Telegram Web Link
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك13

🌿 (( المهلب بن أبي صفرة )) ⁦❣️

* في ذي الحجة من العام 82 هجرية ..

.. ، و في أثناء ذلك الصراع المحتدم بين الجيشين في
( دير الجماجم ) .. وصل خبر أليم .. أحزن المسلمين جميعا من الفريقين .. فقد توفي بطل الإسلام .. الفاتح العظيم /
المهلب بن أبي صفرة .. رحمة الله عليه ..

.. توفي عن عمر يناهز ال 74 عاما أثناء إحدى غزواته التي كان يقودها بنفسه .. وهو في هذا السن الكبير .. لحماية ثغور المسلمين .. ، حتى لا يستغل أعداء الإسلام ذلك الصراع الدائر بين ( الإخوة ) فيغيروا على بلاد الإسلام ..

.. رفض المهلب بن أبي صفرة أن يشارك في تلك ( المهزلة ) التي تحدث في ( دير الجماجم ) حتى لا يلطخ يديه بدماء إخوانه المسلمين .. ، فكافأه الله تعالى بتلك الخاتمة الحسنة .. نحسبه كذلك ، و لا نزكيه على الله ..

.. المهلب كان من الشجعان .. ، و كانت له مواقف حميدة و غزوات مشهورة في بلاد الترك .. ، كما تصدى لثورات الخوارج الأزارقة .. ، فكان كالجبل الأشم الذي حمى الله تعالى به ديار الإسلام و أرواح الأبرياء من شر الخوارج ..
.. ، كما حمى عقيدة المسلمين من أفكارهم الفاسدة ..

.. ولد المهلب في عام ( فتح مكة ) .. ، و غزا أرض الهند في زمن سيدنا / معاوية بن أبي سفيان سنة 44 هجرية ..

.. ، ثم ولاه سيدنا / عبد الله بن الزبير على إحدى أقاليم العراق الاستراتيجية الهامة ..
.. ، ثم تولى حرب الخوارج حتى قضى على فتنتهم كما ذكرنا .. ، فعظمت بذلك مكانته عند الحجاج بن يوسف ، فأكرمه ، و جعله أميرا على إقليم خراسان ...

.. و كان المهلب بن أبي صفرة رجلا فاضلا كريما واسع السخاء .. ، و روي عنه أنه قال :

(( نعم الخصلة السخاء .. ، فهي تستر عورة الشريف .. ، و ترفع خسيسة الوضيع .. ، و تحبب الناس في المزهود فيه ))

.. ، و كان من كلامه الحسن أيضا أنه قال :

(( يعجبني في الرجل أن أرى عقله زائدا على لسانه
.. ، و لا أرى لسانه زائدا على عقله )) ..

.. ، و تولى ( يزيد بن المهلب ) أمر إقليم خراسان خلفا لأبيه ..

............. ............ ............... ............

** هل حققت ( الثورة ) مطالبها .. ؟!!

.. توالت الاشتباكات الدامية في دير الجماجم .. ، و كان العلماء و القراء يثبتون الثوار من أهل العراق ، و يرفعون معنوياتهم .. ليس فقط بخطبهم و كلامهم الحماسي .. ، و لكن أيضا ( بالقدوة ) .. ، فقد كانت ( كتيبة العلماء و القراء ) دائما في الصدارة ، و على رأسهم سيدنا / سعيد بن جبير ، و الإمام / الشعبي .. يبادرون بالهجوم .. ، و يبذلون دماءهم و أرواحهم في سبيل رفع الظلم و القهر ..

.. ، و طال أمد القتال ....

و يقال أن تلك المعركة استمرت قرابة المائة يوم .. !!
.. ، و كثر القتلى من الفريقين .. ، فأصبح الحجاج بن يوسف يريد إنهاء تلك المعركة بأية طريقة ، و في أسرع وقت ممكن لأن جنوده كانوا في حالة من الإعياء و الجوع الشديد ...

.. ، فقرر الحجاج في أن يشن هجوما مركزا على
( كتيبة العلماء و القراء ) حتى يتم القضاء عليها لأن الناس جميعا يتبعونها مقتدين بعلمائهم .. !!

.. ، و بالفعل ...
ركز جند الحجاج الضرب على العلماء .. ، فصمدوا أمامهم صمودا عظيما .. ، و صبروا صبرا عجيبا .. ، حتى قتل منهم عدد كبير .. ، ففزع الثوار و اضطربوا اضطرابا شديدا ..!!

.. ، فاستغل الحجاج تلك الفرصة و باغتهم بهجوم شامل ، و أعمل فيهم القتل .. ، فما استطاعوا أن يصبروا .. !!

.. ، و كان مشهد ( النهاية ) الحزين .. نهاية الثورة المجيدة ..

................. ................... ................

👀 (( إنجازات الثورة ... !! )) 🦴💀🦴

.. هزم جيش ابن الأشعث .. ، و تفرق الثوار ، و هربوا في كل مكان .. ، و فر ابن الأشعث هاربا نحو بلاد الترك .. !!

.. ، فطاردهم الحجاج بن يوسف بجيشه حتى قتل ، و أسر منهم أعدادا كبيرة ..
.. ، بينما تمكن ابن الأشعث من أن يدخل بلاد الترك ، فأحسن إليه رتبيل ( ملك الترك ) و أكرم مثواه ..

.. ، و انقسم جيش ابن الأشعث .. ، فحاولت فرقة منهم أن تدخل بلاد فارس .. ، فخرج إليهم يزيد بن المهلب بجيشه و حاربهم ، فقتل و أسر منهم أعدادا كبيرة .. ، ثم أرسل الأسرى إلى الحجاج بن يوسف .. !!
.. ، فلما عرض هؤلاء الأسرى على الحجاج قتل أكثرهم
.. ، و عفا عن بعضهم ..

.. ، و فر الناجون من علماء المسلمين خوفا من بطش
الحجاج .. ، فقد نشر جنوده في كل مكان لاعتقالهم ...

.. ، فتمكنوا من اعتقال الإمام / الشعبي ، و أرسلوه إلى الحجاج .. !!

.. ، أما سيدنا / سعيد بن جبير فظل يتنقل من مخبأ إلى آخر ، و من بلد إلى بلد متخفيا من جند الحجاج حتى تم اعتقاله في النهاية .. بعد فترة طويلة .. ، و أرسلوه إلى الحجاج .. مقيدا في السلاسل .. لينظر في أمره .. !!

.......... تابعونا .........

👀 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك14

(( ... و عاد نظام الحجاج .. !! )) 💀

.. ، و سقط سقف المطالب على رؤوس الثوار ...!!

* طلب الحجاج بن يوسف أن يحضروا إليه الإمام / الشعبي ليمثل أمامه حتى يستجوبه عما حدث ..

.. ، و بلا شك أنتم جميعا تنتظرون هذا اللقاء ، و تريدون أن تشاهدوا كيف سيتكلم أحد (( علماء الثورة )) مع الحجاج بعد هذا الذي حدث .. ؟!!

.. ، و بعضكم .. بالتأكيد .. يتوقع أن يقف التابعي الجليل الإمام / الشعبي رحمة الله عليه أمام الحجاج ، فيخاطب ذلك الظالم الغشوم سفاك الدماء باستخفاف .. وهو مرفوع الرأس ، و لا يخاف القتل .. ، فيستنكر عليه ظلمه و فساده ، و يلقي عليه .. بكل جرأة .. سلسلة من الاتهامات الصريحة .. ، ممتثلا في ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )) .. إن صح الحديث ....

.. و لكن .. فلندع الإمام الشعبي يحكي لنا ما حدث بينه و بين الحجاج بلسانه ..

.. ، يقول الإمام الشعبي :

(( دخلت على الحجاج .. ، فسلمت عليه قائلا :
( السلام عليك أيها الأمير ) .. ، و قد كان يكرمني و يحسن إلي قبل أن أخرج عليه و أقاتله ..
.. ، ثم قلت له :
( أيها الأمير .. إن الناس قد نصحوني بأن أعتذر إليك بأن أقول غير الحق .. ، و لكنني والله لا أقول في هذا المقام إلا الحق كائنا في ذلك ما كان ..
.. أيها الأمير .. لقد تمردنا عليك .. ، و خرجنا لقتالك ..
.. ، و لم نأل في ذلك جهدا .. ، و لم نكن بالأقوياء الفجرة
و لا الأتقياء البررة .. ، و لقد نصرك الله علينا و أظفرك بنا .. ، فإن عاقبت فبذنوبنا ، و بما كسبت أيدينا ..
.. ، و إن عفوت عنا فبحلمك .. ، و لك الحجة علينا .. )

.. ، فقال لي الحجاج :
( أنت يا شعبي أحب إلي ممن يدخل علينا يقطر سيفه من دمائنا ، ثم يكذب و يقول : و الله ما فعلت ، و لا شهدت ..
.. اذهب .. فقد أمنت عندنا يا شعبي ) ..

.. ، فانصرفت .. ، فلما مشيت قليلا ناداني قائلا :
( هلم يا شعبي )

.. ، فوجل لذلك قلبي .. ، و لكنني تذكرت أنه قد أمنني فاطمأنت نفسي ..

.. ، فسألني : ( كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي .. ؟! )

.. ، فقلت له : ( أصلح الله الأمير .. ، لقد اكتحلت بعدك السهر .. ، و استوعرت السهل .. ، و استحلست الخوف .. ، و استحليت الهم .. ، و فقدت صالح الإخوان ..
.. ، ثم لم أجد من الأمير خلفا )
.. ، فقال لي الحجاج : ( انصرف يا شعبي ) .. ))

* عفا الحجاج عن الشعبي كما رأينا ، ولم يأمر بضرب عنقه ..

......... .......... ............. .............

* و لما دخل الحجاج بن يوسف مدينة الكوفة بعد أن تمكن من القضاء على ثورة ابن الأشعث أمر أهلها بتجديد البيعة له و لأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ..

.. ، و كان الحجاج يشترط على كل من يأتي ليبايعه أن يعلن ندمه و تبرؤه من تلك ( الثورة المجيدة ) .. ، فكان الحجاج يأمره قائلا : (( اشهد على نفسك أنك قد كفرت )) ..

.. ، فإذا قال : ( نعم أشهد ) .. قبل منه بيعته و عفا عنه ..
.. ، و إن رفض أن يشهد .. أمر الحجاج بضرب عنقه ..!!

.. ، فقتل من أهل الكوفة خلقا كثيرا ممن رفضوا أن يشهدوا على أنفسهم بالكفر ..!!!

.. ، ثم أحضروا له رجلا معروفا بين الناس بصلاحه و تقواه .. ، فقال الحجاج :

(( ما اظن أن هذا الرجل يشهد على نفسه بالكفر لدينه و صلاحه ))

.. ، فإذا بهذا الرجل يقول له : (( أشهد بأنني أكفر أهل الأرض .. ، و أكفر من فرعون و هامان و النمرود ))

.. ، فضحك الحجاج ، و أخلى سبيله ... !!

......... تابعونا .........

🎀 بسام محرم 🎀

🌀 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك16

💔 (( الحجاج و سعيد بن جبير )) 🌿

* أدخلوا سيدنا / سعيد بن جبير على الحجاج بن يوسف مقيدا بالسلاسل .. ، فسأله الحجاج متهكما :

(( أنت شقي بن كسير .. ؟!! ))

.. ، فرد عليه قائلا :
(( لا .. إنما أنا سعيد بن جبير .. ، فكذا سمتني أمي ))

.. ، فقال له الحجاج : (( شقيت ، و شقيت أمك .. ))
.. ، فقال سعيد : (( الأمر ليس إليك ))

.. ، فأخذ الحجاج يذكره بسابق منته عليه و إحسانه إليه .. فقال له : (( يا سعيد .....
.. ألم أشركك في أمانتي ... ؟!!
.. ، ألم أستعملك .. ؟!!
.. ، ألم أفعل معك كذا .. ؟!! .. ألم أفعل كذا .. ؟!! ))

.. ، فقال سعيد : (( بلى ))

.. ، فقال له الحجاج : (( فما حملك على الخروج علي ، و أن تخلع بيعة امير المؤمنين ..؟!! .. ، لقد نكثت له بيعتين ..!!
.. ، ألم أخذ له منك البيعة عندما كنت واليا على مكة ..
.. ، ثم جددت بيعته أمامي عندما وليت على الكوفة .. ؟!! ))

.. ، فقال سعيد : (( بلى .. أصلح الله الأمير ..
إنما أنا امرؤ من المسلمين يخطئ مرة ، و يصيب أخرى ..
.. ، و قد أخذ ابن الأشعث مني البيعة ، و عزم علي ))

.. ، فغضب الحجاج غضبا شديدا .. ، و قال له : (( لأقتلنك ))
.. ، فقال سعيد : (( دعوني أصلي ركعتين ))
.. ، فقال الحجاج للحرس : (( وجهوه إلى قبلة النصارى ))
.. ، فتلا سعيد قول الله عز وجل :
(( .. فأينما تولوا فثم وجه الله ))

.. ، فقال له الحجاج بغيظ : (( لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى ))
.. ، فقال له سعيد بثبات المؤمن :
(( لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها ))

.. ، فصرخ الحجاج في الحرس قائلا : (( اضربوا عنقه ))

.. ، فدعا سيدنا / سعيد ربه قائلا :

(( اللهم لا تسلطه على أحد بعدي ))

.. ، فقاموا بضرب عنقه من قفاه .. رحمة الله عليه .. !!

.. ، و بعدها لم يهنأ الحجاج بنوم .. ، فقد كان إذا نام يرى سعيد بن جبير في المنام وهو يأخذ بمجامع ثيابه ، و يقول له : (( يا عدو الله .. لم قتلتني .. ؟!!
.. يا عدو الله .. لم قتلتني .. ؟!! ))

.. ، فكان الحجاج يقوم من نومه فزعا .. ، وهو يقول :

(( مالي و لسعيد بن جبير .. مالي و لسعيد بن جبير ))

.. ، و لم يسلطه الله على أحد بعد قتله لسيدنا /
سعيد بن جبير .. ، لأنه لم يلبث بعده إلا أربعين يوما فقط .. ، ثم مات .... !!!!!

* * فسبحان الملك القهار * *

.............. .............. ........... ..........

.. وروي عن الإمام أحمد أنه قال واصفا لمكانة سيدنا /
سعيد بن جبير العلمية :

(( قتل سعيد بن جبير و ما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه )) ...!!!

......... تابعونا .........

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك17

🌿 ⁦ (( الحجاج و أنس بن مالك )) 💔

** لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان أنس بن مالك غلاما في العاشرة من عمره ، فأتت به أمه إلى رسول الله ، و قالت له :
(( يا رسول الله هذا أنيس ابني أتيت به إليك ليخدمك ، فادع الله له ))
.. ، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة في ماله و ولده .. ، و استجاب الله تعالى دعاءه .. ، و كثر مال سيدنا أنس ، و كثر أولاده و أولاد أولاده حتى كانوا نحو المائة ..
.. ، و طال عمره .. رضي الله عنه .. حتى كان آخر صحابي يموت في البصرة .. ، فمات عن عمر يناهز 100 عام .. !!

.. ، ووقف سيدنا / أنس في صف علي بن أبي طالب أثناء قتاله لمعاوية في الفتنة الكبرى ..

.. ، و كان من أنصار سيدنا / عبد الله بن الزبير حينما كان يقاتل عبد الملك بن مروان ..

.. ، ثم انضم لثورة ابن الأشعث ضد الحجاج بن يوسف ..

.. ، فكانت مواقفه السياسية كلها ضد بني أمية ...

.. ، فلما فشلت الثورة استدعى الحجاج بن يوسف سيدنا / أنس بن مالك ، و قال له بسخرية و استخفاف :

(( إيه .. إيه .. يا ( أنيس ) .. ، يوم لك مع علي ، و يوم لك مع ابن الزبير ، و يوم لك مع ابن الأشعث .. !!!
.. ، و الله لأستأصلنك كما تستأصل الشأفة ، و لأقلعنك كما تقلع الصمغة ، و لأعصبنك عصب السلمة ))

.. ، فسأله سيدنا / أنس بن مالك مستنكرا طريقة كلامه التي لا تليق مع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( إياي يعني الأمير .. أصلحه الله ..؟!! ))

.. ، فقال له الحجاج بمنتهى الوقاحة و الجرأة :
(( إياك اعني .. صك الله سمعك ))
، فقال سيدنا / أنس : (( إنا لله و إنا إليه راجعون ))
.. ، و انصرف .......
.. ، ثم كتب إلى عبد الملك بن مروان رسالة قال فيها :

(( إلى أمير المؤمنين / عبد الملك بن مروان من أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
.. ، و بعد ..
فإن الحجاج قد أسمعني نكرا ، و قال لي هجرا ، و لم أكن لذلك أهلا .. ، و إنني لأمت بخدمتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، و صحبتي له ))

.. ، فلما وصلت تلك الرسالة إلى عبد الملك استشاط غضبا و تعاظم ما فعله الحجاج .. ، ثم كتب كتابين أحدهما إلى سيدنا / أنس ، و الثاني للحجاج .. ، و أعطاهما لرسول و أمره أن يبدأ بتسليم رسالة أنس .. ، ثم يعطي الحجاج رسالته ..

........... ............ .............. ..........

.. ، و لما وصلت الرسالة إلى أنس قرأها ، فإذا فيها :
(( .. أما بعد ...
فيا أبا حمزة .. ، لقد كتبت للحجاج الملعون كتابا إذا
قرأه ، و عرف ما فيه كان أطوع لك من أمتك .. ))

.. ، و فتح الحجاج رسالة عبد الملك .. ، فإذا به يعنفه تعنيفا شديدا ، و يقول له :

(( ... أما بعد ..
فإنك عبد قد جاوزت قدرك .. ، و عدوت طورك .. ، وركبت داهية إدا .. ، فلعنك الله من عبد ..
.. ، و الله لأغمزنك غمز الليث للثعلب ، و الصقر للأرنب ..

أوثبت على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تقبل منه إحسانه ، و لم تتجاوز له عن إساءته جرأة منك على الرب ، و استخفافا منك بالعهد .. ؟!!
.. ، و الله لو أن اليهود و النصارى لقيت رجلا خدم عزيرا و المسيح لعظمته و شرفته و أكرمته .. ، و هذا أنس بن مالك خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأطلعه على سره ، و شاوره في أمره .. ، و هو مع ذلك بقية من بقايا أصحاب رسول الله فينا ..
.. ، فإذا بلغك كتابي هذا فكن أطوع له من خفه و حذائه .. ، و إلا أتاك مني سهم مثكل بحتف قاض .. ، و لكل نبأ مستقر ، و سوف تعلمون .. ))

.. ، فلما قرأ الحجاج ما في الرسالة أسرع إلى أنس بن مالك ، و أخذ يسترضيه و يتلطف معه .. ، ثم صلح بعد ذلك له ..!!

....... تابعونا ........

🎀 بسام محرم 🎀

🌿 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق25

#زمن_العزة

#فتح_العراق6

(( الطريق إلى الأبلة )) 🛳

أرسل خالد بن الوليد فرقة بقيادة / سويد بن قطبة ليسبقه إلى مدينة الأبلة ، و يحاصرها ...

.. فلما وصل إليها وجد فيها حشودا كبيرة من المقاتلين ، و لكنهم ظلوا متحصنين بداخل حصونها .. فقد كانوا يخافون الخروج لقتال سويد خشية أن يأتي خالد بباقي جيش المسلمين في أي وقت فيقضي عليهم .. !!!

... و أخبر سويد سيدنا / خالد بن الوليد بذلك ، فاتفق معه على حيلة ليخرج بها هؤلاء المقاتلين من الحصن ، و هي أن يشيع سويد بين جنوده .. أمام حصن الأبلة .. أن خالد بن الوليد لن يأتي للأبلة لأن عليه أن يذهب بجيشه مباشرة لفتح الحيرة ...

و بالفعل .... بدأ خالد بن الوليد يتحرك نحو الحيرة ..
و تسربت الإشاعة إلى أهل الأبلة ، و تأكدوا من صحتها عندما تابعوا تحركات خالد ... فشعروا بالطمأنينة لأنهم سيتمكنون من فك الحصار بسهولة ، ففرقة سويد صغيرة العدد ..

.. و لما دخل الليل ....
غير خالد بن الوليد مساره .. ، و تحرك راجعا إلى الأبلة ، و عسكر قريبا منها .. دون أن يشعر به مقاتلوها ....

، و كانت الخطة أن تستفز فرقة سويد مقاتلي الأبلة للخروج من الحصن بأن ينهالوا على حراس الأبراج بالسهام في صباح اليوم التالي ...

فتح الأبلة ....
.. و بالفعل ... خرج المقاتلون ، و اشتبكوا مع فرقة سويد ..
فإذا بخالد بن الوليد ينقض عليهم من حيث لم يحتسبوا ، و كانت مقتلة عظيمة .. ففر منهم الكثيرون ..!!
، فأرسل خالد سيدنا / المثنى بن حارثة بفرسانه ليطارد هؤلاء الهاربين ...

... و تمت السيطرة الكاملة على المدينة ، و على ميناء الأبلة الاستراتيجي .. ، و غنم المسلمون غنائم عظيمة ..

.. كل ذلك في الأسبوع الأول من وصول البطل /
خالد بن الوليد إلى أراضي العراق ... !!!!

... ثم أخذ خالد بن الوليد ينشر فِرقا من جيشه هنا و هناك في جنوب العراق ليفتحوا الحصون الفارسية المحيطة بالأبلة ...!!
.. فسبحان الله العظيم الذي وعد في كتابه فقال :
(( إن تنصروا الله ينصركم ، و يثبت أقدامكم ))

... و فاجأ خالد بن الوليد أهل العراق بمعاملته الكريمة ، فلم يكونوا يتوقعون ذلك أبدا من المسلمين .. بعد ما عانوا من الويلات ، و الظلم و الاغتصاب في ظل الاحتلال الفارسي ..!!

... ولكن خالدا عاملهم بالعدل و الإحسان الذي أمره به الإسلام .. فترك لهم اراضيهم و ممتلكاتهم مقابل أن يدفعوا الجزية أو الخراج ، و كانت مبلغا يسيرا ..
كما لم يكرههم على اعتناق الإسلام ، و عرفهم أنهم أصبحوا في ذمة المسلمين .. يحمونهم ، و يدافعون عن بلادهم .. !!

... و تلك الأجواء من الحرية و الإنسانية جعلت كثيرا من قرى العراق تفتح أبوابها لخالد بن الوليد .. دون قتال ..
لتنعم بالحياة الكريمة تحت حكم الإسلام ...!!!

* بداية التصعيد .....

... و وصلت أخبار تلك الانتصارات المتتالية التي حققها سيف الله المسلول إلى كسرى / شيرويه في قصر المدائن الأبيض .. فجن جنونه ، وطار النوم من عينيه ....!!

المؤرخون يقولون في وصف خالد بن الوليد : كان لا ينام ، ولا يُنيم .. رضي الله عنه .. فقد كان أعداءه لا يهنأون بنوم خوفا من مفاجآته .. لأنه كان خاطفا في حركاته ، و ضرباته

.. عقد كسرى / شيرويه مجلسا استشاريا طارئا مع الأسرة الساسانية .. وهذا هو اسم الأسرة الحاكمة في الفرس ، و هؤلاء كانوا يعتبرون أنفسهم فوق كل البشر ، و كأنهم آلهة ...!!!
.. فأخذوا يناقشون الموقف المتأزم في العراق ...
ثم استقر رأيهم على أن يأمروا قائدهم العسكري المخضرم / قارن .. وهو أيضا ممن وصلوا إلى منتهى الشرف ..
أن يضم لجيشه كل القوات الفارسية التي تمكنت من الهرب من معركة ذات السلاسل مع قباذ و أنوشجان ، و كذلك الهاربين من الأبلة .. ثم يتحرك بهم بسرعة لإيقاف زحف خالد بن الوليد نحو الحيرة .. بأي ثمن .. !!

و نفذ قارن الأوامر ...
وانضم إليه الجنرالان قباذ ، و أنوشجان .. ، و جعلهما قارن قائدي الميمنة و الميسرة لجيشه الضخم ..!!
.. كما استطاع أن يجند أعدادا كبيرة من أهل العراق في طريقه ... حتى و صل عدد المقاتلين في جيشه إلى 80 ألف مقاتل ... !!
.. بينما كان جيش خالد كما هو .. 18 ألف فقط ..!!!

.. و اختار قارن مدينة المذار .. وهي تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة .. لتكون ميدان المعركة القادمة مع المسلمين ..

* كانت معركة كاظمة في منتصف شهر المحرم ١٢ هجرية ، و فتح الأبلة بعدها بثلاثة أيام ...، ونحن الآن في أول شهر صفر ١٢ هجرية ....

** معركةالمذار .....
Forwarded from أيام الصديق
* وصل قارن إلى مدينة المذار بجيشه العظيم ، و بدأ يعبئ جيشه للقتال ...
.. و أبلغ جهاز المخابرات الحربية الذي يرأسه المثنى بن حارثة سيدنا خالد بأخبار جيش قارن فتحرك إليه بلا تردد ، و عبر بجيشه جسرا على نهر دجلة لينتقل إلى الضفة الشرقية حيث تقع مدينة المذار ...
.. و عندما وصل البطل أخذ يعبئ جيشه

.. فاختار عاصم بن عمرو قائدا على الميمنة ، و عدي بن حاتم الطائي على الميسرة ، و أمرهما أن يركزا الضرب على قادة جيش الفرس ...

... و خرج قارن يطلب المبارزة .. فتقدم له أحد فرسان المسلمين .. و اسمه مَعقِل بن الأعشى ..
و بدأت المبارزة .. فما هي إلا دقائق معدودات حتى أجهز البطل / معقل بن الأعشى على قارن بالضربة القاضية ... !!

... فانهارت معنويات الفرس بعد مقتل قائدهم بهذه البساطة ... فصاح خالد بن الوليد في جيشه قائلا : شدوووووااااا .... فهجم عاصم بن عمرو على أنوشجان فقتله .... ، و انقض عدي بن حاتم على قباذ فقتله .. ،
فلم يتمالك الفرس أنفسهم من شدة الهلع بعد أن أصبحوا بلا قيادة .. ففروا هاربين .. ، واستطاع المسلمون أن يقتلوا منهم ثلاثين ألفا على أرض المعركة .... !!!

... وكان قارن قد أعد قبل المعركة سفنا حربية راسية في نهر دجلة تحسبا للهزيمة ... فتزاحم جنود الفرس الفارون على تلك السفن يريدون النجاة ..فأدى تزاحمهم إلى سقوط كثير منهم في النهر .. ، فغرق منهم بضعة آلاف بسبب دروع الحديد الثقيلة التي كانوا يلبسونها .. أما من عجز عن ركوب هذه السفن فقد خلع الحديد الذي يلبسه ، و ألقى بنفسه في النهر عريانا ... !!!
.. وبذلك انتهت معركة المذار في ساعة من نهار ... كما عودنا القائد الأسطورة / خالد بن الوليد .. بطل معارك اليوم الواحد .... !!!
... تابعونا ..لنعرف كيف كان وقع هذه الأخبار الكئيبة على كسرى .. ؟!!

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق26

#زمن_العزة

#فتح_العراق7

(( الأندرزِغر ... )) 👹

أصاب كسرى شيرويه الهم و الاكتئاب بعد أن وصلته أخبار انتصارات خالد بن الوليد المتلاحقة ، حيث فقد في معركة المذار ثلاثة من أمهر قواده في ساعة واحدة ، و اشتد به الغم حتى صار طريح الفراش لا يستطيع أن يقف على قدميه .. ثم مات بعدها بأيام .... !!!!

* و تولى الحكم من بعده ابنه أردشير ، و كان شابا مغرورا متغطرسا ، و أصبح جميع أفراد الأسرة الساسانية الحاكمة يشعرون بأن الأرض تهتز من تحت أقدامهم ، وأن الحيرة قد أوشكت على السقوط .... !!!!

.. فاجتمعوا مع كسرى الجديد و اتفقوا على أن يبعثوا إلى المسلمين جيشين عظيمين ، و ليس جيشا واحدا
ليقوما بعملية تطويق لجيش خالد بن الوليد ..
فيتم القضاء عليه ...... !!!!

.. و اختار أردشير قائدا من أكبر و أشرس قادة الفرس .. و اسمه الأندرزِغر .. ، و أمره أن يخرج من العاصمة المدائن بجيش قوامه 60 ألف مقاتل ، و أن يتوجه به إلى الولجة .. و هي مدينة على الضفة الغربية من نهر الفرات .. ، و أن يجند معه أكبر عدد من نصارى العرب ...، و أخبره بأنه سيخرج جيشا آخر قوامه 60 ألف مقاتل آخرين بقيادة واحد من أعظم قادة الفرس وهو بهمن جاذويه ، و أن جيش بهمن هذا سيسير من وراء جيشه ، فإذا التقى الأندرزِغر في الولجة مع خالد فسيفاجئه بهمن بجيشه من الخلف فيطوقه .. و بذلك يصبح جيش المسلمين بين فكي الكماشة ، و ينتهي أمرهم إلى الأبد ..... هكذا ظنوا.... !!!!

... و كلف كسرى أردشير القائد بهمن أن يسير بجيشه خلف جيش الأندرزِغر ....، و لكن بهمن لم يلتزم بتلك الأوامر .. فقد كان بهمن يعتبر كسرى الجديد هذا شابا قليل الخبرة العسكرية ، وأن خطته تحتاج إلى تعديلات ، لذلك عدل الخطة دون الرجوع إليه .. فلم يتحرك بجيشه خلف الأندرزِغر ، إنما تحرك في منطقة السواد .. وهي المنطقة الزراعية بين نهري دجلة و الفرات .. لأنه كان يتوقع أن
خالد بن الوليد .. مثل أي قائد محنك .. سيتحرك من مدينة المذار التي تقع على نهر دجلة ، و التي حقق فيها خالد انتصاره الأخير .. صاعدا في الطريق الشمالي إلى الولجة في خط مستقيم ، و يجب أن يمر على منطقة السواد لأن مدينة الولجة تقع على الضفة الغربية من نهر الفرات و بذلك سيتمكن بهمن من وضع المسلمين بين فكي الأسد ، و يتم التطويق بنجاح ... هكذا ظن بهمن جاذويه ... !!!

... ولكن خالد بن الوليد لم يكن من أولئك القادة المحنكين ... بل تخطاهم بمراحل ... !!
كان رضي الله عنه قائدا عبقريا فذا أصابته بركات قول النبي صلى الله عليه وسلم له :
(( نعم عبد الله خالد سيف من سيوف الله )) ..

، فأصبح خالد بن الوليد قائدا مباركا موفقا ....!!!

.. ووصلت الأخبار إلى خالد بن الوليد بتحركات الجيشين الفارسيين .. ، و أدرك أن الأمر قد ازداد صعوبة .. ، و أن هاذين الجيشين يخططان لتطويقه ...!!!

.... و كان خالد بن الوليد يفهم جيدا أن أمبراطورية عظمى بقوة الفرس و التي عمرها أكثر من ألف عام ، و تحكم تقريبا نصف الأرض ، و لها جيوش نظامية على أعلى مستوي من التدريب و التسليح تقترب من ال 2 مليون مقاتل .. لا يمكن أن تستسلم بهذه البساطة إذا انتصر عليها في معركتين ، أو ثلاثة .... ولا حتى بعد عشرة معارك .... ، و سيخرج كسرى له الجيوش العملاقة ... تلو الجيوش... تلو الجيوش .. ليحافظ على ملكه .. ، فكلما عض خالد بن الوليد في جسد ذلك الوحش الفارسي العملاق كلما ازداد شراسة ، و عنفا ..

لذلك لم يغتر خالد بانتصاراته السريعة السابقة
، و كان دائما يرفع من همة جنوده ، و يأمرهم بالصبر ، و بالحذر الدائم في كل وقت ..!!!!

مدينة المذار التي فيها جيش خالد تقع على نهر دجلة .. كما ذكرنا .. و حتى يفسد خالد على بهمن جاذويه خطة التطويق التي دبرها .. لم يتحرك بجيشه في خط مستقيم نحو الشمال كما توقع بهمن ، بل استدار و تحرك نحو الجنوب حتى وصل إلى ملتقى دجلة و الفرات ، ثم عبر إلى الضفة الغربية لنهر الفرات ليسير في طريق طويل على شكل نصف دورة .. ، وكلفه ذلك مسافة 350 كيلومترا حتي يصل إلى الولجة حيث يوجد جيش الأندرزغر ...

، و أراد خالد أن يعاجل جيش الأندرزغر قبل أن يأتي جيش بهمن ... ، حتى يقاتل 60 ألف مقاتل فارسي فقط .. قبل أن يتضاعف عددهم إلى 120 ألفا إذا وصل جيش بهمن ...!!

.. وحين وصل خالد قريبا من الولجة حط الجند رحالهم وجعل خالد يتفحص أرض المعركة ، فوجدها سهلا فسيحا واسعا قريبا من الصحراء فأدرك أن الأندرزغر قد اختار هذا المكان الفسيح ليمكن زميله بهمن من أن يأتي بفرسانه من الخلف ، والخيول تحتاج إلي مساحة فسيحة للقتال بطبيعة الحال ، ولهذا فلقد قرر خالد أن ينشِب القتال سريعا قبل وصول بهمن بجيشه ...
Forwarded from أيام الصديق
فبدأ خالد ينظم صفوفه .. و أعد كمينا للفرس .. حيث جعل ألفي فارس علي الميمنة بقيادة بسر بن أبي رهم الجهني ، كما جعل ألفي مقاتل علي الميسرة بقيادة سعيد بن مرة العجلي ، وأمرهما أن

يختبئا في هدوء الليل بالصحراء ، وألا يشتركا في القتال إلا حين يشير إليهما خالد بنفسه ...
... ثم جعل بقية الجيش كتلة واحدة تمثل القلب تحت قيادته ...

* وفي صباح الثاني والعشرين من صفر عام 12 هجرية، استعد الفريقان للمواجهة ...

وكان الأندرزغر مغرورا إلي درجة أنه لم يطلب المبارزة لا لنفسه ، ولا لأحد من فرسانه علي غير عادة الحروب يومئذ ، وكأنه كان واثقا من النصر... !!

... و بدأ الإلتحام العنيف ..
، واستبسل المسلمون استبسالا عظيما رغم قلة عددهم ، وكانوا هم البادئون بالهجوم ، وقاتل الفرس بشجاعة أزعجت خالداً رضي الله عنه ، وجعل الأندرزغر و جنوده ينتظرون خروج بهمن جاذويه بجيشه الكبير من الخلف لترجيح كفتهم ... ولكن كان انتظاره دون جدوي ...!!!

.. ثم أشار خالد إشارته بخروج الكمينين ...
فتفاجأ الفرس بسيوف المسلمين تحصد رقابهم من الخلف .. من حيث توقعوا المدد و النصرة ... !!

.. فخالد هو الذي طوق جيش الفرس قبل أن يطوقوه .. !!!!

وراعت تلك المفاجأة قوات الفرس فأربكتهم ...
واغتنم خالد لحظات ارتباكهم ليصيح في جنده : (( شِدددوووواااااا... )) ، فأشعلت صيحاته حماس الجيش الإسلامي ، و جعلوا يحصدون رقاب الفرس ، وجعل الفرس يفرون في كل اتجاه علي غير هدي ، حتي لقد فر الأندرزغر من أرض المعركة ..، ودخل في مجاهل الصحراء ، ووجدوه بعد أيام وقد مات من شدة العطش بها ....!!!

.. و انفرط عقد الجيش الفارسي ، وقتل منهم المسلمون
ثلاثين ألفا .. بخلاف من مات داخل الصحراء... !!!

، و أسروا عددا من سادات قبائل العرب المتنصرة التي قاتلت مع الفرس ، فحكم عليهم خالد بن الوليد بالإعدام في أرض المعركة ، وذلك لأنهم عاونوا الفرس .. المجوس .. ضد إخوانهم من العرب المسلمين الذين جاءوا ليخلصوهم من شر الفرس و ظلمهم .. فقام المسلمون بذبحهم جميعا ....!!!

وكان لهذه الغلظة في التعامل مع الأسرى من نصارى العرب في العراق أثرها الكبير في المعركة القادمة ، فقد عزموا على الانتقام من المسلمين .. كما سنرى ... !!

* و دخل خالد بن الوليد مدينة الولجة فاتحا منتصرا ، و عامل أهلها معاملة حسنة ، و صالحهم على الجزية ، و قسم الغنائم على جنوده تشجيعا لهم على المزيد من الصبر و الجهاد فقد أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمهم الكبير بالاستيلاء على مدينة الحيرة .... !!!

... أما زعماء قبائل العرب النصارى فقد استشاطوا غضبا مما فعله خالد من ذبح لأبنائهم الذين وقعوا في الأسر .. فأرسلوا إلى كسرى يعرضون عليه أن يجندوا له أعدادا ضخمة من العرب المتنصرة ليقاتلوا معه المسلمين حتى يأخذوا بثأر أبنائهم .... !!!
... ، و شجع ذلك العرض كسري / أردشير علي تجهيز جيش آخر بحيث يكون العرب النصاري رأس حربته
، وبالفعل أرسل إلي بهمن جاذويه .. و الذي كان لا يزال في الطريق بين نهري دجلة والفرات .. يأمره بأن ينطلق بجيشه إلي مدينة أُليس .. بضم الهمزة و تشديد اللام .. حيث سيتجمع العرب النصاري هناك لينضموا إلى جيشه ...!!!

.. وبالفعل انطلق بهمن بجيشه إلي أليس .. وهي المدينة التالية التي يجب أن يمر عليها جيش خالد في طريقه على نهر الفرات ليصل إلى مدينة الحيرة ...

و أثناء تحرك بهمن بجيشه وصلته أنباء خطيرة عن مرض كسري أردشير مرضا مفاجئا ، و أن هناك خلافات كبيرة بين الأسرة الساسانية على الحكم ...!!

.. فترك بهمن القيادة لنائبه جابان .. و أخبره بأنه سينطلق إلي المدائن عاصمة الفرس ، وسوف يعود إليه بمدد من الجند سريعا .. ، و أمره أن ينتظره قدر الإمكان .. ، و ألا يبدأ بقتال المسلمين إلا إذا بدأوا هم بالقتال ..

.. ثم انطلق بهمن إلي المدائن .. ، و واصل جابان تحركه نحو أليس .. فعبر إلى الضفة الغربية لنهر الفرات ، وبث العيون ترقبا لوصول الجيش الإسلامي ..

.. وقد كان لجابان من إسمه نصيب .. حيث كان ضعيف الشخصية ، وكان يرتعد خوفا من فكرة قتال خالد بن الوليد بعد أن سمع عن انتصاراته المتتالية العجيبة ..
فكان يتمنى أن يعود بهمن سريعا ليقود الجيش بنفسه ..!!

.. ووصل جابان إلي أُليس .. فوجد العرب المتنصرة وقد عسكروا بها ، فقام بتعبئة الجيش والاستعداد للقتال في أية لحظة ، حيث جعل لجيشه ميمنة وميسرة وقلبا ..
أما الميمنة فقد أسند قيادتها إلي عبد الأسود العجلي وهو أحد زعماء العرب المتنصرة .. ، وعامة الميمنة كانوا من العرب النصاري .. ، وأما الميسرة فقد أسند قيادتها إلي جابر بن بجير وهو أيضا من زعماء العرب النصارى .. ، و كان عامة الميسرة من العرب النصاري أيضا
Forwarded from أيام الصديق
، وأما القلب فقد قاده جابان بنفسه ... !!

** جاءت الأنباء إلي خالدٍ بحشد الفرس لجميع القبائل العربية المتنصرة .. فضلا عن جيش بهمن جاذويه .. حتى بلغ مجموع هذا الجيش مائة وعشرين ألف مقاتل .... !!

... فقرر خالد أن يتحرك سريعا مستغلا العامل النفسي المتدني لمعنويات الفرس ، وارتفاع الروح المعنوية لجند الإسلام بعد انتصاره الأخير ف

ي المذار ..
، و أمر الطليعة بقيادة المثني بن حارثة الشيباني أن تسبقه خشية الكمائن والمفاجآت .....!!!!

... تابعونا ..

لنتعرف على واحدة من أشرس معارك فتح العراق ..
(( معركة أليس .. و التي تسمى : معركة نهر الدم ))

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك19

#فتوحات_عبدالملك_بن_مروان1

📌 (( و إن عدتم عدنا ... ))

* لم يكن لعبد الملك نشاط كبير في الفتوحات الإسلامية بسبب الثورات العنيفة ، و القلاقل و الصراعات الداخلية العاصفة التي ذكرناها ..

.. ، ففي جبهة المشرق الإسلامي ظلت فتوحات المسلمين على ما كانت قبل توليه الخلافة ..

.. ، أما على الجبهة البيزنطية ، فقد عانى المسلمون من هجمات الرومان الذين استغلوا انشغال عبد الملك بن مروان بإخماد الثورات ، و سعيه لاستعادة وحدة الأمة الإسلامية ..
.. ، و بسبب تلك الاعتداءات البيزنطية المتكررة عقد عبد الملك مع الإمبراطور البيزنطي جستنيان الثاني معاهدة عام 79 هـ لمدة عشر أعوام ..

.. ، في حين كانت الجبهة الأفريقية المحور الجدي لفتوحات عبد الملك بن مروان إذ خاض المسلمون عدة معارك لتصفية القواعد البيزنطية على الساحل الشمالي لإفريقية ، و لإخضاع البربر لسلطة الدولة الإسلامية ..

.. ، فقد عرفنا سابقا .. في سنة 62 هجرية .. كيف استطاع البطل المغوار / عقبة بن نافع رضي الله عنه أن يفتح شمال أفريقيا حتى وصل إلى بحر الظلمات ( المحيط الأطلسي )
.. ، و كان ذلك في فترة خلافة /
يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ..
.. ، و رأينا كيف تمكن المجرم الخائن / كسيلة زعيم البربر من أن يجهز لجيش عقبة بن نافع كمينا في طريق عودته إلى القيروان ، و أن يقضي على جيش المسلمين و يقتل عقبة بن نافع ..
.. ، ثم فرض كسيلة و جنوده من البربر سيطرتهم الكاملة على القيروان و على شمال إفريقيا و انتزعوها من الخلافة الإسلامية لمدة خمس سنوات ..
.. ، حتى تولى عبد الملك بن مروان و أمر باستكمال فتوحات شمال أفريقيا ، فخاض المسلمون عدة معارك لتصفية القواعد البيزنطية على الساحل الشمالي لإفريقية ، و لإخضاع البربر لسلطة الدولة بعد أن هدأت أوضاع الاضطرابات التي عصفت بالدولة الأموية ..
.. ، فقد كان عبد الملك بن مروان يخشي من انعكاس نتائج التحالف البيزنطي البربري و ما يمكن أن يسببه من تهديد للحدود الغربية للدولة الإسلامية ..

............... ................... ...........

(( انطلاقة جديدة ))

** عهد عبد الملك بن مروان إلى زهير بن قيس البلوي بقيادة العمليات العسكرية ، و أمره بالقضاء على قائد البربر كسيلة ، واستعادة الأراضي التي أخلاها المسلمون عقب مقتل
عقبة بن نافع ..
.. ، و بتعيين ( زهير ) قائدًا للجبهة الإفريقية بدأت مرحلة جديدة من مراحل فتوح شمالي إفريقية في الحقبة الإسلامية .....

..... تابعونا .....

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك20

#فتوحات_عبدالملك_بن_مروان2

🌿 (( بطل جديد .. زهير بن قيس ))

* كان زهير بن قيس قد انسحب من القيروان إلى برقة بما تبقى من جيش المسلمين بعد مقتل سيدنا / عقبة بن نافع على يد كسيلة الخبيث و جيشه من البربر ..
.. ، و بقي زهير في برقة ينتظر أن تأتيه الإمدادات لكي ينهض إلى إفريقية ( أي تونس ) من جديد ..
.. ، ونظرًا لأنه صاحب عقبة ، فقد وقع الاختيار عليه ليقود الحملة العسكرية الجديدة ، و أمده الخليفة عبد الملك بالخيل والرجال والعتاد والمال ..

.. ، فسار زهير بن قيس بجيشه إلى القيران سنة 69 هـ
.. ، و كان كسيلة قد تركها هو ومن معه من البربر والروم واحتمى بجبل على مقربة منها .. ، فلما وصل زهير لم يدخل القيروان و إنما أقام بظاهرها ثلاثة أيام إلى أن استراح الجيش استعدادا للمعركة الكبرى ..

.. ، وفي اليوم الرابع التقى الجمعان بالقرب من القيروان على مسيرة يوم منها في معركة كبيرة ، و حقق المسلمون فيها نصرا كبيرا ، و أخذوا بثأر عقبة بن نافع و من قتلوا معه من جند المسلمين الأبرار .. ، و انهزم البربر و حلفاءهم من الرومان ، و قتل كسيلة المجرم و كثير من كبار أصحابه ..
.. ، فطارد المسلمون فلول المنهزمين إلى مسافات بعيدة .. !!

.. ، ثم رجع زهير إلى القيروان ليرتب أمورها و يصلح من أحوال المسلمين بها .. ، وبعد أن تم له من ذلك ما أراد و اطمأن إلى أنه لم تعد هناك خطورة لخلو البلاد من أي عدو أو ذي شوكة أعلن أنه عائد إلى المشرق هو و من أراد من أصحابه ...

.......... .......... ........ ..........

💔 (( احتلال برقة ))

.. ، و كان الرومان في القسطنطينية قد بلغهم مسير زهير و معه الجيش كله من برقة إلى القيروان لقتال كسيلة ، فاغتنموا تلك الفرصة وخرجوا من جزيرة صقلية في مراكب كثيرة و قوة عظيمة فأغاروا على برقة و أصابوا فيها سبيًا كثيرًا و قتلوا و نهبوا .. ، وأقاموا بها مدة أربعين يوما .. !!

.. ، و وافق ذلك رجوع زهير بجيشه إلى المشرق ..

.. ، فلما وصلته تلك الأخبار الصادمة أرسل إلى جنوده الذين تركهم في القيروان يأمرهم بالإسراع فورا نحو برقة لقتال الرومان .. ، و عجل هو بالمسير و معه سبعون من أصحابه أكثرهم من التابعين و أشراف العرب المجاهدين و سارعوا الخطا لإنقاذ برقة ...

.. ، و عندما وصل زهير و أصحابه إلى ساحل مدينة درنة التي اتخذها الرومان مركزا لهم جهز جيشه لقتالهم ..

.. ، و دار قتال عنيف بين الفريقين ..

.. ، و لكن مع الأسف ... تكاثر الرومان على المسلمين و انتصروا عليهم ... ، و قلتوا زهيرا و أصحابه فلم ينج منهم أحد ...!!!

.. ، و بعدها عاد الروم إلى القسطنطينية بما غنموا من برقة ..

.. ، فكانت نهاية هذا البطل المغوار / زهير بن قيس أن نال شرف الشهادة كصاحبه ( عقبة بن نافع ) ..
.. ، فرضي الله عنهما ، و عن كل ساداتنا من أبطال الإسلام الذين بذلوا أرواحهم من أجل أن يصل إلينا الإسلام ..

........ تابعونا ........

🎀 بسام محرم 🎀
1️⃣
*‏انتقل إلى رحمة الله اليوم في وقت صلاة الجمعة ٨-١١-١٤٤٢هـ احد العباد والزهاد والمجاورين والملازمين لحرم رسول الله ﷺ منذ أكثر ٥٠ سنة الشيخ المعمر السيد محي الدين حفيظ الله -رحمه الله- وتجاوز عمره أكثر منى١٠٧ أعوام كما اخبرني، كان بشوش الوجه رقيق القلب محباً وحافظا للسانه بذكر الله.*

2️⃣
*كان أنيسه القرآن العظيم ، وعاش وحيدا ليس لديه زوجة أو أبناء ويسكن في غرفة تكفل بها احد المحسنين،وكنت أراه منذ٣٠سنة يمشي على قدميه على مهل وظهره منحني وهو ذاهب للحرم لحضور الصلوات الخمسة كان يخرج من سكنه الذي يبعد عن الحرم قرابة ٣ كيلوا قبل الفجر بساعتين إلى ثلاث ويمشي ذاكرا لله.*

3️⃣
*كان الشيخ العابد الصالح إذا مشى يظل ينظر للأرض ولايلتفت ويسير من أزقة حارة المغاربة وقربان والتاجوري حتى وصولا لباب السلام في الحرم النبوي ويصلي الفجر ويجلس حتى الإشراق ومن ثم يرجع إلى غرفته وبعدها يخرج قبيل الظهر إلى الحرم ويجلس حتى بعد صلاةالعشاء يوميا إلى أن تعب رحمه الله.*

‏منقول
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك21

#فتوحات_عبدالملك_بن_مروان3

(( حسان بن النعمان )) 🌿

* و بعد مقتل البطل / زهير بن قيس توقفت العمليات العسكرية في شمال أفريقيا حتى عام 74 هـ ..

.. ، ثم وجد عبد الملك نفسه قويًا إلى الحد الذي يمكنه من استئناف الفتوحات في شمال إفريقية خاصة بعد أن تجازوت الخلافة محنتها في الداخل والمتمثلة بالقضاء على سيدنا / ابن الزبير رضي الله عنه ..
.. ، و لكن من الذي يستطيع أن يقود تلك المهمة الصعبة ... ؟!!

.. ، و بعد تفكير .. قال عبد الملك بن مروان : (( لا أعلم أحدا أكفأ بإفريقية من حسان بن النعمان الغساني ))

.. ، فوقع الاختيار على البطل / حسان بن النعمان ليكون قائدًا جديدًا للجيش الإسلامي في إفريقية .. ، و بذلك بدأت مرحلة جديدة من مراحل فتوح شمالي إفريقية ...

............. .............. ...................

.. كان حسان بن النعمان واليا على مصر في عهد
عبد الملك .. ، فخرج منها في أوائل سنة 74 هـ على رأس جيشه ، و وصل به إلى طرابلس .. ، فانضم إليه من كان هناك من المسلمين .. ، ثم سار بهم إلى إفريقية
( تونس حاليا ) ، و دخل القيروان حيث أعد نفسه للغزو ..

.. ، و اتبع حسان خطة عسكرية جديدة أساسها مقابلة أعدائه من الروم والبربر كل على حده حتى يسهل القضاء عليهم ..

.. ، و بدأ بالروم فاتجه بكل قواته إلى قرطاجنة ( و هي عاصمة تونس القديمة ) .. ، و لم يكن أحد من القادة المسلمين السابقين قد تمكن من فتحها بسبب مقاومتها الشديدة .. ، فضرب حسان الحصار على حصون قرطاجنة .. ، و كان بها عدد كبير من الروم ، فخرجوا لقتاله مع ملكهم .. ، فانتصر حسان و قتل منهم خلقا كثيرا
.. ، و فر الباقون في المراكب إلى جزر البحر المتوسط ، و خاصة نحو صقلية .. ، و بذلك فتحت قرطاجنة ..

.. ، و بعدها تصدى حسان بن النعمان لتحالف بيزنطي بربري جديد .. ، فقد حاول الرومان أن ينتقموا من المسلمين لاستيلائهم على قرطاجنة ، فاجتمعوا في موضع يسمى صطفورة ، وأمدهم البربر بعسكر عظيم ، فزحف إليهم حسان و قاتلهم حتى هزمهم .. ، و تمخضت المعركة عن عدد كبير من قتلى التحالف البيزنطي البربري .. ، و انسحب البربر ..

.. ، ثم انصرف حسان إلى مدينة القيروان ..

.. ، فقامت الكاهنة / ديهيا .. و هي التي تولت رئاسة البربر بعد مقتل كسيلة .. قامت بحشد حشود ضخمة من البربر في منطقة جبال الأوراس للانتقام من حسان ..

.. ، فخرج لها البطل / حسان بن النعمان .. ، و دار بينهما قتال شرس مرير .. ، و لكن مع الأسف .. انتهى بهزيمة حسان هزيمة كبيرة أدت إلى ضياع كل إفريقية ( تونس حاليا ) ، و انسحاب المسلمين إلى حدود مدينة قابس .. ، لكن البربر تبعوا حسان و جيشه و لاحقوه حتى خرج من قابس .. !!

.. ، وعلى إثر هذه الهزيمة استرد الرومان عاصمتهم قرطاجنة ....

.. ، و كتب حسان إلى الخليفة يخبره بأمر الهزيمة ليمده بالمدد .. ، و لكن تأخر وصول المدد من عيد الملك لمدة تصل إلى خمس سنوات كاملة .. !!!

............... ............... ...............

.. ، و عندما أتم حسان حالة الاستعداد ، و وصلته الأمداد من العرب و ممن انضم إليه من مسلمي البربر سار إلى الكاهنة /
ديهيا و جيشها و التقى بها في قتال عنيف .. ، و تمكن في هذه المرة من هزيمتها و قتلها .. ، و اقتحم جبال الأوراس ..

.. ، و كان من ثمرات هذا النصر العظيم أن سارع كثير من البربر يطلبون الأمان ، و يعلنون الإسلام و الطاعة .. ، لكن حسان لم يقبل أن يصالحهم إلا بشرط .. أن يعطوه من قبائلهم اثني عشر ألفا من جند البربر ليكونوا مع العرب مجاهدين معه في جيشه .. ، فأجابوه لذلك ، و أسلموا على يديه .. ، و تم الصلح ..

.. . و في تلك الفترة حاول البيزنطيون استعادة قرطاجنة بواسطة أسطول بحري ، و اقتحموها عام 82 هـ إلا أن حسان تمكن من إخراجهم منها .. ، و حتى يقضي على آمالهم في العودة إليها بعد ذلك دمرها تدميرا كاملا ، و بنى مدينة إسلامية جديدة بدلا منها .. ، و هي مدينة تونس ..

.. ، و استقر حسان بن النعمان في ( القيروان ) بعد إتمام هذا الفتح العظيم ، فجدد بناء مسجدها ، و أمر ببناء جامع الزيتونة في تونس .. ، و عاد الأمن و الأمان إلى بلاد المغرب ..

......... تابعونا .........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك22

#فتوحات_عبدالملك_بن_مروان4

👑 (( ثم الرحيل يا ... ملك .. )) 🏦

* نشأ عبد الملك بن مروان في المدينة المنورة ، و عرف بالزهد و الفقه و العبادة .. ، و شارك في الفتوحات الإسلامية في شمال أفريقيا ، و في بلاد الروم .. ، ثم تولى الخلافة في سنة 65 هجرية بعد وفاة أبيه ، و استمرت فترة خلافته 21 عاما .. حيث توفي سنة 86 هجرية عن عمر يناهز الستين عاما بعد أن وحد الأمة الإسلامية تحت لواء واحد ، و قضى على الفرقة و الفتن الداخلية ، و هيأ الأمة للدخول من بعده في عصر جديد كان من أزهى و أقوى و أعظم عصورها ، و لذلك سمي ب (( العصر الذهبي )) حيث وصلت رقعة الدولة الإسلامية فيه إلى أكبر اتساع لها .. كما سنرى إن شاء الله ..

............... .............. .............

.. ، و لما حضرت عبد الملك بن مروان الوفاة جمع أولاده و فيهم مسلمة بن عبد الملك و كان سيدهم .. ، فقال لهم :

(( أوصيكم بتقوى الله تعالى فإنها عصمة باقية و جنة واقية ، و هي أحصن كهف وأزين حلية .. ، وليعطف الكبير منكم على الصغير .. ، و ليعرف الصغير منكم حق الكبير ، مع سلامة الصدور والأخذ بجميل الأمور .. ، وإياكم و الفرقة والخلاف فبهما هلك الأولون و ذل ذوو العزة المعظمون ..

.. ، و انظروا ( مسلمة ) فاصدروا عن رأيه ..
.. ، وأكرموا ( الحجاج بن يوسف ) فإنه وطأ لكم المنابر و أثبت لكم الملك .. ، وكونوا بني أم بررة و إلا دبت بينكم العقارب .. ، كونوا في الحرب أحرارا ، وللمعروف منارا ..

.. ، ثم أقبل عبد الملك بوجهه على ابنه ( الوليد ) فقال له :

(( لا ألفينك إذا مت تجلس تعصر عينيك و تحن حنين الأمة
، و لكن شمر و اتزر ، والبس جلدة نمر .. ضعني في حفرتي ، و خلني و شأني ، وعليك و شأنك .. ، ثم ادع الناس إلى البيعة فمن قال : هكذا ، فقل بالسيف : هكذا ... ))

.. ، ثم مات عبد الملك بن مروان تاركا للأمة الإسلامية من بعده أعظم سيئاته .. الحجاج بن يوسف الثقفي .. !!!

.. ، و تولى الخلافة من بعده ابنه (( الوليد بن عبد الملك )) ..

........... فتابعونا ...........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق27

#زمن_العزة

#فتح_العراق8
💥 (( أليس .... نهر الدم )) 👀

وصل خالد بجيشه إلي أُليس وقد مد الفرس ، ومتنصرة العرب الموائد ، ووضعوا طعام الغداء .. ، وكان طعاما فاخرا جدا فأشار عليهم قائدهم / جابان بالاستعداد للقتال و ترك الطعام ، حيث إن خالدا علي تعبئة واستعداد ، وقد علموا من تجاربهم السابقة معه أنه سريع الحركة ، سريع في اتخاذ القرار ، فكان جابان يخشي أن يهاجمهم خالد أثناء تناولهم الغداء ....

.. فقالوا لجابان : (( إن أعدادنا كالرمال ، ولن يجرؤ خالد علي مهاجمتنا .. ، ثم إن بهمن جاذويه قد أعطي الأوامر بانتظاره ، وألا نقاتل إلا في حالة أن يبدأ المسلمون بالقتال ))

* فقال لهم جابان : (( ما أظن أنه سيترككم حتي تتناولوا غداءكم ... فقوموا حتي نقاتله ))

.. فقالوا له : (( لن نترك غداءنا ..
، ولابد أن نشعره أننا لا نعبأ به ))

كانت مائدة طعام فاخرة جداااا ..، و طويلة جداااا ...!! فقد أعدت لجيش الفرس الضخم الذي قوامه
(( 120ألف مقاتل )) .... !!

.. فقال لهم القائد / جابان الجبان :
(( والله ما دخلتني من الرئاسة وحشة قبل هذا اليوم ...،
وإني لأظن أنكم قد صنعتم هذا الطعام للمسلمين .. ، و أري أن تضعوا فيه السم ... فإن كان النصر حليفكم ، فلا بأس بإلقاء الطعام وإعداد غيره ...
، وإن كانت عليكم ، و هزمتم .. فقد صنعتم شيئا ، وأفنيتموهم بالسم .. فكان لكم عذر بذلك عند كسرى ..... ))

، فقالوا : (( لا اقتدار لهم علينا )) ..

، ثم بدأوا يتناولون الطعام وعصوَا أمر قائدهم ضعيف الشخصية ..!!!
... لما رأى خالد الفرس على مائدة الطعام أراد أن يستغل هذه الفرصة و أن يعَجل ببدء القتال رغم أن جيشه لم يكن قد أخذ قسطا من الراحة بعد عناء السفر .... !!!

... فتقدم خالد وطلب المبارزة ، فقام جنود الفرس من على مائدة الطعام قبل أن يأكلوا ... ، و حاولوا بسرعة الاستعداد للقتال المفاجئ الذي اضطرهم إليه خالد بن الوليد... !!!!

... فخرج له أحد فرسان العرب النصارى ليبارزه ، فضربه خالد ضربة واحدة بسيفه فقتله في الحال ...!!
ثم زحف المسلمون عليهم ، واقتتلوا قتالا عظيما ، وصمد الفرس وحلفاؤهم صمودا شديدا .. حتى أن خالد بن الوليد .. و لأول مرة .. شعر أنه عاجز تماما عن إنهاء تلك المعركة ...
، و خاف أن يهزم .. فهذا القتال كان بين 18 ألف مسلم ، و 120 ألف من القوات الفارسية ... !!

.. و شعر خالد أنه لن ينجيه من هذا البأس و البلاء إلا رب السماء ، و أن عليه أن يجتهد في التضرع و الدعاء .. كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر ..
فترك خالد أرض المعركة ، و تنحى جانبا ، ثم رفع يديه إلي الملك الذي بيده الأمر ، والذي ينزل النصر ...

، ودعا خالد ربه متضرعا منكسرا ، و نذر في دعائه قائلا :

(( اللهم إن لك علي إن مَنحتنا أكتافهم ألا أستبقي منهم أحدا قدرنا عليه حتي أُجرِيَ النهر بدمائهم ))

، ثم عاد إلى القتال ....

.. فحمل خالد بقلب الجيش علي قلب الجيش الفارسي ، وفي هذه الأثناء كان قائد مقدمة الجيش الإسلامي ..
المثني بن حارثة الشيباني رضي الله عنه .. ينطلق كالسهم بمن معه من الفرسان إلى ميمنة الجيش الفارسي فتمكن من شقها نصفين ...
، فبدأت الفوضي تدب في صفوف الجيش الفارسي بأكمله ، ولم يفوت خالد تلك الفرصة فحمل بمن معه حملة جريئة علي قلب الجيش الفارسي فشقه نصفين ...

، ففر جابان من أرض المعركة تاركا جنوده لمصيرهم ..؟!
و دب الرعب في صفوف الفرس .. ، وجعلوا يفرون في كل اتجاه ...!!
.. و أخذ خالد يصيح في جنده يأمرهم بأن يأسروا أكبر عدد ممكن من جند الفرس أحياء ، وألا يقتلوا إلا من امتنع عن الأسر ، و قاتلهم .. فقد كان خالد .. رضي الله عنه .. يريد أن يبر بقسمهِ فيجري نهر الفرات بدماء الفرس بعد أن أجاب الله دعاءه ، و أنزل على المسلمين نصره المبين....!!!

* وبالفعل ... تم أسر الآلاف من الفرس و العرب النصارى ، و أمر خالد أن يقتل هؤلاء الأسرى جميعا على حافة النهر ..!!

.. فجرى الفرات بدمائهم .. حتى أن أهل العراق ظلوا يَعجِنون طحِينهم بالماء الأحمر ثلاثة أيام متواصلة بعد المعركة ..!!

.. لذلك سميت معركة أليس بنهرالدم ..

، و من العجائب أن المسلمين تمكنوا من قتل سبعين ألفا .. ، و من بين هؤلاء القتلى أربعون ألفا من نصارى العرب ..

، و انتهت هذه المعركة الفاصلة أيضا في يوم واحد فقط ..!!

... و حان الآن وقت الطعام ...

فدعا خالد المسلمين لتناول ذلك الغداء الفاخر الذي لم يهنأ به الفرس ..، ووقف خالد أمام المائدة الطويلة وقال ضاحكا :
Forwarded from أيام الصديق
(( قد نفلتكم هذا الطعام ... انظروا إلي الطعام ..
، إنه مثل رفغ التراب .. !! )) يعني : كتير جدا زي الرز ..

... و من أطرف ما حدث أثناء تناولهم لهذا الطعام الفاخر .. أنهم كانوا لا يدرون ما هذه الأصناف التي يأكلونها .. ، و ما أسماءها ... ؟!!
.. فكان بعضهم يسأل : (( ما

هذا ؟! )) ..
، فيرد عليه صاحبه .. وهو أيضا لا يعرف مثله .. :
(( لا تدري ما هذا ... ؟!! ، إنه ال ( ... ) الذي كنا نسمع عنه ..؟! ))
.. يعني : زي ما بيحصل في البوفيه المفتوح في فنادق الخمس نجوم ... !!!

* أمغيشيا ... الغنيمة الباردة ...

.. كانت معركة نهر الدم في الخامس والعشرين من شهر صفر للعام الثاني عشر من الهجرة ...
وأرسل ( خالد ) ببشارة النصر و خمس الغنائم إلي أبي بكر الصديق رضي الله عنه ...!!!
.. فنادى منادي الخليفة في المدينة المنورة :
(( الصلاة جامعة ... الصلاة جامعة ))

.. فاجتمع الناس من كل حدب وصوب ..
، ثم صعد الصديق على المنبر .. فحمد الله وأثني عليه بما هو أهله ... ثم قال للناس وقد تهلل وجهه من السرور :

(( يا معشر المسلمين ... لقد عدا أسدكم علي الأسد فغلبه علي خراذيله .. )) يعني : في عرينه .. ثم قال :

(( أعجزت النساء أن ينشئن مثل خالد ... ؟!!! ))

... فعلا ... أعجزت النساء أن يلدن مثلك يا خالد ... ؟!!

و كان معظم قتلي متنصرة العرب في معركة نهر الدم من مدينة أمغيشيا القريبة من أليس .. فأمغيشيا تبعد عنها أربعين كيلومترا فقط...
، وما أن تناهت أنباء انتصارات المسلمين إلي مسامع أهل أمغيشيا حتي فروا منها تاركين معظم أموالهم ..
حيث تيقنوا أن خالداً .. رضي الله عنه .. سوف يتجه نحوهم مباشرة ، و ذلك لقرب المسافة .. فضلا عن كون أمغيشيا تعد مركزا تجاريا كبيرا في العراق ...

... و بالفعل ...
سار خالد إلى أمغيشيا سريعا .. في 28 صفر عام 12 هجرية .. فوجدها خالية من أهلها تماما .... !!!

و غنم المسلمون منها غنائم عظيمة .. بلا قتال ...!!!
حتي لقد بلغ سهم الفارس الواحد منهم 1500 درهم ..
.. وهو رقم لم يغنموا مثله من قبل ... ، ذلك بخلاف الغنائم العينية التي حازها المسلمون... !!
أضف إلي ذلك أن خالدا قد استولي علي عدد كبير من السفن التي كانت راسية بأمغيشيا على نهر الفرات
.. وقد استخدم خالد هذه السفن في نقل المقاتلين المشاة ، والأحمال الثقيلة أثناء توجهه لفتح الحيرة ...

** خطوات ، و يصل المسلمون إلى الحيرة ، و يحققوا الحلم .. و المذهل أن ذلك كان بعد أربعين يوما فقط من وصولهم إلى العراق ...!!!
.. ولكن .. هل سيترك الفرس مدينة الحيرة .. عاصمتهم الثانية .. لتسقط في أيدي المسلمين بهذه البساطة .. ؟!!!

... تابعونا ....

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع :
كتابات الشيخ / ممدوح المنشاوي حفظه الله
.
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق28

#زمن_العزة

#فتح_العراق9

🕌 فتح الحيرة .. الجزء الأول 💕
_
غنم المسلمون من أمغيشيا غنائم عظيمة كما رأينا ، ثم أمر خالد بن الوليد جنوده بهدم جميع قلاعها وحصونها لأنه قد قرر المسير إلي الحيرة مباشرة و كان يخشي أن يتجمع العرب النصارى في أمغيشيا مرة أخري بعد مسيره ، و يهاجموه من الخلف ..

* ثم قسم خالد جيشه إلي فريقين .. فريق من المشاة سيخرج علي متن السفن التي غنمها المسلمون ، ومعهم جميع الأثقال والأحمال .. ، وفريق من الفرسان وراكبي الإبل سيتحرك بهم خالد بمحاذاة نهر الفرات حتي يبلغ الحيرة ....
وفي المدائن ...
عقد كسري / أردشير اجتماعا عاجلا مع قادة الفرس لبحث المستجدات بعد سقوط أليس وأمغيشيا فهم الآن على مشارف كارثة كبرى إذا سقطت الحيرة في أيدى المسلمين ..

* و في هذا الاجتماع قرر أردشير أن يكلف أزاديه .. الحاكم العسكري على الحيرة .. بمنع وصول المسلمين إليها بأي ثمن .. فبث أزاديه عيونه في كل مكان ليدرس تحركات المسلمين ....
فجاءته الأخبار بأن خالدا يستعد ليهاجم الحيرة
برا ، و نهرا .. فكلف أزاديه مجموعة من أفضل رجاله وفرسانه بإغلاق السدود المائية التي في روافد و تفريعات نهر الفرات حتى ينخفض منسوب المياه فلا تتمكن سفن خالد من الإبحار والحركة .. و جعل أزاديه ابنه الأكبر قائدا لتلك الفرقة من الفرسان ...
و بالفعل ...
فوجئ المسلمون بانحسار ماء النهر رويدا رويدا حتي رست سفنهم علي القاع .... !!!

.. وأدرك خالد أن هذا الأمر مدبر... ، ولكنه لم يعرف كيف يتصرف ، فهو و المسلمون أبناء الصحراء لا يعرفون طبيعة الأنهار .. فأرسل يستدعي عددا من أهل العراق الذين صالحوا المسلمين و دخلوا في ذمتهم ، وسألهم عن السر في انحسار الماء ، فأخبروه أن هناك روافد طبيعية هي التي تمد نهر الفرات بالماء وليس العكس ، وأن انحسار الماء بهذا الشكل السريع لا يعني سوي أمرا واحدا .. هو أن الروافد الطبيعية قد تم تحويلها .. ، أو إغلاقها ... !!

.. فسألهم خالد عن عدد تلك الروافد وأماكنها في المنطقة ، فأخبروه عن كل ما سأل ....

.. فاختار خالد مجموعة من خيرة فرسانه ، و انطلق بهم إلي حيث تلك الروافد و القناطر .. فوجدوا عندها فرسان أزاديه ، و قد أغلقوا السدود .. ، و دار القتال بين الفريقين .. إلى أن أباد فرسان المسلمين تلك الفرقة الفارسية بالكامل .. ،
و قتل خالد قائدها ... ابن أزاديه .... !!

... ثم فتحوا السدود ، فتدفق الماء ، و امتلأ الفرات في وقت وجيز ..و ترك خالد حامية من فرسانه في تلك المنطقة لحراسة السدود ، وعاد إلي الجيش الإسلامي ..
ثم بدأوا التحرك برا وبحرا نحو الحيرة ..

و وصلت الأنباء الصادمة إلي أزاديه في الحيرة بمقتل ابنه ، وحاميته بالكامل علي يد خالد وفرقته .. و شعر ساعتها أنه أمام خصم عنيد ، و أن المعركة معه ستكون معركة خاسرة إذا لم يسعفه كسرى بمدد ضخم من المدائن ...!!

فقرر أن يعسكر بجيشه ومن معه من قبائل العرب المتنصرة خارج الحيرة بحيث يجعلوا حصونها خلفهم ، فإن كانت الحرب له و انتصر .. فبها ونِعمت ..
، وإن كانت عليه .. دخل الحصون و احتمى بها حتى يأتيه المدد ..

... وفي تلك الأثناء ..
جاءت الأنباء إلى الحيرة بوفاة كسري / أردشير ، وبحدوث نزاع كبير بين أمراء الأسرة الساسانية علي الحكم ..
فتشاءم أزاديه تشاؤما عظيما.... ، وأدرك أنه لن يأتيه المدد .. ، فالجنرالات الآن في المدائن مشغولون عنه بالصراع على السلطة ..!!
لذلك قرر أزاديه الإنسحاب بجنوده .. الفارسيين فقط .. بعيدا عن الحيرة انتظارا لما ستسفر عنه الأحداث في المدائن ...
، بينما ترك العرب المتنصرة يواجهون مصيرهم بمفردهم ..!!

، وهكذا حدث الإنهيار في الحيرة قبل أن تبدأ المعركة ..!!

... وكان العرب المتنصرة .. كما ذكرنا سابقا .. قد فقدوا أربعين ألف مقاتل في موقعة أليس قبل أيام ..

لذلك قرر ملك الحيرة النصراني / إياس بن قبيصة ألا يخرج لقتال المسلمين .. فالنتيجة معروفة مسبقا .. ، و اختار أن يحتموا داخل حصون الحيرة .. ،
فالحيرة لها أربعة حصون منيعة جدااا .. ، و لن يتمكن خالد بإمكاناته المحدودة من فتحها ....

و كان خالد و معه المسلمون يتوقعون قتالا شرسا أمام مدينة الحيرة ، ولكنهم لما وصلوا لم يجدوا أي جيش في انتظارهم ... !!!
.. ففهم خالد ما أراد عرب الحيرة .. ، و قبل التحدي ..

.. فقسم جيشه إلى خمس فرق ، وجعل على كل فرقة منها واحدا من قادة المسلمين المتميزين ..
، و كان خالد هو قائد الفرقة الخامسة ... ثم أمر كل فرقة أن تتوجه لتحاصر حصنا من الحصون الأربعة المنيعة ، و أن يثبتوا أمام عدوهم مهما طال أمد الحصار ..
، توجه هو بالفرقة الخامسة ليقاتل قبائل العرب التي تسكن حول الحيرة و في ضواحيها ، و في القرى القريبة منها ، حتى لا تأتيه الضربات من ظهره أثناء حصاره للحيرة ..
فقد كان خالد يهتم جدا بتأمين ظهره قبل كل معاركه ..
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد .................. #العصر_الذهبي1

💞 (( اقراوا القرآن )) 🌿

* تربى الوليد بن عبد الملك بن مروان على الصلاح و التقوى و ( حب القرآن ) حيث ولد في المدينة المنورة ، و نشأ في أجوائها الإيمانية و العلمية الفريدة ..

.. ، فلما وصل الوليد إلى سن الشباب تزوج من امرأة فاضلة ذات دين ، و هي ( أم البنين ) ابنة عمه عبد العزيز بن مروان ، و أخت ( عمر بن عبد العزيز ) .. ، فكل منهما قد تزوج من أخت الثاني ، فعمر بن عبد العزيز تزوج من
( فاطمة بنت عبد الملك ) أخت الوليد ..

.. ، و كانت ( أم البنين ) زوجة الوليد دائمة الذكر لله تعالى .. ، و شديدة التعلق بالقرآن كزوجها ، و كان بينهما تنافس و تسابق إيماني جميل على ختم القرآن .. ، فكانت أم البنين تتعاهد القرآن صباح مساء ، فلا تكاد ترى إلا و هي تالية للقرآن .. ، بينما كان الوليد يختم القرآن ختمة كل سبعة أيام .. ، و قيل : كل ثلاثة أيام .. ، فإذا جاء رمضان ضاعف الجهد و زاد في الختمات ... !!

.. ، و كان الوليد بن عبد الملك يشجع المسلمين على ختم القرآن و حفظه .. ، فكان إذا دخل عليه رجل قال له :

(( في كم تختم القرآن .. ؟!! ))

.. ، فيرد عليه الرجل قائلا : (( في كذا و كذا )) .. ، فإذا وجده متكاسلا في تلاوة القرآن عاتبه قائلا :

(( أمير المؤمنين على شغله يختمه في سبع ))

.. ، و كان الوليد بن عبد الملك يكافئ حفظة القرآن في كل الولايات الإسلامية بمكافآت قيمة من الفضة ...

.. ، أما ( أم البنين ) فقد تميزت أيضا بالكرم و السخاء مع الفقراء و المساكين ، فكانت عظيمة الصدقة .. ، و كانت تكره البخل و البخلاء ، و تصفهم قائلة :

(( البخيل من بخل عن نفسه بالجنة ))

............... ............... ..............

.. ، و قد تولى الوليد بن عبد الملك الخلافة بعد وفاة أبيه في سنة 86 هجرية ، و استمرت فترة خلافته ( عشر سنوات ) إلى أن توفي في 96 هجرية ...

.. ، و اختار الوليد بن عبد الملك ابن عمه البار التقي /
عمر بن عبد العزيز ليكون واليا على المدينة المنورة حيث كان يثق فيه ثقة كبيرة .. ، فلما أخبره عمر بأن المسجد النبوي قد ضاق بالمصلين أرسل إليه الوليد أموالا ضخمة لتوسعة المسجد النبوي و إعادة بنائه على أحدث طراز معماري ، ليخرج في أبهي صورة تليق به ..
.. ، كما أرسل إليه ثمانين صانعا محترفا من أهل الشام و مصر ، و معهم ما يحتاجون إليه من الرخام و الفسيفساء ، فكانت أول مرة يتم فيها نقل أساطين الرخام
( أعمدة الرخام ) من مصر والشام إلى الحجاز على العجل .. !!
.. ، و أدخلت حجرات نساء النبي صلى الله عليه وسلم في هذه التوسعة ، و لذلك فنحن نجد قبر النبي صلى الله عليه وسلم اليوم في داخل حدود المسجد النبوي ، و ذلك لضرورة التوسعة ...

.. ، و كلف الوليد عمر بن عبد العزيز بأن يحفر الآبار في المدينة المنورة لسقاية الحجيج .. ، و اهتم بكل الطرق التي يسلكها حجاج بيت الله الحرام من بلادهم إلى الحجاز ، فأنفق نفقات ضخمة لتعبيد تلك الطرق من أجل تسهيل رحلات الحج و العمرة ، كما أمر بحفر الآبار على طول هذه الطرق ، ووظف من يعنى بهذه الآبار و يمد الناس بمياهها ..

.. ، و من آثار الوليد الخالدة ( الجامع الأموي ) بدمشق ، فقد كان يعد من عجائب الدنيا في ذلك العصر ، ولا يزال حتى اليوم ناطقا بعظمة الوليد ، فهو من معالم الإسلام الخالدة عبر العصور ... !!!

.. لقد حرص الوليد على أن يستثمر تلك الوحدة و الاستقرار الداخلي الذي حققه أبوه ( عبد الملك ) لينهض من بعده بالأمة الإسلامية نهضة عظيمة تذهل العالم كله ... ، و قد كان ... !!!

.............. تابعونا ...........

🎀 بسام محرم 🎀

💞 المرجع : كتابات الدكتور / راغب السرجاني حفظه الله
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ......... #العصر_الذهبي2

🌿 (( الرعاية الصحية )) 💞

.. ، و في دمشق سنة 88 هجرية أنشئ أول مستشفى تخصصي عرفته الدنيا .. ، و هو
(( مستشفي الوليد بن عبد الملك التخصصي )) لعلاج مرضى الجذام .. ، حيث خصصها أمير المؤمنين / الوليد لعزل و علاج المجذومين ، و أنفق على إنشائها نفقات ضخمة ، و جعل فيها من أمهر الأطباء .. ، و كان المرضى يجدون فيها أحسن خدمة و رعاية ، و يقدمون لهم أفضل الأطعمة ..
.. ، كما أجرى الوليد لكل واحد من هؤلاء المرضى رواتب ثابتة من بيت المال .. ، حتى يروى أن الأصحاء كانوا يتمنون أن يحتجزوا معهم في هذا المستشفى الفخم ، و لربما تمارض بعضهم طمعا في الإقامة فيها .. !!

.. ، و قد كان الوليد حريصا كل الحرص على تقديم
( الرعاية الصحية ) للناس على أعلى مستوياتها ، و لذلك لم يكن يبخل في إقامة المستشفيات على أحدث طراز .. !!

.. ، كما أمر بتعيين قائد لكل ( أعمى ) ليرافقه في كل مكان .. ، و عين لكل ( مقعد ) خادما يخدمه ، و يأخذون رواتبهم من بيت المال .. !!

.. ، و تعهد الوليد بالأيتام و كفلهم ، و عين لهم المربين و المعلمين برواتب شهرية مجزية .. !!!

.. ، و كذلك أقام ( الفنادق الفخمة ) لاستقبال ( ابن السبيل ) ، ليقيم فيها الغرباء ( مجانا ) ، حيث تقدم لهم الخدمات المتميزة و الأطعمة الشهية طوال فترة إقامتهم .. !!

.. ، و من الجدير بالذكر أن أول مستشفى تخصصي تم إنشاءه في أوروبا كان بعد إنشاء مستشفى الوليد بن عبد الملك بحوالي 800 عام تقريبا .. ، فلنفخر بأمجادنا ، و أجدادنا العظماء الذين علموا ( الرقي ) للبشرية كلها ، و أشهدوهم .. في زمن عزتنا .. كيف تكون الحضارة ، و كيف تحترم الإنسانية .. ؟!!

* لقد اهتم الوليد بن عبد الملك بشؤون الدولة الداخلية و الخارجية ، فذاق المسلمون في عهده طعم الرفاهية و النعيم ، فكان عند أهل الشام أفضل خلفائهم بعد سيدنا /
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ...

......... تابعونا .........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق29

#زمن_العزة

#فتح_العراق10

🕌 (( فتح الحيرة / الجزء الثاني )) 💥

و بالفعل ..
بدأت الفرق الإسلامية الأربعة بمهاجمة حصون الحيرة الأربعة .. ،
وكانت الحصون غاية في المناعة والقوة ، وليس مع المسلمين منجنيق أو عرادات .. وهو يشبه الدبابات .. ، أو راجمات اللهب ، فضلا عن تواجد المسلمين بالعراء مما يمكن العرب المتنصرة من اصطيادهم في سهولة ويسر وهم محتمون بالأبراج والحصون ..!!!

... وهذا الذي حدث .. فقد استخدم المتنصرة العرب كل أسلحة النبال والسهام والقسي القصيرة و الخزازيف .. وهو فخار ثقيل يتم حرقه بالنار فيصبح صلبا جدا ثم يوضع في آلة تشبه المنجنيق ويتم تصويبه فيقتل من وقع عليه .. !!!

.. و ظل القتال علي هذا النحو ، ولم يتمكن المسلمون من إحداث ثقب واحد في أسوار الحصون ، واكتفوا باصطياد من يظهر من الأبراج حين محاولته تصويب السهام والنبال ..!!

، و أصاب رماة المسلمين الكثيرين من متنصرة العرب بهذه الطريقة.. ، واعتقد العرب المتنصرة أن عامل الوقت سيكون في صالحهم ، خاصة وقد علموا أن خالد بن الوليد ليس في المجموعة التي تحاصرهم ، وأن لديه مهمة أخري ...

.. و فعلا ... كان خالد في مهمة أخري ساعدت على فتح الحصون .. ، حيث هاجم خالد القري المحيطة بالحيرة ، وأعمَلَ السيف في رقاب أهلها ، وأجبرهم علي الفرار إلي الحيرة ، وفيهم القساوسة ورجال الدين ، وهم يستحقون كل ذلك بعد موقفهم المخزي حين قاتلوا في صفوف الفرس ضد المسلمين رغم أنهم عرب مثلهم .. ، وقد تعقبهم خالد حتي الحيرة ، ثم سمح لهم أن يدخلوا الحيرة ، وأن يخبروا مَن بالحصون أن خالدا لن يغادر الحيرة إلا بعد فتحها مهما كلفه ذلك ، وأنه إن دخلها عنوة .. يعني : قتالا .. فلن يترك بها أحدا علي قيد الحياة .... ، وسينقضها حجرا حجرا كما فعل بأمغيشيا ....!!!
، فوقف القساوسة أمام أسوار الحصون ، و أخذوا ينادون قائلين : (( والله لا يقتلنا غيركم ؟! )) ..
و يقصدون بهذا النداء : أن على أهل الحيرة أن يسلموها لخالد بالصلح بدلا من أن يعاندوا ، فيقتلوا جميعا .. فلا داعي للمقاومة أكثر من ذلك..... !!!
فاجتمع قادة العرب النصارى داخل الحصون للتشاور بعد نداءات القساوسة ...
وكان على رأس هذا المجلس الاستشاري /
عمرو بن عبد المسيح .. و كان من المعمرين ، فقد تجاوز عمره المائة عام .. ، وكان ذا رأي و مكانة فيهم ، حتى كانوا يلقبونه بحكيم النصارى ..
.. فقال لهم : (( ما أري القوم يعودون عنكم حتي يهلكوكم .. ، وهذا خالد بن الوليد قد حضركم ))

.. ، و دعاهم لقبول الصلح مع خالد .. ، فأدركوا أن خالدا لن يرجع عنهم مهما كلفه ذلك ، وأن حصونهم لن تمنعهم من إمضاء عزمه ، وأن الفرس قد تخلوا عنهم ولن يرسلوا إليهم مددا .. ، فأرسلوا يطلبون الأمان وأداء الجزية وأن تحقن دماؤهم ، و دماء كل أهل الحيرة ..

.. فوافق خالد على الصلح مقابل الجزية ، و عقد اجتماعا معهم لوضع بنود عقد الصلح ...

و أثناء هذا الاجتماع عاتبهم خالد بن الوليد بشدة لأنهم ساندوا الفرس في حربهم ضد أشقائهم .. العرب المسلمين الذين أرادوا لهم الخير .. رغم ما ذاقه أهل العراق من الذل و الهوان و الاستعباد تحت حكم الفرس الجائر لسنين طويلة ..

... و ضرب خالد لهم مثلا .. فقال لهم :

(( ويحكم .. إن الكفر فلاة مضلة .. يعني : صحراء مهلكة .. فأحمق العرب من سلكها فلقيه دليلان .. أحدهما عربي وهو شقيقه الشفيق به ، الحريص علي هدايته ، والآخر فارسي .. فترك العربي ، واستدل بالفارسي )) .... !!!

.. ثم دعاهم خالد إلى خير الدنيا و الآخرة .. دعاهم إلى الدخول في الإسلام .. فقالوا له جميعا :

(( لا ... بل نعطيكم الجزية ، و نبقى على ديننا ..
فنحن على دين المسيح لا نفارقه أبدا ... ))

ولعل في تلك القصة أبلغ الرد علي من زعم انتشار الإسلام بالسيف ...!!!

.. وهكذا فتح خالد الحيرة صلحا ...
، وكانت الجزية تتراوح بين 12 درهما إلي 48 درهما بحسب كل حالة .. ، فلم تزد الجزية عن 48 درهما .. وهو مبلغ زهيد جدا .. حتي لمن يمتلكون الملايين من الدراهم ، وكانت الجزية عن البالغين القادرين فقط .. أما الأطفال والشيوخ والنساء فلا جزية عليهم ،... بل و أعظم من ذلك .. ، فإن من انقطعت به السبل ، أو أقعده المرض من أهل الذمة ، ولم يستطع أداء الجزية ، فإن بيت المال يفرض له راتبا يتعيش منه ...!!!

** عام النساء ....!!!

* كان الصراع بين الأسرة الساسانية الحاكمة لبلاد الفرس علي أشدهِ بعد موت كسري أردشير ، وكان ولاء قادة الجيوش الفارسية موزعا بين أمراء البيت الفارسي كذلك ، وهذا بلا شك قد أوهن مِن عزيمتهم .. مؤقتا .. في قتال المسلمين ..!!
2024/10/02 18:27:12
Back to Top
HTML Embed Code: