كان الحجاج بن يوسف يقول على المنبر: أيها الناس، اقدعوا هذه الأنفس؛ فإنها أسأل شيء إذا أُعطِيَت، وأمنع شيء إذا سُئِلت، فرحم الله امرأً جعل لنفسه خطامًا وزمامًا فقادها بخطامها إلى طاعة الله، وعطفها بزمامها عن معصية الله، فإني رأيت الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذابه.

وكان يقول: إن أمرأً أتت عليه ساعة من عمره لم يذكر فيها ربه أو يستغفر من ذنبه أو يفكر في معاده، لجدير أن تطول حسرته يوم القيامة.

#الكامل_للمبرد (ت٢٨٥)

أبيات ذكر فيها ابنُ أبي داوۥد -رحمه الله- أسماء العشرة المبشرين بالجنة:

وقُلْ إنّ خَيرَ الناسِ بعدَ مُحمدٍ
وزيراهُ قِدمًا ثمّ عُثمانُ الارجَحُ

ورابعُهم خيرُ البَريّةِ بعدَهم
عليٌّ حَليفُ الخيرِ بالخيرِ مُنجحُ

وإنّهمُ للرَهطُ لا رَيْبَ فيهمُ
على نُجُبِ الفردوسِ بالنورِ تسرحُ

سعيدٌ وسَعْدٌ وابنُ عَوْفٍ وطلحةٌ
وعامرُ فِهْرٍ والزُبيرُ المُمَدّحُ

رضي الله عنهم

عناية المسلمين باللغة العربية خدمة للقرآن الكريم
ص ١١٠

‏وسئل الشعبي عن مسألة؟ فقال: لا أدري،فقيل له: ألا تستحي من قول لا أدري، وأنت فقيه العراق؟ فقال: لكن الملائكة لم تستح حين قالوا:(سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا)
الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي 3/ 244

‏(صيانة محبوبه)

‏المحب الصادق ينزّه محبوبه عن المكروه قدر مستطاعه، ويصونه عن مكافحته بما يسوء، ويدفع عنه بكل وسيلة.

‏يقول تعالى تعالى: "قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده" ولم يقل من سرق متاعنا، صيانة لجناب أخيه.

‏وأذكر أنني نبّهتك على نحو من هذا في قوله تعالى: ‏ "ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي"؛ سمّى الله ذنب آدم نسيانا على جهة التلطف.

‏وأذكر أنني قلت لك قريبا من هذا في قوله تعالى: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" ، فقد جعل الله جواب الشرط كفعله تنزيها حتى لا يكافح نبيه عليه السلام والسلام بما يكره.

سلطان الكامل

‏كل الذين تركوا شريعة الله عبر العصور يخشون أن تكون سبباً لعدم استقرارهم، وهكذا قيل للنبي ﷺ (وَقَالُوۤا۟ إِن نَّتَّبِعِ ٱلۡهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفۡ مِنۡ أَرۡضِنَاۤۚ)
فثبت وزالوا

الشيخ عبدالعزيز الطريفي

لا يكون المرء نافذاً في الأمور؛ العلم وغيره، إلا إذا كثرت معالجته للأشياء، ويكون خراجا ولاجا فيها، فالنفاذ في الأمر أمر زائد على مجرد الذكاء والأهلية.
بمعناه من (الفروق اللغوية) لأبي هلال العسكري.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(لا بد للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه وذكره وصلاته وتفكره ومحاسبة نفسه وإصلاح قلبه، وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره؛ فهذه يحتاج فيها إلى انفراده بنفسه ، إما في بيته كما قال طاووس نعم صومعة الرجل بيته يكف فيها بصره ولسانه، وإما في غير بيته.

فاختيار المخالطة مطلقًا خطأ، واختيار الانفراد مطلقًا خطأ، وأما مقدار ما يحتاج إليه كل أنسان من هذا وهذا وما هو الأصلح له في كل حال؛ فهذا يحتاج إلى نظر خاص) .

مجموع الفتاوى(١٠ / ٤٢٦).

[قومٌ يُقدِّرون عُقولهم]
..
- قال الفرزدق: أنا عند الناس أشعر العرب، ولربَّما كان نزع ضرس أيسر عليّ من أن أقول بيت شعر.

- وقيل لعبد الملك بن مروان: عجِلَ عليك الشيبُ يا أمير المؤمنين!
قال: وكيف لا يعجل عليّ وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة مرة أو مرتين؟

كان الخليل بن أحمد إذا أفاد إنسانا شيئا، لم يُره بأنه أفاده ، وإن استفاد من أحد شيئا، أراه بأنه استفاد منه.

قال الذهبي: صار طوائف في زماننا بالعكس.

قال ابن عمر لرجل أصاب ذنوبا : أحيٌ والداك ؟
فقال : عندي أمي .
فقال ابن عمر : فوالله لإن أنت ألنت لها الكلام
وأطعمتها الطعام ، لتدخلن الجنة ، ما اجتنبت الموجبات

[ تفسير الطبري ٩١٨٧ بسند صحيح في سياق طويل والبخاري في الأدب نحوه ]

‏تدبر في أمثال القرآن فإن لها معانٍ عظيمة

قال بعض السلف: "إذا سمعتُ المثل في القرآن فلم أفهمه بكيتُ على نفسي؛ لأن الله يقول: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)

تفسير ابن كثير: (٣١٦/١)

قال انس بن مالك رضي الله عنه؛ واني لارجو ان القى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يوم القيامة فأقول يا رسول الله؛ خُوَيْدِمُك

‏رحِمَ الله أبا الدّرداء كان منزله خاليًا فلمَّا سُئِل: أين متاعُك يا أبا الدّرداء ، قال :

‏ "لنا دارٌ أُخرى نُرسِلُ إليها صالِح متاعِنا!"

جاء في ترجمة أبي حيان الأندلسي رحمه الله:
… وكان عفيف النفس أبيّا، لا يطمع في شيءٍ غير تلاوة القرآن والأعمال الصالحة، وكان فيه خشوعٌ ظاهر؛ يبكي إذا سمع القرآن الكريم، ويجري دمعه إذا سمع أشعار الغزل والحماسة.

‏موسى وكز رجلًا فقتله بالخطأ ، وفرعون قتل الآلاف عمدًا ، ثم يقول فرعون لموسى : (وفعلت فعلتك التي فعلت) .. الاستغفال وقلب الحقائق هو إعلام المجرمين على مرّ التاريخ".

الشيخ عبدالعزيز الطريفي

وأرْبابُ الطَّرِيقِ مُجْمِعُونَ عَلى أنَّ مُراقَبَةَ اللَّهِ تَعالى فِي الخَواطِرِ سَبَبٌ لِحِفْظِها فِي حَرَكاتِ الظَّواهِرِ. فَمَن راقَبَ اللَّهَ فِي سِرِّهِ، حَفِظَهُ اللَّهُ فِي حَرَكاتِهِ فِي سِرِّهِ وعَلانِيَتِهِ.

مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ٢/‏٦٦ — ابن القيم

يقول العلامة ⁧محمود شاكر⁩ -رحمه اللّٰه- في جمهرة مقالاته:

«أيُّها القارئ : أُصارحك بِأنِّي ما كتبت قط
إلّا لنفسي وحدها، ثم لا ألبث أنْ أعرض
عليك ما أكتب، لا لأُعلمك أو أنفعك،
بل لتعرف كيف يفكر إنسان مثلك!»

كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري :
مُر مَن قِبَلَك بِتَعَلُّم الشِّعر؛ فإنه يَدلّ على معالي الأخلاق ، وصواب الرأي ، ومعرفة الأنساب.