من الحكم التي نلتمسها في سنة المدافعة:
ثالثا: تعريف عباده سوء عاقبة الذنوب والمعاصي، والركون إلى الحياة الدنيا والاغترار بها، ونسيان الآخرة وما فيها، وهذه من رحمة الله عز وجل وحكمته؛ حيث يكون الابتلاء بتسليط الكافرين على المؤمنين تمحيصا لهم، وسببا في رجوعهم إلى الله، ومعرفتهم لعيوبهم وذنوبهم فيقلعوا عنها ويتوبوا إلى الله عز وجل، وينكسروا له، ويرجعوا إليه، ويغيروا ما بأنفسهم، ويشهد على ذلك ما حصل للمسلمين في العراق وسوريا وأفغانستان والبوسنة من الرجوع إلى دين الله عز وجل بسبب ما حل بهم من
المصائب وتسليط الأعداء عليهم.
(السنن الإلهية والوقفات التربوية، عبد العزيز الجليل)
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#السنن_الإلهية
#فاعتبروا
ثالثا: تعريف عباده سوء عاقبة الذنوب والمعاصي، والركون إلى الحياة الدنيا والاغترار بها، ونسيان الآخرة وما فيها، وهذه من رحمة الله عز وجل وحكمته؛ حيث يكون الابتلاء بتسليط الكافرين على المؤمنين تمحيصا لهم، وسببا في رجوعهم إلى الله، ومعرفتهم لعيوبهم وذنوبهم فيقلعوا عنها ويتوبوا إلى الله عز وجل، وينكسروا له، ويرجعوا إليه، ويغيروا ما بأنفسهم، ويشهد على ذلك ما حصل للمسلمين في العراق وسوريا وأفغانستان والبوسنة من الرجوع إلى دين الله عز وجل بسبب ما حل بهم من
المصائب وتسليط الأعداء عليهم.
(السنن الإلهية والوقفات التربوية، عبد العزيز الجليل)
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#السنن_الإلهية
#فاعتبروا
"برغم انتصارات الرسولﷺ العسكرية لم تثر هذه الانتصارات كبرياءه أو غروره، فقد كان يحارب من أجل الإسلام لا من أجل المصلحة،
وحتى في أوج مجده حافظ الرسولﷺ على بساطته وتواضعه، فكان يكره إذا دخل حجرة على جماعة أن يقوموا له أو يبالغوا في الترحيب به وإن كان قد هدف إلى تكوين دولة عظيمة، فإنها كانت دولة الإسلام، وقد حكم فيها بالعدل، ولم يفكر أن يجعل الحكم فيها وراثياً لأسرته"
(حياة محمد) المستشرق الأمريكي (واشنطون إيرفنج)
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صدق_نبوة_محمد
#شهادات
وحتى في أوج مجده حافظ الرسولﷺ على بساطته وتواضعه، فكان يكره إذا دخل حجرة على جماعة أن يقوموا له أو يبالغوا في الترحيب به وإن كان قد هدف إلى تكوين دولة عظيمة، فإنها كانت دولة الإسلام، وقد حكم فيها بالعدل، ولم يفكر أن يجعل الحكم فيها وراثياً لأسرته"
(حياة محمد) المستشرق الأمريكي (واشنطون إيرفنج)
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صدق_نبوة_محمد
#شهادات
Forwarded from الدكتور أيمن خليل البلوي
لم تفاجئني "إنسانيتهم" ولا نظامهم الدولي!
متوقعة..لكني أذكر بها المخدوعين بهم من أبناء جلدتنا..
صحفي أمريكي:هذه مدينة أوروبية..ليست العراق ولا أفغانستان ولا سوريا"..يتكلم بألم!
"ديفيد"سياسي أوكراني يقول:هذا مؤثر للغاية بالنسبة إليَّ، لأنني أرى أوروبيين بعيون زرقاء وشعر أشقر يُقتلون"
وقريب من قولهما تكلم معلق فرنسي!
هل عرفتم قيمتكم بالنسبة لهم؟
أيها المسلم دماركم ولجوؤكم ومآسيكم لا شيء..أو على الأقل مآسي درجة ثالثة أو رابعة!..لأن عيونكم ليست زرقاء وشعوركم ليست شقراء!
"إنها ليست العراق ولا أفغانستان ولا سوريا!!"
مازلت مترددا؟..حسنا
لمذا يصفون بوتين بالمجرم الآن ويشبهونه بالنازيين؟!
وهل كان يوزع الحلوى في سوريا على المستشفيات والمخابز!!
لم أنته بعد يا صديقي..
لماذا رحبت بريطانيا بدعوة الرئيس الأوكراني للأجانب للقتال في أوكرانيا ضد الروس؟؟ هل تذكرون كلامهم عن "الأجانب" في سوريا؟!
لماذا لا توصف المقاومة الأوكرانية بالإرهاب؟!..
بماذا اختلفت عن المقاومة الفلسطينية مثلا؟
إن لم توقظك تلك الرسائل الدموية وتصنع فيك نوع كرامة وعزة ترقى بك عن تقديس الغرب..فلا كرامة ولا مكرم لك..
"وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ"
#الحرب_الروسية_الأوكرانية
متوقعة..لكني أذكر بها المخدوعين بهم من أبناء جلدتنا..
صحفي أمريكي:هذه مدينة أوروبية..ليست العراق ولا أفغانستان ولا سوريا"..يتكلم بألم!
"ديفيد"سياسي أوكراني يقول:هذا مؤثر للغاية بالنسبة إليَّ، لأنني أرى أوروبيين بعيون زرقاء وشعر أشقر يُقتلون"
وقريب من قولهما تكلم معلق فرنسي!
هل عرفتم قيمتكم بالنسبة لهم؟
أيها المسلم دماركم ولجوؤكم ومآسيكم لا شيء..أو على الأقل مآسي درجة ثالثة أو رابعة!..لأن عيونكم ليست زرقاء وشعوركم ليست شقراء!
"إنها ليست العراق ولا أفغانستان ولا سوريا!!"
مازلت مترددا؟..حسنا
لمذا يصفون بوتين بالمجرم الآن ويشبهونه بالنازيين؟!
وهل كان يوزع الحلوى في سوريا على المستشفيات والمخابز!!
لم أنته بعد يا صديقي..
لماذا رحبت بريطانيا بدعوة الرئيس الأوكراني للأجانب للقتال في أوكرانيا ضد الروس؟؟ هل تذكرون كلامهم عن "الأجانب" في سوريا؟!
لماذا لا توصف المقاومة الأوكرانية بالإرهاب؟!..
بماذا اختلفت عن المقاومة الفلسطينية مثلا؟
إن لم توقظك تلك الرسائل الدموية وتصنع فيك نوع كرامة وعزة ترقى بك عن تقديس الغرب..فلا كرامة ولا مكرم لك..
"وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ"
#الحرب_الروسية_الأوكرانية
لم تسجل حياة رجل في التاريخ، وتحصى عليه كلماته وحركاته وسكناته في حله وترحاله، في بيته وخارج بيته مثل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان الناقلون ينقلون، بل ويتعبدون بنقل كل شيء عنه، صغر أو كبر، فرجل كما يقال: تحت المجهر إلى آخر لحظة من حياته، هل يمكن أن تقع الجهالة بحقيقة مصدره في العلم، وهل يمكن أن يكون عنده من يختلف إليه ليأخذ عنه العلم، ولا يشعر به أصحابه؟ ومن هو هذا الرجل الذي يمكن أن يكون أعلم الناس، بل لا يدانيه في علمه أحد، ومع هذا يخفي نفسه، ويذهب بالحمد والشهرة غيره؟!
إن دعوى كهذه لاشك أن مدعيها لا يعي ما يقول، وإنما مراده أن يقول شيئاً.
دحض دعوى المستشرقين
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صحة_القرآن
#براهين_النبوة
إن دعوى كهذه لاشك أن مدعيها لا يعي ما يقول، وإنما مراده أن يقول شيئاً.
دحض دعوى المستشرقين
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صحة_القرآن
#براهين_النبوة
Forwarded from Tamayyuz - تميُّز
✨ إن أولادنا مسؤوليتنا ولابد أن نرعاهم ونحرص على ما ينفعهم ✨
لذلك يقدم لك مركز تميز برنامج:
🏮 المتفقه الصغير 🏮
برنامج مجاني يغطي كافة الجوانب التي ينبغى أن ينشأ الطفل عليها، بصورة منظمة ومرتبة، يتدرج فيها بين مستوياته عن طريق شروحات ميسرة وأنشطة تفاعلية ولقاءات مع عدد من المشايخ والمربين.
⏳ مدة التسجيل أسبوع فقط.
📆 بداية البرنامج:
يوم السبت 2 شعبان 1443 هـ
الموافق 5 مارس 2022 م
📝 للتسجيل:
https://forms.gle/79ZGCa9aFAP4jLPc9
قناة مركز تميز:
https://www.tg-me.com/TamayyuzCenter
أكرمونا بنشركم للإعلان وشاركونا الأجر 🍃
لذلك يقدم لك مركز تميز برنامج:
🏮 المتفقه الصغير 🏮
برنامج مجاني يغطي كافة الجوانب التي ينبغى أن ينشأ الطفل عليها، بصورة منظمة ومرتبة، يتدرج فيها بين مستوياته عن طريق شروحات ميسرة وأنشطة تفاعلية ولقاءات مع عدد من المشايخ والمربين.
⏳ مدة التسجيل أسبوع فقط.
📆 بداية البرنامج:
يوم السبت 2 شعبان 1443 هـ
الموافق 5 مارس 2022 م
📝 للتسجيل:
https://forms.gle/79ZGCa9aFAP4jLPc9
قناة مركز تميز:
https://www.tg-me.com/TamayyuzCenter
أكرمونا بنشركم للإعلان وشاركونا الأجر 🍃
النظرة الكلية للإنسان والكون والوجود:
كثير من الاستشكالات والاعتراضات على أحكام الشرع مردُّها إلى النظرة التجزيئية للإنسان والحياة والوجود، وعدم إدراك نظام الشريعة الشمولي المتكامل، ذي المقاصد والغايات، والمتجاوز لما وراء المادة في حياة الإنسان بمختلف مجالاتها.
فالله حين أمر بالصلوات وفرض الزكاة والصوم وكتب الحج وشرع الجهاد والقضاء، وفتح باب الصدقة والبر، وأباح البيع والشراء وغيرهما من عقود المعاوضات والتبرعات، وحثَّ على مكارم الأخلاق والآداب والفضائل، وضبط باب النكاح وقنَّنَه؛ لم يجعل هذه التشريعات في مجموعها مجرد واجبات تثقل كاهل الإنسان الذي يمتثلها دون إدراك المقصد، بل جعلها نظامًا كليًّا شاملًا للحياة الإنسانية يراعي في غاياته علاقة الإنسان بربه، وعلاقته بذاته ونفسه، وعلاقته بأسرته ومجتمعه، وعلاقته بالأمم الأخرى، وعلاقته بالنبات والحيوان وكل موارد الطبيعة.
ويمتد هذا النظام ليربط الإنسان بعالم الملائكة وعالم الشياطين وعالم ما بعد الموت؛ فمَن يصلي مثلًا فهو يقيم الصلاة ليذكر ربه -جل وعلا- ويزكي نفسه، ومن يترك الزنا ويسلك طريق الزواج المشروع فهو يحقق مقصد حفظ النسل، ومن يعطِ الزكاة والصدقة يحقق التكافل الاجتماعي ويقضي على الطبقية ويحارب الفقر. الأمر الذي يقلل الجريمة والفساد أو يحدها، ومَن يجاهد فهو يحفظ دينه وماله وعرضه وأرضه…. إلى غير ذلك من الأمثلة. فتصوُّر الإسلام عن الكون والحياة والإنسان كلي متكامل مترابط، وإدراك هذا التصور يُلتمس في أصوله الصحيحة من كتاب وسنة {ولا ينبئك مثل خبير} -فاطر 14-.
مراجعة كتاب محاسن الإسلام،
مصطفى مبارك، بتصرف
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#محاسن_الإسلام
#اعتز_بدينك
كثير من الاستشكالات والاعتراضات على أحكام الشرع مردُّها إلى النظرة التجزيئية للإنسان والحياة والوجود، وعدم إدراك نظام الشريعة الشمولي المتكامل، ذي المقاصد والغايات، والمتجاوز لما وراء المادة في حياة الإنسان بمختلف مجالاتها.
فالله حين أمر بالصلوات وفرض الزكاة والصوم وكتب الحج وشرع الجهاد والقضاء، وفتح باب الصدقة والبر، وأباح البيع والشراء وغيرهما من عقود المعاوضات والتبرعات، وحثَّ على مكارم الأخلاق والآداب والفضائل، وضبط باب النكاح وقنَّنَه؛ لم يجعل هذه التشريعات في مجموعها مجرد واجبات تثقل كاهل الإنسان الذي يمتثلها دون إدراك المقصد، بل جعلها نظامًا كليًّا شاملًا للحياة الإنسانية يراعي في غاياته علاقة الإنسان بربه، وعلاقته بذاته ونفسه، وعلاقته بأسرته ومجتمعه، وعلاقته بالأمم الأخرى، وعلاقته بالنبات والحيوان وكل موارد الطبيعة.
ويمتد هذا النظام ليربط الإنسان بعالم الملائكة وعالم الشياطين وعالم ما بعد الموت؛ فمَن يصلي مثلًا فهو يقيم الصلاة ليذكر ربه -جل وعلا- ويزكي نفسه، ومن يترك الزنا ويسلك طريق الزواج المشروع فهو يحقق مقصد حفظ النسل، ومن يعطِ الزكاة والصدقة يحقق التكافل الاجتماعي ويقضي على الطبقية ويحارب الفقر. الأمر الذي يقلل الجريمة والفساد أو يحدها، ومَن يجاهد فهو يحفظ دينه وماله وعرضه وأرضه…. إلى غير ذلك من الأمثلة. فتصوُّر الإسلام عن الكون والحياة والإنسان كلي متكامل مترابط، وإدراك هذا التصور يُلتمس في أصوله الصحيحة من كتاب وسنة {ولا ينبئك مثل خبير} -فاطر 14-.
مراجعة كتاب محاسن الإسلام،
مصطفى مبارك، بتصرف
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#محاسن_الإسلام
#اعتز_بدينك
#أسس_تربية_النبي صلى الله عليه وسلم
هَجْرُ الْمُخْطِئِ وَتَرْكُ الْكَلَامِ مَعَهُ وَإِظْهَارُ عَدَمِ الرِّضَا عَلَيْهِ، وَهَذَا الْهِجْرَانُ أُسْلُوبٌ تَرْبَوِيٌّ مُفِيدٌ؛ وَذَلِكَ لِمَا يُحْدِثُهُ مِنَ الْأَثَرِ الْبَالِغِ فِي نَفْسِ الْمُخْطِئِ، وَيَتَأَكَّدُ الْهِجْرَانُ إِذَا عَظُمَ الْخَطَأُ، فَقَدْ هَجَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلَاثَةً مِنْ أَصْحَابِهِ خَمْسِينَ لَيْلَةً؛ لِأَنَّهُمْ تَخَلَّفُوا عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ بِلَا عُذْرٍ شَرْعِيٍّ، فَكَانَ ذَلِكَ الْهِجْرَانُ سَبَبًا فِي زِيَادَةِ نَدَمِهِمْ وَصِدْقِ تَوْبَتِهِمْ، وَعِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِهِ: أَنَّهُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- كَانَ إِذَا اطَّلَعَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كَذِبَ كِذْبَةً لَمْ يَزَلْ مُعْرِضًا عَنْهُ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ أَحْدَثَ مِنْهَا تَوْبَةً.
وَالْهِجْرَانُ يَخْتَلِفُ بِحَسْبِ حَالِ الْمُخْطِئِ وَمَكَانَةِ الْهَاجِرِ فِي نَفْسِهِ وَقُرْبِهِ مِنْهُ، فَإِنْ كَانَ الْهِجْرَانُ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ نَدَمُ الْمُخْطِئِ وَزَجْرُهُ عَنْ فِعْلِهِ فَهَذَا أُسْلُوبٌ نَافِعٌ وَعِلَاجٌ صَحِيحٌ، أَمَّا إِنْ كَانَ الْهِجْرَانُ لَا يَزِيدُ الْمُخْطِئَ إِلَّا بُعْدًا وَإِصْرَارًا عَلَى الْخَطَأِ، فَإِنَّ هَذَا الْهِجْرَانَ حِينَئِذٍ لَيْسَ بِأُسْلُوبٍ فِي الْعِلَاجِ.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#كلكم_راع
#التربية_العقدية
هَجْرُ الْمُخْطِئِ وَتَرْكُ الْكَلَامِ مَعَهُ وَإِظْهَارُ عَدَمِ الرِّضَا عَلَيْهِ، وَهَذَا الْهِجْرَانُ أُسْلُوبٌ تَرْبَوِيٌّ مُفِيدٌ؛ وَذَلِكَ لِمَا يُحْدِثُهُ مِنَ الْأَثَرِ الْبَالِغِ فِي نَفْسِ الْمُخْطِئِ، وَيَتَأَكَّدُ الْهِجْرَانُ إِذَا عَظُمَ الْخَطَأُ، فَقَدْ هَجَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلَاثَةً مِنْ أَصْحَابِهِ خَمْسِينَ لَيْلَةً؛ لِأَنَّهُمْ تَخَلَّفُوا عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ بِلَا عُذْرٍ شَرْعِيٍّ، فَكَانَ ذَلِكَ الْهِجْرَانُ سَبَبًا فِي زِيَادَةِ نَدَمِهِمْ وَصِدْقِ تَوْبَتِهِمْ، وَعِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِهِ: أَنَّهُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- كَانَ إِذَا اطَّلَعَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كَذِبَ كِذْبَةً لَمْ يَزَلْ مُعْرِضًا عَنْهُ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ أَحْدَثَ مِنْهَا تَوْبَةً.
وَالْهِجْرَانُ يَخْتَلِفُ بِحَسْبِ حَالِ الْمُخْطِئِ وَمَكَانَةِ الْهَاجِرِ فِي نَفْسِهِ وَقُرْبِهِ مِنْهُ، فَإِنْ كَانَ الْهِجْرَانُ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ نَدَمُ الْمُخْطِئِ وَزَجْرُهُ عَنْ فِعْلِهِ فَهَذَا أُسْلُوبٌ نَافِعٌ وَعِلَاجٌ صَحِيحٌ، أَمَّا إِنْ كَانَ الْهِجْرَانُ لَا يَزِيدُ الْمُخْطِئَ إِلَّا بُعْدًا وَإِصْرَارًا عَلَى الْخَطَأِ، فَإِنَّ هَذَا الْهِجْرَانَ حِينَئِذٍ لَيْسَ بِأُسْلُوبٍ فِي الْعِلَاجِ.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#كلكم_راع
#التربية_العقدية
ب) صور من عظمة الله عز وجل وإتقانه في خلق الإنسان:
قال الله عز وجل: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} [الذاریات: ۲۱]، وقال سبحانه: {أولم يتفكروا في أنفسهم} [الروم: 8]، وقال سبحانه: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} الآية [فصلت: 53]
وعن خلق الإنسان وما فيه من العجائب والحكم البالغة، التي تدل على عظمة خالقه، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: «وانظر الآن إلى النطفة بعين البصيرة، وهي قطرة من ماء مهين ضعیف مستقذر، لو مرت بها ساعة من الزمان فسدت وأنتنت، كيف استخرجها رب الأرباب العليم القدير من بين الصلب والترائب، منقادة لقدرته، مطيعة لمشيئته، مذللة الانقياد على ضيق طرقها واختلاف مجاريها، إلى أن ساقها إلى مستقرها و مجمعها، وكيف جمع سبحانه بين الذكر والأنثى، وألقى المحبة بينهما، وكيف قادهما بسلسلة الشهوة والمحبة إلى الاجتماع، الذي هو سبب تخليق الولد وتكوينه، وكيف قدر اجتماع ذينك الماءين مع بعد كل منهما عن صاحبه، وساقها من أعماق العروق والأعضاء، وجمعها في موضع واحد، جعل لهما قرارا مكينا، لا يناله هواء يفسده، ولا برد يجمده، ولا عارض يصل إليه، ولا آفة تتسلط عليه، ثم قلب تلك النطفة البيضاء المشربة علقة حمراء تضرب إلى سواد، ثم جعلها مضغة لحم مخالفة للعلقة في لونها وحقيقتها وشكلها، ثم جعله عظاما مجردة لا كسوة عليها مباينة للمضغة في شكلها وهيأتها وقدرها وملمسها ولونها، وانظر كيف قسم تلك الأجزاء المتشابهة المتساوية إلى الأعصاب والعظام والعروق والأوتار واليابس واللين وبين ذلك، ثم كيف ربط بعضها والعروق والأوتار واليابس واللين وبين ذلك، ثم كيف ربط بعضها ببعض أقوى رباط وأشده، و أبعده عن الانحلال، وكيف كساها لحماً ركبه عليها، وجعله وعاء لها وغشاء وحافظا، وجعلها حاملة له مقيمة له، فاللحم قائم بها، وهي محفوظة به، وكيف صورها فأحسن صورها، وشق لها السمع والبصر والفم والأنف وسائر المنافذ، ومد اليدين والرجلين وبسطهما، وقسم رؤوسهما بالأصابع، ثم قسم الأصابع بالأنامل، وركب الأعضاء الباطنة من القلب والمعدة والكبد والطحال والرئة والرحم والمثانة والأمعاء، كل واحد منها له قدر يخصه ومنفعة تخصه، ثم انظر الحكمة البالغة في تركيب العظام قواما للبدن وعمادا له، وكيف قدرها ربه وخالقها بتقادیر مختلفة وأشكال مختلفة، فمنها الصغير والكبير، والطويل والقصير، والمنحني والمستدير، والدقيق والعريض، والمصمت والمجوف، وكيف ركب بعضها في بعض، فمنها ما ترکیبه ترکیب الذكر في الأنثى، ومنها ما ترکیبه ترکیب اتصال فقط، وكيف اختلف أشكالها باختلاف منافعها: کالأضراس، فإنها لما كانت آلة للطحن جعلت عريضة، ولما كانت الأسنان آلة للقطع جعلت مستدقة محددة، ولما كان الإنسان محتاجا إلى الحركة بجملة بدنه وببعض أعضائه، للتردد في حاجته لم يجعل عظامه عظما واحدا بل عظاما متعددة، وجعل بينها مفاصل حتى تتيسر بها الحركة، وكان قدر كل واحد منها وشكله على حسب الحركة المطلوبة منه، وكيف شد أسر تلك المفاصل والأعضاء، وربط بعضها ببعض بأوتار ورباطات، أنبتها من أحد طرفي العظم، وألصق أحد طرفي العظم بالطرف الآخر: كالرباط له، ثم جعل في أحد طرفي العظم زوائد خارجة عنه، وفي الآخر نقرا غائصة فيه موافقة لشكل تلك الزوائد، ليدخل فيها وينطبق عليها، فإذا أراد العبد أن يحرك جزءا من بدنه لم يمتنع عليه، ولولا المفاصل لتعذر ذلك عليه، وتأمل كيفية خلق الرأس، وكثرة ما فيه من العظام، حتى قيل: إنها خمسة وخمسون عظما مختلفة الأشكال والمقادير والمنافع، وكيف ركبه سبحانه وتعالى على البدن، وجعله عاليا علو الراكب على مركوبه، ولما كان عاليا على البدن جعل فيه الحواس الخمس وآلات الأدراك كلها من السمع والبصر والشم والذوق واللمس، وجعل حاسة البصر في مقدمه، ليكون كالطليعة والحرس والكاشف للبدن، وركب كل عين من سبع طبقات، لكل طبقة وصف مخصوص، ومقدار مخصوص، ومنفعة مخصوصة، لو فقدت طبقة من تلك الطبقات السبع، أو زالت عن هيئتها وموضعها، لتعطلت العين عن الإبصار، ثم أركز سبحانه داخل تلك الطبقات السبع خلقا عجيبا، وهو إنسان العين بقدر العدسة، يبصر به ما بين المشرق والمغرب والأرض والسماء» (مفتاح دار السعادة).
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#معرفة_الله
#عن_الله_أحدثك
قال الله عز وجل: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} [الذاریات: ۲۱]، وقال سبحانه: {أولم يتفكروا في أنفسهم} [الروم: 8]، وقال سبحانه: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} الآية [فصلت: 53]
وعن خلق الإنسان وما فيه من العجائب والحكم البالغة، التي تدل على عظمة خالقه، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: «وانظر الآن إلى النطفة بعين البصيرة، وهي قطرة من ماء مهين ضعیف مستقذر، لو مرت بها ساعة من الزمان فسدت وأنتنت، كيف استخرجها رب الأرباب العليم القدير من بين الصلب والترائب، منقادة لقدرته، مطيعة لمشيئته، مذللة الانقياد على ضيق طرقها واختلاف مجاريها، إلى أن ساقها إلى مستقرها و مجمعها، وكيف جمع سبحانه بين الذكر والأنثى، وألقى المحبة بينهما، وكيف قادهما بسلسلة الشهوة والمحبة إلى الاجتماع، الذي هو سبب تخليق الولد وتكوينه، وكيف قدر اجتماع ذينك الماءين مع بعد كل منهما عن صاحبه، وساقها من أعماق العروق والأعضاء، وجمعها في موضع واحد، جعل لهما قرارا مكينا، لا يناله هواء يفسده، ولا برد يجمده، ولا عارض يصل إليه، ولا آفة تتسلط عليه، ثم قلب تلك النطفة البيضاء المشربة علقة حمراء تضرب إلى سواد، ثم جعلها مضغة لحم مخالفة للعلقة في لونها وحقيقتها وشكلها، ثم جعله عظاما مجردة لا كسوة عليها مباينة للمضغة في شكلها وهيأتها وقدرها وملمسها ولونها، وانظر كيف قسم تلك الأجزاء المتشابهة المتساوية إلى الأعصاب والعظام والعروق والأوتار واليابس واللين وبين ذلك، ثم كيف ربط بعضها والعروق والأوتار واليابس واللين وبين ذلك، ثم كيف ربط بعضها ببعض أقوى رباط وأشده، و أبعده عن الانحلال، وكيف كساها لحماً ركبه عليها، وجعله وعاء لها وغشاء وحافظا، وجعلها حاملة له مقيمة له، فاللحم قائم بها، وهي محفوظة به، وكيف صورها فأحسن صورها، وشق لها السمع والبصر والفم والأنف وسائر المنافذ، ومد اليدين والرجلين وبسطهما، وقسم رؤوسهما بالأصابع، ثم قسم الأصابع بالأنامل، وركب الأعضاء الباطنة من القلب والمعدة والكبد والطحال والرئة والرحم والمثانة والأمعاء، كل واحد منها له قدر يخصه ومنفعة تخصه، ثم انظر الحكمة البالغة في تركيب العظام قواما للبدن وعمادا له، وكيف قدرها ربه وخالقها بتقادیر مختلفة وأشكال مختلفة، فمنها الصغير والكبير، والطويل والقصير، والمنحني والمستدير، والدقيق والعريض، والمصمت والمجوف، وكيف ركب بعضها في بعض، فمنها ما ترکیبه ترکیب الذكر في الأنثى، ومنها ما ترکیبه ترکیب اتصال فقط، وكيف اختلف أشكالها باختلاف منافعها: کالأضراس، فإنها لما كانت آلة للطحن جعلت عريضة، ولما كانت الأسنان آلة للقطع جعلت مستدقة محددة، ولما كان الإنسان محتاجا إلى الحركة بجملة بدنه وببعض أعضائه، للتردد في حاجته لم يجعل عظامه عظما واحدا بل عظاما متعددة، وجعل بينها مفاصل حتى تتيسر بها الحركة، وكان قدر كل واحد منها وشكله على حسب الحركة المطلوبة منه، وكيف شد أسر تلك المفاصل والأعضاء، وربط بعضها ببعض بأوتار ورباطات، أنبتها من أحد طرفي العظم، وألصق أحد طرفي العظم بالطرف الآخر: كالرباط له، ثم جعل في أحد طرفي العظم زوائد خارجة عنه، وفي الآخر نقرا غائصة فيه موافقة لشكل تلك الزوائد، ليدخل فيها وينطبق عليها، فإذا أراد العبد أن يحرك جزءا من بدنه لم يمتنع عليه، ولولا المفاصل لتعذر ذلك عليه، وتأمل كيفية خلق الرأس، وكثرة ما فيه من العظام، حتى قيل: إنها خمسة وخمسون عظما مختلفة الأشكال والمقادير والمنافع، وكيف ركبه سبحانه وتعالى على البدن، وجعله عاليا علو الراكب على مركوبه، ولما كان عاليا على البدن جعل فيه الحواس الخمس وآلات الأدراك كلها من السمع والبصر والشم والذوق واللمس، وجعل حاسة البصر في مقدمه، ليكون كالطليعة والحرس والكاشف للبدن، وركب كل عين من سبع طبقات، لكل طبقة وصف مخصوص، ومقدار مخصوص، ومنفعة مخصوصة، لو فقدت طبقة من تلك الطبقات السبع، أو زالت عن هيئتها وموضعها، لتعطلت العين عن الإبصار، ثم أركز سبحانه داخل تلك الطبقات السبع خلقا عجيبا، وهو إنسان العين بقدر العدسة، يبصر به ما بين المشرق والمغرب والأرض والسماء» (مفتاح دار السعادة).
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#معرفة_الله
#عن_الله_أحدثك
📃 *الحرب الروسية الأوكرانية
وموقف المسلم منها* 📃
🖋️ عبد الله بن فيصل الأهدل
🗓 الخميس 1443/7/30هـ
اندلعت الحرب غير المتكافئة بين روسيا وابنتها أوكرانيا بعد اقتحام الروس لأوكرانيا من عدة محاور، وروسيا وأوكرانيا كلاهما كفار عدو للإسلام والمسلمين؛ وتاريخ روسيا أسود في مجال الاعتداءات والاحتلالات والمجازر الهمجية للعديد من البلدان الإسلامية؛ فروسيا هي الأصل الأول في جرائم روسيا القيصرية والاتحاد السوفيتي الشيوعي الذي كان يضم 15 جمهورية؛ منها ست جمهوريات شكل المسلمون أغلب سكانها، ولقد استولى السوفيت على مساحة 4,538,600 كيلومتر مربع من البلاد الإسلامية أو ذات الأغلبية المسلمة مثل:
أذربيجان - أوزبكستان - طاجيكستان - تركمانستان - كازاخستان - قيرغيزستان - داغستان - الشيشان - القرم - تتاريا - بشكيريا...
وقد تأثر تعداد المسلمين سلبًا في تلك البلاد لعدة أسباب منها: كثرة من أعدموا في العهد الشيوعي، وتهجير المسلمين بصورة إجبارية أو فرارًا من الاضطهاد المهين..
ولقد مرَّت على المسلمين مراحل قاسية في الفترة المحصورة بين سنتي (1336 - 1350هـ) الموافق (1917 - 1931م)، أثر في وجود المسلمين تأثيرًا بالغًا..
فقتل الروس مئات الألوف من المسلمين الباشكير والقيرغيز على أثر الثورة الروسية بعد عام (1336هـ ، 1917م).
ومات نحو المليون من المسلمين الكزاخ والقيرغيز في مجاعات (1340هـ ، 1921م).
واستشهد حوالي المليون من مسلمي كازاخستان عندما طبق الشيوعيون مبادئهم على ثروات المزارعين والرعاة.
وجاء الروس بمهاجرين جدد إلى المناطق الإسلامية ويقدر عددهم بحوالي 12,792,000 روسي، وسياسة التهجير تهدف إلى استغلال ثروات المناطق الإسلامية وخفض نسبة المسلمين، وقد كان عدد المسلمين يقدر بحوالي 70 مليون نسمة.
وينتمي المسلمون في دول الاتحاد السوفيتي السابق إلى العديد من القوميات التركية والفارسية والقوقازية، ومن أبرز هذه الجماعات:
الأوزبك - التتار - الكازاخ - التركمان - الباشكير - القيرغيز - الكراكلياك - الويغور - البلغار - الطاجيك - الأوسيت - الأكراد - الفرس - البلوش - الطوط - الأنغوش - التشيش - الشركس - الكبرديون - الأباظ - الأديجا - الشيشان - الأبخاز.
ويتحدث المسلمون في الاتحاد السوفيتي 13 لغة تركية و8 لغات فارسية و15 لغة قوقازية وصينية ومنغولية.
واتبع الروس سياسة تطعيم هذه القوميات بمهاجرين جدد من الروس خاصة للحد من أغلبيتها الإسلامية، ونجحت في خفض النسبة عن ذي قبل.
اتبع الروس سياسة تجزئة وحدة المسلمين وتفتيتهم إلى قوميات، ودعموا قيام الشعوبية وقضوا على كتابة لغتهم بحروف عربية لكي تقضي على صلتهم بالتراث الإسلامي، ثم اتبعوا نظام التهجير من المناطق الإسلامية حتى يضعفوا من شأن الأغلبية المسلمة، ويحولوهم إلى أقلية في عقر دارهم.
وما زالت القوات الروسية الفاجرة تعبث يمينًا وشمالًا في بلاد المسلمين، وما زالت مجازرهم في سوريا إلى وقتنا هذا تملأ السمع والبصر..
وأما أوكرانيا -ومثلها روسيا- فتأييدها لليهود في جرائمهم في غزة وعموم فلسطين، واتهامهم للمقاومة الإسلامية بفلسطين بالإرهاب، وسن القوانين العنصرية -كمنع الحجاب والتضييق على المساجد-، وسيرها في ركب أمريكا والغرب في العداء للإسلام معروف للجميع.
وهكذا نرى اشتراك روسيا وأوكرانيا في محاربة الإسلام، ومع ذلك نقول: إنهما لا يستويان؛ فروسيا أظهر وأكثر بكثير في الحقد والعداء، وجرائمها أكبر ضررًا..
فموقفنا تجاه حربهما لا بد أن ينبع من درجة الضرر والمعاداة؛ فالأكثر ضررًا أكثر بغضًا ونتمنى له زوالًا وهزيمة وخسرانًا أسرع وأتم..
وقد قص الله تعالى علينا كيف أن أكبر قوتين كافرتين في العهد النبوي عندما كانت رحى الحرب دائرة بينهما واشتدت معاركهما كان يرقبهما عن بعد فريقان؛ فريق مسلم وفريق كافر، وكلاهما يتمنى غلبة طرف من الطرفين؛ أما المسلمون فيتمنون غلبة الروم لكونهم أهل كتاب، وأما مشركو قريش فيتمنون غلبة الفرس لأنهم وثنيون -مثلهم-..
قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿الم 1 غُلِبَتِ الرُّومُ 2 فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ 3 فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
وعن أبي سعيد رضي الله عنـه قال: لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت ﴿الم 1 غُلِبَتِ الرُّومُ﴾ إلى قوله: ﴿يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ قال: يفرح المؤمنون بظهور الروم على فارس. [رواه الترمذي (2935) وغيره، وصححه الألباني].
وفي حديث نيار بن مكرم الأسلمي رضي الله عنـه قال: ...وأسلم عند ذلك ناس كثير. [رواه الترمذي (3194) وغيره ، وحسنه الألباني].
وموقف المسلم منها* 📃
🖋️ عبد الله بن فيصل الأهدل
🗓 الخميس 1443/7/30هـ
اندلعت الحرب غير المتكافئة بين روسيا وابنتها أوكرانيا بعد اقتحام الروس لأوكرانيا من عدة محاور، وروسيا وأوكرانيا كلاهما كفار عدو للإسلام والمسلمين؛ وتاريخ روسيا أسود في مجال الاعتداءات والاحتلالات والمجازر الهمجية للعديد من البلدان الإسلامية؛ فروسيا هي الأصل الأول في جرائم روسيا القيصرية والاتحاد السوفيتي الشيوعي الذي كان يضم 15 جمهورية؛ منها ست جمهوريات شكل المسلمون أغلب سكانها، ولقد استولى السوفيت على مساحة 4,538,600 كيلومتر مربع من البلاد الإسلامية أو ذات الأغلبية المسلمة مثل:
أذربيجان - أوزبكستان - طاجيكستان - تركمانستان - كازاخستان - قيرغيزستان - داغستان - الشيشان - القرم - تتاريا - بشكيريا...
وقد تأثر تعداد المسلمين سلبًا في تلك البلاد لعدة أسباب منها: كثرة من أعدموا في العهد الشيوعي، وتهجير المسلمين بصورة إجبارية أو فرارًا من الاضطهاد المهين..
ولقد مرَّت على المسلمين مراحل قاسية في الفترة المحصورة بين سنتي (1336 - 1350هـ) الموافق (1917 - 1931م)، أثر في وجود المسلمين تأثيرًا بالغًا..
فقتل الروس مئات الألوف من المسلمين الباشكير والقيرغيز على أثر الثورة الروسية بعد عام (1336هـ ، 1917م).
ومات نحو المليون من المسلمين الكزاخ والقيرغيز في مجاعات (1340هـ ، 1921م).
واستشهد حوالي المليون من مسلمي كازاخستان عندما طبق الشيوعيون مبادئهم على ثروات المزارعين والرعاة.
وجاء الروس بمهاجرين جدد إلى المناطق الإسلامية ويقدر عددهم بحوالي 12,792,000 روسي، وسياسة التهجير تهدف إلى استغلال ثروات المناطق الإسلامية وخفض نسبة المسلمين، وقد كان عدد المسلمين يقدر بحوالي 70 مليون نسمة.
وينتمي المسلمون في دول الاتحاد السوفيتي السابق إلى العديد من القوميات التركية والفارسية والقوقازية، ومن أبرز هذه الجماعات:
الأوزبك - التتار - الكازاخ - التركمان - الباشكير - القيرغيز - الكراكلياك - الويغور - البلغار - الطاجيك - الأوسيت - الأكراد - الفرس - البلوش - الطوط - الأنغوش - التشيش - الشركس - الكبرديون - الأباظ - الأديجا - الشيشان - الأبخاز.
ويتحدث المسلمون في الاتحاد السوفيتي 13 لغة تركية و8 لغات فارسية و15 لغة قوقازية وصينية ومنغولية.
واتبع الروس سياسة تطعيم هذه القوميات بمهاجرين جدد من الروس خاصة للحد من أغلبيتها الإسلامية، ونجحت في خفض النسبة عن ذي قبل.
اتبع الروس سياسة تجزئة وحدة المسلمين وتفتيتهم إلى قوميات، ودعموا قيام الشعوبية وقضوا على كتابة لغتهم بحروف عربية لكي تقضي على صلتهم بالتراث الإسلامي، ثم اتبعوا نظام التهجير من المناطق الإسلامية حتى يضعفوا من شأن الأغلبية المسلمة، ويحولوهم إلى أقلية في عقر دارهم.
وما زالت القوات الروسية الفاجرة تعبث يمينًا وشمالًا في بلاد المسلمين، وما زالت مجازرهم في سوريا إلى وقتنا هذا تملأ السمع والبصر..
وأما أوكرانيا -ومثلها روسيا- فتأييدها لليهود في جرائمهم في غزة وعموم فلسطين، واتهامهم للمقاومة الإسلامية بفلسطين بالإرهاب، وسن القوانين العنصرية -كمنع الحجاب والتضييق على المساجد-، وسيرها في ركب أمريكا والغرب في العداء للإسلام معروف للجميع.
وهكذا نرى اشتراك روسيا وأوكرانيا في محاربة الإسلام، ومع ذلك نقول: إنهما لا يستويان؛ فروسيا أظهر وأكثر بكثير في الحقد والعداء، وجرائمها أكبر ضررًا..
فموقفنا تجاه حربهما لا بد أن ينبع من درجة الضرر والمعاداة؛ فالأكثر ضررًا أكثر بغضًا ونتمنى له زوالًا وهزيمة وخسرانًا أسرع وأتم..
وقد قص الله تعالى علينا كيف أن أكبر قوتين كافرتين في العهد النبوي عندما كانت رحى الحرب دائرة بينهما واشتدت معاركهما كان يرقبهما عن بعد فريقان؛ فريق مسلم وفريق كافر، وكلاهما يتمنى غلبة طرف من الطرفين؛ أما المسلمون فيتمنون غلبة الروم لكونهم أهل كتاب، وأما مشركو قريش فيتمنون غلبة الفرس لأنهم وثنيون -مثلهم-..
قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿الم 1 غُلِبَتِ الرُّومُ 2 فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ 3 فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
وعن أبي سعيد رضي الله عنـه قال: لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت ﴿الم 1 غُلِبَتِ الرُّومُ﴾ إلى قوله: ﴿يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ قال: يفرح المؤمنون بظهور الروم على فارس. [رواه الترمذي (2935) وغيره، وصححه الألباني].
وفي حديث نيار بن مكرم الأسلمي رضي الله عنـه قال: ...وأسلم عند ذلك ناس كثير. [رواه الترمذي (3194) وغيره ، وحسنه الألباني].
يقول السعدي: كانت الفرس والروم في ذلك الوقت من أقوى دول الأرض، وكان يكون بينهما من الحروب والقتال ما يكون بين الدول المتوازنة.
وكانت الفرس مشركين يعبدون النار، وكانت الروم أهل كتاب ينتسبون إلى التوراة والإنجيل وهم أقرب إلى المسلمين من الفرس فكان المؤمنون يحبون غلبتهم وظهورهم على الفرس، وكان المشركون -لاشتراكهم والفرس في الشرك- يحبون ظهور الفرس على الروم.
فظهر الفرس على الروم فغلبوهم غلَبًا لم يُحِط -أي: يُسقط- بملكهم بل بأدنى أرضهم، ففرح بذلك مشركوا مكة وحزن المسلمون، فأخبرهم الله ووعدهم أن الروم ستغلب الفرس.
﴿فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ تسع أو ثمان ونحو ذلك مما لا يزيد على العشر، ولا ينقص عن الثلاث، وأن غلبة الفرس للروم ثم غلبة الروم للفرس كل ذلك بمشيئته وقدره، ولهذا قال: ﴿لِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾ فليس الغلبة والنصر لمجرد وجود الأسباب، وإنما هي لا بد أن يقترن بها القضاء والقدر.
﴿وَيَوْمَئِذٍ﴾ أي: يوم يغلب الرومُ الفرسَ ويقهرونهم ﴿يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ﴾ أي: يفرحون بانتصارهم على الفرس وإن كان الجميع كفارًا ولكن بعض الشر أهون من بعض ويحزن يومئذ المشركون. اهـ [تيسير الكريم الرحمن صـ(636)].
وقد كانت هزيـمة الفرس إرهاصًا بانتصار أمة الإسلام على تــلك القوتيـن العُظْميـيـن معًا. وأصبحت -بفضل الله تعالى- مملكتي الروم وفارس ضمن حدود الدولة الإسلامية.
موقف المسلم من هذه الحرب:
إن حرب روسيا وحلفائها، وأوكرانيا وداعميها، ليست بعيدة عن المسلمين؛ وأقل ما يمكن أن نجنيه هو انشغال الكفار -وخصوصًا الروس- عن إيذاء المسلمين..
وكذلك فإن فرحنا بخسائر الروس أكبر من فرحنا بخسائر أوكرانيا، وذلك لعدة أسباب؛ منها:
1. تاريخ الروس قديمًا وحديثًا أشد عداء للمسلمين من أوكرانيا -كما ذكرنا-.
2. الروس يسعون لإحياء الاتحاد السوفيتي الشيوعي الأشد حقدًا على الإسلام، وقد شوهدت أعلامه مرفوعة على بعض الدبابات المقتحمة لأوكرانيا.
3. الروس يؤسسون لحلف جديد مع الصين التي تضطهد المسلمين الإيجور وغيرهم، وتكن للمسلمين بغضًا عظيمًا.
4. الروس خطر كبير على المسلمين في سوريا وكثير من البلاد الإسلامية.
5. الجماعات الروسية الإرهابية مثل جماعة فاغنر وهي منظمة روسية عسكرية غير رسمية ضخمة -أو وكالة خاصة للتعاقد العسكري الخفي- تتولى الاغتيالات والصراعات والتدابير الإجرامية غير الرسمية والمعاونة لطواغيت الحكام في الكثير من البلاد الإسلامية مثل: سوريا وليبيا لدعم بشار وحفتر، والحرس الثوري الإيراني والحوثيين، وطواغيت بعض الدول الإفريقية ذات الأغلبية الإسلامية مثل جمهورية أفريقيا الوسطى وموزمبيق وغيرها..
6. روسيا تهدد باستخدام السلاح النووي، كما صرح بذلك بوتن ووزارة الدفاع الروسية مؤكدين وضع جميع القوات النووية الاستراتيجية في حالة تأهب قتالي مع تعزيزات في مواقع مختارة وسيشمل ذلك القاذفات الاستراتيجية والغواصات النووية، وكل ذلك -إن حدث- سيطال المسلمين منه ضرر كبير..
7. العقوبات الغربية والعالمية على الروس لا تشكل كبير ضرر عليهم، وقد احتاطوا لها قبل الغزو بكثير.. ورغم ذلك فقد حذر رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو -حليف روسيا- من أن العقوبات الغربية على روسيا قد تدفع الأخيرة إلى حرب عالمية ثالثة، والحرب العالمية لن تدع المسلمين سالمين من شرها..
وأما أوكرانيا فقد اكتفى حلف الناتو وأمريكا بمدها ببعض الأسلحة، وفرض عقوبات على روسيا غير كافية ولا رادعة..
ولنا أن نفرح بانهزام أوكرانيا -أيضًا- لأن انكسارها انكسار لحلف الناتو الذي تقوده أمريكا، فانهزام الفريقين في هذه الحرب -بمعنى أن لا يكون أحد منتصرًا فيها- يصب في مصلحة الإسلام والمسلمين.
وليس لنا أن نقاتل مع أحد الطرفين، وهذا الحكم يشمل المسلمين داخل روسيا وأوكرانيا وخارجهما للأسباب التالية:
1. أن كلا الرايتين جاهلية، وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «من قتل تحت راية عمية، يدعو عصبية، أو ينصر عصبية، فقتلة جاهلية». [رواه مسلم (1850)]. وعن أبي موسى رضي الله عنـه، قال: جاء رجل إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله». [رواه البخاري (2810)]. فالقتال هنا مفسدة ظاهرة، وكون المسلم قد يحقق منه مصلحة شرعية هو أمر مظنون، فلا يجوز للمسلم أن يخاطر بنفسه في أمر مظنون.
وأما ما رواه الحاكم: "عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: نَزَلَ بِالنَّجَاشِيِّ عَدُوٌّ مِنْ أَرْضِهِمْ فَجَاءَهُ الْمُهَاجِرُونَ فَقَالُوا: إِنَّا نُحِبُّ أَنْ نَخْرُجَ إِلَيْهِمْ حَتَّى نُقَاتِلَ مَعَكَ، وَتَرَى جَرْأَتَنَاخ وَنَجْزِيكَ بِمَا صَنَعْتَ مَعَنَا. فَقَالَ: لَا دَوَاءَ بِنُصْرَةِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ دَوَاءٍ بِنُصْرَةِ النَّاسِ.
وكانت الفرس مشركين يعبدون النار، وكانت الروم أهل كتاب ينتسبون إلى التوراة والإنجيل وهم أقرب إلى المسلمين من الفرس فكان المؤمنون يحبون غلبتهم وظهورهم على الفرس، وكان المشركون -لاشتراكهم والفرس في الشرك- يحبون ظهور الفرس على الروم.
فظهر الفرس على الروم فغلبوهم غلَبًا لم يُحِط -أي: يُسقط- بملكهم بل بأدنى أرضهم، ففرح بذلك مشركوا مكة وحزن المسلمون، فأخبرهم الله ووعدهم أن الروم ستغلب الفرس.
﴿فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ تسع أو ثمان ونحو ذلك مما لا يزيد على العشر، ولا ينقص عن الثلاث، وأن غلبة الفرس للروم ثم غلبة الروم للفرس كل ذلك بمشيئته وقدره، ولهذا قال: ﴿لِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾ فليس الغلبة والنصر لمجرد وجود الأسباب، وإنما هي لا بد أن يقترن بها القضاء والقدر.
﴿وَيَوْمَئِذٍ﴾ أي: يوم يغلب الرومُ الفرسَ ويقهرونهم ﴿يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ﴾ أي: يفرحون بانتصارهم على الفرس وإن كان الجميع كفارًا ولكن بعض الشر أهون من بعض ويحزن يومئذ المشركون. اهـ [تيسير الكريم الرحمن صـ(636)].
وقد كانت هزيـمة الفرس إرهاصًا بانتصار أمة الإسلام على تــلك القوتيـن العُظْميـيـن معًا. وأصبحت -بفضل الله تعالى- مملكتي الروم وفارس ضمن حدود الدولة الإسلامية.
موقف المسلم من هذه الحرب:
إن حرب روسيا وحلفائها، وأوكرانيا وداعميها، ليست بعيدة عن المسلمين؛ وأقل ما يمكن أن نجنيه هو انشغال الكفار -وخصوصًا الروس- عن إيذاء المسلمين..
وكذلك فإن فرحنا بخسائر الروس أكبر من فرحنا بخسائر أوكرانيا، وذلك لعدة أسباب؛ منها:
1. تاريخ الروس قديمًا وحديثًا أشد عداء للمسلمين من أوكرانيا -كما ذكرنا-.
2. الروس يسعون لإحياء الاتحاد السوفيتي الشيوعي الأشد حقدًا على الإسلام، وقد شوهدت أعلامه مرفوعة على بعض الدبابات المقتحمة لأوكرانيا.
3. الروس يؤسسون لحلف جديد مع الصين التي تضطهد المسلمين الإيجور وغيرهم، وتكن للمسلمين بغضًا عظيمًا.
4. الروس خطر كبير على المسلمين في سوريا وكثير من البلاد الإسلامية.
5. الجماعات الروسية الإرهابية مثل جماعة فاغنر وهي منظمة روسية عسكرية غير رسمية ضخمة -أو وكالة خاصة للتعاقد العسكري الخفي- تتولى الاغتيالات والصراعات والتدابير الإجرامية غير الرسمية والمعاونة لطواغيت الحكام في الكثير من البلاد الإسلامية مثل: سوريا وليبيا لدعم بشار وحفتر، والحرس الثوري الإيراني والحوثيين، وطواغيت بعض الدول الإفريقية ذات الأغلبية الإسلامية مثل جمهورية أفريقيا الوسطى وموزمبيق وغيرها..
6. روسيا تهدد باستخدام السلاح النووي، كما صرح بذلك بوتن ووزارة الدفاع الروسية مؤكدين وضع جميع القوات النووية الاستراتيجية في حالة تأهب قتالي مع تعزيزات في مواقع مختارة وسيشمل ذلك القاذفات الاستراتيجية والغواصات النووية، وكل ذلك -إن حدث- سيطال المسلمين منه ضرر كبير..
7. العقوبات الغربية والعالمية على الروس لا تشكل كبير ضرر عليهم، وقد احتاطوا لها قبل الغزو بكثير.. ورغم ذلك فقد حذر رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو -حليف روسيا- من أن العقوبات الغربية على روسيا قد تدفع الأخيرة إلى حرب عالمية ثالثة، والحرب العالمية لن تدع المسلمين سالمين من شرها..
وأما أوكرانيا فقد اكتفى حلف الناتو وأمريكا بمدها ببعض الأسلحة، وفرض عقوبات على روسيا غير كافية ولا رادعة..
ولنا أن نفرح بانهزام أوكرانيا -أيضًا- لأن انكسارها انكسار لحلف الناتو الذي تقوده أمريكا، فانهزام الفريقين في هذه الحرب -بمعنى أن لا يكون أحد منتصرًا فيها- يصب في مصلحة الإسلام والمسلمين.
وليس لنا أن نقاتل مع أحد الطرفين، وهذا الحكم يشمل المسلمين داخل روسيا وأوكرانيا وخارجهما للأسباب التالية:
1. أن كلا الرايتين جاهلية، وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «من قتل تحت راية عمية، يدعو عصبية، أو ينصر عصبية، فقتلة جاهلية». [رواه مسلم (1850)]. وعن أبي موسى رضي الله عنـه، قال: جاء رجل إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله». [رواه البخاري (2810)]. فالقتال هنا مفسدة ظاهرة، وكون المسلم قد يحقق منه مصلحة شرعية هو أمر مظنون، فلا يجوز للمسلم أن يخاطر بنفسه في أمر مظنون.
وأما ما رواه الحاكم: "عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: نَزَلَ بِالنَّجَاشِيِّ عَدُوٌّ مِنْ أَرْضِهِمْ فَجَاءَهُ الْمُهَاجِرُونَ فَقَالُوا: إِنَّا نُحِبُّ أَنْ نَخْرُجَ إِلَيْهِمْ حَتَّى نُقَاتِلَ مَعَكَ، وَتَرَى جَرْأَتَنَاخ وَنَجْزِيكَ بِمَا صَنَعْتَ مَعَنَا. فَقَالَ: لَا دَوَاءَ بِنُصْرَةِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ دَوَاءٍ بِنُصْرَةِ النَّاسِ.
قَالَ: وَفِيهِ نَزَلَتْ: ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ﴾. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ"، فالتحقيق أن إسناده ضعيف كما أشار إليه الشافعي وغيره، فيه مصعب بن ثابت الزبيري، ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم، ولو قُدِّر ثبوته فالنجاشي حاكم مسلم، ويحمي المسلمين وحقوقهم، فلا ينطبق على الحال.
وأما الاستدلال بحلف الفضول أو المطيبين فهو حلف على نصرة المظلوم، وذلك في المظلوم الصريح، والقضايا الواضحة، كما أنه ليس فيه ما يدل على أن النصرة تصل إلى درجة القتال، أما مسألتنا فحقيقتها صراع على النفوذ بين قوتين عُظْميين ظالمتين، والأمر فيها معقد جدًّا..
2. إن هذا من الموالاة المحرمة التي تؤدي إلى تقوية الكفار؛ لأنه في نهاية المطاف يصب في مصلحة القوتين العُظْميين؛ حلف وارسو بقيادة روسيا، أو حلف الناتو بقيادة أمريكا، وقد قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾.
3. إنه سيؤدي إلى قتل مسلمين من كلا الطرفين -غالبًا- بأيدينا وبفعلنا، وقد قال تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ لَا تَسۡفِكُونَ دِمَآءَكُمۡ وَلَا تُخۡرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ ثُمَّ أَقۡرَرۡتُمۡ وَأَنتُمۡ تَشۡهَدُونَ ٨٤ ثُمَّ أَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِيقٗا مِّنكُم مِّن دِيَٰرِهِمۡ تَظَٰهَرُونَ عَلَيۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَٰرَىٰ تُفَٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيۡكُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡۚ أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ٨٥ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا بِٱلۡأٓخِرَةِۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ﴾. قال محمد بن إسحاق بن يسار: حدثني محمد بن أبي محمد، عن سعيد بن جبير -أو عكرمة- عن ابن عباس: ﴿ثُمَّ أَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ﴾ الآية، قال: "أنَّبهم الله من فعلهم، وقد حرم عليهم في التوراة سفك دمائهم وافترض عليهم فيها فداء أسراهم، فكانوا فريقين: طائفة منهم بنو قينقاع وإنهم حلفاء الخزرج، والنضير وقريظة وإنهم حلفاء الأوس، فكانوا إذا كانت بين الأوس والخزرج حرب خرجت بنو قينقاع مع الخزرج، وخرجت النضير وقريظة مع الأوس، يظاهر كلُّ واحد من الفريقين حلفاءه على إخوانه، حتى يتسافكوا دماءهم بينهم، وبأيديهم التوراة يعرفون فيها ما عليهم وما لهم. والأوس والخزرج أهل شرك يعبدون الأوثان، ولا يعرفون جنة ولا نارًا، ولا بعثًا ولا قيامة، ولا كتابًا، ولا حلالًا ولا حرامًا، فإذا وضعت الحرب أوزارها افتدوا أسراهم، تصديقًا لما في التوراة، وأخذًا به؛ بعضهم من بعض، يفتدي بنو قينقاع ما كان من أسراهم في أيدي الأوس، ويفتدي النضير وقريظة ما كان في أيدي الخزرج منهم، ويطلبون ما أصابوا من دمائهم وقتلى من قتلوا منهم فيما بينهم، مظاهرة لأهل الشرك عليهم. يقول الله تعالى ذكره حيث أنَّبهم بذلك: ﴿أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖ﴾ أي: يفاديه بحكم التوراة، ويقتله، وفي حكم التوراة ألا يفعل، ولا يُخرَج من داره، ولا يُظاهَر عليه من يشرك بالله، ويعبد الأوثان من دونه، ابتغاء عرض الدنيا. ففي ذلك من فعلهم مع الأوس والخزرج -فيما بلغني- نزلت هذه القصة". [ابن كثير (1/319)، وابن أبي حاتم، وإسنادها إلى ابن عباس حسن]. وروى الطبري بسند صحيح عن مجاهد يقول: "إن وجدته في يد غيرك فديته، وأنت تقتله بيدك". وقال صـلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض». [رواه البخاري (121)، ومسلم (232)].
4. إن هذا الفعل مخالف لسنة النبي صـلَّى الله عليه وسلَّم وسنة الخلفاء الراشدين الذين أُمرنا باتباعها، ومخالف لجمهور العلماء وأئمة الدين في القرون المفضلة وما بعدها؛ فإنَّه لم يُعرف أنَّ المسلمين كانوا يقاتلون المشركين مع المشركين، ويكون الأمر فيه ظاهرًا للمشركين..
وفي المدونة: قلت: أرأيت لو أن قومًا من المسلمين أسارى في بلاد الشرك، أو تجارًا استعان بهم صاحب تلك البلاد على قوم من المشركين ناوءوه من أهل مملكته، أو من غير أهل مملكته، أترى أن يقاتلوا معه أم لا؟
وأما الاستدلال بحلف الفضول أو المطيبين فهو حلف على نصرة المظلوم، وذلك في المظلوم الصريح، والقضايا الواضحة، كما أنه ليس فيه ما يدل على أن النصرة تصل إلى درجة القتال، أما مسألتنا فحقيقتها صراع على النفوذ بين قوتين عُظْميين ظالمتين، والأمر فيها معقد جدًّا..
2. إن هذا من الموالاة المحرمة التي تؤدي إلى تقوية الكفار؛ لأنه في نهاية المطاف يصب في مصلحة القوتين العُظْميين؛ حلف وارسو بقيادة روسيا، أو حلف الناتو بقيادة أمريكا، وقد قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾.
3. إنه سيؤدي إلى قتل مسلمين من كلا الطرفين -غالبًا- بأيدينا وبفعلنا، وقد قال تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ لَا تَسۡفِكُونَ دِمَآءَكُمۡ وَلَا تُخۡرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ ثُمَّ أَقۡرَرۡتُمۡ وَأَنتُمۡ تَشۡهَدُونَ ٨٤ ثُمَّ أَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِيقٗا مِّنكُم مِّن دِيَٰرِهِمۡ تَظَٰهَرُونَ عَلَيۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَٰرَىٰ تُفَٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيۡكُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡۚ أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ٨٥ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا بِٱلۡأٓخِرَةِۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ﴾. قال محمد بن إسحاق بن يسار: حدثني محمد بن أبي محمد، عن سعيد بن جبير -أو عكرمة- عن ابن عباس: ﴿ثُمَّ أَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ﴾ الآية، قال: "أنَّبهم الله من فعلهم، وقد حرم عليهم في التوراة سفك دمائهم وافترض عليهم فيها فداء أسراهم، فكانوا فريقين: طائفة منهم بنو قينقاع وإنهم حلفاء الخزرج، والنضير وقريظة وإنهم حلفاء الأوس، فكانوا إذا كانت بين الأوس والخزرج حرب خرجت بنو قينقاع مع الخزرج، وخرجت النضير وقريظة مع الأوس، يظاهر كلُّ واحد من الفريقين حلفاءه على إخوانه، حتى يتسافكوا دماءهم بينهم، وبأيديهم التوراة يعرفون فيها ما عليهم وما لهم. والأوس والخزرج أهل شرك يعبدون الأوثان، ولا يعرفون جنة ولا نارًا، ولا بعثًا ولا قيامة، ولا كتابًا، ولا حلالًا ولا حرامًا، فإذا وضعت الحرب أوزارها افتدوا أسراهم، تصديقًا لما في التوراة، وأخذًا به؛ بعضهم من بعض، يفتدي بنو قينقاع ما كان من أسراهم في أيدي الأوس، ويفتدي النضير وقريظة ما كان في أيدي الخزرج منهم، ويطلبون ما أصابوا من دمائهم وقتلى من قتلوا منهم فيما بينهم، مظاهرة لأهل الشرك عليهم. يقول الله تعالى ذكره حيث أنَّبهم بذلك: ﴿أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖ﴾ أي: يفاديه بحكم التوراة، ويقتله، وفي حكم التوراة ألا يفعل، ولا يُخرَج من داره، ولا يُظاهَر عليه من يشرك بالله، ويعبد الأوثان من دونه، ابتغاء عرض الدنيا. ففي ذلك من فعلهم مع الأوس والخزرج -فيما بلغني- نزلت هذه القصة". [ابن كثير (1/319)، وابن أبي حاتم، وإسنادها إلى ابن عباس حسن]. وروى الطبري بسند صحيح عن مجاهد يقول: "إن وجدته في يد غيرك فديته، وأنت تقتله بيدك". وقال صـلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض». [رواه البخاري (121)، ومسلم (232)].
4. إن هذا الفعل مخالف لسنة النبي صـلَّى الله عليه وسلَّم وسنة الخلفاء الراشدين الذين أُمرنا باتباعها، ومخالف لجمهور العلماء وأئمة الدين في القرون المفضلة وما بعدها؛ فإنَّه لم يُعرف أنَّ المسلمين كانوا يقاتلون المشركين مع المشركين، ويكون الأمر فيه ظاهرًا للمشركين..
وفي المدونة: قلت: أرأيت لو أن قومًا من المسلمين أسارى في بلاد الشرك، أو تجارًا استعان بهم صاحب تلك البلاد على قوم من المشركين ناوءوه من أهل مملكته، أو من غير أهل مملكته، أترى أن يقاتلوا معه أم لا؟
قال: سمعت مالكًا يقول في الأسارى يكونون في بلاد المشركين فيستعين بهم الملك على أن يقاتلوا معه عدوه ويجاء بهم إلى بلاد المسلمين؟
قال: قال مالك: لا أرى أن يقاتلوا على هذا ولا يحل لهم أن يسفكوا دماءهم على مثل ذلك، قال مالك: وإنما يقاتل الناس ليدخلوا في الإسلام من الشرك، فأما أن يقاتلوا الكفار ليدخلوهم من الكفر إلى الكفر ويسفكوا دماءهم في ذلك، فهذا مما لا ينبغي ولا ينبغي لمسلم أن يسفك دمه على هذا. [المدونة (1/518)]
وقال سحنون: ولو استعانوا بهم المشركون على قتال عدو لهم لم ينبغ أن يعينوهم، إلا أن يغير عليهم بعض أهل الشرك ويسبوهم فيخاف المسلمون على أنفسهم من ذلك، فلا بأس أن يقاتلوا حينئذ مع الذين هم معهم. ثم قال: وقاله كله ابن الماجشون وأصبغ. [النوادر والزيادات (14/551)].
قال محمَّد بن الحسن: وإن كان حكم أهل الشرك هو الغالب فلا ينبغي للمسلمين أن يقاتلوا مع أهل الشرك إلا أن يخافوا على أنفسهم فيدفعون عنها. [السير الصغير(249)].
قال ابن تيمية عمن يقاتل مع التتر ضد كافرين آخرين: لا يقاتل معهم غير مكره إلا فاسق، أو مبتدع، أو زنديق. [مجموع الفتاوى (28/552)].
فظاهر من النصوص المتقدمة أنه لا يقاتل مع الكفار كفارًا آخرين يكون الظهور فيه للكافرين إلا في حالة الضرورة، كحالة الإكراه أو خوف المسلمين على أنفسهم ونسائهم من صيال الكفار عليهم، فهنا لهم دفع الصائل، وهذا الحكم ينطبق على المدنيين والعسكريين، فالمدنيون من استطاع منهم الهجرة أو الانتقال إلى مكان آمن فليفعل، وأما العسكريون فمن قدر منهم على الاحتيال أو الهرب فليفعل، فإن أُكره وأُجبر على القتال ولم يستطع الفرار فلينوِ أنه يقاتل الكفار، فإن علم أن الذين سيقابلهم مسلمين فلا يجوز قتالهم بحال، ولو أدَّى ذلك إلى قتله؛ لأن عصمة دمه ليست بأولى من عصمة دمائهم، وكلاهما خرج في معركة مع الكفار. والله أعلم.
🤲🏻 اللهم سلِّط الظالمين على الظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين..
قال: قال مالك: لا أرى أن يقاتلوا على هذا ولا يحل لهم أن يسفكوا دماءهم على مثل ذلك، قال مالك: وإنما يقاتل الناس ليدخلوا في الإسلام من الشرك، فأما أن يقاتلوا الكفار ليدخلوهم من الكفر إلى الكفر ويسفكوا دماءهم في ذلك، فهذا مما لا ينبغي ولا ينبغي لمسلم أن يسفك دمه على هذا. [المدونة (1/518)]
وقال سحنون: ولو استعانوا بهم المشركون على قتال عدو لهم لم ينبغ أن يعينوهم، إلا أن يغير عليهم بعض أهل الشرك ويسبوهم فيخاف المسلمون على أنفسهم من ذلك، فلا بأس أن يقاتلوا حينئذ مع الذين هم معهم. ثم قال: وقاله كله ابن الماجشون وأصبغ. [النوادر والزيادات (14/551)].
قال محمَّد بن الحسن: وإن كان حكم أهل الشرك هو الغالب فلا ينبغي للمسلمين أن يقاتلوا مع أهل الشرك إلا أن يخافوا على أنفسهم فيدفعون عنها. [السير الصغير(249)].
قال ابن تيمية عمن يقاتل مع التتر ضد كافرين آخرين: لا يقاتل معهم غير مكره إلا فاسق، أو مبتدع، أو زنديق. [مجموع الفتاوى (28/552)].
فظاهر من النصوص المتقدمة أنه لا يقاتل مع الكفار كفارًا آخرين يكون الظهور فيه للكافرين إلا في حالة الضرورة، كحالة الإكراه أو خوف المسلمين على أنفسهم ونسائهم من صيال الكفار عليهم، فهنا لهم دفع الصائل، وهذا الحكم ينطبق على المدنيين والعسكريين، فالمدنيون من استطاع منهم الهجرة أو الانتقال إلى مكان آمن فليفعل، وأما العسكريون فمن قدر منهم على الاحتيال أو الهرب فليفعل، فإن أُكره وأُجبر على القتال ولم يستطع الفرار فلينوِ أنه يقاتل الكفار، فإن علم أن الذين سيقابلهم مسلمين فلا يجوز قتالهم بحال، ولو أدَّى ذلك إلى قتله؛ لأن عصمة دمه ليست بأولى من عصمة دمائهم، وكلاهما خرج في معركة مع الكفار. والله أعلم.
🤲🏻 اللهم سلِّط الظالمين على الظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين..
من الحكم التي نلتمسها في سنة المدافعة:
رابعا: إن في الصراع بين الحق والباطل بيانا للحق وإظهارا لسبيل المؤمنين، وبيانا لسبيل المجرمين.
يقول الشيخ السعدي رحمه الله: «ومن حكمة الله تعالى في جعله للأنبياء أعداء، وللباطل أنصارا قائمين بالدعوة إليه أن يحصل لعباده الابتلاء والامتحان.. ومن حكمته أن في ذلك بيانا للحق وتوضيحا له؛ فإن الحق يستنير ويتضح إذا قام الباطل يصارعه ويقاومه، فإنه -حينئذ- يتبين من أدلة الحق وشواهده الدالة على
صدقه وحقيقته، ومن فساد الباطل وبطلانه ما هو من أكبر المطالب التي يتنافس فيها المتنافسون».
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#السنن_الإلهية
#فاعتبروا
رابعا: إن في الصراع بين الحق والباطل بيانا للحق وإظهارا لسبيل المؤمنين، وبيانا لسبيل المجرمين.
يقول الشيخ السعدي رحمه الله: «ومن حكمة الله تعالى في جعله للأنبياء أعداء، وللباطل أنصارا قائمين بالدعوة إليه أن يحصل لعباده الابتلاء والامتحان.. ومن حكمته أن في ذلك بيانا للحق وتوضيحا له؛ فإن الحق يستنير ويتضح إذا قام الباطل يصارعه ويقاومه، فإنه -حينئذ- يتبين من أدلة الحق وشواهده الدالة على
صدقه وحقيقته، ومن فساد الباطل وبطلانه ما هو من أكبر المطالب التي يتنافس فيها المتنافسون».
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#السنن_الإلهية
#فاعتبروا
التوافق بين القرآن والكتب السابقة:
ما عند اليهود والنصارى من العلم الموافق لما جاء في القرآن، وذلك مثل بعض القصص الواردة في التوراة، خاصة مما يتعلق بآدم ونوح وإبراهيم وموسى عليهم السلام، وكذلك شيء من أخبار داود وسليمان ويونس وعيسى عليهم السلام، وكذلك أشياء من العقائد الموجودة في التوراة، كالإيمان بالله وتوحيده والملائكة والجن، ونحو ذلك،
فهذا كله دليل لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم، لأن أولئك أنبياء، ويقر اليهود والنصارى على الجملة بنبوتهم، فما جاء في القرآن موافقاً لما ورد عند اليهود والنصارى، فذلك دليل على صدقه، وأن مصدره من نفس المصدر الذي جاء منه علم الأنبياء قبله.
وقد استدل ورقة بن نوفل على صدق النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الدليل، أي بالتشابه بين ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به الأنبياء قبله، كما في البخاري، أنه لما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبر نزول الوحي عليه أول مرة في غار حراء، قال: هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى، وكذلك استدل به النجاشي لما قرأ عليه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه صدراً من سورة مريم بكى، وبكت أساقفته، حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي:"إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة ".
ومن المهم أن نشير هنا إلى أن ورود هذه القصص في القرآن الكريم تصديق لها وتثبيت، لأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي لا تطاله الشبهة في مصدره وصحته، سوى ما يقوله أعداؤه بأفواههم، ولا يستطيعون أن يقيموا عليه أي دليل أو برهان.
فعلى هذا فالتوافق دليل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس مفتر كاذب، وحاشاه، لو كان أولئك الكفرة يعقلون.
كما أنا نقول للنصارى: لو كان التشابه دليلاً على الكذب، لكان التشابه فيما عزوه إلى عيسى عليه السلام، مما يشابه التوراة دليلاً على كذب عيسى عليه السلام، وحاشاه.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صحة_القرآن
#صدق_نبوة_محمد
ما عند اليهود والنصارى من العلم الموافق لما جاء في القرآن، وذلك مثل بعض القصص الواردة في التوراة، خاصة مما يتعلق بآدم ونوح وإبراهيم وموسى عليهم السلام، وكذلك شيء من أخبار داود وسليمان ويونس وعيسى عليهم السلام، وكذلك أشياء من العقائد الموجودة في التوراة، كالإيمان بالله وتوحيده والملائكة والجن، ونحو ذلك،
فهذا كله دليل لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم، لأن أولئك أنبياء، ويقر اليهود والنصارى على الجملة بنبوتهم، فما جاء في القرآن موافقاً لما ورد عند اليهود والنصارى، فذلك دليل على صدقه، وأن مصدره من نفس المصدر الذي جاء منه علم الأنبياء قبله.
وقد استدل ورقة بن نوفل على صدق النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الدليل، أي بالتشابه بين ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به الأنبياء قبله، كما في البخاري، أنه لما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبر نزول الوحي عليه أول مرة في غار حراء، قال: هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى، وكذلك استدل به النجاشي لما قرأ عليه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه صدراً من سورة مريم بكى، وبكت أساقفته، حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي:"إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة ".
ومن المهم أن نشير هنا إلى أن ورود هذه القصص في القرآن الكريم تصديق لها وتثبيت، لأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي لا تطاله الشبهة في مصدره وصحته، سوى ما يقوله أعداؤه بأفواههم، ولا يستطيعون أن يقيموا عليه أي دليل أو برهان.
فعلى هذا فالتوافق دليل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس مفتر كاذب، وحاشاه، لو كان أولئك الكفرة يعقلون.
كما أنا نقول للنصارى: لو كان التشابه دليلاً على الكذب، لكان التشابه فيما عزوه إلى عيسى عليه السلام، مما يشابه التوراة دليلاً على كذب عيسى عليه السلام، وحاشاه.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صحة_القرآن
#صدق_نبوة_محمد
حقيقة التعبد في الإسلام:
العبودية في الإسلام لها انعكاس جمالي يظهر أثره على المسلم، بوقوفه على ما يستشفه من حقائق من خلال تعبده وخضوعه لله -جل وعلا-. فالإسلام إنما يفهم من طريق الوقوف على حقيقة التعبد فيه، وإدراك ما يصحب الإنسان من حالة شعورية تجاه ربه حال العبادة. وانطلاقًا من هذا الفهم لصحيح التعبد، واستيعاب معانيه الوجدانية يتحصل الإنسان على صورة معرفية لمحاسن الإسلام.
يقول الشيخ “فريد الأنصاري” في فهمه للتعبد ومراحل وصوله إلى تذوق اللذة والحلاوة الإيمانية في كتابه “جمالية الدين”: “بدأت المراجعة في حياتي كليةً، واكتشفت حقيقة أن هناك شيئًا اسمه “حلاوة الإيمان”، ذوقًا لا تصورًا، وحقيقةً لا تخيلًا، ثم بدأت أعود إلى القرآن، فوجدت أني كنت بعيدًا عن بشاشته وجماله. وبدأت أعود إلى السنة، فوجدت أني كنت أجهل الناس بأخلاق محمد -عليه الصلاة والسلام-، وبدأت أعود إلى العقيدة، فوجدت صفحات مشرقة مما كتب السلف الصالح قد مررت عليها مرور الأعمى -لا مرور الكرام-. بسبب ما غطى بصري من فهوم سابقة، حتى كأني لم أقرأ قط! قلت: لم تكن مفاجأتي علمية بقدر ما كانت وجدانية، لقد كنت أقرأ عبارات {المحبة والشوق والخوف والرجاء} ولكن دون أن أجد لها شيئًا من نبض الحياة في قلبي”.
ويقول الشيخ فريد :“كلمة إله في أصل استعمالها اللغوي كلمة قلبية وجدانية، أعني أنها لفظ من الألفاظ الدالة على أحوال القلب، كالحب والبغض والفرح والحزن والأسى والشوق والرغبة… أصلها “ألِه الفصيل يأله ألها” -والفصيل ابن الناقة- إذا ناح شوقا إلى أمه، ومنه قول الشاعر: ألِهتُ إليها والرّكائِبُ وُقَّفٌ.. وهكذا فأنت ترى أن مدار المادتين “ألِهَ” و”وَلِهَ” هو على معانٍ قلبية ترجع في مجملها إلى التعلق الوجداني والامتلاء بالحب. فيكون قول المؤمن: لا إله إلا الله تعبيرًا عما يجده في قلبه من تعلق بربه تعالى، أي لا محبوب إلا الله، ولا مرهوب إلا الله، ولا يملأ عليه عمارة قلبه إلا قصد الله… إن المسلم إذ يشهد ألَّا إله إلا الله يقر شاهدًا على قلبه أنه لا يتعلق إلا بالله، رغبةً ورهبةً وشوقًا ومحبةً. وتلك لَعَمْرِيْ شهادة عظيمة وخطيرة؛ لأنها إقرار واعتراف بشعور، لا يدري أحد مصداق ما فيه من الصدق إلا الله، ثم الشاهد نفسه… ومن هنا كانت شهادة ألَّا إله إلا الله من اللطافة بمكان، بحيث كانت لا تدرك على تمام حقيقتها إلا ذوقا”.
مراجعة كتاب محاسن الإسلام،
مصطفى مبارك، بتصرف
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#محاسن_الإسلام
#اعتز_بدينك
العبودية في الإسلام لها انعكاس جمالي يظهر أثره على المسلم، بوقوفه على ما يستشفه من حقائق من خلال تعبده وخضوعه لله -جل وعلا-. فالإسلام إنما يفهم من طريق الوقوف على حقيقة التعبد فيه، وإدراك ما يصحب الإنسان من حالة شعورية تجاه ربه حال العبادة. وانطلاقًا من هذا الفهم لصحيح التعبد، واستيعاب معانيه الوجدانية يتحصل الإنسان على صورة معرفية لمحاسن الإسلام.
يقول الشيخ “فريد الأنصاري” في فهمه للتعبد ومراحل وصوله إلى تذوق اللذة والحلاوة الإيمانية في كتابه “جمالية الدين”: “بدأت المراجعة في حياتي كليةً، واكتشفت حقيقة أن هناك شيئًا اسمه “حلاوة الإيمان”، ذوقًا لا تصورًا، وحقيقةً لا تخيلًا، ثم بدأت أعود إلى القرآن، فوجدت أني كنت بعيدًا عن بشاشته وجماله. وبدأت أعود إلى السنة، فوجدت أني كنت أجهل الناس بأخلاق محمد -عليه الصلاة والسلام-، وبدأت أعود إلى العقيدة، فوجدت صفحات مشرقة مما كتب السلف الصالح قد مررت عليها مرور الأعمى -لا مرور الكرام-. بسبب ما غطى بصري من فهوم سابقة، حتى كأني لم أقرأ قط! قلت: لم تكن مفاجأتي علمية بقدر ما كانت وجدانية، لقد كنت أقرأ عبارات {المحبة والشوق والخوف والرجاء} ولكن دون أن أجد لها شيئًا من نبض الحياة في قلبي”.
ويقول الشيخ فريد :“كلمة إله في أصل استعمالها اللغوي كلمة قلبية وجدانية، أعني أنها لفظ من الألفاظ الدالة على أحوال القلب، كالحب والبغض والفرح والحزن والأسى والشوق والرغبة… أصلها “ألِه الفصيل يأله ألها” -والفصيل ابن الناقة- إذا ناح شوقا إلى أمه، ومنه قول الشاعر: ألِهتُ إليها والرّكائِبُ وُقَّفٌ.. وهكذا فأنت ترى أن مدار المادتين “ألِهَ” و”وَلِهَ” هو على معانٍ قلبية ترجع في مجملها إلى التعلق الوجداني والامتلاء بالحب. فيكون قول المؤمن: لا إله إلا الله تعبيرًا عما يجده في قلبه من تعلق بربه تعالى، أي لا محبوب إلا الله، ولا مرهوب إلا الله، ولا يملأ عليه عمارة قلبه إلا قصد الله… إن المسلم إذ يشهد ألَّا إله إلا الله يقر شاهدًا على قلبه أنه لا يتعلق إلا بالله، رغبةً ورهبةً وشوقًا ومحبةً. وتلك لَعَمْرِيْ شهادة عظيمة وخطيرة؛ لأنها إقرار واعتراف بشعور، لا يدري أحد مصداق ما فيه من الصدق إلا الله، ثم الشاهد نفسه… ومن هنا كانت شهادة ألَّا إله إلا الله من اللطافة بمكان، بحيث كانت لا تدرك على تمام حقيقتها إلا ذوقا”.
مراجعة كتاب محاسن الإسلام،
مصطفى مبارك، بتصرف
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#محاسن_الإسلام
#اعتز_بدينك