Telegram Web Link
Forwarded from أيام الصديق
* ولما تولى ( عثمان بن عفان ) رضي الله عنه الخلافة استأذن من حفصة أن يأخذ هذه الصحف ليعتمد عليها في نسخ (( المصحف العثماني )) الذي أراد أن يجمع المسلمين عليه في كل البلاد الإسلامية بعد أن ظهر فيهم الاختلاف و التنازع .. ، و أحرق عثمان كل المصاحف الأخرى ، و أرسل نسخة من المصحف العثماني إلى عدد من البلاد الإسلامية الكبرى ،ثم رد عثمان ( صحف زيد ) إلى حفصة كما وعدها ، ولم يحرقها ، ولما ماتت حفصة ر

ضي الله عنها طلب (( مروان بن الحكم )) .. عندما كان واليا على المدينة ( صحف زيد ) من سيدنا / عبد الله بن عمر ، فأعطاها له ، فأمر مروان أن تمَزقَ و تعدم هي الأخرى ....!!!!!

... ولما سئل عن ذلك قال :
(( إنما فعلت ذلك لأن ما فيها قد كتبَ ، و نسخ في المصحف العثماني ، و خشيت إن طال بالناس زمان أن يرتابوا في شأن هذه الصحف .. يقصد صحف زيد .. ، أو يقولوا : قد كان فيها شيء لم يكتب )) ،
... و من ساعتها أصبح المصحف الوحيد المعتمد ، و الذي لا اختلاف عليه هو (( المصحف العثماني )) الذي بين أيدينا اليوم ...

... و إلى اللقاء في الفتوحات الإسلامية ... تابعونا

🎀 بسام محرم 🎀
#اتـحاد_لسـتات_الـجـوهرة_الديـنيـة
❀↜❀
💎نـخـبــةقــنـــواتــنـا💎
•❈••✦✾✦••❈
¦¦ قـل ربــي زدنــــي علـــماً
🎋 ¦¦ T.me/JoOoYemeni

¦¦ رســـائــل📨اســلامـــيـة
🎋 ¦¦ T.me/aljaneh

¦¦ روضــــــة الــــمحــبـيـن
🎋 ¦¦ T.me/SoSoSoooo3


▁▁▁❀↜❀↝▁▁▁

👁‍🗨لــ ٲضــــافـة قـنــاتــك
🔸By @AR_Joh_list
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك5

(( الحجاج بن يوسف و التجنيد الإجباري )) 👥👥

اختار الحجاج بن يوسف شخصية عظيمة مخضرمة في سلك القضاء ليجعله قاضيا على الكوفة .. ، ألا و هو :
(( القاضي / شريح ))

.. ، و لمن لا يعرفه .. فالقاضي شريح قد شغل منصب القضاء في الكوفة قرابة السبعين سنة .. ، فقد عينه عمر بن الخطاب
.. ، ثم عثمان .. ، ثم علي .. ، ثم معاوية .. ، إلى أن اختاره الحجاج بن يوسف .. !!

.. ، و قد اشتهر شريح القاضي بعدله و حزمه .. ، و كان إذا خرج للقضاء يذكر نفسه فيقول : (( إن الظالم ينتظر العقاب ، و المظلوم ينتظر النصر .. ، و سيعلم الظالم حق من نقص ))
.. ، فإذا جلس في مجلس القضاء تلا قول الله عز وجل :

(( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ، فاحكم بين الناس بالحق ، و لا تتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله ، إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ))

.. ، و قد توفي شريح القاضي في الكوفة سنة 78هجرية
بعد أن تجاوز عمره المائة عام .. رحمة الله عليه ... !!

.......... ....... ......... .................. .......

... ، و انتهت المهلة ...

.. ، فقد مرت الأيام الثلاثة التي حددها الحجاج بن يوسف للمتسربين من التجنيد ليعودوا فيها إلى جيش /
المهلب بن أبي صفرة ..

.. ، فإذا بالحجاج بن يوسف يسمع أصوات ( تكبيرات ) في أسواق الكوفة .. ، فقد كان أهل الكوفة يريدون إخافته ، و يظهرون اعتراضهم على سياسته ، و رفضهم لما سمعوه منه في خطبته الأولى حين هددهم بالقتل و الإهانة ..

.. ، فخرج الحجاج للناس ..
.. ، و دخل المسجد ، و صعد على المنبر ..
.. ، و نادى فيهم ، فاجتمعوا له ..
.. ، فخطب قائلا :
(( يا أهل العراق ..
.. يا أهل الشقاق و النفاق و مساوئ الأخلاق ..
إني سمعت تكبيرا في الأسواق ليس بالتكبير الذي يراد به الترغيب ، ولكنه تكبير يراد به الترهيب ..
.. ، فيا بني اللكيعة و عبيد العصا و أبناء الإماء .. ، ألا فليربع كل رجل منكم على ظلمه .. ، و ليحسن حقن دمه ..
.. ، و ليبصر موضع قدمه .. ، فإني أقسم بالله لأوشكن أن أوقع بكم وقعة تكون نكالا لما قبلها ، و أدبا لما بعدها .. ))

.. ، و بعد أن انتهى من خطبته قام له شيخ كبير السن اسمه /
عمير بن ضابئ التميمي .. ، كان يريد أن يعتذر إليه لأنه لا يستطيع أن يخرج للجهاد مع المهلب لكبر سنه .. ، فقال له :
(( أصلح الله الأمير .. إني من جند المهلب ، و أنا شيخ كبير و عليل .. ، و هذا ابني هو أشب مني و يقدر على القتال ))

.. ، فقام رجل و أخبر الحجاج بن يوسف أن ( عمير ) هذا
كان من الذين شاركوا في قتل عثمان بن عفان .. !!

.. ، فقال الحجاج لعمير : (( من أنت .. ؟!! ))
.. ، فقال له : (( أنا عمير بن ضابئ التميمي ))
.. ، فقال له الحجاج : (( أسمعت كلامنا بالأمس )) ..
يقصد : خطبته التي هدد فيها المتسربين من
التجنيد بالقتل بعد ثلاثة أيام **
.. ، فقال عمير : (( نعم ))
.. ، فقال له الحجاج : (( ألست ممن خرجوا على عثمان ..؟! ))
.. ، فاعترف عمير ، و قال له : (( بلى ))
.. ، فسأله الحجاج : (( و ما حملك على ذلك .. ؟!! ))
.. ، فقال عمير : (( لأن عثمان حبس أبي و كان شيخا كبيرا ))

.. ، فقال الحجاج : (( إني لأحسب أن في قتلك صلاح البلاد و العباد .. )) .. ، ثم أشار إلى حرسه قائلا :
(( يا حراس .. اضربوا عنقه )) .. ، فضربوا عنقه في داخل المسجد ، و أخذوا ماله .. ، ثم أمر الحجاج مناديه بأن ينادي في أهل الكوفة قائلا :
(( ألا إن عمير قد تأخر بعد سماع النداء ثلاثا فأمر بقتله ))

.. ، ففزع الناس .. ، و تجهزوا بملابس الحرب .. ، ثم أخذوا أسلحتهم و خرجوا مسرعين حتى تزاحموا على الجسر الذي يعبرون عليه ليصلوا إلى المهلب بن أبي صفرة حتى يلتحقوا بجيشه قبل أن تضرب أعناقهم كما حدث مع عمير ...

.. ، ففوجئ المهلب بأعداد كبيرة من الجند أخذت تتوافد عليه .. ، حتى وصل إليه في ساعة واحدة أربعة آلاف .. !!

.. ، فتعجب المهلب من شدة بأس الحجاج بن يوسف
.. ، و ابتسم قائلا :

(( والله لقد قدم إلى العراق رجل ذكر .. !!
.. ، و اليوم أقاتل العدو .. ))

.... تابعونا ......
🎀 بسام محرم 🎀

المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك6

(( الحجاج بن يوسف و الإعصار .. )) ⁦🌪️

تحرك الحجاج بن يوسف إلى البصرة ، فقام ليخطب في أهلها خطبة تشبه خطبته في أهل الكوفة .. فيها من التهديد و الوعيد الشديد .. ، فجاءوا له برجل من الذين تسربوا من التجنيد .. ، و قالوا له : (( هذا الرجل قد عصى و تخلف عن جيش المهلب بن أبي صفرة ))

.. ، فتقدم الرجل نحو الحجاج .. و رجلاه لا تكاد تحمله من شدة الخوف .. ، ثم قال له بصوت مرتجف :
(( أصلح الله الأمير .. ، إني مريض .. ، و قد عذرني الله ..
.. ، و عذرني بشر بن مروان من قبل ))

.. ، فقال الحجاج : (( يا حراس .. اضربوا عنقه )) .. ، فطارت رأس الرجل أمام أهل البصرة .. ، ففزعوا فزعا شديدا .. !!

.. ، و كانت لتلك الوقعة آثار خطيرة .. فالعنف يولد العنف .. ، و الإرهاب يربي الإرهابيين .. ، فقد عزم عدد من أهل البصرة على أن يخرجوا لقتال جند الحجاج ..
.. ، و استغل ( طيور الظلام ) من قيادات الخوارج تلك الموجة من الغضب العارم بين أهل البصرة ، فشجعوهم على تجهيز جيشهم لقتال الحجاج .. ، ثم تحركوا بهم ..
.. ، فخرج لهم الحجاج بجيشه ، و اقتتلوا قتالا شديدا .. حتى استطاع الحجاج في النهاية أن يقتل أمراءهم من الخوارج ، و أن ينتصر عليهم ..
.. ، ثم أمر الحجاج برؤسهم فقطعت ، و علقت أمام
أهل البصرة .. ، و بعد ذلك أرسل تلك الرؤوس إلى
المهلب بن أبي صفرة .. ، فلما رأها جنوده تملكهم الخوف .. ، فاستقاموا للمهلب و أطاعوه .. ، فأمره الحجاج أن يقاتل الخوارج ( الأزارقة ) ..

و لا تظن أن قتال الخوارج كان أمرا سهلا ..
فبعد أن تولى الحجاج بن يوسف أمر العراق ضرب البلاد أقوى إعصار لجيوش الخوارج ، فعاثوا في الأرض فسادا .. ، و أفزعوا الأهالي .. ، و دارت سلسلة من المعارك المتتابعة في بلاد العراق ، و في فارس لم يعهد مثلها من الخوارج منذ ظهورهم الأول في خلافة سيدنا / علي بن أبي طالب ..!!

.. ، فكما كانوا يحاربون دولة عبد الله بن الزبير ، فتصدى لهم أخوه سيدنا / مصعب بن الزبير بالتعاون مع المهلب بن أبي صفرة .. ، فهم الآن يحاربون دولة عبد الملك بن مروان .. ، لأنه لا يريدون لا هذا ، و لا ذاك ..
.. ، لا يريدون إلا أنفسهم فقط ... !!!

* و مما زاد من جرأتهم في زمن الحجاج أنهم كان يتزعمهم اثنان من أقوى و أشجع العرب وقتها .. ، و هما :
قطري بن الفجاءة و شبيب الشيباني .. ، و كانا من الشجاعة و الفروسية على جانب كبير لم ير بعد الصحابة مثله إلا في عدد قليل من العرب .. يعدون على الأصابع .. مثل
عبد الله بن الزبير ، و مصعب بن الزبير ، و الأشتر النجعي و ابنه إبراهيم .... !!
.......... ......... ........ ........... ..........

* * قطري بن الفجاءة * *

و هو شاعر و خطيب مفوه تزعم الخوارج الأزارقة في بلاد فارس ، و بايعوه على الخلافة .. ، و بقي فيهم 13 عاما .. ، و استمر الصراع بينه و بين المهلب بن أبي صفرة في أيام
ابن الزبير ، ثم في أيام الحجاج .. ، فقد كان ( قطري ) صلبا يستعصي عليهم بما أوتي من قوة و جسارة .. !!

.. ، و كان يتكلم عن شجاعة المهلب في أشعاره ..
.. ، فمما قاله عنه :

رجعنا إلى الأهواز و الخيل عكف
على الخير مالم ترمنا بالمهلب

.. ، و اشتهر ( قطري بن الفجاءة ) بقصائده الحماسية .. ، و التي قيل عنها أنها ( تشجع أجبن خلق الله ) ، فقد صدرت عن نفس شجاعة أبية ..!!

.. ، و هذا شيئ من أشعاره :

فصبرا في مجال الموت صبرا
فما نيل الخلود بمستطاع

و لا ثوب البقاء بثوب عز
فيطوى عن أخي الخنع اليراع

سبيل الموت غاية كل حي
فداعيه لأهل الأرض داعي

و ما للمرء خير في حياة
إذا ما عد من سقط المتاع

* و في إحدى الأيام أرسل الحجاج بن يوسف رسالة إلى قطري بن الفجاءة يهدده فيها ، و يتوعده .. ، فرد عليه برسالة قال فيها :
(( ... لعمري يا ابن أم الحجاج .. إنك لمتيه في جبلتك .. ، لا تعرف الله .. ، و لا تجزع من خطيئتك .. ، يئست و استيأست من ربك ، فالشيطان قرينك ..
.. ، فوالذي نفس ( قطري ) بيده .. إن مقارعة الأبطال ليس كتصدير المقال ، و إني لأرجو أن يدحض الله حجتك ، وأن يمنحني مهجتك .. ))

.. ، و حكي عن قطري بن الفجاءة أنه خرج في إحدى المعارك ملثما يطلب المبارزة .. ، فخرج له رجل .. ، فكشف له قطري عن وجهه .. ، فلما رآه الرجل ولى مدبرا و لم يعقب .. ، فناداه قطري قائلا : (( إلى أين .. ؟!! )) ..
.. ، فقال له الرجل : (( لا يستحيي الإنسان أن يفر منك ))

.. ، فهكذا كان شجاعته .. كان لا يخاف الموت .. !!!!

.............. ............. ............... ............

* * شبيب بن يزيد الشيباني * *
Forwarded from الدولة الأموية
خرج من بلاد الموصل .. ، فكان يتزعم الخوارج في العر

اق ، و ينادي لنفسه بالخلافة .. ، و لقبه أتباعه
بأمير المؤمنين / شبيب الشيباني ، و بايعوه على الخلافة .. !!

.. ، إذن .. فسيناريو داعش ليس بجديد ..
.. ، إنما هو ( نسخة طبق الأصل ) تتكرر بكل فصولها في عصور الظلم و القمع .. !!

** و ابتلي الحجاج بن يوسف بهذين البطلين منذ اليوم الأول .. ، و استطاع شبيب الشيباني أن ينتصر على جند الحجاج في عدة مواقع ، و تساقطت أعداد كبيرة من القتلى من جيش الحجاج .. !!
.. ، فاجتاح شبيب بجيوشه مدن العراق .. حتى وصل إلى الكوفة .. ، و كاد أن يطيح بالحجاج .. !!

.. ، فاستغاث الحجاج بعبد الملك بن مروان .. ، فأرسل إليه مددا قويا من جند الشام .. ، فرجحت كفة الحجاج ، و استطاع أن يقضي على جيش شبيب الشيباني ..
.. ، و يقال أن شبيبا مات غرقا .. !!

......... ......... ......... ...........

.. ، و على الجانب الآخر ..

في بلاد فارس .. كانت الحرب سجال بين المهلب بن أبي صفرة و بين قطري بن الفجاءة و الأزارقة .. ، و انهزمت جيوش المهلب عدة مرات ، و قتل من جنوده خلق كثير حتى تمكن في النهاية من القضاء على قطري و جيشه من الأزارقة .. !!
........... ......... ...........................

.. ، و لا شك أن هذا الجهاد العظيم الذي قام به الحجاج بن يوسف الثقفي لصد إعصار الخوارج الذي كان يمكن أن يعصف بالعالم الإسلامي كله يعتبر إحدى حسنات الحجاج ..!!

.. ، فهذا الرجل خلط عملا صالحا و آخر سيئا ..
.. ، فحتى و إن كانت سيئاته و جرائمه هي الطاغية على صحيفة أعماله .. ، فنحن لسنا بصدد أن نحاسبه حساب الملكين .. ، فأمره إلى الله .. إن شاء عفا عنه ، و إن شاء عذبه ..
.. ، أما نحن فعلينا أن نذكر الحقائق مجردة .. ، و أن نعتبر ثم نعتبر من دروس التاريخ ..

* و أنا أشهدكم أني أبغض الحجاج بن يوسف الثقفي
و أمثاله من الطغاة و الظلمة .. أبغضهم في الله .. *

...... تابعونا .......

🎀 بسام محرم 🎀

👈 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق20

#زمن_العزة

#فتوحات_العراق1

(( فإذا فرغت فانصب )) 💖

* و بعد تلك المعارك الطاحنة التي تابعناها حتى تم القضاء نهائيا على حركة الردة في جزيرة العرب ، فمن البديهي أن يتبادر إلى ذهنك الآن مشهد خالد بن الوليد القائد المنتصر ، وهو يدخل المدينة المنورة وسط حشود المسلمين و قد خرجوا من بيوتهم لاستقباله .. ، و هم يكبرون ، و يحمدون الله على أن نصرهم .. ، و يهتفون باسم سيف الله المسلول ..

، ثم يدخل خالد على مجلس الخليفة الذي كان ينتظر وصوله بفارغ الصبر ليبدأ مراسم تكريمه ، و احتفالات النصر ...

... كما قد تتخيل أن ترى جنود الإسلام العائدين إلى بلادهم .. بعد غياب ما يقرب من سنة كاملة قضوها في حروب متواصلة .. وهم يحتضنون أحبابهم ، و أطفالهم في شوق بالغ ، ثم يدخل كل واحد منهم إلى بيته ليلقي بنفسه على الفراش من شدة التعب و الإعياء .. ، و لكن رغم تعبه الشديد فهو يحكي و يحكي لأولاده عن بطولاته ، و عن الأهوال التي خاضها في تلك الحروب .. ، و زوجته الحبيبة إلى جواره تضمد جراحه وفي عينيها دموع الفرحة بوصوله سالما ...!!!

* و الحقيقة أن كل تلك المشاهد التي تخيلتها لم تحدث ..
إنما الذي حدث أن خالد بن الوليد وصلته رسالة عجيبة من الخليفة ، و كان لا يزال مع جيشه في ( اليمامة ) ... !!

* إنها رسالة تحمل تكليفا جديدا تقشعر منه الأبدان ...!!

.. فتح خالد الرسالة .. فإذا بأبي بكر يخبره بأنه قد قرر البدء فورا في فتح بلاد فارس .. ، و يأمره أن يتحرك بجيشه مباشرة إلى العراق ليبدأ العمليات العسكرية ضد أقوى و أشرس دولة عظمى في ذلك الوقت...
.. و هي (( إمبراطورية كسرى العظمى )) ..!!

... يعني .. لا وقت لرؤية الأهل ، و لا وقت للراحة ..
، و لا مجال للاحتفالات و المراسم و الزينات ...!!!

ولأن أبا بكر يعرف جيدا خطورة المهمة ، و حجم الرهبة التي تملأ قلب أي رجل عربي بمجرد أن يسمع كلمة (( كسرى )) ... أو .. (( الفرس )) ..
، كما أنه يستوعب جيدا أن جنود خالد منهكين تماما بعد حروب الردة المتواصلة .. لذلك فقد أمر الصديق خالدا ألا يَستكرِهَ أحدا من جنوده على القتال معه في فتوحات العراق ، بل عليه أن يخيرهم .. فمن اختار منهم أن يعود إلى أهله ، و اعتذر عن المشاركة في الفتوحات .. فلا يمنعه خالد ولا يعاتبه ... !!

.. كما أمره الصديق ألا يأخذ في هذا الجيش أحدا من الذين ارتدوا ثم عادوا إلى الإسلام ، فهم لا يزالون
(( تحت الملاحظة )) حتى يتم التأكد من صدقهم وولائهم للإسلام ..

و قرأ خالد رسالة الخليفة على جيشه .. ثم خيرهم ..

... فكانت المفاجأة.... !!!

... لقد كان مع خالد في اليمامة 12 ألف مقاتل ..
فاعتذر منهم عشرة آلاف ، و لم يتطوع لتلك المهمة الخطيرة إلا ألفان فقط .... !!!

.. ولكن هذا العددقليل جداا ... ، و لا يكفي أبداااااا ...!!

.. فالفرس يمتلكون جيوشا نظامية ضخمة يقدر عدد مقاتليها بحوالي (( 2 مليون مقاتل )) ..!!

* لذلك أرسل خالد بن الوليد يطلب المدد من أبي بكر حتى يتمكن من البدء في حركة الفتوحات ...

فإذا بأبي بكر يبعث إليه رجلا واحدا فقط ..
إنه .. بطل الإسلام المغوار / القعقاع بن عمرو التميمي ..

... و تعجب الناس .. ، و سألوا الخليفة :

(( يا خليفة رسول الله .. إن خالد بن الوليد يريد جيشا كبيرا ممدا ليقاتل به الفرس ، و أنت ترسل إليه رجلاواحدا .. ؟!! ))
* فرد عليهم الصديق قائلا :

(( لا يهزم جيش فيه مثل هذا الرجل .. ، و لصوت القعقاع في المعركة خير من ألف رجل )) .... !!!

.. ، و أخذ خالد بن الوليد يضم إلى جيشه متطوعين جدد من أهل البوادي و القبائل المحيطة به .. من الذين لم يرتدوا عن الإسلام ..
، كما أجرى اتصالاته مع زعيم بني شيبان البطل /
المثنى بن حارثة ليستفيد بخبرته العسكرية الكبيرة في بلاد العراق ، و طلب منه أن يضم جيشه إلى جيشه لينطلقا سويا إلى جنوب العراق .. وفقا لتعليمات الخليفة .. ، فخالد بن الوليد لا يعرف شيئا عن بلاد العراق .. ، و لم يخط فيها خطوة طوال حياته ، لذلك أراد أن يكون المثني مستشاره العسكري ... !!!

فمن هو المثنى بن حارثة ؟
و ما الذي أقحمه في تلك الأحداث ؟!!
و لماذا بدأت الفتوحات الإسلامية في العراق ... ؟!!!

... تابعونا ...

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : كتاب البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك7

(( العصر الذهبي )) 👑

* و في نفس هذا العام .. 75 هجرية ..

توفي العرباض بن سارية رضي الله عنه .. هذا الصحابي الجليل الذي كان من أوائل الذين أسلموا .. ، و كان من
( أهل الصفة ) .. و هم الفقراء المهاجرون .. الذي لم يكن لهم مسكن في المدينة المنورية بعد الهجرة ، فكانوا يبيتون في مؤخرة المسجد النبوي الشريف .. !!

.. ، و سيدنا / العرباض بن سارية هو واحد من
( التسعة البكائين ) الذين شرفهم الله تعالى بأن ذكرهم في القرآن الكريم .. ، و ذلك حينما أرادوا الخروج مع رسول الله في غزوة تبوك .. ساعة العسرة .. ، فذهبوا إليه يطلبون أن يجهزهم للقتال لأنهم فقراء لا يملكون شيئا ..
.. ، فاعتذر إليهم قائلا :
(( لا أجد ما أحملكم عليه )) .. ، فحزنوا حزنا شديدا ، و
(( .. تولوا و أعينهم تفيض من الدمع ألا يجدوا ما ينفقون ))

.. ، العرباض بن سارية هو راوي الحديث النبوي الشهير الذي قال فيه :
(( صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصُّبحَ ذاتَ يومٍ .. ، ثمَّ أقبَل علينا .. ، فوعَظنا موعظةً بليغةً ذرَفت منها العيونُ ، و وجِلتْ منها القلوبُ .. ، فقال قائلٌ :

( يا رسولَ اللهِ كأنَّ هذه موعظةُ مودِّعٍ ، فماذا تعهَدُ إلينا ؟ )

فقال : ( أوصيكم بتقوى اللهِ .. ، والسَّمعِ والطَّاعةِ
و إنْ عبدا حبشيا مجدعا .. ، فإنه مَن يعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا .. ، فعليكم بسنَّتي ، و سنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدينَ المهديينَ فتمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذِ ..
.. ، و إياكم و مُحدَثاتِ الأمورِ .. ، فإنَّ كل مُحدَثةٍ بدعة .. ، و كل بدعةٍ ضلالةٌ ))

.. ، و هو حديث هام كما ترون ..
.. ، فهو أولا من ( دلائل صدق النبوة ) ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يصف ( المستقبل ) بوصف مؤكد جازم و كأنه يراه .. ، ثم يكون ( المستقبل ) تماما كما وصفه .. ، و هذا يستحيل أن يحدث إلا من ( نبي صادق ) يوحى إليه ..!!

.. ، كما أن النبي ذكر في ذلك الحديث الشريف
( العواصم من القواصم ) .. ، فبين لنا أن سبيل الهدى هو ما كان عليه هو و أصحابه رضوان الله عليهم ..
.. ، كما حذرنا من البدع و الضلال ..!!

............. ............ ............... ..............

* لماذا ندرس التاريخ ... ؟!! *

أعرف جيدا أن ( المشهد الافتتاحي ) لعصر عبد الملك بن مروان كان مشهدا دمويا مفجعا لا يحتمل ..

.. ، و لكن في الحقيقة كانت فترة خلافة /
عبد الملك بن مروان مليئة بالإنجازات العظيمة التي لا يمكن إغفالها .. ، حتى أن عهده يسمى في التاريخ ب
( العصر الذهبي ) للدولة الأموية .. ، حيث وصلت فيه إلى أوج قوتها .. ، فكان عبد الملك بن مروان مهاب الجانب في العالم كله .. !!

* و علينا أن نتذكر دائما هذا السؤال :
( لماذا ندرس التاريخ .. ؟!! )

.. ، فنحن ندرسه لأنه ملئ بالعبر و المواعظ .. ، و أحداثه تتكرر بتفاصيلها ( مئات المرات ) على مر العصور ..
.. ، فمن لا يعرف تاريخه لا يحسن إدارة حاضره ، و لا يجيد التخطيط لمستقبله ..

.. ، كما ندرس التاريخ الإسلامي لنعرف عظمة أبطال المسلمين الأوائل .. في (( زمن العزة )) .. ، و كيف سادوا العالم ، و قادوا الأمم حينما كانوا يضحون بدمائهم و أرواحهم من أجل نصرة دين الله ...!!!

.. ، و لكننا لا ندرس التاريخ لنستخرج من أحداثه من سيدخل الجنة من الملوك فنحبه و نمدحه ، و من منهم سيدخل النار فنسبه و نلعنه ..
.. ، فهذا الأمر مرده إلى الله وحده ..
.. ، و ما منا من أحد إلا و هو ( على وجل ) ..
.. ، فمن منا يضمن لنفسه الجنة ، أو يأمن على نفسه من النار .. ؟!!

.. ، و لنتذكر دائما قوله تعالى : (( .. و يعفو عن كثير ))
.. ، و قوله : (( .. و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))

...... . ................ ............ ..........

* العملة الإسلامية الموحدة *

لقد استطاع عبد الملك بن مروان أن يوحد البلاد الإسلامية كلها تحت لوائه بعد أن كادت تضيع بسبب الفتن و الصراعات التي مزقتها ، و استنزفت قوتها لسنين طويلة .. ، فقد كان عبد الملك بن مروان ( رجل دولة ) من الطراز الأول .. ، و يعرف كيف يدير شؤون البلاد ، و كيف يحسن سياسة العباد .. !!

.. ، ثم أصدر قرارا بصك ( العملة الإسلامية الموحدة ) ..
.. ، و كان قرارا عظيما أدى إلى تحرير الاقتصاد الإسلامي .. ، حيث كانت العملات المتداولة في البلاد الإسلامية قبل ذلك إما رومية أو فارسية أو غير ذلك .. ، فنقش عبد الملك على العملة الجديدة باللغة العربية ، و أمر بصكها و تداولها و التعامل بها في كل البلاد الإسلامية .. !!

.. ، و إذا اردت أن تعرف مدى قوة تأثير هذا القرار على الاقتصاد الإسلامي وقتها ، فانظر إلى ما أحدثه إصدار العملة الأوربية المشتركة ( اليورو ) في زماننا من آثار جبارة على الاقتصاد الأوربي .. !!
Forwarded from الدولة الأموية
........... ................ ....

..........

* عودة الفتوحات الإسلامية *

.. ، و في عهد عبد الملك بن مروان أيضا تمكن الحجاج بن يوسف بالتعاون مع البطل المغوار / المهلب بن أبي صفرة من حماية البلاد الإسلامية من فتنة الخوارج ، و ذلك بعد عناء وجهاد طويل .. ، و معارك دامية استمرت لأربع سنوات كاملة سقط فيها الآلاف من الشهداء ..!!

.. ، و بعد ذلك أصدر عبد الملك بن مروان أوامره بعودة حركة ( الفتوحات الإسلامية ) بمنتهى القوة ..
.. ، فقد أرسل إلى الحجاج بن يوسف الثقفي يأمره بغزو
( مملكة الترك ) ، و كانت مملكة قوية عظيمة في ذلك الوقت

.. ، كما أصدر أوامره إلى بطل الإسلام العظيم /
موسى بن نصير بأن يغزو بلاد المغرب ..
.. ، فسار إليها بجيشه .. ، و قاتل ملوك تلك البلاد قتالا عظيما .. ، و استكمل مسيرة الجهاد التي بدأها قبله البطل / عقبة بن نافع .. ، حتى تمكن من إخضاع بلاد المغرب بالكامل ، فدخل أهلها في دين الله أفواجا ..
.. ، و دفع ذلك موسى بن نصير إلى المزيد ..
.. ، فقام بعدها ( بفتح الأندلس ) .. !!

.. ، و غيرها .. ، و غيرها من الفتوحات الإسلامية التي سنذكرها كلها بالتفصيل .. إن شاء الله تعالى ..

.......... تابعونا .........

🎀 بسام محرم 🎀

💖 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك8

🌀 (( الحجاج / رتبيل ))

* و في عام 78 هجرية ..

توفي القاضي / شريح .. رحمه الله .. و الذي كان يقال عنه أنه أقضى العرب .. ، و كان يتسم بالذكاء و الحكمة و بعد النظر .. حتى بعد أن جاوز المائة من عمره ..!!
.. ، و كان الناس يتعجبون من ذلك .. ، فيقول لهم :

(( حفظناها في الصغر .. ، فحفظها الله تعالى لنا في الكبر ))

.. ، و كان القاضي شريح ( ثقة ) عند المحدثين ، فقد روى بعض الأحاديث النبوية عن عمر بن الخطاب و علي بن أبي طالب ..!!

.. ، و له قصة مع سيدنا / عمر كانت السبب في اختياره له ليكون ( قاضي القضاة ) في الكوفة ..
.. ، ففي إحدى الأيام اشترى أمير المؤمنين /
عمر بن الخطاب فرسا من رجل من الأعراب ..
، فركبه ليجربه .. ، و لكن سرعان ما أصاب هذا الفرس عرج .. ، فقال عمر رضي الله عنه للأعرابي: (( خذ فرسك ))
.. ، فأبى الأعرابي .. ، فاحتكما إلى شريح القاضي ..
.. ، فقال شريح :
(( يا أمير المؤمنين خذ ما ابتعت .. ، أو رد كما أخذت ))

.. ، فأعجب سيدنا / عمر بكلامه و حكمه ، و قال :
(( و هل القضاء إلا هذا .. ؟!
.. ، سر إلى الكوفة فقد وليتك قضاءها ))

و لا تتعجب .. ، فنحن نتكلم عن (( زمن العزة ))

.. ، و قبل وفاة القاضي شريح بفترة طلب من الحجاج بن يوسف أن يعفيه من القضاء .. ، فأعفاه .. ، فساله الناس :
(( لماذا تركت القضاء .. ؟!! )) .. ، فقال لهم :

(( و الله لا أستطيع أن أكون قاضيا و الحجاج يحكم ))

............... .............. .......... ............

.. ، و في سنة 79 هجرية ..

.. ، كانت قد استقرت الأوضاع الداخلية في العراق و فارس بعد القضاء على ثورة الخوارج .. ، فقرر الحجاج بن يوسف أن يستكمل الفتوحات الإسلامية .. ، فكتب إلى أحد قادة جيوشه .. و هو / عبيد الله بن أبي بكرة .. أن يأخذ جيشه فيغزو به ( مملكة الترك ) ..

** مملكة الترك كان يحكمها ملك يسمى ( رتبيل ) ..
.. ، و كانت مملكة عظيمة قوية لا يستهان بها .. ، حتى أن أكاسرة الفرس العظام .. قبل سقوط إمبراطوريتهم .. كانوا يتحاشون الاصطدام مع ملوك الترك ، و كانوا يفضلون التصالح معهم على ألا يغزو أحدهما الآخر ... !!

* ملحوظة :
مملكة الترك وقتها كانت تقع في منطقة آسيا الوسطى .. ، فهي حاليا دولة ( تركستان ) و ما حولها .. تلك المنطقة التي كانت جزء من الاتحاد السوفيتي ..
.. ، و ليست هي دولة ( تركيا ) الحالية كما يظن البعض ..

.. ، فتحرك القائد / عبيد الله بن أبي بكرة بجيشه ..
.. ، و التقى مع جيوش رتبيل في سلسلة من المعارك .. ، فانتصر عليهم فيها .. ، و انكسرت جيوش رتبيل و تقهقرت أمام أبطال المسلمين .. ، فاقتحموا قلاعهم الحصينة ، و استحوذوا على عدة أقاليم و مدن في بلاد الترك .. ، حتى اقتربوا من عاصمتهم ..!!
.. ، فخاف الأتراك خوفا شديدا ، و ظنوا أنها النهاية ..
.. ، و لكن الملك / رتبيل استطاع أن يلملم شعث جنوده .. ، فأوقعوا جيش عبيد الله بن أبي بكرة في فخ .. ، و ضيقوا عليهم الخناق حتى ظن المسلمون أنهم سيهلكون جميعا .. !!

.. ، فاضطر عبيد الله بن أبي بكرة أن يطلب الصلح مع رتبيل ملك الترك مقابل المال .. ، و لكن أحد أبطال جيشه .. و اسمه ( شريح بن هانئ ) .. اعترض على طلب الصلح لأنه رأى في ذلك ( مذلة للمسلمين ) .. و كان ( شريح ) صحابيا جليلا ..

.. ، فقام سيدنا / شريح بن هانئ في الجيش ، و دعا المسلمين إلى مواصلة القتال و إلى الصبر و المصابرة .. ، فاستجاب له عدد من شجعان المسلمين .. ، و انفصلوا عن باقي الجيش .. ، فنهاهم عبيد الله بن أبي بكرة و حذرهم من خطورة ذلك على حياتهم .. فلم ينتهوا .. ، و أخذوا يقاتلون جيش الترك بشجاعة منقطعة النظير .. ، فقتلوا منهم أعدادا ضخمة .. أضعاف أعداد المسلمين ..!!

.. ، ثم نال سيدنا / شريح بن هانئ الشهادة ..
.. رضي الله عنه .. ، و استشهد معه معظم أصحابه .. !!

.. ، و انسحب عبيد الله بن أبي بكرة من بلاد الترك بعد هذه الضربة القاسية التي تعرضوا لها ..

.. ، فلما بلغ الحجاج بن يوسف ما حدث كتب إلى
أمير المؤمنين / عبد الملك بن مروان يعلمه بذلك ، و يستشيره في بعث جيش كثيف إلى بلاد الترك للانتقام من رتبيل و جنوده بسبب ما حل بالمسلمين في بلاده ..

.. ، فكتب عبد الملك للحجاج بالموافقة ..
.. ، و أمره بأن يعجل بخروج ذلك الجيش ..

.. ، فجهز الحجاج بن يوسف جيشا كبيرا ، و جعل على قيادته أحد قادته الشجعان .. وهو ( ابن الأشعث ) .. رغم ( التباغض ) الكبير الذي كان يكنه كل واحد منهما للآخر .. !!

.. ، و قصة ابن الأشعث مع الحجاج قصة طويلة تحتاج إلى عدة حلقات لتفصيلها .. ، فلعلنا نتحدث عنها في الأيام القادمة .. إن شاء الله تعالى ..

......... تابعونا ........

🎀 بسام محرم 🎀

المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق21

#زمن_العزة

#فتح_العراق2
💖 (( المثنى بن حارثة )) 💖

أسلم المثنى في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبناء قبيلته (( بني شيبان )) الذين كانوا يسكنون على الحدود العراقية مع جزيرة العرب ...
.. يعني على خط النار في مواجهة الفرس ... !!!

.. و كان المثنى ذا مكانة كبيرة في قبيلته ، و منذ الأيام الأولى من إسلامه شعر بمسئوليته تجاه دينه ... فقد كان يدرك جيدا أنه على ثغر من ثغور الإسلام .. فأراد ألا يؤتى الإسلام من قِبلهِ ...
.. فكان يتحرك في خدمة الإسلام بدافع ذاتي نابع من حبه الكبير لدينه .. دون أن ينتظر تكليفا يأتيه من الخليفة ...!!

* رأى المثنى تلك القبائل العربية المجاورة له ، و هي ترتد عن الإسلام بعد وفاة النبي ، و تتجهز لقتال أبي بكر ..
، و كان يدرك تماما حجم ( التمويل الخارجي ) الذي يصل جيوشهم من الفرس ليتم القضاء على المسلمين ..!!

.. فخرج المثنى بجيشه من بني شيبان ( و كانوا أربعة آلاف ) و قاتلوا هؤلاء المرتدين في شرق الجزيرة .. حتى هربت أعداد منهم إلى جنوب العراق ليحتموا بالحاميات الفارسية هناك .. ، فطاردهم المثنى .. ، و اجتاز الحدود العراقية ، و تمكن من القضاء على تلك الفلول الهاربة .. ، ثم بدأ يتوغل داخل أراضي العراق ، و اشتبك مع بعض الحاميات الفارسية ، و استطاع أن يحقق انتصارات عليهم ، و غنم غنائم كثيرة ....!!

و وصلت أخبار تلك الانتصارات الرائعة التي حققها المثنى على الفرس إلى أبي بكر الصديق في المدينة ..
فانبهر به ، و بشجاعته ..!!

.. ولم يكن أبو بكر قد التقى بالمثنى من قبل..
فقال للناس متعجبا مما يسمع عنه :

(( من هذا الذي تأتينا وقائعه ، قبل أن نعرف نسبه ... ؟!! ))

.. فرد عليه قيس بن عاصم التميمي .. و كان يعرف جيدا من هو البطل المثنى بن حارثة ) .. و قال له :

(( إنه غير خامل الذِكر .. ، و غير مجهول النسب .. ، ولا قليل العدد .. ، إنه المثنى بن حارثة الشيباني ))

.. ثم قدِم المثنى إلى المدينة ، و قابل أبا بكر .. فكان هذا هو اللقاء الأول بينهما .. فقال له :
(( يا خليفة رسول الله ابعثني على قومي فإن فيهم إسلاما لأقاتل بهم أهل فارس ، و أكفيك أهل ناحيتي من العدو ))

.. أراد المثني بذلك أن يكون القائد العسكري على قومه بشكل رسمي ، و أن يأخذ من الخليفة كتابا إلى قومه بذلك .. ليس حبا في الزعامة ، و لكن ليضمن الطاعة الكاملة له من قومه أثناء عملياته الخطيرة ضد الفرس ..!!!

.. و وافق أبو بكر على إعطاء ( جواب التعيين ) للمثنى بن حارثة ليصبح بذلك قائدا رسميا على قومه ..
، فعاد إليهم ، و استأنف معهم غاراته على جنوب العراق .. ، وواصل انتصاراته على قوات الفرس هناك ، بل و توغل في الأراضي العراقية حتى شعر أن الأمر بدأ يزداد صعوبة ، فالفرس بدأوا يتكاثرون عليه .. لذلك أرسل إلى أبي بكر يطلب المدد .. فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر قائلا :

(( يا خليفة رسول الله ، ابعث له خالد بن الوليد مددا ))

.. و لذلك السبب أرسل أبو بكر إلى خالد بن الوليد .. الذي كان وقتها في اليمامة .. يأمره بأن يتحرك مباشرة بجيشه ليشارك المثنى بن حارثة في فتح بلاد العراق ..
فقد شجعته تلك الانتصارات التي حققها المثني على أن تكون بداية حركة الفتوحات الإسلامية إلى بلاد فارس و ليس إلى الشام ..
.. رغم أن كل المؤشرات كانت تدل على أن الفتوحات ستبدأ بالشام .. خاصة بعد انكسار حاجز الخوف في نفوس المسلمين من مواجهة جيوش الرومان القوية بعد تلك العمليات العسكرية التي تمت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ضد الرومان .. في معركة مؤتة ، و في غزوة تبوك .. ، ثم جيش أسامة الذي خرج في خلافة أبي بكر لنفس الغرض كما عرفنا ...!!!

ولم تكن الفتوحات الإسلامية وليدة الصدفة ، إنما هي خطة واضحة المعالم أرسى قواعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته ، و بدأ في تنفيذها بالخروج لقتال الروم ، .. ثم ها هو ( الأسد الهصور ) يستكمل تنفيذ خطة النبي بعد أن انشغل عنها بحروب الردة سنة كاملة ..

و لآن .. نعود إلى خالد بن الوليد في اليمامة ...

.. حيث اتفق سيدنا / خالد مع جيش المدد الذي أرسله إليه أبو بكر من المدينة ، و مع جيش المثنى على أن يكون التقاءهم في منطقة بالقصيم تسمى ( النباج ) ليتحركوا سويا إلى جنوب العراق ..
و بالفعل ..
اجتمعت الجيوش الثلاثة تحت قيادة سيف الله المسلول ، فوصل بذلك إجمالي عدد المقاتلين معه إلى 18 ألف مقاتل .. !!!
.. ولكن .. الفارق لا يزال مَهولا بين أعداد المسلمين ، و أعداد القوات الفارسية الضخمة المدججة بأحدث الأسلحة .. !!!

.. و لعل في هذا رد كاف على هؤلاء الذين يصدعون رؤوسنا في كل مكان بمقولة : (( الإسلام انتشر بالسيف )) ..
Forwarded from أيام الصديق
.. أي سيف هذا ..؟!!! ،
.. ألم يسمعوا عن هذا الفارق الضخم بين أعداد المسلمين و أعداد الفرس .. ؟!!
... بل إن معارك الفتوحات الإسلامية كلها كان عدد الأعدا

ء فيها .. دائما .. أضعاف أضعاف أضعاف عدد المسلمين ..
هذا بالإضافة للفارق الهائل في التسليح و الاستعدادات ..

.. لقد كان التقاء الجيوش الإسلامية بجيوش الفرس أو الروم .. في نظر المحللين و العسكريين .. هو عملية انتحارية بكل المقاييس المادية .. ، و لا يجرؤ على ذلك إلا أناس ( يوقنون ) فعلا أنهم مؤيدون من السماء .. !!!

.. كجماعة من النمل تقف في وجه قطعان من الفيلة ، ثم تتحداهم أن النصر سيكون لهم ..!!

* لقد كان هذا النصر .. المتكرر ، و الدائم .. للمسلمين هو الدليل (( العقلي الحسي )) الواضح وضوح الشمس على صدق تلك الرسالة التي جاء بها هؤلاء ( المساكين ) ليواجهوا أقوى إمبراطوريتين على وجه الأرض في ذلك الزمان .. !!

* و معروف أن الذين يقهرون الناس على أمر عقيدتهم ( بالسيف ) يجب أن يكونوا هم الأقوى ..
هذا أمر بديهي ، و لا يجادل فيه إلا الحمقى ...

المثنى ... إمام التجرد ....

* لو استطعنا أن نربي أولادنا .. بل و أنفسنا .. على هاتين الخصلتين اللتين رأيناهما في سيرة البطل المتواضع /
المثنى بن حارثة لتغير الكثير و الكثير من واقعنا المؤلم ...!!!
... و أقصد بذلك : إحساسه العالي بالمسؤلية تجاه دينه ،
و تجرده لله تعالى في عمله .. نحسبه كذلك و لا نزكيه على الله .. فهو القائد الوحيد مع سيدنا / خالد الذي يعرف جيدا طبيعة أراضي العراق ، وهو الخبير العسكري الوحيد بشؤون الفرس الحربية ، و استراتيجياتهم المتطورة في القتال ..

، و الذي يتبادر في الذهن أنه هو الأحق بمنصب القائد العام لجيوش المسلمين في فتح العراق ... !!

.. و مع ذلك .. فعندما أمر الخليفة / أبو بكر أن يكون القائد العام للجيوش هو خالد بن الوليد الذي لا يعرف أي شيئ عن الفرس ، ولا حتى عن العراق .. رضي المثنى و بكل تواضع أن يكون جنديا مطيعا مخلصا تحت قيادة خالد بن الوليد .. فلم يعترض .. ، و لم يتسخط .. ، و لم يقل :

(( أغفلوا خبراتي ، و قدراتي ، و ضربوا بها عرض الحائط .. ثم اختاروا خالدا هذا الذي يحتاجني لآخذه من يده .. كما يؤخذ الأعمى .. فأتحرك به في العراق )) ...!!!

.. و على الرغم من أن المثنى لم يكن من الصحابة الذين تربوا .. سنين طويلة .. على يد النبي ، إلا أنه تربى .. بالسماع .. عن سيرة النبي و أخلاقه .. حتى صار قدوة حسنة لمن بعده من القادة و المسئولين ..!!

.. وسنرى .. و في أكثر من مشهد .. كيف كان إنكاره لذاته تماما .. ؟!!
فسيدنا/ المثنى بن حارثة يطبق عليه بحق قول النبي صلى الله عليه وسلم :

(( طوبى لعبدٍ آخِذٍ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسه ، مُغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة .. كان في الحراسة ، و إن كان في الساقة .. كان في الساقة ... ))

و لأنه كان .. رضي الله عنه .. مخلصا في تقديم النصح لخالد بن الوليد ، اختاره خالد ليكون قائدا لسلاح المخابرات الحربية ، فكان المثنى يتحرك دائما مع فرقة من فرسانه يسبق بهم الجيش الإسلامي ليستكشف لهم الطريق ، و ليأتي لهم بأخبار ، و استعدادات الفرس ... !!!

* تابعونا ...

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : كتاب البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك9

💥 (( الحجاج / ابن الأشعث )) 🌀

* عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث .. هو هذا القائد العسكري الذي اختاره الحجاج بن يوسف الثقفي للانتقام من رتبيل ملك الترك .. كان أبوه ( محمد بن الأشعث ) من قتلة سيدنا / عثمان بن عفان .. ، و جده كان قد ارتد عن الإسلام ..

.. ، و كانت هناك عداوة كبيرة بين ابن الأشعث و بين الحجاج كما ذكرنا .. ، حتى أن كل واحد منهما كان يريد القضاء على الآخر ، و يتمنى قتله .. ، و كان الحجاج يقول عنه :

(( إنه أحمق أهوج حسود .. ، و ما رأيته إلا هممت بقتله .. ))

.. ، و لعل هذا هو السبب الذي من أجله اختاره الحجاج ليقود جيش العراق الذي سيقاتل الترك .. ، فالحجاج يعلم جيدا قوة ( رتبيل ) و جنوده .. ، رغم أن بعض المقربين من الحجاج حذروه من اختياره لابن الأشعث لقيادة جيش ضخم كهذا خشية أن يتمرد عليه و يخرج عن طاعته ..
.. ، ولكن الحجاج أصر على رأيه .. !!

....... ......... ........ ........

.. ، سار ابن الأشعث بجيش العراق الضخم لغزو الترك .. ، فلما اقترب من بلادهم فزع الملك ( رتبيل ) ، و خاف أن يضيع ملكه كما ضاع ملك كسرى الفرس ..
.. ، فأرسل رسالة إلى ( ابن الأشعث ) يعتذر فيها إليه مما فعل بالمسلمين في السنة الماضية ، و يبين له أنه كان كارها لقتالهم ، و لكنهم اضطروه لذلك .. ، و طلب من ابن الأشعث أن يصالحه مقابل دفع خراج سنوي للمسلمين ..

.. ، فلم يجبه ابن الأشعث لذلك ، و صمم على غزو بلاد الترك .. ، فجمع له رتبيل جنوده ، و تهيأ لقتاله ..

.. ، و دارت بينهما عدة معارك .. ، فكان المنتصر فيها دائما هو ابن الأشعث .. ، و استطاع أن يستحوذ على الكثير من مدن الترك و حصونها ، و غنم أموالا طائلة ، و سبى سبيا كثيرا ..!!

.. ، و تدارك ابن الأشعث ذلك الخطأ الذي وقع فيه المسلمون في حروبهم مع الترك في السنة الماضية .. ، فقد كان حريصا على أن يترك نائبا له في كل مدينة يفتحها حتى يحكم السيطرة عليها .. ، فيحافظ بذلك على مكتسباته و يحمي ظهره ..

.. ، فلما توسع ابن الأشعث في فتوحاته توسعا كبيرا رأى أن يتوقف لفترة لالتقاط الأنفاس ، و حتى يستعيد المسلمون قوتهم .. ، خاصة و أن فصل الشتاء و البرد القارص كان قد اقترب ، و القتال فيه سيكون صعبا جدا .. ، فطلب من جنوده أن يستغلوا تلك الفرصة في إصلاح شؤون ما في أيديهم من مدن الترك بعد أن عاني أهاليها معاناة كبيرة و تضرروا كثيرا من جراء القتال ..!!
.. ، فالمسلمون لم يكونوا يفتحون البلاد من أجل السلب و النهب و التخريب كما يدعي ( الكذبة ) .. ، إنما كانت الفتوحات الإسلامية من أجل ( الإصلاح ) ، و تحقيق العدل و المساواة ، و نشر الإسلام بين الناس ..

.. ، و اتفق ابن الأشعث مع جنوده على أن يكون تحركهم نحو مدينة ( العظماء ) عاصمة الترك في العام المقبل لحصارها و الإطاحة برتبيل ..

.. ، و كتب ( ابن الأشعث ) إلى الحجاج بن يوسف يخبره بما فتح الله له من النصر المبين ، و ما تحقق من الفتوحات .. ، و يعرض عليه رأيه الذي رآه بوقف القتال ..

.. ، فرد عليه الحجاج برسالة لاذعة شديدة اللهجة يستهجن فيها هذا الرأي ، و يصفه بالجبن .. ، و يأمره باستكمال القتال .. ، ثم أرسل إليه رسالة ثانية .. ، ثم ثالثة ليحثه على استمرار الحرب .. ، و قال له في إحدى تلك الرسائل :

(( يا ابن الحائك الغادر المرتد .. امض إلى ما أمرتك به ..
.. ، و إلا حل بك ما لا يطاق ))

.. ، فلما وصلت تلك الرسائل المهينة إلى ابن الأشعث غضب غضبا شديدا .. ، و قال مستنكرا :

(( يكتب إلى بمثل هذا و هو لا يصلح أن يكون من بعض جندي .. ، و لا حتى من بعض خدمي لخوره و جبنه .. ؟!! ))

.. ، ثم جمع قادة جيوشه من رؤوس أهل العراق فعرض عليهم الأمر قائلا :

(( إن الحجاج قد ألح عليكم في استمرار الفتح في هذا البلد التي هلك فيها إخوانكم من قبل .. ، و قد أقبل عليكم الشتاء و البرد .. ، فانظروا في أمركم ..
.. ، أما أنا فلست مطيعه ، و أنا على رأيي الأول ))

.. ، فغضب قادة الجيوش من قرار الحجاج ، و أحسوا بأنه يريد أن يلقي بهم في التهلكة ليتخلص منهم جميعا ..
.. ، فثاروا .. ، و قالوا :
(( لا .. بل نأبى على عدو الله الحجاج .. ، و لا نسمع له و لا نطيع .. ، اخلعوا عدو الله و بايعوا أميركم ابن الأشعث عوضا عنه ))

.. ، فقال المسلمون جميعا : (( خلعنا عدو الله ))
.. ، ثم بايعوا لابن الأشعث .. ، فبعث ابن الأشعث إلى رتبيل فصالحه .. ، ثم تحرك بجيش العراق ليقاتل الحجاج بن يوسف .. ، و في الطريق قال بعضهم لبعض :

(( إن خلعنا للحجاج يعني خلع عبد الملك بن مروان .. ، فلنجدد البيعة لابن الأشعث ليكون أميرا للمؤمنين ..
.. ، و لنخلع أئمة الضلال ))

.... ، فبايعوه على الخلافة .. !!

..... تابعونا ......

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك10

👑 (( ثورة ابن الأشعث )) ⁦🌪️

* أريدكم أن تمعنوا النظر جيدا في أحداث
(( ثورة ابن الأشعث )) لأنكم ستخرجون منها بعبر ، و فوائد هامة جدا ..

.. و ذلك لأن ( ثورة ابن الأشعث ) هي أقوى ثورة قامت على الحجاج بن يوسف و على نظام عبد الملك بن مروان ..
.. ، و قد اجتمعت فيها كل مقومات الثورة الناجحة .. ، حيث كان (( الجيش و الشعب يد واحدة )) .. ، فقد تضامنت كل طوائف الشعب العراقي مع ابن الأشعث حيث شعروا بأنه ( المخلص ) الذي سينقذهم من حياة القهر و الظلم و العذاب التي عانوا منها طيلة السنوات السبع الماضية تحت حكم الحجاج ..
.. ، فأعداد المعتقلين في سجون ( الحجاج ) بالآلاف ..
.. ، و أعداد الذين أمر بإعدامهم لا يعد و لا يحصى .. !!

.. ، و مما دعم موقف ابن الأشعث جدا عند عوام الناس أن عددا كبيرا من العلماء و الفقهاء و أهل القرآن قد أعلنوا تأييدهم للثورة .. ، و كان على رأسهم التابعي الجليل /
سعيد بن جبير .. رحمة الله عليه .. ، و الشعبي .. و غيرهما
مما أعطى ( شرعية ) لتلك الثورة في نفوس الناس ..
.. ، فقد كان هؤلاء العلماء ينادون في الناس ، و يلقون الخطب الحماسية ليحثوهم على نصرة ابن الأشعث ..

.. ، حتى أصبح جيش ابن الأشعث يقدر بحوالي 33 ألف فارس و 120 ألفا من المشاة .. ، هذا بالإضافة لالتفاف عوام الناس حوله شبابا و شيوخا ، و رجالا و نساء و أطفالا .. ، فكان موقفه أقوى بكثير من موقف الحجاج بن يوسف ..
.. ، و ظن الناس أنها ( نهاية الطاغية ) .. ، و أن عرش
عبد الملك بن مروان قد بات ( يترنح ) ..
.. ، و أن مطالبهم المشروعة حتما ستتحقق .. !!!

.... و لكن مع الأسف .. ، بعد كل ذلك ....
.... كانت نتائج تلك الثورة ( كارثية ) .. !!

............. .............. ............. ............

* لما بلغ الحجاج ما صنعه ابن الأشعث مع جيش العراق كتب فورا إلى عبد الملك بن مروان يعلمه بذلك ، و يستعجله في إرسال النجدة .. ، فهاله الأمر ، و نزل عن سريره ، و أمر قادته أن يجهزوا جيشا كبيرا من جند الشام فورا لنصرة الحجاج ..

.. ، و جعلت رسائل الحجاج لا تنقطع عن عبد الملك بخبر
ابن الأشعث صباحا و مساء .. يذكر له فيها : أين نزل ..
، و من أين ارتحل .. ، و أي الناس أسرع استجابة له .. ؟!

.. ، و في نفس الوقت أرسل ابن الأشعث رسالة إلى
المهلب بن أبي صفرة يطلب منه أن يكون داعما لثورته ضد الحجاج بن يوسف ، و ضد بني أمية .. ، فانضمام شخصية عظيمة كالمهلب بما معه من الجيوش سيعطي ثقلا كبيرا لتلك الثورة .. ، و المهلب بن أبي صفرة كان قد أوجعه ما فعله
عبد الملك بن مروان من قبل بصاحبه مصعب بن الزبير .. ، و ما فعله الحجاج بن يوسف بسيدنا / عبد الله بن الزبير .. ، ففي قلبه جرح غائر منهما ..

.. ، و مع ذلك .. رفض المهلب المشاركة في الثورة ..
.. و هو من هو .. البطل الشجاع المغوار الذي تسمع له و تطيع أعداد كبيرة جدا من جند المسلمين في بلاد فارس ..
.. ، و لكنه كان رجلا ( حكيما ) .. بعيد النظر ..
رأى الدماء و الأشلاء التي ستسفر عنها تلك الثورة ..
.. ، و خشي على المسلمين التشرذم و الضعف بعد أن توحدت صفوفهم ، و استعادوا قوتهم في خلافة / عبد الملك ..

... ، فرد المهلب على رسالة ابن الأشعث برسالة يحذره فيها من خطورة ما يفعل ، و ينصحه بمراعاة
( مصلحة الإسلام و المسلمين ) .. ، فقال له في تلك الرسالة :

(( يا ابن الأشعث .. لقد وضعت رجلك في ركاب طويل .. ،
فأبق على أمة محمد ، و انظر إلى نفسك فلا تهلكها ..
.. ، و إلى دماء المسلمين فلا تسفكها ..
.. ، و إلى الجماعة فلا تفرقها .... ، و السلام عليك ))

.. ، ثم كتب المهلب إلى الحجاج رسالة يخبره فيها بتحركات
ابن الأشعث و قوة أنصاره ، و يقدم له خطة ( حكيمة ) جدا للتعامل مع تلك الأزمة بأقل الخسائر ..
.. ، فقال له في رسالته :

(( .. أما بعد .. فإن أهل العراق قد أقبلوا إليك مثل السيل المنحدر من علو .. ، و ليس شيئ يرده حتى ينتهي إلى قراره .. ، و إن لأهل العراق شدة في أول مخرجهم ، و صبابة إلى أبنائهم و نسائهم .. ، فليس شيئ يردهم حتى يصلوا إلى أهليهم ، و ينبسطوا إلى نسائهم ، و يشملوا أولادهم ..
.. ، فواقعهم عندها ، فإن الله ناصرك عليهم إن شاء الله ))

.. ، يعني .. يقول له : إن جند العراق خرجوا بأعداد كبيرة متحمسين للقتال .. ، فلا تخرج إليهم لتقاتلهم ، بل اتركهم حتى يعود كل واحد منهم إلى أهله و أبنائه ، فتهدأ حماستهم و تتفرق قوتهم .. ، فساعتها إن قاتلتهم ستنتصر عليهم ..

.. المهلب كان مخلصا أمينا في نصحه ..
.. ، و لكن الحجاج بن يوسف لم يعجبه هذا الرأي ، و ظن أنها مكيدة من المهلب يريد أن يقوي بها شوكة ابن الأشعث ..
.. ، فلم يعمل بمشورته ...

............ .............. ............

.. ، و تحرك ابن الأشعث أولا نحو البصرة ..
Forwarded from الدولة الأموية
.. ، فخرج الحجاج بن يوسف بمن وصله من جند الشام

لقتاله .. ، فكان اللقاء الأول بين الفريقين قريبا من البصرة .. ، و استطاع جيش ابن الأشعث أن يلحق الهزيمة بجيش الحجاج .. ، و قتلوا أعدادا منهم .. ، و استحوذوا على ما في معسكرهم من الخيل و الأموال .. !!

.. ، فاضطر الحجاج إلى الانسحاب حرصا على سلامة جنوده .. ، فلاحقهم جند ابن الأشعث ، و قتلوا كل من شذ منهم .. ، و مضى الحجاج هاربا لا يلوي على شيئ حتى وصل إلى منطقة آمنة قريبة من البصرة تسمى ( الزاوية ) ..
.. ، فعسكر فيها بجيشه ، و أمرهم أن يخندقوا حولهم ، و أن يؤمنوا معسكرهم ..
.. ، و هنا شعر الحجاج بأن المهلب كان محقا في نصيحته .. ، و ندم لأنه لم يأخذ بمشورته .. ، و قال :

(( لله در المهلب .. أي صاحب حرب هذا .. ؟!!
.. ، لقد أشار علينا بالرأي .. و لكننا لم نقبل .. ))

.. ، و دخل ابن الأشعث مدينة البصرة ظافرا منتصرا ..
.. ، و خطب في الناس يدعوهم لمبايعته ..
.. ، ففرح به أهل البصرة و بايعوه جميعا على خلع عبد الملك بن مروان و الحجاج .. ، فقال لهم :

(( إن هذا الحجاج ليس بشيئ .. ، و لكن اذهبوا بنا إلى عبد الملك لنقاتله )) ..
.. ، فوافقه كل أهل البصرة ، و على رأسهم الفقهاء و العلماء و أهل القرآن .. ، و تجهزوا للخروج معه ..

.. ، و بذلك استطاع ابن الأشعث أن يسيطر على البصرة بالكامل .. ، فأمر جنوده أن يخندقوا حولها ... !!!

....... تابعونا .......

🎀 بسام محرم 🎀

🌀 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق22

#زمن_العزة

#فتح_العراق3

💔 (( المهمة .. مستحيلة )) 💥

* قسم خالد بن الوليد جيشه إلى مجموعة فرق صغيرة
(( كل فرقة حوالي ٤٠٠٠ مقاتل )) ، وذلك لسهولة الحركة ، و حتى تتمكن هذه الفرق من نجدة أي فرقة منهم تقع في مشكلة أثناء الطريق إلى جنوب العراق ...

.. و كان أبو بكر الصديق قد كلف صحابيا جليلا آخر اسمه (( عِياض بن غنْم )) أن يدخل العراق بجيشه من الشمال في نفس الوقت الذي يدخل فيه جيش خالد بن الوليد من الجنوب حتى يفاجئا الفرس من الجهتين معا ..

.. و أمرهما أبوبكر أن يكون هدفهما هو فتح
(( مدينة الحيرة )) التي تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات في الجزء الأوسط منه .. فالحيرة من أهم مدن الفرس ، فهي العاصمة الثانية بعد (( المدائن )) عاصمتهم الأولى ...

* وكانت تعليمات الخليفة للقائدين العظيمين خالد و عياض أن الذي سيصل منهما إلى (( الحيرة )) أولا سيكون هو القائد العام للجيشين معا ...
.. أراد أبو بكر بذلك أن يحيي روح التنافس عند خالد و عياض ..

و لكن عياض بن غنم وقع في مأزق كبير منعه من دخول العراق في نفس الوقت مع خالد حسب الخطة المرسومة ..!!

.. لقد كان جيش عياض من الجيوش التي شاركت في حرب الردة ، ثم وصلته الأوامر بمهاجمة شمال العراق ، ولكنه حوصر في دومة الجندل (( هي حاليا منطقة حدودية في شمال السعودية )) .. حيث حاصرته بعض قبائل العرب النصارى هناك ..!!
، و هذا الحصار سنتكلم عنه في وقت لاحق بالتفصيل ..

الحيرة ... لماذا ... ؟!!!

* الحيرة مدينة متألقة ذات حصون منيعة ، و قصور شاهقة، ...
، و لكن لم يبق منها في وقتنا الحالي إلا أطلال ..!!

.. في الحيرة بساتين ، وحقول تنتج أجود أنواع الزروع و الثمار ، و فيها أسواق تجارية عظيمة ، فهي من أكبر المراكز التجارية في بلاد فارس .. بل في العالم كله ، وذلك لأنها مركز التقاء السفن التجارية العابرة مِن ، و إلى الهند و الصين عبر الخليج العربي (( وكان وقتها يسمى خليج فارس )) ..

فإن استطاع المسلمون الاستيلاء علي الحيرة فستكون ضربة قاصمة تهز الإمبراطورية الفارسية ، و تزلزل اقتصادها ... !!!

.. و معظم سكان العراق كانوا من العرب ( المناذرة ) الذين كانوا على ( النصرانية ) .. ، و أصولهم من بلاد اليمن ، و لكن أجدادهم اضطروا للهجرة .. بعد انهيار سد مأرب .. إلى بلاد العراق ، و هم الذين بنوا ( مدينة الحيرة ) لتكون عاصمتهم ، فكان ملوكهم يعيشون في قصورها المنيفة ... !!!

* .. و عاش العرب المناذرة مئات السنين في العراق حياة الذل و الفقر ، و القهر تحت ظلم و استعباد أكاسرة الفرس ، حيث كانوا يمتصون دمائهم بالضرائب الباهظة ، و يستولون على أراضيهم و خيرات بلادهم ...!!

.. ومع كل ذلك لم يكن أحد منهم يستطيع أن يعترض .. بأقل كلمة .. على تلك الحياة المهينة ..!!!

... تعرفون لماذا .... ؟!!!!

.. لأن الباشوات ... ملوك الحيرة ( العرب ) كانوا تابعين تبعية كاملة لكِسرى الفرس .. فقد كان كسرى بنفسه هو الذي يختار هؤلاء الملوك ، و ينصبهم بمرسوم رسمي منه ، ثم يقيم لهم احتفالات التنصيب في قصره ( قصر المدائن الأبيض )

.. و هذا طبعا يجب أن يكون له مقابل ..

و المقابل .. أن يلتزم ملوك الحيرة بإمداد الفرس بعشرات الآلاف من المقاتلين من شعوبهم المقهورة ، ليجعلهم ( كسرى ) في مقدمة جيوشه حين تقوم الحروب بينه و بين أعدائه : ( أعداءه هؤلاء كانوا الروم ثم أصبحوا المسلمين ) ..
فيتلقى هؤلاء المقاتلون العرب معظم الضربات ، و تقع فيهم أكثر الخسائر في الأرواح .. و كل هذه التضحيات من أجل هدف واحد فقط ..
وهو أن يبقى ملك الحيرة على عرشه ...!!

* و بعد هذه المقدمة الطويلة تستطيع أن تتوقع كيف ستكون استماتة الفرس .. و معهم العرب المناذرة .. في القتال حتى لا تسقط الحيرة في أيدي المسلمين ...!!

** والآن تبدو لنا مهمة خالد بن الوليد .. بجيشه المتواضع .. مستحيلة ... بل خيالية ..!!!

* تابعونا ....

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك11

🎉🎈 🎊 (( المخلوع ... )) 🤩🥳

كانت تلك الأحداث في سنة 81 هجرية ..

* فبعد أن سيطر ابن الأشعث على مدينة البصرة سيطرة كاملة خرج بجيشه للقضاء على الحجاج الذي كان لا يزال كامنا في معسكره في منطقة (( الزاوية )) خارج البصرة ...

.. فكان اللقاء الثاني بينهما ...

.. ، و شد الحجاج و جنوده على جيش ابن الأشعث شدة عظيمة ، و بذلوا قصارى جهدهم ليحققوا النصر ..

.. ، فقام الإمام الحافظ العلامة الفقيه الجليل /
سعيد بن جبير .. و الذي كان قد خرج هو و الكثير من العلماء و أهل القرآن ليقاتلوا مع ابن الأشعث .. قام سيدنا /
سعيد بن جبير بين الجند فخطب فيهم ، و حمسهم على الصبر و الجهاد في سبيل الله و عدم الفرار .. ، فقال لهم :

(( أيها الناس .. ليس الفرار من أحد بأقبح منكم في هذا اليوم .. ، فقاتلوا عن دينكم و دنياكم .. ))

.. ، و كذلك قام فيهم التابعي الفقيه المحدث الجليل الإمام / عامر الشعبي .. رحمه الله .. فنادى قائلا :

(( .. قاتلوهم على جورهم و استذلالهم الضعفاء .. ))

.. ، فارتفعت حماسة جند ابن الأشعث .. ، و صبروا في القتال صبرا عظيما .. ، و كانت فرقة العلماء و القراء هي التي تتقدم الناس في المعركة .. ، فحملوا حملة صادقة .. !!

.. ، و لكن .. مع الأسف .. قتل من هؤلاء العلماء و القراء عدد كبير .. ، ثم انهزموا أمام جيش الحجاج ..
.. ، فاضطر ابن الأشعث إلى أن ينسحب ، و تحرك بجيشه نحو الكوفة ... !!!

.. ، فخر الحجاج بن يوسف ساجدا شكرا لله على هذا النصر .. ، و دخل البصرة بجيشه ، و نشر قواته فيها .. !!!

............ ............ ............... ............

.. ، و لما وصل ابن الأشعث إلى الكوفة خطب في أهلها ، و طلب منهم أن يبايعوه على خلع الحجاج و عبد الملك .. ، فاستجابوا له جميعا .. ، و بايعوه و تجهزوا للقتال معه .. ، فتفاقم الأمر ، و كثر أتباع ابن الأشعث ..
.. ، فتحرك ابن الأشعث بجنوده نحو قصر الإمارة في الكوفة .. ، فحاصروه ، و تمكنوا من اعتقال نائب الحجاج من داخل القصر .. ، ثم أراد ابن الأشعث أن يقتله .. ، فتوسل إليه أن يبقي على حياته و بايعه على الخلافة .. ، فأطلق سراحه ..

.. ، بذلك سيطر ابن الأشعث على ( الكوفة ) عاصمة العراق سيطرة كاملة .. ، و نشر قواته في كل مكان لتأمينها ..

.. ، فتحرك إليه الحجاج بجيشه من البصرة .. ، و كانت قد وصلت إليه أعداد كبيرة من المدد من جند الشام ..
.. ، و خرج ابن الأشعث بجيشه الضخم ..

.. ، فعسكر الفريقان في منطقة تسمى (( دير الجماجم ))
قريبا من الكوفة .. ، و خندق كل من الجيشين على نفسه ..

............ .............. ............. ..........

💀 معركة ( دير الجماجم ) ⁦☠️

.. ، كانت اسما على مسمى .. ، فقد بدأ القتال شديدا بين الجيشين .. ، و تساقطت أعداد كبيرة من القتلى ، و فيهم من رؤوس الناس و أعيانهم .. ، و لكن كان كل يوم ينتهي دون أن يحرز أي من الفريقين انتصارا واضحا على الفريق الآخر ..

.. ، و استمر ذلك الحال مدة طويلة استنزفت فيها قوة المسلمين ، و قتل العديد من أفاضل الناس و الصالحين و أهل القرآن .. ، و باتت الأحداث تنبئ بكارثة قريبة .. !!!

.. ، و كانت تلك الأخبار تصل إلى عبد الملك بن مروان فتصيبه بالاضطراب و القلق الشديد .. ، فقد خشي على ملكه من الضياع على يد هؤلاء الثوار .. !!
.. ، فجمع أمراءه من أهل المشورة ليرى رأيهم ..
.. ، فقالوا له :

(( إن كان أهل العراق يرضيهم منك أن تعزل عنهم الحجاج .. ، فهو أيسر من قتالهم و سفك دمائهم ))

.. ، فوافقهم عبد الملك الرأي .. ، و قرر أن يضحي
بقائده الوفي / الحجاج بن يوسف ليبقى هو على عرشه ..

.. ، فاستدعى أخاه / محمد بن مروان ، و ابنه /
عبدالله بن عبد الملك ، و كلفهما بأن يخرجا على رأس جيش من جند الشام ، و كتب معهما رسالة وجهها إلى
أهل العراق .. ، قال لهم فيها :

(( يا أهل العراق .. إن كان يرضيكم مني عزل الحجاج عنكم عزلته عنكم .. ، و ليختر ابن الأشعث أي بلد شاء ليكون عليه أميرا ما عاش و عشت .. ، على أن تكون إمرة العراق لأخي / محمد بن مروان ))

.. ، فلما وصلت تلك الرسالة ، و عرف الحجاج بن يوسف أن
عبد الملك يريد أن يخلعه ، شق عليه ذلك مشقة عظيمة و حزن حزنا شديدا ..
.. ، فكيف له أن يتحمل .. بعد كل هذا الذي فعله من أجل
عبد الملك ليوطد له دعائم ملكه ، و ليبقيه في سدة الحكم مهاب الجانب يخشاه الجميع .. كيف يتحمل أن يضحي به هكذا .. بمنتهى البساطة .. ؟!!

و لكنها ( لعبة السياسة ) التي تكررت و تتكرر عبر التاريخ في كل زمان و مكان ..!!
.. ، فكل ما يهم الحاكم هو أن يبقي متربعا على عرشه مهما كان الثمن .. ، و مهما كان ( كبش الفداء ) .. !!!
Forwarded from الدولة الأموية
.. ، و حينما استمع الثوار إلى رسالة عبد الملك بن مروان شعروا بأن مطالبهم المشروعية على وشك أن تتحقق كاملة ..
.. ، فها هو ( الخليفة ) بنفسه

يخضع أمام ( ثورتهم المجيدة )
.. ، و يعرض عليهم تحقيق مطالبهم ..

.. ، فقاموا ساعتها برفع ( سقف المطالب ) .. كما سنرى ...!!!!

........ تابعونا ........

🎀 بسام محرم 🎀

☠️⁩ المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from الدولة الأموية
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك12

🌀 (( ارتفاع سقف المطالب )) 📢

* و توقف القتال مؤقتا في ( دير الجماجم ) عندما وصلت تلك الرسالة التي أرسلها الخليفة / عبد الملك بن مروان يعرض فيها على الثوار أن يخلع الحجاج عن منصه في مقابل أن يعود الثوار إلى بيوتهم ، و أن تتوقف الحرب ..

.. ، ورد الحجاج بن يوسف على رسالة الخليفة برسالة نصحه فيها قائلا :

(( يا أمير المؤمنين .. و الله لئن أعطيت أهل العراق ما يريدون من عزلي عنهم فإنهم لا يلبثون إلا قليلا حتى يخالفوك و يسيروا إليك .. ، و لن يزيدهم ذلك إلا جرأة عليك .. ، و تذكر ما فعلوه بعثمان بن عفان من قبلك ، حين ساروا إليه فقتلوه بعد أن بذل جهده لإرضائهم ..
.. ، و إن الحديد لا يفله إلا الحديد يا أمير المؤمنين ..
.. ، و الأمر ما ترى .. و السلام عليك ))

.. ، و كان الحجاج بن يوسف محقا تماما في كلامه هذا
.. ، فقد بدأت الأصوات تعلو بين الثوار بضرورة رفع سقف المطالب و عدم الاكتفاء بعزل الحجاج ..
.. ، و بأن ( الثورة مستمرة ) حتى يتم ( إسقاط النظام ) و خلع عبد الملك بن مروان نفسه .. !!

.. ، و لكن عبد الملك بن مروان لم يسمع لنصيحة الحجاج بن يوسف ، و رأى أن الصواب لاحتواء تلك الأزمة أن يتفاوض مع ( الشعب الثائر ) ، و أن يترك لهم حق اختيار المصير ..

.. ، و كان ابن الأشعث ( زعيم الثورة ) نفسه يرى أن ثورته قد حققت أهدافها بخضوع الخليفة بهذا الشكل ، و أنه من ( الحكمة ) أن يكتفي الثوار بخلع الحجاج ، و التصالح مع عبد الملك بدلا من أن يفقدوا كل شئ .. ، و لذلك جمع
ابن الأشعث أمراءه و أصحاب الرأي لديه .. ، ثم قام فيهم خطيبا ليقنعهم بقبول عرض الخليفة ...

.. ، فلما سمعوا منه هذا الكلام ثاروا عليه و غضبوا ..
.. ، و نفروا معه نفرة شديدة .. ، و قالوا :

(( لا والله .. لا نقبل ذلك أبدا .. ، فنحن الأقوى و الأكثر عددا .. ، و جنود الحجاج قد أصابهم الجهد الشديد و ضيق الحال .. ، و قد حكمنا عليهم ، و ذلوا لنا .. ))

.. ، و أخذ الثوار جميعا يرددون :
(( و الله لا نجيب إلى ذلك أبدا .. )) ..
.. ، ثم جددوا العهد فيما بينهم على خلع عبد الملك بن مروان و الحجاج بن يوسف معا .. ، و اتفقوا جميعا على ذلك .. !!!

.. ، فعادت الحرب مرة أخرى بين الفريقين في
(( دير الجماجم )) .. ، و جعلوا يقتتلون كل يوم ..

.. ، فكان جند ابن الأشعث يأتيهم الطعام و المؤن من الأقاليم و القرى العراقية .. ، بينما جند الشام مع الحجاج في أضيق حال بسبب قلة الطعام .. !!
.. ، و كان النصر حليفا لجند العراق في أكثر تلك الجولات ..

.. ، و يروى أنه قد دار بينهما أكثر من ثمانين معركة .. ، و استمر هذا الوضع الماساوي حتى نهاية عام 82 هجرية ..!!

.. ، و كان الحجاج فيها صابرا ثابتا لا يتزحزح رغم تلك الهزائم المتلاحقة التي ألمت بجيشه ...!!

......... تابعونا .........

🎀 بسام محرم 🎀

📢 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق23

#زمن_العزة

#فتح_العراق4

📌 ((أخبث من هرمز ....!!! )) 💥

و أثناء تحركه ...
أرسل خالد بن الوليد إلى الحاكم العسكري لجنوب العراق (( هرمز )) رسالة يدعوه فيها إلى إحدى ثلاث : إما الدخول في الإسلام ، أو الجزية .. فإن أبى ... فالقتال ..!!

هرمز هذا كان شديد الغرور ... شديد الخبث ،
وكانت رتبته العسكرية أعلى رتبة عسكرية عند الفرس .. فكانوا يصفونه هو و نظرائه بأنهم قد وصلوا إلى منتهى الشرف .... !!

.. و تدرج الرتب العسكرية لقادة الفرس يعرف عن طريق قيمة القلنسوَة .. بضم القاف واللام و تسكين النون .. تلك التي يلبسها كل القائد على رأسه ....
فمن وصل عندهم إلى منتهى الشرف فإنه يلبس قلنسوة مرصعة بالجواهر ، و اللآلئ .. تصل قيمتها إلى مائة ألف درهم .. كتلك التي يلبسها هرمز ...!!!

خالد بن الوليد يعرف هذا الخصم العنيد (( هرمز )) جيدا، و يعرف أن اللقاء معه سيكون أول الأهوال في العراق ...!!

.. بل إن هرمز اللعين كانت تعرفه العرب جميعا بسبب كثرة أخباره التي تصف أفعاله الشنيعة .. اللا أخلاقية .. ، و جرائمه ضد الإنسانية في حق أهل العراق البؤساء ..
.. حتى كانوا يضربون به المثل في الخبث .. فيقولون : فلان أخبث من هرمز .. ، فلان أكفر من هرمز ... !!

* ولما وصلت رسالة خالد .. استقبلها هرمز بابتسامة ساخرة بسبب هذا ( الكلام الكبير ) الذي تجرأت به عصابات الصحراء العربية الحقيرة على أسيادهم من الفرس .. !!

.. فهكذا كانت القبائل العربية في نظر الفرس ..
مجرد همج رعاع قطاع طرق ... !!

... و أرسل هرمز إلى كسرى (( شيرويه )) يخبره بالخبر ، فأمره أن يجهز جيشا ضخما ليمنع المسلمين من دخول العراق ...!!

وفي أثناء الطريق إلى العراق كان خالد بن الوليد يسأل المثنى بن حارثة عن الفرس كثيرا ، ليجمع منه عصارة خبراته حتى يتمكن من وضع خطته للقاء القمة المرتقب ...

، .. ولكنه عرف من المثنى أمورا يشيب لها الولدان ....

* عرف أن الفرس يعتمدون في القتال على الكتل البشرية الضخمة .. الجيوش مهولة العدد .. ، و يتترسون بالحديد و الدروع و الخوَذ الثقيلة التي تغطيهم من أعلاهم إلى أسفلهم ، فلا يرَى من أجسادهم شيئ يمكن أن ينفذ إليه سهم .. حتى عيونهم تكون مغطاة بشِباك حديدية..
بل حتى خيولهم تكون مدرعة بالحديد السابغ .... !!!!

.. وعرف خالد أيضا أن قادة الفرس يربطون جنودهم بالسلاسل الثقيلة .. كل عشرة يربطون بها من أوساطهم ..
وذلك لكي يستميتوا في القتال و لا يفكروا في الفرار .. فالعشرة المربوطون معا إذا قتِل منهم واحد فسيقتل بعده التسعة الباقون حتما .. فأرواح الجنود لا قيمة لها عند قادة الفرس ....!!!
.. كما عرف خالد أن الفرس يحفرون خنادق واسعة حول حصونهم و مدنهم لحمايتها من محاولات الاقتحام ...!!

... و أخبره المثنى أيضا عن ذلك المخلوق الضخم العجيب الذي تعتمد عليه الفرس بكثرة في معاركهم .. ذلك الكائن الذي تخاف منه الخيول ، و تفر من أمامه ... الفيل ...!!!

... فالغالبية العظمى من عرب الجزيرة الذين كانوا يعيشون في ذلك الوقت لم يروا الفيل طوال حياتهم .. يسمعون عن أساطيره فقط .. فآخر فيل جاء إلى الجزيرة كان منذ أكثر من ستين سنة .. وهو فيل أبرهة الشهير ..!!

.. لذلك فالفيل بالنسبة لخالد و جنوده عبارة عن كائن أسطوري مخيف .. و كل واحد منهم يتخيله بشكل ...!!!

أما العرب و المسلمون فهم لا يعرفون هذه الأساليب الفارسية في حروبهم تماما .. لا يعرفون إلا القتال الخفيف بأجسادهم المكشوفة ، وصدورهم العارية .. ، فلا يثقلون أنفسهم بالحديد و الدروع لأنها تعيق حركة الفرسان ، و هم يجيدون المناورات و التحرك السريع في الصحراء الواسعة ، و مبارزات الرجل للرجل .. !!

و من ضمن الخطة التي رسمها أبوبكر لخالد أن يبدأ مهمته بالاستيلاء على مدينة الأبلة .. بضم الهمزة و الباء و تشديد اللام .. لأنها أول مدينة استراتيجية سيمر عليها خالد في طريقه إلى الحيرة ... وهي تقع بالقرب من الخليج العربي عند ملتقى نهري دجلة و الفرات ...

.. و ترجع أهمية مدينة الأبلة الحصينة إلى أنها الميناء الرئيسي للفرس على الخليج العربي ... و إذا سيطر عليها المسلمون فستصاب حركة الملاحة التجارية في العراق بالشلل التام ، و ستكون ضربة اقتصادية عنيفة للفرس ..

(( تماما كما يحدث لمصر إذا أغلقت قناة السويس ....
بعد الشر ))

.. و لذلك كان هرمز يقيم في الأبلة ، و أمره كسرى أن يخرج بجيشه ليمنع وصول المسلمين إليها بأي ثمن ..!!!

** فجهز هرمز جيشا ضخما من ستين ألف مقاتل مدججين بأحدث الأسلحة .. ، وتحرك بهم إلى مدينة تسمى كاظمة .. تقع جنوب غرب ميناء الأبلة .. و هي حاليا جزء من دولة الكويت ..
... فكيف سيتصرف القائد العبقري / خالد بن الوليد .. ؟!!

.... تابعونا ....

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : كتاب البداية والنهاية لابن كثير
2024/10/02 20:30:15
Back to Top
HTML Embed Code: