Telegram Web Link
صحابيات حول الرسول ﷺ

أم هانيء رضي الله عنها

هي فاختة بنت أبي طالب بن عبد المطلب ، ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم تكنى بـ ( أم هانئ )، وأمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف واختلف في اسمها فقيل: هند، وقيل: فاختة وهو الأشهر
وهي أخت علي وعقيل وجعفر وطالب

تزوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي قبل الإسلام، وولدت له جعدة ويوسف وعمرو ، ولقد أسلمت رضي الله عنها يوم فتح مكة وفر زوجها بشركه بعد إسلامها إلى اليمن

وفي أثناء هذا الفتح والنصر المبين، فرَّ بعض المشركين إلى بيت أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها ، ولحقهم أخوها عليٌ رضي الله عنه ليقتلهم، وسألوها أن تجيرهم ففعلت، وذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم لتخبره بما حدث بينها وبين عليّ رضي الله عنه، وتروي ذلك فتقول :

ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ قَالَتْ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ « مَنْ هَذِهِ »
فَقُلْتُ أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِى طَالِبٍ ، فَقَالَ « مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ »
فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ، قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِىَ رَكَعَاتٍ، مُلْتَحِفًا فِى ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : زَعَمَ ابْنُ أُمِّى أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلاً قَدْ أَجَرْتُهُ فُلاَنَ بْنَ هُبَيْرَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ »
قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ وَذَاكَ ضُحًى (أي وقت الضحى)
(رواه البخاري)

وفي رواية أخرى: فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ـ:
( قد أجرنا من أجرت، وأمَّنا من أمَّنت فلا يقتلنَّهما ) .


ولقد خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت: يا رسول الله, إني قد كبرت ولي عيال, فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "خير نساء ركبن نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده"
(أحناه على ولد في صغره ) هو رأفتها على ولدها وشفقتها عليه في تربيته وتركها الزواج بعد موت ابيه
(وأرعاه على زوج في ذات يد ) أي أحوطهن وأحفظهن لماله وحسن التدبير فيه والأمانة عليه


وعن أم هانئ قالت: كنتُ قاعدةً عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فأُتِيَ بشرابٍ فشرِبَ منهُ ، ثمَّ ناولَني فشَرِبْتُ منهُ ، فقلتُ : إنِّي أذنَبتُ ، فاستغفِرْ لي ، فقالَ : وما ذاك ؟ قالَت : كنتُ صائمةً فأفطرتُ ، فقالَ : ( أمِن قضاءٍ كنتِ تقضينَهُ ؟ ) قالَت : لا ، قالَ : ( فلا يضرُّكِ )

الراوي : فاختة بنت أبي طالب أم هانئ | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم : 731 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (2456)، والترمذي (731) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (3304)، وأحمد (26897)



وقالت أم هانئ رضي الله عنها : أتيتُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فقُلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ، دُلَّني على عملٍ فإنِّي قد كَبِرْتُ وضعفتُ وبدَّنتُ ، فقالَ : "كبِّري اللَّهَ مائةَ مرَّةٍ ، واحمَدي اللَّهَ مائةَ مرَّةٍ ، وسبِّحي اللَّهَ مائةَ مرَّةٍ خيرٌ من مائةِ فرَسٍ مُلجَمٍ مُسرَجٍ في سبيلِ اللَّهِ ، وخيرٌ من مائةِ بدَنةٍ ، وخيرٌ من مائةِ رقبةٍ"
(صحيح ابن ماجة)

ولقد وحزنت على أخيها علي رضي الله عنه بعد أن قتله عبد الرحمن بن ملجم أشد الحزن ، وتراكمت عليها الأحزان ، ولم تستطع مقاومتها ، ففاضت روحها إلى بارئها رحمها الله ورضي عنها، وتُوفيت سنة خمسين هجرية
وقال الذهبي : عاشت أم هانئ إلى بعد سنة خمسين ، وتأخر موتها إلى بعد الخمسين


ولنا لقاء متجدد بإذن الله

#يتبع
صحابيات حول الرسول ﷺ
الجزء١
فاطمة بنت الخطاب


هي فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزَّى القرشية العدوية، ولقبها أميمة، وكنيتها أم جميل، وأمها حنتمة بنت هاشم بن المغيرة القرشية المخزومية، وهي أخت أمير المؤمنين، وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

وزوجة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ولها منه ولدًا واحدًا هو عبد الرحمن بن سعيد


وهي صحابية جليلة، اتسمت بعدد من المزايا منها أنها كانت شديدة الإيمان بالله وشديدة الإعتزاز بالإسلام، طاهرة القلب، راجحة العقل، نقية الفطــرة، من السابقات إلى الإسلام، أسلمت قديماً مع زوجها قبل إسلام أخيهـا عمـر رضي اللهم عنهم ، وكانت سبباً في إسلامه. كما أنها بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكانت من المبايعات الأوائل.

أسلم زوجها على يد الصاحبي الجليل خباب بن الارث وأخذه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلم بين يديه ، فكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، حيث أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا، وقبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ويدعو فيها

عاد سعيد رضي الله عنه إلى بيته ليحدث زوجته بما جرى معه مع خباب وبلقائه مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذ يشرح لها ماعرفه عن الدين الذي اعتنقه وهي تصغي إليه بكل جوارحها وعواطفها وعقلها وما كاد الزوج يختم حديثه حتي نطقت بالشهادتين وأصبحت في عداد الأولين من المسلمات.

و أصبح خباب بن الأرث رضي الله عنه يأتيهم دوما في منزلهم ويزودهم بزاد القرآن ويفقههم في دين الله ، هذا والكل يحرصون على أن لا يشيع خبر إسلامهم خوفا من بطش عمر رضي الله عنه الذي كان من أشد الناس انفعالا وأكثرهم حماسا للقضاء على الدعوة الإسلامية في مهدها.

ولم يهاجر سعيد رضي الله عنه وزوجته فاطمة مع من هاجر إلى الحبشة؛ بل عاشا في مكة وأخفيا إسلامهما عن الناس ، وعندما بدأت الهجرة إلى المدينة المنورة كانا من المهاجرين الأوليين إليها


ولنا لقاء متجدد بإذن الله

#يتبع
صحابيات حول الرسول ﷺ
الجزء٢
فاطمة بنت الخطاب


*دور فاطمة في قصة إسلام أخيها عمر رضي الله عنهما*

روى كثير من المؤرخين قصة إسلام عمر رضي الله عنه على يد أخته وزوجها ، وهذه القصة سندها ضعيف وقد توقف عندها الشيخ الألبانى في كتاب السيرة فلم يصححها ولم يضعفها ، ورغم سندها الضعيف إلا أن ورودها في كثير من كتب السيرة وذكرها يجعل لها أصل رغم ضعف سندها (الإسلام ويب)

والقصة أنه عندما خرج عمر رضي الله عنه متقلدا سيفه يريد الرسول صلى الله عليه وسلم فلقي نعيم ين عبد الله، وكان قد أسلم وأخفى إسلامه خوفا من اضطهاد قريش فلما رأى الشر يملأ وجه عمر سأله: إلى أين يا ابن الخطاب؟
فقال عمر: أريد محمداً
فقال نعيم: والله لقد غزتك نفسك من نفسك يا عمر أترى بني عبد مناف تاركيك وقد قتلت محمدا؟
فقال عمر: لقد بلغني أنك تركت دين آبائك
فقال: نعم: إن فعلت فقد فعله من هو أعظم عليك حقا مني.
قال: من هو.
قال نعيم: أختك وزوجها.

فانطلق عمر رضي الله عنه إلى بيت سعيد بن زيد وكان عندهما خباب بن الأرت ومعه صحيفة يقرؤها ووجد الباب مغلقا وسمع همهمة ففتح الباب ودخل فقال: ما هذا الذي أسمع؟
قالت فاطمة: ما سمعت شيئا غير حديث تحدثنا به بيننا.
فقال عمر- رضي الله عنه: فلعلكما قد صبوتما، وتابعتما محمداً على دينه!
فقال له صهره سعيد: يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير دينك"

عندها لم يتمالك عمر نفسه، فوثب على سعيد فوطئه، ثم أتت فاطمة مسرعة محاولة الذود عن زوجها ولكن عمر رضي الله عنه ضربها بيده ضربة أسالت الدم من وجهها بعدها قالت فاطمة رضي الله عنها: يا عمر إن الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله"

⬅️فعندما رأى عمر رضي الله عنه ما قد فعله بأخته ندم وأسف على ذلك، وطلب منها أن تعطيه تلك الصحيفة فأخفت فاطمة الصحيفة وراء ظهرها وقالت: أخشاك عليها، فحلف لها ليردنها إذا قرأها إليها
فقالت فاطمة رضي الله عنها: يا أخي أنت نجس ولا يمسه إلا الطاهر.
فقام عمر واغتسل و قرأ الصحيفة و كان فيها آيات من سورة طه فقرأ: " بسم الله الرحمن الرحيم. طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. إلا تذكرة لمن يخشى. تنزيل ممن خلق الأرض والسموات العلى. الرحمن على العرش استوى "... فقال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه! ...، دلوني على محمد(صلى الله عليه وسلم )

فلما سمع خباب رضي الله عنه ذلك من عمر خرج وكان مستترا عن عمر وقال: يا عمر إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم فإني سمعته أمس يقول: اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب. فالله الله يا عمر. فقال على الفور دلوني على محمد حتى آتيه فأسلم. فأسلم على يديهما.


ولنا لقاء متجدد بإذن الله

#يتبع
صحابيات حول الرسول ﷺ

أم رومان


هي أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية رضي الله عنها
وقد اختلف في اسم أم رومان فقيل : زينب، وقيل دعد

صهرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل خلق الله تعالى ، وزوجها أبو بكر الصديق ، وابنتها أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها ، المبرأة من فوق سبع سماوات .
وابنها هو الفارس الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم جميعا

و هي الزوجة الثانية لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، صحابية جليلة ، لها مكانة رفيعة ، ومنـزلة كبيرة بين نساء المسلمين ، تزوجها في الجاهلية عبد الله بن الحارث فولدت له الطفيل .

وكانت قد حضرت إلى مكة مع زوجها عبد الله بن الحارث بن سخبرة ، الذي حالف أبا بكر رضي الله عنه، وذلك قبل الإسلام ، ولما مات عبد الله بن الحارث تزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فأنجبت منه: عبد الرحمن وعائشة أم المؤمنين. وكان أبو بكر - رضي اللَّه عنه - متزوجًا قبلها من قتيلة بنت عبد العزى، وله منها من الولد عبد اللَّه وأسماء.


*إسلامها رضي الله عنها*

لقد كانت من المبادرين الأوائل للإسلام ، أسلمت مع زوجها أبي بكر الصديق رضي الله عنه
عن عروة بن الزبير : أن عائشة رضي الله عنها قالت :
" لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ، ولم يمر عليهما يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية " (رواه البخاري)

قال ابن سعد : أسلمت أم رومان بمكة قديماً وبايعت وهاجرت إلى المدينة مع أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل أبي بكر ، وكانت أم رومان امرأة صالحة


ولقد تشرفت بمصاهرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ذهبت السيدة خَوْلَة بنت حكيم إلى أم رومان، تقول لها: أي أم رومان! ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟
قالت أم رومان: وما ذاك؟ أجابت خَوْلَة: أرسلني رسول الله أخطب له عائشة.
ومن ذلك الحين وأم رومان تتشرف بقرابة المصاهرة من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان لها عنده مكانة خاصة لتُقَاها وإيمانها.

هاجرت مع ابنتها عائشة -رضي اللَّه عنهما- وفى طريق الهجرة هاج بَعِيرُ السيدة عائشة فصاحت أم رومان -وهى خائفة على ابنتها-: وابنتاه، واعروساه. فسكن البعير، ووصلت القافلة إلى المدينة بسلام، وهناك تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة رضي الله عنها


وكانت رضي الله عنها تحب ابنتها عائشة أم المؤمنين حُبّا عظيمًا، ففي حديث الإفك أُغْمِى عليها؛ حُزْنًا على ما أصاب ابنتها، ولما أفاقت أخذت تدعو اللَّه أن يظهر الحق، وظلت تواسي ابنتها ودموعها تتساقط، وجعلت تقول:" أي بنية !.. هوِّني عليك، فواللَّه لَقَلَّ ما كانت امرأة حسناء عند زوج يحبها ولها ضرائر إلا كثرن وكثر عليها الناس "
وما إن انكشفت غمامة الإفك، حتى انشرح صدرها ، وحمدت اللَّه على براءة ابنتها

اختلف في وفاتها اختلافا شديدا فقيل توفيت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم شهر ذي الحجة سنة 6 هـ

وقال آخرون أنها كانت حية سنة 9 هـ حين عرض النبي صلى الله عليه وسلم آية التخيير { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيعًا}  على زوجته عائشة رضي الله عنها وقال لها: «يا عائشة إني عارض عليك أمرا فلا تفتاتي فيه بشئ حتى تعرضيه على أبويك: أبي بكر، وأم رومان» وذكر لها الآية، فقالت له: "فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ولا أؤامر في ذلك أبا بكر و لا أم رومان"
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم


ولنا لقاء متجدد بإذن الله

#يتبع
صحابيات حول الرسول ﷺ

الجزء ١
أسماء بنت عميس رضي الله عنها

صاحبة الهجرتين

أسماء بنت عميس هي أسماء بنت عميس بن معد ، تنتهي إلى خثعم الخثعمية، وأمها هند وهي خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث، تزوجها جعفر بن أبي طالب فولدت له في الحبشة عبد الله وعونا ومحمدا، فلما استشهد بمؤتة تزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنهما فولدت له محمدا، ثم توفي عنها فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعونا وفي رواية: ومحمدا، فهي تدعى أم المحمدين، وكانت تخدم فاطمة إلى أن توفيت، وهي أخت ميمونة أم المؤمنين.

إسلام أسماء بنت عميس:

أسلمت أسماء بنت عميس قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب.

أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية أسماء بنت عميس:

عن أسماء بنت عميس قالت: "كنت صاحبة عائشة التي هيأتها فأدخلتها على النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فما وجدنا عنده قرى إلا قدح من لبن فتناوله فشرب منه، ثم ناوله عائشة فاستحيت منه، فقلت: لا تردي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأخذته فشربته ثم قال: ناولي صواحبك، فقلت: لا نشتهيه, فقال: «لا تجمعن كذبًا وجوعًا».
فقلت: إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا أشتهي أيعد ذلك كذبًا؟! فقال: «إنَّ الكذب يكتب كذبًا حتى الكذيبة تكتب كذيبة».


هجرتها إلى الحبشة:
بعدما ذاقت وزوجها ابن عم النبى - صلى الله عليه وسلم - شتى أشكال الأذى على يد كفار قريش كغيرهم من المسلمين الأوائل الذين كانوا يعدون على الأصابع، نصحهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يهاجروا إلى الحبشة، وقال لهم "إن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهى أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه".

لم تتردد "أسماء بنت عميس" ابنة الحسب والنسب التى كانت عروسًا جديدة آنذاك فى أن تترك كل شىء وراءها وتصاحب زوجها فى هجرته، من أجل التمسك بإسلامهم والمساهمة فى نشر الإسلام فى أرضِ الله.

وهناك بدأت من جديد حياتها مع زوجها، أنجبت له ثلاثة أولاد هم عبدالله وعون ومحمد، وعاشت فى الحبشة 12 عامًا تنشر مع زوجها رسالة الإسلام، وفى ذلك الوقت كان الرسول صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة المنورة.

وحين استقر المسلمون فى المدينة المنورة وبعد سبع سنوات من الهجرة رأى النبى الكريم أنه آن الأوان ليعود المهاجرون من الحبشة ويلحقوا بالنبى فى المدينة المنورة.

ومرة أخرى لم يتردد جعفر وأسماء فى تلبية دعوة الرسول، وعادا إلى المدينة المنورة مع أبنائهم ليبدأوا حياتهم من جديد فى المدينة، وقد كتب الله لهم أن يكون للمسلمين هجرة واحدة ولهم هجرتين، ومن هنا جاء لقب أسماء "ذات الهجرتين".

المصادر:الوافي بالوفيات - الطبقات الكبرى - الدرُّ المنثور - سير أعلام النبلاء - تفسير الطبري - تفسير البغوي - صحيح مسلم - المستدرك.


#يتبع
صحابيات حول الرسول ﷺ
الجزء٢
أسماءبنت عميس
صاحبةالهجرتين

وبعد العودة إلى المدينة المنورة شارك جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه فى غزوة مؤتة في العام الثامن من الهجرة ، وكان جعفر رضي الله عنه من بين أمراء الجيش الثلاثة ، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم على الجيش ثلاثة أمراء على التوالي فقال: «أمير الناس زيد بن حارثة فإن قتل فجعفر بن أبي طالب فإن قتل فعبد الله بن رواحة»

وصلت أخبار تحرك هذا الجيش إلى هرقل عظيم الروم فجمع عددًا ضخمًا من المقاتلين، والتحم القتال بين الجيشين في مؤتة من بلاد الشام فلما قتل زيد بن حارثة أخذ الراية جعفر بن أبي طالب فأبلى بلاءً حسنًا، يروى أنه نزل عن فرسه فعقرها ثم قاتل الروم

وظلّ رضي الله عنه يقاتل حتى استشهد في سبيل الله، فأخذ الراية عبدالله بن رواحة فلما استشهد اتّفق المسلمون على تأمير خالد ابن الوليد فأخذ اللواء وقاتل المشركين حتى ولّوا مدبرين فاكتفى بهذا وانحاز بجيشه عائدًا إلى المدينة

وشاعَ خبر استشهاد الأمراء الثلاثة في المدينة قبل أن يصل الجيش المنتصر يروي الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى صحابته يزفّ إليهم بشرى الانتصار وينعى إليهم زيدًا وجعفرًا وعبدالله بن رواحة قائلًا وعيناه تذرفان الدموع: «أخذ الراية زيدٌ فأصيب ثم أخذها جعفرٌ فأصيب ثم أخذها ابن رواحة فأصيب حتى أخذ الراية سيفٌ من سيوف الله حتى فتح الله عليه»


*كيف تلقّت أسماء خبر استشهاد زوجها ؟*

تقول أسماء رضي الله عنها : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي أصيب به جعفر وكنت قد عجنت عجيني وغسلت بَنيّ ودهنتهم أي عطّرتهم، فقال لي: يا أسماء أين بنو جعفر؟ فجئت بهم إليه فجعل يتشمّمهم ويضمّهم وعيناه تذرفان بالدمع، استغربت أسماء فهي لم ترَ النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا من قبل، لا بدّ أن أمرًا طارئًا ما عساه يكون هذا الأمر الطارئ

وَجَفَ قلبها عندما خطر في بالها أن مكروهًا ما حدث لزوجها الحبيب جعفر، سألته بصوتٍ مرتجف: "يارسول الله أبلغك عن جعفرٍ شيء؟"
قال : "نعم قتل اليوم" فقمنا نبكي ، فقال : "اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد آتاهم أمر شغلهم"
(رواه الألباني)

حزنت أسماء رضي الله عنها حزناً شديداً على وفاة زوجها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وبشرها النبى صلى الله عليه وسلم بأن الله جعل لجعفر رضى الله عنه جناحين يطير بهما فى الجنة، ومن هنا كانت تسمية زوجها بـ(جعفر الطيار) رضي الله عنه

فعن ابن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها فإذا جعفر يطير مع الملائكة و إذا حمزة متكئ على سرير"  
(رواه الألباني)

و قال عليه الصلاة والسلام : "رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً يطير في الجنة بجناحين "
(رواه الألباني)


ولنا لقاء متجدد بإذن الله

#يتبع
صحابيات حول الرسول ﷺ
الجزء٣
أسماء بنت عميس
صاحبةالهجرتين


وبعد استشهاد جعفر رضى الله عنه فى السنة الثامنة من الهجرة تقدم للزواج بها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فولدت له محمدا وقت الإحرام للحج فحجت حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم
عن سعيد بن المسيب قال: "نفست بذي الحليفة فهمَّ أبو بكر بردها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «مرها فلتغتسل ثم تهل بالحج»"

وظلت مع ابو بكر رضي الله عنه حتى أصبح خليفة المسلمين وعاشت معه خلال سنوات خلافته وحتى وفاته فى عام 13 هجرية، وكانت نعم الزوجة له حتى أنه أوصى بأن تتولى هى غسله وبالفعل نفذت وصيته.
قال سعد بن إبراهيم : "أوصى أبو بكر أن تغسله أسماء"
قال قتادة: "فغسلته بنت عميس امرأته"
ومرة أخرى ذاقت أسماء رضي الله عنها مرارة فقد الزوج ولكنها تماسكت كى تتولى تربية أبنائها

*علاقتها بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها*

كانت أسماء رضي الله عنها تخدم فاطمة رضي الله عنها، وكانت قريبة منها
فعن أم جعفر أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لأسماء بنت عميس إني أستقبح ما يصنع بالنساء يطرح على المرأة الثوب فيصفها ، قالت : يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة : " ما أحسن هذا وأجمله إذا مت فغسليني أنت وعلي ولا يدخلن أحد علي "


و لما توفي الصديق رضي الله عنه، وبعد انقضاء عدتها خطبها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أخو زوجها الأول جعفر بن أبى طالب، وذلك بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها، فتزوجته وولدت له يحيى وعونا (وفي رواية: ومحمد) ، فهي تدعى أم المحمدين، وظلت معه حتى وفاته

قال الشعبي: تزوج علي رضي الله عنه أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها، محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، فقال كل منهما: أبي خير من أبيك، فقال علي: يا أسماء اقضي بينهما، فقالت: ما رأيت شابًا كان خيرًا من جعفر، ولا كهلاً خيرًا من أبي بكر، فقال علي: ما تركت لنا شيئًا، ولو قلت غير هذا لمقتك.
فقالت: والله إنَّ ثلاثة أنت أخسهم لخيار

وعنها رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب الله الله ربي لا أشرك به شيئا"


*وفاتها رضي الله عنها* 

توالت الأحزان على أسماء رضي الله عنها فقد بلغها قتل ولدها محمد بن أبي بكر بمصر عام ٣٨ للهجرة، وكان أثر هذا المصاب عليها عظيماً، فقامت إلى مسجد بيتها وكظمت غيظها حتى شخب ثدياها دمًا ، ثم قتل زوجها علي رضي الله عنه عام ٤٠ هجرية، فثقلت وأحست بالوهن يسري في جسمها سريعاً ثم فارقت الحياة..
واختلف في وفاتها قيل توفيت عام ٣٨ هجرية، وقيل توفيت بعد سنة ٦٠ هجرية، قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : (فإن وفاتها قبل سنة خمسين)

رضي الله عن صاحبة الهجرتين وزوجة الخليفتين والأخوين الشهيدين


ولنا لقاء متجدد بإذن الله

#يتبع-ان شاء الله
#صحابيات_حول_الرسول
الجزء١
أم كلثوم بنت عقبة
الممتحنة

أرادت الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ؛ لتلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم ولو مشيًا؛ حبًّا في الإسلام، وبسببها أنزل الله آيات ألغى بها شرطًا من شروط صُلح الحديبية ، فكانت هجرتُها خيرًا وبركة على نفسها وعلى المُهاجرات من بعدها، وهي أول من هاجر من النساء بعد أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فلا يعلم قرشية خرجت من بين أبويها مسلمة مهاجرة إلى الله ورسوله إلا أم كلثوم رضي الله عنها

فمن هي أم كلثوم رضي الله عنها

هي أُم كُلْثُوم بنتُ عُقْبَة بن أبي مُعَيط القُرَشية الأموية الممتحنة التى صدقت فى هجرتها لله فنجاها، وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة

وأم كلثوم رضي الله عنها هي أخت عثمان بن عفان رضى الله عنه لأمه؛ فقد كانت أروى بنت كريز، زوجة عفان بن أبي العاص (والد عثمان رضي الله عنه )، فلما مات عفان، تزوجها عقبة بن أبي معيط فانجبت له الوليد وعمارة وخالدا وأم كلثوم وأم حكيم وهندا

فإخوانها وأخواتها لأبيها وامها هم : الوليد وخالدا وام حكيم وهندا وقد أسلموا يوم الفتح، أما أمها أروى رضي الله عنها فقط أسلمت وهاجرت بعد هجرة ابنتها

نشأت أم كلثوم رضي الله عنها فى بيتٍ شديد العدواة للإسلام وللنبى صلى الله عليه وسلم، وتحديدًا والدها الذى آذى الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا قبل هجرته حتى أنه حاول مرة خنق الرسول صلى الله عليه وسلم

وكذلك كان إخوانها: عمارة والوليد وخالد، ولقد زادت كراهيةُ إخوة أم كلثوم رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين بعد مقتل أبيهم في غزوة بدر، فقد خرج أبوها للقتال مع المشركين فقُتل وانهزم المشركون.

ورغم هذه البيئة المُعادية للنبي صلى الله عليه وسلم والكارهة للإسلام، إلا أن أم كلثوم رضي الله عنها أسلمت سرا بدون علم أهلها واتبعت الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكانت من أوائل من اسلم، وكتمت "أم كلثوم" إسلامها وأخفته فقد كانت تعلم أنها لو أعلنت إسلامها قد يقتلها إخوتُها أو يعذِّبوها!  

وبدأت الهجرة للمدينة وهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبقيت أم كلثوم رضي الله عنها في مكة ، و يومًا بعد آخر كانت مواصلة الحياة فى بيتها والحفاظ على إسلامها تزداد صعوبة، ويومًا بعد آخر كان خوفها يزداد من إيذاء اهلها لها إذا علموا بإسلامها وإجبارها على ترك دينها حتى اتخذت القرار الصعب وقررت أن تهاجر إلى المدينة المنورة لتنضم إلى المسلمين هناك.

وبدأت تُدبر وتُخطط كيف تصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، لتعبد الله هناك بكل حرية، وتنعم بجوار النبي  صلى الله عليه وسلم بلا خوف أو رعب من أهلها أو من مشركي قريش

قرار "أم كلثوم رضي الله عنها " لم يكن صعبًا فقط لأنها فتاة وحيدة تخرج لتقطع الطريق الطويل من مكة إلى المدينة دون حماية ، وإنما أيضًا كان صعبًا بسبب التوقيت الذى اختارته للهجرة بعد صلح الحديبية الذى كان يتضمن شرطًا مجحفًا للمسلمين يشترط على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرد إليه أى شخص يأتيه مهاجرًا من مكة، حتى ولو كان مسلمًا.



كانت "أم كلثوم" تعرف بهذا الشرط إلا إنها توكلت على الله وأصرت على الرحيل، وتحكي لنا أم كلثوم قصة هجرتها، والحيلة التي صنعتها لتنجح، فتقول :
كُنْت أَخْرُجُ إلَى بَادِيَةٍ لَنَا (تعني أرضًا بالصحراء خارج مكة)، بِهَا أَهْلِي، فَأُقِيمُ فِيهِمْ الثلاثَ وَالأَرْبَعَ أيام، وَهِيَ (أي هذه الأرض) مِنْ نَاحِيَةِ التنْعِيمِ (اسم مكان يبعد عن مكة نحو خمسة كليومترات)، ثُمّ أَرْجِعُ إلَى أَهْلِي فَلا يُنْكِرُونَ ذَهَابِي، حَتّى أَجْمَعْتُ (قررت وعزمت على) المسّيْرَ، فَخَرَجْت يَوْمًا مِنْ مَكّةَ كَأَنّي أُرِيدُ الْبَادِيَةَ الّتِي كُنْت فِيهَا، فَلَمّا رَجَعَ مَنْ تَبِعَنِي، خَرَجْتُ حَتّى انْتَهَيْت إلَى الطرِيقِ فَإِذَا رَجُلٌ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدِينَ؟ فَقُلْت: فَمَا مَسْأَلَتُك، وَمَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ.

 فَلَمّا ذَكَرَ خُزَاعَةَ اطْمَأْنَنْتُ إلَيْهِ؛ لِدُخُولِ خُزَاعَةَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم (أي كانت قبيلة خزاعة من حُلفاء النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) فَقُلْتُ: إنّي امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ، أُرِيدُ اللُّحُوقَ بِرَسُولِ اللّهِ، وَلا عِلْمَ لِي بِالطّرِيقِ
فَقَالَ: أَنا صَاحِبُك حَتّى أُورِدَك الْمَدِينَةَ، ثُمّ جَاءَنِي بِبَعِيرٍ فَرَكِبْته، فَكَانَ يَقُودُ بِي الْبَعِيرَ، وَاَللّهِ مَا يُكَلّمُنِي كَلِمَةً، حَتّى إذَا أَنَاخَ الْبَعِيرَ تَنَحَّى عَنِّي (تعني أنه رجل ذو حياء يبتعد وقت نزولها عن الجمل حتى لا يرى منها شيئًا، وحتى تكون مُطمئنة على نفسها منه)

#يتبع_ان_شاء_الله
2024/10/01 19:23:49
Back to Top
HTML Embed Code: