Telegram Web Link
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
مقتطف من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
للمؤلّفة : هدى عبد الرحمن النمر
بصوت : براء حمزة Baraa Hamza
الآن ، يمكنك التسوّق المباشر من صفحة دار المعرفة للنشر والتوزيع والحصول على الخصومات المتاحة :
https://www.facebook.com/pg/DarElmarefah/shop/
مدخل الطبعة الثانية من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للقراءة المباشرة والتحميل من مدوّنة المؤلّفة هدى عبد الرحمن النمر
https://hmisk.wordpress.com/2020/07/07/preface/
يخلط كثير من المشتغلين بالدعوة عامة والمتفرّغين لها خاصة ، بين تجويد الأداء والحرص على الإتقان تعبّدًا ، والهَوَس بتطوير مهارات العرض وأساليب الإقناع اعتقادًا بتوقف "النجاح الدعوي" على مدى ذلك التطوير ؛ لذلك تجد أن منهاج الدعوة المعاصر حاد بالدعوة عن المقصد الأساسي وهو دلالة الخَلْق على خالقهم ، ليتحوّل إلى منصّة مسرح يهدف لتحقيق الذات وإثبات الجـدارات وتباري المهــارات وتنافس الفنّيات . وكَثُر الخوض في جدالات فكرية عن نظريات الدعوة ووتجديد الخطاب الإسلامي ورفع الواقع ... دون أثر حقيقي وصادق يوازي أو يقارب حتى ذلك الكمَّ التنظيري الفلسفي . وبرزت كذلك ظاهرة "الكارير الدعوي" : فإمّا أن يبرع الداعي في "امتهان الدعوة" و"تكتيكات الصنعة" و"اجتذاب الجماهير" حتى يذاع له على الساحة اسم لامع ؛ أو لا علاقة له بهذا المجال بالكليّة ، ولو تبليغ آية عرفها حقَّ المعرفة!
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
ويتفرّع عن هذا الوجه ظاهرة إهلاك النفس في سبيل الناس ، بالإفراط في الجري وراءهم على حساب حق النفس ، واستصغار الأعمال ذات النفع القاصر على صاحبها في مقابل النفع المتعدي للغير ، فيَبخَع الداعي نفسه في أثر الناس حتى تكون نجاتهم في هَلَكته! وذلك مـــا لم يأمـــر الله به ، ولا ما تقوم عليه الدعوة الصادقة والمُجدية بتوفيق الله ؛ لأنّ العبد الداعي يعلم أنه ليس له من الأمر شيء ، ولا تكمن عبوديته إلا في أن يذكّر ويبلّغ . فالإفراط وبخع النفس لن يزيدا عدد المهتدين ، وإنما قد يؤدّيان لخلل في ميزان عمله هو ، وربما حبوط كثير مما يظهر له حسنًا . وكذلك التوقف عند حدود الاستطاعة ومراتب الأولويات لن يُنقصِهم قطعًا ، بل يكون أنفع للداعي وأبلغ في موعظته بما يصدّق كلامُه عمَلَه .
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
وحين تلتفتُ لأثرك على الناس ، التفت له من حيث تقويم منهجيتك ومراجعة أسلوبك وصقل علمك وتجويد أدائك ، وستجد وقتها أنك تستقبل النقد والتقويم بصدر رَحْب ، بل تطلبهما طلبًا وتنتفع بهما حقيقة لا مجاملة . وستجد كذلك أنّ كل ثناء عليك يقع منك موقع الشكر والحمد لله ، الذي منَّ عليك مرّة أخرى بتوفيقك لخدمة هذا الدين العظيم بعد أن منّ عليك باتباعه والانتماء له ، والذي أكرمك بباب مثوبة ما كنتَ لتفتحه بمحض مجهودك . وإياك أن تلتفت لأثرك على الناس من حيث اتخاذ عدّادات المتابعين وأرقام الجماهير هي ميزان نجاحك وعلامة فلاح دعوتك ، فتعلو همتك بقدر تصاعد منحنى المتابعة وتخفت بقدر هبوطه! ولا يكن همّك رضا الناس عنك بل تبصيرهم بالحق ، ولا استمالة القلوب لك أنت بل استمالتها للحق ، ولا تعلّق الجماهير بخَطابَتك بل بخطاب الحقّ . عندئذ فحسب ، تكون قرّة عينك في ذلك الواحد : {واللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم} [متّفق عليه] .
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
الناشر دار المعرفة للنشر والتوزيع
www.facebook.com/DarElmarefah/
https://wa.me/201551229364
مكتبة القيروان - عين للشحن والتوصيل داخل مصر
https://www.facebook.com/Ein.KnowledgeStore/
https://wa.me/201123836798
بناء على كل ما سبق ، يتضح لنا مدى كذب مقـــولة "الدين أَفيون الشعوب" ، على الأقل فيما يتعلق بدين الإسلام . وأوّل من أطلق تلك المقولة كارل ماركس ، الفيلسوف الألماني مؤسّس الماركسيّة ، الذي كان يرى أنّ أثر الدين يشبه أثر الأَفْيون على المريض : يُخدّر شعوره بالمعاناة ويحيطه بوَهْم الراحة ، ولكنه يقلّل أيضًا من إرادة البقاء عند المتديّن ، ومن استعداده لمجابهة الحياة الجائرة التي أجبرتهم الرأسمالية أن يعيشوها . ونَصُّ المقولة الكامل كما وردت في كتابه "نقد فلسفة الحق عند هيجل" : "الدين زفرة الإنسان المَسحُوق ، وروح عَالَمٍ لا قلبَ له ، كما أنه روح الظروف الاجتماعية التي طَرَدَ منها الروح . الدين هو أفيون الشعوب" .

والحقّ أنّه إن كان ثَمَّة أفيون فهو الكفر والإلحاد ، وليس الدين ، ولا الدين الحَقَّ بحال . لأنّ الأفيون والمخدّر والمسكّن كلهم يعزلون المرءَ عن الشعورِ ويعطّلون العقل ، حتى لا يُحسّ صاحبهم بالوجع ولا يفكّر في مجابهة الشدائد ، لكنهم لا يعالجون سبب الوَجَع من جذوره ولا يحلّون الشدائد من أصولها . أما الدين الحقّ فيُورث صاحبه الشعور الحقيقي بالسكينة والانسجام مع طبائع الوجود ، ويشحذ فكـــره للنظر في عاقبة أمــــره وأخذ مسؤوليات وجوده بقوّة ، ويبعث فيه إرادة لا تَهِنُ لأنّها تستمد وقودها من الإيمان بالله تعالى ، والله تعالى ثابت باقٍ لا يتبدّل ولا يتحوّل ، سبحانه . ,فرق بين تنميل الشعور والشعور بالسكينة ، وبين إسكار العقل وإعماله . فالذي لا يؤمن بالله ولا بالآخرة والحساب تبعًا ، هو من يعاني في إيجاد معنى للحياة ودافع فيها رغم ما يعلمه من النهاية البائسة التي تنتظره والتي تجعل ما قبلها هباءً منثورًا ؛ ولذلك نشأت الفلسفات العدمية وكثر الانتحار وسط الكفّار والملحدين ثم أصحاب الديانات الشائهة ، ثم أصحاب التشوّهات والخلل في فهم الدين الحقّ ؛ ولا تجد ذلك أبدًا عند مسلم إسلامًا صحيحًا ومؤمن إيمانًا صادقًا . فمَن – إذن - ضحيّة الأفيون ومَن المسحوق؟!

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
والخلاصة لكل عبد أن يلتزم ما يجب عليه في جهة العبد مما تَمّ بيانه له ، ويفوِّض أمره كله لله الذي بيده الأمر كله ، ويَكفَّ عن التنقيب في أسرار الغيب وما يختصّ به مقام الألوهية ، ويمتنع عن قياس جهته وحدود فهمه على جهة الرب وطَلاقة سلطانه . فعلى كل مؤمن أن يتأمل في تلك الأجوبة الوجيزة والمحكمة ، ويأخذ ما آتاه الله ورسوله ويكون من الشاكــــرين ، ويدع عنه التفلسف الفارغ ، والخوض الباطل في الباطل .
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
أَيقِن بأثر الديمومة والاتصال ، والمصابرة والمثابرة ، في تقدّمك وتغيّرك للأفضل بتوفيق الله ؛ سواء ظهر ذلك الأثر في خطى وئيدة أو سريعة . وفَرِّق بين : مراجعة منهجك في السير أو خطتك في العمل للتقويم والتجويد ؛ والتذبذب في أصول الطريق كلّ حين ، والتردد بين الخطوة والخطوة أَمَدًا طويلًا ، بما لا يعطي فرصة لبِذرَة أن تستقرّ وبالتالي لأثَر أن يَنبُت!
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
الأستاذة هدى عبد الرحمن النمر تلتقيكم أونلاين في ندوة السُلطة الرابعة عن تعامل الشباب مع وسائل الإعلام وما تروّجه من مفاهيم وثقافة وما تعرضه من ملهيات ومرئيات ، خاصة في ظل اتساع أوقات الفراغ وخيارات الانترنت ..
يوم السبت 25 ، من 9 م حتى 10 م
للمشاركة يُرجى التسجيل على صفحة الفعالية :
www.facebook.com/events/317394012774668/
أترى لو أنك وُهِبت قطعة أرض بالمجّان ، وقيل لك إنّ ما تزرعه فيها تحصده لك خالصًا ؛ أيكون من الحكمة والعقل أن تزرَعَها كلها حنظلًا!؟ إنك لو زرعت فيها شجرة برتقال واحدة لكان أجدى لك وأنفع من مئة شجرة حنظل! فعمرك هو أرضك ، وأشغالك فيه هي غرسك . وإنّ أرضك مهما اتّسعَت محدودة ، وغرسك مهما كثر قليل ، فأحسِن اختيار غرسك ، ولا تشتغل بالكمّ على حساب الكيف ، ولا تتعنّت في الكيف على حساب الكم ، فإنك تحتاج كلًّا منهما بمقدار .
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
من تعليقات الحاضرين على كلمة هدى النمر في ندوة (السلطة الرابعة) 😊
نُطالَب بمحاربة كل ما يَصِمُه العُرف بالروتين والعادي ، باعتبارهما الخطر الأكبر على طاقات البشر الخلّاقة والإبداعية! ويكأنّ الحياة لا تقوم في الأساس على "دورة" من الدوران والتكرار والعادة ، بل الدّين نفسه يقوم على "ديدن" من العبادات والشعائر ، التي لن تتغير أو يُستَحدَث فيها جديد . فليس الروتين أو العادي بحد ذاته ما يُعاب أو يحارب ، إذ هو من طبائع هذا الوجود . وإنما نحن الأحياء من نتوسّع في الحياة والدين أو نضيق عنهما . وليس الإبداع في حقيقته استحداثًا من عَدَمٍ مَحض أو خروجًا عن المعتاد لمجرد الخروج ، بل هو بِنْيَة نفسية واستعداد شخصي لأخذ مسؤولية الحياة بقوة ، وبذل الجهد في تجديد شعورك أنت بها وتجاوبك فيها ومعها .
من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
2025/07/08 18:58:50
Back to Top
HTML Embed Code: