Telegram Web Link
مما يخفّف ثقل أحمال المسؤوليات التقدير الملموس الذي يتلقّاه المسؤول ممن يشهدون قيامه بالمسؤولية حوله . وكلما انفرد المسؤول بمسؤولية ما زاد شعوره بثقل وطأتها . لذلك تكون المسؤوليات الجماعية والأعمال المشتركة أخفّ على النفس من المسؤوليات التي تُؤَدّى في خاصة النفس ، بعيدًا عن نظر الناس وموازينهم . ولذلك تكون المسؤوليات الفردية من مِحَكَّات صدق الإيمان وعمقه ، إذ يعتمد القائم بالمسؤولية فيها بالكلية على اليقين بالغيب في العون الإلهي والتقدير الإلهي .
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
الناشر دار المعرفة للنشر والتوزيع
www.facebook.com/DarElmarefah/
https://wa.me/201551229364
مكتبة القيروان - عين للشحن والتوصيل داخل مصر
https://www.facebook.com/Ein.KnowledgeStore/
https://wa.me/201123836798
وقد يحدث أن نندم على إحسان الظنّ بمن يتكشَّف سوء معدنه . وها هنا تلزم التفرقة بين الأخذ بظاهر الناس وإغفال الانتباه – عمدًا أو سهوًا – عن دلائل ذلك الظاهر . ذلك أن كثيرًا من خِلال المرء الأصيلة وأخلاقه الكامنة فيه تعلن عن نفسها في تفاصيل ولَفَتَات ، هي القرائن والدلائل التي تخبرك بحقائق الجوهر . لكننا قد نختار أن نتجاهلها أو نتكلّف حُسْن تأويلها لشيء ما في نفوسنا نحن إلى أن يتكشّف ذاك الذي كنا نتجاهله أو نتحاشاه ، صريحًا صارخًـــا آخر المطاف ، فيقع منا موقع الصدمة الكاشفة . لذلك فشتّان بين من يُحْوِجُك لتأويله والتأوّل له على الدوام ، ويُتعِبُك في الجمع بين حسن الظن فيه وسوء الواقع منه ، وكلما حاولتَ هضمه عَسُر عليك ؛ ومن يَدُلُّك عليه حَالُه قبل مَقَاله . والمعادن الأصيلة لا تُحْوِجُ المتعاملين معها لكثير تأويل ، لأنها ناصعة البيان عن نفسها .
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
بدلًا من أن تنظر للمعادلة على أنها تكرار المعصية رغم التوبة ، تصير تكرار التوبة رغم المعصية!
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
كون الوالدين قدوة يعني أن يغرسا في الأبناء روح الدين ، لا أن يُوَرّثوهم مجرّد صور تديّنهما . وهذا المزلق الثاني الذي يقع فيه من يريد بحسن نيّة أن يُنَشِّئ أولاده "متديّنين" ، لأنّ مفهومه للتربية الملتزمة أن يستنسخوا عنه صورة التزامه هو بالدين على عِلّاتها ، بدل أن يوجّههم لتعلّم دِينِهم من موارده الأصيلة ومنابعه الصافية وأهله الراسخين في علمه .
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
نقلًا عن صفحة المؤلفة هدى عبد الرحمن النمر:

#أبي_طبيبا (1)

*) درس أبي الطب في جامعة الاسكندرية ، وتخصصه هو طب الأطفال والباطنة ، ثم أكمل الدراسة والتدريب في الكلية الملكية للأطباء بلندن ، ومارس المهنة في العديد من المشتفيات الحكومية والخاصة في عدد من الدول . وعلى كل تلك الثقافات المختلفة التي عايشها واللغات المتنوعة التي أتقنها (كالإنجليزية والألمانية) ، لم يَحِد أبي عن موقفه وعقيدته في أمرين : اللسان العربي الفصيح (وهذا له حديث مستقل) ، والصلة الوثيقة بين علوم الدنيا وعلوم الدين و ضرورة بناء المسلم لعلمه بالدنيا على علم بالدين ، وكان نموذجًا تطبيقيًا لهذا في دراسته للطب وهذا ما أعرض نماذج له :

*) كان شرح أبي – يرحمه الله – للعلوم الطبية ذكرًا لله وتسبيحًا بحمده ؛ ومقالاته المكتوبة تعكس ذلك لا ريب ، لكن المستمع المباشر له كان يرى أثر ذلك حيًّا في استنارة وجهه واتساع ابتسامته ولمعان عينيه وهو يبيّن للسامع دقيق إبداع الله في صنعته ، وبديع إعجازه في تكوين المخلوقات عامة والإنسان خاصة . وهذا نموذج لمقالة نشرت في مجلة النور الكويتية بعنوان "عجائب الأجِنّة في الأرحام" : https://cutt.us/RaHxo
*) وكان يعتقد اعتقادًا جازمًا في أثر صحّة الدين والتدين معًا على صحّة الإنسان البدنية والمعنوية ، في الإصابة بمرض أو التعافي منه ؛ ويقول "الله تعالى هو خالق الداء والدواء ، وهو من يعافي ويبتلي ، وهو من يديم العافية ويثيب على الابتلاء" ، وفي الحديث : "ما أنزل – أو ما خلق - الله عز وجل داء، إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله" [أحمد] . ويعتقد كذلك في أثر العين والسحر ، بناء على ما ثبت بشأنهما في الآيات والأحاديث .
وهذه مقالة لأبي رحمه الله عن موقف الطب من حديث "لا عدوى ولا طِيَرة" : https://bsr.onl/35632
وهذه مقالة لجدي رحمه الله عن الوقاية من العين والحسد :https://cutt.us/MV0Vo
*) ولذلك كان كل دواء يصفه لمريض لا يخلو من تذكرته بالله تعالى ، والإيمان بقضائه وقدره وقسمته في الصحة والعافية ، والاستبشار بحسن العاقبة للمؤمن في الحالين . ولا يخلو كذلك من وصفة علاج طبيعي أو نبوي ، فكانت مكتبته الطبية عامرة بموسوعات عربية وأجنبية في أنواع الأعشاب وفوائدها لمختلف الأمرض ، وفي مختلف الأدوية التي وردت بها السنة النبوية أو سير السلف الصالح ، سواء كانت مادّة تُتَناوَل كالعسل وحبّة البركة وزيت الزيتون ، أو أذكارًا مخصوصة تُقرأ كالرقية والمعوذات وصيغ الصلاة على النبي وما ورد في دعاء الألم "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" وغير ذلك كثير .
*) وكان يرفض سياسة تهويل المريض وترويعه عند إخباره عن أمراض مزمنة أو خطيرة ، وينهى المريض نفسه عن الجزع . وعقيدته في التعامل مع الأمراض الميؤوس منها طبيًّا منشورة في رسالة من رسائله لأحد المعارف :
https://soundcloud.com/ar-elnimr/dm1
*) ولم يكن من المتهالكين على منتجات سوق الدواء العالمي إلا لحاجة حقيقية ، وكثيرًا ما كانت وصفاته تخلو من وصفها ، فإذا عجب المريض وتساءل يجيب عليه أبي بصدق من منظوره ويترك له الخيار إذا شاء أن يصف له دواء ليستريح نفسيًّا بتعاطيه!
*) وكان يعارض ممارسات كثير من أطباء العيادات الخاصة الذين يتعمدون وصف أدوية مرتفعة الثمن لا لشيء إلا لكونها "ماركة" ، فكان على اطلاع دقيق بأنواع الأدوية ويعرف على وجه الخصوص البدائل الاقتصادية لتلك الماركات ، وينبّه المرضى على ذلك التلاعب .
*) وإذا عاتبه في منهجه ذاك بعض المعارف وزملاء المهنة وحذّروه من الخسارة المالية التي ستعود عليه على المدى ، كان يرد عليهم بأن العبرة ببركة الله في الرزق ، والله لا يبارك إلا للمتقين ، لا للمطففين في الموازين ولو كانت موازين معنوية!
*) وكان يستفتح كل مجلس مع مريض باسم الله ، ويختتمه بدعاء ختام المجلس .
*) وشهد كل من اطلع على دفتر الكشف الطبي من الأطباء والمرضى أنه لم يشهد له سابقًا ، وهذه صورة لصفحة فيه : https://cutt.us/4PEs4

#أبي_عبد_الرحمن
(كتاب قيد الإعداد عن مواقف وضيئة ودروس تربوية من حياته المباركة بحمد الله)
اذكر أنك بالعلم وإن غلبتَ الجهل ، تظلُّ عُرضة للجهالة ، أي ارتكاب الحماقات المخالفة لمقتضى العلم والعقل ؛ لأنّ التعلّم مرة والتربية عمر . ومهما ظننت أنك علمت وفهمت ، فلن تعلم وتفهم على الحقيقة حتى تُختَبَر وتُحَكّ . ولعلك تصدم الصدمة الأولى حين تترنح استجابتك لما تستدعيه مما تعلّمت ، بل لعلّك تشعر أنك أُمِّيٌ لم تتعلم شيئًا قبل هذا الاختبار وذاك المِحَكّ . فلا تجزع ولا تيأس ، بل تنبّه وتفكّر وثابر على عرض عملك على علمك وفكرك على واقعك وعقيدتك على قلبك ، يتكشف لك جوهر الوعي بعد قِشْرَته ، وتنقدح لك بصيرة البصر ، وعندها يَحِقّ الحق بحقّ!
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
تَوهُّم إمكانية فهمِ القرآن على وجهه بغيرِ حفظِ لَفظِه ، ينتجُ عنه ما يقع فيه كثير من الوعّاظ والخُطَباء من نقل كلام الله ورسوله "بالمعنى" . ومهما نُقِل المعنى صحيحًــا – وغالبهم يخطئ حتى في ذلك - فهو لا يضاهــــي ذكــــر الصياغة اللفظية ، خاصة ونحن نتكلم عن صياغة "ربانية" ، فتأمل! ومما يؤسَف له أنّ ساداتنا من السَّلف الصالح قد أنفقوا أعمارهم في حفظ كلام الله والعناية به شرحًا وبيانًا وتفسيرًا ، وتتبّع سند كلام رسوله وتحقيقه وتوثيقه ، ثم نتهاون بهذا الإرث العظيم ، ويكــــون حظّنا منه أن ننقله بالمعنى دون المتن . بل حتى المعنى يكون في الغالب مُستقى بالتوارث أو بالظن العام . فلا تعبّدنا لله بنصّ الكلام ولا حتى بمعناه!!
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
وإذا كانت فُسحَة التوبة تَسَعَ حتى الكافر والمرتد كما تقرر في الشرع ، فالمسلم أحقّ برجائها من باب أَوْلَى مهما كان كمّ أو قدر معصيته .
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
ولا يفوت أوان الهداية والأَوْبَة إلى الله أبدًا ما دام في الصَّدْر نَفَسٌ يَتَردّد : "وإنّ يوماً باقياً من العمر هو للمُؤمن عُمرٌ ما ينبغي أن يُستهانَ به" [مصطفى صادق الرافعيّ] .
قد لا يستطيع المؤمن أن يستشعر بقلبه ندَمًا صادقًا لغلبة الهوى عليه وضعف الوازع ، لكنّه يجد الندم من جهة عقله الذي يدرك خطأ ما يفعل وعواقبه . وهذا مدخل محمود ، على المؤمن ألا يستهين به فيترك التوبة بالكليّة لنضوب شعوره ؛ إذ إنّ اتباع الحق بإملاءٍ من العقل خيرٌ لا ريب من الإعراض عن الحق عقلًا وقلبًا ، ويثمر بإذن الله مع المثابرة تفاعل الوجدان وصدق حضوره ، كما سيأتي تفصيله في بند "تكلّف التوبة" و"أثَر تكرار التوبة على إضعاف سَطوة الذنب" .
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
ثمة لُحمة أكيدة ورّباط وشيج بين العربية والإسلام ، قدّرهما الله تعالى منذ الأزل وحتى الأبد . وهذه اللُّحمَة لا تنفي خصوصية كِيان العربية بوصفها لسانًا وكِيان الإسلام بوصفه ديانة ، بحيث يمكن الإقبال على تعلّم كلٍّ منهما مستقلًّا بذاته ؛ وإنّما تُثْبِت خصوصية جديدة ، وهي أنّ تعلمهما والدراية بهما لا تتمّ على وجهها اللائق بهما حتى يجتمعا معًا ؛ فتُفتَح للمتعلِّم بذلك آفاق الديانة بلسانها العربيّ ، وتستَتِبّ له ذائقة العربية الرفيعة بروحها المسلمة (والتي لم تَلغِ تاريخها ومَنبتها في الجاهلية بل جَوَّدَتْه وأضافت إليه) . وهذا تصوّر وسَطٌ بين طرفي نقيض : مَن يتّخذون العربية مجرد أداة أو عِلمِ آلَةٍ لفهم الإسلام ، فيكون فهمهم جامدًا هامدًا ؛ ومَن يزعمون أنهم يتعلّمون العربية تعلّمًا فنّيًا لذاتها عارية عن حُلّة الإسلام التي كساها الله إيّاها ، فلا يتجاوزون زُخْرُفَها لجوهرها ، ولا يبلغون الدُّرَّ الكامن في أحشاء بَحرِها!
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
ميزان ترك مباح أو الأخذ منه يكون بحسب الضرر المتعلق بصاحبه وسياقه المخصوص كما ذكرنا سابقًا ، فلا يستقيم للمُتضرِّر (كمريض السكّريّ مثلًا) أن يحتجّ بغير المتضرر في استمراره على ما يَضرُّه (أكل الحلوى) لمجرّد كونه من المباحات! ثمّ إنّ مباحات الدنيا كالغذاء للنفس ، والنفس إن مَنَعتَها الطعام مَرِضَتْ ، وإن أسرفتَ في إطعامها مَرِضَتْ أيضًا ، ولو لم تلحظ أنسب الغذاء لها في سياقك تَعِبَتْ وأتعبتك . أضِف إلى ذلك أن التمتّع البريء ظاهريًّا بالمباحات يخلُق نوعَ أُنسٍ وإلف اعتياد لا للمباحات ذاتها فحسب بل لاستسهال اتّباع الهوى ولذّة الانقياد له ، بما قد يجرّ صاحبه للوقوع في منكرات قبل أن ينتبه لنكرانها! ومن اللافت أننا يمكن أن نستجيب عن طيب خاطر لترك مباحات ثَبَت ضررها على أبداننا ، بينما نتباطأ أشدّ التباطؤ عن مثل ذلك المسلك مع أرواحنا . إنّ ولاءنا للصحة البدنية أعلى من ولائنا للعافية الروحية ، لأنّ الأولى هي مَطيّة التمتع بالشهوات العاجلة والملذات المشهودة ، أما الأخرى فهي معراج لغيبيّ آجِل!
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
معرفة أهمية أمر وملك أدوات تنفيذه شيء ، واعتقادك حاجتك له وبالتالي دافعك لانتهاجه والثبات عليه شيء آخر تمامًا . الأول سيارة ، والثاني الوقود . بدون الوقود لا تنفعك السيارة ، وبدون السيارة سيُهدَر مخزون الوقود . فإذا قام في نفسك وقود العقيدة ستجد السيارة انطلقت تلقائيًا ، دون الحاجة للتنقيب عن دهاليز الهِمّة والمعاناة من تذبذب العزم ؛ إذ متى صار أمرٌ ما هَمَّك ، تلقائيًا سَتَهُم به . لكننا لا نعتقد كفاية ولا نستشعر حاجتنا حقًا للفعل أو الترك ، فلا نعزم بداية ولا نثابر نهاية ، وإن خططنا فيما بينهما من باب "إراحة الضمير" ، والأخذ بأيسر الأسباب المعلّبَة في قوالب جاهزة . وإنّ رَصَّ الأمنيات في الكراريس هَيِّنٌ مقارنةً بمكابدة التحقيق والتحقق!
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ما فائدة الاستخارة حتى لو جاءت النتائج غير مرغوبة؟ الزواج والطلاق نموذجًا
مقطع من ندوة كيفية اتخاذ القرارات في ساقية الصاوي
الندوة كاملة مسجلة على القناة : https://youtu.be/ci5wR52kFKI
لا بد من اعتماد التقدير الشخصي والمعرفة بالنّفس في التعامل مع المباحات من الأمور . فإذا كان أحدُ الأبناء يقدر مثلًا على إنجاز واجباته المدرسية فور رجوعه من المدرسة ، لا يَلزَم أخاه ذلك الإنجاز إذا كان الأنسب لحضور تركيزه أن ينام أولًا أو يتناول الطعام أو حتى يشاهد التلفاز لوقت مُتَّفق عليه . وربما يختار شخص الترويح عن نفسه بمتابعة مسلسل متابعة عابرة تنتهي بانتهاء مدّة العَرض ، لكنّ غيرَه يتأثر كِيانه بما يرى ويتفاعل مع المادة بالتخيّل والتتبع بما يتجاوز وقت العرض . فمثل هذا ينبغي ألا يجعل الفرجة عامة أو المسلسلات خاصة من اختياراته الترويحية الدوريّة ، بل ينتقي لنفسه ترويحًا ذا "وَقْع مُسالِم" على كِيانه ، لئلا يخلق لنفسه تحدّيات ويُنهِكَها في استنزاف كان في غِنىً عنه وعن "ترويحه"!
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
👍1
إن التأصيل الإسلامي للعلوم الإنسانية خاصة النفسيّة لا يعني مجرّد إعادة صياغة "نظرية" أو نظريّات باصطلاحات إسلامية . بل المسألة أوسع وأدقّ من ذلك . فدين الإسلام وَحْيٌ من الله خالقِ الناس ، أمّا مُختلَف النظريات النفسية فهي مجموعة من الأعراف البشريّة تواضَع عليها جماعة من الناس على نهج تقديري . وتلك الأعراف ليست موضوعية متجرّدة تمامًا كما يزعمون ، إذ عندما يكون موضوع البحث نَفْس الإنسان ، فالإنسان نَفْسُه ليس أجرد بلا تحيزات ولا خالص الموضوعية كما سبق بيانه ، والمخترعون لقواعد علم النفس أنفسهم ناسٌ من الناس الذين يبحثونهم ، خاضعون لنفس مؤثّرات البيئة التي يبحثون فيها! فالقواعد التي يرتكز عليها علمهم والمُنطلق الذي ينطلقون منه في رؤية النفس الإنسانية مَبتُور الصِّلَة بنورِ وحي اللهِ خالقِ تلك النفس ومُـعَــرِّفِـها . وإذا كانت علومهم على سَعَتها وتقدّمها قد أثبتت فشلها حتى الآن في احتواء الإنسان بكليّته حقيقة ، وآثار ذلك بَادِيةٌ على ناسِهِم ، فمن باب أولى ستفشل في احتواء الإنسان المسلم!
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
التجرّد للحق هو المصطلح الأصيل في ديننا وثقافتنا لمفهوم "الموضوعية" بمعناها الصحيح . أما الموضوعية بمعنى "الحِياد الفكري" فلا وجود لها ، لأنّ العقل "المحايد" لا وجود له بداية ، على ما تمّ بيانه في بند العقل . فالعقل ليس عضوًا منفصمًا في الهواء، بل هو مركّب في كيان متكامل من الفكر والشعور والخبرات والخلفيّات التي أُشرِبَها صاحبُها عبر النشأة الأولى وما تلاها من تفاعلات ، وبالتالي لا بدّ أن يصطبغ بها قَطعًا ، ويظل لذلك الاصطباغ أثر وبصمة مهما ظنّ صاحبه أنه انسلخ منها جميعًا في لحظة ما ليصير "محايدًا" . ويتعذّر على أي مفكّر أو باحث التجرد التام من كلّ شيء يعلمه من قبل ، لأنّ ذلك خارج عن طوق البشر .
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
يخاف الكثيرون من الإقدام على أي تجربة أو الخوض في أي مجهول لا تتضح لهم ثماره ونتائجه ، خشية تضييع العمر في التجربة أو خوف الندم من العواقب إذا ثبت خطأ المسار . والحلّ لهذه المعضلة هو الكفُّ عن خَلقها من البداية! ذلك أنّ النظر في عواقب الأعمـــال وتوقع نتائج محتملة ، وحكمة الموازنة بين الاختيارات أو مقارنة المسارات ، لا يعنيان أبدًا تشرط الضمان بصحة أو قطعية تلافي خطأ ، فإنك لا تعلم الغيب ولن تعلمه ، والصواب وارد الوقوع كما الخطأ ، وإنما السداد والتوفيق أرجى لمن تفكر واستخار واستشار ، ثم أَقدَم على ما تراءى له متوكلًا على الله .
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
2025/07/08 16:25:47
Back to Top
HTML Embed Code: