Telegram Web Link
Forwarded from صيد الفوائد
أيام عمر:
#خلافة_يزيد

#وقعة_الحرة5

💥 (( الثاني ..... لم يفلته ... !! )) 🌀

* أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اللعنات ستتنزل حتما على كل من يعتدي على حرمة المدينة ..
.. ، فقد قال في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري :

(( المدينة حرم بين عَير و ثور .. ، فمن أحدث فيها حدثا ، أو آوى محدثا فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ..
، لا يقبل منه صرف و لا عدل ))

* و هذا الحديث الشريف يستدل به بعض أهل العلم الذين يجيزون لعن يزيد بن معاوية ..
.. ، و الراجح هو عدم جواز لعنه ...!!!

.. ، و الحق يقال : أن الروايات قد اختلفت في وصف
ردة فعل يزيد بن معاوية عندما وصلته الأخبار بما حدث لأهل المدينة في وقعة الحرة .. ، فبينما كانت روايات الشيعة الروافض تسبه و تلعنه و تفتري عليه كذبا أنه قد فرح بذلك فرحا شديدا .... ، إذا بروايات أخرى تقول عكس ذلك تماما ...
تقول : لما وصل خبر ما حدث في أهل المدينة إلى يزيد استنكر ذلك ، و حزن حزنا شديدا ..، و قال : (( وا قوماه ))
.. ، ثم أرسل إليهم كميات كبيرة من الطعام ، و أفاض عليهم الأعطيات ليجبرهم فيما أصابهم .. !!

............ .............. .............. .........

.......... مصارع القوم ........

ستخبرنا الأحداث عما قريب كيف أنزل الله سبحانه
عاجل بأسه و عقابه على كل هؤلاء المتورطين في تلك الجرائم اللا إنسانية البشعة التي نحكي عنها .. !!
.. ، و كيف جعلهم عبرة لمن يعتبر ... !!!

.. ، و ها قد رأينا مصرع أولهم .. مسرف بن عقبة ..
.. ، و البقية تأتي .. فلا تستعجلوا ..

.. ، و لكن .. كل ما أريده منكم هو أن تحفظوا أسماء كل هؤلاء الطغاة جيدا ...
.. ، و سترون بأنفسكم كيف كانت مصارعهم عبرة .. !!!!

............... ................ ...............

........ حصار الحرم .........

سار ابن بردعة الحمار .. أقصد حصين بن نمير السكوني .. بجيش الشام حتى وصل إلى ضواحي مكة في أواخر شهر الله المحرم ...
.. ، فخرج إليهم سيدنا / عبد الله بن الزبير و أتباعه .. ، و اقتتلوا قتالا عنيفا .. ، فصمد أهل مكة صمودا عجيبا .. ، حتى ألجأوا جيش الشام إلى التراجع ... !!

.. ، و رغم ذلك أصر حصين بن نمير أن يكسر جيش مكة بأي ثمن .. ، فتكررت بينهما الصولات و الجولات طوال شهر صفر .. ، و لكن دون جدوى .... !!!

.. ، فلما شعر حصين بن نمير بعجزه استشاط غضبا ..
.. ، و قرر أن يضرب مكة بالمنجنيق .. !!

.. ، و في يوم 3 من ربيع الأول سنة 64 .. نصب جيش الشام المنجنيق في اتجاه بيت الله الحرام .. !!

.. ، و بدأ الضرب بكرات النار .... !!!!!
.. ، و اشتعلت أستار الكعبة .. ، و سرت النار إلى أخشابها و إلى السقف فاحترقت و تصدعت .. ، و انتشر الدخان الأسود الكثيف في كل مكان .... !!!!!

.. ، و استمر حصار الحرم إلى مستهل شهر ربيع الآخر ..
.. ، و أهل مكة لا يزالون صامدين ... !!!

.. ، إلى أن جاء الخبر الذي أذهل الجميع .......!!

* لقد مات أمير المؤمنين / يزيد بن معاوية ... *
.. ، مات فجأة .. ، وبدون أية مقدمات .. !!!
.. ، مات الخليفة الشاب الذي لم يتجاوز الثامنة و الثلاثين من عمره ... !!!
.. ، مات ولم يجلس على عرش الملك أكثر من ثلاث سنوات و بضعة أشهر .. ، فلم يتمتع بما كان يرجوه و يتمناه من العز و السلطان ..!!!
(( و حيل بينهم و بين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل .... ))
.. ، أماته الملك .. القاهر فوق عباده .. الذي ينزع الملك ممن يشاء ...!!!
.. ، أراد يزيد بن معاوية توطيد ملكه و دوام أيامه من غير منازع .. ، فقصمه قاصم الجبابرة قبله و بعده .. ، و عاقبه الله بنقيض قصده .. ، و أخذه أخذ عزيز مقتدر .. ، فلم يمهل بعد وقعة الحرة و مقتل الحسين إلا يسيرا .... !!!!

.. ، مات يزيد .. و خلف وراءه عشرين ولدا .. 15 ذكرا ، و خمس بنات .. ، و لكنهم انقرضوا جميعا فلم يبق له عقب ..
.. ، فسبحان الله العظيم ...... !!!!!!

* و كان آخر كلامه من الدنيا :
(( اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه ، و لم أرده ..
.. ، و احكم بيني و بين عبيد الله بن زياد .. ابن مرجانة ))

** و قد اختلف أهل العلم في دين يزيد و أخلاقه اختلافا واسعا .. فمنهم من وصفه بأنه كان سكيرا عربيدا ، متبعا لشهواته .. ، و يضيع بعض الصلوات ... !!

، و منهم من ذكر كثيرا من مكارم خلقه ، و لينه مع الناس ، و كرمه الواسع .. ، كما ذكروا جهاده في غزو بلاد الروم ، و في حصار القسطنطينية .. ، و حرصه على استكمال الفتوحات الإسلامية في بلاد الترك ( آسيا الوسطى ) ..
Forwarded from صيد الفوائد
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير2

🔥 (( مرج راهط )) 💥

لما رأى مروان بن الحكم ما انتظم من البيعة لابن الزبير و ما استوثق له من الملك عزم على الرحيل إليه لمبايعته ، و ليأخذ منه الأمان لبني أمية حتى لا يعاقبهم على ما فعلوا في مكة و المدينة بعد أن أصبح خليفة للمسلمين ...

.. ، فسار مروان بن الحكم في طريقه يريد مكة .. ، ولكن قبل أن يخرج من الشام ، و عند مدينة أذرعات لقيه عبيد الله بن زياد .. ابن مرجانة .. الذي كان قد وصل لتوه بعد أن خرج هاربا من العراق ...
.. ، فسأله : (( إلى أين أنت ذاهب .. ؟!! ))
.. ، فقال له : (( أريد مبايعة عبد الله بن الزبير ، فقد اجتمع الناس عليه )) .. ، فاستهجن عبيد الله بن زياد رأيه ، و صده عن ذلك .. ، فابن زياد المجرم يخاف أن يقتل إذا تولى غير بني أمية .. ، فهو يعلم أن ابن الزبير .. بلا شك .. سيقتص منه لدم الحسين و أصحابه ..

.. ، فتراجع مروان بن الحكم ، و عاد إلى الجابية ..

.. ، و هناك اجتمع عنده عدد من سادات بني أمية .. ، و فيهم حصين بن نمير ، و ابن مرجانة .. ، و أخذوا يلحون على مروان أن يتولى هو الخلافة ، و يحسنون له ذلك الأمر ، و يعيبون في عبد الله بن الزبير لأنه خرج على ولاة الأمر و شق عصا الطاعة و فرق الأمة .... هكذا زعموا .. !!!

* و في ذلك الوقت كانت معظم مدن الشام قد بايعت لعبد الله بن الزبير .. ، فيما عدا أهل الأردن الذين كانوا يريدون مبايعة خالد بن يزيد بن معاوية ...
.. ، و لكن خالد بن يزيد كان غلاما صغيرا ...!!!!

.. ، و كان سادات بني أمية المجتمعون عند مروان يرون أنه من غير المناسب أن يبايعوا غلاما صغيرا يخرجون به للناس في مقابل سيدنا / عبد الله بن الزبير الصحابي الجليل صاحب القدر و المكانة الكبيرة في قلوب المسلمين .. ، لذلك اختاروا مروان بن الحكم لأنه من أبناء الصحابة و له مكانته المرموقة هو الآخر .. ، و قالوا له :
(( أنت شيخ قريش و سيدها ، و أنت أحق بالأمر ..
، و خالد بن يزيد غلام .. ، و إنما يقرع الحديد بالحديد .. ،
فابسط يدك ، و نحن نبايعك ))

... ، و تحت ضغط بني أمية وافق مروان بن الحكم ، و بسط يده فبايعوه .. ، و كان ذلك في ذي القعدة سنة 64 هجرية .. ، أي بعد أن تمت البيعة لسيدنا ابن الزبير بأربعة أشهر .. !!

.. ، و حتى يتمكن مروان بن الحكم من لم شمل بني أمية تزوج من أم هاشم .. و هي أم خالد بن يزيد .. ، فعظم أمره بذلك ، و بايعه أهل الأردن ... !!!

.. ، ثم أرسل مروان رسولا له ليأخذ له البيعة من أهل دمشق .. ، و كان والي دمشق سيدنا / الضحاك بن قيس قد أخذ منهم البيعة لابن الزبير .. ، و لكن بعض أهل دمشق فضلوا أن يبايعوا مروان بن الحكم .. ، فوقع الشقاق بين أهل دمشق .. ، و اشتد الخلاف بينهم ... !!!

.. ، فغضب الصحابي الجليل / الضحاك بن قيس غضبا شديدا ، و اعتبر أن مروان بن الحكم بذلك يريد الخروج على أمير المؤمنين / عبد الله بن الزبير .. ، فجهز جيشا من أنصاره و طلب المساعدة من والي حمص سيدنا / النعمان بن بشير .. ، فأمده بجيش من عنده حتى بلغ عدد جيشه
30 ألف مقاتل .. ، فخرج بهم إلى أحدى المروج خارج دمشق يسمى (( مرج راهط )) ...

.. ، و تحرك إليه مروان بن الحكم ب 13 ألف مقاتل ..!!!

.......... ............... ............... ............

معركة مرج راهط ... **

.. ، و في منتصف ذي الحجة سنة 64 ... بدأ القتال ....

وكان قتالا عنيفا جدا ... استمر عشرين يوما كاملة ..
، و صبر فيه الصحابي الجليل / الضحاك بن قيس صبرا عجيبا .. ، و لكن .. مع الأسف .. تمكن جيش مروان من قتل سيدنا / الضحاك ، و فر جيشه من أرض المعركة ..
... ، فقال مروان لجنوده : (( لا تتبعوا مدبرا )) ....

.. ، و بعد انتصار مروان بن الحكم وجدوه يبكي ..!!
.. ، فلما سألوه .. قال لهم :
(( أبعد ما كبرت سني ، و ضعفت .. صرت إلى أن أقتل بالسيوف على الملك ... ؟!!! ))

.. ، و بذلك تمكن مروان بن الحكم من دخول دمشق و بايعه الناس فيها ، و استتب له الأمر ..

.. ، فلما وصل خبر مقتل سيدنا / الضحاك ، و هزيمة جيشه في مرج راهط إلى سيدنا / النعمان بن بشير والي حمص
فر هاربا .. ، فتتبعه رجل من بني أمية فقتله ..... !!!!!!!!!!

.. مات الصحابي الجليل ااذي كان يروي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و يعلمها للناس .. !!!

.. مات سيدنا النعمان بن بشير الذي روى لنا ذلك الحديث النبوي العظيم :
(( إن الحلال بين و الحرام بين ، و بينهما أمور مشتبهات .........
.. ، ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، و إذا فسدت فسد الجسد كله .. ، ألا و هي القلب ))
هذا الحديث الذي عليه مدار الإسلام ..
، و الذي رواه البخاري و مسلم .... !!
.. ، فحسبنا الله و نعم الوكيل .... !!!
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير3

💖 (( إعادة بناء الكعبة )) 🌴

تعرفون جميعا أن قريشا في الجاهلية قامت بهدم الكعبة و إعادة بنائها لأنها كانت قد تصدعت مع مرور الزمن حتى صارت آيلة للسقوط ..
.. ، و قد شارك النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك العمل العظيم ، و كان ساعتها شابا في الثلاثينات من عمره ..

.. ، ولكن قريشا لم تبن الكعبة كما كانت على عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام ، و ذلك لأنهم قصرت بهم النفقة ..
، فقد عجزوا أن يجمعوا مالا حلالا كافيا لبنائها كما كانت .. لأن المال الحرام كان هو السائد وقتها .. ، و بالتالي بنوها أصغر من حجمها الطبيعي ، فلم يدخلوا فيها ( الحِجر ) .. الذي نسميه الآن خطأ ( حجر إسماعيل ) .. ، فالحجر هو جزء من داخل الكعبة ، لذلك يجب على الطائفين أن يطوفوا خارجه ... !!!

.. ، و كان النبي يتمنى بعد بعثته أن يهدم الكعبة ليبنيها كما كانت في زمن إبراهيم عليه السلام ، و لكنه لم يفعل ذلك لأنه خشي على دين الناس الذين دخلوا في الإسلام حديثا ، فقد يفتنوا إذا رأوا نبيهم يهدم بيت الله الحرام .. !!
.. ، و قد أخبر .. صلى الله عليه وسلم .. بذلك في الحديث الصحيح الذي قال فيه لعائشة رضي الله عنها :

(( لولا حدثان قومك بكفر ، لنقضت الكعبة ، و أدخلت فيها الحـِجر ، فإن قومك قصرت بهم النفقة .. ، و لجعلت لها بابا شرقيا ، و بابا غربيا يدخل الناس من أحدهما ، و يخرجون من الآخر ، و لألصقت بابها بالأرض ، فإن قومك رفعوا بابها ليدخلوا من شاءوا ، و يمنعوا من شاءوا )) ..

........... ............. ............... ........

و في حصار مكة الذي ذكرناه .. تأثرت الكعبة تأثرا بالغا بسبب رميها بالمنجنيق .. حتى مال جدارها ... !!!
.. ، فأراد أمير المؤمنين سيدنا / عبد الله بن الزبير أن يهدم الكعبة ليعيد بناءها .. ، فاستشار أصحاب رسول الله في ذلك ..
.. ، فأشار عليه سيدنا / جابر بن عبد الله أن يهدمها ، بينما قال له سيدنا / عبد الله بن عباس :
(( أخشى أن يأتي بعدك من يهدمها ، فلا تزال تهدم حتى يتهاون الناس بحرمتها ، لكن أرى أن تصلح ما يتهدم من بنيانها فقط ))
.. ، فاستخار سيدنا / ابن الزبير الله تعالى ثلاثة أيام .. ، ثم بدأ في اليوم الرابع في نقض البناء .. ، حتى وصل إلى أساس إبراهيم عليه السلام .. ، ثم شيد عليه البناء الجديد ، و لكن كما كان يتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته .. ، فقد سمع ابن الزبير من خالته عائشة ذلك الحديث النبوي الشريف الذي ذكرته لكم ، و قام بتنفيذه بحذافيره .. ، فجعل للكعبة بابين غير مرتفعين عن الأرض .. باب للدخول و باب للخروج .. ، و زاد في وسع الكعبة عشرة أذرع فأدخل فيها الحجر .. حجر إسماعيل ...!!

.. ، و كان هذا التجديد لبناء للكعبة في سنة 64 هجرية .. ، وظلت الكعبة على تلك الصورة حتى عام 73 هجرية .. ، حيث أمر عبد الملك بن مروان أن تعاد الكعبة إلى ما كانت عليه أيام النبي صلى الله عليه وسلم .. كما سنرى ..!!

.. تابعونا ...

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
التباغض والشحناء سبب لتأخر المغفرة وتخلف الثواب:

روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله: (تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا)،

فتخيل لو أنك تشاجرت مع جارك أو صاحبك أو قريبك فإن مغفرة الله عز وجل تؤجل لك ولصاحبك إلى أن تتصالحا، ثم الله أعلم هل ستموت قبل أن يغفر لك أم ستلحقك المغفرة في الدنيا؟! إذاً علاقتك بإخوانك هي التي تحدد مغفرة الله لك، وهذا شيء في منتهى الخطورة.

لذا كان الشافعي يقول أبيات رائعة:
-أحب الصالحين ولست منهم
لعلي أن أنال بهم شفاعة
وقوله: إنه ليس من الصالحين
إنما هو تواضع منه رحمه الله تعالى
-وأكره من تجارته المعاصي
وإن كنا سوياً في البضاعة

فيقول رحمه الله تعالى: بأن حبه للصالحين هو الذي يمكن أن يدخله الجنة، وهذا مفهوم راقٍ جداً عند الإمام الشافعي رحمه الله،

ولذا نجد أن تلميذه الإمام أحمد بن حنبل عندما سمعه يقول هذين البيتين قال له:
تحب الصالحين وأنت منهم
ومنكم سوف يلقون الشفاعة
وتكره من تجارته المعاصي
وقاك الله من شر البضاعة

فهذا هو الكلام الذي ينفع مع أمثال الشافعي أو أحمد بن حنبل رحمهما الله
Forwarded from أيام الصديق
#زمن_العزة

#عودة_العنسي2

* ليلة القبض على الأسود العنسي .....

* أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى سيدنا معاذ بن جبل في حضرموت يأمره أن يجهز جيشا بمن معه من مسلمي اليمن ، و أن يقاتلوا جيوش الأسود العنسي ...!!

كانت هذه الأحداث في الأيام الأخيرة من حياة النبي
.... المسلمون الثابتون على الحق في اليمن الذين رفضوا اتباع العنسي انقسموا إلى فريقين :

* فريق فرّوا مع معاذ بن جبل إلى حضرموت ...

و فريق اضطروا للبقاء في صنعاء .. فتعاملوا مع الأسود العنسي بمبدأ التقِيّة .. وهو مسموح به فقط في حالات الاستضعاف خشية الهلاك على أيدي الظلمة .. فتظاهروا بتصديقهم للعنسي وولائهم له .. بينما قلوبهم مطمئنة بالإيمان ..... !!!

* وكان للأسود العنسي ثلاثة وزراء يقربهم و يثق في ولائهم ، ويوليهم المناصب القيادية.. وهم :

* فيروز الديلمي ...
و قيس بن مكشوح ...
* و داذويه ....

.. في الحقيقة ...
هؤلاء الوزراء الثلاثة كانوا يتظاهرون للعنسي بولائهم له ، و لكنهم كانوا مسلمين يتحينون أي فرصة للإطاحة به ..!!

* فأرسل معاذ بن جبل رسالة للوزراء الثلاثة يطلب منهم مساعدته للقضاء على العنسي ...!!!

* وكانت زوجة العنسي .. التي تزوجها قهرا ، و كان يتغشاها قهرا .. بعد أن قتل زوجها .. هي ابنة عم فيروز الديلمي ، فاتفق معها فيروز على خطة لاغتيال العنسي .. فقد كانت هي الأخرى تكرهه ، و تتمنى موته بفارغ الصبر ... !!!

.. فاتفق معها أنه سيأتي في ليلة معينة إلى قصر العنسي ، و معه الوزيران الآخران قيس ، و داذويه .. على أن تكون زوجة العنسي في تلك الليلة قد سقته كميات كبيرة من الخمر حتى يمسي في حالة سكر شديد ..
... فيقومون بقتله دون أي مقاومة منه ..!!

ستكون عملية فدائية خطيرة .... !!!!!


* اختار فيروز الديلمي ليلة تنفيذ العملية عندما عرف أن
جيش معاذ بن جبل قد اقترب من صنعاء ، حتى يساعده في مطاردة جيوش المرتدين أتباع العنسي بعد إتمام عملية الاغتيال ....
.. كما أخبر فيروز المسلمين المستضعفين القيمين في صنعاء بتفاصيل العملية ، و ليلة تنفيذها ، حتى يكونوا على أتم استعداد لمطاردة المرتدين عندما تنجح الخطة .....،

وأخبرهم أن علامة نجاح العملية أن يرفع أذان الفجر من أعلى قصر العنسي .. الأذان الصحيح الذي يقال فيه
(( أشهد أن محمدا ً رسول الله )) ....
وأمرهم إذا سمعوا الأذان الصحيح أن يخرجوا بأسلحتهم لقتال جنود العنسي ....
العملية شديدة الخطورة ، و تحتاج إلى الحذر ، و الدقة البالغة من الجميع أثناء التنفيذ .....
لأنها إذا لم تنجح .. فستطير رقاب جميع المخططين لها
، و ستجري دماء المسلمين أنهارا في طرقات اليمن ..!!

* كان النبي صلى الله عليه وسلم في أيامه الأخيرة ..
و قد اشتد مرضه ، و كان يتمنى أن تأتيه البشرى بانتهاء هذه الفتنة قبل أن يموت .... !!!

* و في الليلة المتفق عليها ..
دخل الوزراء الثلاثة القصر بسهولة أمام الحراس .. دون أن يشك أحد منهم في الأمر .. فالكل يعرف مكانة الوزراء الثلاثة عند العنسي ....
، و كانت زوجة العنسي قد نفذت الجزء الخاص بها من الخطة .. فدخل عليه الوزراء الثلاثة في حجرة نومه فوجدوه في سكر شديد ... فخنقه فيروز الديلمي خنقا شديدا حتى خرج منه صوت خوار .. كخوار الثور .... !!!!

فانزعج الحراس حينما سمعوا ذلك الصوت .. ، و أسرعوا إلى داخل القصر ليعرفوا ماذا حدث ...... !!!!!

كادت المهمة أن تفشل .....
لولا أن تداركت زوجة العنسي الموقف ، و قالت للحرس :
(( لا عليكم ..... لا عليكم ..
اطمئنوا و عودوا إلى أماكنكم .. إنه صوت نبيكم يُوحَى إليه الليلة .... ))
فاطمئن الحرس وعادوا ....
بالطبع لم يستطع العنسي أن يدافع عن نفسه ..
فقتله فيروز الديلمي .. و قطع رأسه ..
ثم خرج الثلاثة ، و صعدوا إلى أعلى القصر ..
و أذن فيروز لصلاة الفجر .....
فلما سمع المسلمون صوت المؤذن يقول :
(( أشهد أن محمدا ً رسول الله )) ... عمتهم الفرحة ، و خرجوا بأسلحتهم حسب الاتفاق لإتمام المرحلة الأخيرة من الخطة ....
و اجتمعت أعداد كبيرة من الناس حول قصر العنسي بعد أذان الفجر ... فوجدوا الوزراء الثلاثة أعلى القصر ....
و فيروز يخطب في الناس و يقول :
(( وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله ..
و أن الأسود عدو الله .... هذا هو نبيكم الكذاب الذي صدّقتموه ، و نصرتموه .. لقد قتله الله الليلة ))
** ثم ألقى برأس العنسي أمام الناس ...!!!

فسادت حالة من الذهول و الاضطراب بين أتباع العنسي .. ، واستغل المسلمون الفرصة .. فانقضوا عليهم ، و أعملوا فيهم القتل ... ففروا ، و تفرقوا في كل مكان ....

* و وصل الصحابي الجليل معاذ بن جبل بجيشه ليشارك مسلمي صنعاء في معركة القضاء على جيوش المرتدين .. و انتصر الحق على الباطل
(( و ما النصر إلا من عند الله )) ...
و عمت الفرحة أرجاء اليمن
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير4

🔥 (( ثورة الشيعة )) 💥

لما مات يزيد بن معاوية رأى شيعة العراق أن أهل الشام قد ضعفوا بموته ، و ظنوا أن ملك بني أمية أصبح على وشك الانهيار .. ، فوجدوا أنها فرصة عظيمة لهم لبسط نفوذهم ..

.. ، كما كانت جماعات منهم تريد الأخذ بثأر سيدنا / الحسين و أصحابه ممن قتلوهم من بني أمية .. ، فاجتمعوا و أعلنوا أنهم قد ندموا على ما كان منهم من خذلانهم للحسين و تخليهم عنه حتى قتل في كربلاء .. ، و أنهم يريدون أن يكفروا عن ذلك بالانتقام له ...

.. ، و في إحدى الاجتماعات قام خطيبهم قائلا :

(( لقد ابتلانا الله فوجدنا كاذبين في نصرة ابن بنت رسول الله .. ، فبعد أن كتبنا إليه وراسلناه .. ، و أتانا طامعا في نصرتنا ، خذلناه ، و أخلفناه ، و أتينا به إلى من قتله و قتل أولاده وقرابته الأخيار ... ، فالويل لنا جميعا .. ويلا متصلا أبدا لا يفتر ، و لا ينتهي حتى نقتل قتلة الحسين ، او نقتل دون ذلك .. ، أيها الناس قوموا في ذلك قومة رجل واحد ، و توبوا إلى ربكم .. ))

... ، فاتفقت كلمتهم على ذلك الأمر .. ، و أخذوا يبحثون عن شخص له قدره و مكانته بين المسلمين في العراق ليكون قائدا لهم ... ، فاستقر رأيهم على صحابي جليل اسمه /
سليمان بن صرد .. ، فاجتمعوا عنده في الكوفة ، و أقنعوه بالفكرة .. ، فوافقهم .. ، و بدأ يحشد الحشود من مدن العراق حتى التف حوله معظم الشيعة ... !!!

.. ، و في هذا الوقت ..

وصل إلى العراق شخص خبيث .. منافق .. كذاب .. اسمه / المختار الثقفي .. ، و رأى التفاف جماهير الشيعة حول الصحابي / سليمان بن صرد .. ، فطمع المختار الثقفي أن يكون هو ( الزعيم ) الذي يجمع الشيعة و يتحرك بهم .. ، فقد كان يحب السلطة ، و يعشق الكرسي .. ، و يحلم بذلك اليوم الذي يصبح فيه ملكا متوجا على العالم الإسلامي ... ،
فأراد أن يستغل قوة الشيعة و أعدادهم الكبيرة ليحقق بهم مطامعه .. !!!!

.. ، و لما رأى المختار حالة الندم التي عمت الشيعة ، و رغبتهم القوية في الانتقام للحسين ، قرر أن يلعب على هذا الوتر .. ، و أن ينادي في الناس بنفس تلك الشعارات الرنانة التي تجذب الناس ، و تلعب بمشاعرهم .. ، و أقصد بذلك : شعارات الانتصار لآل البيت ، و الانتقام للحسين ، و الندم على ما كان من خذلانهم .. ، و في الحقيقة أن المختار الثقفي كان لا يعنيه شيئ من ذلك .. كان لا يرى إلا نفسه و مصلحته الشخصية ، ولكنه أراد أن يركب الموجة ...!!!

.. ، و حتى يجذب إليه أعدادا من هؤلاء الشيعة الملتفين حول سليمان بن صرد ، أخذ يعيب فيه ، و يظهره في صورة الضعيف .. الغشيم .. عديم الخبرة .. الذي لا يستطيع أن يحقق للشيعة أحلامهم ، و سيوردهم المهالك ..
.. ، بينما كان المختار يمدح في نفسه بالكذب ، و يريد أن يحمد بما ليس فيه .. !!!
.. ، كانت بضاعته الكذب ..
كان يكذب و يكذب و يكذب حتى يصدقه الناس ..
.. ، يستخدم تلك السياسة الإعلامية الشهيرة التي تقول :
(( ما تكرر تقرر )) .. !!!!

.. ، فتارة يدعي أنه ملهم مبارك .. يأتيه الوحي من السماء .. ، و عنده من النورانيات ما لا يفهمها إلا الخواص من أهل الله .. !!

.. ، و تاره يزعم أنه المندوب السامي الذي أرسله المهدي المنتظر لإنقاذ الناس ... !!!

.. ، و تارة يدعي أن هذا المهدي المنتظر هو الإمام / محمد بن الحنفية ( أخو سيدنا / الحسين ) .. ، و يدعي كذبا أنه هو الذي بعث به إلى أهل العراق .. ، و أنه .. أي ابن الحنفية .. هو الأحق بالخلافة بعد موت يزيد بن معاوية .. !!

فكان مما قاله للناس :
(( أيها الناس .. لقد جئتكم من عند معدن الفضل ، و وصي الرضا .. الإمام المهدي .. ، و إن سليمان بن صرد إنما هو غشمة من الغشم ، و ليس بذي خبرة في القتال .. ، فإن خرجتم معه فسيقتل نفسه و يقتلكم معه .. ، فاسمعوا مني و أطيعوا .. ، ثم أبشروا ))

.. ، فالتفت جماعة منهم حول هذا الكذاب و صدقوه ... !!
.. ، و أصبح الشيعة على فرقتين ..
فرقة مع المختار الثقفي .. ، و جمهور الشيعة مع الصحابي / سليمان بن صرد .. !!!

و لكن ... من هو المختار الثقفي هذا ... ؟!!!

.. ، سيصيبك الذهول عندما تعرف أن هذا الكذاب المنافق البغيض هو ابن البطل المغوار / أبي عبيد بن مسعود الثقفي .. الذي مات شهيدا تحت أقدام الفيلة في معركة / الجسر الشهيرة التي هزم فيها المسلمون أمام الفرس أثناء فتوحات بلاد العراق ... !!!!

.. ، و لكن لا تعجب .. ، فقد مات ابن سيدنا / نوح عليه السلام كافرا .. ، و مات عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كافرا .... فمن بطأ به عمله .. لم يسرع به نسبه ...

(( فإذا نفخ في الصور ، فلا أنساب بينهم يؤمئذ ولا يتساءلون ))

.... تابعونا .....

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير .
Forwarded from أيام الصديق
#زمن_العزة

#الملف_الثاني ... 📗

👽 (( اللقيط )) ....

* كان أهل ( سلطنة عمان ) يتخبطون في ظلمات الجاهلية و الشرك .. يحكمهم ملكان أَخَوان ( جيفر ، و عبّاد ) ،
و هما ابنا ملك عمان الراحل ( الجُلَّندِي ) ....

و في سنة 8 هجرية ...

أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم
سيدنا / عمرو بن العاص ليدعوهم إلى الإسلام ، فالتقى الأَخَوَين الحاكمَين ، وعرض عليهما الإسلام ....
فاستجابا .. بعد تردد يسير .. و أسلما ... !!!!!
.. فدخل بذلك شعب ( عمان ) كله في الإسلام ...!!!!

و اختار النبي رجلا من أهل عُمان معروفا بينهم بحسن سيرته ، و صِدقِه .. وهو سيدنا حذيفة بن مِحصَن .. ليتولى مهمة جمع الزكاة من أهل عمان ..

، و تمتع شعب عمان بسماحة الإسلام و عدله ...
واستقرت أحوالهم ....

ولكن ... مع الأسف ...
عندما وصل خبر وفاة النبي ....
ظهر في عمان كذاب أشر .. اسمه ( لقيط بن مالك ) ...
ادعى النبوة ... ، و أخذ يخدع الناس بأبياتٍ يرتجلها من الشعر الهابط ... هُراء .. لا معنى له .. ، ثم يزعم أنه قرآن كقرآن محمد ، و أنه يأتيه الوحي من السماء ...!!!

فاتبعه ( الهمج و الغوغاء ) .. أصحاب المصالح ..
وارتدوا عن الإسلام .. !!!
.. ثم حشدوا له ( الجهلة و العميان ) ..
الذين يتبعون كل ناعق .. حتى كثر أنصار ذلك اللقيط .. !!

طبعا ً ...
كانوا جميعا لايريدون إلا ( السلطانية ) ....!!!

فقد وعدهم هذا ( اللقيط ) بأنهم سيغزون ( المدينة )
، و يطيحون بأبي بكر و أتباعه ..
ثم يكون له ( تاج الجزيرة ) ..
فيصبحون سادة العرب قاطبة .. كما كانت قريش ...!!!!

و بدأ ( اللقيط ) يجهز أتباعه ليحارب بهم الملكين الأخوين (( جيفر و عباد )) .. اللذين ثبتا على الإسلام ...!!!

ولم يستطع ( جيفر و عباد ) أن يواجها تلك الأعداد الضخمة التي ناصرت اللقيط ، و خرجت لتقاتل معه .. !!!

... فاضطرا أن يهربا ..، و من معهما من الأقليات المسلمة .. إلى سلاسل الجبال العمانية ..
على ساحل المحيط ... !!!!

و استولى ( لقيط ) على قصر الحكم ،
و اعتلى العرش .. ، لبس ( التاج ) الذي كان يحلم به
، و لقبوه ب ( ذي التاج ) ...!!!!

و حاول سيدنا / حذيفة بن محصن أن يدعو هؤلاء المرتدين في عمان إلى الإسلام ..
لعلهم يعودون إلى رشدهم ....

.. فأسمعوه شتما ، و كلاما قبيحا في حق النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي حق أبي بكر الصديق .... !!!!

* و أرسل ( جيفر ) من مخبأه رسالة عاجلة إلى
خليفة رسول الله .. يخبره فيها بما حدث في عمان ،
و يستنجد به من بطش ( اللقيط ) الكذاب ، و جيوشه ..!!

واضح أن حجم الفساد كان أكبر بكثير مما كلن يتوقعه سيدنا أبو بكر الصديق ... !!
فإعصار ( الردة ) يجتاح جزيرة العرب بالكامل ..
، و يضرب فيها .. هنا و هناك .. بسرعة مهولة ...!!!

و بمجرد أن انتهى ( الصديق ) من هذا الملف
.. إذا به يبدأ في قراءة ما يشيب الولدان في
الملف الثالث ... ملف ( الأحمق المطاع ) .... !!!

فتابعونا ....

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المراجع :
كتابات الدكتور / علي الصلابي
كتابات الدكتور / راغب السرجاني
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير6

🌀 (( مروان بن الحكم )) 🌴

* و في نفس العام .... 65 هجرية ..

.. بدأ مروان بن الحكم يسعى إلى التوسع .. ، فقد كان يريد أن يفرض سيطرته على كل البلاد الإسلامية ، و يعيدها إلى أحضان بني أمية ...!!
.. ، فبعد أن استقر له الأمر في الشام ، أرسل جيشا للاستيلاء على بلاد العراق ، و انتزاعها من سلطان أمير المؤمنين /
عبد الله بن الزبير .. ، و لكن هذا الجيش فشل في تحقيق هدفه ، حيث تصدى له جيش التوابين بقيادة / سليمان بن صرد كما ذكرنا من قبل ...!!

.. ، ثم أرسل مروان جيشا آخر إلى المدينة المنورة للاستيلاء على بلاد الحجاز .. ، ففشل هذا الجيش أيضا ، و رجع إلى الشام يجر أذيال الخيبة ... !!!!

... ، ففكر مروان في مصر ..
.. ، و قرر أن يخرج إليها على رأس جيش يقوده بنفسه ..

.. ، و بالفعل .. خرج مروان بجيشه ، و قاتل والي مصر الذي عينه أمير المؤمنين / عبد الله بن الزبير ..
.. ، و اشتد القتال حتى قتل الكثير من أهل مصر .. ، و شعر والي مصر أنه لن يستطيع الصمود أمام جيش مروان أكثر من ذلك .. ، فطلب عقد الصلح معه على أن يسلمه مصر في مقابل أن يسمح له بالخروج منها سالما بأهله و ماله .. ، فوافق مروان بن الحكم .. ، و توقفت الحرب ..
.. ، و اختار مروان بن الحكم ابنه / عبد العزيز ليكون واليه على مصر ، و ترك معه البطل المغوار / موسى بن نصير ليكون وزيرا له ... ..

.. ، و عبد العزيز بن مروان .. كما تعلمون .. هو والد سيدنا / عمر بن عبد العزيز .. ذلك الخليفة الراشد الذي سيضيئ صفحات زمن العزة بسيرته العطرة قريبا جدا ....

.. ، و مكث مروان بن الحكم في مصر شهرا حتى استتب له الأمر فيها .. ، ثم رجع إلى دمشق ..

* و توفي في هذا العام .. في مصر .. الصحابي الجليل /
عبد الله بن عمرو بن العاص .. ، و قد كان من خيار الصحابة و علمائهم و عبادهم .. ، كان يصوم النهار و يقوم الليل .. و كان عاقلا واسع العلم .. ، أسلم قبل أبيه .. ، و كان أصغر منه سنا ب 12 عاما فقط ...!!!!
، فقد كان هذا الزواج المبكر أمرا عاديا جدا ، و يتكرر كثيرا في تلك البيئة العربية القديمة .. ، فلا عجب إذن من أن يتزوج رسول الله من السيدة عائشة و هي في التاسعة من عمرها .. ، و لا عجب كذلك من أن تقرأ في كتب النصارى أن السيدة مريم بنت عمران كانت حاملا في السيد المسيح عيسى ، و هي في الثانية عشرة من عمرها .. ، و كانت مخطوبة قبل ذلك ليوسف النجار ... !!!!!!

............ ........... ............ .............

.. ، و جعل مروان ولاية العهد من بعده إلى ابنه / عبد الملك ، ثم إلى ابنه الثاني / عبد العزيز .. ، و وافقه أعيان الشام و أشرافها ، و بايعوه على ذلك ..... !!!

.. ، ثم توفي مروان بن الحكم .. في نفس العام .. عن عمر يناهز ال 63 عاما ، بعد أن تولى الحكم لمدة لم تتجاوز التسعة أشهر فقط .. !!!

* مروان بن الحكم يعتبر من الصحابة عند بعض أهل العلم ، فقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو طفل في الثامنة من عمره .. ، فهو يعد من أبناء الصحابة .. !!
.. ، و عند طائفة من أهل العلم هو في الطبقة الأولى من طبقات التابعين .. !!
.. ، و قد روى أحاديث صحيحة عن رسول الله .. ، و هو من سادات قريش و فضلائها .. ، و قد كان سيدنا / عثمان بن عفان يكرمه و يعظمه .. ، كما كان سيدنا / معاوية بن أبي سفيان يثق فيه و يستعمله .. ، و ولاه على المدينة أكثر من مرة ... !!
.. ، و كان له موقف مشرف في أيام خلافة / عثمان بن عفان حينما حاصر الهمج السبئيون داره ، و هددوه بالقتل ..
.. ، فقد كان مروان بن الحكم وقتها شابا فتيا شجاعا .. ، فقاتلهم قتالا شديدا ، و كان معه .. جنبا إلى جنب .. سيدنا / عبد الله بن الزبير ، و سيدنا / الحسن ، و الحسين ... يدافعون عن ذي النورين ، و يفدونه بدمائهم و أرواحهم ... !!!

.. ، كان مروان بن الحكم فقيها .. ، عالما بالقضاء .. ، شديدا في حدود الله .. ، حريصا على قراءة كتاب الله ...!!

.. ، ثم صار به الحال في آخر حياته إلى أن ينازع أمير المؤمنين / ابن الزبير على الحكم .. ، فقضى شهوره الأخيرة من الدنيا يقاتل ، و يريق الدماء من أجل الكرسي .... !!!!

.. ، و هو نفسه كان يتعجب من حاله ، و يبكي و يتحسر على نفسه .. ، و يقول :
(( قرأت كتاب الله منذ أربعين سنة .. ، ثم أصبحت فيما أنا فيه من إهراق الدماء ، و هذا الشأن )) .. !!

.. ، و رغم كل ما فعل من أجل أن يكون له الملك و السلطان ، لم يمكث في الحكم إلا تسعة أشهر فقط .. !!
، ثم مات و أصبح ترابا تحت التراب ...
.. سامحه الله و عفا عنه ... !!!!!

... ، فهل من مدكر ... ؟!!!
... ، هل من متعظ ... ؟!!!

... اللهم ثبتنا على الحق .. ، و حسن خواتيم أعمالنا ....
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ...

* و السؤال الذي أختم به هذا الفصل :
هل كان للمسلمين خليفتان في وقت واحد ... ؟!!!!
Forwarded from أيام الصديق
#زمن_العزة

#خلافة_أبي_بكر

(( الأحمق المطاع 1 )) 👽

إنه ( عيينة بن حصن ) ....
كان زعيما من زعماء الأعراب ...
عرف في جاهليته بفظاظته وغلظته ، و سلاطة لِسانه ..
كما كان حالُ كثير من الأعراب .. !!

... حتى أنه استاذن يوما ليدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي :
( ائذنوا له ، فبئس أخو العشيرة )

، فلما دخل عليه .. تبسم له النبي ، و ألانَ له الكلام ..!!

* فتعجبت السيدة عائشة من تصرف النبي
صلى الله عليه و سلم معه ، رغم ما قاله عنه ...؟!!

* * فقال لها النبي :

(( إنَّ شرَّ الناس ، مَن تركَهُ الناسُ اتقاءَ فحشِهِ ))

و قبل أن أحكي لكم عما فعله الأحمق المطاع في حروب المرتدين عندما تولى أبو بكر الخلافة ..
تعالوا أولا نتعرف على سيرته عن قرب ..

و لنبدأ الحكاية من أولها ...
فلعلكم تتساءلون : ( ماذا سمى بالأحمق الطاع .... ؟!! )

عيينة بن حصن كان سيد قومه ..
من إحدى قبائل غطفان الذين كانوا يسكنون منطقة نجد .. في قلب جزيرة العرب .. ( قريبا من مدينة الرياض حاليا ) ...

* و كانت القبائل في منطقة نجد قبائل شديدة الشراسة .. يعيشون على قطع الطرق و السلب و النهب ...!!!!

ومما يثير الضحك و السخرية أن نتعرف على تلك
المؤهلات الرائعة التي جعلت من ( عيينة ) سيدا مطاعا في قومه ...

لقد كان أبوه ( حصن ) هو زعيم القبيلة ..
و في آخر حياته ضربه أحد خصومه بطعنة في مقتل .. فاشتد مرضه ..، و كان يعاني من آلام شديدة ...
فجمع أولاده العشرة ، وقال لهم :

(( إن الموت أهون عليَّ من هذا الألم الشديد الذي أصابني .. .. فأيكم يُطيعني ..؟!!! ))

، فقالوا : (( كلنا يطيعك يا أبانا ... فبماذا تأمرنا ؟ ))

* فقال لابنه الأكبر :
(( خذ سيفي هذا .. فضعه على صدري
.. ثم اتكئ عليه حتى يخرج من ظهري .. لأستريح من هذا العذاب يا بني .. ))

* فقال له ابنه الأكبر :

(( ياأبتاه ...!!! ، وهل يقتل الرجل أباه ...؟!!! ))

فطلب نفس الطلب من أبنائه جميعا .. واحدا واحدا ...
فرفض أبنائه أن ينفذوا ذلك ...

* إلا ابنه البار (( عيينة )) ... !!!
أخذ السيف .. ، ورفعه على صدر أبيه ، و قال له :

(( يا أبتِ ... إن كان في هذا راحتك ..
، فمرني كيف أصنع ؟!!! ))

* فقال له أبوه : (( ألق السيف يا بني .. فإنما أردت فقط أن أختبركم لأعرف أيكم أطوع لي في حياتي ، فيكون الأطوع لي بعد موتي ..
أنت سيد ولدي يا بني .. ، و سيد قومك من بعدي ))

... ثم أوصى قومه أن تكون الرياسة بعد موته ...
لابنه المطيع (( عيينة بن حصن )) ....!!!

و استطاع عيينة أن يأخذ بثأر أبيه من قاتِلِه
، و أصبح بذلك رئيسا مطاعا على ( قطيع من الهمج ) ..
لا عقول لهم .. مستعدين دائما بسيوفهم .. رهن إشارته .. !!

.. و كانوا ألف مقاتل ..
إذا أمرهم عيينة بالقتال يخرجون معه بلا تردد ..
فلا يتساءلون : ما الذي أغضبه ..؟!!!
، ولا على أي شيئ يقاتلون و يقتلون ... ؟!!!

...و لذلك لقب ( بالأحمق المطاع ) ....!!!

و كانت أولى الإنجازات العظيمة للأحمق المطاع أن سخر أتباعه هؤلاء في الحرب ضد الإسلام ....!!

.. فقد استجاب للمخطط ( اليهودي ) الآثم الذي دبره عشرون من زعماء يهود خيبر ... !!!

ذلك الوفد اليهودي الذي طاف في جولة مكوكية بين قبائل العرب .. فبدأوا بمكة .. فعرضوا مخططهم على زعماء قريش .. حيث أقنعوهم بضرورة أن تتناسى القبائل العربية المختلفة خلافاتها القديمة ، و أن تحدوا جميعا ضد الإسلام .. فيجهزوا أكبر جيش عرفته جزيرة العرب
لغزو المدينة ، و استئصال شأفة المسلمين نهائيا ....!!!!

.. ثم تحرك الوفد اليهودي إلى غطفان .. فقابلوا ( عيينة ) ،
و أقنعوه بأن ينضم بجيشه إلى ( قوات التحالف )
في مقابل أن يكون له نصف ثمار خيبر ..!!

* فعيينة و قومه ليست لهم قضية تشغلهم ..
( مرتزقة ) .. لا يهمهم إلا ( المال ) ....!!!

و تمكن الوفد اليهودي الخبيث من إعداد
( جيش الأحزاب ) الذي كان قوامه عشرة آلاف مقاتل لغزو المدينة ...، و وعدوهم بأنهم سيقدمون لهم كل ما يستطيعون من الدعم و التمويل ، و الطعام ... !!

وفي ساعة الصفر التي حددها ( اليهود ) ..

خرج الأحمق المطاع يسوق ( قطيعه ) من الهمج ليتحرك مع جيش الأحزاب العرمرم نحو المدينة ...!!

فكانت المفاجأة ...

فقد جهز لهم المسلمون ذلك ( الخندق ) الضخم الذي عطل كل حساباتهم ، و أفشل خطتهم .. فحاصروا المدينة على أمل أن يجدوا ثغرة ينفذون منها إلى جيش المسلمين ...!!

** و استأذن النبي أهل المدينة أن يعرض على ( عيينة بن حصن ) عرضا لينسحب بقواته من جيش الأحزاب حتى يخف الحصار .. فرسول الله يعرف جيدا أن عيينة و قبيلته لا يهمهم إلا المال .. فلو عرض عليهم ثلث ثمار المدينة مقابل الانسحاب فسيكون عرضا مغريا جدا لهم ...
و لكن الأنصار آثروا الصمود فلم يقبلوا بذلك الاقتراح

* تابعوا الجزء٢ من الحلقة
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير7

🐍 (( المختار الثقفي .. ذو الوجهين )) 👥

من الأخبار الغيبية التي أنبأ بها رسول صلى الله عليه وسلم في حياته ، ثم حدثت بعد موته تماما كما أخبر ، فصارت من دلائل النبوة .. ، أنه قال :
(( يخرج من ثقيف كذاب و مبير )) .. ، و التي روت هذا الحديث هي السيدة / أسماء بنت أبي بكر .. أم سيدنا /
عبد الله بن الزبير .. ، و قد عاشت حتى عاصرت ذلك الكذاب المنافق (( المختار الثقفي )) الذي ادعى أنه يأتيه جبريل بالوحي من السماء ..
.. ، كما عاصرت المبير (( الحجاج بن يوسف الثقفي )) ..
و كلمة مبير تعني : الطاغية الظالم سفاك الدماء .. !!!!
.......... .......... ........... .........

و قبل أن أكمل الأحداث .. أحب أن أعرفكم على هذا الكذاب : المختار الثقفي ، و أن أذكر لكم شيئا عن سيرته لتتعرفوا على شخصيته الحربائية المتلونة ..
.. ، و حتى يتبين لكم كيف أنه ليست له قضية كما كان يدعي للناس ، و ليس له مبدأ .. إنما كان كل ما يعنيه أن يكون هو
(( الزعيم )) .... :

* كان أول ظهور للمختار الثقفي على مسرح الأحداث في العراق كواحد من رؤوس الخوارج الذين ناصبوا العداء لعلي بن أبي طالب ، و لآل بيته الأطهار ... !!

* ثم نجده يتحول فجأة في زمن يزيد بن معاوية ، فيصبح مع الشيعة ، و يعلن مناصرته لسيدنا / الحسين ، و ينادي بالبيعة له على يد ابن عمه / مسلم بن عقيل ...
.. ، و عندما يصل خبره إلى والي الكوفة / عبيد الله بن زياد
( ابن مرجانة ) يأمر باعتقاله فورا ، و يعاقبه بالضرب مائة جلدة ، ثم يحبسه ... ، ثم يضطر لإخراجه من السجن ، و طرده من العراق لأن البعض شفع له عند أمير المؤمنين / يزيد بن معاوية .. ، فأسل الخليفة إلى ابن مرجانة يأمره بإطلاق سراح المختار الثقفي فورا ... !!

* و بعد أن طرد من العراق نراه في المشهد الثالث ..
في مكة .. عند عبد الله بن الزبير ...
فإذا به يقدم له آيات الولاء و الطاعة ، و يبايعه على الخلافة ، فيصبح من أكابر أمرائه ، و من أقوى المناصرين له ..
.. ، و عندما فرض جند الشام الحصار على مكة بقيادة حصين بن نمير ، إذا بنا نشاهد المختار الثقفي يقاتل أشد القتال دفاعا عن عبد الله بن الزبير ...!!!

* و بعد موت يزيد بن معاوية .. يسمع المختار الثقفي باضطراب الأوضاع في العراق ، و تصله أخبار ثورة الشيعة هناك .. ، فيبدأ ساعتها في انتقاد عبد الله بن الزبير و الاعتراض عليه في بعض الأمور .. ، حتى كان يظهر مدحه في العلانية ، و يسبه في السر .. !!
.. ، و يكثر من مدح محمد بن الحنفية .. !!

* ثم نجده يترك هذا كله ، و يتحرك من مكة إلى العراق فينادي في الشيعة لإمامة محمد بن الحنفية ، و يدعي كذبا أنه هو الذي أرسله إليهم للانتقام من قتلة الحسين ، و الانتصار لآل البيت .. ، و يزعم لهم أن محمد ابن الحنفية هو المهدي المنتظر الذي يجب أن يبايعوه ، و ينصروه خلفا للحسين ... !!!!

* فصدقه الكثير من الشيعة و التفوا حوله .. ، ثم اشتد أمره و استفحل بعد استشهاد أمير التوابين / سليمان بن صرد و انهزام جيشه .. ، حيث كثر أصحاب المختار الثقفي بعدها و بايعوه في السر ...!!

* فلما شعر بقوته و كثرة أتباعه قرر أن يقوم بانقلاب عسكري على حكم عبد الله بن الزبير في العراق .. !!
.. ، و بالفعل تحرك بجيشه ليقاتل والي الكوفة المعين من قبل سيدنا / عبد الله بن الزبير .. ، و دار قتال عنيف في أطراف الكوفة انتصر فيه المختار الثقفي .. ، و دخل بجيشه و حاصر قصر الإمارة بالكوفة ، و تمكن من طرد والي عبد الله بن الزبير من الكوفة .. ، ثم دخل القصر ، و اعتلى عرش الإمارة ، و فرض سيطرته على الكوفة بالكامل ... !!!!

* و أخذ المختار الثقفي يتحبب إلى أهل الكوفة ، و يحسن معاملتهم ، و يتلطف في الحديث معهم حتى أحبوه ..
.. ، و أغدق العطاء لقيادات جيشه و جنوده الذين قاتلوا معه بإخلاص حتى أوصلوه إلى كرسي الحكم .. ، فزاد من رواتبهم ، و غمرهم بالمكافآت و المنح ... !!!

* و كان يخطب في الناس مؤكدا لهم أنه جاء لينتقم من قتلة الحسين .. ، و أنه لن يهدأ له بال حتى يحقق ذلك .. ، و أخذ يعدهم و يمنيهم (( و ما يعدهم الشيطان إلا غرورا )) ... !!!

* فبايعه الناس ، و صدقوه ..
.. ، و أصبح شعار (( الحرب ضد قتلة الحسين )) على كل لسان .. ، و في كل مكان .. ، و كان المختار الثقفي يخرج لينادي في الناس بمنتهى الحماس و الحزم ، فيقول :
(( يا ثارات الحسين )) ... !!!

* و بالفعل بدأت القوات الخاصة التابعة للمختار الثقفي تنتشر في أرجاء العراق لتتبع كل من شارك في قتل الحسين شريفا كان أو وضيعا ... ، و قامت تلك القوات بحملة اعتقالات واسعة النطاق .. ، فكان هؤلاء الذين شاركوا في قتل الحسين يسعون إلى الهرب من الكوفة بأية وسيلة .. ، و يحاولون الاختباء من أعين قوات الأمن التي كانت تبحث عنهم ، و تترصدهم في كل مكان .. !!
Forwarded from أيام الصديق
#زمن_العزة

#الأحمق_المطاع ١
الجزء الثاني من الحلقة الأولى

و صبر المسلمون صبرا عظيما ..
حتى نصرهم الله بتلك الريح العاتية التي أرسلها على معسكر الأحزاب حتى اضطرتهم إلى الانسحاب ... !!!!

* ثم تنقلنا الكاميرات إلى مشهد آخر حدث بعد سنة ...

فقد وصلت الأخبار إلى عيينة بن حصن أن إبلا للمسلمين خرجت ترعى في منطقة كانت تسمى ( الغابة ) ...
و هذا المرعى قريب جدا من غطفان ...
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخرج مع تلك الإبل غلامه ( رباح ) ، ومعه الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع

.. فوجدها الأحمق المطاع فرصة ذهبية لإيذاء المسلمين
فجهز فرقة من 40 فارسا للقيام بعملية قرصنة للاستيلاء على تلك الإبل ....!!!!

و بالفعل أغاروا على الإبل .. و استاقوها جميعا .!!

* و لم يكن أمام ( سلمة بن الأكوع ) إلا حل واحد ..
وهو أن يعطي فرسه لرباح حتى يسرع به إلى المدينة ليستنجد بالنبي .. ، وفي نفس الوقت يستغل سيدنا / سلمة مهارته الخاصة في ( العدو السريع ) ليلحق بهؤلاء القراصنة .. ...
كان العرب يقولون ( سلمة بن الأكوع لا تدركه الخيل ) ..
لسرعته المذهلة في الجري ...!!!

فأخذ سلمة يجري وراء فرسان الأحمق المطاع .. حتى اقترب منهم ، و أخذ يرميهم بالنبل ..
فأصابهم ، وعقر بعض خيولهم ...!!!
.. فحاولوا مطاردته.... ولكنه كان يجري منهم بسرعة ..
ثم يختبئ بين الأشجار .. حتى يئسوا من مطاردته ، و عاودوا السير ..!!

فأسرع .. العداء العالمي .. سلمة بن الأكوع وراءهم مرة أخرى ، و أخذ يرميهم بالنبل والحجارة ... !!!

فلما خشي القراصنة أن يُدركهم النبي بجيشه ،
تركوا الإبل .... ، و أسرعوا هاربين ..
، وأخذوا يُلقون بعض ما يَحملونه من الأمتعة ، و الثيابٍ ليتخففوا أثناء الهرب ..!!!

، و سلمة من ورائهم لا يتوقف عن المطاردة ..
حتى وصل إليه النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه ..
و كان معه 500 مقاتل .. فحدث اشتباك سريع بين الفريقين ، استشهد فيه مسلم واحد ، وقُتِل فيه قائد هؤلاء القراصنة .. ثم فرَّ الباقون .. فلم يتتبعهم النبي ، و اكتفى باسترداد الإبل ..
* و لكن سلمة لم يكتف بتلك النتيجة ..
فأخذ يطاردهم وحده ..
يجري وراء خيولهم ( على قدميه ) ، و هم يفرون منه ...
إلى أن غربت الشمس ...!!

فلما أصابهم العطش و الإرهاق الشديد اضطروا أن ينزلوا عند بئر ماء يسمى ( ذي قَرَد ) .. فما تركهم سلمة يشربون منه قطرة واحدة .. بل أخذ يرميهم حتى قاموا هاربين ....، واستمرت المطاردة حتى وصل النبي بجيشه إلى سلمة في وقت العِشاء ...!!!
فطلب منه سلمة 100 فارس ليلحق بهؤلاء الهمج فيأسرهم ، ويغنم منهم .. ، ولكن النبي اكتفى بذلك ، و مدح صنيع ( سلمة بن الأكوع ) ، وكافأه على جهاده هذا .. بأن أعطاه من الغنائم .. و لأول مرة .. سهمين ( سهم راجل ، وسهم فارس ) .. فسلمة كان راجلا ( يجري على رجليه ) ولكنه كان كالفارس في سرعته ، و قوته .... سبحان الله ... !!

* هذه الغزوة سميت بغزوة ذي قرد : بفتح القاف و الراء ، و تسمى أيضا ( غزوة الغابة ) .. و كانت في سنة 6 هجرية

وفي العام 8 من الهجرة .....
فجر عيينة بن حصن مفاجأة من العيار الثقيل ..
أذهلت العرب و المسلمين جميعا....!!

.... لقد أشهر هذا الخصم العنيد إسلامه ....!!!!

** و أسلمت قبيلته معه بالكامل ...!!!

* تابعونا ......

🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير8

☠️⁩ (( أمير الانتقام )) 🔥

في الكوفة .....
لما عرف قادة و أشراف الناس الذين شاركوا في ذلك الجيش الذي قاتل سيدنا / الحسين في كربلاء بحملة الاعتقالات التي أطلقها المختار الثقفي لتستهدفهم .. ، اجتمعوا و اتفقوا على أن يقوموا بدعاية مضادة ليظهروا حقيقة المختار الثقفي الكذاب لهؤلاء الناس الذين خدعوا بكلامه المعسول و شعاراته البراقة ، حتى ظنوه بطلا قوميا عظيما ، و اعتبروه
(( أمير الانتقام )) الذي سيخلصهم من المفسدين في الأرض ... !!

.. ، و بالفعل أخذوا يتحركون بين أهل الكوفة ، و يقولون لهم : (( كيف تصدقون هذا الكذاب المنافق ..؟!!
.. إن محمد بن الحنفية لم يبعثه إليكم مندوبا عنه كما يزعم ... ، و لم يأمره بشيئ ..
.. ، و لا يرضى محمد بن الحنفية بما يفعله هذا الكذاب
، و لا ما يقوله على لسانه .. ، إنه كذاب فلا تصدقوه ... ))

* ثم قرر هؤلاء المشاركون في قتل الحسين أن يجهزوا أسلحتهم ، و يجمعوا أنصارهم ، ثم يخرجوا لقتال المختار الثقفي و جنوده .. !!

........ ........... .............. .......

......... جبانة السبيع ..........

.. ، فلما سمع المختار الثقفي بخروجهم انفرجت أساريره من الفرحة .. ، فهذا .. بالضبط .. الذي كان يتمناه حتى يظهر مصداقيته أمام كل أهل الكوفة ..
... ، فجهز جيشه ، و أمر جنوده أن يستميتوا في قتالهم حتى يستأصلوهم نهائيا .....

.. ، و التقى الفريقان في نواحي الكوفة في ذي الحجة سنة 66 هجرية ..
.. ، و دار بينهما قتال شديد في يوم عرف باسم
(( جبانة السبيع )) .. ، و كثر القتلى من الفريقين ...
.. ، و لكن انتصر جيش المختار الثقفي في نهاية اليوم .. ، بعد أن قتلوا من قتلة الحسين 800 رجل ، و أسروا 500 ..!!

.. ، فسبحان الذي سلط الظالمين على الظالمين ... !!!

.. ، ثم جاءوا بالخمسمائة أسير ، و عرضوهم على المختار الثقفي .. ، فقال لجنوده :
(( انظروا من كان منهم قد شهد قتل الحسين ، فاقتلوه )) ..
.. ، فقتلوا منهم 240 رجلا ، و أطلقوا سراح الباقين ... !!

.. ، و بعد تلك الهزيمة المنكرة التي وقعت لقتلة الحسين في جبانة السبيع بدأوا يهربون من الكوفة إلى البصرة ، يطلبون النجدة و الغوث من مصعب بن الزبير والي البصرة بصفته خصم المختار الثقفي الأقوى في العراق .. !!

.. ، و كان من هؤلاء الهاربين شمر بن ذي الجوشن ....!!!
..... تذكرونه طبعا .....

........... ........... .............

* الأول ..............

هرب شمر بن ذي الجوشن مع بعض أصحابه في طريقهم إلى البصرة .. ، فأرسل المختار الثقفي غلامه / زرنب ليتتبعه .. ، فلما اقترب منه قاتله شمر فقتله ... ، و استطاع شمر و أصحابه أن يصلوا إلى البصرة و يختبئوا فيها ...

.. ، فأرسل المختار الثقفي أمير حرسه .. واسمه / أبو عمرة .. مع فرقة من العسكر ليبحث عن شمر في كل مكان في البصرة ...
.. ، و بعد البحث و التنقيب تمكن أبو عمرة من معرفة مخبأهم ... ، فكبس عليهم ليلا ، و فاجأهم قبل أن يلبسوا أسلحتهم .. ، فقام شمر بن ذي الجوشن عريانا ، و أمسك رمحه بسرعة ، و أخذ يدافع عن نفسه ... ، بينما فر أصحابه هاربين .. ، ثم سمعوا جنود أبي عمرة يصيحون بأعلى صوت : (( الله أكبر .. قتل الخبيث )) فعرفوا أنهم قتلوه .. ، فلاذوا بالفرار ... !!!
.. ، و عاد أبو عمرة برأس شمر بن ذي الجوشن إلى المختار الثقفي .. ، فكانت فرحة عظيمة أن انتقم الله سبحانه من هذا المجرم (( الأول )) الذي فعل الأفاعيل بسيدنا / الحسين و أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ...

... ، و استغل المختار الثقفي تلك الفرصة ..
.. ، فقام يخطب في الناس ليستعيد ثقة هؤلاء الذين بدأوا يشكون فيه من أهل الكوفة .. ، و أخذ يحرضهم على قتل قتلة الحسين قائلا :
(( أيها الناس ... كيف نترك أقواما قتلوا الحسين يمشون في الدنيا أحياء آمنين ... ؟!!
أيها الناس ... إني أستعين بالله عليهم ، فالحمد لله الذي جعلني سيفا أضربهم ، و رمحا أطعنهم ، ... فاتبعوهم حتى تقتلوهم .. ، فإنه لا يسيغ لي طعام و لا شراب حتى أطهر الأرض منهم ... ))

......... ........... .......... ............

* الثاني .........

.. ، ثم أمر عسكره بأن يبدأوا حملة اعتقالات واسعة في كل الكوفة .. !!
.. ، و بالفعل ... قامت قوات الأمن باعتقال العديد من قتلة الحسين .. ، و أوقفوهم بين يدي المختار الثقفي .. ، فأمر بقتلهم جميعا .. ، و كان يقتلهم بإحدى ثلاثة طرق :
إما أن يرموا بالنبال حتى الموت .. ، أو أن تقطع أطرافهم ثم يتركوا هكذا حتى يموتوا .. ، أو أن يحرقوا بالنار ... !!

... فسبحان المنتقم الجبار .... !!!

.. ، و كان من بين هؤلاء المعتقلين .. المجرم (( الثاني )) .. الذي احتز رأس الحسين بسيفه .. ، فلما قدموا به إلى المختار الثقفي أمر بقتله ، ثم حرق جثته أمام الناس ... !!!
Forwarded from أيام الصديق
#زمن_العزة

#خلافة_أبي_بكر

(( الملف الثالث : #الأحمق_المطاع2 👽 ))

معظم الأعراب لما دخلوا في الإسلام لم يتأدبوا بآدابه و أخلاقه .. بل ظلوا على غلظتهم ، و حدة ألسنتهم ... حتى أن الصحابة .. رضوان الله عليهم .. كانوا يتحاشون التعامل ، أو حتى مجرد الحديث معهم.... !!

فكما رأينا ...
النبي صلى الله عليه وسلم يصف عيينة بن حصن بعد أن دخل في الإسلام فيقول عنه : ( بئس أخو العشيرة )

* أيضا ( الأقرع بن حابس ) .. و كان أعرابيا .. من زعماء بني تميم .. يدخل على النبي .. بعد إسلامه ..
فيتعجب عندما يراه يقبل الحسن ..!!
و يقول :
(( إن لي عشرة من الولد ، مافعلت ذلك مع أحد منهم ))
.. فيرد عليه النبي قائلا : (( من لا يرحَم ، لا يُرحم )) ...!!

ومع ذلك أنزل النبي زعماءَ القبائل ، وسادات قريش منازلهم ، وأكرمهم كرما واسعا عندما دخلوا في الإسلام .. لأنه كان يعرف ضعف إيمانهم ، فأراد أن يشعرهم بأن الإسلام جاء لهم بالخير ، و الأموال .. إلى أن يخالط الإيمان ببشاشته قلوبهم مع الوقت ، فيعرفوا أن ( الإسلام ) هو أعظم نعمة .. خير من الدنيا و ما فيها ....
، كما أن هؤلاء الزعماء اتبعهم خلق كثير أسلموا بإسلامهم

لذلك أرسل النبي ( قطعة ذهبية ) هدية للأقرع بن حابس عندما أسلم .. ، و أجزل العطاء لهؤلاء المؤلفة قلوبهم عند تقسيم غنائم ( غزوة حنين ) ...
فأعطى أبا سفيان وحده 100 من الإبل ،
و أعطى لكل من ولديه ( يزيد ، و معاوية ) 100 أخرى
، و أعطى الأحمق المطاع .. ، و الأقرع بن حابس مثلهم ...
، و غيرهم ، و غيرهم ....!!
حتى شاع بين الأعراب أن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، فازدحموا عليه يطلبون المال حتى اضطروه إلى شجرة فاختطفت عنه رداءه ...!!
فأخذ يقول : (( أيها الناس ، ردوا علي ردائي .... )) .. !!!

* و هذا التقسيم أحزن أحباب النبي من الأنصار حيث لم يعطهم من هذه العطايا شيئا على الإطلاق ...، ولم يفهموا هدف النبي من وراء ذلك .. فظهر بينهم الاعتراض حتى وصل غضبهم للنبي .. فجمعهم ، و أفهمهم مقصده ...

* ولكن ...
رغم إكرام النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الأعراب ..
إذا بنا نراهم .. و بمجرد أن سمعوا بوفاة النبي .. هم الذين حملوا لواء ( الردة ) ....!!!!

و حتى في حياته ..
فضحتهم مواقفهم مع النبي ،
و أظهرت نواياهم منذ الوهلة الأولى .... !!!

.. فتعالوا بنا نشاهد موقفهم العجيب بعد تقسيم غنائم ( غزوة حنين ) .. فبعد أن جعل النبي النصيب الأكبر منها لهم كما ذكرنا ..... حدثت المفاجأة .... !!

.. فقد أرسلت ( قبيلة هوازن ) .. وهي إحدي القبائل التي كانت تحارب النبي في ( حنين ) .. أرسلت وفدا للنبي يعلنون إسلامهم ، ويطلبون منه أن يَرد إليهم أموالهم ، و نسائهم ، وأولادهم ، التي غنمها المسلمون في تلك الغزوة ...!!!

المشكلة أن الغنائم كانت قد قسمت بالفعل .. على النحو الذي ذكرناه ...!!

لذلك اضطر النبي أن يخير ( هوازن ) :
إما أن تأخذوا نسائكم ، و أولادكم ..
و إما أن تأخذوا أموالكم ... ؟

و بالطبع اختار وفد #هوازن النساء و الأولاد ...

استأذن النبي من المسلمين أن يردوا النساء و الأطفال لهوازن ، فاستجاب الصحابة الكرام ..
و اعترض الأعراب اللئام ....!!!

* قال الأقرع بن حابس : (( أمّا أنا ،و بنو تميم .. فلا ))

* و قال الأحمق المطاع :
(( وأما أنا ، و بنو فزارة ( قبيلته ) .. فلا )) ....!!

.. امتنع الأعراب عن ردّ السبي لهوازن ....!!!

* فاضطر النبي أن يعرض علي الأعراب عرضا مغريا ليوافقوا .. ، فقد وعد أن يكافئ كلّ من يوافق على رَد السّبي إلى هوازن بستة أضعاف ما يتركه لهم اليوم ، من أقرب غنائم قادمة ..
(( يعني : من يتنازل عن جارية واحدة اليوم لهوازن ، فسيعطى بدلا منها سِت جواري من السبي القادم .... ))

.. فلما سمع الأعراب ذلك العرض .. وافقوا طبعا ..!!
و ردوا النساء و الأطفال إلى هوازن .... إلا شخص واحد فقط .... !!!!
إنه ( الأحمق المطاع ) كانت تحت يده من السّبي إمرأة عجوزة رفض أن يَردها إلى أهلها ، و زعم أنها ذات مكانة و نسب في قومها ، و أنهم سوف يفدونها بمال كثير ... !!!

فأخذ المسلمون يعترضون عليه ، يسخرون من موقفه هذا حتى اضطر في النهاية أن يرد العجوز إلى أهلها ..!!!

* و لكن ..
ما حدث منه في ( غزوة الطائف ) كان أعجب و أعجب

* غزوة الطائف سنة 8 هجرية

كانت امتدادا لغزوة حنين .. فبعد انتصار النبي صلى الله عليه وسلم في حنين أراد أن يطارد فلول المشركين الفارين من أرض المعركة .. و كانوا من ثقيف ( من الطائف ) ، فتحصنوا فيها
و فرض النبي حصارا على حصن الطائف ليضطرهم إلى الاستسلام ، و طال أمد الحصار أكثر من عشرين يوما دون أن تظهر أي بارقة أمل أن يتمكن المسلمون من فتح الحصن ،
و أصيب المسلمون بجراحات بالغة.. ، واستشهد عدد منهم بسبب القذائف و النبال التي كانت تنهال عليهم من داخل الحصن ...!!
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير9

🍂 (( الأقطاب الثلاثة )) 👤👥

* في تلك الفترة المفصلية العصيبة من تاريخ الأمة كانت تتجاذب خريطة العالم الإسلامي ثلاثة أقطاب كبرى ..
و كل قطب يشد بقوة من ناحيته ، و يسعى أن يوحد البلاد الإسلامية كلها تحت سلطانه .. حتى بات من المتحتم أن تشهد الساحة الإسلامية قريبا أحد أمرين :
إما حربا شاملة ينتصر فيها القطب الأقوى ..
.. ، أو أن يتعامل كل قطب مع الآخر بسياسة تكسير العظام حتى يشل أركانه و يسحب البساط من تحته ببطء ... !!!

.. ، و هذه الأقطاب الثلاثة هي :

* سيدنا / عبد الله بن الزبير .. خليفة المسلمين الشرعي .. الذي يسيطر على بلاد الحجاز ، و الذي تمكن من إخضاع أجزاء من العراق و بلاد فارس بعد أن نجح في القضاء على ثورة الخوارج (( الأزارقة )) الذين أشعلوا الفتنة بعد موت الخليفة الأسبق / يزيد بن معاوية ، و طمعوا في السيطرة على بلاد العراق .. لولا بطل الإسلام الفذ / المهلب بن أبي صفرة الذي اختاره سيدنا / عبد الله بن الزبير ليكون واليا على إقليم خراسان في بلاد فارس ، فتمكن المهلب من إخماء فتنة هؤلاء الخوارج ، و تصفية كوادر (( الأزارقة )) و رؤوسهم ، و القضاء على أعداد كبيرة من أنصارهم بعد سلسلة من المواجهات العنيفة بين الفريقين ... !!

.. ، فلا تنس اسم ذلك البطل (( المهلب بن أبي صفرة )) فسيكون له شأن عظيم في الصدام القادم الذي سيقع بين دولة عبد الله بن الزبير ، و دولة المختار الثقفي .. قريبا ...

و القطب الثاني هو : عبد الملك بن مروان الذي نصب نفسه أميرا للمؤمنين بعد موت أبيه ، و بايعه أهل الشام و مصر .. ، و كان يعتبر أن الخلافة لا ينبغي أن تكون إلا في بني أمية كابرا عن كابر .. بالتوريث ... !!!

* و أما القطب الثالث .. فهو المختار الثقفي الكذاب ، الذي اعتلى عرش الكوفة و بايعه أهلها ، و أخذ يتوسع في بلاد العراق مستعينا بقوة الشيعة كما رأينا ..
، و كان يزعم أن الخلافة يجب ان تعود إلى آل بيت النبي كما كانت ، بعد أن اغتصبها منهم بنو أمية ظلما و عدوانا .. ، و لذلك كان ينادي بالبيعة لمحمد بن الحنفية لأنه ابن سيدنا / علي بن أبي طالب ..!!

........... ............. ............. ........

* و كانت أولى المواجهات بين القطبين الثاني و الثالث في يوم عرفة سنة 66 هجرية ..

.. حيث أخرج المختار الثقفي جيشا من ثلاثة آلاف مقاتل بقيادة أحد رجاله الثقات ، وهو يزيد بن أنس لقتال جند الشام ثأرا لدم الحسين و أصحابه .. ، و كان هذا القائد / يزيد بن أنس مريضا مرضا شديدا ، و لكنه مع ذلك وافق أن يخرج بالجيش لينال شرف الانتقام من قتلة الحسين ....

، .. و خرج المختار الثقفي ليودعه بنفسه ، و طمأنه قائلا :
(( اذهب ، و سأمدك بالرجال تلو الرجال ..
.. ، و ليكن خبرك عندي في كل يوم ..
و إذا لقيت عدوك فناجزك فناجزه ، و لا تؤخر فرصة أمامك ))

.. ، فلما سمع عبيد الله بن زياد ( ابن مرجانة ) بخروج جيش المختار الثقفي جهز له جيشا أكبر منه .. من ستة آلاف مقاتل .. ، و أخرجه تحت إمرة أحد فرسانه الأشداء ...!!

.. ، و التقى الفريقان في أرض على أطراف الموصل .. ، فاقتتلوا قتالا شديدا .. ، حتى هزم جيش المختار جيش الشاميين ، و قتلوا أميرهم ، و أسروا منهم 300 أسير ، و سلبوا أموالهم و أسلحتهم .. !!!
.. ، و بعد انتهاء المعركة ضربوا أعناق هؤلاء الأسرى جميعا .. ، ثم مات قائد الجيش / يزيد بن أنس في أرض المعركة متأثرا بمرضه .. ، فقرر جيشه العودة إلى الكوفة ليزفوا إلى المختار الثقفي خبر انتصارهم الرائع على جند الشام .... !!!
.. ، و عاد الجيش الشامي مغلوبا منكسرا إلى عبيد الله بن زياد .. ، فكانت لطمة عنيفة في وجهه لم يكن يتوقعها ... ، و أقسم أن ينتقم من هؤلاء الشيعة .. أتباع المختار الثقفي .. ، و أن يخرج لهم جيشا جرارا لا قبل لهم به ليستأصلهم من على وجه الأرض ، و ليستولي على ما في أيديهم من بلاد العراق ...!!!

.. ، و بالفعل ...
حشد عبد الملك بن مروان جيشا ضخما .. يقدر بحوالي 80 ألف مقاتل .. ، و أمر أن يخرج تحت قيادة / عبيد الله بن زياد
( ابن مرجانة ) نفسه لقتال شيعة المختار الثقفي .. !!

.. ، فلما وصلت أخبار جيش عبيد الله بن زياد إلى المختار الثقفي أعد له جيشا بقيادة أحد أبطال الشيعة الأشاوس ، وهو إبراهيم بن الأشتر النخعي .. ، و تحرك ذلك الجيش بعد أسبوعين فقط من الانتصار الأول الذي حققه جيش / يزيد بن أنس على الشاميين ...!!!

... فكيف سيكون هذا اللقاء ..
، و هل سينتصر المختار الثقفي في تلك المرة أيضا .. ؟!!

** تابعونا .....

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from أيام الصديق
#زمن_العزة

#خلافة_أبي_بكر

(( الملف الرابع / مسيلمة الكذاب 1 )) 👽

اسمه ( مسيلمة بن حبيب ) ..
وهو أحد الزعماء المشهورين لقبيلة ( بني حنيفة ) ..
تلك القبيلة كانت تعيش في منطقة ( اليمامة ) شرقي الرياض
... ، وهي قبيلة شرسة عنيدة .. شديدة الإجرام ... !!!

ولكن قبل أن أتكلم عن مسيلمة الكذاب أحب أن أعرفكم على شخصية محورية هامة في قصتنا .. أيضا كانت من زعماء اليمامة البارزين ....!!!

إنه ( ثمامة بن أثال ) ...

.. عرفَ في بني حنيفة برجاحة عقله وشجاعته ..
وكان شديدَ البغض للإسلام ، و للنبي صلى الله عليه وسلم
.. فعندما أرسل إليه النبي رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام كما أرسل لغيره من ملوك العرب و ساداتهم ، استخف بالرسالة، و استكبر .... ثم خطط لاغتيال النبي .. !!!
ولكنه لم يتمكن بالطبع .. لأن الله سبحانه .. كما تعلمون .. قد تكفل بأن يعصمه من الناس فلا يستطيع أحد أن يقتله حتى ينتهي من تبليغ رسالته بالكامل ...
، فقام ( ثمامة ) بعملية بالغة الوحشية ضد بعض المسلمين الذين سقطوا في أيدي رجاله .. ، و قتلهم بطريقة لا إنسانية بشعة ...!!
، مما جعل النبي يبيح دمه ..
، فكان المسلمون ينتظرون بفارغ الصبر ذلك اليوم الذي ينتقمون فيه لإخوانهم من ( ثمامة ) ..!!

وفي سنة 6 هجرية ...

.. بعث النبي سرية عسكرية من السرايا التي كانت تخرج لتأمين المدينة المنورة ، و إظهار قوة المسلمين أمام قبائل العرب ... ، وفي طريق العودة .. وجدت هذه السرية
( ثمامة بن أثال ) .. فقد كان في طريقه إلى مكة يريد أداء العمرة ، وطبعا كان سيؤديها على طريقة عبدة الأصنام ..
فأخذوه أسيرا ... ، ولم يكن هؤلاء المسلمون في السرية يعرفون أنه ثمامة ... ، و عادوا بهذا الصيد الثمين إلى المدينة ، ثم ربطوه في سارية المسجد إلى أن ينظر النبي في أمره ... و كانت مفاجأة عظيمة بالنسبة للنبي ، و لكل المسلمين أن يقع ( ثمامة ) في أيديهم بهذه البساطة ..!!

و كان المسلمون يتوقعون أن يأمر رسول الله بإعدامه بلا شك ... ، فإذا به يأمرهم بالإحسان إلى أسيرهم ، و أن يقدموا له أطيب الطعام حتى يصدر حكمه عليه ...!!

ثمامة لم يكن يتصور هذا الإحسان و التكريم .. بل كان يظن أن المسلمين متعطشون لسفك دمه بعد ما فعل .. !!

و خرج النبي ليرى ثمامة وهو لايزال مربوطا في سارية المسجد .. فقال له : (( ماعندك يا ثمامة ؟! ))

فقال له ثمامة :
(( عندي يا محمد خير كثير ، إن تقتلْ تقتل ذا دم ،ٍ وإن تُنعِم تُنعِمْ على شاكرٍ ، وإن كنتَ تريد المالَ فسلْ تُعطَ منه ما شئتَ ))
* و معنى كلامه .. أنه ذو مكانة و شرف في قومه .. فإذا قتله المسلمون فسيقوم قومه بقتالهم ليأخذوا بثأره ..،
أما إذا عفا عنه النبي فإن ثمامة سيظل شاكرا لهذا الإحسان ، و إن طلب النبي منه فدية ليطلق سراحه فهو على استعداد أن يفدي نفسه بأي ثمن .... !!

فتركه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى كان بعد الغدِ فجاءه ، و قال له : (( ما عندك يا ثمامة ؟ )) ،

.. فكان نفس الرد من ثمامة ...!!

ثم تكرر هذا الموقف من النبي ثلاث مرات ..
و ثمامة يتوقع في كل مرة بعد أن يُجيبه أن ينطق النبي بحكم الإعدام ... !!

فإذا برسول الله يفاجئه ،
و يقول لأصحابه : (( أطلقوا ثمامة )) ...!!!

... ماذا ..... ؟!!!!
.... بهذه البساطة ...؟ !!!!
.... و بدون أي فدية .... ؟!!!
... ، ولا حتى أدنى عتاب .... ؟!!!
... و بعد كل الذي فعلته بالمسلمين ... ؟!!!
... ما هذا الصفح الجميل ...؟!!!
...، و ما تلك الأخلاق السامية ... ؟!!!!

... لا يمكن أبدا أن يصدر هذا الخلق من إنسان عادي
..... إنها بلا شك أخلاق نبي كريم ...!!

هذا الانبهار بخلق النبي صلى الله عليه وسلم
... وتلك التسائلات التي تحركت في قلب ( ثمامة بن أثال ) دون أن يصرّحَ بها جعلته .. بعد أن فكوا قيوده .. ينطلق إلى أقرب أرض للنخيل ..، ليغتسل هناك ....
، ثم يعود إلى المسجد النبوي .. ، فيدخل على رسول الله
، و يقول له .. بلا تردد :
(( أشهد أن لا إله إلا الله ،
و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ))

.... ثم قال له : (( يا محمد ...
والله .. ما كان على الأرض وجهٌ أبغضُ إلي من وجهك ..
فقد أصبح وجهُك أحبَّ الوجوه كلِّها إليَّ ... !!!

واللهِ .. ما كان من دينٍ أبغضَ إليَّ من دِينِك .. فأصبح دينُك أحبَّ الدينِ كلِّه إليَّ ....!!!

واللهِ .. ما كان من بلدٍ أبغضَ إليَّ من بلدِك .. فأصبح بلدك أحب البلادِ كلِّها إليَّ ...!!

وإنَّ خيلَك أخذَتْني وأنا أريد العمرةَ ... فماذا ترى ؟ ))

فبشَّره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالخير .. و سمح له أن يَعتمرَ .. رغم ذلك الاحتقان القائم بين المسليمن ، و بين قريش .. فتلك الأحداث كانت بعد غزوة الخندق .. !!

.. ثم علم النبي ثمامة كيفية العمرة ، و التلبية على الطريقة الإسلامية .. وودعه .. لأن ثمامة لن
Forwarded from أيام الصديق
يعود بعد العمرة إلى المدينة .. بل سيرجع إلى قومه ( الوثنيين ) في اليمامة ، فيظل يدعوهم إلى الإسلام ، و يتحمل أذاهم .. وحده ..!!

و خرج ثمامة إلى مكة ليكون بذلك
( أول معتمر في الإسلام ) .. !!!
، و دخلها مُلبّيا تلبية التوحيد .. !!

... فلما سمع أهل مكة تلك التلبية العجيبة التي لم يعتادوا عليها أشهروا سيوفهم يريدون قتل هذا المسلم الذي دخل بينهم .... و انطلقوا نحو الكعبة متحفزين ..

... ولكن أذهلتهم المفاجأة ...
إنه ثمامة بن أثال ... زعيم اليمامة ... !!!

طبعا لم يستطع أحد أن يمسه بسوء ...
فبين مكة و اليمامة مصالح اقتصادية مشتركة .. حيث كان أهل مكة يعتمدون بشكل كبير على القمح و المواد الغذائية التي يستوردونها من اليمامة ...!!!

.. فاجتمعوا عليه قائلين :

(( ثمامة ؟؟!! ... أصَبوت يا رجل ؟!! ))

فقال لهم :
(( لا .. بل أسلمتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ))

و أراد سيدنا / ثمامة أن يعاقبهم على محاربتهم للنبي و للمسلمين، و أن يمنعهم عن المزيد من الإيذاء لهم ..
فاستخدم معهم سلاح المقاطعة الاقتصادية ، وقال لهم :

(( واللهِ .. لا يأتيكم من اليمامةِ حبةُ حنطةٍ حتى يأذن فيها رسول الله صلَّى الله ُعليه وسلَّمَ ))

و بالفعل ...
نفذ ثمامة تهديده عندما عاد إلى قومه .. فكلمته مسموعة فيهم ... !!
و ارتفعت الأسعار في مكة ارتفاعا فاحشا .... ،
و انتشر الجوع ..
حتى خاف أهل مكة على أهلهم ،
و على أولادهم من الهلاك المحقق ... !!!

فاضطرت قريش أن ترسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفدا يشتكون له سوء أحوالهم بسبب تلك المقاطعة
، و يتوسلون إليه بالرحم التي بينهم أن يطلب من ثمامة فك الحصار الاقتصادي .. !!

.. ، و كانت فرصة عظيمة أمام النبي لينتقم من قريش الذين عذبوا أصحابه ، و أذاقوهم الجوع عندما قاطعوهم و حاصروهم في ( شِعب أبي طالب ) .. قبل الهجرة ..
حينما منعوا عنهم الطعام ، و البيع و الشراء ..
حتى اضطروهم إلى أكل ( أوراق الأشجار ) فتقرحت شفاههم ، و أكلوا جلود الحيوانات الميتة ..!!
فمشاهد أطفال المسلمين في شعب أبي طالب ، و هم يصطرخون طوال الليل من ألم الجوع ..
، و بكاء الأمهات المسلمات على أبنائهن ( الرضع ) الذين لم يجدوا اللبن بعد أن جفت صدورهن .. !!

إنها مشاهد حفرَت في ذاكرة المسلمين ،
ولا يمكن أن تنسى ...

ولكنها ليست أخلاق النبي الكريم ، صاحب القلب الرحيم ... لذلك بعث صلى الله عليه وسلم فورا إلى
( ثمامة ) يطلب منه أن يمدّ أهل مكة بما يحتاجون إليه من القمح و الغذاء .... !!!
إنه العفو عند المقدرة الذي لا يقدر عليه إلا القليل من الناس .... !!!

و ثبت ( ثمامة ) على الإسلام في اليمامة .. ، و ظل غريبا بين قومه ... ، يدعوهم .. و يصبر على أذاهم ..

واستمر هذا الحال 3 سنوات كاملة ..
حتى عام 9 هجرية .. ، الذي يسمي ب ( عام الوفود ) ...

ففيه قرر ( بنو حنيفة ) قوم ثمامة أن يرسلوا وفدا من
17 رجلا إلى رسول الله في المدينة.. ليشهروا إسلامهم ..

، فقد أصبح الناس يدخلون في دين الله أفواجا .. ،
و الوفود تأتي من كل مكان إلى المدينة ، و تلتقي بالنبي الكريم ، ليظهروا له آيات الولاء و الطاعة بعد أن أصبح الزعيم الأوحد لجزيرة العرب كلها ..... !!!

و كان ( مسيلمة بن حبيب ) الشهير بالكذاب .. واحدا من هذا الوفد القادم من اليمامة .. !!
فكيف سيكون هذا اللقاء الأول بين رسول الله صلى الله عليه وسلم و بين مسيلمة الكذاب ، و رفاقه .. !!!

* تابعونا ...

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : كتاب الرحيق المختوم
2024/10/03 02:35:18
Back to Top
HTML Embed Code: