Telegram Web Link
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير10

💀(( لقاء على نهر الخازر )) 💦

و قبل أن أذهب بكم إلى أرض المعركة ...

أحب أن أعرض مشهدا يبين لكم قلة عقل المختار الثقفي ، و ضعف علمه ، و فساد عقيدته .. ، و حجم ذلك الخبل و الباطل الذي كان يروجه بين صغار العقول من أتباعه الجهلة الذين كانوا يتبعون كل ناعق ... !!

.. يروى أن المختار الثقفي طلب من أهل العراق أن يحضروا له الكرسي الذي كان يجلس عليه سيدنا / علي بن أبي طالب في حياته حينما كان أميرا للمؤمنين .. ، فبحثوا هنا و هناك و لكنهم لم يتوصلوا إلى ذلك الكرسي ..!!
.. ، و تحت إلحاح المختار الثقفي و اهتمامه الكبير بالحصول على ذلك الكرسي اتفقوا أن يحضروا له أي كرسي ، و يدعوا أن هذا هو كرسي سيدنا / علي .. !!

.. ، فلما قدموا له ذلك الكرسي المزيف فرح به فرحا عظيما ، و أمر أن يكسي بأثواب الحرير الفاخرة .. ، ثم جاء به أمام شيعته ، و قام فيهم خطيبا ، و أخبرهم بأن هذا الكرسي هو
(( الكرسي المقدس )) الذي سيستجلبون به النصر على أعدائهم .. ، و زعم أنه مثل ذلك التابوت الذي نزل على بني إسرائيل قبل معركة طالوت و جالوت الشهيرة ..
التابوت الذي قال الله تعالى عنه في كتابه :

(( و قال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم ، و بقية مما ترك آل موسى و آل هارون تحمله الملائكة ، إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ))

.. ، فأخذ عوام الشيعة يطيلون النظر إلى ذلك الكرسي المقدس بإعجاب بالغ ، ثم أخذوا يتمسحون فيه ، و يتبركون به ..!!
، و مع الأسف الشديد .. فإن تلك ( الوثنيات ) و الشركيات يعشقها الهمج الرعاع .. ، فنجد أباطرة الفساد و الضلال في كل زمان و مكان يستقطبون أعدادا ضخمة من أمثال هؤلاء الذين خلعوا عقولهم مع نعالهم على أعتاب تلك المعابد الشركية التي شيدوها و زينوها لهم .. ، حتى إذا نزعوا منهم عقيدتهم الصحيحة أصبحوا لهم كنعالهم .. تحت أمرهم ، و رهن إشارتهم .. ، و لا حول ولا قوة إلا بالله .. !!

(( فاستخف قومه فأطاعوه ، إنهم كانوا قوما فاسقين ))

......... ......... .......... ........... .......

و في 22 من ذي الحجة سنة 66 ..

خرج المختار الثقفي ليودع جيشه .. ، و معه
(( الكرسي المقدس )) محمولا على بغلة مزينة بأبهج الزينات .. ، و كبار أصحاب المختار حافين من حول الكرسي .. يتمسحون به ، و يدعون و يتضرعون ليستنصروا به على أعدائهم .. ، و أخذ المختار الثقفي يسير إلى جوار قائد جيشه الشجاع / إبراهيم بن الأشتر النخعي و يوصيه بوصاياه .. ، فقال له : (( يا ابن الأشتر .. اتق الله في سرك و علانيتك .. ، و أسرع السير ، و عاجل عدوك بالقتال ))

.. ، فنظر إبراهيم بن الأشتر إلى هؤلاء الأعيان و السادة الذين يتمسحون و يتبركون بكرسي .. جامد .. لا يرجع إليهم قولا ، و لا يملك لهم ضرا ولا نفعا ..
.. ، و كان لا يرضى بذلك .. ، و يخاف أن يحرم النصر بسبب هذا الشرك ..
.. ، فدعا الله متبرئا من فعلهم هذا ، و قال :
(( اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .. ، و الذي نفسي بيده إنها سنة بني إسرائيل و هم عاكفون على عجلهم ))

........ .......... .......... ...........

عاشوراء الثانية ....

.. ، و صل إبراهيم بن الأشتر بجيشه قريبا من الموصل .. عند نهر يسمى نهر الخازر .. ، و بات ليلته ساهرا لا يستطيع النوم من شدة التفكير و القلق من هذا اللقاء التاريخي المرتقب بينه و بين جيش الشام الضخم الذي يقوده قاتل الحسين / عبيد الله بن زياد ( ابن مرجانة ) .. ، و الذي يفوق جيش ابن الأشتر في العدد و العدة أضعافا مضاعفة ..!!
.. ، فكما قلت لكم كان جيش عبيد الله بن زياد يقترب من ال 80 ألف مقاتل .... !!!

.. ، فلما اقترب الصبح قام إبراهيم بن الأشتر فعبأ جيشه و نظم كتائبه ، و صلى بالجند صلاة الفجر .. ، ثم قام فخطب فيهم خطبة حماسية قال فيها :
(( أيها الناس .. هذا قاتل ابن بنت رسول الله قد جاءكم الله به ، و أمكنكم منه اليوم .. ، فعليكم به ، فإنه قد فعل في
ابن بنت رسول الله مالم يفعله فرعون في بني إسرائيل ..
، و يحكم .. اشفوا صدوركم منه .. ، و ارووا رماحكم و سيوفكم من دمه ))

.. ، فارتفعت معنويات رجاله ، و تهيأوا لهذا اللقاء بكل شجاعة ، ولم يعبأوا بذلك الفارق المهول بين الجيشين في العدد و الإمكانات .. !!

.. ، و أقبل عبيد الله بن زياد بخيله و رجله .. ، و كان يتحرك بكل كبر و خيلاء .. ، فوراءه جيش كثيف لا يقهر ...

.. ، و أخذ ينظم جيشه .. ، فكان قائد ميمنته حصين بن نمير .. ذلك المجرم الذي خرج من قبل مع جيش الكوفة الذي قتل الحسين و أصحابه في كربلاء ..
، و هو أيضا الذي حاصر عبد الله بن الزبير في مكة و ضرب البيت الحرام بالمنجنيق .. !!
Forwarded from أيام الصديق
#زمن_العزة

#خلافة_أبي_بكر

(( الملف الرابع : مسيلمة الكذاب 2 ))

قبلَ وصول وفد اليمامة كان النبي قد رأى رؤيا عجيبة ....!!!

.. رأى في المنام أن رجلا أحضر له كنوز الأرض ، ثم ألبَسَه منها سِوَارَين ضيّقين من ذهب ، فسَبَّبا للنبي ألَما ًفي يديه، وأصابه الهم و الضيق منهما ...!!

.. ثم قيل له في المنام : (( انفخهما )) ...
، فنفخهما النبي .. فطارا من يديه ...!!
فانشرح صدره ، و ذهب ما به من ألم و ضيق ...

وكان تفسيره لهذا المنام أنه : سيخرج في الناس كذابَان دَجّالان يَفتِنان الناس في دينهم و يتبعهما خلق كثير ، و يعظم شأنهما ، و يشتد الكرب ... !!
... ثم يُهلِكهما الله عز وجل ... ،
و لكن يا ترى ..
من هذان الكذابان اللذان قصدهما رسول الله ... ؟!!

لما وصل وفد اليمامة إلى المدينة .. مكث فيها أياما .. كانت لهم فيها جلسات مع النبي الكريم يشرح لهم جمال للإسلام ، و عظمة القرآن ...

و كان الوفد كله حريصا على حضور هذه الجلسات الإيمانية إلا واحد فقط .... هو مسيلمة بن حبيب... !!

فقد ظهر منه استنكاف ، و استكبار عجيب..؟!

ثم أسلم الوفد كله ... ، وحاولوا إقناع مسيلمة أن يعلن إسلامه هو الآخر ، فكان يقول لهم :

(( إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته )) ..!!

... لقد كان متطلعا للزعامة .... لذلك لم يُسلِم ..!!

... ولما لاحظ النبي علامات الكبر و الإعراض على مسيلمة حاول أن يتودد إليه بأسلوبه اللطيف ، و دعوته اللينة ..

ولكن مسيلمة لم يتأثر بذلك كله ، و تمادى في عناده واستكباره ... !!

فتفرَّس النبي في عينيه الشرّ ... !!

و وقف ( مسيلمة بن حبيب ) أمام النبي صلى الله عليه وسلم بكل كِبر ، وقال له :

(( إن شئت خلينا بينك وبين الأمر، ثم جعلته لنا بعدك ))

و ساعتها ..

تذكر رسول الله تلك (( الرؤيا المنامية )) .. فتغيّرت لهجة كلامه مع مسيلمة إلى الحدة و الاحتقار .. ،
فقد بدأ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يفهم أن مسيلمة هو أحد هذين الكذابين اللذين رآهما في المنام ...!!

و كان النبي يَحمِل في يده قطعة من جريد النخل ..
فقال لمسيلمة :

(( لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ..
، ولن تعدو أمر الله فيك .. ، ولئن أدبرت ليعقِرَنكَ الله ...
، وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت ))

و طبعا كان الكذاب الثاني هو (( الأسود العنسي )) الذي حكينا قصته من قبل ....

ثم عاد وفد بني حنيفة إلى اليمامة بعد أن أسلموا جميعا ... عدا ( مسيلمة )

و كانت فرحة عظيمة للصحابي الجليل ثمامة بن أثال لما رأى الإسلام و قد بدأ ينتشر في قومه .. !!

ولكن ....
تلك الفرحة لم تدم إلا شهورا معدودات .. ثم انطفأت ..!!!

.. فقد ادعى ( مسيلمة بن حبيب ) النبوة .. ،
و أنه شرِيك مع النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر ...
، و أنه هو الآخر يأتيه الوحي من السماء ... ؟!

.. و بدأ يسجع لهم سجعات مبتذلة .. و يزعم أنها قرآن ..!!!

.. ثم أخذ يعبث بثوابت الدين .. فيطرح من أركانه ، و يَجترئ على حدوده .. كعادة الكذابين و الدجالين في كل زمان و مكان ... !!
فأباح لقومه شرب الخمر ، و الزنا ..
فأخذوا يتمايلون و يتراقصون على أنغام هذا
( الدين الوسطي الجميل ) الذي جاء به مسيلمة ...!!

... ثم أسقط عنهم صلاتي الفجر و العشاء ..
طبعا بزعم أن الدين يسر .... !!!

فارتد بنو حنيفة عن الإسلام ...!!!!
بل .. و لَقبوا (( مسيلمة الكذاب )) ب (( رحمان اليمامة ))

... ولم يَثبُت على الإسلام منهم إلا قلة قليلة التفوا حول الصحابي الجليل (( ثمامة بن أثال )) ...!!!!

(( نهار ... يبيع دينه بدنيا غيره ...)) ...!!!

الصحابي الجليل ثمامة بن أثال أخذ يتحرك بالدعوة إلى الله في أهل اليمامة ليعودوا إلى الإسلام ،
فكان يسفه هذا الهراء الذي كان يتلوه ( مسيلمة ) على قومه ،

و يقول لقومه :
(( كيف تصَدّقون أن هذا الذي يقوله مسيلمة هو قرآن كقرآن النبي محمد ... ، أفلا تعقلون .. ؟!!! ))

، فكان منهم من يرد قائلا :
(( نعرف أنه كاذب .... ، ولكن كذاب ربيعة
( و يقصدون اليمامة ) خير عندنا من صادق مضَر
( يقصدون قريشا ) ... )) ...!!!

إذن ... فهؤلاء المرتدون كان مُحَرّكهم الأساسي هو (( العصبية القبلية )) ... ، و ليس اتباع الحق .... !!

و في غمار تلك الأحداث المؤسفة في بني حنيفة تظهر لها شخصية جديدة .. وهو من أبناء اليمامة أيضا ..
إنه ( نهار بن عنفوة ) ... فما قصته ...؟!!

( نهار ) هذا أسلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم ، ومكث فترة في المدينة .. تعلم فيها القرآن ، و حفظ شيئا من آياته ...

و لما وصلت أخبار ( مسيلمة الكذاب ) ، و ارتداد أهل اليمامة إلى النبي في المدينة ، أرسل إليهم نهار بن عنفوة ليحذر الناسَ من تصديق هذا ( الكذاب ) ...

** وما أن وصل ( نهار ) إلى اليمامة حتى ارتد هو الآخر .... !!
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق10

#زمن_العزة

#خلافة_أبي_بكر

(( الملف الخامس / المرأة الحديدية )) 😳

واضح أن مقعد المرأة كان حقا تاريخيا محفوظا ( كوتة ) منذ قديم الزمان ....!!!
... حتى بين مُدّعي النبوة .... !!!

سجاح بنت الحارث شاعرة نصرانية ، أبوها من قبيلة بني تميم التي كانت تعيش في شرق جزيرة العرب
، ولكن أمها كانت من العراق .. ، فنشأت سجاح بين أخوالها في العراق على النصرانية... !!
.. ثم وصلتها أخبار وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وارتداد أغلب قبائل العرب ، و ظهور مدعي النبوة ، فلم تفوت الفرصة .... واتبعت تلك الموضة السائدة ... !!
.. ادّعَت هي الأخرى النبوة .. ، و استغلت إمكاناتها في نسج الشعر لإغواء الناس ... فاتبَعَها آلاف الرجال ... !!!

فجهَّزت سجاح جيشا من مُريديها ، و تحركوا من بلاد العراق لغزو المدينة و لمحاربة أبي بكر الصديق ، و تواصلت مع بعض زعماء قبيلة أبيها .. ( بني تميم ) .. و طلبت منهم أن يتحالفوا معها ..
..فاستجاب لها أحدهم .. وهو ( مالك بن نويرة ) ، و ارتدّ عن الإسلام ، هو و أتباعه في بني تميم .. !!!

ولما وصلت سجاح إلى جزيرة العرب وعرفت أن مسيلمة ادعى النبوة و تبعه خلق كثير ، قررت أن تبدأ بقتاله قبل أن تتحرك إلى المدينة .. ، و أقنعت أتباعها أنّ الوحي نزل عليها ليأمرهم بذلك ...
قالت لهم : (( عليكم باليمامة دفوا دَفيف الحمامة فإنها غزوة صرامة لا تلحقكم بعدها مَلامة )) .... !!!

.. و كان مسيلمة في هذا الوقت منشغلا بقتال الصحابي الجليل ثمامة بن أثال ومن معه من الأقليات المسلمة في اليمامة .. فأصابه القلق لمّا عرف بزحف المرأة الحديدة نحوه بجيشها ... !!!
.. خاف أن ينشغل بقتالها ، فيستغل ثمامة بن أثال الفرصة و ينتصر عليه .... !!

فقرر مسيلمة الكذاب أن (( يُليّن الحديد )) ...!!

.. حيث أرسل إلى سجاح هدية قيمة ، و استأمَنها، و طلب منها أن يجلسا معا (على انفراد ) .. للتفاهم .... !!!

وطلب مسيلمة من أصحابه أن يُهيئوا لهذا الاجتماع خيمة جميلة ، و أن يُعَطروها و يُزينوها .... !!

.. ثم ذهب لمقابلتها ...

* فإذا بها تكلمه بحزم ، و تقول له :
(( اعرض ما عندك ...
اقرأ عليَّ ما يأتيك به جبريل من الوحي ))

فبدأ مسيلمة يَسجع لها أبياتا ( إباحية ) ساقطة لإثارتها ... !!

.. ثم عرض عليها أن يتزوجها ، وأن يُعطيها نصف ثمار اليمامة ....
و جعل مَهرها أن يُسقط عن قومها صلاتي الفجر والعشاء ... !!!

فوافقت سجاح على الزواج ...
و خرجت من هذا الاجتماع تقول لأتباعها :

(( إني قد سألته فوجدت نبوته حقا .. ، و لقد عرض علي الزواج فقبلت.. ))

و تم الزواج ... ، و مكثت معه أياما .. ثم عادت مع أتباعها إلى العراق .. هاربين .. لما سمعت بقدوم جيش خالد بن الوليد ليقاتل زوجها الشقي مسيلمة الكذاب ...!!!

* و بذلك انتهى خطر المرأة الحديدية .. ،
و يُروَى أن سجاح قد أسلمت بعد ذلك في خلافة الفاروق عمر ، و حسن إسلامها ... سبحان الله ...!!!

أما الملف السادس فكان بعنوان : (( المتفيهقون )) .. !!

و كلمة ( المتفيهقون ) تعني : الذين يتوسعون في الكلام الباطل كِبرا ، و عِنادا ليتملصوا به من اتباع الحق و الخضوع له ... ، وهؤلاء ذمهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حين قال :

(( ... و إن من أبغضكم إليّ ، وأبعدكم مني مجلسا
يوم القيامة الثرثارون ، و المتشدقون ، و المتفيهقون ))

.. قالوا : قد عرفنا الثرثارون ، و المتشدقون ، فما المتفيهقون ....؟!!!
فقال : (( المتكبرون ))

لقد كانت الردة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لها وجهان قبيحان ؛
.. الوجه الأول : مدعو النبوة و أتباعهم ..

.. و الوجه الثاني : مانعوا الزكاة ..

فقد أرسلت بعض قبائل العرب لأبي بكر الصديق
وفودا تجادله في الزكاة ، و تعلن أنها على الإسلام ، و أنها ستقيم الصلوات ، و لكنها ترفض أن تدفع الزكاة لأبي بكر زاعمين أن الله تعالى أمر النبي وحده في كتابه الحكيم أن يجمع الزكاة ، فإذا مات النبي انتهى معه فرض إيتاء الزكاة ....!!
.. و تأوّلوا قوله تعالى :
(( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها وصلِّ عليهم ... )) تأويلا باطلا .. كعادة الذين في قلوبهم مرض دائما ..
(( ... فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله ... )) .. ،
فزعموا أن الأمر في آية الزكاة موجه للنبي وحده ، فهو الذي يأخذ منهم ، وهو الذي يُصلي عليهم ..!!

فلما سمع أبوبكر منهم هذا التفسير الفاسد للآية ..،
ورأي استكبارهم و إصرارهم على منع الزكاة .. عنفهم بشدة ، واستخف بكلامهم ، و توعدهم بالويل و العقاب ..

ثم أقسم قائلا :
(( والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة و الزكاة ))

* فأبوبكر الصديق لا يمكن أن يقبل من الناس إسلاما ناقصا ..

و خرجت وفود مانعي الزكاة من عند أبي بكر شبه مطرودين بعد هذا النقاش الحاد

.. ثم عادوا إلى قبائلهم
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير12

🕋 (( قبة الصخرة )) 🕌

هل تعلم أن تلك القبة الذهبية الزاهية التي تعد معلما مميزا للمسجد الأقصى لم يكن لها وجود قبل سنة 66 هجرية .. ، و أن بناءها له قصة عجيبة .. ؟!!!

.......... .......... ............ ........... .......

كان أمير المؤمنين / عبد الله بن الزبير هو الذي يحج بالناس في فترة خلافته ، وهو الذي يخطب فيهم في عرفات ، و في منى .. و كان خطيبا مفوها .. ، فكان ينال في خطبه من عبد الملك بن مروان ، و يذكر مساوئ بني أمية ..

.. ، و بطبيعة الحال هناك حجاج قادمون من بلاد الشام ، فكانوا يستمعون إلى خطب عبد الله بن الزبير فيتأثرون بها ، و يميلون إليه .. ، ثم يعودون إلى بلاد الشام فينقلون إلى أهلهم و عشيرتهم ما سمعوه منه في الحج ..

.. ، فلما بلغ عبد الملك ذلك غضب غضبا شديدا ، و قرر أن يمنع رحلات الحج من الشام حتى لا تحدث فتنة و ينقلب الناس عليه مع الوقت ..
.. ، ولكن أهل الشام ضجوا بسبب هذا القرار ..
.. ، و علت أصوات الشجب و الاعتراض في كل مكان .. !!

.. ، فأراد عبد الملك بن مروان أن يستعطف قلوب الناس ، و أن يشغلهم عن كثرة الكلام و الاعتراض .. ، فأمر بعمارة المسجد الأقصى ، و ببناء مسجد واسع على أرضه ..
.. ، كما أمر ببناء قبة عظيمة فوق الصخرة المشرفة التى تقول الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عرج به من فوقها إلى سدرة المنتهى في رحلة الإسراء والمعراج .. !!

.. ، و استمرت عمارة المسجد الأقصى ، و بناء قبة الصخرة حوالي سبع سنوات كاملة .. ، حيث انتهت في سنة 73 هجرية .. !!
.. ، و كان عبد الملك بن مروان قد كلف وزيره
( رجاء بن حيوة ) وهو تابعي فقيه ، و عالم من أشهر علماء المسلمين ، و معه يزيد بن سلام .. وهو معماري خبير محترف من أهل القدس .. كلفهما بإدارة تنفيذ ذلك المشروع الضخم .. ، و وجه إليهما الأموال الضخمة ، و جمع لهما أعدادا كبيرة من العمال و الحرفيين المهرة من أطراف البلاد ... !!

... ، فشيدت قبة الصخرة بالرخام الملون ، و كان فيها من الفصوص و الجواهر و الأحجار الكريمة أنواع باهرة
، و جعلوا جدرانها من الفسيفساء .. ، كما جعلوا للقبة الكثير من القناديل المصنوعة من الذهب و الفضة ، و التي كانت تعلق بالسلاسل الذهبية و الفضية .. !!

.. ، كما قاموا بفرش المسجد بأنواع البسط الفاخرة الملونة ..

، و كانوا إذا أطلقوا البخور من المسك و العود و العنبر فإن الناس يشمون رائحته الزكية من أماكن بعيدة ، و إذا رجع الرجل من المسجد الأقصى إلى بلاده تبقى عليه رائحة المسك و البخور أياما ، فيعرف الناس أنه أقبل من بيت المقدس ، و أنه دخل قبة الصخرة ... !!!

.. ، و كان لقبة الصخرة عدد كبير من الخدم و السدنة لرعاية المسجد ، و لخدمة المصلين ... !!
............ ......... ............. .........

.. ، فلما أنتهى العمل ، و تم بناء الصخرة أرسل رجاء بن حيوة و يزيد بن سلام إلى عبد الملك يخبرانه بأن المال الذي أوقفه لعمارة المسجد الأقصى و بناء القبة قد فاض منه 600 ألف مثقالا ذهبيا .. !!
، فأراد عبد الملك أن يجعل هذا الذهب الفائض كله مكافأة لمديري المشروع رجاء بن حيوة و يزيد بن سلام .. ، فكتب إليهما قائلا : (( إني وهبته لكما ))

.. ، و لكنهما .. رحمة الله عليهما .. رفضا رفضا قاطعا أن يأخذا هذا الذهب .. ، و أرسلا إلى عبد الملك يعتذران إليه عن قبول تلك المكافأة الضخمة قائلين :
(( إنا لو استطعنا لزدنا في عمارة المسجد الأقصى من أموالنا ، و من حلي نسائنا ))
.. ، فكتب إليهما قائلا :
(( ... فإنكما إذ أبيتما أن تأخذا هذا المال فأفرغاه على
قبة الصخرة ، و على الأبواب .. ))
.. ، ففعلا ذلك .. ، حتى لم يكن أحد يستطيع أن يتأمل القبة مما عليها من الذهب .. !!
.. ، ولم يكن يومئذ على وجه الأرض بناء أحسن و لا أبهى من قبة الصخرة .. ، فافتتن الناس بها افتتانا عظيما حتى ألهتهم عن الكعبة و عن الحج .. ، فكان الجهلة يطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة ، و ينحرون عندها في يوم النحر ، و يحلقون رؤوسهم .... !!!!

.. ، و طبعا ....
فتح عبد الملك بن مروان بذلك على نفسه أبواب الشجب و الاعتراض التي كان يجتهد أن يغلقها .. ، حيث أخذ أمير المؤمنين / عبد الله بن الزبير ينتقد إسرافه في تزيين المسجد بهذه الصورة الزائدة عن الحد .. ، فبطون الفقراء و المحتاجين و سد حاجتهم أولى من مثل هذا ...

.. ، فكان سيدنا / ابن الزبير يشنع عليه و يقول :
(( ضاهى بها ما كان يفعله أكاسرة الفرس في إيوان كسرى ))

.............. ............. ............ ............
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق11

#زمن_العزة

#الأسد_الهصور
(( جيش أسامة ))

بعد حوالى عام من غزوة تبوك ...
و قبل وفاة النبي بأيام قليلة في السنة ١١ هجرية ...

جهز النبي جيشا من ٧٠٠ مقاتل فيه من كبار الصحابة الأبطال ، ليرسله إلى بلاد الشام ، و ذلك ليؤدب به قبائل الغساسنة ، بعدما قتلوا سفير النبي الذي جاء يدعوهم إلى الإسلام ، ثم تحالفوا مع الرومان ضد المسلمين في معركة مؤتة ....!!!

.. كما أراد النبي أن يفهم قيصر الروم ( هرقل ) أنه سيستمر في خطته المدروسة لنشر الإسلام حول العالم ، و للإطاحة بتلك بالإمبراطويات الظالمة التي حكمت العالم منذ مئات السنين فامتصت دماء الشعوب المغلوبة على أمرها بالضرائب التعسفية الباهظة ....، واستولت على خيرات بلادهم ، و عاملتهم معاملة العبيد ...!!!

و جعل النبي على قيادة هذا الجيش شابا صغيرا لم يتجاوز العشرين من عمره ، وهو الحب بن الحب /
أسامة بن زيد ... !!

... فقال له النبي :
(( سِر إلى موضع مقتل أبيك فأوطِئهم الخيل ، فإني قد وَلَّيتك َ هذا الجيش ))

* و يقصد النبي بهذا الكلام أن يصل أسامة بالجيش إلى المكان التي قتِل فيه أبوه البطل / زيد بن حارثة في
معركة مؤتة ....!!!

اعترض بعض الناس على اختيار النبي صلى الله عليه سلم
رغم صغر سنه ، ففي الجيش مَن هُم أكثر خبرة ، و أكبر سنا منه ، و لكن النبي كان يثق في إمكانات الشباب ...،
و كان يريد أن يصنع بهم جيل النصر و التمكين ، فيفتح لهم المجالات لإثبات الذات ، إظهار المهارات و الخبرات ...

كان النبي يعلم قدرات أسامة القيادية جيدا ، فرَدّ على هؤلاء المعترضين قائلا :

(( إن تطعنوا في إمارته ، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل ....، وايم الله إنْ كان لخليقا للإمارة ، و إنْ كان لمِن أحَبِّ الناس إليَّ ( يقصد بكلامه زيدا بن حارثة ) ، و إنَّ هذا ... ( يقصد أسامة بن زيد ) لمن أحَبّ الناس إليَّ بَعدَه )) ..

... ، و تلقَّى أسامة التعليمات من النبي صلى الله عليه وسلم ، و عرف تفاصيل مهمته الصعبة ، ثم بدأ يتحرك بالجيش نحو الشمال ....

ولكن ما إن خرج الجيش من المدينة حتى وصلته الأخبار بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد مرض مرضا شديدا ... !!

.. فاضطر أسامة أن يرجع بالجيش ليطمئن أولا على صحة النبي قبل أن يتحرك إلى الشام ....

ولكن ... !!!
مات رسول الله ...
فانتظر أسامة في المدينة حتى يرى خليفة رسول الله رأيه في أمر هذا الجيش ، فالأحداث قد انقلبت رأسا على عقب بعد انتشار خبر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!

* فهل يسخرج أبو بكر الصديق جيش أسامة وهو في أشد الحاجة إليه ليحمي المدينة من خطر المرتدين ، و مانعي الزكاة ... ؟!!!

من الأخطاء الحربية القاتلة أن يفتح القائد على نفسه أكثرَ من جبهةِ يقاتل فيها في آن واحد ... ، فهذا يعرض جيشه لهزائم مُحَققة ... !!!
... ولكن أبابكر الصديق قرر أن يكسر تلك القاعدة الحربية معتمدا على إيمانه بربه ، و متوكلا عليه .. !!

.. كان الصديق على يقين من قول الله تعالى :
(( و ما النصر إلا من عند الله )) ...
فاعترض عليه الصحابة ، ومنهم الفاروق / عمر نفسه ، و حاولوا أن يُهدّئوا من تحرّكاته حتى لا تحدث الكارثة ...!!

، ولكن الأسد الهصور أبو بكر الصديق رضي الله عنه ثبت على موقفه ....!!!
و لما قال له عمر :
(( يا خليفة رسول الله ، تألف الناس و ارفق بهم ، فنحن في زمن فتنة .. ))
غضب منه أبوبكر ، و قال مُعنفا له :
(( رَجَوت ُ نصرَتك فجئتني بخذلانك يا عمر ....
، أجَبَّارٌ في الجاهلية خوَّارٌ في الإسلام .... ؟!!
لقد انقطع الوَحي ، و تمَّ الدين ...
أَوَيُنْقَصُ و أنا حَيّ ... ؟!! ))

.. و قرر أبو بكر الصديق أن يبعث فورا جيش أسامة ليُنفذ مهمته في الشام ..
تماما كما رسمها له رسول الله قبل وفاته ..

.. فحاول بعض الصحابة أن يثنوه عن هذا القرار ...
فالوقت غير مناسب بالمرة ، و المسلمون في المدينة في أمَسّ الحاجة لجيش أسامة لحماية عاصمتهم .. خاصة وأن هذا الجيش فيه كبار المقاتلين من الصحابة ... !!!

... فردَّ عليهم الصديق .. بكل ثبات و إيمان .. قائلا لهم :

(( و الله لو لعِبَت الكلابُ بخلاخيل نساء المدينة ، ما مَنعت جيشا أنفذه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ..
، و الله لو تخطفتني الذئاب فلن أمنع قضاءً قضى به
رسولُ الله صلى الله عليه و سلم ))

.. ثم جادله عمر بن الخطاب في أمر قيادة أسامة للجيش مع صغر سِنه ..، و طلب منه أن يُعَيّن قائدا غيرَه أكبر سِنا و أكثر خبرة ...
.. فأخذ أبو بكر بلحية عمر ، و قال له :

(( ثكلتك أمك و عَدَمَتكَ يا عُمر ..
، استعمله رسول الله ، و أنا أعزله .. ؟!! ))

.. و بعدها ...
خرج جيش أسامة وسط مخاوف الصحابة ،،
و استطاع أن يصل بخيوله إلى مناطق في الأردن ،
فما استطاعت قبائل الغساسنة أن تقف أمامه ..!!
فغنم منهم غنائم كثيرة ...!!
ثم تحرك راجعا إلى المدينة ..
Forwarded from أيام الصديق
فكان نجاح جيش أسامة في مهمته بتلك السرعة المذهلة سببا في ثبات بعض القبائل التي مر بها في طريقه على الإسلام .. ، و قد كانوا على وشك الانجراف وراء تيار الردة ..
فقد قالوا لأنفسهم :
(( إن كان أبوبكر قد أخرج هذا الجيش رغم المخاطر الهائلة التي تحيط به ...
، فمن المؤكد أنه جهز جيوشا أقوى لحماية المدينة ))

سبحان الله ...
إنها بركة إيمان الصّديق ، و اتباعه الكامل لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ... !!

.. ولكن ..
على الجانب الآخر كانت الذئاب الجائعة من مانعي الزكاة ترى المشهد بشكل آخر ...
ترى أن المدينة الآن .. بعد خروج جيش أسامة .. خالية تماما ممن يحميها ، و أنها في أضعف أحوالها ، و أن هذا هو أنسب الأوقات للهجوم .. !!
فقاموا بغارة ليلية بعد يومين فقط من خروج جيش أسامة ... !!!
ولكنهم لم يتوقعوا تلك ( المفاجأة ) التي كانت في انتظارهم داخل المدينة ... !!

.. لقد كان أبو بكر يتوقع مثل ذلك ، لذلك جهز فرقا عسكرية لحماية مداخل و طرقات المدينة ٢٤ ساعة ... !!!

و كان كبار الصحابة المقاتلين هم قادة تلك الفرق :
مثل طلحة .... ،، و الزبير ... ، و على بن أبي طالب ...
و سعد بن أبي وقاص .. ، و عبد الرحمن بن عوف ..!!!

و بالفعل ...
قامت فرق الحماية بالتصدي لتلك الغارة الليلية التي شنها مانعو الزكاة بكل قوة حتى فروا من أمامهم كجرذان الليل المذعورة ....!!!

.. ، و لم يَكتفِ أبوبكر بذلك ..
بل قرر أن يخرج لهم على رأس جيش يقوده بنفسه ليهاجمهم في عقر ديارهم ....!!!
و اعترض الصحابة على ذلك .. فليس في المدينة ما يكفي من القوات لفتح جبهة قتالية جديدة ... ، فقالوا له :

(( ومع من تقاتلهم يا خليفة رسول الله ...؟!! ))

فرد عليهم بلسان الواثق : (( أقاتلهم وحدي حتى أُقتل ))

.. فحاولوا أن يمنعوه من الخروج بنفسه .. فهذا فيه خطر كبير على نظام الدولة كلها إذا قتل الخليفة ...
فقالوا له :
(( ياخليفة رسول الله ، ابعث غيرك يقود الجيش ، لا تفجعنا فيك ، فإنك إن أصِبت لا يقوم للإسلام بعدك قائمة .. ))

.. فرفض الأسد الهصور .. و قال لهم :
(( لا و الله ... لأواسينكم بنفسي ))

كان أبوبكر ينتظر قدوم جيش أسامة من الشام ليتركه في المدينة دفاعا عنها أثناء خروجه هو بنفسه بجيش آخر لقتال مانعي الزكاة ...!!!

** ذي القصة ...
عاد جيش أسامة من الشام منتصرا غانما بعد أربعين يوما من خروجه فقال أبوبكر لأسامة ؛ (( أريحوا ظهوركم )) ، يقصد أن يستريحوا في المدينة بعد عناء السفر و الجهاد على أن يكونوا جبهة حماية للمدينة حتى ينهي أبو بكر المهمة التى عزم عليها وهي أن يخرج ليقاتل مانعي الزكاة بنفسه ...!!!
و بالفعل ..
خرج الأسد الهصور بجيشه ..
فكانت له مع ذئاب الجبل الجائعة ثلاث جولات عنيفة في منطقة تسمى ( ذي القصة ) .. ، و نجح أن ينسيهم وساوس الشيطان ... ثم عاد ظافرا منتصرا إلى المدينة ... !!!!

.. فما أن وصل حتى أرسلت هذه القبائل زكوات أموالها إلى المدينة على أثره ...
و ذلك بعد أن عرفوا من هو أبو بكر الصديق .. !!!

.. و امتلات المدينة بإبل الصدقة التى وصلت كالسيل الهادر بعد معركة ( ذي القصة ) ...
حتى فاضت الزكوات وزادت عن حاجة أهل المدينة ...!!!

* تابعونا ...

🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير13

💖 (( #حبر_الأمة_1 )) 🌴

في زمن الفتنة العمياء ، و الصراعات الدامية يتجلى الدور الهام لعلماء الأمة ( الربانيين ) في نشر الوعي ، و تصحيح المسار ، و ضبط النفوس الثائرة لكي لا تنحرف دفة السفينة نحو التهلكة .. ، لذلك فإن قبض العلماء هو أعظم مصيبة يبتلى بها المسلمون .. خاصة في زمن الفتن .. !!

* في سنة 68 هجرية ...

فقد العالم الإسلامي واحدا من أعظم علماء الأمة ..
.. ، فقد توفي البحر :
سيدنا / عبد الله بن عباس

.. ، و ما أصعب ذلك اليوم الذي تستيقظ فيه من نومك على خبر وفاة ( حبر الأمة و ترجمان القرآن ) الذي كان بمثابة
( صمام الأمان ) الذي يرجع الناس إلى رأيه في زمن التخبط و الحيرة .. !!
.. ، و قد رأينا كيف كانت مواقف سيدنا / عبد الله بن عباس ، و معه سيدنا / عبد الله بن عمر .. رضي الله عنهما .. مواقف متزنة واعية حكيمة .. فقد عصمهما الله بالعلم و حسن الفهم وسط تلك الصراعات و المعارك الدامية التي بدأت بمقتل سيدنا / عثمان بن عفان و أحداث الفتنة الكبرى .. ، حتى وصلنا إلى تلك الأحداث الأليمة التي وقعت في خلافة سيدنا عبد الله بن الزبير ، و التي نحكي عنها الآن ...

.. ، فكان ابن عباس دائما يسعى إلى مصلحة الأمة و وحدتها و حقن دماء المسلمين .. ، و لم ينجرف وراء تلك التيارات السياسية الهائجة التي كانت تحركها العاطفة فقط .. !!

* و لا يمكن أن نمر هكذا .. مرور الكرام .. على هذا الجبل الأشم و البحر الواسع دون أن نقترب منه أكثر لنتعرف عليه :

عبد الله بن عباس هو ابن ( العباس ) عم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ، و هو الأب الأكبر للخلفاء العباسيين ..

* أمه .. أم الفضل .. هي أخت أم المؤمنين / ميمونة بنت الحارث .. ، و قد سهلت تلك القرابة لعبد الله بن عباس أن يتواجد كثيرا في داخل بيت النبي .. ، فهو بيت خالته ميمونة .. ، فتعلم منه الكثير و الكثير في سن صغير .. ، و دعا له رسول الله أن يكون له شأن عظيم في العلم ..
.. ، فقال : (( اللهم فقهه في الدين ، و علمه التأويل )) ..

.. ، فأصبح ابن عباس .. ببركة تلك الدعوة .. واسع العلم ، عميق الفهم .. ، فكان يقال له ( البحر ) ، و ( الحبر ) .. !!

................... ............... .................

.. ، و لما توفي رسول الله كان ابن عباس صبيا في العاشرة من عمره أو أكثر قليلا .. ، ورغم صغر سنه وقتها إلا إن وفاة النبي قد نبهته لشئ خطير جدا .. أن العلم قد يضيع شيئا فشيئا حتى يندثر بموت الصحابة واحدا تلو الآخر كما مات رسول الله .. ، فحمل هذا الصبي الصغير ( هم الأمة ) في صدره .. ، و عزم على أن يتحمل تلك الأمانة الثقيلة بأن يجمع علم الصحابة ..
.. ، و اجتهد ابن عباس في ذلك اجتهادا عظيما حتى حصل علما واسعا ، و فهما ثاقبا ، هذا بالإضافة إلى ما تعلمه منهم من اللغة و البلاغة و الفصاحة ... !!

............. .............. ............

.. ، و يحكي لنا عبد الله بن عباس عن رحلته الشاقة في طلب العلم ، فيقول : لما قبض رسول الله قلت لرجل من الأنصار :

(( هلم فلنسأل أصحاب رسول الله فإنهم اليوم كثير .. ))

فقال لي : (( يا عجبا لك يا ابن عباس .. ، أترى الناس يفتقرون إليك ، وفي الناس من أصحاب رسول الله من فيهم .. ؟!! ))

.. ، فترك الأنصاري ذلك الأمر .. ، و أقبلت أنا أسأل أصحاب رسول الله .. ، فإن كان ليبلغني الحديث عند رجل منهم فآتي بابه وهو قائل .. يعني : نائم في وقت القيلولة .. ، فأتوسد ردائي على بابه ، فيسفي الريح علي من التراب .. يعني : من أدبه مع معلمه ينتظره حتى يستيقظ .. ، فيخرج فيراني ، فيقول ( متعجبا ) : (( يا ابن عم رسول الله .. ما جاء بك .. ؟!!
.. هلا أرسلت إلي فآتيك .. ؟!! ))

، فأقول له : (( لا .. أنا أحق أن آتيك )) .. ، فأسأله عن الحديث

* و مرت الأيام .. ، و عاش هذا الرجل الأنصاري الذي تكاسل عن مرافقة ابن عباس في طلب العلم حتى رأى الأعداد الهائلة من الناس يجتمعون حول ابن عباس يطلبون العلم على يديه و يستفتونه في مسائلهم .. !!

.. ، فقال الأنصاري متحسرا على نفسه :

(( هذا الفتى كان أعقل مني ))

.. ، و صدق .. فالأيام و السنين تمر على الجميع سريعا ..
، و لكن .. من منا يغتنم أيامه و عمره فيما ينفعه في دينه و دنياه و آخرته ... ؟!!!

... ، يقول ابن عباس : (( كنت ألزم الأكابر من أصحاب رسول الله من المهاجرين و الأنصار فأسألهم عن مغازي رسول الله ، و مانزل من القرآن في ذلك .. ، و كنت لا آتي أحدا منهم إلا سر بإتياني إليه لقربي من رسول الله ))

.. ، و قيل لابن عباس : (( كيف أصبت كل هذا العلم .. ؟!! ))

.. ، فقال : (( بلسان سؤول ، و قلب عقول ))

.. ، و للحديث بقية ... فتابعونا ....

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق12

#زمن_العزة

#الأسد_الهصور2

(( معركة بزاخة ))

* جهز أبو بكر الصديق أحد عشر جيشا لقتال المرتدين لأنه أراد أن يُمَشط أرجاء الجزيرة بالكامل في نفس الوقت ... !!!!
رغم أنه يفتح بذلك على نفسه جبهات قتالية متعددة في كل مكان مخالفا المبادئ الحربية الثابتة التي تحذر من خطورة هذا التصرف ، و تنبئ بالفشل الذريع
، و الهزيمة المحققة .... !!!!

* كما أن تلك الجيوش التي أعدها لم تكن جيوشا كبيرة العدد .. فالجيش الواحد منهم يقدر بحوالي من 2000 إلى 3000 مقاتل على الأكثر ...!!
يعني أقل بكثير من أعداد جيوش المرتدين ....!!!

و قبل أن يحرك الجيوش ...
أرسل أبوبكر إلى القبائل المرتدة رسائل يدعوهم فيها للعودة إلى الإسلام بالحسنى .. بدلا من أن يتعرضوا لقتال لا قِبَل لهم به ...!!!

فلم يجد منهم أية استجابة ...

فأعطى أبو بكر الصديق أوامره فورا إلى قادة جيوشه أن يتحركوا حسب الخطة التي رسمها لهم :

* عمرو بن العاص يتحرك بجيشه إلى ( قضاعة ) في شمال المدينة ...
* و المهاجر بن أبي أمية يتوجه بجيشه جنوبا إلى اليمن لقتال أتباع الأسود_العنسي ...
* و العلاء بن الحضرمي يتحرك إلى البحرين شرقا ...
* و جيش آخر إلى عُمان لقتال اللقيط الكذاب
(( لقيط بن مالك )) ...
. ...و ... وغيرهم هنا و هناك ...!!!

و أوْكَلَ الصِّدّيق أصعبَ و أخطرَ المهام إلى سيف الله المسلول البطل الأسطوري / خالد بن الوليد ... !!

* كان جيش خالد حوالي 4000 مقاتل ، و كانت مهمته مركبة من عدة مهام ...
فعليه أولا .. أن يبدأ بقتال مدعي النبوة طليحة بن خويلد و حلفائه الذين احتشدوا في منطقة ( بُزاخة ) في شرق الجزيرة حيث انضم الأحمق المطاع / عيينة بن حصن و جنوده إلى ( طليحة ) فتضاعفت قوته بهم .. ،
.. و بعد ذلك ..
على خالد بن الوليد أن يتوجه لقتال أضخم كتائب المرتدين في اليمامة .. أتباع مسيلمة الكذاب ... !!

* طلب طليحة بن خويلد من عيينة أن يقود هو المعركة بدلا منه زاعما أنه يريد الانعزال خلف الجيش مُلتفا بكساءٍ ليتنظر الوحي يأتي به جبريل ..!!

و الحقيقة أنه كان خائفا من مواجهة خالد بن الوليد ... !!!

** وصل سيف الله المسلول ..
و بدأ القتال شرسا عنيفا .. صمد المرتدون في بدايته و قاتلوا بضراوة ... ولكن كفة المعركة رجحت في صالح المسلمين بعد ساعات قليلة ... فأخذوا يقتلون من جند المرتدين أعدادا كبيرة ... !!!
و شعر الأحمق المطاع باقتراب الهزيمة ...
فرجع إلى نبيهم المزعوم ( طليحة ) في مؤخرة الجيش
و سأله : ( هل جاءك جبريل بالوحي ..؟!! )
.. كان يريد حلا لتلك الأزمة التي وقع فيها جيشه ..
فزعم طليحة أن جبريل جاءه يُبَشرهم بالنصر القريب على المسلمين ، و أن تلك المعركة ستكون حديثا لا تنساه العرب ...!!
* عرف ( عيينة ) ساعتها أن تحالفه مع طليحة سيضيعه و يضيع جيشه .. ، فقال له بسخرية :
(( والله .. إن الله يَعلم أنه سيكون حديثا لا تنساه ))
يقصد : حديث الخزي و الهزيمة ...!!!

.. ثم أمر عيينة أفراد قبيلته بالانسحاب فورا من أرض المعركة ...
، و تركوا جيش طليحة في موقف لا يُحسَدون عليه ... !!

... فإذا بطليحة يأخذ امرأته على بعير ، و يركب فرسه ، و يَفِرّ من أرض المعركة هو الآخر في طريقه نحو الشام ..
تاركا أتباعه لمصيرهم المحتوم ..
فانسحبوا جميعا من القتال .. !!!

و تتبع خالد بن الوليد فلول الأحمق المطاع ..
فحاربهم و كسرهم .. ، و استطاع أن يُوقعَ عيينة بن حصن في الأسر ، ثم بعثه مع باقي الأسرى إلى أبي بكر بعد أن شد وثاقه ، و جعل يديه إلى عنقه تنكيلا به ...!!!
... فلما وصل هؤلاء الأسرى ، و على رأسهم ( عيينة ) إلى المدينة .. أخذ أطفال المسلمين فيها يسخرون منه .. ، و يقولون له :
(( يا عدو الله ، أكَفرتَ بعد إسلام ..؟!! ))

.. ثم أدخلوه على الخليفة / الصديق ..
فعَنفهُ و وبخه بشدة على ردته ، و على ما فعله مع طليحة من جرائم لا إنسانية في حق المسلمين .... !!

.. فاعتذر إليه عيينة ... و أظهر أسفه و ندمه على ما فعل
ثم عاد إلى الإسلام بين يديه ، و حَسُن إسلامه بعد ذلك ..!!

* أما خالد فقد مكث في ( بزاخة ) بعد انتصاره شهرا كاملا ليفرض سيطرته على القبائل في المنطقة كلها ... !!!

.. و أرسل إليه أبو بكر يُهَنئهُ بالنصر ، و يأمره بأن يَقتصّ مِن كل مَن ثبت تورطه في عمليات التعذيب و التصفية الجسدية الوحشية ضد المسلمين من هذه القبائل التي اتبعت طليحة بن خويلد .. فمن قتل مسلما رميا بالسهام يُقتل مثله رميا بالسهام ، و مَن ألقى مسلما من أعلى جبل يُلقى مثله من أعلى جبل ...، ومن كسر رأس مسلم بصخرة أو ألقى مسلما في بئر يُفعل فيه مثل ذلك قصاصا ...
فالعين بالعين ، و السن بالسن ... !!!!

* تابعونا ...

🎀 بسام محرم 🎀

* المرجع : كتابات د. راغب السرجاني
#اتـحاد_لسـتات_الـجـوهرة_الديـنيـة
❀↜❀
💎نـخـبــةقــنـــواتــنـا💎
•❈••✦✾✦••❈
¦¦ قـل ربــي زدنــــي علـــماً
🎋 ¦¦ T.me/JoOoYemeni

¦¦ رســـائــل📨اســلامـــيـة
🎋 ¦¦ T.me/aljaneh

¦¦ روضــــــة الــــمحــبـيـن
🎋 ¦¦ T.me/SoSoSoooo3


▁▁▁❀↜❀↝▁▁▁

👁‍🗨لــ ٲضــــافـة قـنــاتــك
🔸By @AR_Joh_list
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير14

#حبر_الأمة_2

💖 (( الفقيه الجميل )) 💖

** كان عبد الله بن عباس وسيما حسن الوجه .. ، كما كان فصيحا يجذب الناس بحلو كلامه و منطقه .. ، و كان جسيما ضخما .. إذا جلس يجلس في مكان رجلين .. !!

.. ، و كان .. رضي الله عنه .. يحرص على أن يلبس الثياب الجميلة الفاخرة .. على عكس عبد االه بن عمر الذي كان ( كأبيه الفاروق ) متواضعا جدا في ثيابه ..
.. ، و كان ابن عباس يحرص على الإكثار من التطيب .. !!

.. ، و كان له عدد من الأولاد .. ، و من أشهرهم ولده / علي الذي لقب ب (( علي السجاد )) بسبب حرصه الشديد على كثرة الصلاة و السجود ليلا و نهارا .. !!

.. ، و علي السجاد كان أجمل قرشي على وجه الأرض وقتها .. ، و هو أبو الخلفاء العباسيين .. !!

.. ، و كان سيدنا / عبد الله بن عباس أيضا شديد الحرص على قيام الليل ، فكان إذا قرأ القرآن يرتله حرفا حرفا ، و يبكي بكاء شديدا ... !!
.. ، و كان قد فقد بصره في أواخر حياته ، فقال له الطبيب :(( أعالج لك عينيك على أن تصلي مستلقيا فلا تركع و لا تسجد خمسة أيام ))

.. ، فقال له ابن عباس : (( لا ... و الله و لا ركعة واحدة ))

.. ، كما كان ابن عباس يحرص على صيام الاثنين والخميس و يقول : (( أحب أن يرفع عملي و أنا صائم ))

.. ، وحج ابن عباس بالمسلمين في أكثر من موسم ، فكان يخطب فيهم خطبة عرفات بأسلوبه الفصيح ، فيأخذ بعقولهم و قلوبهم .. ، و في إحدى خطبه في الحج قرأ على الناس سورة البقرة آية آية يفسرها .. ، فأذهلهم علمه الواسع و أسلوبه المؤثر .. ، حتى قال بعضهم :
(( ما رأينا و لا سمعنا كلام رجل مثله .. !!!!
.. ، لو سمعته فارس و الروم لأسلمت ..!!!! ))

.. ، و لم يكن عبد الله بن عباس من هؤلاء العلماء الذين يعكفون في المساجد بين الطلاب للتدريس ( النظري ) ، و لا علاقة لهم بواقع الأمة .. ، بل كان ابن عباس يشارك في الجهاد و الفتوحات .. ، فقد كان جنديا في جيش / عبد الله بن الزبير الذي أرسله سيدنا / عثمان بن عفان لمساعدة جيش عبد الله بن أبي السرح في فتح إفريقية (( تونس )) ..
.. ، كما قاتل مع سيدنا / علي بن أبي طالب في معركتي الجمل و صفين .. لأن عليا كان على الحق ..
.. ، و كذلك كان معه في قتال الخوارج بالنهروان ..

.. ، أيضا ... شارك سيدنا / عبد الله بن عباس في الحياة السياسية مشاركة إيجابية ( متزنة ) .. ، رغم الظروف الصعبة و الفتن المتلاحقة التي كانت تعصف بالأمة الإسلامية في تلك الفترة العصيبة من تاريخها .. !!!

.. ، لقد جمع عبد الله بن عباس علم أبي بكر و عمر و عثمان .. ، فكان أفقه الناس .. ، و كان سيدنا سعد بن أبي وقاص يمدحه بين الناس فيقول عنه :

(( ما رأيت أحدا أحضر فهما ، و لا ألب لبا ، و لا أكثر علما ، و لا أوسع حلما من ابن عباس .. ، و لقد رأيت عمر بن الخطاب يدعوه للمعضلات ، ثم يقول له : (( يا ابن عباس عندك معضلة قد جاءتك )) .. ، فإذا قال فيها برأيه لا يجاوز عمر قوله .. !! ))

.. ، و حينما سمع سيدنا / جابر بن عبد الله بخبر وفاة
ابن عباس حزن حزنا شديدا ، و قال :
(( مات اليوم أعلم الناس ، و أحلم الناس ))

.. ، و سنتكلم في الحلقة القادمة .. إن شاء الله .. بشيئ من التفصيل عن مشاركة حبر الأمة في الحياة السياسية .. ، لنتعلم من مواقفه المشرقة كيف تكون (( الحكمة )) في اتخاذ الموقف الصحيح الذي يصلح ولا يفسد .. ، يجمع و لايفرق .. ، و لا يساعد على مزيد من الدماء ...

..... فتابعونا ...

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير15

#حبر_الأمة_3

🌍 (( علمني أبي ... ))

حظي عبد الله بن عباس بمكانة كبيرة في دولة
أمير المؤمنين / عمر بن الخطاب ، فقد كان عمر يجلسه مع كبار مستشاريه من شيوخ الصحابة رغم أنه لم يكن قد تجاوز العشرين من عمره و قتها .. ، و ذلك بسبب علمه الغزير و حكمته المبكرة .. !!

.. ، و انظر إلى هذا الفتى .. والذي نسميه في زماننا ( المراهق ) .. ، و هو يدخل على مجلس الوزراء ليجلس في مقعده الخاص إلى جوار كبار الصحابة ، و سيدنا / عمر يحتفي بمقدمه أمام الجميع قائلا :
(( جاء فتى الكهول .. ، ذو اللسان السئول ، و القلب العقول ))

.. ، و اعترض بعض شيوخ الصحابة على ذلك ..
فعبد الله بن عباس في سن أبنائهم أو أصغر ..
.. ، فكيف يتساوى معهم في المجلس ... ؟!!!

.. ، فقال لهم عمر :
(( نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس )) ..
.. ، ثم أراد أن يبين لهم جلالة قدر ابن عباس ، و كبير منزلته في العلم و الفهم .. ، فأجرى لهم اختبارا صغيرا ..
سألهم عن آيات سورة النصر :
(( إذا جاء نصر الله و الفتح )) ..
كان يسألهم عن المقصد من وراء الآيات و ليس عن معناها ..

.. ، فأدلى كل واحد منهم بدلوه .. ، و ذكروا بعض المقاصد و الفوائد التي فهموها من السورة ..
.. ، فلم يجد عمر جديدا في كل ما قالوا ..
.. ، ثم نظر إلى عبد الله بن عباس ، و سأله عن رأيه ..
.. ، فقال : (( أجل رسول الله نعي إليه )) ..
* يقصد : أن تلك الآيات تخبر النبي بأنه قد اقترب أجله فليستعد بالإكثار من الذكر و الاستغفار و العمل الصالح ..

.. ، ففرح عمر بن الخطاب بكلام ابن عباس .. ، و ابتسم إليه قائلا : (( لا أعلم منها إلا بما تعلم )) .. يعني : هذا الذي تقوله هو .. بالضبط .. ما أعلمه عن تلك الآيات .. !!
.. ، و تعجب الصحابة .. ، فكيف لم ينتبهوا جميعا إلى تلك
الفائدة الهامة ...!!

............... ............... ............... .....

* و لما رأى (( العباس بن عبد المطلب )) تلك المكانة المرموقة التي وصل إليها ابنه ( المراهق ) أراد أن يوصيه بوصايا تحفظ له مكانته بين ( الكبار ) .. ، فقال له :

(( يا بني .. إن عمر يدنيك ، و يجلسك مع أكابر الصحابة .. ، فاحفظ عني ثلاثا : لا تفشين له سرا .. ، و لا تغتابن عنده أحدا .. ، و لا يجربن عليك كذبا ))

.. ، فكان عبد الله بن عباس دائما يتذكر تلك النصائح الأبوية المخلصة ، و يحرص عليها .. ، و يذكرها لرفقائه و تلامذته ..

فلما سمعها منه الشعبي قال له : (( كل واحدة خير من ألف ))
.. ، يعني : كل واحدة من تلك الوصايا الثلاث أغلى من
ألف دينار ذهبية ..!!
.. ، فصحح له ابن عباس قائلا :

(( بل كل واحدة خير من عشرة آلاف ))

و صدق ابن عباس .. ، فليس العبرة بحجم الأموال و العقارات التي يتركها الوالد لأبنائه .. ، إنما العبرة بما غرسه فيهم من القيم و الأخلاق و العقيدة الصحيحة ..
.. ، فهذا هو الكنز الحقيقي .. الذي يجعل الولد يفخر بين الناس ، و يقول : (( علمني أبي .... ))

... ، و غدا إن شاء الله نكمل رحلتنا مع حبر الأمة ...

.... فتابعونا ......

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير16

#حبر_الأمة4

(( مواقفه السياسية ))

و كانت لابن عباس نفس المكانة العلية في دولة
أمير المؤمنين / عثمان بن عفان .. ، و مما يوضح لنا ذلك أنه لما وقعت فتنة السبأيين و حاصروا ذي النورين في بيته كان ذلك في موسم الحج ، فاستخلف عثمان بن عفان على رحلة الحج سيدنا عبد الله بن عباس ليحج بالناس نيابة عنه .. !!
.......... ................ ..............

و في زمن أمير المؤمنين / علي بن أبي طالب حدث الشقاق ، و وقعت الفتنة الكبرى .. ، فأدرك ابن عباس بما عنده من العلم و الفهم أن عليا و أصحابه هم أولى الطائفتين بالحق ، فعلي بن أبي طالب هو الحاكم الشرعي للمسلمين الذي أجمع عليه أهل الحل و العقد من الصحابة الكرام ، و لذلك تجب طاعته ، و لا تجوز مخالفته ..
.. ، فوجدنا عبد الله بن عباس في صفوف المقاتلين مع سيدنا / علي في موقعة الجمل .. ، و في معركة صفين .. !!

.. ، ثم شاهدنا مناظرة ابن عباس الرائعة مع الخوارج الذين كفروا عليا ، و رأينا كيف أفحمهم بالحجة و العلم ....

... ، و لكنهم أغلقوا عقولهم ، و اتبعوا أهواءهم ، و أصروا على الإفساد في الأرض .. ، فقاتلهم سيدنا / علي في النهروان .. ، و قاتل معه حبر الأمة .. !!
.. ، و لأن سيدنا / علي كان يثق في قدرات ابن عباس ، فقد اختاره واليا على البصرة ..
............... ............. ................ .......

أما في زمن سيدنا / معاوية بن أبي سفيان ..

.. ، فعلى الرغم من أن ابن عباس كان خصمه في معركة صفين .. ، و كان يرى أن موقف معاوية موقف خاطئ تماما .. ، إلا إنه لما قدم إلى دمشق أكرمه سيدنا / معاوية ، و قربه و احترمه و عظمه .. ، و كان يستعين به في الفتيا فيلقي عليه المسائل المعضلة ، فيجيب ابن عباس .. كعادته .. إجابات سريعة ..
.. ، و كان معاوية يتعجب من سرعة بديهته و يقول عنه :
(( ما رأيت أحدا أحضر جوابا منه ... !! ))

.. ، و عندما قرر سيدنا / معاوية أن يأخذ البيعة بولاية العهد من بعده لابنه / يزيد .. ، كان سيدنا / عبد الله بن عباس من أشد الرافضين لمسألة (( التوريث )) ..!!

.. ، و على الرغم من ذلك فإنه تعامل مع الأمر بحكمة ، و آثر وحدة الأمة و طاعة ولي الأمر .. ، فبايع ليزيد بن معاوية بولاية العهد .. !!

.. ، ثم بايعه على الخلافة بعد وفاة معاوية .. ، و اكتفى بالإنكار بالقلب و اللسان حتى لا تكون فتنة تراق فيها دماء المسلمين .. !!
.............. .............. .......... .............

و في خلافة / يزيد بن معاوية عزم سيدنا / الحسين على الخروج إلى شيعته بالعراق .. ، فاعترض عليه عبد الله بن عباس ، و نهاه أشد النهي عن ذلك .. ، بل و أراد أن يتعلق بثيابه ليمنعه ، و لكنه كان قد فقد بصره في آخر حياته ..

.. ، و لم يستجب الحسين لنصيحته ، فحدث ما حدث في كربلاء .. ، فلما علم ابن عباس بمقتل الحسين حزن حزنا شديدا على ابن عمه .. ، و كان ذلك كفيلا بأن يخرج
ابن عباس عن شعوره ، كما خرج الكثيرون من أهل الحجاز عن شعورهم من شدة الغضب و قرروا خلع يزيد بن معاوية بالقوة ..
.. ، و لكن ابن عباس كظم بركان الغضب الذي كان يتأجج في صدره .. و لزم بيته .. !!

.. ، و كان يقول : (( يا لسان .. قل خيرا تغنم ، و اسكت عن شر تسلم .. ، فإنك إن لم تفعل تندم ))

................ ............... ..................

و بايع المسلمون لسيدنا / عبد الله بن الزبير بعد موت يزيد ..
.. ، ثم انفصل عنه مروان بن الحكم بحكم الشام و مصر ..

.. ، و جاء من بعده ابنه / عبد الملك بن مروان فنازع
عبد الله بن الزبير على الحكم ، و وقع بينهما خلاف كبير ..

و هنا .. امتنع سيدنا / ابن عباس عن المشاركة السياسية بأية صورة .. ، و اعتزل الأمر كله .. هو و محمد بن الحنفية ..!!

.. ، فحاول عبد الله بن الزبير أن يأخذ منهما البيعة لنفسه .. ، فرفضا رفضا قاطعا ، و قالا له : (( لا نبايعك ، و لا نخالفك ))

.. ، و ذلك لأن الفتنة كانت قد اشتدت .. ، و كثر القتل .. ، و اختلط الأمر .. ، و انقسم المسلمون إلى فريقين متناحرين .. ، فكان قرار عبد الله بن عباس ألا يشارك في هذا كله ... !!!

.. ، و مكث ابن عباس عامين كاملين لم يبايع أحدا ..
... ، ثم مات .. رضي الله عنه .. في الطائف .. ، و صلى عليه ابن الحنفية ..
.......... ............. ............. .......
كان حبر الأمة يعرف أصول المشاركة الإيجابية في الحياة السياسية ....
فيعرف متى يشارك .. ، و متى يمتنع .. ؟
متى ينكر .. ، و متى يبايع .. ، و كيف يعترض .. ؟
.. ، و متى يقرر اعتزال الأمر كله .. ؟
.... رضي الله عنه ......
.... وبعد تلك الرحلة النافعة الماتعة مع سيرة حبر الأمة .. أنتقل بكم إلى (( العراق )) .. لنشاهد أحداث تلك الفتنة العمياء التي اشتعلت بعد مقتل (( المختار الثقفي )) ..!!
..... فتابعونا ....
🎀 بسام محرم 🎀
📌 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير17

🌀 (( الأزارقة )) 👥

بلاد العراق هي التي سترجح كفة الميزان ...

.. فأمير المؤمنين / عبد الله بن الزبير لا يقوى على مواجهة عبد الملك بن مروان إلا إذا ضمن قوة العراق في جيبه ، لأن عبد الملك يسيطر على الشام و مصر و يدعم سلطانه بقوتهما العسكرية الضخمة .. ، بينما عبد الله بن الزبير ليس معه إلا بلاد الحجاز ، و يحاول جاهدا أن يستقر له الأمر في بلاد العراق و فارس ، و لكن الفتن و القلاقل المستمرة التي كان يشعلها الشيعة تارة ، و الخوارج تارة كانت تحول بينه و بين ذلك .. ، فبعد أن تمكن أخوه / مصعب بن الزبير من القضاء على المختار الثقفي الكذاب و أتباعه من الشيعة ، عادت فتنة الخوارج الذين عرفوا باسم ( الأزارقة ) لتظهر على ساحة العراق مرة أخرى .. !!

................. .............. ..................

الأزارقة كانوا على منهج الخوارج المعروف .. يكفرون المسلمين ، و يستبيحون دماءهم ، و يريدون أن يكون الحكم لهم .. ، و الكل يعمل باسم الإسلام و محاربة الباطل ، و يدعي أنه على الحق المبين ... !!

* بدأت ثورتهم الأولى بعد موت يزيد بن معاوية حين ظنوا أن زمام الأمور قد انفلت بسبب الصراع الدائر بين ابن الزبير و بني أمية .. فعاث الأزارقة في بلاد العراق فسادا ، و حاولوا السيطرة على مدنها الرئيسية .. !!

.. ، و لكن البطل المغوار / المهلب بن أبي صفرة الذي ولاه سيدنا / عبد الله بن الزبير على بلاد فارس استطاع أن يقضي على الكثير من رؤوسهم و قياداتهم ، و أن يعيد هؤلاء الأفاعي إلى جحورهم مرة أخرى بعد أن قهرهم و ذاقوا بطشه و قوته ..!!

........ .......... .................. ................

.. و في سنة 68 هجرية ..

.. ، و بعد أن قضى مصعب بن الزبير و المهلب بن أبي صفرة على فتنة المختار الثقفي ، رأى سيدنا / مصعب أن يعزل المهلب بن أبي صفرة عن بلاد فارس ، و أن يجعله واليا على أرض الموصل ليستفيد بقوته في السيطرة على تلك المنطقة الاستراتيجية الهامة التى تقع على خط النار بين جند العراق و جند الشام ...

.. ، فنفذ المهلب الأوامر .. و ترك بلاد فارس ، و انتقل إلى الموصل .. ، فاستغل الأزارقة الجبناء تلك الفرصة .. فوالي بلاد فارس الجديد لم يكن في نفس قوة المهلب .. ، فاستضعفوه و ثاروا عليه .. ، فقاتلهم ذلك الوالي الجديد و انتصر عليهم .. ، ففروا منه إلى أصبهان ، فتقووا فيها و زادت أعدادهم .. ، ثم تحركوا إلى البصرة يريدون احتلالها ... !!

.. ، فخرج لهم سيدنا / مصعب بجيشه و قاتلهم .. فلم يصبروا أمامه ، و فروا منه و انطلقوا نحو شمال العراق يريدون غزو المدائن .... !!

.. و بالفعل ...

دخل الأزارقة المجرمون المدائن و نشروا فيها الرعب .. ، فأخذوا يقتلون أهلها و نساءها و أطفالها .. ، حتى كانوا يبقرون بطون الحبالى بلا رحمة .. ، و فعلوا أفعالا لم يفعلها غيرهم .. !!
.. ، فخرج لهم أهل الكوفة و معهم البطل / إبراهيم بن الأشتر النخعي .. تذكرون هذا البطل .. ؟!!
.. إنه الذي انتصر على جيش ابن مرجانة و قتله ..

.. ، فلم يستطع الأزارقة أن يصمدوا أمام جيش إبراهيم بن الأشتر النخعي .. ، ففروا هاربين إلى معاقلهم في أصبهان مرة أخرى .. ، فتقووا فيها و تجهزوا ثم خرجوا في غزوة جديدة ... !!
.. ، فطلب سيدنا / مصعب من المهلب بن أبي صفرة أن يخرج لهم لقتالهم ، فهو أبصر الناس بهم ، و الأقدر على التعامل معهم .. ، و بعث معه إبراهيم بن الأشتر النخعي بجيشه ...

.. ، و التقى جيش المهلب بجيش الأزارقة في منطقة الأهواز في فارس .. ، و قاتلهم المهلب قتالا عظيما لم يسمع مثله ..

.. ، و استمر هذا القتال ثمانية أشهر كاملة .. ، و استطاع المهلب بعدها أن ينتصر عليهم انتصارا ساحقا ، و أعادهم إلى جحورهم خاسئين .. !!
............ ........... ............... ...........

* أما عبد الملك بن مروان فكان يراقب تلك الأحداث عن بعد .. ، و لا يريد أن يتعجل في دخول العراق بجيشه ، فهو يعلم جيدا أن تلك الصراعات الدائرة تستنزف من طاقة مصعب بن الزبير و جيوشه .. ، فإذا أنهكت قوته تماما يستطيع عبد الملك بن مروان أن ينتصر عليه بمنتهى البساطة بعد ذلك ، فيضم بلاد العراق و فارس إلى مملكته .. !!

.... تابعونا ....

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
Forwarded from أيام الصديق
#أيام_الصديق13

#زمن_العزة

#الأسد_الهصور3

💝 (( قلوب زاغت .. ثم استقامت )) 💝

تهيأ خالد بن الوليد لتنفيذ أوامر الخليفة بالقصاص من أتباع طليحة بن خويلد في ( بزاخة ) ..
ففاجأه زعماء تلك القبائل المرتدة بالاعتذار ، و الندم ، و طلب الصلح .. ، فرفض خالد أن يصالحهم إلا بشرط ..!!!
... أن يُسلموا له كل من ثبت تورطه في عمليات ( التعذيب و التصفية الجسدية ) للمسلمين لمحاكمتهم محاكمة عادلة ..

* و بالفعل تم اعتقال كل هؤلاء المتورطين ، و تسليمهم
... فاقتص منهم خالد و قتلهم بنفس الطريقة التي قتلوا بها المسلمين. ..!!
.. ثم أرسلت هذه القبائل التائبة وفودا إلى المدينة ليتصالحوا مع الخليفة / أبي بكر ، فعنفهم بشدة على ردتهم و قتلهم للمسلمين .. ، ثم خيرهم بين أمرين لا ثالث لهما :
....إما ( الحرب المُجليَة ) .. ،
... أو ( الخطة المُخزية ) ...!!!

* فقالوا له :
(( أما الحرب المُجْليَة فقد عرفناها ، فما الخطة المخزية ؟! ))

فقال لهم : (( تدفعون الدية عن كل مسلم قتلتموه ، و لن ندفع نحن الدية عن قتلاكم في معركة بزاخة ، وتسَلّمون لنا كل أسلحتكم ، و خيولكم لفترة كافية من الوقت ، تعيشون فيها هكذا في الصحراء بلا سلاح .. ترعون الإبل .. ، إلى أن يتبين لنا صِدق توبتكم ، وولائكم الكامل للإسلام ... !!! ))

... فاضطر زعماء القبائل أن يوافقوا على
(( الخطة المخزية )) بعدما رأوا قوة الصديق ، و شجاعة
سيف الله المسلول و أبطال المسلمين ...!!

... و فوق ذلك كله حرمهم أبوبكر من شرف المشاركة في الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس و الشام طوال حياته ...!!

و لكن مع مرور الوقت ثبت حسن إسلامهم ، و ظهر صِدق توبتهم .. فسمح لهم عمر بن الخطاب في فترة خلافته أن يشاركوا في حركة الفتوحات ... !!

أما طليحة بن خويلد مدعي النبوة الهارب ..
فقد ظل مُختبئا في قبيلة على حدود الشام منذ هروبه من ( معركة بزاخة ) ، و عندما وصلته الأخبار أن قبيلته
( قبيلة بني أسد ) قد عادت مع من عاد من قبائل المرتدين إلى الإسلام قرر هو الآخر أن يتوب ... !!

.. شرح الله صدره للإسلام بعد كل ما فعل من جرائم ..!!!
... و بعد أن ضل وأضل .. !!!
.. و بعد ما قتل من الصحابة ، و عذب من المسلمين .. !!!

فتحرك طليحة إلى مكة لأداء العمرة ، فلما مر بالمدينة استحيا أن يقابل أبابكر ..!!
... وقال الناس لأبي بكر :
(( هذا طليحة قد جاء إلى المدينة )) .. !!

.. فقال لهم الصديق .. و كان يكره أن يراه :
(( وما أصنع به ...؟!!
دعوه و شأنه ، لقد تاب ، و أسلم .. ))

.. فعاد طليحة إلى الشام نادما حزينا ... ،
ولم يستطع بعدها أن يلتقي بأبي بكر طيلة حياته ... !!

كان طليحة يتمنى أن يكفر عن سيئاته ، فلما وصلته الأخبار أن أبابكر قد فتح باب الجهاد ، و يطلب متطوعين لبدء الفتوحات الإسلامية في بلاد العراق ، فرح طليحة و أراد أن يتطوع ليقدم للإسلام شيئا يطفئ به نار الندم التي اشتعلت في قلبه .. و يرضي به ربه بعد أن أسخطه ..

... ولكن كانت المفاجأة الموجعة ...!!

لقد أصدر أبو بكر قرارا بعدم السماح لمن أرتد ثم عاد إلى الإسلام أن ينال شرف المشاركة في الفتوحات الإسلامية ..

فكانت صدمة كبيرة لطليحة ...!!!

.. و لما توفي أبوبكر ...
استجمع طليحة قواه ...، و خرج مرة أخرى إلى المدينة ليعتذر إلى أمير المؤمنين (( عمر بن الخطاب )) ...!!

... فأذن له عمر بالدخول ....
، فلما جلس بين يديه .. اعتذر على ما كان منه ، و طلب من أمير المؤمنين أن يسامحه ....
، ولكن الفاروق عنفه تعنيفا شديدا ، وقال له :

(( أنت طليحة قاتل الصحابة...؟!!
، و الله لا أحبك أبدا .. ))

... فقال له طليحة مستعطفا :

(( يا أمير المؤمنين لقد كانت أيام جاهلية ، و لقد أكرمهم الله على يدي بالشهادة .. ، و الحمد لله الذي لم يهني على أيديهم بالقتل .. ))

... فقبل منه عمر توبته .. وبايعه و عفا عنه ...!!

... ثم خرج طليحة إلى ديار قومه فمكث فيها ..
و كان شاعرا .. فكان ينشد من الشعر ما يظهر فيه ندمه و أسفه على ما فعل ..!!

حتى جاءت اللحظة التي كان يتمناها ... !!!

.. لقد رفع أمير المؤمنين / عمر الحظر الذي كان أبوبكر قد وضعه في حياته على من ارتد ثم عاد إلى الإسلام ...!!

فطار طليحة فرحا بهذا الخبر ...
، و سارع إلى ( التطوع ) ليكون في صفوف المجاهدين الذين سيتوجهون لفتح بلاد العراق ...!!

.. وكما سنرى إن شاء الله تعالى ...
أبلى طليحة في الفتوحات بلاء حسنا... ،
و أبهر الناس جميعا بشجاعته و جرأته في القتال ..
في ( القادسية ) ، و في ( فتح تستر ) ، و في
( معركة نهاوند ) .. فقد كان طليحة لا يخاف الموت ..
بل يتمناه في سبيل الله .. !!!

.... و هذا بعد أن عاش حياته كلها يقاتل من أجل الزعامة و الدنيا .. فسبحان مقلب القلوب ..!!

* وكما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( و إن الرجل ليعمل الزمن
Forwarded from أيام الصديق
الطويل بعملِ أهلِ النارِ ثم يُختَمُ [ له ] عملُه بعمل أهل
الجنة ... )) ...!!!

تابعونا ... فعندي لكم قصة جديدة مشوقة ... !!!

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : كتابات د. علي الصلابي
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير18

👑 (( الملك عقيم )) 👀

من هو المستفيد الأول من تلك الصراعات الداخلية المستمرة بين المسلمين .. ؟!!

.. بالطبع .... أعداء الإسلام ...

.. ففي سنة 70 هجرية ..
بدأ إمبراطور الروم يشعر بأن المسلمين قد ضعفوا بسبب الخلاف الدائر بين أمير المؤمنين / عبد الله بن الزبير ، و بين عبد الملك بن مروان .. ، فاستغل الفرصة و قام ببعض الاعتداءات على الحدود مع الشام .. !!

.. ، ففكر عبد الملك بن مروان في هذا الخطر الذي يهدد دولته من الشمال .. ، و وجد أن الوقت غير مناسب تماما الآن لخوض معارك مع الروم .. ، فعليه أولا أن يوحد البلاد الإسلامية تحت سلطانه ، و أن ينهي ذلك الصراع الداخلي قبل أن يبدأ حملاته العسكرية مع الرومان .. ، و لذلك قرر أن يهادن إمبراطور الروم مؤقتا .. ، فطلب منه الصلح ..

.. ، و تم هذا الصلح على أن يدفع عبد الملك بن مروان 1000 دينار ذهبية لإمبراطور الروم مقابل وقف القتال .. !!

........... .......... .............. .............

* و في سنة 71 هجرية ...

.. رأى عبد الملك بن مروان أنه قد آن الأوان لغزو العراق .. ، فمصعب بن الزبير و جيوشه قد أنهكتهم الحروب مع الشيعة و الخوارج ..
، فجهز عبد الملك جيشا ضخما ، و قرر أن يقوده بنفسه ... !!

.. ، و لم يكن ذلك اللقاء العسكري مع مصعب بن الزبير سهلا على نفس عبد الملك بن مروان كما تتصور .. ، فقد كانت تربطهما علاقة صداقة قديمة ، و كان عبد الملك يحبه جدا ..!!

.. ، و اعترض بعض وزراء عبد الملك بن مروان على فكرة خروجه بنفسه ليقود الجيش .. ، و لكنه أصر على ذلك ، و قال لهم : (( إن مصعبا من بيت الشجاعة .. ، فأبوه أشجع قرشي ..
، و أخوه لا تجهل شجاعته .. ، و مصعب شجاع أيضا .. ، و أنا أجد في نفسي بصيرة في الحرب ، و شجاعة عند اللقاء ))

.. ، و حاول عبد الملك أن يخذل أنصار مصعب و أمراءه عنه .. ، فأرسل رسلا في السر إلى البصرة لدعوة أهلها إلى أن يبايعوا عبد الملك بن مروان على الخلافة .. فاستجاب بعضهم .. كما أرسل عبد الملك رسائل خاصة إلى أمراء مصعب يدعوهم فيها لنفسه ، و يعدهم بالمناصب و المكافآت الجزيلة في دولته إذا انتصر على مصعب .. ، و يهددهم و يتوعدهم بالويلات إذا خرجوا في جيش مصعب و ساندوه في القتال .. !!

... ، و أرسلت إحدى تلك الرسائل إلى إبراهيم بن الأشتر النخعي .. الذراع الأيمن لمصعب .. ، فتنبه إلى المؤامرة .. ، و لاحظ أن كثيرا من الأمراء قد تأثروا بإغراءات عبد الملك ، و طمعوا فيما عنده ..!!
.. ، فأسرع إلى مصعب ليحذره من خطورة الأمر ..
.. ، و اقترح عليه أن يضرب أعناق كل من ثبت أنهم يميلون إلى عبد الملك بن مروان من هؤلاء الأمراء حتى لا يخذلوا الناس عنه ، و حتى يكونوا عبرة لغيرهم ..
.. ، و لكن مصعبا رفض ذلك رفضا قاطعا حتى لا يقول الناس أنه يقتل أصحابه .. ، كما أن ذلك سيجعل قبائل هؤلاء الأمراء ينقلبون على مصعب مما يضعف شوكته أمام جند الشام ...

..............................................

قرن الشيطان ...

.. ، و آتت محاولات عبد الملك ثمارها ....
.. ، فلما أراد مصعب بن الزبير أن يتجهز للقتال خذله الكثيرون من أهل العراق .. كالعادة .. ، فلم يستطع أن يجمع جيشا كبيرا يكافئ جيش الشام في العدد و القوة .. !!

.. ، و ساعتها تذكر مأساة كربلاء ، و ما حدث مع سيدنا / الحسين .. ، و شعر بأن المشهد يتكرر معه بحذافيره ..!!

.. ، فكان أمامه أحد أمرين لا ثالث لهما :
إما أن يستسلم و يخضع لعبد الملك بن مروان ..
.. ، أو أن يقاتل حتى الموت ... !!!!

.. ، فقال : (( إن لي أسوة في الحسين حين امتنع عن الذلة لعبيد الله بن زياد ))

، ثم قرر أن يقاتل بمن معه من الرجال ، و ليكن ما يكون .. !!

.................. ................ ............... ........

(( إنت حبيبي .... )) **

.. ، و التقى الجيشان ....

.. ، و كان إبراهيم بن الأشتر النخعي هو قائد المقدمة في جيش مصعب .. ، فحمل بها على مقدمة جيش الشام حملة شديدة حتى أزالهم عن مواقعهم .. ، و لكنه مع الأسف قتل في تلك الهجمة .. ، و قتل معه عدد من أمراء مصعب .. !!

.. ، و اشتد القتال .. ، و أخذ مصعب يحث الشجعان و الأبطال أن يتقدموا .. فلاحظ فتورا من الكثيرين .. ثم بدأ بعض أمرائه يتركونه ، و ينضمون إلى جيش عبد الملك .. !!

.. ، و أصبح مصعب بن الزبير في مأزق حقيقي بعد أن خذله رجاله .. ، و شعر بأنه لن يتمكن من الصمود أمام عبد الملك طويلا .. !!

.. ، و هنا أرسل إليه عبد الملك أخاه ( محمد بن مروان ) ليعطيه الأمان على نفسه و أهله و ماله إذا قبل الاستسلام .. ، فأبى مصعب .. ، و قال له :
(( إن مثلي لا ينصرف عن هذا الموضع إلا غالبا أو مغلوبا ))
.. ، و لأن عبد الملك كان يحب مصعبا ، و لا يريد قتله .. حاول محاولة ثانية مع ابنه (( عيسى بن مصعب )) ..
.. ، فأرسل

إليه محمد بن مروان ليعطيه الأمان ..

.. ، فناداه محمد بن مروان قائلا :
(( يا ابن أخي لا تقتل نفسك ، فإن لك الأمان ))

.. ، فأبى هو الآخر .. ، و توجه إلى أبيه قائلا :
(( و الله يا أبت لا تتحدث قريش بأني فررت من القتال ))

.. ، فقال له مصعب : (( تقدم بين يدي يا بني حتى أحتسبك ))
.. ، فتقدم عيسى بن مصعب .. ، و قاتل قتال الأبطال حتى قتل .. ، ثم انهال جند الشام بالسهام على مصعب بن الزبير حتى سقط على الأرض .. ، فجاء من طعنه و احتز رأسه و حملها إلى عبد الملك بن مروان ...!!!

.. ، فلما رأى عبد الملك رأس مصعب بكى .. ، و قال :

(( لقد كان بيني و بين مصعب صحبة قديمة .. ، و كان من أحب الناس إلي .. ، و لكن الملك عقيم .. !!
.. ، و الله ما كنت أصبر على فراقه ساعة واحدة من حبي له .. حتى دخل السيف بيننا ..
.. ، فمتى تلد النساء مثل مصعب ))

.. ، ثم أمر عبد الملك بدفنه ..
.. ، و ارتحل بعدها بجيشه إلى الكوفة ..
.. ، فوفدت عليه الوفود من رؤساء القبائل ، و سادات العرب ، و بايعوه على الخلافة .. ، ثم بايعه أهل العراق ..

.. ، و اختار عبد الملك أخاه (( بشر بن مروان )) ليكون واليا على الكوفة ...

... تابعونا ......

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
#خلافة_عبدالله_بن_الزبير19

(( مصعب بن الزبير )) 💖

كان مصعب وسيما جميلا .. من أبهى الناس .. حتى قالوا عنه أنه أجمل أهل البصرة .. ، و كان يحب النساء الجميلات ، فاختار كل زوجاته فائقات الجمال .. !!

.. ، و روي أنه التقى يوما مع أخيه عروة بن الزبير ، و
عبد الله بن عمر ، و عبد الملك بن مروان عند الكعبة .. في أيام شبابهم .. ، فقال بعضهم لبعض :
(( فليتمن كل واحد منا أمنية )) ..

.. ، فقال عبد الملك : (( أتمنى الخلافة ))

و قال مصعب بن الزبير (( و أنا أتمنى أن أتزوج سكينة بنت الحسين ، و عائشة بنت طلحة )) ..
.. ، لأنهما من أجمل النساء في ذلك الزمان ...

.. ، و قال عروة : (( أتمنى أن ينقل عني العلم )) ..

.. و قال عبد الله بن عمر : (( أما أنا فأتمنى أن يغفر الله لي ))

يقول الراوي : (( فأعطى الله كل واحد منهم أمنيته ..
.. ، و نرجو ان يكون قد غفر لعبد الله بن عمر ))

.. ، فتزوج مصعب من عائشة وسكينة .. ، و كان يغدق على زوجاته بالهدايا إكراما لهن ..
.. ، حتى أن عائشة بنت طلحة غضبت منه يوما ، فترضاها ب 400 ألف درهم .. ، فأعطتها هدية للمرأة التى توسطت بينهما في الصلح .. !!

.. ، و يروى أنه أهديت إليه نخلة من ذهب ثمارها من الجواهر الثمينة .. و كانت من كنوز الفرس .. ، و قومت تلك النخلة ب 2 مليون دينار ... ، فأعطاها هدية لعائشة بنت طلحة .. !!

* و رغم هذا الغنى و الثراء الفاحش فقد كان مصعب بن الزبير زاهدا متواضعا .. فمن أقواله :
(( يا عجبا لابن آدم ..
.. كيف يتكبر وقد جرى في مجرى البول مرتين .. ؟!! ))

.. ، و كان من أجود الناس و أكثرهم عطاء ، و لا يستكثر ما يعطي .. ، و كانت عطاياه للقوي و الضعيف ، و الوضيع و الشريف متقاربة .. !!

* كما عرف بعفوه و صفحه ..
.. ، و مما يروى في ذلك أنه حكم على رجل بأن تضرب عنقه .. ، فأخذ الرجل يستعطفه و يقول له :

(( أعز الله الأمير .. ، ما أقبح بمثلي أن يقوم يوم القيامة فيتعلق بأطرافك الحسنة تلك ، و بوجهك هذا الذي يستضاء به .. ، فأقول : يارب .. سل مصعبا فيم قتلني .. ؟! )) ..
.. فعفا عنه مصعب ..
.. ، فطمع الرجل في مزيد من كرمه .. فقال له :
(( أعز الله الأمير .. وهبتني حياة .. ، فهلا جعلتها في عيش هني و سعة )) .. ، فأمر له مصعب بمائة ألف درهم ..!!
.. ، ففرح الرجل .. ، و قال له : (( إني أشهدك أني سأعطي نصف هذه المائة ألف لابن قيس الشاعر الذي قال فيك :

إن مصعبا شهاب من الله تجلت عن وجهه الظلماء
ملكه ملك رحمة ليس فيه جبروت منه و لا كبرياء
يتق الله في الأمور و قد أفلح من كان همه الاتقاء ))

..................... ................... .................

أشجع العرب

.. سأل عبد الملك بن مروان جلساءه يوما :
(( من أشجع العرب و الروم .. ؟!! ))

.. ، فأخذوا يذكرون له اسماء .. فلان .. و فلان .. و فلان ...

.. ، فقال لهم : (( لا .. بل أشجع الناس مصعب بن الزبير الذي جمع الله له متع الدنيا كلها .. ، فتزوج من سكينة بنت الحسين ، و عائشة بنت طلحة ، و ولي العراقين خمس سنين .. ، و كان عنده من المال مالا يحصى ..
.. ، ثم أعطيته الأمان على حياته و على أهله و على ماله هذا كله مقابل أن يستسلم .. ، فزهد في هذا كله ، و أبي أن يستسلم .. ، و اختار القتل على مقام الذل .. ، ففارق أهله و ماله و مشى بسيفه .. ، فقاتل حتى قتل .. بعد خذلان أصحابه له .. ، فهذا هو الرجل .. ، و هذا هو الزهد .... !! ))

................. ................ ...............

اعتبروا أيها الملوك .. فملككم لا يدوم **

* شاهد عيان .. من هؤلاء الذين عاصروا تلك الحقبة الزمنية الأليمة .. يروي قائلا :

(( دخلت قصر الإمارة بالكوفة فرأيت رأس الحسين بين يدي عبيد الله بن زياد .. و عبيد الله بن زياد جالس على العرش ..
.. ، ثم دخلت القصر بعد ذلك بحين ، فرأيت رأس عبيد الله بن زياد بين يدي المختار الثقفي .. و المختار الثقفي جالس على العرش .. !!
.. ، ثم دخلت القصر بعد ذلك بحين ، فرأيت رأس المختار الثقفي بين يدي مصعب بن الزبير .. و مصعب جالس على العرش .. !!
.. ، ثم دخلت القصر بعد ذلك بحين ، فرأيت رأس مصعب بين يدي عبد الملك بن مروان ..
.. ، و عبد الملك جالس على العرش .....!!! ))

......... ............... ............. ....

.. و وصلت أخبار مقتل مصعب و سيطرة عبد الملك على العراق إلى أمير المؤمنين / عبد الله بن الزبير .. ، فحزن حزنا شديدا .. ، و قام في الناس خطيبا فنعى لهم أخاه مصعب ، و بين لهم أن ذلك كان بسبب خذلان أهل العراق له ، و أنه يحتسبه عند الله شهيدا ..
.. ، ثم بشرهم بأن الله تعالى أن حتما سينصر الحق على الباطل يوما ما كما وعد ..

.. ، و بذلك تقلص سلطان عبد الله بن الزبير .. ، فلم يعد يسيطر إلا على الحجاز مما أضعف موقفه
أمام خصمه
عبد الملك بن مروان ....!!

...... تابعونا ......

🎀 بسام محرم 🎀

📌 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
2024/10/03 04:36:05
Back to Top
HTML Embed Code: