Telegram Web Link
نحن -عامّةً- نصنع صورة للمحبوبِ، على أعلى درجات الكمال، كما نتصوّره نحن، ثمّ نحاكمه لها، ونقاضيه على مخالفته لتلك الصّورة الّتي حبكناها بأيدينا. وبذلك الشّكل، هو معرّض في كلّ لحظة للسّقوط والانزلاق من على أعيننا؛ لأنّه أصرّ على أن يبقى هو نفسه، لا ما نتخيّله عنه.
أترى شيئًا أبعد غرابة من هذا ؟
- منقول.
الحمد لله؛ منذ بداءة سلوك التعلم وُفِّق لي أصدقاء؛ على الرغم من العلاقة الوطيدة والود الشديد بيننا إلَّا أنهم لا يحابونني في العلم، فإذا رأوا شيئًا لا يرونه صحيحًا أو فيه وجهة أخرى للنظر ينبهونني.
وكذا علَّمنا أساتذتنا في كلية دار العلوم المناقشة والاستفسار والاستشكال وعدم التسليم بكل ما يقال، لكن بأدب وانتقاء لألفاظ الاعتراض.
وهذا عكس ما نراه الآن من الفجور في الخصومة عند الاختلاف والطعن والسب.
وكذا ما نراه من المحاباة والمجاملات في عدم نقد الأعمال التي تحتاج إلى نقد؛ من أجل أن اسم الشيخ الفلاني على الكتاب أو أن الكتاب لصديقي أو كذا.
وليس على المنتقَد أن يغضب؛ لأن النقد إذا كان موجَّهًا لأصل من الأصول التي تطعن في العمل، فحينئذ لا يلومن المنتقَد إلا نفسه، مع التنبيه على أنه مع ذلك لا ينبغي أن يُتهكم منه ولا يُنتقص، إنما تُستخدم الألفاظ العلمية المستعملة في هذا السياق وإن كانت شديدة؛ تضاهي الأخطاء التي وقع فيها.
أما إن كانت الأخطاء يسيرات من الأخطاء التي لا يخلو منها عمل حتى أعمال الكِبار، فهذه لها حُكم آخر من جهة البيان.
وربنا لا يجعلنا من المجاملين ولا المتزيدين في المدح ولا الذم، هذا فيما نُحسن، أما ما ليس لنا بشغل ولا هو مما تفرغنا له، فلا نتكلم فيه رأسًا.
- أحمد فتحي البشير.
من البدهيّات السّياسيّة التّاريخيّة أنّه دوما ما كانت التّيّارات الهشّة الّتي لا يمكنها أن تهدّد السّلطة فعليّا لفقدانها للزّخم الشّعبي هي أكثر من يسهل مساومتها ببعض الامتيازات مقابل قبول الاستبداد وتزيينه.

وفي عصر السّياسة البراجماتيّة منزوعة القيم يصير هذا هو الأصل وما سواه استثناء.
ودوما ما كانت هذه التّيّارات تحسن الظّنّ في قدرتها وأنّها هي من تتحكّم في الاستبداد وأنّها صمّام الأمان أمام أيّ محاولة للرّدّة عن الحرّيّات.. فتنخرط في سلسلة من التّبريرات لجميع المؤشّرات الدّالّة على إرهاصات الاستبداد وبدايات تمكينه لنفسه، وهي في بعض ذلك صادقة مخدوعة وفي بعضها الآخر كاذبة مأجورة.. حتّى يمكّن الاستبداد لنفسه فيستغني عنها.
- منقول.
وما زال نبع النّفقِ من جذوع (جلبوع) يتدفَّق بقوَّة وبسالة، وأصداء الزّلزال العنيف تتردّد تبعًا، فمن يقنع الفتى الجميل في أزقّة جنين، وخلفه سيل الزّاحفين من (إلعاد) حتى الغور، ان هذا الوحش العبري ليس أكثر من وهمٍ من سراب ؟
اجتياح، نشاط أمنيّ، جرّافات تمسح العش عن دبابيره... هي قناعة بسيطة انغرست في وعي كتيبة من البسطاء، يخالفون فيها بدهيّات الواقع المتراكم، ويمضون مبتسمين كما طاهر (أيلول) في هذا الصباح القبطاويّ، غير آبهين بسيل التخويف، ولا بصدأ قلوبنا نحن المتدثرون في أغطية أشيائنا وهي تكتم أنفاس البساطة في بساتيننا.
- منقول.
جَعْلُ التعليمِ وسيلةً لتحصيلِ المكانة الاجتماعيةِ، وكثرةِ الدَّخْلِ المادّي يُعَدّ من أقوى الأسباب من وجهة نظري لِعُزوفِ الكثير من الطلبة الأذكياء عن الالتحاقِ بكليات الشريعة وكلياتِ اللغة العربية؛ لأن المكانة الاجتماعية والدخل المادي الوفير لا تُوفِّرهما - للأسف - الوظائفُ المُقَنَّنة لهذه الكُلّيات، وحلُّ هذه المشكلة أكبرُ بكثيرٍ مِن مُجرَّدِ تحريكِ رغبةِ الطلاب تجاه هذه التخصصات، لأن من الضروري توفير هذين الأمرين للخِرِّيج إذا كنا بالفعل نحرص على دعم التعليم الشرعي، وهذا للأسف الشديد ليس في مقدور الناس وأولياء الأمور، هذا طبعا مع التسليم الجدلي الفَرْضِيّ بأن المناهج الدراسية لهذه الكليات تضمن تخريج طالب علمٍ جيدِ المستوى، وإلا فالحال نعلمه جميعا، ونعلم أيضا أن طلب العلم الآن على وجهه المطلوب إنما هو جُهدٌ ذاتيّ محض، يضطلع به الطالب، سواء أكان تخصُّصه في الطبّ أم في الهندسة أم في الشريعة، فالمشكلة بالغة التعقيد من كل وجه، وهي سياسية بالأصل، والله أعلم.
- منقول (وجهة نظر أخرى).
لست أنكر أن مواقع التواصل الاجتماعي مصممة لنشر التفاهة، ولكن العاقل يختار أصحابه ومن يتابعهم بعناية، ويستطيع تكييف إمكانيات هذه المواقع ليحولها إلى منبع علوم وفوائد، ما كان له ليحصل عليها ولا بشق الأنفس ولو ضرب في أرجاء الأرض أكباد الإبل!

ومع تقللي من الدخول على هذه المواقع، إلا أني أجد أحيانا فيها من اللذة بتحصيل الفوائد ومعرفة الكرام ما يزيدني إيمانًا أن الله ينشر دينه على يد الفاجر ، ويزيدني حسرة أن أمتنا الآن في عصر ضعفها..

فلو أنها في زمن قوة أو كانت هذه المواقع من ابتكاراتها، لكانت قد هذه المواقع صممت على نهج آخر وطريقة أخرى، تكون فيها من وسائل نشر الخير والعلم، ومن وسائل التعاون بين البشر على البر والتقوى!
- محمّد إلهامي.
ومن المغالطات نوعٌ يستعمله الجَهلة، وهو أن يَغيظ أحدُ الخَصمين الآخرَ بكلامٍ يَشغل فِكرَه ويُغضِبه، كأنْ يَسُبّه مثلا أو يَعِيب كلامه أو يُظهر له عيبًا يَعرِفه فيه، أو يَقْطَع كلامه، أو يُغرِب عليه بعبارةٍ غير مألوفة، أو يَخرُج به عن محلّ النزاع، ويُسمَّى هذا النوع بالمغالَطة الخارجية، وهو مع أنه أقبحُ أنواع المغالطة؛ لقصدِ فاعله إيذاءَ خصمه وإيهام العوام أنه قهَره وأسكَته أكثرُ استعمالا في زماننا، لعدمِ معرفة غالب أهله بالقوانين ومحبّتهم الغلبةَ وعدم اعترافهم بالحق.
- زكريا الأنصاري.
بمناسبة الضجَّة التي أثيرت مؤخراً حول مزاعم حظر دراسة أدب دوستويفسكي في بعض جامعات أوربا، ومع الاعتراف بالقيمة الأدبية العالية للأديب الروسي، لكنه - بغضّ النظر عن تفوقه الفني - ليس حمامة سلام ولا حملاً وديعاً، بل الرجل من غلاة القوميين الروس المؤمنين بأن روسيا القيصرية لها رسالة خلاصية مسيحية للعالم، وأن عليها أن تتوسع لأداء هذه الرسالة من أجل خير البشرية وسعادتها، وقد كان من المُنادِين بحماس بضرورة انتزاع القسطنطينية من العثمانيين في وقته وقد كانت حينها عاصمتهم، وهو من الرافضين بشدة لأطروحة أوربية غربية لتدويل المدينة، مُصرّاً على أنها ينبغي تكون تحت السيادة الروسية الحصرية الخالصة !
- أبو نور الشيخوني.
أسلوب التعليم في المدارس والجامعات الآن لا يُلائم بإطلاقٍ ما كان عند أسلافنا رضي الله عنهم، ولا هو على مَذاقِهم ومَشْرَبِهم، ليس من جهة القوة العلمية والتمكُّن والتحقُّق بالعلم فحسب، بل في صورة التلقِّي نفسها أيضا، فَتَحَلُّق الطُّلّاب حول الأستاذ على هيئة الحلقة يُعطيهم تركيزا وانتباها أعلى من انتشارهم أمامه في الفصل أو المُدرَّج، وجلوسُهم على الأرض يُكسبهم معنى التواضع والأدب، وتلقِّيهم للعلم في المسجد يُذكي فيهم روح الإيمان، فيربطهم العلم بغايته المنشودة، ولمَّا فُقِدت هذه الصورة في التعليم الأكاديمي لم يعد ثمة علم، ولا أدب، ولا تواضع، ولا خشية.
- منقول.
الصناعة المنطقية ليست هي إلا كيفية فِعل الطبيعة الفِكرية التي تميَّز بها الإنسانُ عن سائر الحيوانات، تصِفُها ليُعلم السداد فيها من الخطأ، فهذه الطبيعة الفكرية وإن كان الصواب فيها ذاتيا إلا أنه قد يَعرِض لها الخطأ في الأقل، وغالبه من تصوُّر الطرفين على غير صورتهما، ومن اشتباه الهيئات في نظم القضايا وترتيبها للإنتاج، فيُعين المنطقُ على التخلُّص من ورطة هذا الفساد إذا عرَض.

فالمنطق إذن أمرٌ صناعي مُساوِق للطبيعة الفكرية ومنطبقٌ على صورة فِعلها.
- مُقتبَس.
الجَوهر الإنساني بطبعِه حَنَّان إلى العالَم العُلوِيّ؛ لأنه مُقتبَس منه، وهبوطُه إلى العالَم الجسماني غريبٌ عن طبعِه.

والسيئة تَحجُبه عن الرُّقِيّ إلى ذلك العالَم وتجذبه إلى أسفل، والحسنة تُرَقِّيه إلى مُوافقة الطبع العُلوِي.

والقوَّة التي تُحرِّك الحَجَر إلى فوق مقدار ذراعٍ واحد هي بعينها إنِ استُعمِلَتْ في تحريكه إلى أسفل - حرَّكَتْه عشرة أذرع وزيادة؛ فلذلك كانت الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضِعف.
- الإمام القسطلّاني.
المعركة على الحجاب في إيران، محكومة بالفشل مسبقاً، ومحاولة تحويلها للتعبير عن رفض النّظام الاسلامي بكليته، لن تجدي نفعاً، أمّا تحوير مسارها لوضع نقاط في شبك السياسة الايرانية الاقليمية والدُّوَليّة، والّتي ظهر واحد منها في سحب اعتماد (السفير الإيراني) في أوكرانيا؛ بسبب دور الطّائرات الايرانية المسيرّة في الهجمات الرّوسية، فالعناد الإيراني السُّنيّ سيّد الموقف.
بلدٌ قارب عدد سكانه تسعين مليونًا، لن يعجز عن احتواء هكذا هبّات تتكرّر بفعل نزعات الجيل الجديد، وهي نزعات لها مبرّراتها الاجتماعية والاقتصاديّة، لكنّها مهما كثرت، تظلّ بليدة، ولكن هوية الحِراك الإيرانيّ (السُّنيّ) برمزية الحجاب، تعكس قيمة دينيّة انسانيّة، تلخص طبيعة المشروع الذي بدأته منذ انتفاضتها الإسلامية البهية قبل أكثر من أربعة عقود.
اللهم دمر أعداء الحِراك الإيراني السني، واضرب الظالمين ببعضهم، وتولَّ أمر الرّافضة منهم الّذين يعيثون فسادًا، يا قوي يا جبار.
- مُقتبَس.
هناك أطراف تصر على استفزاز المعلمين، وكأنها تدفعهم للاضراب دفعاً !!!
آخرها مطالبة وزارة الصحة، بإلزام الأطباء التشدد في الاجازات المرضية للمعلمين، وعندما ينفجر المعلّم فجأة، تنفتح كلّ الابواق ضدّه، دون ملاحظة الشّعور التراكميّ الذي نشأ عبر سنوات من الاهانة والاستعداء من هذه الاطرافِ التي تتباكى، على مصالحِ الطّلبة عند أي احتجاج للمعلمين، ثم هي ذاتها من يغلق المدارس بمناسبات شكلية دون مضامين.
مدارسنا آخرُ قلاعنا، فلا تهدموها فوق رؤوس أطفالنا.
- منقول.
جنينُ ميدان كفاحي مشتعلٌ معظم الوقت، فلماذا يصرّ البعض على الاضراب العام فيها؟ ضد من هذا الاضراب؟
والغريب ان تستجيب له المؤسسات الرّسميّة، بما فيها المدارس، استجابة غير معهودة، في وقت يتم وقف معلمين عن العمل لأجل إضرابات حقوقيّة.
التّضامن الفعليّ مع الشههيد، يكون برفد تشييعه بطاقة الجمهور، وخاصّة المدارس، وأهل القرى، فلماذا لا يتم تنظيم المدارس بعد الحصة الثّالثة مثلاً، للمشاركة في التشييع، بدلاً من تحويل هذه الطّاقة، لأداة سلبيّة عبر الاضراب ؟!
- اقتُبِس.
الانحراف بكلام الخَصم إلى غير مراده، مع تحميله، من القُصود، والمعاني الباطلة، ما لا يحتمل- ليس فقط استسهالًا معرفيًّا، ومغالطة منطقيّة، وطلبًا لراحة العقل، من كُلفة التّحليل، والتفكيك المرهِق، ولكنه، مع ذلك كلِّه، إثمٌ، وجريرة، وخطيئةٌ، وتقوُّل بالزّور والباطل، يستحقّ الاستغفار، والإنابة، والتوبة.

نسأله سبحانه حُسن الفهم، وسلامة المقصد.
- مُجتزأ.
للّذين يقولون إنّ العلّامة القرضاوي -رحمه اللّه- كان يُسانِد القضيّة الفِلَسطينيّة، ولذلك فهو، عندنا، كافٍ لأجل أن يكون مَرضيًّا، ومن أصحاب التّقوى والزّكاة، أقول إنّ هذه القضيّة -رَغم قداستها إن كانت خالصة للّه وحده- ليست معيارًا، كاملًا، للحُكم على فساد الشّخصِ، من صلاحه، فقد نجد شراذيمَ ممّن يُعاضِدون الشّذوذ الجنسيّ، على جادّة المثال، أو يؤازرون العَاْلَمانيّة، والنِّسْويّة الغربيّة، والفسوق، والعِصيان، يتّخذون القضيّة مسلكًا؛ لئلّا يلومنّهم أحدٌ، من ردْفِهم، على فِعلتهم الزّريّة هذه، ولذلك لا أتجرَّأ، على اتّخاذ تلك المُعاضدة، أمَارَة، على صلاحِه ما دامت أفعاله وأقواله، تتبايَن، مع ذلك، بونًا بادِيًا، لكنّ العلّامة هذا، ليس إلّا رجلًا له باعٌ دينيٌّ سِرياحٌ، إذ إنّه كرَّس حياته، كلّها، في طلبِ العِلم الوَقور والمنى، وهو صيرَفيٌّ نحريرٌ، ولا يجحد بذلك عاقِل مُطهَّم، لذلك ليس من القِسط، ولا من الإنصاف، تعطيل عِلمه، كلّه، بسبب مزالّ نُزرٍ وقعت منه، لاسيَّما أنّه ليس بمُدلِّس ولا بغشّاشٍ في طرح فِقهه وحذاقته الوضّاحة، لكنّ شرذمة مَهيعة، تنتَسب إلينا، تقبع هنالك في ظُلمات الصّريم الصّاخِب، تحاول إسقاطه وتنحيته، فإنّ مهمّتهم الرّئيسة، في هذه الدّار الهالكة، التّطاول، على علماء الأمّة، وأعمِدتها، والدّعاء عليهم بسخط الرّبّ بعد الوَيب الحتميّ، والمضيّ إلى الرّفيق الأعلى، في حين، تجدهم يرتحلون سِراعًا، إلى غبراء التّرحم على غير المسلمين، طالبين لهم الفردوس، واضعين لذلك شمّاعة الرّقة والشّفقة، ويُعلّقون عليها سلوكهم الحُوشيّ، ويكأنّهم يظنّون ببلادة، أنّهم أرحم بهم، من خالقهم نفسه، وإنّ ذاك كان مشهودًا دونما مِراءٍ ولا إنكارٍ، قبل بضعة أشهر فقط.
ولا غرابة، في وجود جمهرةٍ، من هؤلاء الّذين يقدحون بسماحة الفقيه المِصري هذا، بدعوى باطِلة رديئة، وهم يزعمون أنّهم مسلمون، فلو أنّه مات غدًا، على نهج المثال، العالِم المتأخِّر، (عثمان الخميس) الّذي يُحبّه كثيرٌ منّا، لوجدتم، أيضًا، لفيفًا عريضًا يُقبِّحه، ويُعرِّض به، ويقول ما ليس فيه، فلا يسلمُ أحدٌ من كيدِهم، وخُبثهم، وغُلولهم، لكنّ ذلك، على الأرجح، مُحصّلة نفاقِهم الصّارخ، فهم أعداء الإسلام، ولا يُريدون لشعيرة اللّه أن تسطُع جليَّة، فتعسًا لهم، أينما حلّوا، فهم أشدّ من الكَفرة قُبحًا، وجريرةً، وقِلًى، ورَوْعًا بنفاقِهم المتواري.
الإشكال الأكبر في النسوية الإسلامية هو القراءة التأويلية للنصوص الشرعية المتعلقة بالمرأة، وأي قراءة تأويلية لا بد أن يكون لها مرجعية تحكم تفسيرها للنصوص، والنسوية الإسلامية تزعم أن مرجعيتها التفسيرية: (دينية) في مقابل النسوية العلمانية ذات المرجعية الإنسانوية.
والحقيقة أن المرجعية التفسيرية للنسوية الإسلامية ليست دينية خالصة، بل فيها قدر من التأثر بالمرجعية الإنسانوية، على تفاوت في درجة هذا التأثر.
وهذا الاشتراك النسبي في المرجعية هو اعتراف ضمني بها؛ فلا يُستغرب من أن تكون النسوية الإسلامية جسراً إلى النسوية العلمانية بل وإلى الإنسانوية.
إذاً؛ الخلاف في الحقيقة خلاف مرجعيات، ولذلك فإننا حين نعزز مرجعية الوحي ونزيد اليقين بها والتسليم لها ونبين عظمتها وشموليتها وندعو إلى أن ينظر الإنسان بعين (العبودية لله تعالى) فإننا ندعو إلى أمر في صميم الإشكال في هذا الباب، وهذه هي المعالجة من الجذور، وهذه فكرة سلسلة المرأة.
- أحمد السّيد.
اليهوديّة والمسيحيّة ديْنَاْ علاقة الإنسان بربه، أمّا الإسلام، فنظم علاقات الإنسان بجميع النّواحي: علاقته مع ربه، وزوجه، وأولاده، وجيرانه، وتعاملات تجاريّة مالية، ونظم اقتصاديّة، وعلاقات دوليّة سلمية منها والحربيّة، وغيرها.
نظم حياة الإنسان مذ ولادته حتى بعد مماته من حقوق الميت، في الكفن، والدّفن، ودفع ديونه، من تركته، ثمّ توزيعها، وحقوق وارثيه، ووصيته. الإسلام دين متكامل، رفع المرأة وكرّمها وأخذ بيدها من أطماع المستغلين وشهواتهم، واستغلالهم جسدها جنسياً وتجارياً.
النّسويّة المستوحاة من الغرب، هي حِراك يُريد أن يجعل المرأة مستقلّة من مسؤوليتها، وحقوقها التي تحفظ كرامتها؛ لكي تحرّر من كل عيب حتى تصبح سهلة الانقياد تجارياً وجنسياً غير مسؤولة عن زوج وأولاد وأسرة بل وغير مسؤولة عن جسدها أيضاً!
- مُقتَبس من تعليق على الفيسبوك.
2025/07/13 15:38:16
Back to Top
HTML Embed Code: