زياد .. بصفته حاكم ( طنجة ) القريبة منه .. ليعرض عليه أن يسلم لهم ( ميناء سبتة ) ، و أن يقدم لهم كل ما يحتاجون إليه من المساعدات للعبور إلى الأندلس ، في مقابل أن يتركوا له بعض ممتلكاته الخاصة و أراضيه التي تخصه في الأندلس ( و كان لذريق قد سلبها منه ) .. !!

.. طبعا .. هذا العرض رائع جدا و مغري .. ، فبعث به طارق إلى موسى بن نصير ، فسر به سرورا عظيما و وافق عليه بلا تردد ..
.. ، ثم أرسل موسى بن نصير إلى خليفة المسلمين /
الوليد بن عبد الملك ليستأذنه في فتح الأندلس ..
... ، فكيف كان رد الخليفة ... ؟!!!

........ تابعونا ........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ............... #فتح_الأندلس1

📌 (( نحن لا نبكي على اللبن المسكوب ))

.. وصلت رسالة موسى بن نصير إلى خليفة المسلمين /
الوليد بن عبد الملك .. تلك التي يستاذنه فيها بالعبور لفتح الأندلس .. ، فلما قرأها الخليفة شعر بالقلق الشديد ، فقد كان يخشى على المسلمين من خوض البحر .. !!

.. ، فأرسل إلى موسى بن نصير يقول له :

(( خضها بالسرايا حتى تختبر شأنها ، و لا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال ))

يقصد : ( لا تتحرك بكل الجيش ، و لكن ابدأ أولا بإرسال بعض السرايا الصغيرة للاستكشاف حتى لا يهلك المسلمون جميعا )

.. ، فلما أحس موسى بقلق الوليد أرسل إليه يطمئنه بأن العبور سيكون في مضيق صغير .. ، فقال له :

(( إنه ليس ببحر ، و إنما هو خليج يرى الناظر ما وراءه ))

.. ، فأذن له الوليد أن يتحرك و لكن بحذر شديد حرصا على أرواح المسلمين ..
.. ، فأرسل موسى بن نصير سرية استكشافية صغيرة من 500 مسلم فقط .. و ذلك في عام 91 هجرية .. و كانت السرية بقيادة / طريف بن مالك ، و هو أحد فرسان الأمازيغ الشجعان .. ( يطلق على البربر أيضا اسم الأمازيغ )

.. ، فركب طريف و رجاله السفن و عبروا المضيق حتى نزلوا في جزيرة قريبة جدا من جنوب الأندلس ( أطلق عليها بعد ذلك اسم جزيرة طريف )

.. ، و قام طريف و من معه بجمع معلومات هامة عن جنوب الأندلس ، و عن طبيعة الأرض فيها .. ، ثم عادوا إلى بلاد المغرب .. ، فقام موسى بن نصير بدراسة تحليلية لتلك المعلومات ، ثم عزم على تجهيز الجيش الذي سينطلق عبر مضيق جبل طارق لفتح الأندلس .. ، و قرر أن يكون قوام هذا الجيش 7000 مقاتل فقط ، و أن يجعل البطل الوفي التقي / طارق بن زياد أميرا على هذا الجيش .. !!

............. ............. ................

.. ، و قد يتساءل البعض ..

.. ، و لماذا ندرس ( تاريخ الأندلس ) الآن ، و فيه من الآلام و الأحزان ما الله بها عليم ... ؟!!!

.. ، ألا يكفينا ما نحن فيه من الذل و الهوان .. ؟!!
.. ، أم أننا سنحكي لنبكي على ( اللبن المسكوب ) .. ؟!!

.. ، و أقول لهؤلاء .. لا والله أبدا .. ليس بكاء على اللبن المسكوب ، فنحن نؤمن بأن الأمور تجري بمقادير ، و أن الله غالب على أمره .. ، و لكن دراسة التاريخ عموما فيها من العبر و العظات ما يوفر على ( العقلاء ) الخوض في الكثير من التجارب الفاشلة .. ، كما تعينهم على قراءة واعية للأحداث المعاصرة ، و للمستقبل أيضا ..
.. ، و ذلك لأن التاريخ يعيد نفسه عشرات ، بل مئات المرات فسنن الله سبحانه ثابتة .. لا تتغير و لا تتبدل ، و لا تحابي أحدا على حساب أحد ..
.. ، فكما أن الماء يغلي عند درجة 100 مئوية ، و سيظل يغلي عند تلك الدرجة إلى يوم القيامة ..
.. ، و كما أن النار تحرق الشجر و البشر ، و ستظل تحرق إلى يوم القيامة ..
.. ، فكذلك ( النصر و التمكين ) له أسباب و سنن ثابتة لن تتغير إلى يوم القيامة .. ، و ( الهزيمة و الذل و الهوان ) لها أيضا أسباب و سنن ثابتة لن تتغير إلى يوم القيامة ..

.. ، فكيف لا ندرس ( تاريخ الأندلس ) الضخم الذي يشغل ما يزيد عن 800 عام من عمر التاريخ الإسلامي .. ؟!!

.. ، و كيف لا ندرس ( تاريخ الأندلس ) و هو نموذج كامل التفاصيل و الملامح لتلك ( السنن الإلهية ) الحكيمة التي بها يتحقق النصر أو تقع الهزيمة .. ؟!!
.. ، فنحن نقرأ فيه عن دول قامت و نهضت لنعرف كيف نهضت .. ؟!!
.. ، و عن أخرى سقطت و ضاعت حتى نفهم كيف سقطت ..؟!!

.. ، فأنت تجد في تاريخ الأندلس الحاكم المجاهد الشجاع ، كما تجد فيه عن الحاكم الجبان الخائن لدينه و وطنه ، الموالي لأعدائه على حساب شعبه .. !!
.. ، و تقرأ عن الملك الورع التقي ، و عن الآخر الفاسق المنحرف .. !!!

.. ، و لولا أهمية ( القصص ) في تربية الجيل و صناعة الوعي لما وجدنا ( ثلث القرآن ) عبارة عن ( قصص ) ، و لما قال الله سبحانه : (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ))

(( فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ))

....... تابعونا .......

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ......... #فتح_الأندلس2

(( فانداليسيا )) 💞

* الأندلس هي شبه الجزيرة الأيبيرية التي تضم حاليا دولتي أسبانيا و البرتغال ، كانت خاضعة للإمبراطورية الرومانية فترة من الزمن ، حتى استطاعت قبائل ( الفاندال ) الهمجية الآتية من الشمال الأوربي أن تجتاحها و أن تستولي عليها من الرومان ، و عاثوا فيها فسادا .. ، و منذ ذلك الوقت سميت ( فانداليسيا ) نسبة إلى قبائل الفاندال .. ، ثم تغير اسمها مع الوقت حتى أصبحت تسمى ( الأندلس ) .. !!

.. ، ثم تعرضت ( فانداليسيا ) بعد ذلك لهجمات قبائل ( القوط ) النصرانية ، فهزموا ( الفاندال ) و طردوهم منها ، و أقاموا لأنفسهم دولة قوية مستقلة فيها .. ، و كان ذلك في عام 624 ميلادية .. أي في نفس الوقت الذي بعث فيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

.. ، و عندما كان موسى بن نصير يخطط لفتح الأندلس كان يحكمها ملك القوط الخبيث ( رودريك ) ، و الذي كان المسلمون ينطقون اسمه ( لذريق )

.......... ........... ........... ..............

.. استدعى موسى بن نصير قائده طارق بن زياد و أخبره بأنه قد أخذ الإذن بفتح الأندلس ، و أنه قد اختاره هو ليكون أميرا على جيش المسلمين .. ، فلمعت عينا طارق بن زياد و لم تسعه الفرحة ، فلم يكن يتصور أن ينال هذا الشرف الرفيع من بين أقرانه من قادة المسلمين ( العرب ) .. !!

.. ، و بعد أن أتم طارق بن زياد تجهيز الجيش جاءت ساعة الصفر ، و أمره موسى بن نصير بالتحرك و العبور على نفس السفن التي استعملها قبله طريف بن مالك في حملته الاستكشافية .. ، و كان ذلك في شعبان من ينة 92 هجرية ..

.. ، و بعد أن ودعهم و أوصاهم .. أكب موسى بن نصير على الدعاء و التضرع بين يدي الله أن يحفظ المسلمين و أن ينصرهم في تلك المهمة الخطيرة .. ، و أخذ يبكي و يظهر فقره و انكساره لربه ، و يلح في الدعاء ... !!!!

.. ، و في هذا الوقت كان طارق بن زياد يبحر نحو ( المجهول ) ، فبلاد الأندلس كانت طبيعتها و جغرافيتها مجهولة تماما بالنسبة له و للمسلمين جميعا ..

.. ، أضف إلى ذلك أن الملك المتغطرس / لذريق يحكم مملكة واسعة عظيمة مترامية الأطراف ، و عنده من الأموال و الجنود و الإمكانات مالا يعد و لا يحصى ..

.. ، و حتى تستوعب حجم و قوة ( مملكة لذريق ) يكفيك أن تعرف أن الإمبراطورية الرومانية ( بجلالة قدرها ) قد عجزت أن تتصدى لجيوش القوط و لم تستطع أن تسترد البلاد التي اغتصبوها منها .. !!!!

.......... ............ .............. ............

.. ، و بعد الإبحار عبر المضيق ..

رست سفن المسلمين على السواحل الأندلسية عند الجبل الذي سمي بعد الفتح بجبل طارق .. ، و تحرك طارق بن زياد بجيشه نحو منطقة في جنوب الأندلس تسمى
( الجزيرة الخضراء ) .. ، فتفاجأت قوات قواط التي كانت تحمي تلك المنطقة بجيش المسلمين الذي خرج لهم من البحر .. !!

.. ، فعرض عليهم طارق بن زياد الإسلام أو الجزية أو القتال .. و لم تكن تلك القوات كبيرة العدد .. ، و لكنهم أصروا على القتال ، و أرسل قائدهم يستغيث بالملك لذريق الذي كان ساعتها في قصره في ( طليطلة ) عاصمة الأندلس وقتها .. ، و كتب هذا القائد في استغاثته قائلا :

(( لقد نزل علينا قوم لا ندري أهم من أهل الأرض أم من أهل السماء ... ؟!!! .. ، و قد لقيتهم فلتنهض إلينا بنفسك .. ))

.. ، فأرسل لذريق إلى الجزيرة الخضراء جيشا بقيادة أخيه ليدعم القوات المرابطة فيها ..

.. ، و دار قتال عنيف بين الفريقين ......

.. انتهى بهزيمة جيش القوط و فراره من أمام جيش المسلمين .. ، و توالت رسائل الاستغاثة إلى قصر لذريق من هؤلاء الجنود الذين فروا .. ، فجن جنونه و بدأ يشعر بالخطر يقترب منه .. ، فقرر أن يجهز جيشا ضخما لتأديب جيش طارق بن زياد ، و أن يخرج بنفسه على رأس هذا الجيش ..

.. ، فلما وصلت أخبار تلك الاستعدادات الكبيرة إلى
طارق بن زياد أرسل إلى موسى بن نصير يطلب منه المدد العاجل ، فلم يكن مع طارق إلا 7000 مقاتل فقط ، و معظمهم من الرجالة فقد كان عدد الفرسان معه قليلا جدا ... !!!

............ تابعونا ...........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق38

#زمن_العزة

#فتح_الشام7

🏇 (( معركة مرج الصفر الثانية ، و أمير الانتقام... ))

بعد هذا الانتصار الكاسح على الروم في أجنادين قرر بطلنا خالد بن الوليد أن يعود لحصار دمشق مرة أخرى ، فترك جيش عمرو بن العاص في فلسطين .. ، و أرسل جيش / شرحبيل بن حسنة إلى بصرى لتأمين الأردن .. ، ثم تحرك بجيشه مع جيشي أبي عبيدة بن الجراح ، و يزيد بن أبي سفيان لمحاصرة دمشق ...!!!!

كان هرقل يحب سورية حبا جما ، لذلك فلن يقبل أن تسقط الشام في أيدي المسلمين بهذه البساطة ..
، فأخرج جيشا مجهزا بأحدث الأسلحة لفكّ حصار دمشق ، وكان عدد المقاتلين في هذا الجيش 30 ألف مقاتل ..،
و تحرك هذا الجيش حتى وصل إلى مرج الصفر .. بضم الصاد المشددة و فتح الفاء المشددة ، وهو مرج واسع جنوب دمشق ، و على أرضه كانت أولى هزائم المسلمين في الشام في معركة مرج الصفر الأولى التي ذكرناها من قبل .. ،
و ذلك قبل وصول خالد بن الوليد ...

فلما وصلت تلك الأخبار إلى خالد بن الوليد ترك جيشي أبي عبيدة ، و يزيد حول أسوار دمشق لاستكمال الحصار
، و تحرك هو بجيشه سريعا نحو مرج الصفر .....

.. ولكن أعداد الرومان في مرج الصفر كانت أكثر بكثير من جيش خالد الذي لا يتجاوز ال 9 آلاف مقاتل فقط .. !!!

هذه الأحداث الساخنة كانت بعد معركة أجنادين بعشرين يوما فقط .. ، و تهيأ المسلمون مع خالد لخوض معركة طاحنة و غير متكافئة ..

... و في ليلة المعركة عمت الفرحة في معسكر المسلمين .. فقد كانت ليلة زفاف الصحابي الجليل /
خالد بن سعيد بن العاص على أم حكيم بنت الحارث ..!!
.. و في الصباحية ..
و دع العريس عروسه ، و انطلق مع المسلمين لملاقاة الرومان .. !!

لقد كان لخالد بن سعيد ذكريات أليمة في مرج الصفر ..
، فهو الذي تسبب في هزيمة المسلمين في معركة مرج الصفر الأولى بسبب خطأ عسكري وقع فيه نتيجة لاستعجاله ...!!

.. خالد بن سعيد كان قد فقد اثنين من إخوته في أجنادين .. وهما أبان بن سعيد ، و عمرو بن سعيد رضي الله عنهما .. ، فهو اليوم يتمنى أن يلحق بهما في الجنة .. ، كما يتمنى أن يكفر عن خطأه الذي تسبب في هزيمة المسلمين من قبل ..

.. فلما بدأت المعركة قاتل خالد بن سعيد بشجاعة منقطعة النظير .. قاتل قتال من لا يخاف الموت ... !!

، وبالفعل استشهد .. العريس .. بعد صراع طويل مع الروم .. ، و زف إلى الحور العين ، و لما سمعت عروسه أم حكيم خبر استشهاده .. ، قامت .. فخلعت عمود خيمتها ، ثم خرجت لتشارك في القتال .. !!!
، فقتلت بهذا العامود سبعة من جنود الرومان ... !!

.. هكذا كانت المرأة في زمن العزة بألف رجل من رجال
زمن الذل و المياعة .... ، و حسبنا الله و نعم الوكيل .. !!

و امتلأت أرض المرج بجثث الشهداء .. ،
و كثرت الجراحات في المسلمين ..
فجرح مايقرب من أربعة آلاف مسلم .... !!

.. ولأول مرة منذ معركة اليمامة يسقط هذا العدد من الشهداء في مرج الصفر الثانية ..
فقد استشهد 500 مسلم ..!!

.. ولكن في نهاية ذلك اليوم الدامي أنزل الله نصره على أولياءه الصالحين ، و قتل المسلمون في تلك المعركة 500 روميا ، و أسروا 500 آخرين ، و انسحب باقي الجيش الروماني من أرض المعركة .. !!

.. ثم عاد خالد بجيشه ليستكمل حصار دمشق ..!!

و طال الحصار ..
، و استعصت تلك المدينة الحصينة على المسلمين ..!!

، وفي ذلك الوقت وصل خبر مؤلم إلى
أبي عبيدة بن الجراح .. خبر هز المسلمين جميعا ...
لقد مات الأسد الهصور .. مات أبو بكر الصديق .. !!!!

ففي 22 من جمادى الآخر سنة 13 هجرية وافته المنية عن عمر يناهز ال 63 عاما .. مات بعد فترة خلافته القصيرة جدا ، و التي استمرت عامين و ثلاثة أشهر فقط ....، و رغم قصرها كانت عامرة بالإنجازات العظيمة التي يعجز غيره عن أن يحققها في عشرات .. بل مئات السنين .... !!!!

.. مات الصديق بعد أن ثبت الله به لواء التوحيد في جزيرة العرب في تلك الفتنة العاصفة .. فتنة الردة .. فأعاد أبو بكر الصديق بفضل الله تعالى قبائل العرب المرتدة إلى دين الله أفواجا في أقل من سبعة أشهر ... !!!!

.. مات أبوبكر بعد أيام من تسلمه لمصحف زيد ..
الذي جمعه و كتبه زيد بن ثابت بعد عمل شاق ، و متواصل لمدة خمسة عشر شهرا كاملة ، ليبلغ فيه الغاية القصوى من التثبت من كل حرف كتبه في ذلك المصحف ...!!!!

.. مات الخليفة الذي لا مثيل له .. بعد أن ناطح أقوى إمبراطورية عتيدة على وجه الأرض ... الأمبراطورية الفارسية .. التي امتصت دماء الشعوب المغلوبة على أمرها لأكثر من ألف سنة ، أذاقتهم فيها ألوان الذل و الاستعباد و العذاب .... !!!
، ففي عهد أبي بكر فتحت الحيرة عاصمة الفرس الثانية في أربعين يوما فقط .. ، ثم انتزع بطل الإسلام / خالد بن الوليد ثلثي بلاد العراق من بين أنياب كسرى الفرس بعد انتصاره في 16 معركة خلال سنة واحدة فقط ... !!!!
Forwarded from أيام الصديق
.. مات الصديق بعد أن هز عرش قيصر الروم .. هرقل ..
الذي كان يحكم

إمبراطورية راسخة ضاربة في أعماق التاريخ منذ مئات السنين ، و كانت تكتم على أنفاس النصف الثاني من شعوب الكرة الأرضية ، و تغتصب خيراتهم ....!!

.. مات الصديق بعد أن أقرت عينه رسالة النصر التي أرسلها إليه خالد بن الوليد من أجنادين ...

.. مات أفضل الأمة .. بعد الأنبياء ..
، و صاحب الغار .. ثاني اثنين ..

.. مات أحب الرجال إلى قلب رسول الله .. ، و والد أحب النساء إلى قلبه ...!!!

.. فكان موته أعظم مصيبة أصابت المسلمين بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم .... !!!

* الأيام الأخيرة في حياة الصديق :

.. مرِض الصديق ، و اشتد به المرض قبل وفاته بخمسة عشر يوما ، وشعر باقتراب الأجل .. ، فجمع الصحابة و استشارهم في استخلاف عمر بن الخطاب من بعده ..
فرضي معظم الصحابة بهذا الاختيار الموفق .. إلا قليلا منهم كانت تقلقهم شدة عمر بن الخطاب المعروفة ..

.. ثم استقر الأمر في النهاية على اختيار الفاروق /
عمر بن الخطاب .. بالإجماع ..خلفا لأبي بكر رضي الله عنه

وفي آخر أيامه ، وصل إلى المدينة المثنى بن حارثة على غير المتوقع .. ، فالعراق في أمس الحاجة إليه بعد رحيل خالد بن الوليد عنها .. ، و لكنه قدم على الخليفة أبي بكر طالبا النجدة .. ، فلم يكن المثنى يعرف أن الخليفة يحتضَر .. ، فلما دخل عليه سأله الصديق عن أحوال المسلمين في العراق ، فأخبره بأن الأمر أصبح صعبا للغاية .. ، فقد استغل الفرس قلة عدد المسلمين ، و غياب خالد بن الوليد عن العراق ، و بدأوا يجمعون جموعهم لاستئصال المسلمين نهائيا من بلاد العراق .. !!!

.. فشعر أبو بكر بالقلق الشديد على أحوال المسلمين في العراق .. ، و أوصى عمرَ بن الخطاب قائلا له :

(( إن أنا مت في المساء فلا تنتظر الصباح حتى تستنفر الناس مع المثنى بن حارثة .. ، و إن أنا مت في الصباح فلا تنتظر المساء حتى تستنفر الناس مع المثنى ))

.. وجاءت سكرة الموت بالحق .. ، فأخذ الصديق يوصي
خليفته عمر بن الخطاب بوصاياه الأخيرة ..
قال له :
(( اعلم يا عمر أن لله حقا بالليل لا يقبله بالنهار ..
، و أن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل .. ،
و أن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة .. ،
و اعلم أن الله تعالى قد جعل في كتابه آية الرجاء بعد آية الخوف ، و آية الخوف بجانب آية الرجاء ليعيش الإنسان راغبا راهبا طوال حياته .. ،
فإن أنت حفظت وصيتي هذه فلن يكون غائبا أحب إليك من الموت .. و لا بد لك منه .. ،
و إن أنت ضيعت وصيتي هذه فلن يكون غائبا أبغض إليك من الموت .. ولا بد لك منه .... ))

ثم أصابت أبابكر الصديق حمى شديدة في أيامه الأخيرة ، فكان يعجز عن الخروج ليصلي بالناس .. ،
فأمر عمر بن الخطاب أن يصلي بالناس ..

وكان الصحابة يعودونه في مرضه .. ، فكان أكثرهم ملازمة له عثمان بن عفان رضي الله عنه .. ، فلما اشتد به المرض قالوا له : (( ألا ندعو لك الطبيب ... ؟!! ))
... فرد عليهم : (( الطبيب ...؟! .... لقد رآني الطبيب )) ،
فقالوا له : (( وماذا قال ؟!!! )) ،،،
فرد عليهم أبوبكر بصوت ضعيف لا يكاد يسمَع :

(( قال : إني فعال لما أريد .. ))

.. ثم أوصى الصديق وصيته الأخيرة قائلا :

(( إن أنا مت .. فانظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي .. ))

،، ثم أشار إلى ثوبه الذي يلبسه ، و أوصى عائشة رضي الله عنها قائلا :
(( يا عائشة ... انظري ثوبي هذا فاغسليه ،، و اجعلى معه ثوبين آخرين ليكون كفني ))
.. فقيل له :
(( قد رزقنا الله رزقا حسنا واسعا .. ، سنكفنك في الجديد ))

.. فرد عليهم قائلا :
(( الحي أحوج إلى الجديد من الميت .. ، إنما يصير الميت إلى الصديد ، و إلى البِلى ... ))

.. ، ثم أوصي أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس رضي الله عنها ، و أن يُدفن إلى جوار النبي صلى الله عليه وسلم....

.. و في مساء يوم الاثنين 22 من جمادى الآخر كانت آخر كلماته في الدنيا :
(( توفني مسلما ، و ألحقني بالصالحين ))

.... ثم فاضت روحه الزكية.... ، وسكن جسده الطاهر ....
فارتجت المدينة كلها بالبكاء ...
فلم تر المدينة يوما منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر باكيا ، و باكية من هذا المساء .. !!

.. ، ووقف علي بن أبي طالب على باب أبي بكر ، و هو يبكي و يسترجع و يقول : (( رحمك الله يا أبابكر .... كنتَ إِلفَ رسول الله ، و أنيسه ، و مُستراحَهُ ، و ثقته ، و مَوضع سرهِ و مشورته .... ، كنت أول القوم إسلاما ، و أشدهم بالله يقينا ، و أخوفهم له ، و أحوطهم على رسول الله ، و أحسنهم صحبة .. فجزاك الله عن الإسلام أفضل الجزاء ))

و نفذوا وصيته .. ، فغسلته زوجته أسماء بنت عميس ، ثم دفنوه إلى جوار صاحبه ....!!!
Forwarded from أيام الصديق
.. ، ولما تفقدوا تركته لم يجدوا شيئا زاد في ماله منذ توليه الخلافة إلا عبدا حبشيا ، و بعيرا واحدا ... !!!!

.. فأرسلوهما إلى عمر بن الخطاب ...

.. فلما رأى عمر ذلك بكى بكاء شديدا ، و قال :
(( رحمك الله يا أبا بكر .... لقد أتعبت مَن بعدك ..
، رحمك الله يا أبا بكر .... لقد أتعبت من بعدك ....!! ))

** تابعونا ...

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : مؤلفات د. راغب السرجاني
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ........ #فتح_الأندلس3

📌 (( الفتوحات الإسلامية ... لماذا .. ؟!! ))

* و لماذا الحروب ، و الدموية ، و الغزو .. ؟!!
.. ، و لماذا لم ينتشر الإسلام بالحب و السلام .. ؟!!

.. لنجيب عن مثل هذه الأسئلة .. أو قل ( الشبهات ) .. التي يلقي بها أعداء الإسلام على مسامع شبابنا من وقت لآخر يجب علينا أولا أن نستوعب حقيقة الأوضاع السائدة قديما حينما كانت كل الشعوب مقهورة بحكم طواغيت العالم الذين كانوا يهيمنون ( بقوتهم ) على كل مقدرات تلك الشعوب و يمنعون عنهم كافة الحريات الإنسانية حتى حرية الاعتقاد ، فلم يكن مسموحا لأبناء تلك الشعوب المقهورة أن يعتنقوا ديانة تختلف عن ديانة ملوكهم ( و عصر الاضطهاد الأعظم و ما وقع فيه من مذابح و اعتقالات للأقباط في مصر على أيدي حكامهم من الرومان خير شاهد على ذلك ) ..

.. ، فلا تتصور أن يأتي المسلمون ليستأذنوا هؤلاء الطواغيت لينشروا الإسلام في بلادهم بالطرق السلمية ، فيقولون لهم :
( تفضلوا .. على الرحب و السعة ) .. ، فهذا لم يكن يحدث نهائيا .. ، و بالتالي .. فليس أمام المسلمين إلا أحد خيارين :

* الخيار الأول : أن يبقوا في مدينتهم المنورة ينشرون الإسلام بالحب و السلام ( في أضيق نطاق ) حتى يأتي عليهم ( الدور ) فيتم استئصالهم آجلا أو عاجلا على أيدي هؤلاء الطواغيت الذين لا يتكلمون إلا بلغة واحدة فقط و هي
( لغة السلاح ) .. ، و بذلك ينقرض الإسلام تماما ... !!

.. ، و هذا طبعا ( غير مقبول ) لأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء ، و دينه هو الدين الخاتم و يجب أن يصل إلى الجميع في كل أقطار الأرض ..

.. ، كما أن تلك الشعوب المغلوبة على أمرها كانت تعتنق أديانا ( باطلة ) تودي بها إلى الجحيم الأبدي في الآخرة ، و ترك هؤلاء في ظلمات الكفر ( غير مقبول ) أيضا ، كما أنه يتنافى مع عقيدة المسلم الذي يؤمن بأنه ليس هناك إلا دين واحد فقط هو دين الحق ، و كل ما سواه باطل .. باطل .. باطل ..

(( إن الدين عند الله الإسلام ))
(( و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه
و هو في الآخرة من الخاسرين ))

.. ، و تلك هي ( النقطة المركزية ) الفارقة بين رؤية المسلم لقضية الأديان ، و بين رؤية غيره من الذين لا يرون أية غضاضة في أن يعتنق الإنسان أي دين يحبه طالما أنه إنسان محترم ذو خلق يخدم البشرية بعلمه و عمله ..
.. ، فهؤلاء غاية أمانيهم ( الدنيا ) و التمتع بها ، و مقياس الناجح عندهم هو الفوز بها ..
.. ، أما المسلم فغاية أمانيه ( الجنة ) ، و مقياس النجاح عنده في قول الله تعالى :

(( فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز
، و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ))

* أما الخيار الثاني أمام المسلمين : فهو أن يجاهدوا في سبيل الله لرفع غطاء الظلم و القمع الذي تعاني منه الشعوب فيعيدوا إليهم حرياتهم المسلوبة ، و يكون لهم حق تقرير المصير ، فيختاروا بأنفسهم دون قهر او إكراه هل يريدون الإسلام أم لا ..؟!

.. ، و كان هذا هو الهدف من وراء الفتوحات الإسلامية ، فالمسلمون الفاتحون لم يقوموا بالمذابح ، و لم ينتهكوا الحرمات ، و لم يستبيحوا قتل العزل و النساء و الأطفال و الرهبان و المستضعفين ..
.. ، لم يقاتل المسلمون إلا من أصر على قتالهم و منعهم من نشر دعوتهم .. دعوة الحق .. دعوة النور ..
.. ، ثم أقام المسلمون حضارة عظيمة شهد لها العالم في كل البلاد التي فتحوها ..

.. (( و شهد شاهد من أهلها .. )) ..

.. ، فهذا المؤرخ الغربي الغير مسلم ( جوزوف كيب ) ينصف الفتح الإسلامي للأندلس فيقول في كتابه
( مدنية المسلمين في أسبانيا ) :

(( .. إذا أمعننا النظر في تاريخ أسبانيا نجد عصر العرب و الإسلام كان نورا بين ظلامين ، و سعادة بين شقائين ..
.. ، و قد مضت حتى الآن خمسة قرون و نصف و لا نزال نمني أنفسنا بما أدركناه من السعادة على أيدي العرب ، و من أجل ذلك وجب على كل من عنده علم بالتاريخ أن يرد باطل هؤلاء المفترين الذين لا ينصفون العرب ، و أن يلقموهم أحجارا و يلطموهم بالحقائق التاريخية لطمات تأتي على شبهاتهم من جذورها .. ))

... ، و لا تغتروا بتلك الحريات الكلامية و الإعلامية التي يبيحها الغرب في زماننا ، و التي فتن بها الكثيرون فظنوا أن الإسلام يمكنه أن يصل إلى ( العزة و التمكين ) من خلال تلك الحرية الكلامية المزعومة عندهم ، فالغرب لم يسمح للمسلمين بذلك إلا لأنهم أقليات مستضعفة عندهم ، و لكنهم إذا شعروا بأية قوة تدب في جسد الإسلام الواهن و تهدد مصالحهم و سياساتهم فسيكون تعاملهم مع المسلمين مختلفا تماما ..
.. ، و انظر إلى ما حدث و يحدث في البلاد الإسلامية من القمع و المذابح تحت شعار ( الحرب ضد الإرهاب ) .. !!
2024/10/02 14:16:57
Back to Top
HTML Embed Code: