Telegram Web Link
Forwarded from أيام الصديق
.. فلما جاءتهم أنباء سقوط الحيرة بأيدي المسلمين ، أسقِط بأيديهم ، وشعروا بالخطر الداهم ، حيث لا تبعد المدائن عاصمة الفرس عن الحيرة سوي مائة وخمسين كيلومترا فقط... !!!!!
.. و المدهش أن خالد بن الوليد .. رضي الله عنه .. استطاع أن يفت

ح ثلثي الأراضي العراقية في 40 يوما فقط ..!!!

فقد كان فتح الحيرة في ربيع الأول سنة ١٢ هجرية ، و كان خالد قد دخل العراق في منتصف شهر الله المحرم من نفس السنة ، وهو رقم قياسي بلا شك ، و هذا جعل الصديق أبا بكر رضي الله عنه في حالة من التخوف علي جند الإسلام في بلاد الفرس ، فالأراضي التي فتحوها واسعة وممتدة، وتحتاج عددا أكبر من عددهم للحفاظ عليها ..

، أضف إلى ذلك أن أبابكر الصديق كان يعِد الجيوش في هذا الوقت لبدء فتوحات الشام ، فقد لا يستطيع أن يرسل مددا للمسلمين في العراق إذا احتاجوا لذلك ، بل قد يحتاج أن يأخذ من جنودهم لدعم العمليات العسكرية في الشام ..!!

... ، و بناء على كل ذلك ، فقد أرسل الصديق رضي الله عنه إلي خالد يأمره بتهدئة الأمور ، وإبطاء سير الفتوحات مؤقتا ...!!

.. فتلقي خالد هذا الأمر بحالة من الهم و الحزن ..
، فطبيعة خالد لا تعرف الإبطاء كما رأينا ، بل كان سريع الحركة والانتقال ، وكان كما ذكروا عنه :
(( لا ينام .. ولا ينيم.. !!! ))
، و لكن خالد استجاب لأوامر الخليفة ..
، وكان يسمي هذه المرحلة المؤقتة التي استمرت قرابة العام (( عام النساء )) ، لأنه توقف فيها عن الجهاد .. كالنساء ..!!

.... (( يا حَسرَة على العباد ... )) ....

... و انشغل خالد في عام النساء بتأمين المناطق التي تم فتحها ، و عين في كل منطقة إدارة مدنية لضبط الشؤون الإدارية ، و إدارة عسكرية لردع من تسول له نفسه من الفرس أن يهاجم ما تحت أيدي المسلمين ....!!!

* تابعونا ....

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : تاريخ الطبري ،
و كتابات الشيخ / ممدوح المنشاوي حفظه الله
#اتـحاد_لسـتات_الـجـوهرة_الديـنيـة
❀↜❀
💎نـخـبــةقــنـــواتــنـا💎


🌙 ¦¦ 📚قصص وحكايات وعبر 🕊
¦¦ T.me/JoOoYemeni

🌙 ¦¦ قناة زاد المسلم للجنة 🍃
¦¦ T.me/aljaneh

🌙 ¦¦ قـــــناة معًا للخير 🌼
¦¦ T.me/SoSoSoooo3


▁▁▁❀↜❀↝▁▁▁

👁‍🗨لــ ٲضــــافـة قـنــاتــك
🔸By @AR_Joh_list
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق30

#زمن_العزة

#فتح_العراق11

💥 (( استغاثة من دومة الجندل )) 💘

أقام خالد بن الوليد في مدينة الحيرة بعد أن فتحها، و جعلها مقرا لحكمه يدير من خلالها شئون المدن و القطاعات التي أصبحت تحت سلطانه .. ، حيث قسمها إلى خمس محافظات ، وجعل المسئولَ عن كل محافظة أحد الصحابة الأجلاء الأكفاء ليقوم على مصالح الناس ، و يوفر لهم السلع و الغذاء، و ليحافظ على الأمن الداخلي، و ليتابع جمع الجزية و الخراج ....!!!
... لم ينعم خالد بن الوليد في عام النساء بالاسترخاء و الاستجمام في الحيرة كما تتوقعون .. فإن كان قد ترك الجهاد وفقا لتعليمات الخليفة أبي بكر ، إلا أن الجهاد لم يتركه .. حيث وصلته استغاثة عاجلة من دومة الجندل .. !!

.. إنها من الصحابي الجليل / عياض بن غنم الذي كان مفترضا أن يكون شريكا لخالد في فتح العراق من جهة الشمال حسب الخطة التي كان وضعها أبوبكر .. كما ذكرنا من قبل في الصفحات الأولى من فتح العراق ..

و لكن عِياضا و جيشه حوصروا من قبل بعض قبائل العرب في منطقة دومة الجندل .. فقد كان عياض مُكلفا أن يفتحها قبل أن يتوجه لفتح العراق مع خالد ...!!

... و أصل القصة بدأت بأن ملك دومة الجندل ، و اسمه / أكيدر بن عبد الملك كان قد نقض العهد الذي كان قد أبرمه مع النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ، وتمرد على حكم الخليفة أبي بكر مستغلا أجواء الردة التي سادت كل أرجاء الجزيرة بعد موت النبي ... !!

حاصر عياض بن غنم بجيشه حصون دومة الجندل ، و حاول أن يفتحها .. ، و لكن أكيدر الخائن استطاع بمساعدة أعوانه من قبائل العرب النصارى في المنطقة أن يحاصروا جيش عياض بن غنم أثناء حصاره للحصون ، فأصبح جيش عياض في موقف عجيب .. محاصِرا و محاصَرا في نفس الوقت ...!!!
* فأرسل أبو بكر الصديق إلى خالد بن الوليد .. بعد فتحه للحيرة .. يأمره بأن يتوجه بجزء من جيشه فورا إلى دومة الجندل لنجدة عياض بن غنم ...

و دومة الجندل منطقة استراتيجية جدا بالنسبة للمسلمين ، وذلك لأنها تقع في شمال السعودية ، و لها حدود مع العراق ، و حدود مع الشام ... لذلك فمن الضروري أن تكون خاضعة لحكم الإسلام حتى لا تعرقل حركة الفتوحات الإسلامية بقطع الإمدادات من المدينة إلى العراق أو الشام
، و قد تؤذي أيضا دولة الإسلام إقتصاديا إذا اعترض أهلها طريق القوافل التجارية الإسلامية من و إلى الشام ....

* و لنفهم أكثر ... تعالوا نعود بعجلة الزمان ثلاث سنوات إلى الوراء لنرى المشهد في حياة النبي صلى الله عليه و سلم .. ، فقد شعر النبي ، بأهمية دومة الجندل لذلك قرر أن يخضعها تحت حكمه ، و بدأ التنفيذ عندما خرج في غزوة تبوك .. و معه جيش العسرة .. فلما جبن هرقل عن لقاء النبي في تبوك ، و لم يرسل إليه جيشا .. استغل النبي تلك الفرصة لإخضاع القبائل المحيطة به في شمال الجزيرة

، و كانت أولى اهتماماته أن يخضع دومة الجندل ، فأرسل إليها البطل خالد بن الوليد على فرقة من الفرسان ، و كلفه بأن ياتيه بملِكها / أُكَيدِر بن عبد الملك ، و أخبره بأنه عندما يصل إلى هناك سيجد أكيدر أمام قصرهِ يصيد البقر الوحشي ... ، و كان أُكَيدر و قومه على النصرانية ..

فطار خالد بفرقته من تبوك إلى دومة الجندل
.. وكان ذلك في ٩ هجرية .. ، فوجدوا أكيدر فعلا كان يصيد البقر ... !!
.. و ألقى سيدنا / خالد القبض عليه بمنتهى البساطة ، و جاءوا به مقيدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في تبوك ....!!!
فعرض النبي على أكيدر أن يدخل في الإسلام .. ، و لكنه رفض ، و طلب من النبي أن يصالِحه مقابل الجزية ، بشرط ألا يتعرض هو و قومه لأي أذى أو اعتداءات من المسلمين على أنفسهم و أموالهم و أراضيهم ، فصالحه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ...
، و لما عاد أكيدر إلى قصرهِ أرسل هدية قيمة جدا إلى النبي ، ثوبا من الحرير الخالص مرصعا بالذهب ، يصنع في بلاد فارس للملوك و علية القوم فقط ....!!!
.. فانبهر الصحابة عندما رأوا هذا الثوب الفاخر ، و أخذوا يلمسونه ، و يتعجبون من لينه ، ورقته ..!!
.. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :

(( أتعجبون من لينِ هذه ؟
لَمناديل سعدِ بنِ معاذٍ خير منها وألين ))

و لكن أكيدر الخائن نقض عهده مع رسول الله بمجرد وفاته ، و تمرد على حكم خليفته / أبي بكر الصديق .. !!

و الآن ...
نعود معا لنتابع الموقف في الحيرة
... فخالد يحتاج أن يتحرك بسرعة إلى دومة الجندل لنجدة جيش عياض بن غنم .. ، و لكن في نفس الوقت لا يمكنه أن يترك الحيرة إلا بعد تأمينها من خطر القوات الفارسية المتربصة في بعض المدن القريبة من الحيرة من جهة الشمال مثل : مدينة الأنبار ، و مدينة عين التمر ...

** ذات العيون ......
Forwarded from أيام الصديق
* توجه خالد بفرقة من أبطال الإسلام إلى مدينة الأنبار أولا ..، و ترك سيدنا / القعقاع بن عمرو نائبا عنه ، و قائما بأعماله في الحيرة ....!!
.. و لما وصل خالد إلى الأنبار تحصنت القوا

ت الفارسية داخل حصن المدينة ، و أغلقوا عليهم الأبواب ، و كان حول الحصن خندق واسع .. كعادة الفرس ..
و بدأت قوات الحصن تضرب المسلمين من أعلى الأسوار و الأبراج بالنبال و السهام ، فأمر خالد فرقة من أمهر الرماة معه أن يركزوا الرمي على عيون هؤلاء المقاتلين أعلى الأبراج ... ، و بالفعل استطاعوا في أول ساعة من القتال أن يصيبوا ألف عين ... ، و أخذ أهل الأنبار يصيحون في هلع من داخل الحصن قائلين : (( ذهبت عيون أهل الأنبار .... ))

.. لذلك سميت معركة فتح الأنبار بذات العيون ...

.. فأراد خالد بن الوليد أن يستغل الفرصة ، و أن يقتحم الحصن ...
و لكن كيف .... ؟!!!!
و الخندق يحول بينه و بين أبواب الحصن .. !!

.. أخذ خالد بن الوليد يتحرك حول الحصن في كل جوانبه يريد أن يجد ثغرة أو نقطة ضيقة في الخندق يستطيع أن يعبر بالجيش من خلالها إلى الجانب الآخر ..... ،
و لكن .... مع الأسف ..
كان الخندق محيطا بالحصن من كل جانب .... !!!!

.. و أخذ خالد يبحث .. ، و يبحث .. ، و يفكر ....
حتى وصل إلى أضيق نقطة في هذا الخندق ....

جسر الجمال ....

.. و أخيرا .. وجد خالد بن الوليد القائد العبقري تلك الفكرة التي ستمكّنه من عبور خندق الأنبار ...
فقد أمر جنوده أن ينحروا كل الإبل المريضة و الضعيفة التي معهم ، ثم يلقوا بها فوق بعضها البعض في أضيق نقطة من الخندق .. ، و بدأ العمل فورا .. حتى أصبح لديهم جسر من الجِمال يستطيعون العبور عليه إلى الجانب الآخر .... !!!!!

... لذلك سميت تلك المعركة أيضا بمعركة ( جسر الجِمال )

و كان قد طال الحصار على عياض بن غنم الصحابي الجليل ، و جيشه .. ، و صبروا على هذا الحصار الصعب لأشهر عديدة ، و اشتد بهم الجوع ... .. !!
، فلما وصل خالد بن الوليد .. حاصر قبائل العرب المتنصرة الذين يحاصرون جيش عياض ... ، و دار قتال عنيف بينهم ، حتى استطاع خالد و عياض أن يوقعا بهم هزيمة منكرة ..، و اضطر فلول المنهزمين أن يحتموا بالحصن ..
فاقتحمه خالد عليهم بعدأن اقتلع بابه ، و قتل منهم جموعا كثيرة . ....!!!
.. ثم أقام خالد مع عياض في دومة الجندل بعد فتحها فترة ليفرض سيطرته عليها ....
حتى جاءته أخبار خطيرة عن تحركات قوات فارسية في اتجاه الأنبار .. يريدون استغلال فرصة غياب خالد عن العراق لاستعادة مدينة الحيرة .... !!!!

تابعونا ....

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : تاريخ الطبري
يقول ابن المبارك : طلبنا العلم فأصبنا منه شيئا ، وطلبنا الأدب فإذا أهله قد ماتوا .

عقائد السلف ، ص ٤٩٩
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ............... #العصر_الذهبي5

💞 (( مسلمة بن عبد الملك _ 2 )) 🌿

* كان مسلمة بن عبد الملك في إحدى غزواته على رأس جيش للمسلمين يحاصرون قلعة عظيمة للروم .. ، و لكن القلعة استعصت على المسلمين .. ، و كان جنود الروم يقذفون جيش المسلمين من أعلاها ، فازداد التعب و الجهد على جنود المسلمين .. ، و بدا الكثير منهم يشعرون بالإحباط و باستحالة فتح تلك القلعة الحصينة ..

.. ، و في إحدى الليالي قام جندي مسلم متخفيا ، فخرج من المعسكر وحده و اقترب من أسوار القلعة .. ، و أخذ يبحث عن أي نفق أو ثغرة تسمح بالدخول إلى داخل القلعة ..
.. ، فلم يجد .. !!

.. ، فقرر أن يقوم بعملية فدائية .. لعلها تنجح ..

.. تحرك حتى وصل باب القلعة ، و أخذ ينقب فيه و ينقب طوال الليل ، و هو يعلم جيدا أنها ستكون نهايته لو شعر به أحد من داخل القلعة ..
.. ، و لكنه بذل نفسه لله رجاء أن ينصرهم ..

.. ، و استطاع في النهاية أن يحدث نقبا صغيرا في الباب
.. ، و لم يشعر به أحد من جند الرومان .. ، فقد كانوا على ثقة كاملة من أن المسلمين يستحيل أن يفتحوا تلك القلعة المنيعة ، فكانوا ينامون و هم مطمئنون تماما .. ، و ربما أهملوا الحراسة الليلية ...

.. ، و بعد أن أنهى ( صاحب النقب ) مهمته رجع إلى معسكر المسلمين ، و بات بينهم دون أن يخبر أحدا منهم بما فعل ... !!

............. ................ .................

.. ، و في الصباح الباكر ...
تأهب المسلمون للقتال كعادتهم ..

.. ، و قبل بدء القتال تسلل ( صاحب النقب ) من بينهم و هو ملثم .. ، و توجه مباشرة نحو باب القلعة ، و دخل من النقب الذي أحدثه .. ، و تمكن من فتح الباب ..

.. ، فتدافع المسلمون و اقتحموا القلعة .. ، و ما هي إلا لحظات حتى سمع جند الرومان أصوات تكبيرات المسلمين على أسوار قلعتهم و داخل ساحتها .. ، فحاولوا أن يدافعوا عن أنفسهم ما استطاعوا .. ، و لكن عنصر المفاجأة جعل كفة المعركة ترجح في صالح المسلمين ..
.. ، و تحقق لهم النصر ببركة إخلاص ( صاحب النقب ) .. !!

.. ، و بعد المعركة جمع أمير الجيش / مسلمة بن عبدالملك جنوده ، و نادى فيهم بأعلى صوته :

(( من هذا البطل الذي أحدث النقب في باب القلعة ..؟!!
.. ، فليخرج لنكافئه .. ، فقد تحقق النصر بسببه ))

.. ، فلم يخرج أحد .... !!

.. ، فقد كان ( صاحب النقب ) يريد أن يجعلها ( لله ) ، و خشي أن تتغير نيته بسبب الشهرة و التكريم و المكافآت ..
.. ، و كان الخليفة / الوليد بن عبد الملك يجزل العطاء للقادة و الجنود المتميزين ..

.. ، فعاد مسلمة للنداء مرة أخرى :

( من أحدث النقب فليخرج )

.. ، فلم يخرج له أحد ... !!!

.. ، و في اليوم التالي وقف مسلمة في جنده ، وأعاد نفس النداء .. ، فلم يخرج له صاحب النقب .. !!

.. ، فتعجب مسلمة بن عبد الملك من هذا الموقف الغريب .. !!

.. ، و في اليوم الثالث ..
وقف مسلمة في جنده مرة أخرى .. ، و نادى قائلا :

(( أقسمت على من أحدث النقب أن يأتيني في أي وقت شاء من ليل أو نهار ))

.. ، و ساعتها شعر صاحب النقب بالحرج .. ، فأمير الجيش قد أقسم عليه ، و عليه أن يبر قسمه ..
.. ، لذلك اضطر صاحب النقب أن يذهب إلى
مسلمة بن عبد الملك في خيمته ..
.. ، و لكنه ذهب إليه في ظلمة الليل ، و كان ملثما .. !!

.. ، فلما دخل عليه و هو جالس في خيمته سأله مسلمة مباشرة : (( أنت صاحب النقب ... ؟!!! ))

.. ، فرد عليه قائلا :
(( إن صاحب النقب يريد أن يبر قسم أميره ، و لكن لديه ثلاثة شروط حتى يلبي الطلب ))

.. ، فسأله مسلمة متعجبا : (( و ما هي .. ؟! ))

.. ، فقال له :
(( ألا تسأله عن اسمه .. ، و ألا تأمر له بعطاء ..
.. ، و ألا تخبر الخليفة بأمره ))

.. ، فقال له مسلمة : (( له ما طلب ))

.. ، فقال : (( أنا صاحب النقب ))

.. ، ثم عاد أدراجه مسرعا .. ، واختفى بين خيام الجيش ..!!

.. ، و هنا استصغر مسلمة بن عبد الملك ما قدمه من بذل و جهاد و تضحيات طيلة خمسين عاما أمام تجرد و إخلاص ذلك الجندي الصغير (( صاحب النقب )) .. ، فدمعت عيناه و تلا قول الله تعالى :

(( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))

.. ، و كان ( مسلمة ) بعد ذلك يقول في دعائه :

(( اللهم احشرني مع صاحب النقب ))

.. ، ذلك الجندي المجهول لم يذكر التاريخ اسمه ، و لم يعرفه المسلمون .. ، و لكن يكفيه أن الله يعلمه ..

.......... ........... ............... ..........

.... إخواني ..

اجعلوا بينكم وبين الله خبيئة من عمل صالح ينفعكم يوم القيامة ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

💞 إن لم يكن لله فعلك خالصا
فكل بنـاء قد بنيت خـراب 💞

......... تابعونا .....
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ....... #العصر_الذهبي6

🌿 (( قتيبة بن مسلم _ 1 ))

* أبوه هو ( مسلم بن عمرو ) ، و كان من أصحاب مصعب بن الزبير والي العراق أيام أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير ، فكان مع مصعب في جيشه أثناء حربه ضد عبد الملك بن مروان سنة 72 هجرية ..
.. ، و لذلك نشأ ابنه الفتى الصغير / قتيبة في أجواء الحروب في العراق ، فاحترف الفروسية منذ صغر سنه و كان محبا لها ، كما كان ماهرا في فنون القتال المختلفة ، و أبدى شجاعة فائقة و موهبة قيادية فذة لفتت إليه الأنظار ...

........... ............. ............. ..........

.. ، و في خلافة عبد الملك بن مروان ...

.. لاحظ القائد العظيم المهلب بن أبي صفرة واليه على إقليم خراسان مهارات الفتى المتألق / قتيبة بن مسلم ، فقد كان المهلب خبيرا في معرفة الأبطال و معادن الرجال ، فتفرس في قتيبة أنه سيكون من أعظم أبطال الإسلام ، و لذلك أوصى به والى العراق / الحجاج بن يوسف الثقفي ..

.. ، و كان الحجاج يحب الأبطال والشجعان ، و يحرص على تنمية مهاراتهم والاستفادة منهم حتى و إن كانوا شبابا صغارا .. ، فانتدب الحجاج بن يوسف قتيبة بن مسلم لبعض المهام العسكرية ليختبره بها ، و ليعلم مدى صحة ترشيح المهلب له .. ، فأبلى قتيبة بلاء حسنا حتى وثق فيه الحجاج بن يوسف و ولاه على مدينة ( الري ) في فارس ..

............ ............. .............. ............

.. ، و في خلافة / الوليد بن عبد الملك ..

اختار الحجاج بن يوسف هذا الشاب الهمام قتيبة بن مسلم لمهمة أكبر و أخطر .. ، فقد ولاه على إقليم خراسان الاستراتيجي كله .. ، و كما تعلمون .. إقليم خراسان واسع جدا و مترامي الأطراف ، و كان مسرحا مفتوحا للفتن و القلاقل و الحركات الانفصالية و الانقلابات العسكرية دائما .. ، كما أنه إقليم حدودي يقع عند نهاية الجناح الشرقي للدولة الإسلامية و يفصل بينها و بين الدول و الممالك الأخرى المجاورة ، و لذلك فهو يحتاج إلى حاكم من طراز خاص جدا ..
.. ، و في 86 هجرية تولى قتيبة مهام منصبه الجديد كحاكم لإقليم خراسان و هو لا يزال شابا في الثلاثينات من عمره ، و منذ ذلك الحين لمع نجم قتيبة بن مسلم ، و أصبح حديث العالم الإسلامي كله .. ، فلم يكن يشغل قتيبة إلا الجهاد في سبيل الله .. ، و كان يطمح إلى فتح بلاد ما وراء النهر لينشر التوحيد على أراض لم يشرق فيها نور الإسلام من قبل .. ، فظل يجاهد و يفتح البلاد في آسيا الوسطى حتى وصل إلى الصين .. !!

.. ، و كان قتيبة بن مسلم يسير في فتوحاته على نفس الخطة التي سار عليها آل المهلب ، و هي خطة
( الضربات السريعة ) القوية و المتلاحقة على الأعداء ، بحيث لا يترك لهم وقتا للتجمع أو التخطيط لرد هجوم المسلمين .. !!

.. ، ففتح طخاريستان ( وهي جزء من أفغانستان حاليا ) .. ، و بعدها تمكن من فتح ( إقليم بخارى ) و ما حوله من المدن و الحصون ، ثم فتح إقليم ( سجستان ) ، و إقليم ( خواريزم )

.. ، و استمر في الزحف في قلب آسيا حتى تمكن من فتح مدينة ( سمرقند ) و ضمها إلى الإسلام .. ، و كانت له فيها قصة عجيبة عجيبة سنذكرها لاحقا إن شاء الله ..!!

.. ، ثم توغل في أرض مملكة الصين حتى فتح مدينة
( كاشغر ) و جعلها قاعدة إسلامية ، فكانت هذه هي آخر مدينة وصل إليها الفتح الإسلامي في المشرق ... !!!

.............. تابعونا ..........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق31

#زمن_العزة

#فتح_العراق12

💥 (( الفراض ... المعركة الأخيرة )) 💥

و بعد أن فتح دومة الجندل ..
عاد خالد بن الوليد سريعا إلى العراق حينما وصلته أخبار تحركات القوات الفارسية نحو الحيرة ...

... فاشتبك خالد مع قوات للعرب المتنصرة في مدينة (( المصيخ )) ، و انتصر عليهم في يوم واحد ، وألحق بهم خسائر كبيرة ....
، ثم توجه إلى مدينة (( الثنِي )) ، و قاتل القوات التي تجمعت له هناك ، و انتصر عليهم أيضا في ساعة من نهار ..!!

، و بعدها انتقل إلى مدينة (( الزميل )) .. فلا وقت للراحة .. و باغت قوات العدو هناك ، و أجهز عليهم أيضا ، و أوقع بهم خسائر هائلة .... !!!

.. لاحظ أن خالد بن الوليد يسعى بذلك إلى فتح كل المدن التي تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات .. فإذا تتبعت مواقع تلك المدن التى ذكرناها على الخريطة ، فستجد أن خالدا يتحرك في فتوحاته .. بسرعة مذهلة .. نحو الشمال ، فهو يريد أن يسيطر على غرب العراق بالكامل .. ليؤمن ظهره .. قبل أن يتوجه بجيشه إلى الأمل المنشود .. إلى عاصمة كسرى .. ( المدائن ) .. ، و التي فيها (( قصر المدائن الأبيض )) الذي بشر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيكون للمسلمين في يوم من الأيام ..!!

... و بعد تلك الفتوحات المتتالية التي حققها خالد بن الوليد في مدن شمال غرب العراق لم يتبق أمامه إلا (( الفراض )) .. تلك المدينة التي تقع على الحدود الفارسية مع الإمبراطورية البيزنطية .. في أقصى الشمال الغربي ... !!
، و مهمته فيها لن تكون سهلة بالمرة .. ففيها قوات رومانية ، بالإضافة للقوات الفارسية .. !!

.. و عندما تكون (( الحرب ضد الإسلام )) ... يتحالف الخصوم ، و يتناسون كل خلافاتهم القديمة .... !!

تماما كما حدث في غزوة الأحزاب كما تعرفون ..
عندما اجتمعت قبائل العرب ضد دولة النبي في المدينة المنورة بدعم ، و تمويل من اليهود رغم ما كان بينهم قبل ذلك من صراعات دامية ... !!
حدث .. ، و يحدث .. ، و سيحدث مثل ذلك في كل زمان ومكان ..!!

... و في (( معركة الفراض )) تحالفت القوات الفارسية .. ولأول و آخر مرة في التاريخ .. مع القوات الرومانية ، و انضمت إليهم جيوش من قبائل العرب المتنصرة ، فكونوا معا جيشا ضخما يقترب من 150 ألف مقاتل بهدف القضاء نهائيا على جيش خالد بن الوليد الصغير (( نفس ال 18 ألف مقاتل الذين بدأ بهم ...!! ))

* لم يكن هؤلاء التعساء يعرفون أن خالدا كان يرى أعداءه .. مهما كثروا .. كما يرى الذباب .. فلا يجزع منهم ، ولا يعبأ بكثرتهم ....!!!!
.. و كان يوم 15 ذي القعدة عام 12 هجرية يوما من أيام الله ..... !!
... حيث بدات (( معركة الفراض )) .. و كانت شديدة الشراسة فالكل يريد أن ينتقم من خالد ..
فعرب العراق يريدون أن يأخذوا بثأر زعمائهم و أبناء عشيرتهم الذين قتلهم خالد في المعارك السابقة .. ،
و الفرس يريدون الانتقام لجنرالاتهم الذين حصد خالد رقابهم ، و يحاولون .. بأي ثمن .. أن يحافظوا على ملكهم الذي آل للسقوط .. ،
و الروم تفزعهم فكرة أن يروا خالدا يخترق أراضي الشام ، فيفعل بهم كما فعل بالفرس .... !!

.. فالمعركة مصيرية بالنسبة للجميع ... ولذلك استماتوا في القتال ..
، ولكن الله سبحانه أنزل نصره على أوليائه الصالحين ، فاستطاع المسلمون أن يقتلوا عشرات الآلاف من جيش الحلفاء .. في يوم واحد .... !!!

.. و بعد هذا الانتصار العظيم بدأ خالد يتطلع إلى عرش كسرى في (( قصر المدائن الأبيض )) ... !!

.. ولم يكن يعرف أن الله سبحانه قد أخفى في أقداره أمرا آخر .. ، فقد كانت معركة الفراض هي ( المعركة الأخيرة ) لخالد بن الوليد في فتوحات العراق .. و سنعرف السبب لاحقا ..
، و بهذا الانتصار الأخير يكون خالد قد خاض16 معركة مع الفرس في سنة واحدة .. ، و لم ينهزم في واحدة منها ...!!

... و بعد انتهاء المعركة...
مكث خالد بن الوليد في الفراض عشرة أيام .. حتى يوم 25 من ذي القعدة 12 هجرية .. ، ثم جهز جيشه للعودة إلى الحيرة ، و كلف عاصمَ بن عمرو أن يقود مقدمة الجيش ، بينما تحرك خالد في المؤخرة ، و كأنه يريد أن يراقب ظهره أثناء رحلة العودة ..

.. وفي الحقيقة كان خالد يريد شيئا آخر ..
فقد اقترب موسم الحج ، ولم يتبق على الوقوف بعرفات إلا أقل من 15 يوما ، فغلبه الشوق إلى البيت العتيق ... !!
و رغم انشغاله بالجهاد ، و رغم أهمية وجوده مع جيشه أثناء عودتهم إلى الحيرة ، ولكنه لم يكن يتصور أن يأتي عليه موسم الحج فلا يكون بين الحجيج ....!!!

فعزم خالد على أداء مناسك الحج .. ، و لم يخبر جيشه بذلك حتى لا يحدث لهم اضطراب بسبب غيابه .. !!

المشكلة أن المسافة بين الفراض و مكة
لا تقل عن 1500 كيلو متر ، يقطعها الراكب المعتاد
في أكثر من شهر و نصف .. !!

فكيف يمكن لخالد أن يدرك وقفة عرفات ، و قد بدأ يتحرك إلى مكة في يوم 25 من ذي القعدة .... ؟!!!
Forwarded from أيام الصديق
.. انطلق خالد في طريق لم يسلكه أحد قبله قط ..
كان يطير طيرانا ، و كأن الأرض تطو

ى له بإذن الله ... !!

و استطاع أن يصل في الوقت المناسب ..
، فوقف بعرفات ، و أتم المناسك ..
، ثم عاد سريعا إلى العراق ...!!
و المذهل أنه وصل إلى مؤخرة جيشه قبل أن يدخل الجيش مدينة الحيرة .. ، و أخذ يسير وراءهم ، و دخل معهم الحيرة دون أن يشعر أحد بغيابه .... ؟!!!

.. أبو بكر نفسه كان يحج ، و لم يشعر بخالد ، و لم يعرف بهذا الذي فعله إلا بعدما عاد بالحجاج من المناسك ..!!

، فأرسل الصديق إليه يعاتبه على مفارقته لجيشه ، و حذره من أن يغتر بنفسه ... !!

و هكذا كان (( عام النساء )) بالنسبة لخالد بن الوليد .. !!

تابعونا ..

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : تاريخ الطبري
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد .... #العصر_الذهبي7

💞 (( قتيبة بن مسلم _ 2 )) 🌿

.. ، و الآن أحكي لكن قصة قتيبة بن مسلم في فتح مدينة سمرقند ..

* تقع مدينة ( سمرقند ) فى آسيا الوسطى فى بلاد ما وراء النهر .. ، و كانت مدينة رائعة الجمال ، حتى وصفها
ابن بطوطة بقوله :
(( إنها من أكبر المدن و أحسنها و أتمها جمالا .. ، مبنية على شاطىء واد يعرف بوادى القصارين ، و كانت تضم قصورا عظيمة .. ))
.. ، و وصفها بعض الرحالة العرب ب :

(( الياقوتة الراقدة على نهر زرافشان ))

.. ، و قد كان أول فتح إسلامي لها على يد
سعيد بن عثمان بن عفان ، و قد فتحها صلحا عام 55 هجرية

.. ، ثم نقضوا عهدهم مستغلين انشغال المسلمين بالفتنة الكبرى .. ، ففتحها سالم بن زياد عام 61 هـ بعد مقاومة عنيفة .. ، ثم نقضوا العهد مع المسلمين مرة أخرى و تمردوا عليهم ... !!

... ، فلما نجح قتيبة بن مسلم في فتح بخارى و خواريزم و عاد بعدها إلى خراسان نصحه بعض أمرائه أن يخرج مرة أخرى ليفاجئ أهل سمرقند المتمردة لأنهم لما عرفوا بعودة قتيبة إلى بلاده اطمأنوا أنه لن يغزوهم في هذا العام ، و بالتالي سيكون ( عنصر المفاجأة ) في صالح المسلمين ..

.. ، فأعجب قتيبة بهذه الفكرة و سارع في التنفيذ ، فبعث أخاه عبد الرحمن بن مسلم بين يديه في عشرين ألفا ليسبقه إلى سمرقند ، ثم لحقه قتيبة في بقية الجيش ..

.. ، فلما وصلت تلك الأخبار إلى سمرقند أخرج حاكمها جيشا ليعترض طريق جيش قتيبة .. ، فدار قتال بين الفريقين انتصر فيه المسلمون و قتلوا معظم فرسان سمرقند و غنموا أموالهم ..

.. ، ثم وصل قتيبة بجيشه إلى حصون سمرقند و حاصرها ، و نصب المجانيق حولها ، ثم أخذ يضرب أسوارها العالية حتى تمكن من إحداث ثغرة في أحد تلك الأسوار ..

.. ، فانطلق المسلمون من خلال تلك الثغرة إلى داخل الحصن ، و دار تراشق بالسهام بين الفريقين حتى شعر حاكم المدينة بأنه لا مفر من طلب الصلح ..
.. ، فأرسل إلى قتيبة يقول له :
(( ارجع عنا يومك هذا ، و نحن نصالحك غدا ))

.. ، فرجع عنهم قتيبة .. ، فصالحوه من الغد على ألفي ألف و مائة ألف يحملونها إليه في كل عام .. ، و على أن يعطوه في هذه السنة ثلاثين ألف رأس من الرقيق ليس فيهم صغير ولا شيخ و لا عيب .. ، و على أن يسمحوا لقتيبة ببناء مسجد في سمرقند فيوضع له فيه منبر ليخطب عليه ..
.. ، فأجابوه إلى ذلك كله ..

.. ، فدخل قتيبة و معه أربعة آلاف من الأبطال ، و بني المسجد و وضع فيه المنبر .. ، فصلى قتيبة في المسجد و خطب في الناس ..
.. ، ثم أتي بالأصنام التي لهم فألقيت بين يديه بعضها فوق بعض حتى صارت كالقصر العظيم ، فأمر بتحريقها ..
.. ، فقال المجوس :
(( إن فيها أصناما قديمة من أحرقها هلك ))

.. ، فجاء حاكم المدينة فزعا ، و نهى قتيبة عن حرق هذه الأصنام ، و قال له : (( إني لك ناصح ))
.. ، فقال له قتيبة : (( أنا سأحرقها بيدي ))

.. ، ثم أخذ شعلة من نار و أشعل في أصنامهم و هو يكبر الله عز وجل .. ، فلما أحرقت تماما وجد من بقايا ما كان فيها خمسين ألف مثقال من ذهب ...!!!!!

.. ، و كان من جملة ما أصاب قتيبة في السبي جارية من ولد يزدجرد ( كسرى الفرس الأخير ) ، فأهداها إلى
الحجاج بن يوسف .. ، فأهداها الحجاح إلى الخليفة /
الوليد بن عبد الملك ، فولدت له يزيد بن الوليد .. !!

.. ، و قال قتيبة بن مسلم لأهل سمرقند :
(( إني لا أريد منكم أكثر مما صالحتكم عليه ، و لكن لا بد من جند يقيمون عندكم من جهتنا ))
.. ، ثم أرسل عددا من جنود المسلمين ليقيموا في سمرقند ، و عين عليها حاكما مسلما لإدارة شؤون البلاد ، و حتى لا يحاول أهلها أن يتمردوا بعد ذلك ..

.. ، فاضطر حاكمها الوثني المخلوع أن يخرج منها صاغرا ، فتلا قتيبة بن مسلم قول الله عز وجل :

(( و أنه أهلك عادا الأولى و ثمود فما أبقى ))

......... ............. .............. ...........

.. ، و للحديث عن ( سمرقند ) بقية ...... فتابعونا ......

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ................ #العصر_الذهبي8

💞 (( قتيبة بن مسلم _ 3 ))

.. ، و ظل قتيبة بن مسلم حاكما على إقليم خراسان 13 عاما .. ، و في أثناء تلك الفترة أراد الوليد بن عبد الملك أن يجعل الخلافة من بعده في أبنائه ، و أن يخلع أخاه سليمان من ولاية العهد .. ، و شجعه الحجاج بن يوسف على ذلك لأن سليمان كان يبغض سياسات الحجاج الظالمة ، و يعترض على تصرفاته كثيرا ..
.. ، أما قتيبة بن مسلم فقد كان هو الآخر يرى كرأي الحجاج ، يرى أن تكون الخلافة في أبناء الوليد ، و أن يتم خلع سليمان عن ولاية العهد ..
.. ، فأدى هذا الموقف السياسي لقتيبة بن مسلم إلى أن اكتسب عداوة سليمان بن عبد الملك له ...

.. ، و لكن .. لم يتمكن الوليد من خلع سليمان ..

.. ، و تولى سليمان الخلافة من بعده ، فقرر عزل كل الأمراء و الولاة الذين عينهم الحجاج بن يوسف الثقفي و الموالين له
.. ، و من ضمنهم قتيبة بن مسلم بطبيعة الحال .. !!

.. ، و يروى أن قتيبة بن مسلم بدأ يظهر اعتراضه على سليمان ، و أخذ يجمع الناس حوله حتى خشي سليمان من أن يقوم قتيبة بن مسلم بحركة إنفصالية في بلاد المشرق ، فقام أحد جند سليمان بن عبد الملك بقتله ..!!
.. ، و لم يكن قتيبة وقتها قد تجاوز الخمسين من عمره ..

.. ، و كانت هذه هي النهاية الحزينة لبطل عظيم من أبطال الإسلام ....!!!!
.. ، و لا عجب ...
فعندما يدخل ( الكرسي ) في الحسابات تنقلب الأحوال رأسا على عقب .. ، فحسبنا الله ونعم الوكيل ..

................ ............... .................

.. أما عن ( سمر قند ) ...

.. ، فقد بقيت بعد مقتل قتيبة بن مسلم تحت حكم الإسلام ، حيث يدفع أهلها الجزية المقررة لحاكمهم المسلم مع إصرارهم على وثنيتهم ....
.. ، و استمر هذا الحال حتى تولى الخلافة سيدنا /
عمر بن عبد العزيز بعد وفاة سليمان بن عبد الملك ..

.. ، ثم حدث أمر عجيب عجيب ..

.. ، فقد اكتشف كهنة سمرقند أن قتيبة بن مسلم عندما جاء لفتح سمرقند بغتة و دون سابق إنذار ، فإنه بذلك قد خالف أحكام الإسلام التي تلزم أمراء الجيوش الإسلامية بأن يخيروا أهل المدن التي يريدون فتحها بين ثلاثة أمور :
( الدخول في الإسلام ، أو دفع الجزية ، أو القتال ) ، و أن يمهلوهم ثلاثة أيام للتفكير في الأمر قبل بدء القتال ..

.. ، و لكن قتيبة بن مسلم لم يفعل ذلك لأنه .. كما عرفنا .. كان يعتمد في فتوحاته على عنصر المفاجأة و الضربات السريعة ..
.. ، كما أنه كان يعرف عن طبيعة أهل سمرقند المتمردة أنهم لن يقبلوا الدخول في الإسلام ، و سيختاروا القتال ...

.. ، فلما علم أهل سمرقند بأن هذا الأمر مخالف للإسلام كتب كهنتها رسالة إلى سلطان المسلمين في ذلك الوقت ( و هو عمر بن عبد العزيز عليه رحمة الله ) .. ، و أرسلوا هذه الرسالة مع أحد أهل سمرقند ، و هو الذي سيحكي لنا تفاصيل هذه القصة بنفسه .. ، و لكن في الحلقة القادمة إن شاء الله ...

...... فتابعونا .......

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق32

#زمن_العزة

#فتح_الشام1

💦 (( الفريسة التالية )) 💦

كانت فتوحات الشام مُخطط لها من أيام النبي صلى الله عليه وسلم ...، فقد رأينا في حياته أحداث معركة مؤتة ضد الروم في الشام ، و رأينا خروج النبي في غزوة تبوك ضد هرقل ... ثم تابعنا العملية العسكرية التي قام بها جيش أسامة بن زيد في الشام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان متوقعا أن يكمل أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خلافته ما بدأه رسول الله في حياته ...
و لكن ابابكر كان ينتظر الوقت المناسب ....

و لما فتِحت عاصمة الفرس الثانية .. الحيرة .. ، و سيطر خالد بن الوليد على ثلثي العراق .. أصبح من المناسب ، بل ومن الضروري أن تبدا فتوحات الشام ، لأن الرومان لن يظلوا هكذا دون حِراك .. ، و لن يكتفوا بالجلوس على مقعد المتفرج لمتابعة أحداث فتوحات المسلمين في العراق .. ،
فهم يعرفون جيدا أنهم سيكونون الفريسة التالية ....

، فكان لزاما على ابي بكر أن يباغت الروم ، فيهاجمهم في أرضهم قبل أن يفاجأ بجيوش هرقل تحاصر مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم ..

... ومما قوى عزيمة أبي بكر على غزو الروم رؤيا منامية حكاها له الصحابي الجليل / شرحبيل بن حسنة ، و فسرها الصديق على بأنها بشارة بالنصر على الرومان ، و فتح بلاد الشام ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( الرؤيا الصالحة جزء من ستة و أربعين جزء من النبوة ))

، كما أن النبي بشر بفتح الشام في أكثر من حديث صحيح ،

.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( ألا إِن عقر دار المؤمنين الشام ))

فكان يتكلم عن الشام على أنها دار للمؤمنين ، في الوقت الذي لم يكن فيها مؤمن واحد .... !!!

، وقال لأصحابه يوما :
(( يا طوبى للشام .. يا طوبى للشام .. يا طوبى للشام ..
ِ ، قالوا : يا رسولَ .. ، و بم ذلك ... ؟!!
فقال : (( تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشامِ ))

، وفي غزوة الخندق قال وهو يشارك في الحفر : (( الله أكبرُ ... أُعطيت مفاتيح الشامِ ... ، واللهِ إني لأبصِر قصورَها الحمر من مكاني هذا .. ))

... لذلك كان مستقرا في وجدان أبي بكر أن الشام لنا ولا شك .. ، و كان موقنا بالنصر ...

فعقد أبوبكر مجلسا استشاريا على أعلى مستوى عرفته الدنيا .. جمع فيه أفضل البشر بعد الأنبياء : العشرة المبشرين بالجنة ، و معهم أكابر الصحابة من الأنصار و المهاجرين من أهل بدر ، وغيرهم ، ليستشيرهم في أمر قتال الروم و فتح بلاد الشام ....
، فكانت نتيجة تلك الشورى أن وافقوا بالإجماع ، و بلا تردد ..
لم تختلف آراءهم إلا على طريقة التنفيذ فقط ... !!!

فبدأ الصديق يستنفر الناس في المدينة للجهاد ..
و لكن مع الأسف ....
كانت الاستجابة ضعيفة جدا ... فقد كان الناس يخافون من خطورة مواجهة الروم في نفس الوقت الذي يواجهون فيه الفرس .....

.. فاضطر أبو بكر الصديق أن يستنفر أهل اليمن ...

فجاءته أعداد كبيرة تريد الجهاد .. ، و استطاع أن يجهز بهم ثلاثة جيوش ... ، و جعل :

* قائد الجيش الأول الصحابي الجليل / يزيد بن أبي سفيان
* قائد الجيش الثاني الصحابي الجليل / شرحبيل بن حسنة
* قائد الجيش الثالث : أمين الأمة / أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم جميعا .. ، وهو في نفس الوقت القائد العام للجيوش الثلاثة ..
.. و أرسل الصديق تلك الجيوش الثلاثة .. الجيش تلو الآخر .. بحيث يفصل بين كل واحد منهم بضعة أيام فقط ..

* و كان أبوبكر يودع القادة و الجيوش بنفسه بعد أن يوصيهم بوصاياه و التي كان فيها :
الأمر بالإخلاص ، و بتقوى الله و مراقبته لأنها أساس النجاح .. ، و ضرورة إقامة الصلاة في وقتها ، و التخشع فيها .. ، و التأكيد على أخلاق الإسلام مع العدو ، و مع الأسرى ، و مع الضعفاء من الشيوخ و النساء و الأطفال .. كما كان الصديق يوصي بحسن معاملة الجند ، و الرفق بهم .. !!

** تابعونا ...

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ..................... #العصر_الذهبي9

🌿 (( قتيبة بن مسلم 4 )) 💞

.. ، أرسل كهنة سمرقند شكواهم إلى أمير المؤمنين /
عمر بن عبد العزيز بعد سنين من فتحها لما سمعوا عن عدله و تقواه ، في محاولة منهم لعلها تنجح ...

.. ، و يحكي لنا هذا الرسول الذي أرسله أهل سمرقند بالشكوى إلى دمشق تفاصيل القصة بنفسه ، فيقول :

(( أخذت أتنقّل من بلد إلى بلد أشهراً حتى وصلت إلى دمشق دار الخلافة ، فلما وصلت أخذت أتنقل في أحيائها وأُحدث نفسي بأن أسأل عن دار السلطان ، فأخذت على نفسي إن نطقت باسم السلطان أن أؤخذ أخذا .. ، فلما رأيت أعظم بناء في المدينة دخلت إليه .. ، و إذا أناس يدخلون و يخرجون و يركعون و يسجدون .. ، وإذا بحلقات في هذا البناء
.. ، فقلت لأحدهم : ( أهذه دار الوالي ..؟!! )
قال : ( لا .. بل هذا هو المسجد ) ، ثم سألني : ( صليت ..؟ )
قلت : ( ما صليت ) .. ، فقال لي : ( ما دينك .. ؟ )
فقلت : ( على دين أهل سمرقند ) .. ، فجعل يحدثني عن الإسلام حتى اعتنقته و شهدت بالشهادتين ..
.. ، ثم قلت له :
( أنا رجل غريب أريد السلطان .. دلني عليه يرحمك الله )
فقال : ( أتعني أمير المؤمنين ..؟ ) .. ، فقلت : ( نعم )
قال : ( اسلك ذلك الطريق حتى تصل إلى تلك الدار ) ..
.. ، و أشار إلى دار من طين ...!!
فقلت له مستنكرا : ( أتهزأ بي .. ؟!! )
قال : ( لا .. و لكن اسلك هذا الطريق ، فتلك دار أمير المؤمنين إن كنت تريده )
.. ، فذهبت .. و اقتربت .. و إذا برجل يأخذ طينا و يسد به ثلمة في الدار ، وامرأة تناوله الطين ..!!
.. ، فرجعت إلى الذي دلني ، و قلت :
( أسألك عن دار أمير المؤمنين و تدلني على طيان .. ؟!! )
.. ، فقال لي : ( هو ذاك أمير المؤمنين )
.. ، فذهبت مرة أخرى .. فطرقت الباب .. ، فخرج لي هذا الرجل ( صاحب الطين ) .. ، فسلم علي و رحب بي ، وغسل يديه ، و قال لي : ( ماذا تريد ..؟ )
.. ، فقلت له : ( هذه رسالة من كهنة سمرقند )

.. ، فقرأها .. ثم قلبها ، فكتب على ظهرها :
( من عبد الله عمر بن عبد العزيز إلى عامله في سمرقند أن انصب قاضياً ينظر فيما ذكروا ) .. ، ثم ختمها و ناولنيها ..!!

.. ، فانطلقت .. ، فلولا أني خشيت أن يكذبني أهل سمرقند لألقيتها في الطريق ، فماذا تفعل هذه الورقة و هذه الكلمات في إخراج هذا الجيش العرمرم .. ؟!!

.. ، و عدت بفضل الله مسلما ..
.. ، و في طرقي إلى سمرقند كنت كلما دخلت بلدا صليت بمسجده و أكرمني أهله .. ، فلما وصلت إلى سمرقند و قرأ الكهنة الرسالة أظلمت عليهم الأرض و ضاقت عليهم بما رحبت ، فقد ظنوا أنها لن تغير شيئا .. ، و لكنهم ذهبوا بها إلى والي عمر بن عبد العزيز على سمرقند .. ، فأخذ الرسالة و قرأها ، ثم أمر بتكليف القاضي / جمَيع بن حاضر الباجي لينظر في شكواهم ... !!
.. ، ثم اجتمعوا و اجتمعنا في يوم و عقد مجلس القضاء .. ، فسألنا القاضي عن دعوانا .. ، فقلنا :
( اجتاحنا قتيبة بن مسلم ، و لم يدعنا إلى الإسلام ، و لم يمهلنا لننظر في أمرنا )
.. ، فوجه القاضي سؤاله إلى خليفة قتيبة بن مسلم .. ، و قد مات قتيبة رحمه الله .. سأله قائلا : ( و أنت ما تقول .. ؟ )
.. ، فقال له :
( لقد كانت أرضهم خصبة و واسعة ، فخشي قتيبة بن مسلم إن أذنهم و أمهلهم أن يتحصنوا عليه )

.. ، فقال له القاضي في غضب و استنكار :
( لقد خرجنا مجاهدين في سبيل الله ، و ما خرجنا فاتحين للأرض أشرا و بطرا .. )
.. ، ثم قضى القاضي بإخراج جيش المسلمين بالكامل من سمرقند على أن يخيرهم قائد الجيش بعد ذلك وفقاً للمبادئ الإسلامية ، و يمهلهم ثلاثة أيام لينظروا في أمرهم .. !!

.. ، فظن أهل سمرقند أن تلك الكلمات من القاضي لن تفعل فعلها ( يعني : ظنوها مجرد حبر على ورق لتسكين الناس و لن تطبق على أرض الواقع )
.. ، فما غربت شمس ذلك اليوم و رجل من الجيش الإسلامي في أرض سمرقند .. خرج الجيش كله أمام ذهول أهل سمرقند ... !!!!!!

.. ، ثم دعوا أهل سمرقند إلى الإسلام أو الجزية أو القتال ))

.. ، فلما رأى أهل سمرقند ما لا مثيل له في تاريخ البشرية من عدالة تنفذها الدولة على جيشها و على قائدها قالوا :

(( إن هذه أمة حكمها رحمة و نعمة ))

.. ، فخرجوا إلى قائد الجيش الإسلامي يطلبون منه أن يعود بالجيش إلى بلادهم ليحكمهم بالإسلام ..!!

.. ، و دخل أغلب أهل سمرقند في دين الله بسبب ذلك العدل الذي لم يروا مثله من قبل ... !!

........ تابعونا .........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ......... #العصر_الذهبي10

💞 (( محمد بن القاسم الثقفي 1 )) 🌿

إنه نجم آخر من نجوم الفتوحات الإسلامية في العصر الذهبي ..

.. ولد سنة 72 هجرية في الطائف .. ، فهو ( ثقفي ) مثل الحجاج بن يوسف .. ، و تقارب أسمائهما يدلنا على صلة القرابة بينهما ..
.. ، فبطلنا المغوار / محمد بن القاسم هو ( ابن عم )
الحجاج بن يوسف الثقفي ..

.. ، و لما تولى الحجاج بن يوسف الإمارة العامة على بلاد العراق و فارس في عهد عبد الملك بن مروان اختار عمه ( القاسم ) ليكون واليا على البصرة ..
.. ، فترك ( القاسم ) بلده الطائف ، و أخذ معه أسرته و ابنه ( محمد ) ، و ارتحلوا إلى البصرة ..

.. ، و هناك نشأ ( محمد بن القاسم ) منذ نعومة أظفاره بين القادة و الأمراء بسبب منصب والده الرفيع ..
.. ، كما تدرب على الجندية و مهارات القتال حتى أصبح من القادة العسكريين البارزين لدى الحجاج بن يوسف رغم أن عمره لم يتجاوز وقتها ال 17 عاما ... !!

......... .......... ........... ............

.. ، و في سنة 88 حدثت مأساة هزت مشاعر المسلمين .. ، فقد اعتدى قراصنة من بلاد السند ( في باكستان حاليا ) على
18 سفينة من السفن التجارية الإسلامية ، و استولوا عليها بكل ما فيها من البضائع و البحارة ، و النساء المسلمات .. !!

.. ، فحاول الحجاج بن يوسف أن يسترد البحارة و النساء المسلمات بالطرق السلمية ، فأرسل رسالة إلى ( داهر ) ملك بلاد السند يطلب منه الإفراج عن المعتقلين و المعتقلات ، و لكن داهر المجرم رفض .. ، فثار الحجاج و غضب غضبا شديدا ، و أمر بإرسال حملة عسكرية لتحرير السجناء ..

.. ، و لكن مع الأسف فشلت هذه الحملة في مواجهة جيش داهر القوي .. ، و استشهد قائد الحملة ، و عاد الجيش المسلم منهزما .. !!

.. ، فأرسل الحجاج حملة عسكرية ثانية فورا لتأديب داهر و جنوده ..
.. ، و مع الأسف .. فشلت هي الأخرى .. ، و استشهد قائد الجيش المسلم ، و عاد الجيش الثاني جريحا منهزما أيضا ..!!

.. ، فكيف سيتصرف الحجاج بن يوسف في تلك المصيبة .. ؟!!

......... تابعونا ..........

🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق33

#زمن_العزة

#فتح_الشام2

💥 (( الشام تستغيث )) 💥

بدأت فتوحات الشام بداية مختلفة تماما عما حدث في فتوحات العراق ....
فقد ظلت الجيوش الإسلامية منتشرة في أرجاء الشام حسب الخطة التي وضعها لهم أبوبكر الصديق .. ، ولكنهم لم يحققوا أية انتصارات مزلزلة كالتي حققها خالد بن الوليد منذ أول يوم له في العراق ، إنما ظلت الحرب سِجال بين المسلمين و الرومان .. فانتصر المسلمون في بعض المعارك الصغيرة ، و انهزموا في معركة واحدة .. ،
و هي معركة مرج الصفر الأولى ..!!

مرت شهور .. و الوضع في الشام كما هو .. مما أقلق القائد العام / أبا عبيدة بن الجراح جدا على مصير المسلمين في الشام .. خصوصا بعدما لاحظ تكاثر أعداد جند الرومان عليهم .. !!

.. و لم يكن مرور الوقت في صالح المسلمين بكل تأكيد .. وذلك بسبب ضعف الإمكانات و الإمدادات .. ،
و في المقابل نجد مرور الوقت يزيد جيوش الرومان
قوة ، و تنظيما ..!!

* لذلك ارسل أمين الأمة رسالة استغاثة إلى أبي بكر يوضح له فيها حقيقة الأوضاع في الشام ، و وصف له تحركات الرومان ، و طلب منه المدد العاجل .... !!!!

وصلت رسالة أبي عبيدة بن الجراح إلى أبي بكر أثناء موسم الحج ...
، ولكن كان إرسال المزيد من المدد إلى الشام أمرا صعبا جدا ، لأن أبابكر الصديق .. كما ذكرت لكم من قبل .. كان قد أصدر قرارا بمنع مشاركة الذين ارتدوا عن الإسلام ثم تابوا في الفتوحات الإسلامية ، مما جعل أعداد المتطوعين للجهاد قليلة جدااا ..!!

.. ولكن أبا بكر استغل وجوده في مكة في رحلة الحج ، و عرض الأمر على زعماء قريش ، واستنفرهم للجهاد ....

.. فتثاقل أهل مكة في بداية الأمر ، و خافوا من المشاركة ... ، و لكن الفاروق / عمر بن الخطاب استطاع أن يستفزهم و يستحثهم للجهاد .. ، فاستجابوا لدعوة أبي بكر ..

.. و بدأ زعماء قريش يحشدون الناس في مكة لتجهيز
جيش المدد .... !!!!

.. فاجتمع لأبي بكر جيش مكي قوي .. فيه عدد من أشراف قريش .. فقد كان منهم سهيل بن عمرو ، و عكرمة بن ابي جهل ، و الحارث بن هشام .. و هو أخو أبي جهل اللعين ..
... ، و غيرهم ...!!

و الآن .....
أبو بكر الصديق يريد أن يختار قائدا عظيما ليتقبله هؤلاء الأشراف من قريش حتى يقود هذا الجيش إلى الشام ... !!

.. و بعد تفكير عميق ..
وجد الصديق أن القائد .. التوافقي .. الأنسب لهذه المهمة هو .. الصحابي الجليل ، و القائد العبقري المحنك
سيدنا / عمرو بن العاص .. رضي الله عنه ..

ولكن أين هو الآن ... ؟!!

سهم من سهام الإسلام ....

كان عمرو بن العاص .. في ذلك الوقت ..
في سلطنة عمان .. وهي واحدة من أجمل بلاد الوطن العربي كما تعلمون ..ففيها الراحة و الاستجمام ، و جمال الطبيعة الخلابة .. حيث الحدائق الغناء ، و الشواطئ الرائعة ، و الحياة الناعمة ..!!!

.. فعمرو بن العاص يعيش في عمان منذ أن دخل أهلها في الإسلام على يديه .. ، فقد عينه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيرا للمالية فيها يجمع الزكاة من أهلها ، و ينظم شئونها الاقتصادية وفقا للشريعة الإسلامية ...

، ثم استعمله الصديق أثناء حروب الردة كقائد لإحدى الجيوش التي خرجت لقتال المرتدين .. ، و بعدها أعاده إلى عمله في عمان مرة أخرى ...

* لكن أبا بكر يحتاج إليه الآن ليقود الجيش المكي في بلاد الشام ..
، فأرسل إليه يستأذنه ، و يخيره بين البقاء في عمله الذي أسنده إليه النبي صلى الله عليه وسلم في عمان .. ،
و بين ما هو خير له في الدنيا و الآخرة .. أن يخرج لجهاد الروم .. حتى ينتفع جند الشام بخبرته العسكرية النادرة في ظل الأزمة التي وقعت لهم ...

لاحظ أن عمرو بن العاص وقتها كان قد تجاوز الستين عاما .. !!
... فماذا كنت ستفعل لو كنت أنت مكانه .. ،
و كيف سيكون قرارك ...؟!!!

.. بكل تأكيد سيكون الاختيار صعبا جدا علينا جميعا ..
ففي عمان الراحة و الأمان .. ، و جهاد جحافل الرومان أمر شديد الخطورة .. خاصة بعد أن كبر السن ، ووهن العظم ..

.. و لكن عمرو بن العاص .. رضي الله عنه .. لم يكن اتخاذه للقرار يحتاج لأي تفكير أو تردد ....!!!!

.. فقد أرسل فورا إلى الخليفة رسالة يقول له فيها :
(( يا خليفة رسول الله .. إنما أنا سهم من سهام الإسلام .. ، و أنت بعد الله الرامي بها ، و الجامع لها .. ، فانظر أشدها ، و أخشاها ، و أفضلها فارم به ))

.. يقصد :
أنت يا أبابكر صاحب القرار ، و أنا تحت أمرك فيما ترى ..

.. فاستدعاه أبوبكر ليحمل لواء الجيش المكي ..

هذا هو عمرو بن العاص المفترى عليه في كتب التاريخ قديما و حديثا ...

أولئك آبائي فجِئني بمثلهم ..

و تحرك عمرو بجيشه حتى وصل إلى فلسطين .. ، فوجد جند الروم محتشدين له .. فقاتلهم ، و انتصر عليهم في بعض المعارك الصغيرة .. ، ولكنه عجز أن يحقق فتوحات أو انتصارات قوية كتلك التي حققها خالد بن الوليد في العراق .....
Forwarded from أيام الصديق
!!!

.. فأرسل أبوعبيدة بن الجراح رسالة أخرى إلى أبي بكر يوضح له فيها الصعوبات التي تواجههم ، و أنهم لا يزالون في حاجة إلى المزيد من المدد .. !!

.. فبعث إليهم مددا آخر بقيادة البطل / هاشم بن عتبة بن أبي وقاص .. وهو ابن أخي الصحابي الجليل /
سعد بن ابي وقاص ..

.. ثم جهز الصديق مددا ثالثا بعدها بأيام بقيادة سيدنا / سعيد بن عامر .. فلما أراد أن يتحرك إلى الشام ، أتى الصحابي الجليل / بلال بن رباح إلى أبي بكر الصديق يلح عليه ، و يرجوه أن يسمح له بالخروج للجهاد مع جيش /
سعيد بن عامر ..!!

.. فقال له بلال : (( يا خليفة رسول الله .. إن كنت أعتقتني لأُقِيم معك ، و تمنعني عما أرجو لنفسي من الخير أقمت معك .. ، و إن كنت أعتقتني لله ، فخل سبيلي حتى أجاهد في سبيل ربي .. فإن الجهاد أحب إلي من المقام )) ...!!

.. و كان أبو بكر قد منع بِلالا من الخروج للجهاد رجاء أن يعود يوما ما للأذان في المسجد النبوي الشريف ، بعد أن امتنع عن الأذان من شدة حزنه على وفاة النبي ...!!

.. فلما رأى الصديق حرص بلال على الجهاد قال له :

(( إنما كنت أريدك للأذان .. ، و إني لأجد لفراقك وحشة يا بلال .... ، فإن كان هواك في الجهاد ، فما كنت لآمرك بالمقام ... ))
.. فرد عليه بلال : (( جزاك الله خيرا .. ، فوالله ما أريد أن أُأَذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم )) ...

.. ثم انطلق بلال فتجهز ، و خرج مع جيش / سعيد بن عامر رضي الله عنهم جميعا ....!!!

النجم العالمي ......!!!!!!

.. و لا يزال الموقف يزداد تأزما على المسلمين في الشام حتى بعد وصول البطل المحنك / عمرو بن العاص ، وما تبعه من المدد ...!!

.. فقد استطاع هرقل أن يشغل جيوش المسلمين بمعارك صغيرة في أماكن متفرقة من أرض الشام ، فاستنزف طاقتهم شيئا فشيئا ... !!

.. و بدأ الصديق يدرس الأمر بعمق ، و ينظر نظرة شمولية للأحداث في الشام ، و يقارنها بفتوحات العراق ..

، و كان التساؤل الذي يطرح نفسه ، و يلح بقوة :

لماذا هذا الفارق الكبير بين جند الشام ، و جند العراق
في الإنجازات ، و النتائج ....؟!!

.. فأعداد المسلمين في الشام أصبحت بعد المدد 27 ألفا ..
، و قائدهم العام بطل مغوار من أبطال الإسلام .. أمين الأمة / أبو عبيدة بن الجراح.. ، وهم بذلك أكثر بكثير من جند العراق مع خالد بن الوليد الذين لم يتجاوزوا الـ 18 ألف مقاتل فقط .. !!!

.. ، و الفرس أكثر عددا ، و أشد شراسة في القتال
من الروم .. وعلى الرغم من كل ذلك .. !!

فخالد بن الوليد خاض 16 معركة في أقل من سنة ، و لم يهزم في واحدة منها ، و فتح العاصمة الحيرة في أربعين يوما فقط .. ، وهو الآن يسيطر على ثلثي بلاد العراق ...!!

.. ، وفي المقابل :
نرى جند الشام .. بعد شهور من بدء الأعمال العسكرية .. لم يفتحوا أية مدينة استراتيجية ، ولم يسيطروا على أية أراضي رومانية .. ، بل .. وهزموا أمام الروم في معركة
مرج الصفر الأولى .. !!!!

* إذن ....

فلا يوجد إلا تفسير منطقي واحد لهذا التفوق الكبير لجند العراق .. ألا و هو أن قائدهم العام .. النجم العالمي ، و سيف الله المسلول / خالد بن الوليد .. هو صانع هذا التفوق ، و النجاح بإذن الله .. !!

لذلك قرر أبو بكر الصديق فورا أن يستدعي
خالد بن الوليد لقيادة الأعمال العسكرية في الشام ...!!!

تابعونا ....

🎀 بسام محرم 🎀

💎 المرجع : مؤلفات الدكتور راغب السرجاني .. حفظه الله
Forwarded from قناة: عادل بن محمد الثبيتي
Forwarded from قناة الإرشاد الأكاديمي|٣| معهد الآفاق للبناء العقدي
‏انتهت معركة أحد في شوطها الأول بنصر مبين وذلك حين لزم كل فرد ثغره، ثم انقلب رحى المعركة على هزيمة وجراح ودماء وأشلاء حين تُرك ثغرٌ واحدٌ ففتح على الأمة أبواباً من الخسران!

(رسالة للمرأة في بيتها والمعلم في مدرسته، وإمام المسجد في مسجده لا تتنازلوا عن ثغوركم ولو تخطفتكم الظروف).

د. مشعل الفلاحي
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ............... #العصر_الذهبي11

💞 (( محمد بن القاسم الثقفي 2 )) 🌿

* بعد أن فشلت حملتان عسكريتان متتاليتان في تحرير المسلمين المعتقلين و المعتقلات في سجون داهر الخبيث ملك بلاد السند أصبحت الحاجة ملحة إلى إرسال جيش كبير لفتح بلاد السند ( باكستان ) .. ، و اختار الحجاج بن يوسف الثقفي لتلك المهمة الصعبة بطل الإسلام الناشئ /
محمد بن القاسم .. !!

.. ، كان ( محمد ) في ( سن المراهقة ) .. كما نسميها ..
، و لكن ثقة الحجاج بن يوسف في كفاءته و قدراته كانت كبيرة جدا ..
.. ، و لا تتعجب ..
فقد قام الإسلام منذ بدايته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم على أكتاف هؤلاء الشباب الصغار الذين أسلموا و هم في ( سن المراهقة ) من صحابة رسول الله ، فبذلوا حياتهم و تحملوا العذاب و الصعاب من أجل نصرة هذا الدين ..
من أمثال سيدنا / سعد بن أبي وقاص ، و سيدنا / علي بن أبي طالب ، و سيدنا / مصعب بن عمير ، و سيدنا / الأرقم بن أبي الأرقم .. ، و غيرهم كثير ... !!!
......... ......... ............ ...........
.. تحرك ( أصغر فاتح في الإسلام ) من العراق بجيشه المكون من 12 ألف مقاتل مسلم .. ، فقطع بهم المسافات الطويلة عبر الأراضي الفارسية ، و اجتاز المخاطر حتى وصل إلى بلاد السند .. ، فكان كلما مر على مدينة من مدن السند فتحها ثم أكمل المسير في طريقه إلى ( الديبل ) عاصمة بلاد السند الحصينة ( و هي مدينة كراتشي حاليا ) ..
.. ، فلما عرف ملك السند / داهر بتحركات محمد بن القاسم في بلاده جهز جيشا كبيرا ليقابله به على أبواب العاصمة ( الديبل ) ..

.. ، و في سنة 93 هجرية وقعت ( معركة الديبل ) الخالدة ..
و استمات جند ( داهر ) في الدفاع عن عاصمتهم الحصينة .. ، و لكن محمد بن القاسم و من معه من المسلمين كانوا يقاتلون قتال ( الأسود ) التي لا تخشى الموت ، حتى انتصروا عليهم في النهاية .. ، و قتلوا ملك السند / داهر في ميدان المعركة فلم تنفعه جنوده و لا كنوزه ..
.. ظن داهر اللعين أنه يستطيع أن يقف في وجه الإسلام ، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر .. !!

.. ، و كانت صدمة مروعة لوزراء داهر و قادته .. ، فلم يتصوروا أن يهزمهم هذا الفتى الصغير ( على أرضهم ) بهذه السرعة ..!!

.. ، و في داخل القصر الملكي خيم الغم و الحزن و البكاء على أفراد أسرة داهر عندما عرفوا بمقتله في المعركة ، و تلك الهزيمة المروعة .. ، فأقسمت ( ابنة داهر ) أن تنتقم من
محمد بن القاسم آجلا أو عاجلا ... !!

.. ، و دخل الجيش الإسلامي ( الديبل ) عاصمة السند
.. ، و هدم محمد بن القاسم كل ما فيها من الأصنام و المعابد الوثنية و البوذية .. ، ثم بنى فيها مسجدا و أقام شعائر الإسلام ، و ترك جزء من جيشه لتأمين المدينة و إدارتها ، ثم انطلق بباقي الجيش ليستكمل فتح بلاد السند ..

.. ، و انبهر الهندوس بشجاعة هذا الفاتح الصغير الذي لم يتجاوز العشرين من عمره ، و أعجبوا بشخصيته و بأخلاقه الكريمة معهم ، فكان ذلك سببا في إسلام عدد كبير منهم ، ثم انضموا إلى جيش المسلمين ليعينوا محمد بن القاسم على استكمال الفتوحات ، فانضم إليه منهم ما يقرب من 4000 مقاتل ، فكانت إضافة قوية للجيش الإسلامي بسبب خبرة هؤلاء المسلمين الجدد بطبيعة بلادهم و أحوالها ، و معرفتهم للغة الهندية ..

.. ، و وصل محمد بن القاسم بجيشه إلى مدينة البيرون
( حيدر آباد حاليا ) فصالحه أهلها ..
.. ، ثم أخذت مدن السند تتساقط في يده مدينة تلو الأخرى .. إما صلحا أو بعد قتال .. حيث عبر النهر إلى إقليم ( ملتان ) ، فخاض فيه قتالا عنيفا حتى فتحه ، و غنم منه غنائم ذهبية عظيمة ..

.. ، و استمر بعد ذلك في الفتح في جهة الشمال حتى وصل إلى حدود ( كشمير ) ، فكان آخر حدود فتوحاته عندها ، و ذلك لأن الخليفة / الوليد بن عبد الملك توفي في تلك السنة ( 96 هجرية ) ، و تولى الخلافة من بعده أخوه / سليمان ، فأرسل إلى محمد بن القاسم يأمره بإيقاف حركة الفتوحات في بلاد الهند ، و العودة .. فورا .. إلى العراق ...

...... لماذا .... ؟!!!!!
سنفهم لاحقا .....
.. ، و كان محمد بن القاسم كلما افتتح مدينة هدم أصنامها و معابدها و بنى فيها مسجدا ، و أسكن فيها المسلمين .. ، حتى غير خريطة البلاد تماما ، و صبغها بصبغة الإسلام في أقل من ثلاث سنوات .. !!!!
.. ، و أحب أهل بلاد السند محمد بن القاسم حبا عظيما ، فهو الذي خلصهم من هذا الحاكم الظالم ( داهر ) الذي كان يعاملهم معاملة العبيد ، و نور لهم الطريق إلى الإسلام فدخلوا في دين الله أفواجا ..
.. ، و بذلك كان محمد بن القاسم الثقفي هو مؤسس أول دولة إسلامية في الأراضي الهندية ...
......... و تابعونا في الحلقة القادمة .........
لنعرف السر من وراء هذا الاستدعاء العاجل لبطل الإسلام / محمد بن القاسم من قبل الخليفة الجديد .... !!!
🎀 بسام محرم 🎀
Forwarded from خلفاء بني أمية
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ....... #العصر_الذهبي12

(( محمد بن القاسم الثقفي 3 )) 💞

* أرسلت ابنة داهر .. ( ملك السند ) الهالك .. رسالة إلى خليفة المسلمين الجديد سليمان بن عبد الملك تشتكي فيها .. زورا و بهتانا .. من المعاملة الوحشية التي عامل بها محمد بن القاسم أبناء القصر الملكي عندما افتتح عاصمتهم ( الديبل ) .. ، بل و افترت عليه فزعمت أنه قد اغتصبها ..!!

.. ، و كما عرفنا أن سليمان بن عبد الملك كان يبغض
الحجاج بن يوسف الثقفي لظلمه و جوره ، حتى أنه بدأ فترة خلافته بعزل معظم الولاة و القادة العسكريين الذين كان لهم ولاء للحجاج بن يوسف .. ، فلك أن تتصور كيف كان أثر تلك الشكوى التي رفعتها إليه ابنة داهر الخبيثة ... !!!

.. لقد أساء سليمان الظن بمحمد بن القاسم ، فهو ابن عم الحجاج و من قادته المقربين ، فكانت تلك الشكوى الكيدية هي السبب من وراء استدعائه العاجل للبطل الشاب من بلاد السند ليمثل أمام والي العراق الجديد حتى يتم التحقيق معه في ( حادثة الإفك ) التي افترتها عليه اللئيمة بنت اللئيم .. !!

............. ............. ...............

.. ، و على الرغم من هذا النجاح الرائع و السريع الذي حققه فتى الإسلام الجسور / محمد بن القاسم الثقفي في فتوحات بلاد السند ، إلا إنه اضطر أن يوقف الفتوحات عند حدود كشمير ، ليرحل فورا من بلاد السند استجابة لتعليمات
ولي الأمر الجديد .. !!!

.. ، فقام محمد بن القاسم في أهل السند يودعهم و يخبرهم بأنه مضطر لأن يتركهم الآن .. ، فأجهش الجميع بالبكاء و أخذوا يرجونه أن يبقى معهم ، فقد تعلقت به قلوبهم ..
.. ، فأخبرهم بأنه لا يستطيع ذلك ، و أن الواجب يحتم عليه أن يرضخ للتعليمات ..

.. ، فكان يوم الرحيل يوما باكيا حزينا على أهل بلاد السند جميعا .. ، و خرجوا بالآلاف يودعون هذا البطل النبيل الذي أخرجهم الله به من ظلمات الوثنية إلى نور الإسلام ..

.. خرجوا يبكون .. رجالا و نساء و أطفالا .. ، فلم يتخيلوا للحظة أن يكون الفراق بهذه السرعة .. ، لقد ذاقوا في كنف
محمد بن القاسم طعم العدل و الرحمة ، و الحرية و الكرامة .. ، و ها هو يفارقهم بعد أقل من ثلاث سنوات ..!!

.. ، و بعد هذا الوداع الحار في بلاد السند عاد البطل الشاب إلى العراق ، فاستقبله والي العراق الجديد ( بالسلاسل ) .. ، حيث تم تقييده ، و زج به في السجن حتى يتم النظر في قضيته المفبركة .. !!!

.. ، و حتى تكون القضية ( مسبوكة ) فلا يستطيع محمد بن القاسم الخروج منها أرسلت ابنة داهر ( شهود زور ) ليشهدوا على حادثة الاغتصاب المكذوبة .. !!

.. ، و في عام 96 هجرية ..

حوكم البطل .. و ثبتت عليه التهمة .. ، فألقاه والي العراق في السجن و أمر بجلده .. ، فتحول الجلد إلى تعذيب حتى الموت ... ، فاستشهد الشاب الشريف العفيف تحت سياط التعذيب في سجون العراق ... !!!

.. مات ( شهيد الإفك ) و لم يتجاوز عمره 24 عاما .. !!
مات دون أن يلقى ما يستحقه من التكريم بين المسلمين .. !!

.. ، و بعد أن مات .. ظهرت براءته .. ، و عرف الجميع عفته و طهارته .. ، و لكن مع الأسف .. بعد فوات الأوان ... !!

........... ........... .............

.. كان سليمان بن عبد الملك حاكما عادلا رحيما ، و لكن كراهيته للحجاج بن يوسف أعمته ، فجعلته يسيئ المعاملة مع بطلي الإسلام / محمد بن القاسم الثقفي ، و قتيبة بن مسلم ، حتى كانت نهايتهما بهذه الصورة المأساوية التي رأيتموها .. !!

.. ، فإن كان ذلك الذي حدث من زلات ( أو أخطاء )
سليمان بن عبد الملك .. ، و إن كان هذان البطلان الشريفان قد ظلما في الدنيا .. ، فلا يزال هناك ( يوم آخر ) سترد فيه المظالم و يكرم فيه الأكارم ..

(( .. ، و ما ربك بظلام للعبيد ))

....... تابعونا ........

🎀 بسام محرم 🎀
2024/10/02 20:30:49
Back to Top
HTML Embed Code: