Telegram Web Link
العدو القريب
الحلقة ال13
بقلم: -حسن مامون خضر

____
صمت عميق وسكون ، وقلب يسيطر عليه شعور الحزن والإشتياق ، والم الفراق أصعب ما يكون ، لحظات عصيبة وقاسية مرت علي لين قبل ما تدخل علي بيت عمها بدوي ، جاها إحساس بالذنب وتأنيب الضمير ومعاتبة النفس علي كسر خاطر امجد وجرح مشاعرو ، وردة فعلو الدلت علي تربيتو وأخلاقو العالية ، وتقبلو للموقف وتفهمو بكل صدر رحب من دون أي إعتراض علي قرارها ، لا جاط في وشها ولارد بكلام شين ، رغم الوجع والحزن الجواه إحترم وجهة النظر وإرتضي بقسمتو ، إلتزم الصمت وبكل هدؤ لملم أطرافو وإنسحب ، الحاجة دي أثرت علي لين شافت نفسها كأنو عاملت الحسنة بالسيئة زعلت من روحها شديد ، لأنو ده لا من طباعها ولا أخلاقها ، لكن كانت مجبورة تقول ليهو كده عشان يعيش هو واختو بسلام وأمان بعيد من المشاكل ، ضحت بكل شيء جميل من اجل سلامتهم ، ووصلت لنتيجة بعد تفكير ومراجعة ضمير في موقف عسير إنو تلملم شتات نفسها وتواجه مصيرها براها ، جرت نفسها ، وقشت دمعتها ودقت باب عمها بدوي ، جاتها هند فتحت ليها الباب كانت ما مصدقة دي لين من الفرحة حضنتها وبشوق قالت ليها :
لييييين ، لالالالا اصلو ما ممكن ، أصلو ما معقول ، يا بت مشتاقيين ، يخسي عليك من يوم مشيتي مننا تاني لا حس لا خبر ، لا طريتينا ولا جيتينا ، شييييينة منك والله ، وكمان قافلة تلفوناتك مننا ، عملتيها واااضحة..
لين بضحكة قالت ليها:
معليش يا دكتورة حقكم علي ، ما كان القصد والله ، لكن الظروف أقوي مني ومنك ، وإنت براك عارفة ضغوطات الجامعة وتلتلها وعذابها ..
هند وهي مبتسمة قالت ليها:
علي العموم ماف مشكلة يا جميل ، المهم إنك بخير ، وشوفتك دي براها بالدنيا ، ترد الروح ، وتسعد القلب المجروح ، نورتينا وشرفتينا يا غاليتنا ..
لين إنبسطت بهند وأمها وإستقبالهم الحلو ، وفرحتهم بيها ، لأنهم بريدوها ، ضيفوها وخلوها ترتاح في غرفة خصصوها ليها ، هند لاحظت للين مهمومة جات عليها قالت ليها :
يا لين والله ملامح وشك دي ما عاجباني ومالو شكلك بقي كئيب ؟
وضعفتي ليه كده ؟
لين قالت ليها :
أنا كويسة يا هندوية ، تعب القراية وشقاها والسهر سببوا لي إرهاق ، بالمناسبة نجحت في السمستر الأول وجيت اولة الدفعة بحمد الله وفضله..
هند بفرح كبيير قالت ليها :
قولي والله ، الف الف الف مبروووك ، خبر جميل ومشاء الله عليك يا لين برغم الحصل ليك قدرتي تتفوقي علي الجميع ، ايوه دي الروح القتالية ودايمآ خليك قوية ، لكل مجتهد نصيب ، لكن حاسة بيك ما سعيدة ولا مرتاحة زي الفي حاجة شاغلة بالك ، أحكي لي حبيبتي وشاركيني همومك ياهو إنت بقيتي أختي ورفيقتي ..
لين حست بنفسها مخنوقة والعبرة سادة حلقها قالت ليها :
والله يا هند أنا ما قوية ولا شيتين لكن بتظاهر وبخفي الوجع جواي ، بس الدنيا علمتني أواجه وأتحدي المصاعب ، الحياة دي يا اختي ما دار راحة ، ولا فيها سلام نفسي ، ولا فيها طمأنينة من غير قلق ، الحاجة العرفتها إنها مجرد رحلة ، فيها اللحظات بتتبدل ، والأحوال بتتغير ، مرة تكون حلوة ومرة تكون كعبة ، لكن يا دكتورة في كل الاحوال بتمضي ، غايتو الحمدلله علي كل حال حياتي ماشة ..
لين ما حبت تحكي كل الحاصل لهند لأنو ما دايرة تشغلها بمشاكلها ، وتشيلها هم ، لحدي ما حاج بدوي جاء من السوق داخل سلم عليها ، وإطمن علي صحتها وحالها وطلع منها عشان يريح ، وكان في الوقت ده المغرب أذن صاحبنا محمد جاء من الكورة داخل ، أمو ورتو إنو لين قاعدة معاهم عشان ما يزعجها ويعمل حسابو ، الخبر فرحو دخل أخد ليهو دش وغير هدوم الكورة ، وجاء سلم علي لين ، الأجواء كانت فرايحية وفيها نوع من الراحة النفسية بوجود لين ، إحتووها بكل حب ومحنة ، طيبوا علي خاطرها ، عاملوها كواحدة من ناس البيت ، ما إعتبروها غريبة ، حسسوها بالأمان والحالة واحدة كأنو في بيتهم ، دخلت المطبخ مع هند جهزوا الغداء وجابوه ختوه قدام حاج بدوي وقعدوا كلهم مع بعض ياكلوا ، الإحساس ده لين فاقداه طولت منو ، كانت وجبة دسمة فيها سماحة اللمة ، وراحة البال ، وطعم اللقمة ، وبعدها جابوا الشاي والقهوة والروح مبتهجة بالونسات والحكاوي والضحكات ، هند وامها بعد ما إنتهوا لموا العدة ودخلن المطبخ ومحمد طلع لأصحابو ، حاج بدوي نادي لين قعدها جنبو قال ليها :
الكلام كتير يا بتي ، وأنا محتفظ بيهو كل السنين دي ، وما قدرت اوصلو ليكم ، بعد أبوك إتوفي انا إنقطعت منكم بعد رفع الفراش ، لأنو أنا أكتر زول فقدتو ، ده صاحبي الروح بالروح ، وعشان الكلامات ما تكتر وأعمامك ما يلقوا فرصة يذلوا بيها أمك معاي ، ويفتكروا جياتي ليكم عكس ويشوهوا سمعتكم ، ضحيت بمعزتي وغلاوتي ليكم والباب البجيب الريح سدو وإستريح ، ما أديتهم ثغرة فيني ولا فرصة يتكلموا بيها عني ، لانهم ناس خبيثين ، لكن جاء اليوم المناسب الأقدر أقول ليك فيهو كل الحقائق ، وأختك قدام الصورة ، بس في الأول وريني الوضع ماشي معاك كيف في بيت ناس عمك؟
وجامعتك كيف؟
وبالمناسبة تلفونك مالو مقفول ؟
حاولت فيهو كذا مرة لكن ما دخل معاي ، الحاصل شنو ؟
أحكي لي بالتفصيل ..
لين جرت نفسها وحكت لعمها بدوي كل الحاصل من يوم مشت منهم لحدي ما جاتهم ، وقالت ليهو :
سبحان الله الما حصل ليك حصل لي ، إنت قدرت تتفاداهم بدري بدري لكن أنا بعد الفأس وقع في الرأس والإمور جاطت ..
حاج بدوي إستغفر من عمائل أعمامها وقال ليها :
أعوذ بالله ياخ ديل شياطين ما بشر ، كل ده حصل ليك وأنحنا ما عارفين ، والله صحي أصابعين اليد ما واحد ، يا حليل أبوك كان مهتم بيهم وبقول لي لما أختلف معاه فيهم ، يا بدوي الناس ديل أخواني في النهاية ربنا بسألني منهم ما عندهم غيري ، كان بشيل همهم ، سبحان الله هسي هم نسوا كل افضالو وجمايلو عليهم وبقوا يعادوك ، شيلي الصبر يا بتي ، ده لو فضل فيك حيل ليهو ..
قالت ليهو بحسرة :
انا يا عمي والله قلبي أباهم وقسي إتجاهم ، بقي ما عندي ليهم أي حاجة ، وما بفرقوا معاي كتير ، كتلوا المحنة الجواي ليهم ، أنا قطعت خبثهم لأنو وجعوني شديد ، وهم الوصلوني لمرحلة البرود وقلة الشعور ، وأقول ليك علي حاجة يا عمي ما كنت حابة أقولها الناس ديل الفترة الفاتت دي كلها قطعوا مني المصاريف وبقوا ما شغالين بي ، بس الحمدلله قدرت أتصرف كان عندي خاتم جابتو لي أمي وقت نجحت في الشهادة ، إضطريت بعتو لواحدة زميلتي مشيت بيهو إموري ، لكن بجي اليوم البنشيل فيهو حقنا والمرة دي أنا ما حأراعي لصلة الدم ولا القرابة ..
قال ليها بتعجب وإستغراب :
معقولة !
وليه ما جيتي كلمتيني؟
هو الخير الهم فيهو ده كلو حق منو ؟
ما حقكم ، والله دي قوة عين ما طبيعية ، بس أبشري بالخير والحمدلله إنك سمعتي كلامي وجيتي قعدتي معانا لأنو بعد ده لازم تعرفي الحقيقة يلا ركزي معاي وأسمعي كلامي ده كويس ابوك الله يرحمو كان عامل حساب لليوم ده وعشان كان عارف طمع أخوانو وعمايلهم وما كان بثق فيهم ، أمن ليكم مستقبلكم إنت وأخوك ، أولآ ثبتني أوراق الدكاكين والمخازن ، ثانيآ إشتري ليكم أرض هنا وفي سنار أوراقها كلها قاعدة عندي ، كان بقول لي :
يا بدوي يا اخوي الحياة من الموت ما معروفات ، أخواني ديل ما يعرفوا شيء عن الأوراق العندك ، بعد الأولاد يكبروا وانا في الدنيا دي إذا كنت ماف سلمها ليهم ، ده سر حياتي إحتفظ بيهو ، أها لما مشيت اليوم داك سألت أعمامك عنكم وعرضوا لي بيتكم ورفضت ، إتأكدت تمامآ من كلام ابوك ، شوفي يا بتي ربنا ده موجود وما بظلم حد لأنو الظلم ظلمات ، هو حرمو علي نفسو عشان كده ما برضاه لعبادو يمهل ولا يهمل ، وكل شيء بأوانو ووقتو ، وإنت صبرتي الكتير فضل القليل ، الحقائق حتظهر حتي ولو طال الزمن ، والعملو فيك حيتعمل فيهم ، مسألة وقت ليس إلا ، الدايرو منك تخلي بالك من قرايتك والباقي خليهو علي الله وعلي..
كلام حاج بدوي طمن لين وخفف عليها الهموم ، فرحها بحفظ حقوقهم وممتلكاتهم ، إستقرت في بيتو وبقي ليها أب حنون ، بدلعها أكتر من هند ، جاب ليها تلفون جديد وساقها قفلت شريحتها القديمة وطلعت بدل فاقد ، أما محمد بدأ يتقرب منها ويهظر معاها ويشاغلها لما يجي داخل البيت ويلقاها مع هند ، إتعودت عليهو وبقت تقعد تتونس معاه ، وعشان خاطر لين إشتروا ليهو عربية عشان يوصلها هي وهند ، وفي اول توصيلها ليهو قال ليهن :
والله أيامكن لقيتن ليكن سواق خاص يوديكم ويجيبكم ، أنا الباشمهندس محمد بدوي حاج علي أخر الزمن أشتغل سواق وكمان لمنو ليكن إنتن ، والله دي مهازل ، الله غالب..
لين قالت ليهو وهي بتضحك عليهو :
ما فيها حاجة أنحنا أخواتك اكسب فينا الأجر ..
نطت هند عليهو قالت ليهو:
يا باش وصل بسكات وإلا رفعنا الشكوي للكينج قبل ما يبدلك بسواق تاني ويشيلها منك ويخلي خشمك ملح ملح ، أحمد الله الخير الإنت فيهو ده كلو بسبب لين ..
مناقرات طول الطريق قصرت المسافات ، زرعت الإبتسامات ، وغيرت الأجواء والحالات ، المزاج بقي رايق والمعنويات عالية ، ماجدة وريل في قعدة فطور الكلام جاب كلام قالن ليها بمزحة وهظار :
يا بياعة لا سلمنا منك أنحنا ولا أمجد الود المسكين داك سلم منك ، عليك الله مشي وين يا لين ؟
يا ربي ما بكون داير ليهو بدل فاقد ؟
حاولنا في تلفونو كم مرة لقيناه قافلو ، غايتو إنت قلبك قوي ولا بتجاملي الود اخد ليهو شاكوش ساي في صمة خشمو ..
ولا محمد نساك ليهو ؟
قالت ليهن بغيظ :
إنتن عويرات ولا ولدوكن كده ، أمجد مشي يشوف حياتو ، ربنا يوفقو ويحفظو ، اما محمد يا كريهات أخوي الما ولدتو أمي أنا قاعدة معاهم في بيتهم عليك الله بطلن هبالة وسؤ ظن أكلن سريع وأرحكن نمشي المكتبة نقرأ إمتحانات نهاية السنة علي الأبواب ..
لين مع الأيام إنشغلت بالقراية وكانت عايشة حالة بتاعت إستقرار نفسي ، لكن خبث الحنين عاودها لأمجد كانت فاقداه وشايلة همو ، ما عارفة عنو حاجة ، وحاسة إنو ظلمتو ، لكن بتقول كل شيء لخير وربنا أعلم بالنوايا ، أما حسام زميلها بقي يتابعها ويسبب ليها مضايقات ، قدر ما وقفتو عند حدو وفهمتو إنو ما هي الزولة
المناسبة للعلاقات ولا الفارغة دي بتنفع معاها ، كان مصر وبلاحقها ، ولما ما قدر يحصلها بقي يطلع فيها إشاعات وكلامات ، لحدي ما لين زعلت شديد ، كلمت ليهو محمد وورتو بالحاصل ، محمد برغم طيبتو وظرافتو لكن شهم ونفسو حار ما بحب الحقارة حلف ما يخليهو ، أها اليوم داك بعد جاء يرجعها لاقي حسام مسكوا من لياقة قميصو قال ليهو :
إنت عامل فيها مفتح ولا شنو ؟
قايل بنات الناس لعبة في يدك؟
ليه بضايق البنت دي ومكرها الجامعة؟
عندك أخوات ولا ما عندك ؟
لو ما عندك من يوم الليلة حتشوف كل بنات الجامعة أخواتك ..
حسام كان بفرفر وداير يتنفخ ويعلي صوتو لكن ما حس بروحو إلا وهو في الأرض واقع جاتو بنية قافلة كسرت ليهو سنو ، اخد ليهو جلدة كاااربة ، كان تجيب في رأسو خبر ، الناس إتلمت حوالينو وحجزوهم ، ومحمد من الغضب جر لين من يدها وطلعوا علي العربية ، طبعآ لين كانت خايفة أول مرة يحصل ليها موقف زي ده ، واول مرة تشوف محمد بالغضب ده ، قام محمد لما حس بيها متوترة أخد ليهو ضحكة وقال ليها :
يا بت مالك متوترة كده ؟
الزول قل أدبو واخد علقتو أمثالو يستاهلو أكتر من الحصل ، زي النوعية دي هم الخاربين البلد ، الدقة دي بتأدبو وبتكسر عينو تاني ما أظن يعاين ليك ولا لغيرك ، عشان يعرف من هنا وماش وراك رجال وبالمناسبة أي زول يتعدي عليك أنا ليهو بالمرصاد ..

إلي اللقاء
العدو القريب
الحلقة ال 14
بقلم: -حسن مامون خضر

___
لين معروف عنها ما زولة مشاكل ولا عندها القدرة ليها بتخاف منها عديل ، لكن موقف محمد عجبها ، وخلاها فعلآ تحس إنو عندها سند يحميها من الذئاب البشرية ، شكل ليها صمام أمان رجع ليها سمعتها وكرامتها ورفع رأسها وسط زميلاتها ، حسم الفارغة ، أدي حسام درس طول عمرو ما حينساه ، الغلط عندو غلط ولازم يتصحح ، الموضوع ما إطور لأنو الناس كلها عارفة حسام غلطان في حق لين البنت الهادية الرايقة الملتزمة ، عمرها ما أدت زول كلمة شينة ، لأنو قلبها نضيف ونيتها سليمة ومبتسمة علي طول ، عشان كده كل الناس بحبوها من الحرس للعميد ، حسام فهمها غلط وإتمادي في تصرفاتو إفتكرها صيد سهل ورخيصة ، لكن جاهو الزول الغير ليهو نظرتو إتجاها وإتجاه الحياة ، كان زعلان ومخطط ينتقم من لين لكن أصحابو إتكلموا معاه ووروه غلطو قالوا ليهو :
يا حسام البنت دي والله مسكينة وطيبة وبريئة ، دي لييييين عارف يعني شنو لين دي البهجة والفرحة ، والروح المنشرحة ، البروف يا مان يعني وقت الإمتحانات كلنا بنجيها نصور منها ما حصل قالت لا لزول لا جرحتنا ولا أحرجتنا ، إسمها ذاتوووو يا فردة جاي من اللين يعني الحاجة الكيوت الناعمة الرقيقة ، العطف والحنان ، وإنت يا صاحبنا إتعديت عليها وإتماديت وقاعد تتكلم عنها كلام ما طيب وبتلاحقها في أي مكان بتقعد فيهو لدرجة إنو بتخلي ليك المحلات كلها بتتفاداك وبتمشي ، سببت ليها مضايقات وعملت ليها عقد وكتير إتكلمت معاك بأدب وقالت ليك أنا يا حسام ما زولة علاقات وانحنا سمعناها بإضنينا ديل ، تاني العبط ليك شنو ، هو الحب ده بالعافية ، إنت كترتو عليها دايرها تسكت ليك ، أكيد حتكلم أخوانها وأهلها ، يا صاحبنا أبعد عن الشر وغنيلو ، وأمشي إعتذر ليها ، وفي النهاية أنحنا زملاء ..
حسام بعد الكلام ده راجع نفسو ، ولقي روحو غلطان ، مشي لاقي لين إعتذر ليها وهي بطيبة قلبها قبلت إعتذارو ، بصدر رحب إتأسفت ليهو لما بدر من محمد ، والموضوع بقي ليهم بخوه وصحبة وهو فهم من اللحظة ديك إنو الزمالة بتعني الخوة الحقيقية البيهديها ليهم القدر ، أصحاب صناع الزكريات الجميلة التي كونتها الأيام والتي لا تعوض أبدآ ، فهم معناها هي وقفة في الزمن الصعب ، هي تبادل ثقافة وإحترام ذات ، وتقاسيم معرفة إجتماعية ، وعرف إنو الجامعة ما لقلة الأدب وإبراز العضلات ، والمشاغلات وتشويه السمعات ، ونشر الإشاعات ، وإتأكد تمامآ إنو الحب ما بجي بالقوي ولا بالقسوة ، الحب بجيبو الإسلوب ، واللين والعطف واللطف ..
أجواء كانت برغم توترها الحصل لكنها كانت دروس مجانية مستفاد منها ، كل زول فهم الليهو والعليهو ، النفوس إطايبت ، وبعدها الإمتحانات جات والناس بقت مشغولة بقرايتها ولين مجتهدة كعادتها ما إتهاونت ولا إتنازلت عن أحلامها وطموحها وأهدافها تفوقت بنجاح وحياتها إستقرت ، والغريبة أعمامها عرفوا إنها قاعدة مع ناس حاج بدوي ، لا جوا سألوا منها ولا أخدوا خبرها ، وكل ما السيرة تجي مدثر كان بقول ليهم :
البنت دي أصلآ ما نافعة والحمدلله المشت مننا أحسن مما تقعد معانا وتخرب لينا بناتنا ، بنت ما محترمة طالعة لأمها أصلآ تربها ناس سنار ديل ما كويسين ، فيكم زول طردها ؟ موش مشت بإرادتها ؟
خلوها تطير غادي غادي ، ما عندنا ليها حاجة ، نعتبرها ميتة بس..
رنا كانت مستاءة وزعلانة من كلامهم وفي نفس الوقت مشتاقة للين ، شايفة الظلم بعينها وما قادرة تعمل حاجة ، قاعدة تقول لنفسها (ناس أبوي ديل غريبين وعجيبين لين فاتت منهم وخلت ليهم أي حاجة بعد ده ملاحقنها بالكلام الشين ، وما مريحنها ، ليه كل الظلم ده ، أنا لو كنت مكانها كان إنتحرت )..
رنا في الفترة دي دخلت الثانوي عقلها ماش كبير ومشاء الله عليها بت فاهمة وذكية ومتفوقة شايلة هم بت عمها وحاسة بوجعتها ، برغم السنين المضت بمآسيها وأوجاعها ومواقفها ، والذاكرة عند لين معلقة لا تخون رفيق أيامها الصعبة أمجد المختفي وما ظهر ولا ترك وراه أثر ، كانت فاقداه في كل لحظة ، لكن لما تعاين لأنو هو بعيد من المشاكل ومن أعمامها وعايش في أمن وسلام بتطمن وبترتاح ، ولما تقعد مع هند بتجيب سيرتو كتير وبتحكي ليها بمواقفو معاهم وطيبة قلبو وإسلوبو لحدي ما هند قاطعتها قالت ليها :
إنت يا لين بتحبيه بعد السنين دي؟
لين سكتت فجأة وبعدها قالت ليها :
والله يا هندوية أنا ذاتي ما عارفة إذا بحبو ولا لا ، انا ملخبطة ومشوشة ، ما قادرة أحدد شعوري إتجاهو ، أمجد وقف معاي في أصعب أوقاتي ومستحيل أنسي وقفتو دي معاي ، كان دايمآ بحب يشوفني سعيدة ومبسوطة ، بس أنا البعدتو مني لما حسيت بيهو إتعلق بي وجاتهم المشاكل هو وأختو بسببي من أعمامي وعصابتهم ، قطعت علاقتي بيهو وقلت ليهو أمشي شوف حياتك بعيد مني وما تقرب مني تاني ، الحاجة الوجعتني أكتر قال لي بإنكسار خلاص ما تضايقي روحك انا مااااش ، أول مرة أعرف كلمة أنا ماش دي صعبة خلاص وياها المشية بدون رجعة ، انا حاسة إني كسرت قلبو وجرحت مشاعرو ، هل
أنا غلطانة يا هند في العملتو ده ؟
هند قالت ليها :
أبدآ ما غلطانة وده القرار الصاح المفترض يحصل ، إنت حسيتي بالخطر الجاهو وحاولتي تنقذيهو هو واختو ببعادك ليهو ، هسي السنين جرت وهي كفيلة تنسيهو وتخليهو يعيش حياتو بسلام وبكون فهم قصدك ..
في اللحظة دي محمد جاء داخل عليهم قطع كلامهم قال ليهم :
يا شابات يا ظريفات قعدتكن دي ما مطمناني ، ليه بحس دائمآ إنكن بتخططن لمصيبة ..
هند قالت ليهو :
ده وسواس منك ساي ..
ضحك وقال ليهن :
خلاص سميناها رضينا وما علينا ، قومن أجهزن لأني عامل ليكن طلعة تفرقوا بيها شوية من قعاد البيت ده ، وقرايتكم الكتيرة ..
فرحن بالطلعة إتلبسن وجهزن ومشوا فرقوا وقضوا لحظات جميلة نسوا بيها لين مشاكلها وأحزانها شاركوها همومها وأفراحها بقوا ليها سند ، عايشة معاهم أحلي ايامها ، وعمها بدوي بقي ليها أبو ما قصر في إحتياجاتها موفر ليها كل شيء ، وفي نفس الوقت كان متابع حركة السوق ومراقب تصرفات أعمامها واليوم داك لما سمع إنهم عرضوا واحد من المخازن للبيع مشي ليهم بسرعة في محلاتهم عشان يوقفهم بعد ما سلم عليهم قال ليهم بزعل :
إنتو أعمام شنو عليك الله لا بتسألو من أولاد اخوكم ولا بتتفقدوهم ، هسي لين غايبة منكم ليها كم سنة وعارفنها قاعدة معاي حصل جيتو سألتو منها ولا شفتو الناقصها شنو ؟ ولا جيتو سجلتو ليها زيارة كان إنتو ولا نسوانكم وأولادكم ، ولا ما صدقتوا بعدت منكم ، عشان تلقوا راحتكم وماف زول يسألكم ، أنا جيت أذكركم بحاجة واحدة إنتوا ناسينها ، المحلات الإنتو فيها دي حقت أخوكم الخلاها لأولادو ، وإنتوا حاليآ بتاكلوا في مال يتامي ، أنا مستغرب كيف إنتوا عايشين ؟لا بتحسوا ولا بتشعروا ، ولا بتخافوا الله ، هسي حاليآ الفيكم إتعرفت ، والمخزن العارضنو ده ما حيتباع لأنو ما حقكم ، كيف نفسكم بتسمح ليكم تعملوا كده من غير أصحاب الحق ما يعرفو ؟
بعتوا البيت وزول إعترضكم ماف ، كمان قبلتوا علي المخازن خلاص ، أنا المرة دي الحأقيف في وشكم ، وبالمناسبة حأفتش عن راشد أخوها وأجيبو راجع ولازم يعرف الحصل كلو من طقطق للسلام عليكم ، داير أقول ليكم حاجة تانية قبل ما أمشي أنا لازم أرجع الحقوق لأصحابها وأقيف مع البنت المسكينة الضعيفة دي ، ياااخ ما خليتو ليها حاجة تشفع ليكم بيها ..
مدثر الكلام ضايقو قال ليهو :
إنت هسي جاي تهددنا في محلاتنا ، بصفتك شنو ؟
وعلاقتك شنو بالموضوع ؟
نبيع نحرق الحق حق أخونا وأنحنا أسيادو ، أما البنت الإسمها لين دي ما إحترمتنا ولا أدتنا مكانتنا ولا ختت لينا قيمة طلعت من بيتنا بدون ما تورينا ، وحاليآ قاعدة معاك تحرش فيها علينا ، أما راشد بحترمنا وبسمع كلامنا وأنحنا السفرناه عشان يشوف مصلحتو ويكون حياتو وهسي بكون بدعي لينا صباح ومساء ، ونقول ليك حاجة كمان أعلي ما في خيلك أركبو ..
حاج بدوي أخد ليهو ضحكة وقال ليهم :
سبحان الله دايرين مصلحتو ولا بعدتوه عشان يخلي ليكم الجو وتعملوا عمايلكم ، لكن بالمناسبة أيامكم قربت ، وكلامي ده بباينكم وبقاصدكم وإنتوا الخسرانين ، وعشان تفهموا حاجة ليكم وللزمن أخوكم المرحوم كان عارف حيجي يوم زي ده وإنكم ناس طماعين أوراق المحلات قاعدة عندي ، أنا ولين ممكن بكرة نطلعكم من هنا بالقانون ، ما فكرتو ولا مجرد فكرة هي بتقرأ شنو ؟
وليه ما سألتكم ولا حصل ناقشتكم في أملاكهم ؟
لأنها كانت بتعتبركم زي أبوها وحقهم ياهو حقكم لكن جدعتوها ورميتوها وشردتوها وعذبتوها وقطعتوا منها أبسط حاجة مصاريفها وطلعتوها ما نافعة ، إتقوا الله يا الناسيين الموت ما دايمة ليكم والله ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكم..
كلام حاج بدوي كان سخن علي الأعمام خلاهم يتراجفوا ويراجعوا نفسهم ويعملوا حسابهم ويخافوا من الجاييهم
بقوا مرتبكين وقفوا البيعة سريع ، وكانوا بفتشوا لوسيلة تواصل براشد عشان يتقوا بيهو ، موقفهم صعب وحسوا نفسهم في خطر ، ياسر قال ليهو بخوف :
أنا قلت ليك من زمان لو في خوف نخاف من بدوي ده ، كلمتك قلت ليك إتصرف معاه ، عملت لي فيها إنو عندك ناسك خطرين وبتاعين إجرام وحيريحونا منو ، في النهاية فشلوا وقربنا نضيع فيها ، كلو منك ، الله إستر من الجاي ، هسي موش راشد سفرناه فرنسا لصاحبك معتصم أضرب ليهو سريع خلي يحصل المصيبة دي ، قبل ما ننسجن ، ونبقي في جرجرة محاكم ، ياخ حياتنا بقت جحيم ، أنا متابعك يا مدثر من قمت وما إستفدنا أي حاجة ، لو عارف ده كلو بحصل ما كان مشيت وراك ، أنحنا طمعنا في حق أخونا وضيعنا أولادو ، بصراحة أنا ضميري ما مرتاح ، نوم زي الناس بقيت ما بنوم ، بحلم بالهادي كل يوم بجيني في النوم زعلان وغضبان بعاين لي بس وما بتكلم معاي ، أنا المرة دي خائف صحي صحي ، خلينا نلم بت أختنا علينا ونديهم حقهم كان ربنا يسامحنا ويغفر لينا...
مدثر ما قدر يستحمل كلام ياسر قرب منو وكان غضبان رفع يدو فوق وأداه كف وهو منفعل قال ليهو :
يا زول ده كلام شنو البتقول فيهو ، إنت زول جبان بس وبخوفك ده بضيعنا ، قوم أمشي مني وأختاني عشان ما أخسرك اكتر من كدة في اللحظة دي ..
ياسر كان ماسك خدو وزعلان كيف بعد العمر ده اخوه يديهو كف قال ليهو وهو طالع :
حصلت تمد يدك علي يا مدثر ، ده آخر جزاي ، تاني فضل فيها شنو ، أنا أصلآ ماش لأنك زول ما بتتفاهم وأناني ..
ياسر طلع من أخوه زعلان دور البوكسي ومشي ومدثر كان متوتر لافي حوالين نفسو ، طلع علبة سيجارو وبقي يولع سيجارة وراء سيجارة ، دخل يدو في جيبو طلع تلفونو مشي الأسامي جاب رقم معتصم وإتصل عليهو قال ليهو :
كيف يا معتصم إن شاء الله طيب ، معاك مدثر ، أسمعني وإختصارآ للموضوع عليك الله بأي شكل كان تشوف لينا راشد مكانو وين ولا أدينا رقمو ..
معتصم عشان المدة طالت قال ليهو :
مرحبتين مدثر الحمدلله ، والله يا مدثر ود اخوك ده من جاء هنا إمورو كانت جايطة عمل كم مشكلة دخل فيها السجن طلعناه منها ، وبعدها رحل منا ما عرفنا مكانو بالضبط وين ، ولا ورانا وجهتو الماشي ليها ، هنا البلد كبيرة وبلد حرية ما حبينا نجبرو علي حاجة ، لكن في الأيام الجاية بفتش ليك عنو..
مدثر قفل من معتصم وهو لسه متوتر لأنو ما لقي فايدة من إتصالو ، وهو خاتي يدينو في راسو جاهو حاتم بتاع الطبلية الفاتح علي الظلط جاري قال ليهو :
يا مدثر يا مدثر حصل أخوك ياسر ..


إلي اللقاء
العدو القريب
الحلقة ال 15
بقلم: -حسن مامون خضر

______
مدثر قام مخلوع من مكانو الكان قاعد فيهو ووقف علي حيلو حس بدقات قلبو ماشة زايدة ، والموضوع ما طبيعي قال ليهو :
في شنو يا حاتم ؟
ياسر مالو ؟
الحصل ليهو شنو ؟
حاتم جر نفسو وقال ليهو :
ياسر أخوك عمل حادث مع بتاع دفار جنب التقاطع البودي علي مركز الجبلابي ، والجماعة حاليآ شالوه ودوه المستشفي لأنو حالتو خطرة ، كان بنزف بشدة والحادث شكلو قوي ، لأنو من قدام والبوكسي الكبوت بتاعو إتفجق وإدشدش وإطفق..
مدثر خت يدينو في راسو ما قادر يستوعب الحاصل قعد في الكرسي وحس بجسمو تقيل داير يهبط كان بقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، يا ستار تستر ، عليك الله يا حاتم جيب لي حبوب الضغط ديك وجيب لي معاك موية من الحفاظة النبلع بيها الحبة دي ، وقفل معاي سريع سريع خلينا نحصل ياسر..
في اللحظة دي الخبر وصل حاج بدوي وهو عشان زول واجبات ما قاعد يقصر في المواقف الزي دي ، خلي عمران في المحل ، وركب عربيتو مشي علي المستشفي لما حصل لقي ياسر حالتو خطرة ، مدخلنو إنعاش لانو كان بنزف شديد وعندو كسور في الأرجل ، وما واعي ، مدثر كان مقلق علي أخوه لأنو هو السبب في الحصل ليهو ، ما كان ثابت في محل واحدة ، لما شاف حاج بدوي جاء عليهو بضيق وغضب قال ليهو :
الجابك شنو إنت كمان؟
جاي تشمت علينا موش كده ؟
كل الحصل لياسر ده سببو إنت ، أها إن شاء الله تكون مرتاح ؟
حاج بدوي صفق بيدينو الإتنين ولولح راسو يمين وشمال وكان مستغرب من كلام مدثر قال ليهو :
سبحان الله فيك ، عمرك ما حتتغير ، لا المواقف بتجيب رأسك ولا الموت بعظك ، إنت زول قلبك وسخان ، أنا الخساسة والخباثة ما بعرف ليها ، ده فهمك الإنت في رأسك ، لكن انا جيت لأني زول بعرف الإصول ، وبتعامل بطبعي جيت أطمن وأشوف أخوك الجوه ده لسه ما معروف حي ولا ميت ، بدل تقعد تدعي ليهو بالشفاء جاي تسيء بالكلام الشين ، أنا ما قاعد ليك يا مدثر بمشي لأنو وراي شغل وأنا غلطان الجيت قايلك بتفهم وبتقدر ..
حاج بدوي وهو طالع أخد ليهو وقفة سمع فيها الدكتورة كانت بتسأل وبتقول وين لين ؟
يا جماعة في حد فيكم شاف لين ؟
مدثر جاء مستعجل عليها قال ليها :
أنا أخوه ، وليه بتسألي من لين ؟
قالت ليهو :
أخوك حالتو خطرة من دخلناه الإنعاش كان بنادي بإسمها كتير ، ودايرها ، قلنا نناديها ليهو إحتمال في كلام داير يقولو ليها ، قبل ما يدخل في حالة تانية ، لانو جروحو الفي جسمو والكسور كبيرة ، محتاج لتدخلات جراحية ، والنزيف الحاد فقدو كتير محتاج لعملية نقل دم ، وأنحنا دايرين حاليآ لقزازتين دم من فصيلة +O بأسرع ما يمكن ، شوفوا ناسكم أو أصحابكم خلوهم يتبرعوا ليكم ، لأنو بنك الدم بتاعنا فاضي ..
مدثر رأسو شطب لانو فصيلتو ما زي فصيلة أخوه ولا الجوا معاه ، ضرب لناس البيت كلمهم وقال ليهم : لو بتعرفوا زول من ناس الحلة او الجيران فصيلتو +O كلموه خلي يجي معاكم ..
دور تلفوناتو لمعارفو الفي السوق ، بعد تعب لقي إتنين فصيلتهم مطابقة لكن في الفحوصات واحد فيهم ظهر ليهو يرقان ، والتاني شالو منو قزازة وفضلت واحدة ، بقوا محتارين يجيبوها من وين الناس الجات كلها فصيلتها ما مطابقة ، والزمن ماش واثناء ما هم جايطين وخايفين يفقدو ياسر جاء الدكتور التاني شايل كيس الدم مليان موديهو البنك قال ليهم :
خلاص ما تتوتروا وتخافوا المشكلة إتحلت الحمدلله ، في واحدة سمعت بالنقص وعرفت القصة جات مع زميلة لينا إتبرعت بدمها ، حاليآ هي جوة في العيادة ..
الجماعة إستغربوا في الزولة الإتبرعت ليهم بالدم دي منو ، وما عدت ساعة إلا ولين جات طالعة معاها هند ، العم والنسوان والأولاد والبنات والجيران كلهم بقوا يعاينو ليها مصدومين بشوفتها بعد السنين دي كلها ، ما مصدقين دي لين بت الهادي ، شكلها بقي أجمل ، وصحتها إتصلحت ، رنا من الشوق ليها خلت أهلها واقفين في محلهم وجرت عليها حضنتها وهي بتبكي بصوت عالي ، في اللحظة دي مساحة الشوق والفقد اخدت مكانتها ، ولين القلوب ظهرت إنسانيتها ، يا لجمالها في هيبتها ومشيتها ، وبظهورها الكون تغني بروعتها ، نادي المنادي هل من متبرع
لبت نداء الدم بحنيتها
ليييين
يا قوية في وش
الصعاب ومحنتها ..
أدمعت أعين الحاضرين ، بالموقف ده ولين بادلت بت عمها الأشواق وعرفتها علي هند لكن عشان كانت مستعجلة وما عندها كلام تقولو ، وهو الفضل شنو يتقال ، إتقفلت كل مساحات النضم ، إستأذنت منها وطلعوا ، خلوا الباقيين محتارين وخجلانين ، ما سلمت عليهم ، ولا جات بجنبهم ، اما عمها ياسر بعد نقلوا ليهو الدم حالتو لسه كانت ما مستقرة ، عملوا ليهو عملية بتر لكراعو اليمين من تحت الركبة لأنو ما لقوا فيها أمل ترجع طبيعي ، لكن لسه كان عندو مشاكل عملوا ليهو صور للراس وفحوصات لوظائف الكلي ورسم للقلب ، مع الأيام بدأ يستجيب للعلاجات وصحصح وروه بالحاصل ، كان بسمع وببكي لكن ما قادر يتكلم كان فاقد للنطق ، قعدوه في كرسي متحرك وبعاين بعيونو الما وقفت من البكاء ، حاسي
بالذنب وتأنيب الضمير إتجاه لين والزاد أساه أكتر يوم جابها ليهو محمد تشوفو بقي بعاين ليها وببكي ، كأن دموعو مضمونها الإعتذار والندم ، بس غالبو الكلام ، شافتو وإطمنت عليهو ومشت منو خلتو بحرك في الكرسي قرب يقع لحدي ما مسكتو سيدة مرتو ، كان بيأشر بيدو السليمة نظام ناديها لي يا سيدة ، بس لين ما إتلفتت وراها طلعت لمحمد في العربية لقتو إنتهي من مكالمة سرية وبلمح ليها قدر ما زرزرتو يوريها رفض ، دور وإتحركوا علي البيت ، اثناء الطريق قال ليها :
إنت إنسانة طيبة شديد يا لين ، بعد العملوه فيك ده بتجي تطمني عليهم ، وأنقذتي روحهم ، لو ده زول تاني في مكانك والله ما كان إشتغل بيهم الشغلة يموتو يحرقو يغرقو ..
قالت ليهو بعد ما عدلت طرحتها :
يا محمد انا بتعامل بأصلي ، والعملوه فيني خليتو لربنا يحكم لي فيهم ، وأنا لو ما أبوك ما عارفة كان الحصل لي شنو ، أبوك رجل فاضل وحكيم برغم البعملو فيهو أعمامي لكن زول فاهم وإنساني زول واجب ، بحب الخير للناس ، بساعد الضعيف والمحتاج ، علمني حاجات كتيرة في حياتي ما كنت منتبه ليها نصحني وأرشدني لطريق الصواب ، غير مفهومي للحياة ، علمني معني الصبر والثبات ، وبالمناسبة هو الجاء كلمني يوم الحادث لأنو كان هناك وبعد ده كلو ما سلم من لسان عمي مدثر طردو وسمعو فارغ ، وهو طالع سمع الدكتورة بتسأل مني إنتظر بجنبة سمع الكلام كلو وجاني لقاني قاعدة مع هند قال لي يا لين عمك ياسر عمل حادث ومحتاج لدم من فصيلة +O لو فصيلتك زيو امشي اديهم دم لانو ما لقوا ، قطرة دم بتنقذ روح ومن أحيا نفس فكأنما أحيا الناس جميعآ ، طوالي قلت ليهو ااي زيو ساقنا أنا وهند ودانا المستشفي ورجع ..
محمد قال ليها بتعجب :
أبوي زول عجيب ربنا يديهو العافية ، حكيم في تعاملو وتصرفاتو ، اخلاقو عالية ما زينا ، بالو طويييل ، زول دغري ما بحب اللخبطة ولا اللولوة ، وما بخلط الكيمان ، بس الناس ديل ما عارفين قيمتك ، يستاهلو الحصل ليهم ، أنا هسي أعمامي الفي الجزيرة حنينين علينا برغم الجفا الحاصل والمشغوليات ، وندرة جيتهم لينا ، لكن بعاملونا كويس لما نمشي ليهم ، ناس بسيطين بحبوا الزراعة ، وكل موسم درت برسلوا لينا حقنا ، غايتو ربنا يعينك ويقويك ، هسي بموقفك العملتي ليهم ده مفترض يجوا يبوسوا ليك كراعك ..
قالت ليهو بإستياء :
عليك الله يا محمد انا لا دايرة منهم جزاء ولا شكورآ والعملتو ده اي غريب في مكاني ممكن يعملو ، عملتو لوجه الله ، لكن يا محمد شوف الدنيا دي غريبة كيف؟
عمي ياسر قبل فترة كان كيف وهسي بقي كيف ؟
فقد كراعو وفقد النطق ويد واحدة ، الصحة ما بتدوم
والشين بقعد ، والحياة ما مضمونة ، يوم ليك ويوم عليك ، مفترض الناس تعيش بسلام ، وأنا أكيد ما حأنسي العملو فيني وفي أمي ، بس انا زولة زادتها الحياة قوة وعلمتني الثبات في وش المصائب ..
محمد أخد وأدي مع لين في الكلام لحدي ما حصلوا البيت ، نزلها وكان عندو مشوار مهم بخصوص التلفون الجاه قبيل قال ليها : بعدين محضر ليك مفاجئة ، قالت ليهو كويس ودخلت لقت عمها بدوي قاعد ما مشي الشغل ناداها بجنبة قال ليها :
تعالي يا بتي اها لقيتي عمك ياسر كيف؟
قالت ليهو :
والله يا أبوي بدوي حالتو تحنن ، وتشفق ، لما شافني قعد يبكي كأنو جواه كلام كتير داير يوصلو لي ..
قال ليها :
بس فات الأوان يا لين يا بتي ، حقكم بدأ يظهر فيهم الناس ديل إتعاملوا معاك كأنو ما بعرفوك ، وعادوك ،ذلوك واهانوك ، وقهروك ربنا قال : (فأما اليتيم فلا تقهر ) ، ديل ناس ما بخافوا الله أكلوا مالكم ظلم ربنا قال: ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ) ، وورانا العقاب والجزاء لما قال : (إن الذين يأكلون اموال اليتامي ظلمآ إنما يأكلون في بطونهم نارآ وسيصلون سعيرآ ) ، العقاب بجيهم دنيوي قبل الآخرة عدالة السماء بدت تظهر ، وانا حاسي يا بتي دي نهايتهم ، والله حذرتهم كتير لكن ما سمعوا كلامي ..
حاج بدوي إنقطع كلامو مع لين بتلفون جاه من عمران قال ليهو :
يا حاج كيفك ؟
أسمعني أنا حأقفل المحل لأنو إستدعوني في القسم ..
قال ليهو بخلعة :
يا ساتر الحاصل شنو يا عمران ؟
قال ليهو :
والله ما عارف يا حاج بمشي اشوف الحاصل وبجي أكلمك ..
قال ليهو :
لالا دقيقة ما تتحرك أنا جاي عليك مسافة السكة ، عشان نمشي سوا..
حاج بدوي إستأذن من لين لبس طاقيتو وعمتو ومركوبو شال عصايتو وهو طالع قال للين عندي معاك موضوع يلا لبعدين ، هند جات من جوه علي لين قالت ليها :
شايفاكم إنت وأبوي مواضيعكم كترت وبقيتوا فرد ..
لين قالت ليها وهي ضاحكة :
الأخت غايرة ولا شنو ؟
هند ولين أخوات رايقات وبحبن إشاغلن بعض ، جاتهم خالتهم رجاء قعدت معاهم أخدوا ونساتهم وضحكاتهم ، والوضع بهناك في القسم كاتم ، الضابط سيف كان مع عمران وحاج بدوي قال ليهم :
أمس أفراد المباحث بتاعننا مشوا العزبة لانو جانا بلاغ من هناك بزول مقتول ، إتحركت قوتنا ومشينا محل الجريمة ، عملنا مداهمة للمكان، وقبضنا علي عدد من المجرمين ، ومن ضمنهم الزول الإتعدي عليك يا عمران واتعرفت عليهو من الصور ، إستدعيناك عشان نتأكد ده هو ولا واحد بشبهو ، لانو من يوم حادثتك كنا مراقبين كل المجرمين ومخلين عينا مفتوحة..
قام الضابط سيف رجع كرسيهو وخت يدينو بعد ما شبكن مع بعض في الطربيزة القدامو وكورك لحضرة صول يجيب ليهو المتهم من الزنزانة رقم خمسة ، إتحرك التعايش لمكان تواجد المتهم جابو وقفو قدام عمران ، وعمران عاين ليهو قوي وبدأ يتفحصو طوالي قال لجنابو سيف :
أيوه يا جنابو ده ياهو الزول ..
بعدها الضابط سيف شكر عمران وحاج بدوي للتعاون معاهم وإتأسف ليهم للإزعاج وقال ليهم حاكون متواصل معاكم عشان نكمل باقي القضية وبحمدالله وفضله تم التعرف علي المتهم أب ساطور وتم أخذه لغرفة التحري قعدوه في كرسي وربطوا ليهو يدينو بوراء الكرسي وكرعينو تحت وختو ليهو قطعة في عيونو ، الضابط سيف أشرف علي التحري بنفسو لأنو القضية كبيرة ، بقي يسأل في أب ساطور ، في الأول مكر ونكر ، لكن الضابط سيف علي حسب حنكتو وخبرتو وكان واحد من القوات الخاصة المدربين تدريب عالي المشهود ليهم بالإنجازات والكفاءة ، إستخدم معاه طريقة خلاه يعترف بيها جاب زردية وبقي يضغطو بيها في أضافرينو وكل ما أب ساطور ينكر بقلع ليهو ضفر ، اب ساطور ما قدر يستحمل العذاب قال ليهم وهو عرقان وبكورك من الألم :
بعترف خلاااااص ..
المتحري جاب دفترو وقعد يسجل إعتراف أب ساطور الحكي كل جريمة إرتكبها في حياتو لحدي ما قال ليهم :
انا ومعاي إتنين أساميهم اب جاكوما وأب سكين ورئيسنا إسمو الكيلو بستدعينا لما يكون داير يكتل زول ، أنحنا اليوم داك كنا قاصدين بدوي ، لكن عشان ما بنعرفو ولا شفناه ومشينا بالوصف إفتكرنا الزول الطعناه هو ..
الضابط سيف بزرديتو حك بيها رأسو حكات خفيفة وبعدها خت طرفها في خشمو إتلفت وراء وقبل عليهو سريع قال ليهو :
والجريمة الكانت قبل سنين وحصلت بنفس الطريقة والخطة والمكتول إسمو الهادي ، كان عندكم فيها يد موش كده ؟
جاوب سريع ..
أب ساطور قال ليهو وهو برجف لانو شايف الزردية ماشة علي اضافرين يدو :
كل العمليات النفذناها دي كانت بتجينا من البوص بتاعنا الإسمو الكيلو ، لكن الزول البيأمر البوص ما قاعدين نشوفو ولا بنعرفو ، فعلآ قبل فترة نفس الزول قال للريس بتاعنا تودو لينا واحد إسمو الهادي تاجر كبير في السوق ، قمنا بالمهمة دي علي أكمل وجه وما قاعدين نخلي ورانا أثر جريمة ، غبنا عن الساحة فترة وبعد الموضوع إتنسي والقضية ما إتفتحت رجعنا تاني نمارس شغلتنا ..
الضابط سيف ضحك ضحكة قوية جابت صدي صوت مع الغرفة حس بفك الشفرات ولقي ليهو طرف خيط يقبض بيهو المجرمين ، وعشان ما يتهاون حار حار جمع القوي بتاعتو ورسم خطة لقبض الكيلو وجماعتو بعد ما عرف أوكارهم من اب ساطور ، إنتظر الليل جاء إتحركوا للأوكار المتواجد فيها الكيلو ، الكيلو حس بالخطر عمل تلفون سريع وامر عصابتو بالتصدي للهجوم ده وبدأ يبادر في إطلاق النار لكن الضابط سيف كان حريص يقبضو حي خلاهم منشغلين بالتبادل الناري وإتسلل عليهو من الخلف وإتلبد ليهو وراء الباب ، الكيلو بعد حس ذخيرتهم قربت تنتهي داير يتخارج فجأة ظهر ليهو جنابو سيف في وشو …

كتمت كتمة

إلي اللقاء🤚
العدو القريب
الحلقة ال16 والأخيرة
بقلم: -حسن مامون خضر

______
تم القبض علي الكيلو ومعاونيه اب جاكوما وأب سكين بعد عمل كمين محكم لم يخرج منه أحد ، تم وضع الكلباش في أياديهم ورميهم خلف البكسي ، حصلوا القسم وختوهم في السجن مع اب ساطور الكان قاعد في كورنة وبضحك بصوت عالي قام علي حيلو وقال للكيلو :
الكتوف إتلاحقت يا معلم وهنا ماف بوص ولا مدير ولا كبير ، دي زنزانة الجحيم ، والموضوع خطير ، وقعنا في شر أعمالنا..
الكيلو قرب منو وهو غضبان مسكو من لياقة قميصو ودفرو بقوة علي الحيطة قال ليهو :
إنت السبب في رمينا هنا ، كم مرة حذرناك تبعد من عصابة تنقو ، ما سمعت كلامنا جبت لينا الكفاوي والبلاوي ، إنت زول خائب وجبان ما منك نفع ، تبلغ عننا وتكشف مخططاتنا بعد عشرة السنين دي كلها ليه؟
خلاص ضيعتنا وكتبت نهايتنا ؟
الكيلو كان زعلان من أب ساطور ليلهم كلو عدوه نبذ وشكل ونقاش حاد لحدي ما فصلوهم من بعض والصباح طلعو الكيلو ودوه غرفة التحري وكالعادة جنابو سيف حاضر والمرة دي كان إسلوبو غير ، شايل مسمار وشاكوش ، ولافي حوالين الكيلو المربط في كرسي الإعتراف وخاتين ليهو يدو في الطربيزة القدامو ، قرب من أضانو وقال ليهو :
نورتنا يا زعيم ، محاولتك ومقاومتك كلها باءت بالفشل ، أنا حأسألك أسئلة واضحة وصريحة جاوبت عليها صاح وإعترفت بتسهل علي نفسك وبتختصر لينا الطريق ، أما إذا كذبت ولا نكرت أو إتماكرت وإتحايلت علينا حتشوف شعاع مفهوم ؟ وزي ما إنت عارف أنحنا بنفتش ليك لينا زمن ، والليلة وقعت في يدنا والقدر جابك لحدي عندنا ، وبإعتبارك ضيفنا ، دايرك توريني منو الأمركم تكتلو عمران الود الشغال مع بدوي ؟
الكيلو سكت وشكلو حينكر وداير يتماكر قال ليهو :
أنا ما عارف حاجة عن الموضوع ده ولا عندي علاقة بيهو ، وما بعرف زول بالإسم ده ، والإسمو أب ساطور ده داير إلبسني التهمة ..
جنابو سيف ولا كضب خت المسمار في يد الكيلو ودقاه بالشاكوش ، خلاه يكورك بطول حسو من الألم ،وبإنفعال قال ليهو :
بدينا خلاص الكضب ، للمرة الأخيرة حتعترف ولا لا ؟
الكيلو ما حب يعترف وبقي يتجرجر قام جنابو سيف جاب شطة كشحها ليهو في عيونو وجاب ليمونة عصرها ليهو في جرحو وضغط عليهو ، وصلو درجة من الضرب والعذاب لحدي ما قرب يغمي عليهو ، جاب موية باردة كباها فيهو خلاه يفوق ويصحصح من جديد ، لكن بدون نتيجة ، وقت زهج منو مسكو من حنكو بقوة ورفعو لفوق ، وبغضب قال ليهو:
شكلك ما داير تعترف وتصعب عليك المهمة ، لكن من الأفضل ليك تتكلم لأني ما برحمك ..
بعد كم محاولة تعذيب بكم طريقة حتي الكيلو بدأ بالإعتراف وبصوت ظاهر فيهو التعب والألم قال :
أنا عبد مأمور بنفذ الأوامر بس ، المدير بتاعنا إسمو مدثر ومعاه أخوه إسمو ياسر مساندو تجار في السوق ، أي زول بضايقهم أو يهددهم ويحسوا بالخطر بضربوا لينا بتفقوا معانا نقتلو ، والود الطعنوه جماعتي ما كان هو المقصود ، المقصود مديرو بدوي لأنو قالوا لي الزول ده دايرنك توديهو المقابر ، سبب لينا مضايقات وهددنا ، ريحنا منو ، ودي ما المرة الأولي ننفذ ليهم مهمة زي دي ، قبل سنين برضو كلفونا بمهمة قتل أخوهم عشان كانوا طمعانين في ورثتو ، وأملاكو ، ده كل الكلام ..
جنابو سيف مع المتحري سجلو كل كلمة بالفيديو والكتابة كأدلة واضحة ، بعدها جابوا للكيلو دكتور ضمد ليهو الجروح وأدوه حقنة تاتنوس عشان ما يحصل تسمم ورجعوه السجن ، كانت حالتو سيئة من التعذيب ، اب جاكوما واب سكين لما شافوا المنظر خافوا أكتر ، شالوا أقوالهم وإعترفوا بكل شيء ، وبعدها جنابو سيف طلع أمر القبض من النيابة وإتجه مع القوة بتاعتو لبيت مدثر لكن في الوقت ده مدثر كان ماف ، لأنو الكيلو قبل ما ينقبض إتصل عليهو وكلمو ، ناهد زوجتو والبنات كانن مخلوعات من وجود الشرطة في بيتهم ، جنابو سيف قال ليهم:
ما تخافوا دي مجرد إجراءات قانونية بنتخذ فيها ، دايركم توروني أبوكم مشي وين ؟
قالوا ليهو :
مالو أبونا عمل شنو ؟
قال ليهم :
أبوكم متهم بجريمة قتل هو وأخوه المرقد في المستشفي داك ، لو عارفين مكانو وين أحسن توصفوا لينا ..
ناهد وهي مصدومة وخائفة قالت ليهو :
والله ما عارفنو مشي علي وين ، الصباح بدري شال شنطتو وقال عندو سفرية ..
العساكر فتشوا البيت وما لقوا ليهو أي أثر ..
جنابو سيف أخد جنبة وقال للقوة بتاعتو :
أسمعوني كويس جزء منكم يمشي المستشفي سريع إتحفظوا علي ياسر هناك وشوفوا مدثر لو موجود معاه أقبضوه..
بعدها طلع بباقي القوة وخلي ناس البيت والحي ، ملمومين عمل تلفونات لناس المطار والإرتكازات الموجودة ورسل ليهم صور لمدثر الكان في الوقت ده في المطار بعمل في إجراءات سفرو لتركيا ، واحد من ضباط أمن المطار لمحو وشك فيهو وقفو بجنبة وإحتجزو داخل المكتب ، طلع تلفونو وضرب لجنابو سيف كلمو ، ما عدت نص ساعة إلا وجنابو سيف وصل ، علي طول إستلم مدثر وألقي القبض عليه ساقوه من وسط المسافرين وقطعو ليهو تذكرتو للسجن ، كانت دي نهايتو ، جنابو سيف حل لغز القضية ولم
كل خيوطها وضرب لحاج بدوي عشان يفهمو الحاصل ويعمل شنو قال ليهو :
يا حاج كيفك ، بحمدالله وفضله القينا القبض علي كل المجرمين القاموا بقتل الهادي صاحبك والحاولو يقتلوا عمران ولدك الشغال معاك وقايلنو ده إنت ، يعني إنت كنت المستهدف ، وللأسف الشديد الناس ديل طلعوا هم أقرباء المرحوم الهادي لحم ودم اخوانو أولاد امو وأبوه ، وزي ديل بنسميهم العدو القريب ، سبحان الله الدنيا دي غريبة ، القريب يترصدك ويراقبك ويعرف تحركاتك وفي النهاية يغدر بيك..
حاج بدوي كان بستغفر وبتشهد وهو بسمع في جنابو سيف الحكي ليهو كل الحاصل بالتفاصيل ، زعل من الموقف زعل شديد وكان بردد في حسبي الله ونعم الوكيل ، وبفكر في طريقة يوصل بيها الخبر الشين للين ، لكن لين حست بيهو جاتو لقتو متمحن ومهموم خاتي يدينو في خدودو قالت ليهو :
يا أبوي بدوي مالك في شنو؟
إنت كويس ؟
شاعر بحاجة؟
وبالمناسبة موش أمس قلت عايزني في موضوع وما قلتو لي شكلك نسيت ..
قال ليها :
كدي اقعدي ، موضوع أمس ملحوق ، انحنا هسي في المصيبة الحصلت دي ..
لين بخلعة قالت ليهو :
مصيبة شنو يا أبوي بدوي ما يكون عمي ياسر مات ؟
قال ليها :
يا ريت لو ماتوا وريحونا ، يا بتي الما كان متوقع حصل ، تصدقي أعمامك هم السبب في قتل أبوك وفي كل الجرائم الحصلت دي ، ضرب لي ضابط القسم هسي وراني بالحصل وتم القبض علي مدثر في المطار كان داير يهرب ، انا كلمتك قبل اليوم قلت ليك قاتل الروح ما بروح ، وللظلم نهاية وهدي النهاية المؤلمة ليهم..
لين ما مصدقة الحصل مصدومة ما قادرة تستوعب أي شيء قالت ليهو :
معقولة يا أبوي بدوي ، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم ، الناس ديل انحنا عملنا ليهم شنو في حياتنا عشان يعملوا فينا كده؟
يعني كان هدفهم يدمرونا ويشتتونا وكمان يقتلوا أبونا ، ربنا ينتقم منهم..
حاج بدوي قال ليها :
ولينا في قصة سيدنا يوسف عبرة يا بتي الله المستعان ..
حاج بدوي بعد ما كلم لين طلع خلاها منهارة بتبكي معاها خالتها رجاء وهند بواسوا فيها وبطبطبوا علي خاطرها ، محمد جاء داخل وعرف الحاصل قال للين:
أجهزي طالعين مشوار..
أمو قالت ليهو :
مشوار شنو يا ولد ؟
ماشايف البنت دي حالتها كيف؟
الوقت ما مناسب اجل مشوارك ده ليوم تاني ..
قال ليها :
بالعكس يا أمي ده الوقت المناسب ،ما بنتأخر ، بالمرة لين تطلع من الجو ده حبه وتفرق وتنسي الحصل شوية ..
هند قالت ليها :
اي يا امي خلي يطلعها ويفرق ليها أنا ذاتي بمشي معاهم ..
لين ما كان عندها نفس تطلع لكن بعد إصرار محمد وهند جهزت وطلعت مشوا حديقة محمد قعدهم ومشي جاب ليهم عصائر وجاء معاه زول قال للين :
عايني وراك ده منو ؟
لين عاينت وراها كانت ما مصدقة الشافتو عيونها كأنها بتحلم صرخت صرخة كل القاعدين إنتبهوا ليها قالت ليهو :
رااااشد ..
حضنت أخوها وهي بتبكي بشدة ..
(الغريب عن وطنو مهما طال غيابو مصيرو يرجع لأهلو وصحابو ) ، لحظات مليانة بالأسي والأنين ملخبطة بالشوق والحنين ، هند كانت ماسكة يد اخوها ودموعها غالبتها لمشاهدتها للمنظر ، إنسحبوا منهم براحة علي جنب ، ولين برغم عتابها لأخوها وهو سبب في فقد أمها لكنها زي اللقت فرحة في كوم من أحزانها ، الشوق غلاب والحنين منساب داخل القلوب ، ورؤية الأحباب ، كانت بتبكي وبتقول ليهو :
ليه سبتنا وخليتنا يا راشد ؟
ليه كنت بتعاملنا كأنو أعداءك ؟
امي ماتت بحسرتها ووجعتها عليك ، ليه عملت كده لييييه؟
راشد قش دموعو وهو متحسر وندمان علي السنين العاشها بعيد منهم وعلي فقد أمو وعلي المآسي المرت بيهم بدأ يحكي ليها القصة قال ليها :
أنا آسف يا أختي يا حبيبتي كان الأسف يجيب نتيجة ويعوض الفقد ، سامحيني وأعفي لي ، كنت اناني ، أنا زول ما بستاهل أكون أخو ، بس اعمامي غشوني ، ولعبوا بي ، طمعوني وعملوا لي غسيل مخ ، قايلهم دايرين مصلحتي ، لكن للأسف طعنوني من خلفي ، وغدروا بي ، والسبب الجابني راجع السودان لاقاني واحد كنت نازل معاه لما مشيت فرنسا صاحب عمي مدثر إسمو معتصم قال لي عمك ضرب ليك وبفتش عليك ، أرجع ليهو ضروري ، عرفت الموضوع فيهو إن ، قعدت مع روحي وراجعت حساباتي ضميري كان مؤنبني وحاسي بالذنب إتجاهكم ، وأصلآ كانت عندي نية الرجعة لأني ما إتوفقت وواجهتني مشاكل كتيرة ، ده كلو عدم رضاء أمي ظهر فيني ، حياتي هناك كانت معكسة ،وجاء اليوم الجهزت فيهو نفسي وحالي ولملمت حاجاتي وقطعت تذكرتي ، وجيت نازل قلت اعملها ليكم مفاجأة أجرت تكسي من المطار للبيت وانا ما عارف أودي وشي منكم وين ، لاني اذيتكم وكنت ولد عاق ، وما عرفت قيمتكم إلا لما مشيت منكم ، جاي أطلب السماح والعفو منكم ، دقيت الباب وأنا برجف فجاة طلع لي زول غريب سلم علي قلت ليهو إنت منو ؟
قال لي أنا فلان الفلاني وده بيتي إشتريتو قبل كم سنة ، إنت منو ؟
كنت بحكي ليهو في قصتي ، فجأة جات زوجتو طالعة سمعتنا قالت لي عندك أختك إسمها لين موش كده؟ وكنتو ساكنين هنا ؟
قلت ليها ااي ، قالت لي رحلت من بيت أعمامها داك بدري قبل كم سنة مشت سكنت مع واحد بقولوا ليهو حاج بدوي شايفة النسوان بتكلمن بيها وبالأخص نسوان أعمامك ديل ، وبالمناسبة الناس ديل هسي كلهم في المستشفي عمك ياسر عامل حادث قفلوا البيت ومشوا ليهو ، خش إنتظرهم جوه لحدي ما يجوا ، قلت ليهم شكرآ وطلبت منهم ما يوروا زول بجيتي ، أنا من الزعل بقيت ما شايف القدامي ، وحلفت ما أخليهم ، إتحركت طوالي من محلي داك مشيت أشوف لي محلات أبيت فيها ، قمت أجرت لي شقة نزلت فيها شنطي وأغراضي وقلت أريح ، لأنو الساعة كانت عاملة زي 7مساء ، اليوم البعدو قمت مشيت السوق أسأل من حاج بدوي قالوا لي الليلة ما جاء أدوني تلفونو إتصلت عليهو فرح بجيتي ودار بيناتنا كلام كتير وقال لي لين حاليآ مع محمد ولدي مشوا المستشفي إتصل عليهو ولاقيهم بهناك ، اداني رقم محمد إتكلمت معاه ولاقيتو إتفاهمنا وإتفقنا ألاقيك هنا ، وقال لي ما تظهر الليلة لأنو لين ما حتتقبلك كده ، والجو مشحون ، خليني أنا بكرة بخطط ليك وبهيئ ليك الجو وأمهد ليك الطريق ، والحمدلله الشفتك طيبة طمنيني عليك..
قالت ليهو وهي بتبكي بحرقة :
أنا ما طيبة ولا شيتين ، أنا كنت عايشة في جحيم معاهم ، الناس ديل ما بشر ديل أسوأ خلق الله عذبوني وشردوني عاملوني معاملة الكلاب لو ما عم بدوي وأسرتو إحتووني عليهم كان حصلت امي ، ويا ريتني لو مت وإرتحت ، إتخيل يا راشد أعمامي هم القتلو أبوي ومشوا في جنازتو ، وهسي الشرطة قبضتهم..
بعدها لين ما قدرت تتكلم ، دخلت في نوبة بكا هستيرية في حضن أخوها ، المرة دي إحتواها بكل حب ، حسسها بالأمان طبطب عليها ، قش دموعها ، وخفف من وجعتها ، هند ومحمد في الوقت ده ضربوا لأبوهم جاب امهم وجوهم سلموا علي راشد وإتحمدو ليهو السلامة ، قعدوا معاهم والونسة جرت ، قام حاج بدوي إستغل الفرصة قال ليهم :
أولآ حمد لله علي سلامة راشد الرجع بالسلامة ، ونشكر المولي عز وجل علي جمع الشمل والمكتوب علي الجبين لا بد أن تراه العين ، والحي فعلآ بلاقي ، إنتوا كلكم أولادي ، وانحنا بقينا أسرة واحدة ، من غير مقدمات وكلام كتير أنا يا راشد بطلب يد لين لمحمد ولدي علي سنة الله ورسوله ، والفرحة تبقي فرحتين ..
راشد قال ليهو :
البنت بتكم يا عمي ولين ما حتلقي أحسن منكم ياهو إنتو سندها ، وأهلها ، وأسرتها ، أنا ما عندي كلمة فوق كلمتك شوف لين بتقول شنو والبتبقوا عليهو أنا موافق بيهو..
لين الخبر فاجأها صراحة حست بحاجة جوه قلبها ما قادرة تحددها هي شنو ، محمد عاين ليها بقعر عينو فهم شعورها وهي حاكية ليهو مسبقآ كل شيء طوالي قال لأبوه :
دقائق يا حاج وإذنك يا راشد داير لين في كلمتين ..
محمد ساق لين ومشي خلي ابوه مع راشد بتناقشوا في موضوع أعمامو ، راشد قال ليهو :
أنا الناس ديل بعدوني من أسرتي وغشوني ، خلوني أعادي أمي وأختي ، ربنا يسامحني ويغفر لي في حقهم ، أنا ندمان والله شديد ، لكن حقنا ما بخليهو حارجعو كلو بالكامل ..
حاج بدوي قال ليهو :
حقكم في الحفظ والصون انا محتفظ بكل الأوراق ، لكن البيت ما بنقدر نرجعو ، ربنا يعوضكم فيه بالأحسن ، انحنا زمنا ولي يا ولدي ، الزمن الجاي حقكم ، إنت بعد ده أمسك مكان ابوك ومحمد يمسك مكاني يريحني شوية الخلينا ليكم ما شوية وإنتو لسه شباب الطريق قدامكم طويل ، كافحوا وناضلوا من أجل البقاء ..
محمد ولين جوا عليهم في اللحظات دي محمد قال ليهم :
بالمناسبة أنا ولين إتفقنا ، حاليآ ما مفكرين في الإرتباط بعد نبقي عليهو بنديكم خبر ..
الجماعة ما حبوا يضغطوا عليهم خلوهم براحتهم ، كانت جلسة حبية ودية مروية بالطيبة والتحنان ، مليانة بالسعادة والإطمئنان ، رجعت للين معنوياتها ، ودفنت الهموم والأحزان في عالم النسيان ، كملت جامعتها وحازت علي المرتبة الأولي بين دفعتها ، إختاروها كمعيدة ، والأعمام مع الأيام حكموا عليهم بالإعدام بتهمة القتل العمد ، والضاقتو لين ضاقوه أضعاف ، نسوانهم رجعن لبيوت أبهاتن مليانات بالحسرة والندم وعرفن غلطن وفهمن الدرس ، وطلبن السماح والعفو ، ولين عشان خاطر رنا الحنينة الغالية علي قلبها سامحتن ، والبيت حق الورثة الكانوا قاعدين فيهو إتوزع وراشد إشتراه كامل وبقي حقهم ، والخبر الأجمل أمجد جاء نازل السودان ، وإتفاجأ بوجود راشد إتلاقوا وإتسالموا بمحنة زمان ، قعدوا مع بعض حكوا كل التفاصيل المفرحة والمحزنة ، الحلوة والمرة ، وعادوا شريط الزكريات الحنينة في جنباتهم المعهودة ، ضربوا لمحمد جاهم سلم وإتعرف علي أمجد الحكت ليهو بيهو لين ، قال ليهم :
خلاص إنتو أمشوا جيبو لين وأسعدوها بجية أمجد ، وانا بسبقكم علي البيت لأنو ضربت لي هسي قالت طالعة بعد ده ..
راشد وأمجد إتحركوا بالعربية وجهزوا المفاجئة للين لما كانت طالعة من الجامعة ومنتظرة محمد يجي يرجعها ، وقفت العربية قدامها وقزاز الباب بدأ ينزل شوية شوية ، إتعاد نفس المشهد ، نفس اللوحة ونفس الوقفة ونفس اللون ونفس الفرحة ، التاريخ كرر نفسو مع إختلاف الأزمان ، أمجد بشحمو ولحمو لين وهي مندهشة بتقول :
أمججججججد لالالا ما بصدق ، يا سلااااااااااام أنا في حلم ، راشد إنت بتهظر والله جايب لي شبيهو موش كده ؟
أمجد نزل سلم عليها وكان بضحك ، راشد قال ليها :
يا بت إنت لسه في عوارتك دي ياهو أمجد ، حوصى إنت ولا شنو؟
راشد إتغير تغيير توتلي بقي حنين مع أختو آخر ظرافة وآخر لطافة وبشاشة ، بحاول بأي طريقة يسعدها ، ويعوضها الفات ، ولين كانت مبسوطة بأخوها ومشتاقة لأمجد وفاقداه ، حياتها بقت عبارة عن سعادة ، لين لا غيرت مشاعرها السنين ولا المواقف نستها ، كانت محتفظة بكل ما هو جميل لأمجد داخل قلبها ، إتأسفت وآعتذرت عن قساوتها ليهو ..
قال ليها:
ما بيناتنا آسف ، أنا فهمت المقصد والمغذي ، عشان كده ما ناقشتك وما كترت الكلام ، إنسحبت بإحترام ومشيت ، وقلت لو عندي معاك قسمة باخدها وانا جييت علي أمل اللقاء..
قالت ليهو :
الدنيا بعدك مسخت لي ، بس ربنا رسل لي محمد إتفهم مشاعري ، وآحترم كلامي ، فيهو حاجات بتشبهك ، كان سند لي ما حسسني بالوحدة بعد مشيت مني ، وعلاقتي بيهو كل الناس فهمتها صاح ، كنت صريحة معاه من الاول وحكيت ليهو عنك كتير ، حافظ علي المسافة البيني وبينو وأنا سعيدة بجيتك وجيت راشد..
والأسعد منهم كلهم كان محمد يوم جمع قلبين بالمحبة وإتنازل عن ريدتو ، فعلآ السعادة الحقيقية لما تكون سبب في سعادة غيرك ، لما تلم شمل روحين مع بعض ، لين إتحققت أمالها واحلامها ونالت نصيبها من الحب مع من تحب ، إتزوجت أمجد وكانت سعيدة بمحمد الكان ليها أخو وسند ، وإتفهم شعورها واقنع أبوه وامو بلين زي أختو ، أما راشد الدنيا الكان بفتش ليها بره جاتو في محلاتو ، باب الرزق إنفتح ليهو ، بنا بيت كبير في قطعة الارض الكان محتفظ بيها حاج بدوي وإتزوج الدكتورة هند ، وإستلم مكان أبوه وطورو ، وعمل مظلة وسبيل كصدقة لوالديه ، ودارت صداقة قوية بين محمد وراشد ومسكوا درب أبهاتهم في السوق ، حاج بدوي كبر في العمر وهو راقد في سرير جوهو ناس أمجد ولين وراشد وهند زيارة وبظرافتو المعهودة في جلسة صفاء كان بقول ليهم :
وقت ما شلنا منكم يا راشد أديناكم ، وإنت يا أمجد شيخك قوي لو إتأخرت حبة في المحبة ما كان لقيت ولا الحبة..
ضحك الجميع وتبعثرت لغة الحروف عند الوداع ، فالبسمه لا بدّ أن تظهر وإن طال زمن الجراح ومهما عاش الحزن في أعماقنا لابد من لحظه فرح تنسينآ الأيام الحزينة..
إلي هنا ياالأحباب وصلت بكم إلي النهايات ، وتوقفت عن الكتابة تاركآ لكم البراحات للتعليق والتعقيب والإنتقادات ، سعدت بتواجدكم وحضوركم ، كنتم أملآ وسندآ داعمآ للإبداع ، شاكر وممتن لكل المتابعين الذين رافقوني خلال هذه الرحلة ، الآن أترككم في رعاية الله وحفظه ، ونفترق مجددآ علي أمل اللقاء في عمل آخر ، إلي ذلك الحين أقعدوا عافية..
تقبلوا تحياتي وإحترامي (حسن مامون خضر)

الاربعاء 18/9/2024
*#سبحان~مغير~الاحوال《01》*❤️‍🩹
*#بقلم~لمى~هلالي🌼(𝑙𝑜𝑙𝑦)*
*ـــہـــــــہہہـ٨ـــ٨ــــہہہـ٨ـــ٨ــہہـ٨ــــــــــــ♡♡♡* ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏
​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​
بدر الدين:يا ابوي عايذ ١٠الف في حسابي ضروري اسي
عبدالله:داير بيها شنو ومبلغ قدر دا
بدر الدين:ياخ يا ابوي ما كل ما اقول ليك عايذ قروش تستفسر رسل وبس 🙂💔
عبدالله:طيب بخلي عثمان يرسل ليك الله يهديك يا ولدي
بدر الدين:....
هنيه:مالو الولد ده بكورك معاك؟!..
عبدالله:قال داير ١٠ الف سألتو ليه قعد يتزهج بس بعرف انا بطريقتي حيوديها وين
هنيه:بتوتر بكون مع أصحاب مالك عاصر عليو انتا والقروش دي بالنسبه ليك ما كتيره مالك متحسس؟!..
عبدلله:اصلا الولد ده بخرب بي دلعك ليهو
هنيه:هي ما ولدي الوحيد فيها شنو لو دلعتو
عبدالله:دلعك ده خلاهو ما يشتغل ولي أسى عاطل ساي
هنيه:أسى انتا ولدك ده حتخلي يشتغل وهو ما محتاج حاجة؟!..
عبدالله:مفروض يشتغل عشان يتعلم المسؤليه ويقدر يعرس
هنيه:عرس شنو كمان الود لسه صغير هوى يا راجل
عبدالله:٢٤ سنه دي صغير دايره يصل ٣٠ ولا ٤٠ ويكون كبير بالله خلي امل تجيب الشاي انا طالع اصلا النقاش معاك عقيم
هنيه:دي اخرتها يا عبدلله ما مشكلة دي جزاتي اني قاعده معاك ٤٠ سنه بس يلا ده حال الدنيا
"وكوركت لي امل عشان تجيب الشاي"
...
"*في مكان اخر*"
أحمد :اها يا بدر العزوم كيف الليله
بدر الدين:يا زول حنتمتع جدد اصبر بس بعدين نمشي
لي قصي في(...)
احمد:قداام يا فرده يلا لي بعدين..
بدر الدين:طلع سجاره وولعها بس ما كانت سجاره عاديه كانت
"حشيش"
.. اخخ علي الروقان ده حقو اتصل على إيلاف الاقيها فكرة برضو.. طلع تلفون واتصل..
ايلاف:بنعااس حبيبي مالك
بدر الدين:عيوون حبيبك بس اشتقت ليك وداير الاقيك
ايلاف:أسى ما بقدر خلي بعدين اصلا حا اجي العزوم ناسي😉❤️
بدر الدين :لا ياخ أسى يعني أسى بجيك انا
ايلاف:بخوف لا خلاص انتا وين بجيك
بدر الدين:في مكانه المعتاد حبيبتي..
ايلاف:المكان ده انا بخاف يوم نتمسك ولا زول يشوفني فيهو لازم نغيرو
بدر الدين :البشوفك منو بس ما تخافي تعالى بس ما تتأخري
ايلاف:اووف طييب
..
*"عند عبدالله والد بدرالدين" *

عبدالله:يا عثمان عليك الله حول في حساب بدر ده ١٠ الف
عثمان:حاضر لكن دايره لي الولد ده اخر فترات بقى يشيل مبالغ كتيره وما مرتاح انا..
عبدالله:انا زاتي زيك بس امو لو رفضت طوالي تزعل وتبوز اليوم كلو وعلى قولها ولدي الوحيد مجبور ارسل ليو
عثمان:عبدالله الولد ده اتكلم معاو وحاول اعرف بودي القروش دي وين
عبدالله:ان شاء الله بحسم الموضوع ده أسى اسمعني َحنوقع العقد مع الشركة بتاعت(..) متين؟!..
عثمان:والله سند قال انو هو حاليا مشى الإمارات وبعد اسبوع حيجي ولو ما جه حيجي ابوه يوقع بدلو
عبدالله:لازم نوقع العقد ده شركاتهم دي مشهوره وكمان دكتور الواثق معروف شديد وشاطر
عثمان:ان شاء الله اسبوع ونكون وقعنا معاهم العقد وتبقى شركة الأدوية حقت سند تصدر لينا نحنا😍
عبدالله:ان شاء الله.. ارح الليله عازمك بمناسبة الخبر ده
عثمان:ارح يا زول طقه ما بفوتها
عبدالله:انتا حركات الأساس دي لسه ما خليتها شنو طقه وبتاع اسمو اكل اترقي شويه
عثمان:اقنعني انك ما بتقول يا فرده عشان اكفتك اسي
عبدالله:ضحك خلاص سكتا ارح يا رفيق الدرب..

..
*"عند احمد صاحب بدر الدين"*
احمد:الزول ده متحمس يا فرده دايركت تبسطو بسطه جد
.. :تحت الخدمه ياخ انتا العملتو لي ما هين
احمد:ظاابط يا زولي بعدين بنجيك سوا وجايب معاو حقتو وغمز ليو.
... :خلاص بحهز اي شي وبمشي بي نفسي اتأكد من كل شي بس داير اجيب الدواء ده عشان ياخد مفعول كويس
احمد:اى شي بتحتاجو وريني بجيبو ليك المهم انك تكفيني منك وعمولتك بتصلك..
... :دسيس يا man😉👍

*"استغفرالله لا إله إلا هو اني توكلت عليك فأحفظني"*
*•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••*
*★★يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع★★
2024/09/28 20:17:05
Back to Top
HTML Embed Code: