Telegram Web Link
مجانين هؤلاء الذين يتخذون من المال هدفا" لحياتهم, فليس للإنسان إلا بطن واحدة يملؤها, وهو لن يستطيع أن يلبس إلا بدله واحدة كل مرة و أن يسكن إلا بيتا" واحدا" فى وقت واحد,,
فإذا زادت ثروته على حاجاته فلن تكون هذه الزيادة فى خدمته... بل سيكون هو الذى يعمل فى خدمتها..

مجانين يا عزيزي هؤلاء الناس الذين يتخذون المال هدفاً و الشهرة غاية و الطمع خلقاً و الغرور مركباً .. إنهم يعبئون الهواء في حقائب و يمسكون بالظل و ينقشون أسمائهم على الماء ..

إنها مسألة لا تقدم و لا تؤخر إذا اشتهرت بالطيبة و أنت في حقيقتك شرير .. فحقيقتك هي التي تلازمك , أما كلام الصحف فمصيره مثل مصير ورق التواليت و الناس يغيرون وجوههم كل يوم فلا تبحث عن قيمتك في وجوه الناس ..

اسمع .. إن أفقر الفقراء اليوم يستطيع أن يركب عربة و يستقل قطاراً سريعا ً إلى بلده و كان أغنى أغنياء زمان لا يجد إلا حصاناً يحمله و يلقي به منهكاً مجهداً بعد سفر الأيام و الليالي ..

و أغنى أغنياء زمان كان يتباهى بأنه يستطيع أن يجلب فرقة راقصة مغنية تسليه هو و ضيوفه .. و أفقر فقراء اليوم يستطيع بضغطة على زرار أن يستعرض بضع فرق راقصة مغنية في بضع محطات تلهو و ترقص أمامه بالألوان في تلفزيون أو راديو بينما هو يرخي أهدابه لينام في راحة ..

صدقني أن الإنسان لا يشكو لحاجة مادية فهو اليوم أغنى و أكثر ترفاً من قارون الأمس .. و لكنه يشكو لأنه ينظر إلى ما في أيدي الآخرين .. من يركب عربة بالأجرة ينظر إلى من يركب عربة " ملاكي " .. و من عنده العربة الملاكي ينظر إلى من عنده العربتان .. و من عنده يخت ينظر إلى من عنده طائرة .. و صاحب الزوجة الجميلة لا ينظر إلى زوجته بل ينظر إلى زوجة جاره ..

إن كل ما نملكه يفقد قيمته و الأنظار في تحول دائم إلى ما يمتلكه الآخرون ..

إن حقيقة الأمر هو الحسد و العدوان و الحقد و ليس الفقر و لا الافتقار .. و سوف تزداد الشكوى كلما ازداد الناس غنى .. و يزداد الناس إحساساً بالفقر كلما ازداد ما يمتلكون ,, لأن الغنى الفعلي هو حقيقة نفس و ليس حقيقة رصيد

و لأي شيء يشحذ الشحاذ إذا كان يضع كل الفكة ألوفاً مؤلفة من الجنيهات في جوالات و لا ينفق منها شيئاً ..

و لماذا جمع ما جمع ..و لمن كان يجمع ..
لا شيء سوى لذة السلب و العدوان و الإحساس بأنه أذكى ممن أعطاه و أنه ضحك عليه ..و ما ضحك في الواقع إلا على نفسه ..

ليتنا نتوقف عن الجري و اللهاث باحثين عن لحظة صدق لا نضحك فيها على أنفسنا .. لحظة صدق واحدة يا صاحبي أثمن من جميع اللآلئ .. لحظــة صــدق واحـــدة هــي الحيــــــــــاة

دعنى أحك لك قصة يا صديق ..
دعني أرجع بك خمسين سنة إلى الوراء ..
شاب طموح كانت تعشعش في رأسه أحلام كبيرة وكان متعجلا
يريد الثراء في أقصر وقت وبأي سبيل .
وكان له عم يحدثه عن باريس ويكلمه عن السفر والدكتوراه ..
ويقول له سوف أنفق عليك وأتكفل بك ..
وسافر الشاب إلى باريس ..

ولكنه كما قلت كان متعجلا ومشوار الدكتوراه كان أطول بكثير من خطوته .
وكان شارع البيجال أكثر جاذبية وأقل مشقة .

وبدأ صاحبنا دراسته من شارع البيجال من عند فتاة بار - المانية -
وطافت به مارجريت على علب الليل ، ونزلت به إلى عالم المخدرات .
ثم أخدته إلى ألمانيا وعرفته على شقيقها تاجر المخدرات في ميونخ
وأنفق عليه في بذخ خرافي وفتح أمامه أقصر الطرق إلى خزائن الأحلام !
وهكذا غدا صاحبنا عضوا عاملا في أكبر عصابة تهريب تعمل بين تركيا ولبنان وإسرائيل وأروبا والشمال الأفريقي ، واًصبح مليونيرا في شهور ثم قاتل قبل أن يمر عام واحد ، ثم مسجونا في مدريد ينام على الأسفلت ويتبول في برميل ، ثم هاربا تطارده المدافع الرشاشة والكلاب البوليسية ، ثم مسجونا من جديد في سجن برلين ورا عيون الكترونية وقضبان غليظة وأسوار مكهربة تجري هذه الاحداث مسرعة وتجري أحداث الحرب العالمية الثانية في موازاتها مسرعة الأخرى ..

والسنوات تمر حبلى بالكوارث .
وصاحبنا مسجون .
والقنابل تتساقط على برلين .
والحلفاء يدخلون برلين من ثلاثة مواضع .

وكل شيء ينفجر من حوله ومن فوق رأسه ومن تحت رجليه
وينفجر السجن ويجد نفسه في العراء شبحآ يجري في الدخان والبارود .

هيكل عظمى لرجل متسول !
ويشاهد أمامه ألمانيا أخرى غير التي عرفها .
أنقاض وخراب وأشلاء وجوع .
ونساء تبيع الواحدة نفسها برغيف وسيجارة .
والكل ينهب ويسرق ويقتل .

وبنك الرايخ الألماني على الأرض .. البنك المركزي الألماني الذي كان
يضمن كل مؤسسات وشركات ألمانيا ويقرض الدول والجماعات ،
أصبح أعمدة من الخرسانة وحفرا وفجوات وأكواما من التراب
ولعل كثيرين قد فكروا مثله !
ولعل بعضهم سبقه .
إنها خبطة العمر ..

أن يعثر على خزينة محطمة في تلك الأنقاض ، وأن يملآ حقيبته بملايين
الفلوس ويحل كل مشاكلها في لحظة وإلى الأبد ..
إن الكل ينهب والكل يسرق والكل يقتل .
والجريمة هي القاعدة والجنون هو الدستور .

__
هل تصدق يا صاحبي ..
لقد عثر الرجل بالفعل على ضالته وملأ حقيبته ب
ملايين الفلوس ، وعاد كالمجنون ليقرأ في الصباح مانشتات عريضة في جميع الصحف ، بإفلاس العملة وإلغاء الفلوس الألمانية !!
وهكذا تحولت الملايين في يده إلى صفر هكذا فجأة !
وفي غمضة عين وفقد الرجل عقله ..
البنك الذي كان يضمن العالم أصبح غير مضمون ..
لا حول ولا قوة إلا بالله ..

هذه جنازة تخرج من الشارع يا صاحبي .
تُرى جنازة من ؟!
من قال إن أحدا يستطيع أن يضمن أحدا ..
وهل تصور المرحوم الذي نشيعه الآن أنه سوف يعبر الشارع محمولا على الاكتاف ؟!
ولو أن الشاب بطل قصتنا لم يتعجل ولم يطلب الثراء بأي ثمن
لكان له شأن آخر ..
ولو أنه سار معنا وراء هذه الجنازة لرأى المقابر ملأى بألوف الموتى ممن كانوا متعجلين مثله ، ولم يصلوا إلى شيء ، ولربما تغير تفكيره .. ولربما اعتبر !!
أن مشكلة الإنسان أنه قليل الصبر ، وأنه يحاول أن يحصل على كل شيء
في التو واللحظة ، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالجريمة !
هل تعرف لماذا لا نصبر ؟!

لأننا نقول دائماً لأنفسنا ..
و من يضمن لنا المستقبل إذا ضحينا بالحاضر .
و لا أحد يفكر بأن الله هو الضامن و أنه هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة و أنه خالق الوجود و ضامنه .

إن بنك الرايخ الألمانى الذى كان يضمن العالم لم يستطع أن يضمن نفسه .

و لو امتلأت النفوس بهذا الإيمان لانحلت العقدة .. و لكن لا إيمان اليوم رغم كثرة المآذن .

إنها مجرد مصاحف مُدلاة على الصدور .
لكن الصدور نفسها ليس فيها شئ سوى رغبة مُحرِقة فى اغتنام لذة أو انتهاز مصلحة .
هيه يا صاحبى .. تُرَى هل اعتبرت .

د/ مصطفى محمود
من كتــاب / المسيــخ الدجــال
من مقال/ من أنت ؟؟
كتاب : (( القرآن كائن حي ))
بقلم : د. مصطفي محمود رحمة الله .
....................

من أنت.. حينما تتردد لحظة بين الخير و الشر.. من تكون..؟! أتكون الإنسان الخير أم الشرير أم ما بينهما..؟!
أم تكون مجرد إحتمال للفعل الذي لم يحدث بعد..؟!

إن النفس لا تظهر منزلتها و لا تبدو حقيقتها إلا لحظة أن تستقر على إختيار، و تمضي فيه بإقتناع و عمد و إصرار، و تتمادى فيه و تخلد إليه و تستريح و تجد ذاتها. و لهذا لا تؤخذ على الإنسان أفعال الطفولة، و لا ما يفعله الإنسان عن مرض أو عن جنون أو عن إكراه... و إنما تبدأ النفس تكون محل محاسبة منذ رشدها، لأن بلوغها الرشد يبدأ معه ظهور المرتكزات و المحاور التي ستنمو عليها الشخصية الثابتة.

وإختيارات الإنسان في خواتيم حياته هي أكثر ما يدل عليه، لأنه مع بلوغ الإنسان مرحلة الخواتيم يكون قد تم ترشح و تبلور جميع عناصر شخصيته، و تكون قد إنتهت ذبذبتها إلى إستقرار، و تكون بوصلة الإرادة قد أشارت إلى الطابع السائد لهذه الشخصية.

و لهذا يقول أجدادنا.. العبرة بالخواتيم.. و ما يموت عليه العبد من أحوال، و أعمال و ما يشغله في أيامه الأخيرة هو ما سوف يبعث عليه.. تماما كما ينام النائم فيحلم بما إستقر في باله من شواغل لحظة أن رقد لينام. و لهذا أيضا لا تؤخذ النفس بما فعلته و ندمت عليه و رجعت عنه، و لا تؤخذ بما تورطت فيه ثم أنكرته وإستنكرته، فإن الرجوع عن الفعل ينفي عن الفعل أصالته و جوهريته و يدرجه مع العوارض العارضة التي لا ثبات لها.
و قد أعطى الله الإنسان مساحة كبيرة هائلة من المنازل و المراتب.. يختار منها علوا و سفلا ما يشاء.. أعطاه معراجا عجيبا يتحرك فيه صاعدا هابطا بلا حدود .
"ثقوا بربكم و آمنوا بعدالته .. فلا موجود بحق سواه .. و لا حاكم سواه و لا صانع للتاريخ سواه و لا مدبر للأقدار سواه ..

و إن إدعى المدعون أنهم صنعوا و دبروا فما كانوا طيلة الوقت إلا أدواته .. و ما كانوا حينما ظلموا إلا غضبه .. و ما كانوا حينما حلموا إلا حلمه ..و ما كانوا حينما عفوا إلا وسائط عفوه .

وربنا الكريم الودود المنان هو التسبيحة والأنشودة والأمل .

منه الأمر وإليه الأمر .
ولا حول ولا قوة الا به .
فاجتهدوا وابذلوا وسعكم وأسلموا له وارتضوا مشيئته ومن فاتته دنياه سوف تسعه آخرته .. والآخرة أكرم ..
وربكم لا تضيع عنده المروءات ولا تبخس فى موازينه الحسنات ..

وثقوا أنه لا يدوم كرب وفى الدنيا رب .
سبحانك لا إله الا هو تباركت أسماؤه وتقدست آلاؤه ..

من كتــاب " سواح في دنيا الله "
للدكتور / مصطفى محمود - (رحمه الله)
و أحياناً ... يكون مجرد الأعتراف و الإفشاء و المصارحة و المكاشفة.. و لو على الورق .. و لو لإنسان لا نراه و لا نعرفه ..

احياناً يكون مثل هذا الإفضاء و إفراغ مكنون القلب ، راحة و حلا و لحظة صراحة من النفس قد تشفى من داء عضال ، تعجز كل الحيل عن مداواته .

كتاب : اعترافات عشاق
ابتسم عندما تذهب إلى عملك فالكثير ما زال يبحث عن وظيفة.. ابتسم لأنك بصحة وعافية فهناك من المرضى من يتمنى أن يشتريها بأغلى الأثمان.. ابتسم لأنك حي ترزق فالأموات يتمنون الحياة ليعملوا صالحاً.. ابتسم لأن لك رب تدعوه وتعبده فغيرك يسجد للبقر.. ابتسم لأنك أنت هو أنت وغيرك يتمنى أن يكون أنت.. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.

د/ مصطفي محمود
❤️❤️
وبقدر السلام الذي في نفسك ستكون من الفرقة الناجية .. وبقدر التوتر والغل والحقد وشهوة الهدم تكون من الفرقة الهالكة ..

ولا تغرك البطاقات والرايات المرفوعة والتصريحات والهتافات .. فكم من مسلم في البطاقة وهو أشد كفرًا من أبي جهل .

أنما النيات والأفعال هي الرجال .

والبواطن التي نجاهد في إخفائها هي حقائقنا وليس ما نلبس من ثياب وماندلي من تصريحات .

انظر في باطنك .. وتفكر .. وتأمل .. وتعرّف علي ماتخفيه .. تعلم أين مكانك في الدنيا .. وأين مكانك في الآخرة .

د #مصطفي_محمود
من كتـاب " هل هو عصر الجنون "
الحـــب مـا هــو ؟

لو سألني أحدكم .. ما هي علامات الحب ؟؟ و ما شواهده ؟؟
لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف
في يوم شديد الحرارة

و أشبه باستشعار الدفء في يوم بارد ..لقلت هي الألفة و رفع الكلفة
و أن تجد نفسك في غير حاجة إلى الكذب .. و أن يُرفع الحرج بينكما ، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئاً آخر لتعجبها .. و أن تصمتا أنتما الإثنان فيحلو الصمت ، و أن

يتكلم أحدكما .. فيحلو الإصغاء .. و أن تكون الحياة معا هى مطلب كل منكما قبل النوم معاً .. و ألا يطفئ الفراش هذه الأشواق و لا يورث الملل و لا الضجر و إنما يورث الراحة و المودة و الصداقة .. و أن تخلو العلاقة من التشنج و العصبية و العناد و الكبرياء الفارغ و الغيرة السخيفة و الشك الأحمق و الرغبة فى التسلط ، فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية و حب النفس و ليست من علامات حب الآخر .. و أن تكون السكينة و الأمان و الطمأنينة هى الحالة النفسية كلما التقيتما . .يس ثمر

و ألا يطول بينكما العتاب و لا يجد أحدكما حاجة إلى اعتذار الآخر عند الخطأ ، و إنما تكون السماحة و العفو و حُسن الفهم هى القاعدة .. و ألا تُشبِع أيكما قبلة أو عناق أو أى مزاولة جنسية و لا تعود لكما راحة إلا فى الحياة معاً و المسيرة معاً و كفاح العمر معاً .

ذلــك هو الحــب حقـاً .

و لو سألتم .. أهو موجود ذلك الحب .. و كيف نعثر عليه ؟ لقلت نعم موجود و لكن نادر .. و هو ثمرة توفيق إلهى و لة اجتهاد شخصى .
و هو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر و نفوس متآلفة متراحمة بالفطرة .
و شرط حدوثه أن تكون النفوس خيِّرة أصلا جميلة أصلا .
و الجمال النفسى و الخير هو المشكاة التى يخرج منها هذا الحب .
و إذا لم تكن النفوس خيرة فإنها لا تستطيع أن تعطى فهى أصلا فقيرة مظلمة ليس عندها ما تعطيه .
و لا يجتمع الحب و الجريمة أبداً إلا فى الأفلام العربية السخيفة المفتعلة .. و ما يسمونه الحب فى تلك الأفلام هو غى حقيقته شهوات و رغبات حيوانية و نفوس مجرمة تتستر بالحب لتصل إلى أغراضها .

أما الحب فهو قرين السلام و الأمان و السكينة و هو ريح من الجنة ، أما الذى نراه فى الأفلام فهو نفث الجحيم .
و إذا لم يكن هذا الحب قد صادفكم و إذا لم يصادفكم منه شئ فى حياتكم فالسبب أنكم لستم خيرين أصلاً فالطيور على أشكالها تقع ، و المجرم يتداعى حوله المجرمون و الخير الفاضل يقع على شاكلته ..
و عدل الله لا يتخلَّف فلا تلوموا النصيب و القدر و الحظ و إنما لوكوا أنفسكم .
و قد يمتحن الله الرجال الأبرار بالنساء الشريرات أو العكس و ذلك باب آخر له حكمته و أسراره .
و قد سلّط الله الجرمين و القتلة على أنبيائه و امتحن بالمرض أيوب و بالفتنة يوسف و بالفراعين الغلاظ موسى و بالزوجات الخائنات نوحاً و لوطاً .
و أسرار الفشل و التوفيق عند الله .. و ليس كل فشل نقمة من الله .
و قد قطع الملك هيرودوس رأس النبى يوحنا المعمدان و قدمها مهراً لِبَغىّ عاهرة .
و لم يكن هذا انتقاصاً من قدر يوحنا عند الله .. و إنما هو البلاء .
فنرجو أن يكون فشلنا و فشلكم هو فشل كريم من هذا النوع من البلاء الذى يمتحن النفوس و يفجر فيها الخير و الحكمة و النور و ليس فشل النفوس المظلمة التى لا حظ لها و لا قدرة على حب أو عطاء .
و نفوسنا قد تخفى أشياء تغيب عنّا نحن أصحابها . و قد لا تنسجم امرأة و رجل لأن نفسيهما مثل الماء و الزيت متنافرتان بالطبيعة ، و لو كانا مثل الماء و السكر لذابا و امتزجا و لو كانا مثل العطر و الزيت لذابا و امتزجا .. و المشكلة أن يصادف الرجل المناسب المرأة المناسبة .

و ذلك هو الحب فى كلمة واحدة : التناســـب .
تناسب النفوس و الطبائع قبل تناسب الأجسام و الأعمار و الثقافات .

و قد يطغى عامل الخير حتى على عامل التناسب فنرى الرسول محمداً عليه الصلاة و السلام يتزوج بمن تكبره بخمسة و عشرين عاماً و يتزوج بمن تصغره بأربعين عاماً فتحبه الاثنتان خديجة و عائشة كل الحب و لا تناسب فى العمر و لا فى الثقافة بينهما ، فهو النبى الذى يوحى إليه و هما من عامة الناس .
و نراه يتزوج باليهودية صفية صبيحة اليوم الذى قتل فيه جيشه زوجها و أباها و أخاها و شباب قومها و زهرة رجالهم واحداً واحداً على النطع فى خيبر .. و يتزوجها بعد هذه المذبحة فنراها تأوى إلى بيته و تسلم له قلبها مشغوفةً مؤمنةً و لم تكد دماء قومها تجف .. فكيف حدث هذا و لا تناسب و إنما أحقاد و أضغان و ثارات ..
إنه الخير و الخلق الأسمى فى نفس الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، هو الذى قهر الظلمة و هو الذى حقق المعجزة دون شروط ..
إنه النور الذى خرج من مشكاة هذا القلب المعجز فصنع السحر و أسر القلوب و طوَّع النفوس حتى مع الفوارق الظاهرة و عدم التناسب و مع الأضغان و الأحقاد و الثارات ..
إنما نتكلم نحن العاديين عن التناسب ..
أما فى مستوى الأنبياء فذلك مستوى الخوارق و المعجزات ..
و ما زالت القلوب الخيّرة و النفوس الكاملة الت
ى لها حظ من هذا المستوى قادرة على بلوغ الحب و تحقيق الإنسجام فى بيوتها برغم الفروق الظاهرة فى السن و الثقافة ..
ذلك أن الحب الذى هو تناسب و انسجام بالنسبة لنا نحن العاديين .. هو فى المستوى الأعلى من البشر نفحة و هِبة إلهية ..
و من ذا الذى يستطيع أن يقيد على الله نفحاته أو يشترط عليه فى هباته ..

و إذا شاء الله أن يرحم أحداً فمن ذا الذى يستطيع أن يمنع رحمته ..

و الحب سر من أعمق أسرار رحمتــه ..

و لا ينتهى فى الحـــب كــلام ..

مقال للــ د. مصطفى محمود رحمه الله ..

من كتاب : أناشيد الإثم و البراءة
إن الخيانة كانت في الدنيا نفسها ، و لم تكن فينا ..
و الحكاية أننا سقطنا من كوكب الجنة إلى الأرض فجأة ، و لم نعد نقبل تلوث الهواء ، و تضاغط الزحام .
كيف نشرب الماء مالحاً بعد أن ذقناه عذباً فراتاً !
كيف نعيش التلوث بعد أن عشنا النقاء !
كيف نزحف على بطوننا في أوحال المشاكل بعد أن كنا نحلق بأجنحتنا في فضاء فسيح كله ملكنا !
كيف أشعر براحة و أنا أحس أن كل شئ حولي يسرقك و يأخذك و يشاركني فيك !

.
د / مصطفى محمود رحمهُ الله | أناشيد الإثم و البراءة .
من قصة : بدون خيانة من أحد .
" القيامة الصغرى التي نراها حولنا الآن من موت الحضارات . وموت الأفراد . وموت الشعوب وتناهي اللحظات والحقب والدهور ؛؛ هي لمحة أخري تدلنا علي القيامة الكبرى ..

التي لابد أن ينتهي إليها الكون ..

. .
كتــاب " رحلتي من الشك إلى الإيمان "

#مصطفى_محمود
" الحرب الخفية . لم يعد أحد يتحدث عن الصراع العربي الإسرائيلي .
لقد إحتجب هذا الصراع
و إختفى وراء صراع آخر غطى عليه ..

هو الصراع العربي العربي .. و الصراع الإسلامي الإسلامي ..

..

من كتــاب " وبدأ العد التنازلي "

#مصطفى_محمود
" لا يظن أحدُكم أن حظه من القوة و الجاه و الشهرة و المال و العلم و الفن هو مقياس عظمته ..

فالله سبحانه حينما امتدح نبيّه قال له :
« و إنك لـعلى خُلقٍ عظيم » صدق الله العظيم .
..

من كتاب " الإسلام في خندق "

#مصطفى_محمود
"الإعجاز القرآني في بصمات الأصابع .

يقول الله عز وجل في سورة القيامة:

“أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوى بنانه” (سورة القيامة الآيتان3-4).

يقول الله هذا الكلام في مقام التحدي مشيرا بأن هناك معجزة كبرى في تسويته للبنان وبعثه على صورته الأولى أكبر من إحياء العظام ..

وهو أمر لم يكشف سره إلا بعد نزول الآية بأكثر من ألف سنة حينما عرف أن لكل إنسان بصمة خاصة به رسمت على بنانه ..

لا يتفق إثنان في بصمة واحدة منذ أيام آدم حتى التوائم ..

..

كتــاب "القرآن محاولة لفهم عصرى "

#مصطفى_محمود
" إننا نقول الآن إن الحرب إنتهت . وأنا أعتقد أنها بدأت . وستكون الحرب القادمة حربا إقتصادية و فسادا إعلاميا .
وإنحلالا شبابيا وتدهورا معنويا في كل شيء .

إن الحرب العصرية هي أن تجعل خصمك يقتل نفسه بنفسه بدلاً من أن تكلف نفسك بمشقة قتله !!

..

من كتــاب " الغد المشتعل "

#مصطفى_محمود
_____________________

تنويه بسيط .
تم إصدار هذا الكتاب . عام / 1992
Forwarded from شارد
ملايين الفلوس ، وعاد كالمجنون ليقرأ في الصباح مانشتات عريضة في جميع الصحف ، بإفلاس العملة وإلغاء الفلوس الألمانية !!
وهكذا تحولت الملايين في يده إلى صفر هكذا فجأة !
وفي غمضة عين وفقد الرجل عقله ..
البنك الذي كان يضمن العالم أصبح غير مضمون ..
لا حول ولا قوة إلا بالله ..

هذه جنازة تخرج من الشارع يا صاحبي .
تُرى جنازة من ؟!
من قال إن أحدا يستطيع أن يضمن أحدا ..
وهل تصور المرحوم الذي نشيعه الآن أنه سوف يعبر الشارع محمولا على الاكتاف ؟!
ولو أن الشاب بطل قصتنا لم يتعجل ولم يطلب الثراء بأي ثمن
لكان له شأن آخر ..
ولو أنه سار معنا وراء هذه الجنازة لرأى المقابر ملأى بألوف الموتى ممن كانوا متعجلين مثله ، ولم يصلوا إلى شيء ، ولربما تغير تفكيره .. ولربما اعتبر !!
أن مشكلة الإنسان أنه قليل الصبر ، وأنه يحاول أن يحصل على كل شيء
في التو واللحظة ، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالجريمة !
هل تعرف لماذا لا نصبر ؟!

لأننا نقول دائماً لأنفسنا ..
و من يضمن لنا المستقبل إذا ضحينا بالحاضر .
و لا أحد يفكر بأن الله هو الضامن و أنه هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة و أنه خالق الوجود و ضامنه .

إن بنك الرايخ الألمانى الذى كان يضمن العالم لم يستطع أن يضمن نفسه .

و لو امتلأت النفوس بهذا الإيمان لانحلت العقدة .. و لكن لا إيمان اليوم رغم كثرة المآذن .

إنها مجرد مصاحف مُدلاة على الصدور .
لكن الصدور نفسها ليس فيها شئ سوى رغبة مُحرِقة فى اغتنام لذة أو انتهاز مصلحة .
هيه يا صاحبى .. تُرَى هل اعتبرت .

د/ مصطفى محمود
من كتــاب / المسيــخ الدجــال
" المذابح التي تبدو الآن بعيدة عبر البحر في آسيا ، و التي تدور متنقلة من البوسنة و الهرسك إلى بورما إلى الصين إلي طاجيكستان إلى سيريلانكا إلى الهند سوف تأتي قريباً إلى ديار الإسلام ..

و إلى ديارنا نحن الذين يرون أنها تأوي رأس الأفعى .. بعد أن قطعوا الذَنَب سوف يأتون إلى الرأس لينتهوا من المشكلة بِرُمّتها ..

و الترسانة الإسرائيلية جاهزة لتقوم بالعملية القذرة ..

..

من كتــاب "المؤامرة الكبرى "
د مصطفى محمود - رحمه اللَّه


''ملاحظة''
هذا الكتاب كتب في التسعينات!
" كل منا يحمل جثته على كتفيه ..
ليس هناك أغرب من الموت . إنه حادث غريب . أن يصبح الشيء .. لا شيء ..

ثياب الحداد . و السرادق . و المباخر .
و نحن كأننا نتفرج على رواية ..
ولا نصدق و لا أحد يبدو عليه أنه يصدق..
حتى المشيعين الذين يسيرون خلف الميت لا يفكرون إلا في المشوار.

و أولاد الميت لا يفكرون إلا في الميراث.
و الحانوتية لا يفكرون إلا في حسابهم.
و المقرئون لا يفكرون إلا في أجورهم..
و كل واحد يبدو أنه قلق على وقته أو صحته أو فلوسه..

و كل واحد يتعجل شيئاً يخشى أن يفوته .. شيئاً ليس الموت أبداً.
إن عملية القلق على الموت بالرغم من كل هذا المسرح التأثيري هي مجرد قلق على الحياة ..

لا أحد يبدو أنه يصدق أو يعبأ بالموت .. حتى الذي يحمل النعش على أكتافه.
الخشبة تغوص في لحم أكتافه .. و عقله سارح في اللحظة المقبلة و كيف يعيشها..

الموت لا يعني أحداً .. و إنما الحياة هي التي تعني الكل.

نكتة.. !
من الذي يموت إذاً ؟..
الميت ؟..
و حتى هذا ..
لا يدري مصيره..


من كتــاب "لغز الموت "
د / مصطفى محمود رحمهُ اللَّه
الله يشهد ما يجرى وينظر إلى حال المسلمين وفيهم أغنياء يقعدون على تلال من الدولارات.. وفيهم قادرون.. وفيهم أصحاب جاه.. وفيهم أصحاب كلمة.. والله يمد فى الحبل للظالمين ليبتلي الكل.. الجاني والمتفرج!!

وسوف يسأل الجميع..
صاحب المال فيم أنفقه؟؟
وصاحب القوة فيم بددها؟؟
والمزاد معقود منذ سنوات وسمسار الخير ينادى.. من يعطي القليل من الدنيا ليفوز بالكثير من الآخرة ؟!

ويوشك أن يقفل المزاد ولا أحد يتقدم .. والمصلى من هؤلاء يظن أن صلواته سوف تكفيه.. والمسبح يظن أن تسبيحه سوف يغنيه .. ويخطىء الجميع.. فالإسلام نجدة .. والصلاة لن تحيى ميتا.. والتسبيح لن ينجد جريحا.

ليفعل القادرون شيئاً يردون به عن أنفسهم .. مازال في عمركم بقية وما زال في الإمكان عمل شيء؟!

كتاب / الغد المشتعل .
د مصطفــــى محمـــــود رحمه الله.
Channel name was changed to «مصطفى محمود»
2025/02/22 15:29:15
Back to Top
HTML Embed Code: