"ولعلّك لا تجد أحداً آذى نبيّاً من الأنبياء ثم لم يتب؛ إلّا ولا بد أن تصيبه قارعة،
وقد ذكرنا ما جرّبه المسلمون من تعجيل الإنتقام من الكفار إذا تعرّضوا لسبّ رسول الله ﷺ
وبلغنا مثل ذلك في وقائع متعددة، وهذا بابٌ واسع لا يحاط به"

ابن تيمية.
"الصارم المسلول"(١٦٥)

الفِرَبرِي تلميذ البخاري قالَ: "وأملى يَوْمًا عليَّ حَدِيثًا كَثِيرًا، [يعني البخاري] فَخافَ مَلاَلِي، فَقالَ: طِبْ نَفْسًا، فإن أهْلَ الملاَهِي فِي ملاَهِيهِم، وأهْلَ الصّناعاتِ فِي صناعاتِهِم، والتُّجّارَ فِي تجاراتِهِم، وأنْتَ مَعَ النَّبِيِّ -ﷺ- وأصْحابِهِ."

ترجمة البخاري من "سير أعلام النبلاء" للذهبي (٤٤٥/١٢)

يقول الإمام الشاطبي نقلا عن الفارابي نقلا عن بعض شيوخه:
لا يكون العالم عالما إلا بتحقق أربعة أمور:

١- الاحاطة بأصول ذلك العلم.
٢- حسن العبارة عنه.
٣- معرفة لوازمه.
٤- دفع الشبه عنه.

قَالَ مُهَنًّا: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: حَدِّثْنَا مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ قَالَ:

(( طَلَبُ الْعِلْمِ قُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالَ: لِمَنْ صَحَّتْ نِيَّتُهُ قُلْتُ: وَأَيُّ شَيْءٍ يُصَحِّحُ النِّيَّةَ قَالَ يَنْوِي يَتَوَاضَعُ فِيهِ وَيَنْفِي عَنْهُ الْجَهْلَ))

الآداب الشرعية والمنح المرعية ٢/‏٣٧ —
ابن مفلح، شمس الدين (ت ٧٦٣)

الشّافعي رحمه الله يقول: مَن تَعَلَّمَ عِلْمًا فَلْيُدَقِّقْ فِيهِ لِئَلّا يُضَيِّعَ دَقِيقَ العِلْمِ

المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي ١/‏٢٨٥ —
أبو بكر البيهقي (ت ٤٥٨)

إذا حضرت مجْلِس علم فَلا يكن حضورك إلّا حُضُور مستزيد علما وأجرا لا حُضُور مستغن بِما عنْدك طالبا عَثْرَة تشيعها أو غَرِيبَة تشنعها فَهَذِهِ أفعال الأرذال الَّذين لا يفلحون فِي العلم أبدا فَإذا حضرتها على هَذِه النِّيَّة فقد حصلت خيرا على كل حال وإن لم تحضرها على هَذِه النِّيَّة فجلوسك فِي مَنزِلك أروح لبدنك وأكْرم لخلقك وأسلم لدينك

رسائل ابن حزم ١/‏٤١١ — ابن حزم (ت ٤٥٦)

ومَعْلُومٌ أنَّ مَنِ اجْتَمَعَ هَمُّهُ عَلى شَيْءٍ واحِدٍ كانَ أبْلَغَ فِيهِ مِمَّنْ تَفَرَّقَ هَمُّهُ فِي أعْمالٍ مُتَنَوِّعَةٍ

منهاج السنة النبوية ٤/‏٣٠٤ — ابن تيمية (ت ٧٢٨)

وقفتُ على روايتين عن الإمام أحمد بن حنبل، دلّتاني على إمامته وصفاء سريرته؛ فإحداهما، فيما حدّث عبد الله بن محمّد اليمانيّ، قال: "كنت عند أحمد بن حنبل، فجاء رجلٌ فقال: يا أبا عبد الله، انظر في هذه الأحاديث، فإنّ فيها خطأ! فقال أحمد: عليك بأبي زكريَّا (أي يحيى بن معين)، فإنّه يعرف الخطأ".
والأخرى عن محمّد بن أبي بشر أنّه قال: "أتيت أحمد بن حنبل في مسألة، فقال لي: ائت أبا عبيد، فإنَّ له بيانًا لن تسمعه من غيره".
لمّا اطّلعتُ على الرّوايتين تمنّيت أن لو كان جميع علمائنا على قلب هذا الإمام الجليل، سالكين دربه، مقتدين بأدبه في الاعتراف بفضل الآخرين، والإسناد إليهم ما يعرفون، وإبراز مقامهم ومنزلتهم أمام النّاس؛ فقد خرق الإمام أحمد حجاب المعاصرة بحسن أدبه، فما كانت المعاصرة عنده حجابًا كما يقال: (المعاصرة حجاب)؛ ولذلك قال عنه أبو عبيد القاسم بن سلّام: "يا ابن أخي، ذاك رجلٌ من عمَّال الله"، ونعم من كان من عمّال الله كما كان أحمد تحقيقًا لا ادّعاءً، لم تعتلّ نفسه ولم يمرض قلبه بالمعاصرة، ولم ينكر فضل غيره لأنَّه من الأقران المعاصرين.

#محمّد_موسى_كمارا

‏قال تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان}

قال الإمام مجاهد بن جبر رحمه الله :
(هو الرجل يذكر الله عند المعاصي فيحتجز عنها).

مصنف ابن أبي شيبة (٣٦٦١٠)

قالَ يُوسُفُ بْنُ الحُسَيْنِ:
«فِي الدُّنْيا طُغْيانانِ: طُغْيانُ العِلْمِ وطُغْيانُ المالِ، والَّذِي يُنْجِيَكَ مِن طُغْيانِ العِلْمِ العِبادَةُ، والَّذِي يُنْجِيَكَ مِن طُغْيانِ المالِ الزُّهْدُ فِيهِ»

اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي ١/‏٣٠ —
الخطيب البغدادي (ت ٤٦٣)

عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينارٍ قالَ:

أرادَ ابْنُ عُمَرَ أنْ لا يَتَزَوَّجَ بَعْدَ النَّبِيِّ ﷺ، فَقالَتْ حَفْصَةُ: «أيْ أخِي تَزَوَّجْ فَإنْ وُلِدَ لَكَ فَماتَ كانَ لَكَ فَرَطًا، وإنْ بَقِيَ دَعا لَكَ بِخَيْرٍ»

مصنف عبد الرزاق الصنعاني ٦/‏١٧٢ —
عبد الرزاق الصنعاني (ت ٢١١)

الأمم تتقلب بين الرجوع إلى الفطرة وبين الانسياق لإبليس، وكلما ابتعدت أعادها الله بالوحي، وستر النساء شرعةٌ وفطرة للأنبياء والصالحين في كل زمن، وقد صح عن عمر بن الخطاب أنه فسر قول الله تعالى: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} بتغطية وجهها بثوبها؛ أخرجه ابن أبي شيبة.

📚 الحجاب
للشيخ عبدالعزيز الطريفي

ومَنْ يَصْطَبِرْ لِلْعِلْمِ يَظْـفَرْ بِنَـيْلِـه 
 ومَنْ يَخْطُبِ الحسْناءَ يَصْبِرْ علَى البَذْلِ
ومَنْ لا يُذِلَّ النَّفْسَ في طلبِ العُلا
 يَسِيرًا يَعِشْ دَهْرًا طَويــــلًا أخا ذُلِّ

ابن هشام الأنصاري

{فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين}

ومعنى المثلية في قوله: {مثله} المثلية في فصاحته وبلاغته، وهي خصوصيات يدركونها إذا سمعوها ولا تحيط قرائحهم بإيداعها في كلامهم.

ابن عاشور

قال الأديب عبدالله بن المقفع رحمه الله:

من أشدّ عيوب الإنسان: خفاءُ عيوبه عليه، فإنَّ من خفي عليه عيبُه؛ خفيت عليه محاسنُ غيره، ومن خفيَ عليه عيبُ نفسه فلن يُقلعَ عن عيبه الذي لا يعرف، ولن ينالَ محاسنَ غيره التي لا يبصرُ أبدًا.

الأدب الصغير ⁩ ص٦٣

من وصف عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - على لسان ضرار.

من الوصايا الجامعة

ذكر ابنُ أبي الدنيا رحمه الله في كتاب الإخلاص عن معقل بن عُبيدالله الجزري رحمه الله، قال:

(كانت العلماءُ إذا التقوا تواصوا بهذه الكلمات، وإذا غابوا كتب بها بعضهم إلى بعض أنه:

- من أصلحَ سريرته، أصلح اللهُ علانيتَه
- ومن أصلحَ ما بينه وبين الله، كفاه اللهُ ما بينه وبين الناس - ومَن اهتمّ بأمر آخرته، كفاه الله أمرَ الدنيا).