Telegram Web Link
العدو القريب
الحلقة السابعة
بقلم: -حسن مامون خضر

___
حاج بدوي راجل شهم وأصيل ، كانت بينو وبين المرحوم الهادي صداقة سوق قوية وتعامل تجاري حلو وتبادل سلع ومنفعة والمصالح مشتركة ، عارفين أسرار بعض ، وبسافروا كتير ، وبيناتهم عشرة سنين ، ما رضا الكلام القالوا ليهو اخوان الهادي بتاع رهان البيت ، قام علي حيلو إستغفر ودق الواطة بعصايتو وقال ليهم :
يا جماعة إتقوا الله فيما تقولون ، إنتوا ناسيين الموت ، لو دامت كان دامت لأخوكم الخلي ليكم العز ده كلو ، أنا حاج بدوي ده القدامكم والشايفاه عيونكم لي أكتر من عشرين سنة في السوق ده ، ما حصل إستغليت زول ولا حصل دخلت قرش حرام في بيتي ، دايرني هسي أدخل في حق يتامي وترهنوا لي بيت لسه أسيادو حيين ، إنتوا عارفين البيت ده بيت صاحبي وصديق عمري ، هسي لو هو حي ولا زوجتو حية كان بتقولوا كلامكم ده ، ما سألتو نفسكم أولاد أخوكم بعد تبيعوا بيتهم حيمشوا وين ؟
معناها إنتوا لسه ما بتعرفوني ، لعلمكم أنا زول دغري وما بحب اللولوة ولا اللخبطة ، وده آخر تعامل لي معاكم ،حاليآ بديكم فرصة تانية بتاعت شهر تسددوا لي فيها حقي كاش ، ولو ما سددتوا لي أنا حأتخذ إجراءات قانونية ضدكم يلا سلام..
حاج بدوي قال ليهم كلامو ده بزعل وطلع منهم ما إنتظر أي رد وبكلم في نفسو بحسرة وبقول :
الله يرحمك يا الهادي ويغفر ليك ، الله المستعان بالجد ما عندك أخوان وكلامك الكنت بتقولوا لي عنهم زمان كلو طلع صاح ، جشع وطمع ، آآه يا دنيا ..
الجماعة بهناك بقوا قاعدين في نار مغلغلين ، بفتشوا لطريقة تحلهم منو ، وماف بعده حل إلا يبيعوا البيت بدون علم لين وراشد ، وبالفعل وروا سمسار إسمو النزير يعرض ليهم البيت بالعفش ، بعد ما لين اليوم التاني مشت علي البيت لمت أوراقها وأغراضها وملابسها في شنطة وختت ملابس أمها في شنطة تانية ، عشان توزعها للمساكين ، كانت بتعاين لغرفتها وغرفة امها بتتزكر في اللحظات الجميلة العاشتها معاها، كلامها وضحكتها ورقدتها في السرير ، وونستها ، في اللحظة دي جاها عمها ياسر مستعجل قال ليها :
أطلعي يا لين الزمن ، إتأخرنا يااااخ إنت قاعدة تعملي في شنو من قبيل ، أرح لأنو وراي شغل ..
شال الشنط وطلع وهي بعدو طلعت وقفلت البيت وأدتو المفاتيح بحزن كبير ، بعد ما البيت كان مليان بالسعادة ، إتقفل وبقي واجهة للكآبة ، طول الطريق الدموع أبت تقيف من عيونها وهي راكبة مع عمها ، قلبها حس المرة دي بالفقد المرير فقد آخر شيء من حياتها ، البيت الكان ساترهم ، محل طفولتها وزكرياتها ، حيجوا ناس بدلهم يسكنوا فيهو ، الحزن سيطر عليها لحدي ما وصلوا الداخلية ومع نزلتهم ماجدة وريل كانوا منتظرنها جنب باب الرسيبشن ، فرحن بجيتها ، سلموا عليها بشوق شديد بعد الغياب الطويل ، العم ياسر ناداها بجنبة أداها مصاريفها ورسوم الداخلية ، وإستأذن منهم ورجع لأخوه في السوق لقي معاه النزير السمسار ومعاهم الزبون الجاي يشتري البيت ، ساقوه طوالي وروه البيت والبيت عجبو وحار حار تم الإتفاق ومشوا للمحامي اليوم التالي كتب ليهم عقد البيع ، إستلموا حقهم بالكامل أدوا منو النزير والباقي شالوه ومشوا لحاج بدوي في محلو لأنو المرة الفاتت حسوا بالإهانة لقوه منشغل مع زباينو إنتظروه بعد إنتهي قالوا ليهو :
يا حاج بدوي إنت إستعجلت للشين وكلامك الجيت قلتو لينا كان ذلة بالنسبة لينا ، هاك ده حقك كامل ، أنحنا ما حرامية ولا دايرين ناكل حقك ، السوق ده معروف تعامل وفي ظروف بتحصل إنت ما راعيت ليها ، المهم إستلم حقك وأدينا وصل الأمان وإيصالات بالإستلام عشان الزيك ده ما مضمون ..
حاج بدوي الكلام كان مستفز بالنسبة ليهو قال ليهم :
أنا ما جيت شاحدكم أنا جيت مطالب بحقي ، ولحدي هنا كفاية ويا دار ما دخلك شر..
ياسر ومدثر إستلموا إيصالاتهم وطلعوا لكن كانوا بخططوا لتدميرو ورد الإعتبار وإعتبروا مطالبتو بحقو إهانة ، في الوقت ده لين بدت ترجع زي أول وتتعافي من صدمتها وفقدها وتلحق زميلاتها الفاتوها ، وأمجد ما مقصر معاها بالمعنويات ، والأساتذة والزملاء بالمراجعات ، تمت الإسبوع الأول ورجعت بيت أعمامها ، إستقبلوها بكل برود ولقت البيت سكنوا فيهو ، ما قدرت تقول حاجة برغم الأسي الجواها والحنين ، دخلت غرفتها عشان تأخد راحتها ، طوالي ناهد مرة عمها جاتها بضيق قالت ليها :
النايمة ليها شنو قومي علي حيلك ساعدينا في المطبخ أعمامك ديل جايين معاهم ضيوف ، هسي إنت ما شايفة البيت ده مبهدل كيف ؟
ولا متعودة علي الوسخ في بيتكم ؟
اللحظة دي حست بطعنة جواها وده كان أول تعامل كعب تلقاه من نسوان أعمامها والتاريخ حيكرر نفسو ، عصرت الألم في قلبها وما كان عندها حيل للرد والنقاشات الفيها مكفيها وعشان تتفادي كلامهم الكتير قامت نضفت الصالة والغرف ودخلت المطبخ معاهم لكن آخر الليل جسمها كلو كان بوجعها ، كانت منتظرة السبت يجي بفارغ الصبر عشان تمشي منهم وترتاح من الكلام البوجع ، إفتكرت حتجي تلقي راحتها وتقرأ محاضراتها وتراجع دروسها لكن حصل العكس
غير الشقي والتعب ما لقت حاجة ، والمنظر ده إتكرر معاها كم خميس لما زهجت حاولت تضع حد للبحصل ده قالت لأعمامها :
أنا الفترة الجاية نازلة إمتحانات وحأكون مضغوطة بالقراية ما بقدر اجي البيت زي أول ..
كانت ردة الأعمام باردة جدآ قالوا ليها :
خلاص تمام البتشوفيهو صاح أعمليهو ..
لين موضوع البيت ما عرفت بيهو ولا في زول كلمها ، كانوا متكتمين علي الموضوع ، لكن ناس الحي عرفوا من الناس الجوا سكنوا وإتاثروا بالحاصل لكن إفتكروا البيع إتباع بالرضاء عشان كده ما إهتموا كتير ، ولين إنشغلت بقرايتها وبرنامج الجامعة الكان مفرق ليها ، والفرحها أكتر لما أمجد جاب اختو وسجلوا ليها زيارة اليوم داك كانت مبسوطة بشوفت نارمين ، حكوا مع بعض وفضفضوا وطلعوا رفهوا ، وعزموا معاهم ماجدة وريل ، جلسة كانت ظريفة مليانة بالونسات والضحكات ، ولما جوا راجعين ماجدة وريل أمجد عجبهم قالوا لي لين :
يا بت الود مزة ، عسل عدييل ود ظريف ووسيم راقي وذوق ، لو ما دايراه عليك الله خليهو لينا ، عجبنا وسر بالنا ..
لين ضحكت فيهم لأنو هي ما مفكرة في أمجد كحبيب امجد بالنسبة ليها أخ ورفيق وصديق وكبسولة فرح طلعها من دوامة الحزن ووقف معاها ، قالت ليهم :
إنتن يا بنات عويرات ولا شنو ؟
بطلن التفكير الرجعي ده ، ما أي شيء حب ، ولا ده وقت بتاع حبكانات ، أمجد زول واعي وراقي وكل شيء ، وأنا ما بنكر وقوفو معاي وجمايلو علينا ، أنا بحترمو جدآ وهو كبير في نظري ، الوقفة الوقفها معانا راشد أخوي ما وقفها ، يعني ربنا عوضني بأخ ورب أخ لم تلده أمك ، أها ما وريتني الدايراه فيكم منو ؟
ما جدة قالت ليها :
يا بت بنهظر معاك ساي ، لكن يا لين النصيحة والله مناسب معاك وحنين عليك ، ما تضيعي من يدك ، الود ما بتفوت ، إنت ما شفتي نظراتو ليك وخوفو عليك ..
قالت ليها :
هسي يا ماجدة إنت بتقولي كده التقول شايفاه جاب الشيلة والشبكة وقولة خير وانا رفضت ، يا بت أمجد عاديني زي أختو نارمين ، ولسه ما حدد شعورو إتجاهي ولا أنا مفكرة في مواضيع زي دي وكل شيء بزمانو ..
كلام ماجدة وريل فتح أضان لين لحاجة كانت ما منتبه ليها ، لشعور قد يكون حقيقي أو مزيف ، ولو صدق حدسهن حتواجه مشكلة مع الأعمام وحيعملوا ليها موضوع لو حسوا بحاجة ، والحاجة الكويسة الفترة دي هم ما شغالين بيها ولا مركزين معاها شغالين بالتنافس الحاصل في السوق لدرجة إنو كانوا مقعدين معاهم واحد مربوع وشعرو ملفلف ليهو عضلات ولونو أسمر لابس فنيلة مرسوم فيها تنين بقولوا ليهو الكيلو خاتين ليهو ربطة قروش قدامو في طربيزة وكانوا بتكلموا معاهو بصوت واطي قال ليهم وهو طالع بصوت تخين :
المهمة حتم بسرية تامة ، ولا جن أحمر حيعرف الحاصل ، جهزوا الدفعة التانية من القروش بجي بستلمها بعد العملية تنتهي…

إلي اللقاء
العدو القريب
الحلقة الثامنة
بقلم: -حسن مامون خضر

_____
الكيلو طلع من ياسر ومدثر بعد ما إتفق معاهم وأخد العربون ، كان بفكر في الطريقة البتخلص بيها من حاج بدوي ، بدون ما يترك أثر وراه إنتظر آخر الإسبوع عشان الحركة فيهو بتكون خفيفة والناس بتقفل بدري بدري وبتمشي بيوتها ، جمع أخطر تلاتة من عصابتو في الوكر بتاعو كان بأشر عليهم بأصبعو وبشرح ليهم في المهمة قال ليهم بصوت عالي وحاد بعد ما طلع سيجارتو وولعها ونفخ دخانها لفوق :
شوف هنا يا أب ساطور وإنت يا أب سكين وشوف يا أب جاكوما ، فتحوا عيونكم كويس وركزوا معاي ، انا إستدعيتكم المرة دي إنتوا بالذات لانو عارف مقدراتكم الإجرامية ، العملية الجاية دي حساسة شديد زي واحدة من العمليات القمنا بيها قبل اليوم ، لازم تتم بأكمل وجه ، وما بتستحمل اي غلطة ، لانو أي نفس ولا هفوة حنضيع كلنا ، الشغل أنا دايرو كتامي ، والفشل مرفوض ، يلا خلوا بالكم كويس في واحد إسمو بدوي تاجر كبييير في السوق عندو دكاكين ومخارن مليانة بالبضائع ، الزول ده دايركم تودوه لي الله دغري ، والمخازن تعدموها طفاي النار ، وعلي حسب المعلومات العندي الزول ده بقفل دكانو القاعد فيهو مع المغارب ، وبعدها بمشي بتمم علي مخازنو الفي آخر السوق ، يلا هنا مربط الفرس إنتو تكونوا جاهزين ، ومستعدين ، الحركة في المحلات دي شبه معدومة ، اوعاكم وحذاراكم تظهروا قبل يجي إلا بعد يفتح المخازن ويدخل جوه ، وبعد ده الجوه جوه والبره بره مفهوم يا شبشبة منقذوا الشغلة والشرتيت في إنتظاركم..
قالوا ليهو :
مفهوم يا بوص نوم قفا ..
الخطة كانت محكمة ومدروسة وياسر ومدثر عشان يبعدوا منهم الشبهات مشوا في اليوم ده بالذات لحاج بدوي إعتذروا منو للحصل والكلام القالوه ، والإسلوب الإتعاملوا بيهو معاه ، بطبيعة حاج بدوي زول متسامح قبل إعتذارهم لكن جيتهم دي ما طمنتو ولا ريحتو ، ومن كترت الزبائن والزحمة في دكانو ما إشتغل بالموضوع كتير ، واصل في شغلو لحدي ما المغرب أذن صلي وراجع حساباتو وقال لعمران الشغال معاه :
يا ولدي تعال قفل الدكان عشان نمشي اهلنا ، الدنيا خميس ، السوق فضي والناس مشت أهلها ..
فجأة تلفونو ضرب طلعو من جيبو وعاين للرقم لقاها دي زوجتو حاجة رجاء قالت ليهو :
يا حاج وينك ؟
مالك إتأخرت الليلة؟
قال ليها :
أنا جاي بعد ده قاعد أقفل ، مالكم دايرين شنو أجيبو ليكم معاي؟
قالت ليهو :
سلامتك يا حاج ، بس كنت داير أقول ليك محمد ولدك إنضرب في الكورة في راسو والشباب من الميدان ودوه المستشفي ، جوا كلموني هسي وانحنا ماشين عليهو حصلنا بهناك ..
قال ليها بخلعة :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، دي مصيبة شنو ، خلاص تمام أنا جاي عليكم ..
حاج بدوي لف عمتو وكان مستعجل قال لعمران:
عليك الله يا عمران شيل المفاتيح دي وأمشي علي المخازن بتاعتنا الفي آخر السوق ، شيك علي البضاعة الفيهو وولع معاك الأنوار الخارجية وقفلها معاك انا ماشي المستشفي قالوا لي ولدك محمد إنضرب في الكورة ، داير أحصلهم سريع..
عمران قال ليهو :
سلامتو ولدك يا حاج ، وربنا يكتب ليهو الشفاء خلاص تمام انا بعدين بغشيك المفاتيح في طريقي ..
جماعة الكيلو في الوقت ده كانوا منتظرين ومترقبين وجاهزين ، لما شافوا عمران وهو جاي عليهم إفتكروه ده حاج بدوي لأنو أصلآ ما بعرفو شكلو وما حصل شافوه ، خلوهو بعد فتح المخازن الكانت مليانة بالبضاعة والواطة ضلام والكهرباء قاطعة هجموا عليهو وغدروا بيهو ، لموا فيهو ضرب ، حاول يقاومهم لكن الكترة غلبت الشجاعة طعنوه من الخلف كم طعنة ، وجدعوه بين شوالات الدقيق والسكر الكانت موجودة ، طلعوا باقة البنزين عشان يحرقوا المخازن وهو جواها ، فجأة شافوا نور عربية جاية عليهم ، خافوا ينقبضوا وينكشفوا، وبالخوفة دي قاموا جاريين ، مشوا لرئيسهم الكيلو وأنفاسهم قايمة قالوا ليهو :
يا بوص المهمة تمت بنجاح وبدوي راح في خبر كان ..
قال ليهم :
عملتو شنو ؟
وحرقتو المخازن بوراكم ولا لا ؟
قالوا ليهو :
ما حصلنا نحرق لانو في عربية كانت جاية علينا ، خارجنا نفسنا سريع سريع عشان ما ننقبض وننكشف ، موش المهمة الاساسية نودي بدوي التوج ؟
طعناه وجدعناهو في المخزن لا بجر يد ولا كراع خلينا دمو يسيح ..
الكيلو إضايق وغضب غضب شديد قام علي حيلو ودق الطربيزة بيدو وشاتها بكراعو بعيد قال ليهم بإنفعال :
وإتاكدتو من موتو ولا جريتو ساي ؟
لو الزول ده ما مات انا لي تصرف تاني معاكم وحقكم ما حتاخدوه حاليآ إلا بعد نتأكد من الخبر يلا أقطعوا وشكم من قدامي سريع ، وما تظهروا الأيام دي شوفوا ليكم مخبأ إتلموا فيهو يا فئران يا فاشلين..
الكيلو كان مقلق لانو جماعتو ما قاموا بكل الخطة ، شال تلفونو ضرب لمدثر قال ليهو :
يا معلم حاج بدوي وديناه لكن ما حصلنا نحرق المخازن ..
مدثر ضحك ضحكات خبيثة نادي أخوه وبشرو بالخبر ، في اللحظة دي حاج بدوي كان في المستشفي مع عمران الكانت حالتو خطرة في غرفة العمليات ، أهلو جوا بعد إتصل عليهم وكلمهم ، كانوا خايفين ولدهم يضيع من يدهم ، وبعد مرور أكتر من ٣ساعات الدكتور جاء طالع قال لحاج بدوي وأهل عمران :
إطمنوا يا جماعة وما تقلقوا الحمدلله ولدكم طلع من منطقة الخطر ، والنزيف قدرنا نحصلو لأنو لو كان إتأخر وما جبتو سريع كان فقد دم ومات ، حاليآ العمليات الأجريناها ليهو نجحت بحمدالله ودعواتكم..
لحظات كانت عصيبة علي حاج بدوي والحمدلله عدت علي خير ، جاهو الضابط المناوب ساقو يحكي ليهو الحاصل ويفتح المحضر حاج بدوي قال ليهو :
والله يا ولدي كلها أقدار مسطرة ، الحصل لعمران ده كان ممكن يحصل لي أنا ..
الضابط إستغرب قال ليهو :
كيف الكلام ده ؟
حاج بدوي كان خاتي يدينو في راسو ومدنقر ، لانو لسه مصدوم من المنظر ومتأثر قال ليهو :
شوف يا ولدي أنا أصلآ البمشي أشيك علي مخازني بنفسي ، ومشرف عليها عشان أعرف الداخل والمارق ، وبقفلها بعد انتهي ، أها قبيل عشان كنت مستعجل وولدي في المستشفي إنضرب في الكورة مشيت عشان أحصلو ، كلمت عمران وكلفتو بالمهمة دي ، وانا في نص الطريق ضربوا لي تلفون قالوا لي الود ضربتو طلعت بسيطة خيطوها ليهو ورجعوه البيت ، قلت خلاص عشان الواطة ماشة علي ليل والكهرباء قاطعة أرجع لعمران اقفل معاه المخازن وأشيل مفاتيحي منو بدل أتعبو واجيبو مشوار ساي وبالمرة أوصلو معاي بيتهم ، أها لما قربت علي المخازن شفت تلاتة أنفار طالعين منها جاريين ما قدرت أفرزهم وأحدد ملامحهم ، لكن حسيت بالخطر وقفت العربية سريع ودخلت ، إنصدمت بالمنظر لقيت الدم مالي المكان وبقيت أكورك يا عمران يا عمران ، وانا مولع فلاش التلفون ، فجأة سمعت صوت جاي من بين شوالات الدقيق مشيت عليهو لقيتو ده عمران شلتو بسرعة وجبتو المستشفي ، حتي المخزن ما قفلتو خليتو فاتح ده كل الحصل ..
الضابط عدل قعدتو نادي حضرة صول وأمرو يسوق معاه مجموعة من الافراد يمشوا المخازن يتحروا ويتحققوا من الحادثة لعلهم يجدوا أدلة وبعدها قال لحاج بدوي :
إنت يا حاج عندك أعداء في السوق ولا اي ناس شاكي فيهم ..
حاج بدوي قال ليهو :
السوق زي ما إنت عارفو يا ولدي فيهو البحقدك والبحسدك ، عدوك مرات بكون قريب منك لكن ما بتكون شايفو ، شغلنا ده مليان بالحقد حاليآ ما بقدر أحدد ليك بالضبط ده منو القاصدني ، لكن يا ولدي داير أقول ليك قبل اليوم كان عندي صاحبي إسمو الهادي تاجر برضو حصلت ليهو نفس الحادثة والبلاغ عندكم مفتوح لأنو ما إتلقت أدلة وما إتعرف القاتل..
الضابط قال ليهو :
خلاص يا حاج أنا حاراجع البلاغات المفتوحة وامسك القضايا بنفسي لأني منقول للقسم ده جديد وإذا إحتجنا ليك في حاجة بنستدعيك هسي ممكن تمشي ، وتاخد راحتك ، واعفي لينا تعبناك معانا..
حاج بدوي طلع علي المستشفي إطمن علي عمران وإستأذن من أهلو ومشي علي البيت عشان يريح نفسو ، ويغير جلابيتو الكانت مليانة دم ، لكن طول الطريق كان بفكر في ده منو الممكن يعمل العملية دي ، التفكير أتعبو وكان شاكي في ياسر ومدثر لكن ما عندو دليل واضح يدينهم بيهو ، حصل البيت والوقت كان متاخر وحالتو النفسية كانت تعبانة جدآ ومرهق جسديآ ، لقي حاجة رجاء صاحية منتظراه دخل الحمام إستحم وغير ملابسو وقعد حكي ليها الحاصل وبعدها نام من التعب صحوه الصباح بدري جهز نفسو ودور عربيتو رجع علي المستشفي يتابع حالة عمران ، ومحلاتو اليوم كلو كانت مقفلة ، ياسر ومدثر بخبثهم بقوا يطقسوا عن الأخبار وعن موت حاج بدوي لحدي ما لقوا واحد إسمو عادل قال ليهم :
ما سمعتو بالخبر ولا شنو ؟
قالوا ليهو بخلعة :
في شنو يا عادل ؟
خبر شنو؟
قال ليهم :
عمران الزول الشغال مع حاج بدوي امس كان ماشي يقفل المخازن بتاعت عمو ، إتهجموا عليهو حرامية ضربوه وطعنوه وحاليآ مرقد في المستشفي ..

إلي اللقاء
العدو القريب
الحلقة التاسعة
بقلم: -حسن مامون خضر

___
قال تعالي: (وإِذْ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) ..
ياسر ومدثر إنخلعوا بكلام عادل نططوا عيونهم كبار ، ما مصدقين الحاصل ، حسوا بالإحباط وخيبة الأمل ، خطتهم فشلت دخلهم الخوف وبقوا مرتبكين ، رجعوا الدكان قفلوه ومشوا البيت قعدوا في الصالون محتارين ورأسهم جايط طلبوا يعملوا ليهم شاي كان يعدل دماغهم ويخفف من صدمتهم ، ياسر كان خائف شديد قال لمدثر :
إنت يا أخوي دي ما كانت خطتنا الرسمناها مع الكيلو ، الزول ده حيضيعنا لو الشرطة قبضتو ، وسمعتنا حتنخرب وسط الناس ، برانا دخلنا نفسنا في المحلات الضيقة دي ، أسرع أضرب ليهو خليهو يختفي من الوجود ، انحنا في خطر يا مدثر ، كل الأحلام البنيناها حتنهدم ..
مدثر بإنفعال قال ليهو :
هسي إنت عرقان كده مالك ؟
ما تكبر الحكاية وتصعبها ، ماف شيء حيكشفنا ويضيعنا غير رجفيك وخوفك ده ، اثبت يا زول ، طيب دقيقة خليني أضرب للزول ده ، ونشوف لينا صرفة نتخارج بيها..
مدثر مسك تلفونو طلع رقم الكيلو ضرب ليهو قال ليهو. بصوت مليان بالغضب :
يا زول ده ما الإتفاق الإتفقنا عليهو أنحنا قلنا ليك أمسح لينا بدوي من الوجود ودمرو لينا ، تقوم تفشل في المهمة الأديناك ليها ، موش ضربت لينا وقلت الراجل مات ؟
الكيلو قال ليهو :
أيوه وده الحصل ..
بنرفزة وزعل مدثر قال ليهو :
يا زول الراجل ما جاتو حاجة والضربتوه وطعنتوه ده الزول الشغال معاه يعني إنتو إستهدفتو الزول الغلط ، لحدي هنا كفاية ، هسي الحصل حصل وإنت زول لا يعتمد عليهو ، غشيتنا ولعبت برأسنا ، هسي الدايرو منك تختفي وما تظهر نهائي ، لانو الشرطة حاليآ بتفتش عليكم ..
حساباتهم إتلخبطت وإمورهم جاطت ، وحاج بدوي ما مقصر مع عمران قاعد حارسو ورفض يفتح المحلات ، المتحري في اللحظة دي دخل علي عمران بعد ما كفر ليهو قال ليهو :
أجر وعافية ، معليش حنتعبك شوية وإنت في ظرفك الصحي ده ، دايرين نسالك أسئلة بسيطة ، أتمني تتعاون معانا ..
عمران جر نفسو وإعتصر الألم جواه قال ليهو :
ماف مشكلة يا جنابو ، جدآ..
المتحري قال ليهو :
دايرك تحكي لي الحصل بالضبط شنو ؟
عمران بدأ يسترجع ذاكرتو قال ليهو:
في اليوم داك عمي بدوي ولدو إنضرب في الكورة وجابوه المستشفي كان مستعجل قال لي يا عمران شيل المفاتيح دي وأمشي شيك لي علي المخازن ، قمت شلت المفاتيح ودخلت السوق شلت لي بعض الأغراض لناس البيت ومشيت علي المخازن ، الكهرباء في الوقت ده قطعت ، طلعت التلفون ولعت الفلاش ضاويت بيهو وفتحت المخزن ، فجأة حسيت بحركة غريبة وراي ، داير أتلفت في واحد ضربني في رأسي بعود وقعت في الأرض قمت داير أقاوم إتلموا فيني تلاتة انفار ضربوني ، واحد فيهم شعرو ملفلف ولونو أخدراني ملامحو ظهرت لي بضو التلفون كان بقول ليهم أطعنوا سريع التاني طلع سكين وطعني ما قدرت أقاوم وبعدها فقدت الوعي ما حسيت بشيء الا وأنا هنا ..
المتحري قال لعمران أنا معاي صور لبعض المشتبهين والمجرمين ، بوريك ليهم وإذا عرفت أي واحد منهم اشر لي عليهو ..
المتحري بقي يوري في عمران الصور لحدي ما عمران اتعرف علي واحد فيهم قال ليهو :
بس ياهو ده ذاتو ، ده الزول الإتعرفت علي ملامحو صورتو كانت واضحة لي مع إضاءة التلفون ..
المتحري شال أقوال عمران والصورة شكرو وطلع ، ومع مرور الايام عمران بدأ يتعافي ويستعيد صحتو الدكتور مر عليهو عمل ليهو بعض الفحوصات وخرجو ، حاج بدوي قام بالواجب معاه ، بعد إطمن عليهو نزل السوق لكن حذر جدآ من ياسر ومدثر ، مشي عليهم اليوم داك وهم من شافوه إتربكوا وبالأخص ياسر سلم وطلع طوالي عمل فيها مشغول ، خلي مدثر معاه حاج بدوي قال ليهو :
غريبة ما فقدتوني وما جيتوا علينا في المستشفي ، انا هسي ما جاي أعاتبكم أنا جيت أسأل من أولاد أخوكم وين ولدو راشد وبنتو لين ؟
وسمعت إنكم بعتوا البيت ، ليه يا مدثر عملتوا كده ؟
هسي الأولاد ديل يمشوا علي وين ؟
يتشردوا مثلآ ..
مدثر بلع ريقوا شال الكوز شرب ليهو موية وقال ليهو :
والله يا حاج حقك علينا ، متلومين معاك ، والله سألنا منك وفقدناك ، إلا الطلعة بقت لينا صعبة وإنت عارف براك المشغوليات ، وزحمة السوق ، أما بخصوص بيع البيت ، راشد عمل لينا توكيل قبل ما يسافر ، وإنت عارف الحق ده حقهم والديون كترت علينا ، فكان لا بد من نسدد ديونا العلينا وإنت كنت من الناس الطالبننا وجيت عصرتنا وهددتنا اها برأيك دايرنا نتصرف كيف والبيت هو الحل الوحيد ؟
أما لين زي بتنا بيتنا ياهو بيتها وشينة في حقنا نخليها تسكن براها أنحنا اعمامها زي ابهاتا ، قمنا ضميناها علينا ، حاليآ هي قاعدة معانا مرتاحة ، وعشان جامعتها بعيدة إستاذنت مننا تسكن داخلية وتجينا كل خميس ، أصرينا عليها نعمل ليها ترحيل رفضت ، في النهاية دايرين مستقبلها وما دايرين نضغط عليها ..
حاج بدوي الكلام ما عجبو ، قال لمدثر :
يا زول حصل خير ، خلاص اديني رقم لين خليني أطمن علي بت اخوي ، طولت منهم ما سألت عليهم ..
حاج بدوي شال رقم لين وطلع منهم ، خلي مدثر يفكر ويقول لنفسه : (ياربي بدوي بعد المدة الطويلة دي الخلاه يتزكر اولاد الهادي شنو ؟ والغريبة ما جاب سيرة الحادثة ، ولا شك في إنو نكون سبب في الحصل ده ..)
تساؤلات كتيرة كانت بدور في رأسو وحاج بدوي في اللحظات دي إتصل علي لين قال ليها :
سلام عليكم يا بتي كيف حالك ؟
معاك عمك بدوي ..
لين فرحت بإتصال عمها بدوي لانو طولت منو قالت ليهو :
وعليكم السلام عم بدوي انا بخير الحمدلله كيف حالك وصحتك ؟
وكيف خالتو رجاء ان شاء الله بخير ، وكيف أولادك ؟
قال ليها :
الحمدلله طيبين ، سائل منك يا بتي والله ، هسي شلت رقمك من عمك قلت أطمن عليك ، اها كيف مع الجامعة ؟
أعفي لينا يا بتي بقينا جاريين مع الدنيا دي ، والمشغوليات الكتيرة ، لكن لازم تسجلي لينا زيارة لانو عندي معاك كلام كتير..
قالت ليهو :
ربنا يديك العافية يا عمي وسؤالك عني ده براه بالدنيا ، وإن شاء الله أقرب وقت حأسجل ليكم زيارة ، الأيام دي شغالة إمتحانات ، دعواتك ..
قال ليها :
ربنا يسهل أمرك ويوفقك ويجعل ليك في كل خطوة نجاح..
دعوات جميلة تخللتها لحظات فرح وسعادة ، لين كانت محتاجة للشعور ده ، أب يحتويها يراعيها يسأل منها ، يرفع من معنوياتها ، في الفترة دي لين بعدت من اي حاجة بتعكر مزاجها او تضايقها كان كل همها دراستها وقرايتها وتركيزها في إمتحاناتها البدت ، ضغطت علي نفسها والدعم المعنوي كان بجيها من أمجد بين كل إمتحان والتاني لحدي ما جاء آخر إمتحان إشتغلتو بسعادة كبيرة ومنها كلمت أمجد قالت ليهو :
يا أمجد الحمدلله آخيرآ إنتهيت من السمستر الاول ، كان صعب علي لكن ربنا سهلو ، والإمتحانات جات حلوة ، ماف حاجة وقفت لي ، الشغل كان تمام ، حيدونا إسبوع إجازة عشان ننزل السمستر التاني ، يلا اسمعني كويس دايراك توديني لبيت ناس عمي بدوي صاحب ابوي كتر خيرو ضرب لي كم مرة وانا وعدتو اجيهم ، لانو لو رجعت ناس عمي تاني ما بقدر أطلع وإنت عارف نسوانهم بعاملوني كيف كانو عدوتهم ، غايتو الله يستر انا مقبلة علي جحيم ، اليوم حأخد فيهو راحتي وافرق مع صاحباتي وبكرة نمشي ليهم بإذن الله ..
أمجد من طبعو ما بقاطع لين في الكلام بخليها تاخد راحتها وتقول كل الجواها حتي يبدأ يرد ، قال ليها بعطف وأريحية :
اولآ حمدلله علي السلامة ، وإن شاء الله ربنا يوفقك ، ثانيآ كلام جميل إنك إشتغلتي تمام كنت خائف عليك وشايل همك ، ثالثآ جدآ إنت تأمري وانا جاهز بكرة أفضي ليك نفسي وأجيك نمشي ..
أمجد كان عند وعدو وبسعي دائمآ علي إسعاد لين ، لانو حاسي بوجعتها ، ومتأكد إنو الدنيا دي فيها السمح والشين وفيها الفرح والحزن ، فكان حريص علي رضائها خلي اليوم إنتهي وجاها اليوم التاني ساقها لبيت عمها بدوي بعد ودعت صاحباتها بالدموع لحدي ما تلقاهم الإسبوع الجاي ، حصلوا البيت وأمجد رفض يدخل معاها عشان يخليها تأخد راحتها ، وطلب منها بعد تجي راجعة تديهو تلفون ، إستقبلوها ببشاشة وبالأخص حاجة رجاء فرحت بجيتها ولين قعدت مع هند بت بدوي الكانت في عمرها كانت بتقرأ طب جامعة الخرطوم ، حكن لبعض عن الجامعة ومواقفها ، وعن الحياة وضغوطاتها ، لين حست بالراحة من خلال المعاملة اللقتها وإتذكرت بيتهم الكان عامر باللمة السمحة ، وخلال ما هن بتونسن جاء محمد داخل وهو بهظر مع هند وشاغل امو ، وهو لما يجي بخلي البيت في حالة فرح ومرح ، لانو بمتاز بالروح الحلوة والأخلاق العالية ، لين كانت مستغربة إنو في اخوان بالشكل ده وسارحة وبتقارن بجواها بينو وبين اخوها راشد والحسرة ظاهرة في ملامح وشها لحدي ما هند قالت ليها :
يا بنت سرحتي وين ؟
ده اخوي محمد الأكبر مني إتخرج من جامعة السودان كلية الهندسة ود مجنون ياها دي حالتو يهمل ويجي داخل البيت يقلبو راس علي عقب ، لا داير يشتغل مع ابوي ويساعدو ولا داير يشوف ليهو شغلة يتخارج مننا ، بس زول حنين شايل همنا وبخاف علينا ..
لين قالت ليها وهي متحسسة :
مشاء الله ربنا يسعدو ويسعدكم ، ده حال الاولاد كلهم كده بعد يتخرجوا بعدوا زمن حتي يشتغلو ، بعتبروها فترة نقاهة ..
هند كوركت لاخوها يجي يتعرف علي لين ، محمد كان منبهر بجمالها ، قطع موية ونور ، سلم علي لين وطلع وشكلو القلب دق ، وأبوه اليوم ده مخصوص جاء بدري للين شايل معاه ما يستلذ ويطاب من الفواكه والحلويات وبعض الهدايا القدمها ليها قعد معاها في الصالون وبدأ يطمن عليها ويحكي ليها عن صداقتو بوالدها ، وجياتو بيتهم وهي كانت صغيرة ، وهي كانت بتحكي ليهو عن الحاجات المرت بيها وتعامل اعمامها معاهم ونسوانهم وبتبكي قال ليها :
يا بتي أنا عارف كل شيء ، الحياة دي قصيرة لكن المصائب بتخليها طويلة ، والزول قدر ما يعيش بشوف العجب ، وابوك كان بعمل الخير في حياتو لانو مدرك انها اقصر من يضيعها بعمل الشر ، وإنت يا بتي لو دايرة تصمدي للحياة ما تاخديها علي إنها مأساة ، أخوك محرش والمحرش ما بكاتل ، حس بفشلو وما راعي لحاجة وسافر ، وهسي شعورو شنو لو عرف الحاصل وهو سبب الكوارث ، الود ده ما كان كده لكن أعمامك أثروا علي عقلو وخربوه ، أما هم فضي ليهم الجو ، عاسوا عواستهم ، بقوا جاريين وراء الدنيا ولسه طمعانين ، وبعملوا في عمايل لا بترضي الله ولا رسولو ، والخبر المحزن إنو هم باعوا البيت بدون علمكم ، الدايرو منك لو بتعتبريني زي والدك ما تخلي الموضوع يؤثر عليك ، القرب مفترض يكون محنة ، ولمة للأحباب موش جفاء وغدر وخبث ومكر ، انا عمك بدوي ده ما بخليك تتجهجهي وتتبهدلي تاني ، تجي تسكني معانا ولو رفضتي بزعل منك ..

إلي اللقاء
العدو القريب
الحلقة العاشرة
بقلم: -حسن مامون خضر

_____
لين كانت متوقعة ده يحصل من أعمامها ، سكتت مسافة والدنيا ضلمت في وشها ، والحزن خيم علي قلبها ، ودمعة الفقد نزلت من عيونها من غير سابق إنذار ، وبكده إعتبرت إنو مع أعمامها فقدت كل شيء أبوها وامها وأخوها وبيتها ، وبكل أسي قالت لعمها بدوي :
الله المستعان وصبرآ جميل ، أنا كنت حاسة يحصل كده ، وده المتوقع ، ناس غير الطمع ما عندهم حاجة ، كل كلمة قالتها لي أمي طلعت حقيقة ، الحمدلله علي كل حال ، ربنا يقويني ويعوضني ، يديني الخير ويكفيني الشر ، أنا أصلآ من يوم قالوا لي دايرين نأجر البيت عشان ما يقعد فاضي ، عرفت نواياهم ، وما إعترضت ، إلتزمت الصمت ، وفوضت أمري لله ..
حاج بدوي طبطب علي أكتافها وقال ليها :
يابتي الناس دي ناسية الله ، وناسية في حساب ، وناسية الموت ، لكن لا بد من يجي يوم وترجع الحقوق لأصحابها وللظالم نهاية ، ما تشيلي هم وكلي أمرك لله ، نهائي ما تضعفي للمصائب البتجيك ، والضربة البتوجعك بتقويك ، كلها إمتحانات من رب العالمين لقياس الصبر ، أنا وخالتك رجاء أهلك من يوم الليلة ما تحسي إنك غريبة مننا ، ده بيتك وأنا معاك في الحلو والمر إنت زي هند بتي..
لين عمها بدوي ختاها أمام الامر الواقع ووضح ليها الصورة الكانت مشوشة وغير مرئية ، وأداها كلام دافئ علي قلبها ، إحتواها بالمحنة ووراها قيمة الحياة ، وبرغم الخبر الحزين بتاع بيع البيت الكان مشوش علي تفاصيلها ، لكنها قضت يوم جميل ما خصم من سعادتها ولا راحتها ، لأن اللحظات الجميلة دائمآ بتمسح اللحظات الحزينة ، وكسبت قلب هند بقن صاحبات وإتبادلن الأحاسيس ، بنن علاقة من المودة وجسر من المحبة للتواصل ، الزمن سرقهم في الونسة ولين حست إنو إتأخرت ضربت لأمجد عشان يوديها بيت ناس أعمامها وامجد مسافة السكة جاها عرفتو علي عمها بدوي وأولادو ودعوهم ومشوا ، وأثناء ما هم في الطريق لين حكت ليهو بالحصل ، أمجد حزن وزعل وإتأثر كتير ، لكن ما بيدو حاجة يعملها ، حصلها البيت ووصاها علي نفسها وإتفق معاها يجيها بداية الإسبوع الجاي يرجعها الداخلية ، إستأذن منها ورجع ، وهي مع دخلتها لقت عمها مدثر في وشها شافها لما نزلت من العربية قال ليها بضيق :
ده منو الجابك ؟
قالت ليهو :
ده امجد صاحب راشد ..
جاء عليها غضبان وبدون ما يسمع منها كلمة تانية رفع يدو فوق وأداها كف وقال ليها بنهرة :
كيف تسمحي لغريب يوصلك ؟
والبخليك تركبي معاه شنو ؟
موش كان بإمكانك تضربي لعمك ياسر يجي يجيبك ؟
كمان جابت ليها قلة أدب جديدة ، انحنا الفترة الفاتت دي كلها كنا بنعاين ليك بعيونا وراخيين ليك الحبل لكن شكلك إستغليتي ثقتنا ، ولقيتي ماف زول مراقبك تمرقي وتدخلي علي كيفك ، ومن عربية لعربية ، لو أبوك وامك ما ربوك أنحنا بنربيك من جديد..
لين زعلت من مد يد عمها عليها وضربها قدام نسوانهم واولادهم ، والوجعها اكتر وضايقها شكهم في عفتها ونزاهتها ، وإحترامها وطعنها في شرفها وسمعتها وتربيتها ، وصلت الحد والزعل خلاها المرة دي ترد قالت ليهو :
ااي إنتوا أعمامي لحمي ودمي لكن نهائي ما راعيتو للخوة بتاعت أبوي ولا عشرة السنين ، ولا أديتو وجودي انا وراشد أي إعتبار قعادي من عدمو عندكم واحد ، أضربني لسه ، واكتلني عديييل ، ليه الظلم ده ؟ والكلام الجارح ؟ والإتهامات الباطلة ؟
انا إحترامآ ليكم كنت ما قاعدة أقول ليكم لا في حاجة ولا قاعدة أفتح خشمي وارد وكتير بشوف الغلط وبسكت ، انا امي وأبوي ربوني كويس لا إنحرفت ولا بعت شرفي ولا خيبت ظنهم فيني ، ولا خنت ثقتهم ، ولا شوهت سمعتهم ، انا في حياتي ما عملت شيء غلط أنا زولة بخاف الله ، الود الجابني ده صاحب راشد الناس كلها بتعرفو وكان بجينا البيت طوالي ، واخر مرة هو الساق أمي المستشفي ، الود محترم وود ناس وقف معانا في حياة أمي وبعد موتها ، ما شفنا منو حاجة كعبة ، عاديني زي اختو ، أنا ما غريبة عنكم عشان ألقي المعاملة دي منكم أنا بالنسبة ليكم قريبة وبت أخوكم لحم ودم حسسوني بمحنتكم ، أحتووني زي بتكم ، شاوروني في الحاجات البتخصنا والله ما بعارضكم ، لكن ما تهينوني وتذلوني هسي إنت يا عمي بيتنا لما بعتوه كلمتوني ؟
انا حصل جيت سألتكم من حاجة ؟
حتي مصاريفي لو ما رسلتوها لي ما قاعدة أسألكم ، حصل فيكم واحد جاء قال لي قاعدة تأكلي ولا تشربي ؟
ولا قرايتك ماشة كيف؟
أنا إنسانة حرام عليكم والله حراااااام ..
راسهم شطب في اللحظة دي لأنو لين عرفت الكانوا داسنو منها وعشان مدثر يغطي الشين لأنو الشينة منكورة بقي يكورك ويجوط فيها ويعلي صوتو عليها تاني ضربها كف وقال ليها :
كمان طلعتينا حرامية بعد عمرنا ده كلو ، ما عندك أدب ، بدل تشكرينا أنحنا اللميناك علينا وسترناك ، وحافظين ليكم حقوقكم ، تجي تحاسبينا ؟
ده آخر تربايتك وجزانا ؟
لو عارفنك كده كان خليناك آتشردتي ، يلا خشي إترزعي جوه يا قليلة الأدب يا ما مربية وحسك عينك تطلعي من البيت ده في خلال الأيام دي وجيبي التلفون الشايلاه ده ..
لين خشت وهي بتبكي لأنو عمها مدثر بعد ضربها ونهرها شال تلفونها كسرو قدامها عشان ما تكون متواصلة مع زول ، ونسوان الاعمام كانن بتفرجن مبسوطات وفرحانات ، واحدة فيهم ساي مشت إحتوتها ولا جبرت بخاطرها ماف ، إلا مدثر ده عندو بنت إسمها رنا بنت حنينة عمرها ١٢ سنة ما قدرت تستحمل الحصل للين ، خشت عليها واستها وقعدت تبكي معاها قالت ليها :
معليش يا لين لأنو أبوي ضربك ، ونهرك ، وكسر تلفونك ليه هم بعاملوك كده ؟
إنت زولة كويسة وانا بحبك من زمان ، لكن أمي وخالتي طوالي بقولن لي اوعك تحتكي بلين لأنو زولة ما كويسة وكعبة وهي أكبر منك..
لين قالت ليها بوجعة :
والله يا رنا أنا مظلومة ، هم ما بحبوني ولا كانوا بحبوا أمي ، عشان كده بكرهوني وشايفني كعبة ، انا ما قاعدة ليهم ، والله بمشي منهم وما بجي تاني ، أنا ما فضل لي حاجة عندكم ..
رنا قالت ليها :
وانا يا لين بتمشي تخليني لمنو ، أنا ما صدقت جيتي قعدتي معانا..
فجأة رنا سمعت أمها بتكورك ليها بتقول ليها :
يا بت يا مقصوفة الحال امرقي من جوة قاعدة تعملي في شنو ؟
مية مرة قلت ليك ما تتابعي البنت دي وتقعدي معاها ، زولة لا عندها إحترام لكبير ولا صغير تعالي منسلة من جوة قبل ما أصلك ..
لين الكلام وجعها لكن ما أظهرت لرنا حاجة قالت ليها :
امشي يا رنا ، وأسمعي كلام أمك ، انا كويسة ما تشيلي همي ، أطلعي حبيبتي ، قبل ما يجوا يدقوك وأكون أنا السبب ..
أقسي وأصعب حاجة في الدنيا لما تنخدع وتنجرح وتنخذل من أقرب الناس وتسمع الكلام الشين ويقولوه ليك في وشك ، ده نوع من العذاب الروحي والنفسي لا القلب بستحملو ولا النفس بطيقو ، بالتالي بتكون الحياة مسيخة وما فيها أي طعم ، الإنسان بكون عائش فيها كئيب يفتقد فيها لأبسط مقوماتها ، زي ضحكة تكون طالعة من الجوف بصدق ، او كلمة طيبة تجبر خاطر مكسور ، او حنية تكسر حاجز الخوف وتدي الأمان ، ده الإحساس والشعور العايشاه لين في بيت أعمامها ، وده الجحيم الكانت قاصداه لما قالتو لأمجد في محادثة ، إسبوع أشبه بكابوس مرعب ، إتعرضت فيهو لين لأسوأ المعاملات وأكعب انواع الكلام والمطاعنات ، والخساسات ، وهي مستحملة كل الحاصل وساكتة وخافية الدموع هربآ والمآ ، والسكات ده حارقهم ، لحدي ما الإسبوع إنتهي ولمت حاجاتها في شنطتها جات علي نسوان أعمامها قالت ليهم :
أنا بعد ده ماشة الداخلية إجازتي إنتهت شكرآ للمعاملة الطيبة وإستقبالكم لي ، وانا آسفة إذا سببت ليكم ضيق في الإسبوع ده لكن وعد مني إن شاء الله ما حتشوفو وشي تاني عشان ما تضايقو ، وتاخدوا راحتكم بالكامل ، لما جيتكم قلت إنتن أمهاتي حتحتووني وتعدوني زي بناتكم ، موش تكرهوني وتنفروني وتسمعوني الكلام الجارح ، وتعذبوني ، انا بشر بحس وبشعر ، ما كنت دايرة منكم حاجة كتيرة كنت دايرة كلمة طيبة تطيبوا بيها خاطري ، أنا بسمع وبشوف عمايلكم فيني وجرحكم وأذاكم لي ، لكن ما قاعدة أرد ، بكون ساكتة لأنو أمي البتقولوا عليها كعبة ربتني أحترم الكبير والصغير ، وما أرفع صوتي علي الأكبر مني ، بس المرة دي أنا رديت ولعلمكم إنتوا السبب الخليتوني أكون كده ، أنا البيت ده ما جاياه تاني ، يلا مع السلامة..
ناهد وسيدة ما قدرن يردن عليها ، عارفات نفسهن غلطانات وعذبوها لدرجة كانوا بتفقوا عليها لما تجي تأكل معاهن بقعدن يتلاكزن ويعرضن ليها الكلام ويضحكن ، لين كانت بتتحسس ونفسها بتتقفل من الأكل بتقوم منهن ، ومرات عشان تتفاداهن بتقول شبعانة ، كم مرة بتجيها حمي بالليل بتبلع بنادول وبتنوم ، والصداع ما قاعد يفارقها ، لكن رنا كانت بتحن عليها بتحشي ليها سندوتشات بالدس بتجيبن ليها عشان كده لين قبل ما تطلع مشت علي رنا حضنتها عليها شديد وباستها قالت ليها إنتبهي لنفسك ، انا بحبك ، وإن شاء الله أسمع عنك كل خير ، أما الاعمام ما إهتموا لأمرها وما إشتغلوا بيها الشغلة مشوا شغلهم بالرغم من إنها كلمتهم ، ما أدوها مصاريفها ولا خلوها ليها ، عملوا منها رايحين ، عشان ما تمشي الجامعة ويكسروا مجاديفها ، دايرنها تقعد منذلة ومهانة عندهم ، لكن الحمدلله كان عندها قروش أداهن ليها عمها بدوي يوم كانت معاهم ، طلعت علي الشارع شايلة شنطتها عشان تشوف ليها عربية توديها الداخلية فجأة شافت أمجد بأشر ليها بيدو تقطع الشارع تجيهو بهناك…

إلي اللقاء
العدو القريب
الحلقة ال 11
بقلم: -حسن مامون خضر

____
كمية الفرحة الكانت جوه لين بأمجد لما شافتو خلاها ما تعاين كويس للشارع وهي قاطعة ، لكن عناية المولي كانت حاضرة نجاها من حادث بتاع موتر كان ممكن يأذيها أو يوديها ، الموتر كان جاي من الإتجاه التاني المعاكس وسيدو ماشي بيهو بسرعة ، ضرب كم بوري لحدي ما لين إنتبهت وإتخلعت ، ما قدرت تتصرف ، لا قدرت تواصل ولا قدرت ترجع وقفت في النص فكت شنطتها الماسكاها وختت يدينها في وشها ، وصرخت ، لكن بتاع الموتر كان سواق إتصرف سريع ونزل من الظلط إتفاداها ، والحمدلله الشارع ما كان رئيسي ، بإعتبارو شارع داخلي ، نادر ما العربات تجي بيهو ، أمجد نزل من العربية وجاء جاري عليها بخوف ، إطمن عليها وإعتذروا لبتاع الموتر وإتأسفوا ليهو ، حصل السماح والعفو والنفوس كانت طيبة ، أمجد شال الشنطة ختاها في الضهرية وركب لين الكانت لسه مخلوعة قال ليها :
أولآ حمدالله علي السلامة ، ربنا لطف وقدر ، شكلك ما مركزة وتفكيرك مشتت؟
هسي انا لو ما عارف إجازتك بتنتهي متين وبتتحركي متين ووعدتك إني أجيك ، ما كان عرفت الحاصل عليك شنو ، إن شاء الله خير ؟
ومالو تلفونك الحاصل عليهو شنو؟
معقولة الإسبوع كلو مقفول ، حاولت فيهو كتير بديني مغلق ، قلقتيني عليك ، وشيلتيني همك ، ثانيآ عايني لروحك دي بقت كيف ؟
شكلك زي الكنت عيانة ؟
لو حاسة بشيء خلينا نمشي نفحص ، والله انا في الفترة الفاتت دي من شدة خوفي عليك قربت أجيب نارمين ونجيك نشوفك ..
قالت ليهو بضحكات مليانة بالتعب النفسي:
أنا كويسة يا أمجد ما تشغل بالك بي كتير ، والحمدلله الما جيت ، لأنو كان حتحصل مشاكل لا ليها أول ولا آخر ، إنت يا أمجد زول طيب خلاص ، وعلي نياتك ، ما عارف الحاصل ساي ، والكان حيحصل ..
قال ليها وهو مستغرب :
شكلو الموضوع كبير وخطير ، طيب خلينا نمشي نشرب لينا حاجة في الكافيه الهناك ده ونحكي براحتنا وبالمرة تروقي حبة من الخلعة دي..
إتحركوا علي الكافيه حصلوه ونزلوا في أقرب مقعدين ، جاتهم البنت الشغالة توريهم الحاجات الموجودة ، أمجد طلب للين عصير مشكل وطلب لروحو قهوة مظبوطة ، وبعدها ربط يدينو الإتنين مع بعض قال ليها :
يلا يا ست الناس كدي برواقة أحكي لي الحاصل شنو أنا سامعك؟
لين إتنهدت وجرت نفسها وبدت تحكي كل الحصل ليها في بيت أعمامها من دخلتها لحدي ما مرقت منهم وهي موجوعة بجواها وبتبكي واصلت كلامها وقالت ليهو :
أنا يا أمجد ما صدقت طلعت من دائرة الجحيم الكنت عايشة فيها دي ، وما أظن أجيهم تاني ، فقدت الرغبة في الأهل ، كتموا لي أنفاسي ، خلوني سجينة مقهورة ومذلولة ، والله لو كان قعدت أكتر من كده معاهم ما عارفة كان البحصل لي شنو ، كان جنيت ولا مت ، انا الدنيا وقتها ضاقت بي ، والكون كلو بقي لي زي الضلام الدامس ، بدون اي الوان ، ولا أي ملامح ولا أي أصوات ، والله بتمني يا أمجد اكورك بطول حسي ، وأصرخ صرخة تفجر كل حاجة جواي ، من ألم وحزن ووجع ، صرخة يسمعها سكان العالم أجمع ، عشان يعرفوا حالي المليان بالمتاعب والأوجاع ، ياخ ما تتخيل أنا لما شفتك فرحت قدر كيف ، بقيت ما شايفة حاجة قدامي ولا لاحظت للظلط من سعادتي ، أنا كنت غرقانة في بحر أحزاني وتايهة في صحراء أفكاري وحاير بي الدليل أمشي وين ولا أقبل علي وين ، كأني كنت في بئر وإنت جيت نشلتني منها ، أنا كنت فاقدة الأمل والأبواب كلها إتقفلت في وشي ..
امجد وهو منفعل وزعلان من الحصل للين بسببو حلف يمشي لأعمامها ويواجهم لكن لين منعتو قالت ليهو :
ديل ما بتفاهموا ولا عندهم أخلاق ، الناس ديل ناس مشاكل عشان كده أنساهم ، ده لو ما جاتك وإنتهي..
قال ليها :
طيب موش عمك بدوي قال ليك تجي تسكني معاه وأصر عليك ، طوالي بدون تفكير كل خميس أنا بجيك بوديك ليهم ، عدي معاهم خميسك وجمعتك وأرجعي داخليتك ، ناس عمك ديل أكفي شرهم ، وإتفاديهم هم ونسوانهم ، الناس ديل قلوبهم ما فيها رحمة ، وما فيهم خير ..
لين كانت مقدرة شعور امجد إتجاها وحاسة بروحها بقت تميل ليهو كتير ، وبتحس في جنبو السعادة ، فرغت الطاقة السالبة بحكيها معاه وقضت وقت جميل ، لكن كانت في حاجة جواها ما مريحاها عداوة أعمامها ليهو ، وخطورة الموقف ، لكن أمجد ما أدي الموضوع إهتمام كتير وإستصغر الحاصل وصل لين الداخلية ورجع ، وأثناء ما هو في الطريق كانت في عربية هايس مظللة ماشة بوراه ، فجأة إزدادت السرعة بتاعتها وجات بجنبو عارضت ليهو طلعتو بره الظلط ، أمجد ضغط علي الفرامل ووقف ، داير ينزل يشوف الحاصل تلفونو ضرب ، في الأول امجد ما إشتغل بيهو لكن لما إتكرر الإتصال كم مرة إفتكرو تلفون مهم رد بترقب :
ألو ..
جاه صوت غريب قال ليهو :
بلا ألو بلا كلام فارغ ، أسمع هنا أحسن ليك تفك درب البنت دي ، والغراميات الإنت فيها ، وتبعد من طريقها ، وإلا حتخسر نفسك ، كلامي ده إعتبرو تهديد تحذير جن أحمر افهمو زي ما إنت عاوز ، المهم وريناك ولا عذر بعد ده لمن أنذر والجاتك حاليآ دي حاجة بسيطة إسمها قرصة أضان يلا سلام ..
أمجد قعد يفكر ويقول :
(يا ربي ده منو كمان؟ أنا ما عندي عداوة مع زول ، أكييد ديل أعمام لين ، ومنو الأداهم رقمي ؟
أهاااا أنا نسيت هم ما كسروا تلفون لين وشالوا شريحتها ، غايتو الله يستر من الناس ديل ، ربنا يكفينا شرهم لكن لو تابعوني أنا حيخسرو الوراهم والقدامهم ، والحمدلله العربية حاليآ ما جاتها حاجة )..
شكلو الموضوع إطور وحتبدأ عداوة من نوع جديد مع أمجد ، بقت تجيهو رسائل تهديد ومضايقات ، حصلت لدرجة يكسروا ليهو العربية في يوم من الأيام ، الموضوع زاد عن حدو طوالي أمجد فتح بلاغ ضد مجهول وعندو صاحبو إسمو أمير ضابط في المعلوماتية شال الرقم ، وقام بالإجراءات القانونية اللازمة وبقي متابعو ومترصدو ، إسم صاحب الشريحة لقوه مسجل ببشير سعد ، ومع مرور الأيام حددوا مكانو بالضبط ومشت ليهو قوة داهموه في بيتو الكان عبارة عن وكر عزابة في عزبة ، تم القبض عليهو ، وأثناء التحري معاه في الأول نكر وقال الشريحة إشتراها من زول في السوق ، لكن لما إتعصر وضغطوا عليهو إعترف بالزول الأمرو قال ليهم : إسمو مدثر أحمد تاجر في السوق ، إتحركت قوة لمحل مدثر بأمر من النيابة وتم القبض عليه ، أمجد اليوم القبضو فيهو مدثر مشي للين الكانت فرحانة بنتيجتها وتفوقها واولة دفعتها لاقاها عشان يوريها الحاصل ، قبل ما توريهو أي حاجة ساقها كفتيريا الجامعة قعدوا كانت ملامحو فيها نوع من التوتر والإرتباك ، خلي لين تحس بيهو قالت ليهو بخوف ناسية فرحتها :
مالك يا أمجد في شنو ؟
وملامح وشك ما عاجباني ؟
مالا نارمين كويسة ؟
كدي احكي لي ..
قال ليها بحسرة:
معليش يا لين الموضوع الجاييك بيهو بخص أعمامك..
بضيق وزهج ومزاج معكر قالت ليهو :
مالهم القشريين ديل ، هببوا شنو تاني ؟
قال ليها :
تصدقي يومي الجبتك فيهو الداخلية ، كان في ناس متابعني ومراقبني قاموا في الطريق إعترضوني وسببوا لي مضايقات وكانوا برسلوا لي رسائل تهديد واخر مرة كسروا لي العربية ، أنا شكيت في أعمامك لانو علي حسب تسلسل الأحداث والكلام القالوا لي بقول إنو هم وراء الحاصل ده كلو ، لكن عشان ما أظلمهم مشيت فتحت بلاغ ضد مجهول ، واصحابي الفي المباحث والأمن والمعلوماتية ساعدوني ، قدرنا نوصل لصاحب الرقم وحددنا المكان وإنقبض ، المصيبة والمشكلة الكبيرة إعترف بعمك مدثر وتم القبض عليهو كمان..
قالت ليهو وهي مصدومة :
معقولة حصلت للدرجة دي ؟
أنا كلمتك يا أمجد قلت ليك الإمور ما حترسي علي بر ، وأعمامي ديل ما حيخلوا الموضوع يمر بسلام ، أنا بعرفهم كويس ، وبعرف نواياهم ، هم هسي والله بالغوا يلاحقوك ويطاردوك بدون سبب ، إنت عارف يا أمجد ده الكنت خائفة منو حصل ، كنت خايفة عليك منهم ، وما كنت دايراك تحتك بيهم من أساسو ، وتحصل ليك حاجة بسببي واخد ذنبك ، هم يستاهلوا السجن وأي حاجة ، لانو دي عمائلهم ، قسوا قلبي إتجاهم بمعاملتهم ، وخساستهم ومكرهم ، لكن مرات الواحد لما يحسبها كده بلقاها دنيا فانية ما بتستاهل ، عندي ليك مقترح إحتمال يغير من الأوضاع دي كلها ، ليه ما نبقي أحسن منهم ، من أصلح وعفا فأجره علي الله حاول المرة دي سامحهم وخلي يكتبوه تعهد بعدم التعرض ليك من جديد ، وبكده ما بقدروا تاني يسألوك أها قولت شنو ؟
قال ليها :
انا عارفك حنينة ، وما زولة مشاكل ، لكن يا لين كل ما تعيشي حتشوفي ، أنا من يوم عملوا ليك المشكلة ديك بسببي وضربوك وكسروا تلفونك وشالوا شريحتك بطني طمت منهم ، قلت ما بتهاون معاهم ، الناس ديل ما عندهم ضمان ، ولو أنا عملت كده بعملو عشان خاطرك بس..
قبل ما يتم كلامو تلفونو ضرب والرقم غريب شال التلفون ومشي علي جنب رد بحذر :
يا هلا..
فجأة سمع صوت أختو نارمين وهي بتكورك وبتبكي بتقول ليهو :
حصلني يا أمجد ، دايرين يكتلوني ،حصلني سريع وبعدها الصوت وقف..
هنا امجد إتوتر وخاف أختو يكون حصل ليها حاجة قرب يجن بقي يقول ليهم:
الو الو
اختي ما تهبشوها خلوها في حالها إنتو منو ؟
ودايرين شنو ؟
جاهو صوت واحد بقول ليهو :
إنت عارف عملت شنو؟
وشكلك بديت تلعب مع الكبار ، واللعبة دي إنت ما قدرها ، إنت حاليآ بلغت في مدثر وقبضوه ، الدايرنو منك ، تمشي تشطب البلاغ وتطلع مدثر ، قبل البلاغ يمشي المحاكم وتبدأ الجرجرة ، ولحدي الوقت ده أختك حتكون معانا ، الكلام ده مفهوم ، وأي حركة تاني تعملها ، أختك حتروح في خبر كان ، يلا يلا يا مفتح حصل أختك قبل يفوت الأوان ، سلام يا بااااااااش..

إلي اللقاء
العدو القريب
الحلقة ال 12
بقلم: -حسن مامون خضر

____
أمجد إضايق والغضب ظهر في عيونو ، إرتبك ودخلو الخوف علي أختو ، الناس ديل مسكوه من يدو البتوجعو ، أختو الوحيدة البريدها ، والمسؤول عنها ، بقي تحت خيارين لا ثالث لهما يا إما يمشي يشطب البلاغ أو يضحي بأختو وطبعآ ده خيار صعب خلاه يرجع للين ، وهو مستعجل شال مفاتيح عربيتو من الطربيزة وما وراها بأي شيء قالت ليهو وهي مخلوعة من منظرو :
أمجد في شنو ؟
والتلفون ده جاك من منو ؟
ومالك مستعجل ومضايق كده ؟
انا بتكلم معاك ما تسفهني ، فهمني الحاصل ما تخليني معلقة كده..
قال ليها وهو مستعجل :
بعد أمشي مشواري ده بجي بحكي ليك الحاصل ، يلا خلي بالك من نفسك ..
أمجد طلع من لين وهو ما قادر يتصرف وخائف علي أختو ، خلاها قاعدة في محلاتها محتارة ، جاتها ماجدة وريل شاغلنها وقالن ليها :
شايفين أمجد جاء ماري بجنبنا ولا سلم علينا ، كان مستعجل مالو إتشاكلتو ولا شنو ؟
قالت ليهن :
والله أنا زاتي ما عارفة مالو ، حتي ما أداني فرصة أوريهو نتيجتي ، جاه تلفون قلب مزاجو بعد انتهي قال لي بحكي ليك مرة تانية وطلع خلاني ..
ماجدة قالت ليها :
يا لين إنت معقولة لحدي الآن أمجد ده ما عبر ليك عن مشاعرو ولا قال ليك أنا معجب بيك ساي ؟
تصرفاتو وإهتمامو وخوفو عليك دليل علي حبو ليك ، الحكاية واضحة ..
قالت ليها :
الناس في شنو وإنت في شنو ، والله يا ماجدة ما حصل فاتحني في موضوع حب ولا علاقة ولا الكلام الفارغ البتقولي فيهو ده ، الود ده محترم ، لكن أقول ليكن الصراحة ، أنا معاه بحس بالأمان وبالإرتياح ، وبكون مبسوطة وسعيدة لما أشوفو ، بس خايفة عليهو من أعمامي وهسي المشاكل الهو فيها بسببي ، يلا ده السبب البخليني أتراجع كم خطوة لوراء لما قلبي يسوقني ، أخاف أفقدو ولا تحصل ليهو حاجة واخد ذنبو ..
ريل قالت ليها :
إنت عارفة يا لين حسام دفعتنا ده كم مرة بجيني بسألني بقول لي ، إنت صاحبتك دي مرتبطة ؟
ولا عندها حبيب؟
وحكاية الولد البجيها طوالي ده شنو؟
خاتي عينو عليك ، وهداك ليهو عايني ليهو جاي علينا معاه أصحابو العبيطين ديل ، انا ما بحبهم ولا بريدهم ..
لين قالت ليهم :
ده عبط ساي أنا ما شغالة بالفارغة دي كتير ، خلاص قبل ما يحصلونا انا حاقوم أستأذن لانو والله ما عندي نفس لونسة ولا قعاد ، بتقدم ليكم علي الداخلية ماشة اخد لي نومة لأنو حاسة بشوية صداع ..
لين طلعت مشت وحسام أصحابو قنبوا يضحكوا فيهو حصلوا ماجدة وريل سلموا عليهن حسام قال ليهن :
البروف مالا مشت ؟
يعني حضرت الملائكة وذهبت الشياطين ..
صاحبو قال ليهو بضحكة:
والله ماف شيطان غيرك ، البنت ماشة تقرأ تقعد تباريك إنت..
حسام دخل في محلات ضيقة أخدوا ونستهم مع ناس ماجدة وقاموا ، وبهناك أمجد قرر ومشي إتنازل عن البلاغ وشطبو عشان ينقذ أختو ، مدثر طلع وكان بضحك ، واداه نظرات مضمونها كلام كتير ، ضربوا وقالوا ليهو :
أيوه خليك إنسان مطيع ، وبتسمع الكلام ، أختك في الحفظ والصون بعد ترجع البيت حتلقاها قاعدة ..
أمجد كان منزعج إتحرك البيت سريع لقي أختو قاعدة خائفة حضنها عليها وببكي قال ليها :
إنت كويسة؟
حصلت ليك حاجة؟
قالت ليهو وهي بترجف :
أنا خائفة يا أمجد ، ديل منو ؟
دايرين مننا شنو ؟
ساقوني من جنب المدرسة وغمضوا لي عيوني ، كانوا بنهروا وبكوركوا فيني ..
أمجد قال ليها :
ما تخافي حبيبتي ماف حاجة بتحصل ليك ، انا معاك ..
أمجد إحتوي أختو وضرب لأخوه كلمو بالموضوع ، إتناقشوا كتير ووصلوا لبعض الحلول من ضمنها ساق نارمين وداها ناس خالتو تقعد معاهم ، عشان تنسي وتحس بالأمان ، أما هو اليوم كلو كان بفكر يعمل شنو ويتصرف كيف ، في اليوم التاني وكان واقع يوم خميس جهز نفسو وغشي أختو سلم وإطمن عليها ، وطلع من دربو داك للين في الجامعة ، إتصل علي ريل وصفت ليهو مكان قاعدين ، جاء عليهم سلم وقعدوا معاه حبة ومشوا خلوهم هو ولين قاعدين مع بعض ، بعد ما إطمن عليها وفرح بخبر نتيجتها وتفوقها ، لين أصرت عليهو يحكي ليها الحصل أمس شنو ، قال ليها :
كدي خلينا من الحصل أمس ، أنا عازمك بالمناسبة السعيدة دي ، وهديتك علي ..
قالت ليهو :
لالا أنا ما عايزة أي هدية ولا عزومة إلا توريني الحاصل وتحكي لي ..
أمجد عارف لو حكي حيقلب مزاجها ويتعكر كان حريص ما يحكي لكن كمان هي أصرت عليهو شديد وبدت تتوتر اها لما حس بيها إضايقت حكي ليها الحاصل بالتفاصيل ، لين زعلت شديد وإضايقت أكتر قالت ليهو :
شفت يا امجد كل الحصل ده بسببي ، أنا كلمتك قبل كدي لكن إنت ما سمعت كلامي ، هسي نارمين ذنبها شنو ؟
لما يحصل ليها كده ، أنا يا امجد ما بستحمل أكتر من الحصل ده ، حاول أبعد مني وشوف حياتك ، خليني عايشة مع وحدتي أصلآ مكتوب علي الشقي والعذاب ، وإتعودت علي كده ، أسمعني أخر طلب أطلبو منك وديني ناس عمي بدوي ..
أمجد ما مصدق الحاصل وكلام لين الواقع علي قلبو زي السم ، حسسو بالإنكسار ، قال ليها :
أنا يا لين صابر كل الفترة دي ، ومستحمل كل شيء ، وعاهدت نفسي اكون جنبك مهما حصل ، أكون اخوك ، صديقك المهم نتشايل همومنا سوا ونسند بعض وتكوني أخت لنارمين ، علاقتي بيك كبيرة ومعزتك جواي ماف زول بحصلها ، كتير كنت بفكر ما ألخبط المشاعر والأحاسيس ، وأرسم حدودي وما أتخطاها لكن ما قدرت ، وكلامي الحأقولو ليك هسي ما عشان أحنن قلبك ولا تتعاطفي معاي داير أقول الجواي والفي قلبي ، أنا بصراحة إتعودت عليك وإحتمال حبيتك وردتك ، وما حبيت أصرح ليك بحبي لأني خفت أفقدك ، وعشان ما أستغل ظروفك واكون أناني ويبقي وقوفي معاك بمقابل ، الإحساس ده جاني في الأيام الفاتت ، أنا يا لين ما بقدر أعيش من غيرك وحياتي بقت مربوطة بحياتك ..
قالت ليهو ودموعها نازلة :
ما بنفع ما بنفع نكون مع بعض يا أمجد ، إنت براك شفت الحصل شنو ؟
حالتو ما كان في علاقة حب بيناتنا ، فما بالك لو عرفوا الحقيقة هسي ، أنا كنت معتبراك زي اخوي وعوضتني فقدو ، وجمايلك مغرقانة ووقفت معاي وسندتني وقت الناس مشت خلتني ، بس ما حصل فكرت فيك كحبيب ، مرة قعدت مع نفسي وعاينت لعلاقتنا من جميع الإتجاهات ، لقيت الموضوع ما بمشي لقدام ، البنات غيري كتار يا أمجد ووضعهم النفسي والعايشنو أحسن مني ، الله يرضي عليك أكسب زمنك وشوف حياتك إنت وأختك ، وابعدوا من المشاكل ، لأنو دربي مليان شوك ، وأعدائي ما غريبين هم قريبين مني عارفين كل كبيرة وصغيرة عني ، أحسن تبعد وتعرف الحقيقة من هسي قبل ما تحصل الكوارث والمصائب وهي بدت زي ما حصل ، دي نهاية علاقتنا وأتمني تتفهمني وتعذرني وتعفي لي ..
لين ضغطت علي قلبها وقالت الجواها وقفت أمجد عند حدو وبعدتو منها ، رسمت النهايات بيدها ، ما جاملت ولا راعت للمشاعر كسرت قلب أمجد ويا ريت لو ما صرح ليها ، بقي ما عارف يعمل شنو الموضوع صعب عليهو ، وعقلو جاط سكت مسافة كان يفهم حاجة بعدها قال ليها :
ما دام دي رغبتك تبعديني منك ببعد ، أنا عارفك مجبورة تقولي لي الكلام ده ، خلاص ما تضايقي روحك ، قومي أمشي الداخلية طلعي شنطتك وانا بنتظرك بره في العربية ..
أمجد نفسو ما مطاوعاه يخلي لين في ظروف زي دي ، وهي ما هاين عليها تخليهو لكن وضعها وظرفها خلاها تقول ليهو كده ، دايرة تبعدو من خطورة أعمامها ، حست بروحها كسرتو ، طول الطريق أي واحد فيهم كان ساكت لا أمجد إتكلم معاها ولا هي إتكلمت معاه لحدي ما حصلوا بيت ناس حاج بدوي ، أمجد نزلها وركب سريع عربيتو دور ومشي ، لا نظرة وداع تحي الأمل من نص الجزء المفقود في القلب ، ولا كلمة تجبر خاطر الريد المجروح ، ليت الحنين يتوقف قليلآ لتلتقط الأنفاس..

وإنتوا كمان يالأحباب لقطوا أنفاسكم الإتشتت لحدي ما نلتقي ودعتكم الله..

إلي اللقاء
2024/09/28 22:25:55
Back to Top
HTML Embed Code: