Telegram Web Link
- أنا عرفت بى جيٌتكم لي دي ورٌاني منصور وكنا راجنٌكم وما داير اقول ليك البركة الما جيتو عشان بقت ليك بى طعنة لكن والله البركة الما جيتوا
- البركة والله الما جينا كانت بتبقى حرابة والبركة الجات فوقي لكن ما في شي مزعٌلني علٌا كتلة اللمين للطاهر ياخ أنا وهو والطاهر كنا أكتر من الأخوان وكلو من حامد صاحبك
- حامد واللهزراجل ما بتعرفو إنت بعرفو أنا بس ..
- أها حامد ما دام ما كتل الطاهر شرد لشنوٌ
- دي قصة براها خلٌيها هسٌي ما وكتا وانا زاتي الليلة بمش أجيب حامد واجي والحمد لله الكاتل إنعرف وان شاء الله ينقبض ..
- بنقبض داير يمش وين؟
- نحن راجعين الحلٌة نطمٌن أهلك وناس الحلٌة ويا زول سلامة والعفو والعافية وحكاية مرقتكم لي دي أكتلا بيناتنا ما تقولا لى زول ..
التهامي جا راجع الحلٌة هو ومنصور والضهبان والناس الكانوا ببكوا علي البلٌال بكاهم قلبوهو زغاريد ..
________
الضابط جاب اللمين حقٌق معاهو واللمين قايل البلٌال مات واعترف بى كل شي والضابط طلٌع حامد وحامد رجع الحلٌة واتقالدوا هو والتهامي وبكوا لمن الناس فكٌوهم من بعض ..
حامد شرد لشنو وهو ما كتل يوم إنكتل الطاهر حامد جا بالليل من الحلٌة الورٌانية وماشي علي بيت ناس التهامي الزمن داك الطاهر مرق من بيت خير السيد بعدما نضم مع التاية وقالت ليهو ما تكتل حامد لكن دقٌو ومع مرقتو كدا صادف حامد وحامد ما زول كتل وجاي للتهامي عشان يعتذر ليهو من كلامو القالو اليوم داك للطاهر عشان التهامي زعل منو وقال ليهو لا بيني لا بينك وكمان داير يسوقو معاهو لأبوهو الحليو يرضٌيهو
أها الطاهر زول مانع وقوي واليوم داك لقى فرصتو ولفخ حامد ودقٌاهو دقٌة حارة خلاس وحامد إيدو ما مدٌاها ليهو عشان كان عارف روحو غلطان وكلامو خلٌى أبوهو يطردو من البيت ويتبرا منو والزول بعدما يغضب منو أبوهو ولا أمو ولا يغضبن اللتنين شن راجي تاني من الدنيا ويفوت وين من غضب الله الرضاهو من رضاهن المهم حامد أكل الدقٌة وواصل في مشيهو لامن وصل التهامي والتهامي لمن شاف حامد وشٌو مورٌم من دقٌة الطاهر ليهو وعرف من حامد إنو دا بى سبب إنو الطاهر زعل لمن داير يطرشق قال لى حامد يمين الليلة كان أكتل الطاهر واضبحو شخ حامد وقف ليهو في الدرب وقال ليهو والله تعملها آ التهامي لامن أموت عيني دي تاني ما تلاقي عينك والتهامي ما اشتغل بيهو وبقى يتحلٌف ختٌ سكينو في ضراعو وحامد عارف إنو كلام التهامي دا كلام زعل ساكت فات منو ومشى لى ناس خالتو بت الكاشف ورقد نام
التهامي ما داير يخسر حامد وبعدما حامد فات قام إتوضا وصلٌى ليهو ركعتين واستغفر من الحليفة والزعل راح والصباح لمن حامد سمع بى كتلة الطاهر قال للمهدي كتلتو أنا وهو قايل التهامي عملا والمهدي ما صدٌقو لأنو من البيت ما مرق ولا حامد الزول البكتل لكن لمن لقى الناس كلهم الصباح متهمين بيها حامد قال يشرد عشان التهامي ما ينقبض وشردتو بتأكد للناس وللبوليس إنو هو الكتل الطاهر وتفتيش التهامي عليهو وجريهو وراهو عشان عارفو قايلو عملا ومرق بالتهمة عشان يمرقو منها ..
________
خلف الله جابلو عجل ليهو فقرة وجا الحلٌة الفوقانية وضبحو كرامة وسلامة وفرح ببراءة حامد ..

*النـهـــــ🔚ـــــايـہ*
--------------------------------------
---------------------
Forwarded from رواياتي📖📚 (- ᗯᕮᔕᔕᗩᙢ ҺคɱძคՈ ۦٰ‏┋❥ ͢˓🦁💛ۦٰ‏)
الان روايه #الامواج_الفيروزيه حصريا علي 📚رواياتي الوسام 3

https://www.tg-me.com/+QWl6saM-SrXQyJV0

حلقات يوميه #اكرر  حلقات يوميه
العدو القريب
الحلقة الأولى
بقلمي:- حسن مامون خضر

__
سوسن بت الضو مرة طيبة وحنينة ، ومتعلمة ، فاهمة وراقية ، كانت أستاذة لمرحلة الأساس بدرس لغة عربية ، لكن وقت إتزوجها الهادي ما قدرت تواصل مهنة التدريس إكتفت بتربية أولادها ، وتكريس حياتها ليهم ، عمرها حاليآ خمسين سنة ساكنة في ضواحي الخرطوم مع أهل راجلها عندها بنت داخلة الجامعة إسمها لين وولدها الكبير إسمو راشد ود كان شاطر وزكي بقرأ تجارة جامعة النيلين ودي رغبة أبوه الكان تاجر كبير في الأسواق ، لكن راشد بعد وفاة أبوه دخل في حالة صدمة قوية حياتو إدهورت ، والبيت بقي ما بنقعد ليهو ، زيادة علي كده لا بسمع رأي ولا بكلم زول ، عصبي طول اليوم ، مستواه قل وخلي الجامعة ، الدكاترة والأساتذة وأصحابو حزنوا علي قرارو ، حاولوا يساعدوه لكن بدون فائدة ، أمو وأختو قدر ما إتكلموا معاه يواصل دراستو ، ويقابل دكتور نفساني عشان يطلع من الحالة النفسية الماري بيها ، أو شيخ يرقي ليهو يشوف الحاصل عليهو ، كان بنفعل فيهم وبقول ليهم :
إنتوا قايلني مجنون ، لالا كترتوها خالص ، موش البيت ده أنا بطلع بخليهو ليكم ..
كلامو حار وقاسي علي امو واختو كان بهددهم بإنو يطلع من البيت وما يجيهم راجع ، ما كان بتقبل منهم أي حاجة ، وبفهم أي كلام عكس ، أعمامو كانوا واقفين معاه بحرشوه وبحرضوه ، ولما حاجة سوسن وبنتها يجن يشتكن ليهم عمايلو ، علي اساس هم مسؤولين منهم وفي مقام أبوهم ، كانوا بقولوا ليهن:
ده ما زمن قراية الراجل مكانو السوق اليكسب زمنو ، وكويس الخلاها ، عشان يقدر يكون راجل البيت ويصرف عليكم ويشيل محل أبوه ، والبنت زاتو مفترض ما تقرأ تشوف ليها عريس تتلم عليهو وتمسك بيتها ..
حاجة سوسن زعلت من كلامهم ونظرتهم الدونية ، هي أصلآ بتتوقع منهم أي شيء ، لا راجية خير منهم ولا مساعدة ، كلمتهم أداء واجب عشان تكفي شر لسانهم ، حافظاهم وفاهماهم ، بنتها لين حست بيها مهمومة كأنو شايلة حمل الدنيا كلو علي أكتافها ، جابت ليها القهوة وقعدت جنبها والدنيا كانت مغربية ، قالت ليها :
يا أمي ما تشتغلي بكلام أعمامي أسمعي وفضي ، وطنشي ، إنت موش دائمآ بتقولي لينا وكلوا إموركم لله وأصبروا في وش المصائب ، وإتذكروا قدرة الله ، ومن زرع الظلم حصد الخسران ، والحياة ما كلها وردية ، ولا المحن أبدية ، الحياة إختبارات وتجارب ، إختبار للصبر والرضاء ، أحمدوا الله في كل الأحوال ..
قالت ليها بحسرة :
يا بتي ونعم بالله ، والحمدلله ، لكن العلينا ده ما شوية ، أنحنا نلقاها من الدنيا الما فيها خير دي ، ولا نلقاها من أخوك ، ولا من أعمامك الما فيهم رحمة ، صحي الأقارب عقارب ، وظلمهم أشد وقعآ من السيوف ، يا بتي ظلم الأقارب أسرع شيء لتعجيل النقمة ، وتبديل النعمة ، انا يا بتي إكتفيت من مكر أعمامك ياسر ومدثر وأمهم وعمايلهم الزمان الكانوا بعملوها لي ، والمعاملة الكعبة القاعدة ألقاها منهم ، نهائي ما ضروني الغرباء البجهلوني ، لكن وجعوني القرباء البعرفوني ، أنا قلبي شايل كتير إتجاهم لأني عشت وسطهم ، وعرفتهم علي حقيقتهم ، ياما شفت المر ، وضقت الحنظل ، لأنو إعتبروني غريبة منهم ، ما حصل يوم حسسوني إني منهم وفيهم ، أنا صابرة السنين دي كلها عشان أبوك ، من زمان قاعدين يطاعنوني بالكلام وبقولوها لي في وشي ناس سنار ديل ناس كتابات وشيوخ ، وسوسن دي وأهلها كاتبين الهادي ، مخلنو مغبي وما يشوف غيرهم ، كانوا بسمعوني الكلام ده في إضني ، وأنا يا بتي ما زولة مشاكل ولا عندي قدرة وحيل ليها ، الكلام ده كانوا بقولوا لأنو جدك الضو كان صاحب ابوك الهادي زمان كان بنزل معانا لما يجي سنار ، وبجيب بضاعتو بالدفارات بوزعوها ، كان بيناتهم شغل ، ومنفعة ، وجمعهم السوق ، وعشان أبوك يوطد العلاقات اكتر ، طلب يدي والقسمة ادتو، بس أعمامك ما كانوا دايرنو يتزوج ، عشان يصرف عليهم ويعيشهم ملوك ، ويكونوا مرتاحين ، انحنا يا بتي في البداية عانينا كتير وكمية من المشاكل والخلافات كانت ملاحقانا ، لكن الحمدلله بعد ما فصلنا البيت الكبير وبيتي بقي براي وضعنا إستقر وابوك شغل أخوانو معاه بعد أمهم ماتت ، لانو وضعهم إدهور ، حب يساعدهم ويقدم ليهم خير كان فيهم خير ، وهدا هسي مشي خلي ليهم الجمل بما حمل ، الناس ديل طماعين وأنانيين بحبوا نفسهم ، والعز الهم فيهو ده كلو حق أبوك ..
لين كانت بتسمع في أمها والعبرة سادة حلقها ، قالت ليها :
غايتو سبحان الله يا أمي الغريب الزمن ده بقي مضمون أكتر من القريب ، هم بدل يقيفوا معانا يعادونا ليه؟
والله مؤلمة جدآ كراهية وظلم الأقارب دي ، وده أفحش ظلم ، وبوقفتهم مع غلط راشد وكلامهم فيني ، أنا إتأكدت تمامآ هم دايرين فشلنا ، عشان ما أشعروا بالنقص ، دائمآ الطعنة يا أمي يتجي من أقرب الناس ، هسي راشد اخوي ده شايل طباعهم ، وأخلاقهم قلنا يكون لينا فزع بقي لينا وجع ، اليوم من الصباح ما شفناه ، هو بمشي وين يا أمي؟
ودايرة أعرف هو ليه بعمل كدا ؟
أبوي بعد إتوفي مفروض يكون مسؤول مننا ؟
وأقلاها يجي يصبحنا ويمسينا يشوفنا أكلنا شربنا ، متنا حيينا، من واجبو يطمن علي صحتك ويراعي حالتك المرضية ، ويشوف علاجاتك لو إنتهن عشان يجيبن ليك ، ووقت رفض يتم القراية كان علي الأقل يمشي يستلم شغل أبوي من أعمامي..
ردت حاجة سوسن علي بتها بكل حزن وهي موجوعة من جواها وقلبها بالألم بتقطع من تصرف ولدها وعمايلو ، قالت ليها :
والله يابتي غلبتني فيهو الحيلة ، أكل لحمي مع الناس ، بجينا انصاص الليالي ما قاعدين نفهم منو ولا حاجة ، الجامعة وخلاها ، وده السبب المارضني أكتر يا بتي ، أنا خايفة وقلبي موجوع من جواي ، البقي علي أبوه يبقي عليهو ويضيع من يدي ..
لين حضنت أمها وطبطبت علي أكتافها ، لكن دموعها غالبتها ، وبكل حنية قالت ليها :
خلاص يا امي ماتتعبي حالك وماتفكري كتير عايني لصحتك دي بقت كيف ، إنت ناسية عندك الضغط والسكري ، الله يرضي عليك ياامي وقفي دموعك دي ، ما تعذبيني معاك ، والله ما بقدر أستحمل منظرك كده ..
لين بدون ماتشعر كانت بتبكي بحرقة ، ما قدرت تمسك نفسها ، الوجع جواها زائد شايفة حال أمها المقهور ، واخوها بضيع قدامها ، فاقدة السند وشد العضد ، امها عصرت علي قلبها وقفت دموعها إتقوت عشان تقويها ضمتها عليها وقالت ليها :
خلاص يابتي ماف عوجة إن شاء الله ، ربنا يديكم الصحة والعافية ، هسي أمشي نومي ماتشيلي هم الله في ، وكريم علينا ، ما تقلقي علي أنا كويسة ، ده إمتحان من رب العالمين الحمدلله علي كل حال..
لين كانت حاسة بوجعة كبيرة جواها ، دموعها ما دايرة تقيف قالت لأمها :
كيفن يا أمي ماأشيل هم ، هسي أبوي لو حي ماكان ده كلو حصل ، كنا عايشين في أمن وامان مبسوطين وسعيدين ، وراشد أخوي كان بريد أبوي شديد وصاحبو ، ما كان بالإسلوب ده …
امها قالت ليها بوجعة :
أبوك أحيييييي أنا من موتو كتلوه الغدارين الله ينتقم منهم ، ويأخد لينا حقنا ، الله في يابتي ..
لين قالت ليها وجواها كم سؤال :
إنت يا امي الشرطة لي ماعرفت الحقيقة؟
وماقدروا يوصلوا للقتلو ؟
قالت ليها :
يابتي أبوك كان عندو أعداء كتيرين في السوق ، لأنو زول ناجح في شغلو ، وكل صاحب نعمة محسود ، مخازنو كانت مليانة ، بقعد في دكانو وشغلو ومتابع كل صغيرة وكبيرة ، حقدوا عليهو وحسدوه ، والشرطة يا بتي قامت بواجبها زي ما إنت شفتي وإستجوبوا كل المعارف ، والحوالينو ، لكن ما قدروا يعرفوا القاتل ، ويوصلوا لدليل قاطع ، والبلاغ مفتوح ليومنا هذا معلق حتي ظهور أدلة جديدة ، بالرغم من توالي السنين ، لكن يا بتي كاتل الروح ما بروح ، يا ريتني اليوم داك لو منعتو ما إمرق بالليل ، بس ما سمع كلامي قال لي ماف شيء بحصل ، حأطمن علي المخازن قالوا فيها سرقة ، أشوف الحاصل وأجي راجع ، جانا راجع جثمان مغدور ومقتول ، والمشكلة الكبيرة الحتواجهنا الشغل كلو مسكوه اعمامك وحقنا بقي في يدهم عاملين فيها حارسنو لكن يا بتي والله من زمان هم مياكلنو ، بشيلوا حقو وبيعملوا معاه المشاكل ، وهو خيرو سابقو ، رباهم من عرق جبينو ، وعرس ليهم ، كان دايمآ بقول لي ما تتكلمي يا سوسن ، البشيلوه نعتبروا صدقة لعمرنا ده ، وفي النهاية هم أخواني ما ناس غريبين ، وعمر الضفر ما بطلع من اللحم ..

إلي اللقاء
العدو القريب
الحلقة الثانية
بقلم: -حسن مامون خضر

____
لين وامها فضفضن ما بداخلن في قعدة كانت مليانة بالأسى والأنين ، إتشايلن الهم والوجع المتراكم عبر السنين ، ختن أكتافن مع بعض بالمحبة وسندن حيلن بقدرة الروح المتعبة ، ودفنن أحزانن جوه القلب ، ولين كعادتها حنينة وحساسة ، مرتبة وهميمة علي شغل البيت بتلم العدة البتكون قدامها وبترجع أي شي في مكانو ، مهتمة بأمها وتفاصيلها ، بتجهز ليها كل إحتياجاتها ، حتي تشوف حالها ، إتربت علي القيم والأخلاق ، نفسياتها كانت تعبانة عشان تريح قلبها إتوضت وصلت العشاء ، ومشت علي غرفتها تجهز وترتب نفسها للقومة بدري لجامعتها ، لبداية عامها الأول في كلية القانون جامعة الزعيم الأزهري ، نامت علي حلم يوم باكر يكون أجمل ، لكن صحاها صوت أخوها راشد العالي وهو جايط مع أمو كان بقول ليها بعدم إحترام :
أنا قلت ليك مية مرة يا أمي انا ما شافع ، الكلام ده عربي واضح ، والله بطلع ليكم من البيت ده وتاني ما بجيكم راجع ، ما تكتروا الكلام وتزهجونا ، ما تقعدي تحاسبيني وتراقبيني زي المجرم ، مشيت وين وجاي من وين ؟
نومي نومك عليك الله وما تنتظريني لحدي ما أجي ، لأني عارف نفسي بعمل في شنو ، طممتوا لي بطني من البيت ده كرهتونا الحياة..
قالت ليهو بعطف وقلب الأم الحنين متقاضية كلامو السام :
هي يا ولدي أنا هسي قلت ليك شنو؟
غير كنت وين عشان تسمعني الكلام ده كلو ، صحي المثل البقول قلبي علي جناي وقلب جناي من حجر ، أها سكت وده خشمي علي ، غلطانة أنا ..
لين كانت بتراقب في ألفاظ أخوها الطالعة منو زي السهام القاتلة لأمها ، وتعاملو السيء معاها ، في الأول كانت خايفة ومترددة تمشي تتكلم معاه ، ويقوم يعملها سبب ويخلي البيت ، لكن لما كتر الكلام مع امها وصوتو علا شديد ، ما قدرت تستحمل جاتو في غرفتو وهي مضايقة شديد من الإسلوب بعد ما آستأذنت منو بالدخول قالت ليهو:
يا راشد الكلام ده غلط منك ، وعيب كبير ، أمي ما حمل الكلام ده ، إنت إتعديت حدودك ، أمي دي ياخ ليه بتعاملها بالإسلوب ده ، وبتتنهر فيها وبتعلي صوتك عليها ، ربنا نهانا ما نقول ليها أوف ساي ، خلي نكورك فيها ، أعقل ياخ ، وما تخليك عاق ، مفترض تحترمها وتسمع كلامها هي قلبها عليك ما أكتر من كده ، وأي ام في الدنيا دي بتخاف علي ولدها ، ده آخر جزاها ، هسي أبوي لو حي بتعمل عمايلك دي ؟
وثم ثانيآ إنت جاي أنصاص الليالي داخل البيت ، وهي من قبيل منتظراك ما نامت قلقانة عليك ، من حقها تسألك كنت وين ؟
وجاي من وين ؟
راعي لصحتها عليك الله ، أمي دي ما بتستحمل تصرفاتك ، وعمايلك ..
راشد إضايق من كلام أختو جاط فيها قال ليها :
يا بت ما تحترمي نفسك وتزحي من وشي قبل ما أقوم عليك أقطع فيك كف ، ولا والله وقسمأ بالله ما تقطعي وشك ده مني الفك بالطربيزة القدامي ، أنا ما ناقصك ولا ناقص نقتكم الكتيرة دي ، ومواعظك دي إحتفظي بيها لنفسك ، إنت بت متين ..
زادت حدة النقاشات بيناتهم لحدي ما حاجة سوسن جات جارية لاحقة بتها مسكتها وطلعتها منو قالت ليها :
يا بتي أنحنا ما ناقصين كشف حال نص الليالي ، أمشي تمي نومتك عشان وراك بكرة جامعة ما تشتغلي بكلام اخوك وعمايلو ، ما ياهو كل يوم بالطريقة دي معاي ، يعني في جديد غيرو ، ربنا يهديهو ..
حال راشد عوج وطريقو الماشي بيهو ده بوديهو لهاوية ، بقي ود عاق ، ما مراعي لأي شيء ، قفل عليهو غرفتو ونام والصباح بدري لين قامت مشت جامعتها بأمل متفتح وروح مزهرة متناسية ضغوطات الحياة وأوجاعها ، إتعرفت علي زميلات وزملاء وعرفت معالم الجامعة ، ومكان القاعات ، وزمن المحاضرات ، يوم كان جميل ليها إتنفست شوية من ضغوطات البيت لكن كانت شايلة هم أمها رجعت البيت ولقت أمها كالعادة منتظراها بعد ما غيرت ملابسها وأكلت ليها حاجة قعدت معاها حكت ليها الحصل وتفاصيل يومها ، قطع ونستهم صوت راشد وهو بكورك وبقول ليهم :
وينو قميصي ؟
وليه ما غسلتو وكويتو لي ؟
موش عارفني الليلة طالع مع أصحابي رحلة ، وهسي أنا إتأخرت بسببكم ، وانت يا متخلفة قاعدة تعملي في شنو ؟ ولا بقيتي بعد ده ما فاضية ، انا الجامعة دي ممكن عادي أمنعك ما تقريها كدي تاني اجي القي هدومي دي ما مغسلة ولا ما مكوية ..
قال كلامو ده وطلع طوالي مع رفقاء السوء وما إنتظر أي رد ، كان منجرف مع تيار الفساد وكانت حالتو بتزداد قسوة معاهم كل يوم ، والأعمام متكيفين ومبسوطين وهم مجتمعين يوم الجمعة في البيت الكبير بتناقشوا قام مدثر قال لياسر :
إنت يا أخوي عملت لينا شنو للبضاعة الفي المخازن ، طلعت لينا حقنا ولا كيف ؟
ومرة أخوك ما تشم خبر بالموضوع خليك حريص ، وعشان تسكتها اليوم أمشي أديها مصاريف ، وراشد نحاول نبعدو بقدر الإمكان من السوق عشان ما يبقي لينا شوكة حوت زي أبوه ويقطع نصيبنا ، أغريهو بالقروش خلي يتصايع ويبعد ، عشان يحس إنو قلبنا عليهو ، وواقفين معاه ، وحاج بدوي صاحب المرحوم برضو ما تخليهو يعرف حاجة عشان ما يسبب لينا مشاكل ، أنحنا في السوق وليهو أسرارو ، وعداوة
السوق ومنافستو لازم ننتبه ليها ..
ياسر كان بسمع في كلام أخوه وهو متكيف قال ليهو :
أخوك معلم ما تشيل هم وكل الخطط ستنفذ بحذافيرها ..

إلي اللقاء
العدو القريب
الحلقة الثالثة
بقلم: -حسن مامون خضر

_____
كانت غاية الأعمام وهدفهم ، تشتيت أسرة أخوهم الهادي البسيطة وإحباطها ، نار الغيرة والطمع جواهم كبيرة ، مخلياهم ما شايفين حاجة غير يستولوا علي أملاكو ، برغم المعاملة الحسني المقدمة ليهم ، دايمآ سكين القريب بالظهر بتهلك أكتر من سكين العدو البعيد ، ولسه مدثر كان مواصل حديثو مع أخوه بكل مكر وخبث قال ليهو :
شوف يا اخوي أنحنا عانينا كتير في الدنيا دي ، من إضطهاد وكلام شين من أبونا الكان بفضل الهادي أخونا علينا ، وطالع بيهو السماء ، حاليآ الكورة في ملعبنا ولازم نلعبها صاح ، أنا عندي ليك فكرة تانية بتخلينا نأخد راحتنا ونستمتع بحياتنا بدون مراقبة ونقدر نضمن لاولادنا حياة حلوة ، ونعيش في نعيم ، بدل شغل الرواتب البناخدو ده ، نحاول نقنع راشد ونسفرو بره البلد نطفشو منها عدييل ، وبكده نكون إتخلصنا منو والحريم ديل مقدور عليهن ، كلمة بترضيهن ، وحقهن بجيهن ..
أثناء التخطيطات الشيطانية دي سمعوا صوت راشد بسلم علي ناس البيت ، جاء عليهم أداهم التحية وحلفوا عليهو يقعد كبوا ليهو الشاي وقالوا ليهو :
ود أخونا الغالي حبابك ، كيفك وكيف ناس أمك وأختك إن شاءالله ما عندهم عوجة؟
كنا جاينكم بعدين لكن الحمدلله ، الله جابك ، عشان في قروش تشيلن توديهن معاك لأمك ..
راشد قال ليهم :
تعبناكم معانا يا أعمامي ، انحنا من غيركم ما عارفين كنا نعمل شنو ؟
ياهو إنتوا في مقام أبونا وسندنا ، ما قصرتوا فينا ، بتتفقدونا وبتحلوا مشاكلنا ، عشان كده أنا هسي جيتكم بموضوع وقلت أشاوركم فيهو في الأول وأشوف رايكم ..
قالوا ليهو :
قول يا راشد أنحنا سامعنك ، وإنت زي ولدنا وانحنا ما عملنا شيء ده الواجب ..
قال ليهم :
زي ما شايفين يا أعمامي أنا بقيت قاعد ساي ، لا شغل ولا مشغلة ، حابي أدخل معاكم السوق وأتعلم الشغل وأساعدكم شوية ، وبالمرة أقدر أكون نفسي وأشغل روحي حبة ..
طبعآ الموضوع ما عجبهم أي واحد قاعد يعاين للتاني لانو دي ما الخطة الكانوا راسمنها لكن ده الكانوا خايفين منو ، مدثر رأس الحية عشان هو الكبير عدل نضارتو ، وأخد ليهو ضحكة ، وبعدها شال كباية الشاي المكبوبة شرب ليهو منها شفطة ونزلها وقال ليهو :
شوف يا إبني ده القرار الصاح المفترض تتخذوا من بدري ، تمسك محل أبوك وتملأ مكانتو ، وإنت كبير البيت المعتمدين عليك ، لكن يا ولدي أنحنا دايرين ليك الأحسن من كده ، السوق ده غريق وفيهو تماسيح ببلعوا ، ومحتاج لنفس طويل ، والحساد كتار ، انحنا ما دايرنك تدخل في المعمعة دي ، وتضيع مستقبلك ، عشان كده خليهو لينا نحنا العارفين مداخلو ومخارجو ، بنشيل الشيلة ، ومن قبيل أنا وعمك ياسر ده في سيرتك قلنا ود أخونا ده لازم نأمن ليهو مستقبلو عشان يعيش حياة كريمة ، ويقدر يصلح من أوضاعو ، دايرين نسفرك بره السودان بالمرة تغير جو وتشوف العالم ده عامل كيف ، بدل بهدلة البلد دي ، وامك وأختك ما تخاف عليهن وما تشيل ليهم هم ، أنحنا قاعدين ما بتجيهم عوجة ، أنحنا دايرين مصلحتك ودايرنك تكون زول ناجح في الحياة دي ، ابوك الله يرحمو كان بريدك كتير وخاتي عليك الحمل ، وكان بوصينا عليك ، ما تخيب ظنو فيك..
راشد كلام عمو خدرو وخلاه يراجع حساباتو ، ويفكر في موضوع السفر ، إفتكرها فرصة جاتو ولازم يستقلها ، طلع منهم بعد أداهم الموافقة وخطة الأعمام نجحت والغريبة ما كلم أمو واختو بالموضوع لما أداهم المصاريف ، ولسه خاتي الحواجز بيناتهم ، لكن كان صريح مع واحدة إسمها ندي ساكنة بحري عامل معاها علاقة بحبو بعض من زمن الجامعة ما إنقطع منها نهائي بحكي ليها بكل شيء قام لاقاها وطرح ليها الموضوع قال ليها :
أسمعيني يا ندي المرة دي أنا جبتك هنا عشان في موضوع داير أناقشك فيهو لانو بالتلفون ما بينفع ..
قالت ليهو :
قول يا راشد شفقتني عليك في شنو ؟
قال ليها بعد تفكير :
يا ندي أنا قررت أسافر بره السودان ، ماش اشوف حياتي عشان أقدر أكون نفسي وأجي أتقدم ليك ، البلد دي بقت ما بتنقعد لي..
ندي إتفاجأت من قرارو قالت ليهو :
شنو يعني فجأة كده قررت تسافر ؟
وتخلي امك وأختك لمنو ؟
وتخليني أنا لمنو؟
لالا ما تسافر يا راشد خليك قريب مني إشتغل قبلك في سودانا ده ، إنت دائمآ بتفاجئني بقراراتك دي وقت خليت الجامعة أنا ما كنت راضية وقلت ما أضغط عليك ، بالرغم من إنو الموضوع ما كان ساهل علي ، وما كنت متقبلاه ، وناقشتك فيهو كذا مرة لكن آخر النهاية وقت شفتك مصر قلت ليك خير ما مشكلة مشيتها ليك ، هسي كان إتخرجت معانا وتميت قرايتك ، ده كلو كوم طيب أنا هسي منتطراك السنين دي كلها ، عشان تجي تبعد مني تاني ، وتقول لي ماش اشوف حياتي ، لالا يا راشد فكرة السفر دي شيلها من رأسك خالص ..
كالعادة راشد عصب وجاط في ندي وإعتبرها عقبة في طريقو لانو أي زول بخالفو الرأي بختو في خانة العدو قال ليها :
انا قررت وخلاص تاني ماف شيء حيوقفني ، وما حاتنازل ، ولو إنت ما بتقدري تنتظريني أفصلي علاقتك بي وأكسبي زمنك ، وشوفي ليك ود حلال بدلي ، وانا زاتي ما عارف روحي تاني أجي راجع ولا لا ، وما معروف غربتي دي تطول كم سنة ، ولا أقول ليك من هسي أي واحد يمشي بإتجاه ونقطع العلاقة دي ، عشان ما أعلقك ساي..
الكلام كان قاسي علي قلب ندي صدمها ، ما قدرت تستحملو ، لانو راشد عاين لنفسو ، ما عاين لحبها وريدتها ، لا قدر العشرة الجميلة ولا التضحيات ، ولا الوفاء والإخلاص ، ولا المشاعر وجبر الخواطر ، شالت شنطتها وهي بتبكي بحرقة ، ما قادرة تستوعب الحاصل ، طلعت منو وخلتو قاعد في مكانو بدخن في سيجارو ، ولا علي بالو ، قطع مزاجو صوت التلفون وهو بضرب لقاهو صاحبو امجد رد عليهو ووصف ليهو المكان القاعد فيهو جاهو ساقو بالعربية وطلعوا وأثناء ما هم ماشين شافوا لين واقفة منتظرة المواصلات ، أمجد علي حسب شهامتو وهو زول مشهود ليهو بالمواقف والطيبة والحنية وهو قريب من راشد شديد ، ده الوحيد البتكلم معاه بدون حواجز ، وبنصحو ، عكس أصحابو التانيين قال ليهو :
موش دي أختك لين يا راشد خلينا نوصلها البيت..
في الاول راشد رفض لكن أمجد ما سمع كلامو وقف العربية جنبها ونزل القزاز ، سلم عليها وقال ليها :
أركبي يا لين نوصلك معانا ..
لين إتخلعت لما شافت راشد غلبها الكلام فتحوا ليها الباب وركبت بدون أقوال لحدي ما حصلوها البيت نزلت منهم وهم طوالي مشوا مشاويرهم ، دخلت علي امها مبسوطة قالت ليها :
يا امي ما شفتي الليلة الجابني منو ؟
امها بإستغراب قالت ليها :
أها الجابك منو ؟
قالت ليها :
ولدك وصاحبو لاقوني واقفة منتظرة المواصلات حنو علي حالي ركبوني معاهم ، لكن والله كنت خايفة جنس خوف ، موش مفترض يحصل العكس اكون مطمنة ، خفت من ولدك ينهرني ولا يديني كلمة جارحة قدام صاحبو عشان كده ما فتحت خشمي ركبت بسكات ونزلت بسكات ، بقيت صنم بس ..
امها ضحكت عليها قالت ليها :
أخوك والله بقي صعب ربنا يهديهو ، من جواه بكون خايف عليك لكن ما بقدر يظهر ليك الحب ده قدام صاحبو ، غايتو الود ده حيرنا معاه ..
لين وهي بتحكي لأمها لاحظت عليها أثار التعب في وشها قالت ليها بخوف :
والله يا أمي اليوم شكلك ما عاجبني ، إنت كويسة؟
حاسة بشنو ؟
ورقدتك دي ما طبيعية ، إنت طولتي ما مشيتي الدكتور ، قستي ضغطك وسكريك ، خلينا بعدين نمشي نفحص ، وثم ثانيآ يا أمي قعادك براك طول اليوم مشكلة والله انا في الجامعة بكون بفكر فيك وشايلة همك ..
قالت ليها مضارية ألمها ومرضها عشان ما تشيل بتها الهم وتشغلها :
ماف حاجة يابتي ، انا كويسة ما تقلقي علي ، ما تشيلي همي وركزي في قرايتك وجامعتك ، قبيل هبطت شوية وهسي الحمدلله احسن ، وجاراتي ما مقصرات مني بجن يتفقدني وبونسني ، قبيل جن شربن معاي الجبنة ، وفعلآ طولت ما قست الضغط ولا السكري لكن الحمدلله محافظة علي العلاج لكن ما مشكلة نمشي نقابل ونشوف الحاصل ..
لين مسكت تلفونها وضربت لراشد كلمتو يودي امها بعدين الدكتور ، وراشد في الوقت ده كان بحكي لأمجد في الحاصل ، أمجد قال ليهو :
شوف يا صاحبي قرار السفر هو ما كعب والسفر فيهو فوائد ، لكن إنت ما محتاج ليهو في الوقت الراهن ، عندك الخلاه ليك أبوك أمسكو مع أعمامك ، وأمك دي بقت مرة كبيرة في العمر منو البراعيها ليك ، لو ما لقتك الآن حتلقاك متين ، انت براك شفت لما اختك اتصلت هسي عليك وقالت ليك بعدين تعال ودي امي الدكتور ، انا عارفك كلامي ده ما بتريدو لأنو حار ، لكن أحسن تسمعو مني وتسمع كلام الببكيك ، انا داير مصلحتك يا صاحبي ، والبنت المسكينة الكنت معلقها كل السنين دي ذنبها شنو تكسر بقلبها..
راشد قال ليهو :
والله إنت ما عندك موضوع ، ياهو نفس كلام ناس البيت ، إنتو ما عندكم غير المواعظ والنقة الكتيرة ، شوف يا أمجد دي فرصة عمر مستحيل أضيعها من يدي وتاني شيء أعمامي ديل ما بقصروا من امي واختي ، فلو سمحت عليك الله ما تشغلها لي كتير لو عندك ونسة غير دي قولها ما عندك خلينا نتخارج ، وندي بكرة بتنسي وبتشوف حياتها…

إلي اللقاء
العدو القريب
الحلقة الرابعة
بقلم: -حسن مامون خضر

___
راشد شايف وعارف كل شيء لكن بستهجنو ، معاند ومكابر ، راكب راس في كل شيء ، وشايف نفسو هو الصاح الوحيد ، والباقيين كلهم غلط ، أمجد حاول يقنعو بكل الطرق وحب يساعدو لكن لا حياة لمن تنادي ، أخدوا قعدتهم والنقاش كان بيناتهم عقيم ، ولمن جوا باقي الشباب عليهم أمجد إستأذن منهم لأنو جاهو مشوار وكان حاسي بأنو راشد ما حيشتغل بأمو كتير ، قضي مشاويرو الجاتو ومشي بيتهم إستحم وغير ملابسو ، عاين للساعة لقاها عاملة ٨مساء شال تلفونو وضرب لراشد عشان يشوفوا وين ويزكرو ، راشد قال ليهو بلا مبالاة :
والله يا أمجد أنا حاليآ بعيد معاي ماهر ومؤتمن قاعدين نشرب لينا في قهوة في شارع النيل ، اها تجي علينا ؟
الدنيا حلوة يا صاحبي ، أبقي مارق ..
أمجد كان متوقع ده يحصل قال ليهو بغضب :
أسمعني إنت موش امك دي قبيل قالوا ليك تعال وديها الفحص؟
إنت نسيت ولا شنو ؟
ياخ ليه ما أديت الموضوع إهتمام ؟
دي امك يا راشد ، مفترض تخلي أي شيء في يدك وتهتم بصحتها وتراعيها…
راشد الكلام ما عجبو قال ليهو :
عليك الله يا أمجد ما تقفلها معانا ، بوديها يوم تاني هسي ما فاضي ..
امجد إختصرو وقت لقي كلامو لا بودي ولا بجيب قال ليهو :
يا زول خير ، يلا مع السلامة ..
الموقف زعلو شديد ومستغرب في صاحبو ده كيف واحد أمو تكون عيانة ما يوديها للدكتور ولا يفحص ليها ؟ ويفضل عليها الفارغة ، بدون تردد دور عربيتو وإتجه لبيت ناس راشد دق الباب جات فتحت ليهو لين سلم عليها وقال ليها :
كيفكم يا لين قيلتو كيف؟
أسمعيني أنا جيت أودي خالتي الدكتور خليها تجهز عليك الله سريع ..
لين موقف امجد وإهتمامو عجبها ، فرحت بجيتو دخلت علي امها كلمتها قالت ليها :
يا أمي أجهزي ده امجد صاحب راشد جاء يوديك الدكتور ، شكلو راشد كلمو ، هسي هو منتظرنا بره في العربية ، ودقيقة البس عبايتي أمشي معاكم..
خمس دقائق حاجة سوسن وبنتها جهزوا حالهم وطلعوا علي امجد وطول الطريق أمجد كان بونس فيهم ، وإعتبرهم زي ناس بيتهم حس معاهم بالإرتياح لأنو زول يتيم ام ، معرفتو براشد من الثانوي ، خريج محاسبة ، عندو أخوه مغترب اكبر منو وأخت أصغر منو بتقرا في الأساس ، كان بحكي ليهم عن شقاوتها ومواقفها لحدي ما حصلوا عيادة دكتور سعيد نزلهم وحجز ليهم ودفع حق التزكرة ، ودورهم لما جاء دخلوا علي دكتور سعيد الإستقبلهم ببشاشة وحفاوة ومعروف عنو بالإنسانية والروح الجميلة والأخلاق النبيلة مع مرضاه قعد حاجة سوسن في الكرسي الجنبو وجاب ميزان الضغط قاس ليها ، قرأ العداد وقال ليها :
يا امي الحمدلله إطمني الضغط كويس ، ما تخافي وتقلقي وتشيلي هم ، بس حافظي عليهو وإستخدمي حبوبك في وقتها ، والحاجة البتزعلك وبتوترك أبعدي منها ، يلا خلي اولادك ديل يعملوا ليك فحص السكري في المعمل ويجيبوا لي النتيجة ، وإن شاء الله ماف عوجة ..
المعاملة كانت حلوة من دكتور سعيد طمنهم علي الضغط بكلام طيب يدل علي أخلاقو العالية وتواضعو الجميل وإنسانيتو الراقية ، إنتظرهم لحدي ما النتيجة بتاعت فحص السكري طلعت وجابوها ليهو بس للأسف طلع السكر مرتفع ، كتب ليها حبوب المنظم وغير ليها حبوب السكري من ٢ملجم ل٤ملجم ، لمدة شهر وقال ليهم تجوني للمقابلة ، شكروه وطلعوا علي البيت لكن حاجة سوسن كان في كلام كتير جواها وعاتبة علي ولدها الما أدي الموضوع إهتمام كبير ، ولا راعي لصحتها ، لكن ربنا عوضها بأمجد كان حنين عليها ، وبشم فيها ريحة امو المتوفية ، ما قصر معاهم إشتري ليهم الفواكه من الطريق ولما حصلوا البيت ما دخل معاهم نزلهم وإعتذر منهم ، شكروه بقلب داخلو الفرح ، كانوا سعيدين بوقفتو معاهم ، وعمل الخير القدمو ليهم ، بس الوجعة زادت عليهم لما شافوا راشد جاء داخل ، أمو من الزعلة ما إتكلمت معاه لكن لين ما قدرت تمسك نفسها قالت ليهو :
لشنو يا راشد عدم اللا مبالاة دي ؟
موش انا قبيل ضربت ليك وكلمتك قلت ليك نودي امي الدكتور نفحص ليها ، ليييه بتعمل كده؟
قال ليها بزهج :
يا بت نسيت ، الدنيا طارت بكرة بنمشي ، انا هسي ما داير كلام كتير ، وما تكوركي فيني أنا ما ناقصك أمشي من وشي ..
قالت ليهو بوجع ودمعتها في عينها :
انا أصلآ ماشة ، ما قاعدة معاك لانك زول ما بتحس ، وإنت ما أخوي الأنا بعرفو من زمان ، وبالمناسبة ما تتعب روحك وتكلف نفسك امي مشت فحصت وسكريها طلع مرتفع ، وغيروا ليها العلاج ، كتر خير صاحبك أمجد جاء ساقها وإهتم بيها ، صحي الغريب أحسن من القريب ، وإنت خليك في عدم إهتمامك ولا مبالاتك دي ..
راشد ما إشتغل بكلامها كتير ، ولا إهتم بالموضوع ، لا قلبو حن ولا جبر بخاطرهم ، كان بخطط للسفر وبس ، جاري وراء الوكالات وجهز أوراقو كلها ، وحجز تزكرتو ، وعارف لو جاء كلم أمو بموضوع السفر حتمنعو وتديهو عدم العفو ، عشان كده كان حريص ما يكلمها ومحذر أمجد ما يفتح خشمو ، لدرجة إتشاكلوا في الموضوع ده لانو أمجد عارف ام راشد ما حتستحمل الكلام ده والدكتور موصيها ، وكان حاضر كل الإتقال
، قطع علاقتو بيهو وإختفي من أنظارو وقفل تلفوناتو وسافر ، كان مضايق جدآ من تصرفاتو وغضبان من أفعالو ، لأنو راشد ما حاسي بقيمة امو ، كان بقول في نفسو :
سبحان الله ناس ربنا مديهم نعمة الأم ، ما قادرين يبروها ويراعوها ، ويحمدوا الله عليها ، عندهم جنة في وشهم ما شايفنها ، ما عارفين الفقد قدر كيف موجع ، والشوق بعد الممات لا يطاق ، راشد ده زول فاقد للعقل ومغبي ، لكن حيجي يوم ويندم طول عمرو علي قراراتو وتصرفاتو ..
راشد ما فهم معني الحب ولا معني كلمة أم وخوفها وما فهم معني الصداقة تلك الروح البتظهر في كلمة طيبة ، والبسمة في وقت الفرح والدمعة في وقت الحزن ، سافر راشد حاملآ معه خيباتو وطموحاتو المزيفة بدل دعوات ورضاء والدتو ، ضرب كل الأمال المعلقة عليهو بجدار الأنانية ، ماف زول عارفو سافر غير أعمامو وأمجد المنقطع من الجميع ، عد اليوم الأول وأمو كانت منتظراه وقت ما جاء قلقت عليهو ومشت صحت بتها قالت ليها :
يا لين يابتي قومي أخوك ما جاء لسه ، واليوم كلو ما شفناه ، كدي أضربي ليهو شوفيه وين ..
لين قالت ليها :
يا أمي عليك الله نومي وخليهو ما تشتغلي بيهو ، بكون مساهر مع أصحابو هسي بجي داخل بسمعنا كلام انحنا في غني عنو ..
_ هي يا بتي لكن ما من عوايدو يتأخر للساعة ٣ ص ، أنا قلبي مقطوع عليهو والنوم طار من عيوني ..
_طيب دقيقة أضرب ليهو ..
لين ضربت لكن لقت التلفون مقفول ، قالت لامها :
تلفونو كالعادة مغلق ، بكون مبيت مع واحد من أصحابو خليهو براحتو ، ما تشتغلي بيهو كتير ..
حاجة سوسن من قلقها وخوفها علي ولدها للصباح ما نامت ، شالت همو وخافت يكون حصل ليهو حاجة ، والزاد قلقها اكتر لما اليوم التاني جاء وراشد ما ظهر ، وتلفونو ما بدخل معاهم ، دايرين يمشوا يسألوا الأعمام عنو فجأة امجد جاء عليهم لقي حالتهم تحنن ، والخوف والحزن ظاهر في عيونهم سلم عليهم وقعد مع خالتو سوسن ولين وبدأ يحكي قال ليهم :
والله ما عارف أبدأ ليكم من وين ، أنا حزنان علي الحصل أكتر منكم ..
حاجة سوسن كانت شايلة قلبها في يدها قالت ليهو بخوف :
قول يا ولدي راشد الحصل ليهو شنو ؟
قال ليها :
إطمني يا أمي راشد كويس ، بس سافر وده سبب خلافي معاه وإنقطاعي منكم ، كنت رافض سفرو ده وإتشاكلت معاه ، قدر ما أقنعتو ما يسافر وقفني عند حدي وسمعني كلام ماف ليهو داعي ، أنا زعلت من قرارو قلت ليهو علي الأقل كلم أمك وشيل عفوها ورضاها ، ما سمع كلامي وحذرني ما أكلمك ، بعد داك جاتني سفرة لكسلا قلت إحتمال يغير رأيو في الفترة دي ، وربنا يهديهو ويراجع نفسو ، لكن للأسف ركب راسو وسافر بدون ما يكلم زول ..
هنا حاجة سوسن ما قدرت تستحمل الخبر كانت بتبكي بوجع كبير وده الكانت خايفة منو ، ما مصدقة ولدها يمشي يخليها بالسهولة دي ، حست برأسها لافي وجسمها بدأ يتقل دايرة تقوم علي حيلها ما قدرت حاولت تمسك في السرير عشان تنسند عليهو هبطت وجات واقعة علي الأرض ، لين جات جارية عليها وهي بتكورك أمييييييي…

إلي اللقاء
العدو القريب
الحلقة الخامسة
بقلم: -حسن مامون خضر

_____
حالة صدمة قوية أصابت الحاجة سوسن ، أثر الضغط النفسي والإكتئاب الجاها من خبر ولدها العاق السافر بدون ما يكلمها ويودعها ، أمجد رفعها من الأرض بمساعدة لين رقدوها في السرير لكن شكلها فقدت الوعي ودخلت في حالة غيبوبة ، عيونها كانت مفتوحة نص فتحة ، وماف أي إستجابة منها لكواريك بتها ، وللموية الباردة الرشوها بيها عشان تفوق ، لين جرت علي بيت أعمامها الكان مقاصدهم ، كلمت نسوانهم بالحاصل جوا معاها جاريين شالوها مع امجد من السرير وركبوها في العربية وبسرعة نقلوها للمستشفي ، وعلي حسب الحالة الجات بيها دخلوها طوالي غرفة الإنعاش ، الدكاترة مع الممرضات لحقوها وقفلوا بوراهم الباب ، ركبوا ليها الأجهزة وبدوا بالإسعافات والإنعاشات وقياس الضغط ، كانت حاجة سوسن تجابد أنفاسها ما بين الحياة والموت ، ولين بره منتظرة ، حالها يغني عن سؤالها ، ما قادرة تصبر كانت بتبكي بشدة وهي شايفة منظر امها ، خايفة تفقدها زي ما فقدت أبوها أمجد في اللحظة دي كان قريب منها بدأ يقوي ويصبر فيها ، قال ليها :
يا لين ده ما وقت بكاء ده وقت دعاء ، وقفي دموعك وأدعي لأمك في اللحظة دي بالشفاء ، وإن شاء الله حتبقي كويسة ..
قالت ليهو بقلب هزيل وعيونها مليانة بالدموع :
انا يا امجد لو أمي حصل ليها حاجة ، والله ما بقدر أعيش بعدها بحصلها طوالي ، انا ما عندي غيرها في الدنيا دي ، هي دنيتي وحياتي وسندي ، كلو من راشد ، وأنا من يوم الليلة ما عندي أخو إسمو راشد ، خلاص مات جواي ، ده الكان داير يصل ليهو ، ما راعي لأمي ولا لصحتها ، لو ما كتلها ما برتاح ، حاليآ أنا ما قادرة أصبر يا أمجد ، دايرة أشوف أمي ..
لين كانت متجرسة شديد ، مره تمشي تقعد مع نسوان أعمامها ومرة تقيف علي حيلها ومرة تمشي لأمجد الكان واقف في الممر ومقلق ، نسوان الأعمام طبعآ مستغربات فيهو خلن جيتن مع حاجة سوسن وبدن يقطعن فيهو سيدة زوجة ياسر قالت لناهد زوجة مدثر :
إنت يا ناهد راشد ده نصيح ؟
كيف يسافر بالطريقة دي وما يكلم امو ، هسي هدي النتيجة المرة بين الحياة والموت وتعالي النسألك الود المعاهم ده منو بتعرفيهو ؟
وعلاقتو شنو بالناس ديل ؟
ما شايفاه متلصق في لين كيف ؟
ولين ذاتها يا اختي ما هينة عايني ليها تتبكي ليهو كيف؟
غايتو بنات الزمن ديل ربنا يدينا خيرهن ، البت عاملة ليها دور جامعة وقراية ..
ناهد قالت ليها :
يا مره قالوا ده صاحب راشد ، كم مرة بجي معاه وبوقف عربيتو إنت ما قاعدة تشوفيها ولا شنو ؟
الود خلي صاحبو سافر وعد الحالة واحدة ، شكلو لابد ليهو فوق رأي ..
ما كملن قطيعتن زي الناس باب العناية المركزة فتح وطلع الدكتور من جوه ، لين وامجد جروا عليهو قالوا ليهو :
أمنا كيف يا دكتور؟
دايرين نطمن عليها ، خلينا نشوفها ..
الدكتور طلع منديل من جيبو قش بيهو جبهتو من العرق ، كان متوتر شديد سكت مساااافة وكان بعاين ليهم بعيونو ، نظراتو كانت مليانة بالخوف من ردة الفعل ، نظرات تحمل بداخلها أسي وتوصيل خبر أليم ، جمع قواهو وختاهم أمام الأمر الواقع ، قال ليهم :
الموت حق علينا كلنا ، وكل نفس ذائقة الموت ، إنا لله وإنآ إليه راجعون ، الدوام لله يا جماعة ، معليش ما قدرنا ننقذ أمكم حاولنا بقدر المستطاع بس للأسف اليوم تم ، كان في إرتفاع حاد في السكري ادي لإرتفاع في ضغط الدم نتجت عنه مشاكل في الكلي وقلبها ما قدر يستحمل حاولنا جاهدين ننقذها لكن ما قدرنا ..
لين ما قادرة تستوعب الكلام وما مصدقة الحاصل كأنو بتحلم ، وكأن الدنيا وقفت في لحظة ، حست بالوجعة قاسماها النص ، والواطة لافة بيها ، كانت مخلوعة ومنططة عيونا ، قالت لأمجد وهي علي وشك التلاشي والهبوط والصوت قرب يروح :
لالا أمي ما ماتت يا أمجد ، أمي حية الدكتور ده بكذب علينا ساي ، امي منتظراني جوة أنا ماشة ليها..
أمجد دموعو أبت تقيف من البكاء في اللحظة دي نسوان أعمامها جن عليها حضننها وضربن الكواريك ، هنا لين إستوعبت الحصل وإتأكد ليها الخبر إنو جسدها بقي بدون روح ، والروح ذاتها راحت ، عرفت إنو أمها ماتت ، صرخت صرخة مليانة ألم ووجع، صرخة فقد كبير صرخة لمت كل الكانوا موجودين ، وبعدها ما وعت بحاجة ، منظرها بكي كل الحواليها ، وامجد كان خاتي يدينو في رأسو وببكي بطول حسو ، رجعت بيهو نفس الذاكرة لوراء يوم وفاة أمو ، الوجع بقي عليهو وجعين ، القلوب إتستفت بالأحزان ، وإتقفلت أبواب الفرح ، الخبر إنتشر ووصل الاعمام الجوا إستلموا الجثمان ، ضربوا سنار وكلموا أهلها ، وبعد جهزوها ليهم وكفنوها مشوا ستروها ، وفرشوا الصيوان والحي إتوشح بغيوم الأحزان ، رحلت الإنسانة الفاضلة حاجة سوسن ، كانت تمتلك نفس طيبة وروح جميلة ، وقلب حنون ، الجميع أحبها ، إحترموا إنسانيتها ، نثرت الورد في الطرقات ، زرعت الأمل في النفوس المتعبة ، كانت كلمتها الطيبة تدفق من لسانها حنينا وجمالا ،كانت لا تشكي ضعفها ولا تعبها ، عزيزة نفس مبتسمة وراضية بحياتها ، سكنت روحها وتوقفت نبضات قلبها
، وإرتخي جسدها الطيب للأبد ، ووجهها المشرق غاب وغابت معاه زهور المدائن والقري ، برحيلها فقدت لين روح امها الحنونة ، وبقت تبحث عنها بين الناس بلا شعور ، بكتها وجعآ ، وتركت في روحها شرخ عميق لن تدمله الأيام ولا السنين ويبقي أنينها إلي حنينها..
وداعآ يا سوسنا
يا بحر الريد
الدافق..
وداعآ يا روحآ
أحن من صوت
الربابة..

لين إمتنعت من الأكل وملتزمة الصمت والهدؤ كمية الوجع الجواها كفيلة تهد جبال ، كانوا بحنسوا فيها عشان تشد حيلها ، وتصبر ، لكن كانت فاقدة للشعور بتعاين ليهم بعيونها بس ، الدنيا مسخت ليها والحياة بقي ما ليها طعم ، حالة من البؤس والعجز والأسي متراكمة جواها ، صحتها ماشة في تدهور ولونا بقي شاحب ، جسمها ضعف وفقد ، وبقت عرضة للامراض والإلتهابات ، كم مرة ركبوا ليها الدربات عشان تعوض ، وأهلها ناس سنار جوا قعدوا معاهم كم يوم وكانوا دايرين يسوقوها معاهم تفرق ويعصروها عليهم لكن رفضت ومحلات فيها ريحة أمها قالت ما بتخليها ، وجامعتها الغابت منها بالأيام زميلاتها وزملائها كلهم بأساتذتهم جوها واسوها ، وكانت ماجدة وريل بترددن عليها كل يوم وهن قريبات لقلبها وصاحباتها شديد ، ما قصرن معاها قالن ليها :
يا لين عليك الله أنزلي بعد ده الجامعة انحنا فاقدنك ، لازم تبقي قوية ..
قالت ليهن :
أنا نفسي طلعت من أي حاجة ، خلاص أحلامي إنتهت ، وحياتي وقفت ، أنا تاني ما دايرة قراية ، عليكم الله ما تضغطوا علي انا ما قادرة والله ما قادرة ، حسوا بي وبوجعتي ، بقي ما فيني حيل لأي شيء ، خلوني براحتي خلونيييييي…

يا الله من كمية الوجع 💔

إلي اللقاء
العدو القريب
الحلقة السادسة
بقلم: -حسن مامون خضر

____
كمية الفقد والألم جوه لين كانت كبيرة ، فهي من اصعب التجارب المرت بيها ، قلب حزين منكسر ، وعين بالدموع تنهمر ، ونفس حزينة فيها جروح عميقة تحتاج لجبر خاطر ، عايشة في دوامة حزن حاول أمجد يطلعها منها لكن ما قدر يوصل ليها ، بتصل في تلفونها بلقاه مغلق علي طول ، فكر يمشي يزورها مع أختو الصغيرة ويشوف أحوالها لكن كان خايف من أعمامها يفهموه غلط وما يرضوا جيتو ، ويسببوا ليها مشاكل ، بقي محتار يسأل عنها منو ، لحدي ما يوم إتصل ولحسن حظو لقي التلفون مفتوح ، لين من شافت رقمو إنفقعت بالبكاء جاها إحساس بالأمان ، كأنو كانت بتفتش في كوم الأحزان ده للبفهمها ويطبطب عليها ، ويخفف من وجعتها ، ردت عليهو وهي بتبكي قالت ليهو :
امجد انا حاسة إني ما عايشة انا كرهت الحياة قسمآ بالله ، ليه انحنا عملنا شنو في حياتنا دي عشان يحصل لينا كده ، أبوي كتلوه وغدروا بيهو ، امي حبيبتي مشت خلتني براي أقاسي وحدتي ، انا ما فضل لي حاجة في الدنيا دي وريني أعيش لشنو ولمنو وعشان أسوي شنو ؟
امجد كان متأثر شديد قال ليها بلطف وحنية :
يا لين عليك الله ما تبكي وما تعملي في روحك كده ، لله ما اعطي ولله ما أخذ ، لازم نؤمن بقضاء الله وقدرو ، ده حال الدنيا ، أصلآ ما فيها خير لازم تصبري ، لأنو الشدائد دي إمتحان لقوة الإيمان ، لازم تواصلي مشوارك البديتي وتكملي جامعتك ، ما تخلي الحزن يسيطر عليك وتفقدي معني الحياة ، انا الزول الوحيد العارف يعني شنو فقد الأم ، ما بتعوض والفقد صعب ، امك كانت إنسانة فاضلة ، بس ما غالية علي ربنا ، حاولي ادعي ليها كتير ، دعواتك بتحصلها وبتكون سعيدة ، ربنا يجمعنا بيهم في الجنة ، عشان كده يا لين ما تضعفي للمصائب ، الله موجود وكريم ، وما تنسي انا حاكون جنبك ومعاك في الحلو والمر ، كوني قوية ، وما تعذبي روحك ، وتعترضي علي حكم ربنا ..
كانت كبسولة معنويات من امجد عسي ولعل لين تتقوي بيها ، وتبدا حياة من جديد ، بعيدآ عن اليأس والإنهيار النفسي وأن تواصل املها وحلمها الجميل لأن الأمل بقود للإنجاز ، فهو ريش يبني جناحين يمكنهما التحليق به نحو تحقيق الأهداف ، برغم صعوبات الحياة فالذي ليس لديه طموح لا يسعي لشيء ، فالحياة لا تخلو من المنغصات ، فكان لا بد من وجود امجد ليهون علي لين صعوبة الطريق ، ولين مع مر الأيام بدت تستعيد قواها وعافيتها تدريجيآ وقررت بعد صعوبة ترجع تواصل مشوارها الجامعي وتلحق زميلاتها ، وتمارس حياتها الطبيعية ، كلمت اعمامها بعد الناس وقفت منهم قاموا قعدوا معاها قالوا ليها :
يا لين ما تخافي انحنا قاعدين ، ما تشيلي هم لحاجة ، إعتبري ناهد وسيدة ديل امهاتك واولادنا أخواتك حتعيشي وسطنا وبيناتنا وحترحلي معانا لأنو انت بنت وقعادك براك ما بنفع ، بالتالي حنقوم نأجر البيت عشان ما يقعد فاضي ، او ينسكن ، وبعد اخوك يرجع من سفرو ترجعوا ليهو ، وتفتحوا بيتكم من جديد ، قلتي شنو ؟
لين الكلام ضايقها وما عجبها وهي اصلآ عارفة عمايلهم ومكرهم وخبثهم ، وطمعهم ، وانانيتهم ، وشاكة إنو هم وراء سفر راشد لكن عشان هي زولة محترمة وامها احسنت تربيتها قالت ليهم وهي مدنقرة رأسها تحت :
البتشوفوه صاح أعملوه ، بس انا عندي طلب بموضوع الجامعة لو سمحتو لي ، عشان هي بعيدة شوية وظروف المواصلات الصعبة ، وقومة بدري ، أنا دايرة أسكن داخلية واجي البيت كل خميس ده بعد إذنكم ..
الطلب ده وقع ليهم في جرح وكل خططهم ماشة زي ما راسمين ليها وعشان يكسبوها اكتر وما يحسسوها إنو هم ضد رغباتها مدثر قال ليها :
يا بتي انحنا مستعدين ومستطيعين نعمل ليك ترحيل يوديك ويجيبك ، ليه تسكني في داخلية ؟
لكن ما مشكلة ما دام دي رغبتك وقرارك انحنا موافقين ، بالرغم من إنك بتنا وشينة في حقنا نخليك تسكني في داخلية وإنت داخل الخرطوم ، والبيت هنا كبير ، لكن المرة دي ما حنقيف ضد قرايتك ، البيت بيتك متي ما دايرة تجي تجي ، لكن يا لين عشان نكون واضحين من هسي انحنا كباراتك وأبهاتك أي قرار دايرة تتخذيهو لازم ترجعي لينا في الأول ، حاليآ وافقنا علي سكنك بعيد مننا عشان ما دايرين نكون عقبة في طريقك ، ونضغط عليك علي شيء إنت ما دايراه ، لكن لازم تخلي بالك من قرايتك وما تطلعي اي مكان الا بموافقتنا ، مصاريفك وحقك حنديك ليهو كل إسبوع ، ولو إحتجتي لاي حاجة رقبتنا سدادة ، ولما تجهزي حالك وري عمك ياسر ده خليهو يمشي معاك ويوصلك بالبكسي ..
قالت ليهم ونفسها مقفولة من اي شيء وهي متاكدة تمامآ اعمامها ديل ما قالوا الكلام ده ساي إلا لشيء في نفسهم :
خلاص تمام ، انا بكرة بإذن الله بجهز حالي وبمشي ، شكرآ ليكم لتفهمكم لموقفي ..
طبعآ نسوان الأعمام متابعات الموقف وفي كلام كتير جواهن خلن بعد رجالن مشوا ولين دخلت غرفتها الأدوها ليها ناهد قالت لسيدة :
شفتي البت وقلاصتها قالت شنو ؟
أنحنا مالنا بناكلها ولا بنشغلها من مقصوفتها دي العاملة بيها قومة وقعدة ؟
ولا قايلانا حنشغلها خدامة عندنا ؟
البنت كاتلة ضلها كده ما هينة والله ، دايرة تسكن داخلية عشان تلقي راحتها تطلع علي كيفها وتجي علي كيفها بدون رقيب ولا حسيب ..
سيدة بضحك إستفزازي قالت ليها :
أمها منو ؟
انا من يوم شفتها في المستشفي مع الولد صاحب اخوها تتبكي ليهو ومتلصقة جنبو عرفتها ما كويسة ..
طبعآ لين في الوقت ده كل الكلام سمعتو لانو كانت جاية تشيل موية تبلع بيها حبة مسكن ، حست زي الزول البطعن فيها بسكاكين ، رجعت الغرفة قفلتها عليها وهي بتبكي بحرقة ، إتزكرت كلام أمها لما كانت بتقول ليها : (أصلو ما بوجعك كلام الغريب البجهلك ، البوجعك كلام القريب البعرفك )..
فجأة جاها شعاع الأمل متوهج بإتصال من أمجد الكان في الوقت والميعاد حكت ليهو كل الحاصل ، وبكلامو الدافئ الحنين خفف عليها اوجاعها ، وأداها نارمين أختو الصغيرة إتونست معاها ، والإتنين فاقدات سند الأم ، عايشات علي الكلمة الحلوة والطيبة ، في لحظة لين نست ألمها وفرقت مع أمجد وأختو ، لكن الأعمام في الوقت ده كانوا مع حاج بدوي بتناقشوا بخصوص البضاعة كان بقول ليهم :
أخر طلبية جبتها ليكم ما أديتوني حقها وزمن السداد جاء وإنتوا ما سددتوا أها عملتوا لي شنو ؟
مدثر قال ليهو :
إنت عارف يا حاج بدوي الأيام دي في ركود في السوق أصبر علينا شوية ما ناسينك ، ولو مضايق عندنا بيت أخونا الهادي ده عارضنو للبيع ممكن نرهنو ليك لحدي ما الكاش يتوفر عندنا ونقدر نسدد ليك ديونك ..

إلي اللقاء🖐️
2024/09/28 20:18:12
Back to Top
HTML Embed Code: