كتب الاخ الدكتور عباس عبد السادة
زمن به ريح اللوابس تهجم
ينجو به مَن بالشوارد يعلم
إنا لننجو مِن أذاه بسيد
بلسان حكمته الهدى يتكلم
بسحابة سوداء فوق جبينه
غيث الهداة، وللمعاند علقم
والأرض تشهد حين زُلزل صبرها
فتواه والنصر المؤزر توأم
زمن به ريح اللوابس تهجم
ينجو به مَن بالشوارد يعلم
إنا لننجو مِن أذاه بسيد
بلسان حكمته الهدى يتكلم
بسحابة سوداء فوق جبينه
غيث الهداة، وللمعاند علقم
والأرض تشهد حين زُلزل صبرها
فتواه والنصر المؤزر توأم
والفضلُ بعد اللَّهِ عادَ لعالمٍ
فتواهُ كانت للقضيّةِ فيصلا
لبّت نداءَكَ فتيةٌ قد آمنت
ورأتكَ أُستاذَ المعالي والعُلا
لعراقِه كانَ الوفيَّ وقد بنى
عهداً يُعيدُ لَهُ الفخارَ الأوّلا
وأعاد للشّعب الجريحِ بشاشةً
من بَعْدِ ما بعنائه قد سُربِلا
يا أَيُّهَا القدّيسُ إني عاجِزٌ
لو رُمتُ وصفَكَ أن أقولَ مُفصّلا
حسبي إذا ما قلتُ إِنَّكَ أمّةٌ
ولِسيرةِ الأطهارِ كُنتَ مُمثّلا
فتواهُ كانت للقضيّةِ فيصلا
لبّت نداءَكَ فتيةٌ قد آمنت
ورأتكَ أُستاذَ المعالي والعُلا
لعراقِه كانَ الوفيَّ وقد بنى
عهداً يُعيدُ لَهُ الفخارَ الأوّلا
وأعاد للشّعب الجريحِ بشاشةً
من بَعْدِ ما بعنائه قد سُربِلا
يا أَيُّهَا القدّيسُ إني عاجِزٌ
لو رُمتُ وصفَكَ أن أقولَ مُفصّلا
حسبي إذا ما قلتُ إِنَّكَ أمّةٌ
ولِسيرةِ الأطهارِ كُنتَ مُمثّلا
كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول لأصحابه: من أقام الصلاة وقال قبل أن يحرم ويكبر:
يا محسن قد أتاك المسئ، وقد أمرت المحسن أن يتجاوز عن المسيء، وأنت المحسن وأنا المسيء، فبحق محمد وآل محمد صل على محمد وآل محمد، وتجاوز عن قبيح ما تعلم مني.
فيقول الله تعالى: ملائكتي اشهدوا أني قد عفوت عنه، وأرضيت عنه ..
يا محسن قد أتاك المسئ، وقد أمرت المحسن أن يتجاوز عن المسيء، وأنت المحسن وأنا المسيء، فبحق محمد وآل محمد صل على محمد وآل محمد، وتجاوز عن قبيح ما تعلم مني.
فيقول الله تعالى: ملائكتي اشهدوا أني قد عفوت عنه، وأرضيت عنه ..
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قُبِضَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَ هُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَ عِشْرِينَ سَنَةً وَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ وَ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْماً فِي يَوْمِ الثَّلَاثَاءِ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ عَاشَ بَعْدَ أَبِيهِ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَّا خَمْسَةً وَ عِشْرِينَ يَوْماً
سُمِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الثَّانِي التَّقِيَّ لِأَنَّهُ اتَّقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَوَقَاهُ شَرَّ الْمَأْمُونِ لَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ سَكْرَانَ فَضَرَبَهُ بِسَيْفِهِ حَتَّى ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ فَوَقَاهُ اللَّهُ شَرَّهُ[
ثُمَّ إِنَّ الْمُعْتَصِمَ جَعَلَ يَعْمَلُ الْحِيلَةَ فِي قَتْلِ أَبِي جَعْفَرٍ ع وَ أَشَارَ عَلَى ابْنَةِ الْمَأْمُونِ زَوْجَتِهِ بِأَنْ تَسُمَّهُ لِأَنَّهُ وَقَفَ عَلَى انْحِرَافِهَا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع وَ شِدَّةِ غَيْرَتِهَا عَلَيْهِ لِتَفْضِيلِهِ أُمَّ أَبِي الْحَسَنِ ابْنِهِ عَلَيْهَا وَ لِأَنَّهُ لَمْ يُرْزَقْ مِنْهَا وَلَدٌ فَأَجَابَتْهُ إِلَى ذَلِكَ وَ جَعَلَتْ سَمّاً فِي عِنَبٍ رَازِقِيٍّ وَ وَضَعَتْهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمَّا أَكَلَ مِنْهُ نَدِمَتْ وَ جَعَلَتْ تَبْكِي فَقَالَ مَا بُكَاؤُكِ وَ اللَّهِ لَيَضْرِبَنَّكِ اللَّهُ بِعَقْرٍ لَا يَنْجَبِرُ وَ بَلَاءٍ لَا يَنْسَتِرُ فَمَاتَتْ بِعِلَّةٍ فِي أَغْمَضِ الْمَوَاضِعِ مِنْ جَوَارِحِهَا صَارَتْ نَاصُوراً فَأَنْفَقَتْ مَالَهَا وَ جَمِيعَ مَا مَلَكَتْهُ عَلَى تِلْكَ الْعِلَّةِ حَتَّى احْتَاجَتْ إِلَى الِاسْتِرْفَادِ وَ رُوِيَ أَنَّ النَّاصُورَ كَانَ فِي فَرْجِهَا وَ قُبِضَ ع فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَ مِائَتَيْنِ مِنَ الْهِجْرَةِ فِي يَوْمِ الثَّلَاثَاءِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَ لَهُ أَرْبَعٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً وَ شُهُورٌ لِأَنَّ مَوْلِدَهُ كَانَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَ تِسْعِينَ وَ مِائَةٍ.
بالصور ..
مراسيم التشييع الرمزي
لسيدنا ومولانا الامام
محمد بن علي الجواد
مراسيم التشييع الرمزي
لسيدنا ومولانا الامام
محمد بن علي الجواد
من كل بستان زهرة
Photo
رحلة الدموع
——————-
🕋ذكر الشيخ هيثم الرماحي
انه بعدما حج حجة الاسلام عام 2005 طلبوا من مرشدي الحج من طلبة العلم في الحوزة العلمية كتابة بحث حول الحج ومقترحات وسلبيات وايجابيات رافقتهم اثناء الارشاد للحج وملاحظات اخرى
فكتب بحثا كاملا وذكر في مقدمة هذا البحث مشاعره في تلك الحجة
فكان هذا البحث من البحوث الثلاثة الفائزة واخبره اعضاء اللجنة التي قرأت وفرزت البحوث انهم بكوا جميعا عند قراءته
وكانت جائزته بعد فوزه في تلك المسابقة ان يذهب للحج مرة ثانية.
واليكم هذه المقالة ومشاعره اقتطعناها من بحثه الكامل حول الحج.
……………………..
🔅رحلتي إلى الحج (قصتي في حجة الاسلام )
🔅بقلم الشيخ هيثم الرماحي
مذ كنت صغيرا في سبعينيات القرن الماضي وانأ انظر في صور مشوشة لمكة عبر كاميرا صغيرة أهدتها لي جارتنا بعد عودتها من حج بيت الله اكتشفت وأنا اكرر وأعيد وأتمعن في صور عرفات والمزدلفة والجمرات مدى تعلقي وعشقي لبيت الله ولهذه الأماكن.
ما هذه العلقة الشديدة أتراني أكثرت من التلبية في عالم الأصلاب مجيبا نداء إبراهيم الخليل عليه السلام بعدما أكمل بناء البيت وصعد على الصخرة وهو يؤذن في الناس بالحج وينادي : ألا هلم الحج ؟.
مرت الأيام تليها السنون والحب ينمو ويتجذر بما اقرأ واسمع وأتابع ما يتعلق بالحج هذا مع سماعي لبكاء الأهل وخصوصا الوالدة كلما شاهدوا في التلفاز وقوف الحجيج في عرفات, حتى جاء اليوم الذي أتقنت فيه الكثير من تفاصيله فعشت في تلك الربوع بروحي التي تخطت سجن وعالم الزمان والمكان,
عندما كنت أودع قوافل الذاهبين لبيت ربهم وانا أومئ لهم بيدي وكانت العبرة تخنقني،أتمنى الذهاب معهم،خذوني معكم فقد طال الانتظار،ولكن أنى لي ذلك وانا في الثمانينيات أيام الحروب والتضيق والتعقيد للأمور على عامة المؤمنين في العراق؟.
دخلت الحوزة العلمية ودرست كتبا عدة لكن تأجج ذلك العشق عند دراستنا الحج في كتاب اللمعة الدمشقية بما أعطانا استأذنا المربي السيد محمد صادق الخرسان(حفظه الله )من المعلومات والتجارب والدروس والخواطر الجميلة الشيئ الكثير الكثير ولكن ونحن في عام 2000م ما زال الأمر مجرد حلم جميل لا أكثر.
ما ان سقط صنم العراق وفرج الله للمؤمنين حتى باتت تباشير الأمل تلوح في الأفق وإذا بي أرزق الحج بعد نجاحي في امتحان اختيار المرشدين بدرجة عالية بعد دراسة وتنافس وترقب وقلق ودموع وذلك في دورة جميلة نظمت سنة 2005م في مدرسة الصدر الاعظم في النجف الاشرف.
تلقيت بشرى قبولي للحج بسجدة لخالقي وزففت بعدها البشرى لأهلي وأحبتي لتبدأ مرحلة التهيئة لزادي وراحلتي. تحللت من بعض المؤمنين وسلمت عليهم ثم سددت ديوني وكتبت وصيتي وأسماء من سأدعو لهم في رحلتي .
🔹السفر ومقدماته
دعوت الله كثيرا عند الأمام الحسين (ع) لان يوفقني في رحلتي وان يمكنني من خدمة الحجيج بكل ما أوتيت من قوة .ودعت أهلي بعد ان جمعتهم بين يدي وانأ أقول لهم: (( الله خليفتي عليكم....)) لأخرج فجرا حاملا حقيبتي بيدي أذرف الدمع ولا احد في الشارع يراني أناجي ربي :الهي أنا راحل لبيتك فرح مستبشر , أحمل متاعي بيدي الهي فتقبلني بقبول حسن.. الهي لي رحلة طويلة اكون فيها محمولا الى قبري , الهي كما وفدت على بيتك متزودا , فارزقني الزاد لغربتي ، لوحشتي ،لرقدتي، لضعفي ومسكنتي ، الهي..الهي...
بدأت لحظات وداع الأحبة وأنا وحيد ما من احد يودعني لبعدي اليوم عن أهلي وأحبتي فانا الآن مرشد مع حملة بعيدة عن مدينتي.تحركت القافلة فأحسست أن عجلات الحافلة لا تلامس الأرض بل تحلق في الأجواء . مرت بي في حياتي بعض الأوقات السعيدة لكن ليست كهذه , أحقا أنا الآن راكب والناس تتمنى أن تكون معي ؟ عندها أحسست بقدر النعمة والمنة الإلهية حيث دعانا سبحانه وتعالى لزيارة بيته وجعلنا من وفده هذا العام.
🔹وتم اللقاء
بعد طول انتظار والنجاة من عبوة زرعت في مسجد الابلة قرب نافذة الغرفة التي ارقد فيها مع مجموعة من طلبة العلم آمنون مطمئنون حيث أزيلت ونحن لا ندري
ركبنا الطائرة من مطار البصرة وكان الفرح غامرا, وما إن سمع الركاب من مذياع الطائرة أن الرحلة ستكون إلى جدة, ومن ثم سيتم تفويجنا إلى المدينة المنورة حتى تعالت الأصوات بالصلوات, مرددين بعد ذلك بصوت واحد: ((لبيك اللهم لبيك...)),
هذا والطائرة تشق بجناحيها قطع السحاب المتراكمة في ذلك اليوم المطير, فوصلت إلى حالة من النشوة والخشوع ما شعرت بها طيلة حياتي, حزنت على حال العراقيين وحرمانهم بعدما رأيت فرحهم الغامر بعلبة الحلويات التي وزعوها عليهم , وبالطائرة التي ركبوها والصور التي التقطوها في الجو, اغلبهم يركب الطائرة للمرة الأولى, وكاتب هذه السطور واحد منهم, أرى تلك النساء بتقاسيم وجوهها الطيبة المحرومة التي أتعبتها محن السنين ,تذكرت حرمانهن وما مر عليهن من محن وحروب وحصار وفقر وآلام, أتذكر حسرة أمي وأبي عندما تخطت القرعة أسميهما, أتذكر, وأتذكر,كل تلك المشاعر كانت تجيش في صدري..
——————-
🕋ذكر الشيخ هيثم الرماحي
انه بعدما حج حجة الاسلام عام 2005 طلبوا من مرشدي الحج من طلبة العلم في الحوزة العلمية كتابة بحث حول الحج ومقترحات وسلبيات وايجابيات رافقتهم اثناء الارشاد للحج وملاحظات اخرى
فكتب بحثا كاملا وذكر في مقدمة هذا البحث مشاعره في تلك الحجة
فكان هذا البحث من البحوث الثلاثة الفائزة واخبره اعضاء اللجنة التي قرأت وفرزت البحوث انهم بكوا جميعا عند قراءته
وكانت جائزته بعد فوزه في تلك المسابقة ان يذهب للحج مرة ثانية.
واليكم هذه المقالة ومشاعره اقتطعناها من بحثه الكامل حول الحج.
……………………..
🔅رحلتي إلى الحج (قصتي في حجة الاسلام )
🔅بقلم الشيخ هيثم الرماحي
مذ كنت صغيرا في سبعينيات القرن الماضي وانأ انظر في صور مشوشة لمكة عبر كاميرا صغيرة أهدتها لي جارتنا بعد عودتها من حج بيت الله اكتشفت وأنا اكرر وأعيد وأتمعن في صور عرفات والمزدلفة والجمرات مدى تعلقي وعشقي لبيت الله ولهذه الأماكن.
ما هذه العلقة الشديدة أتراني أكثرت من التلبية في عالم الأصلاب مجيبا نداء إبراهيم الخليل عليه السلام بعدما أكمل بناء البيت وصعد على الصخرة وهو يؤذن في الناس بالحج وينادي : ألا هلم الحج ؟.
مرت الأيام تليها السنون والحب ينمو ويتجذر بما اقرأ واسمع وأتابع ما يتعلق بالحج هذا مع سماعي لبكاء الأهل وخصوصا الوالدة كلما شاهدوا في التلفاز وقوف الحجيج في عرفات, حتى جاء اليوم الذي أتقنت فيه الكثير من تفاصيله فعشت في تلك الربوع بروحي التي تخطت سجن وعالم الزمان والمكان,
عندما كنت أودع قوافل الذاهبين لبيت ربهم وانا أومئ لهم بيدي وكانت العبرة تخنقني،أتمنى الذهاب معهم،خذوني معكم فقد طال الانتظار،ولكن أنى لي ذلك وانا في الثمانينيات أيام الحروب والتضيق والتعقيد للأمور على عامة المؤمنين في العراق؟.
دخلت الحوزة العلمية ودرست كتبا عدة لكن تأجج ذلك العشق عند دراستنا الحج في كتاب اللمعة الدمشقية بما أعطانا استأذنا المربي السيد محمد صادق الخرسان(حفظه الله )من المعلومات والتجارب والدروس والخواطر الجميلة الشيئ الكثير الكثير ولكن ونحن في عام 2000م ما زال الأمر مجرد حلم جميل لا أكثر.
ما ان سقط صنم العراق وفرج الله للمؤمنين حتى باتت تباشير الأمل تلوح في الأفق وإذا بي أرزق الحج بعد نجاحي في امتحان اختيار المرشدين بدرجة عالية بعد دراسة وتنافس وترقب وقلق ودموع وذلك في دورة جميلة نظمت سنة 2005م في مدرسة الصدر الاعظم في النجف الاشرف.
تلقيت بشرى قبولي للحج بسجدة لخالقي وزففت بعدها البشرى لأهلي وأحبتي لتبدأ مرحلة التهيئة لزادي وراحلتي. تحللت من بعض المؤمنين وسلمت عليهم ثم سددت ديوني وكتبت وصيتي وأسماء من سأدعو لهم في رحلتي .
🔹السفر ومقدماته
دعوت الله كثيرا عند الأمام الحسين (ع) لان يوفقني في رحلتي وان يمكنني من خدمة الحجيج بكل ما أوتيت من قوة .ودعت أهلي بعد ان جمعتهم بين يدي وانأ أقول لهم: (( الله خليفتي عليكم....)) لأخرج فجرا حاملا حقيبتي بيدي أذرف الدمع ولا احد في الشارع يراني أناجي ربي :الهي أنا راحل لبيتك فرح مستبشر , أحمل متاعي بيدي الهي فتقبلني بقبول حسن.. الهي لي رحلة طويلة اكون فيها محمولا الى قبري , الهي كما وفدت على بيتك متزودا , فارزقني الزاد لغربتي ، لوحشتي ،لرقدتي، لضعفي ومسكنتي ، الهي..الهي...
بدأت لحظات وداع الأحبة وأنا وحيد ما من احد يودعني لبعدي اليوم عن أهلي وأحبتي فانا الآن مرشد مع حملة بعيدة عن مدينتي.تحركت القافلة فأحسست أن عجلات الحافلة لا تلامس الأرض بل تحلق في الأجواء . مرت بي في حياتي بعض الأوقات السعيدة لكن ليست كهذه , أحقا أنا الآن راكب والناس تتمنى أن تكون معي ؟ عندها أحسست بقدر النعمة والمنة الإلهية حيث دعانا سبحانه وتعالى لزيارة بيته وجعلنا من وفده هذا العام.
🔹وتم اللقاء
بعد طول انتظار والنجاة من عبوة زرعت في مسجد الابلة قرب نافذة الغرفة التي ارقد فيها مع مجموعة من طلبة العلم آمنون مطمئنون حيث أزيلت ونحن لا ندري
ركبنا الطائرة من مطار البصرة وكان الفرح غامرا, وما إن سمع الركاب من مذياع الطائرة أن الرحلة ستكون إلى جدة, ومن ثم سيتم تفويجنا إلى المدينة المنورة حتى تعالت الأصوات بالصلوات, مرددين بعد ذلك بصوت واحد: ((لبيك اللهم لبيك...)),
هذا والطائرة تشق بجناحيها قطع السحاب المتراكمة في ذلك اليوم المطير, فوصلت إلى حالة من النشوة والخشوع ما شعرت بها طيلة حياتي, حزنت على حال العراقيين وحرمانهم بعدما رأيت فرحهم الغامر بعلبة الحلويات التي وزعوها عليهم , وبالطائرة التي ركبوها والصور التي التقطوها في الجو, اغلبهم يركب الطائرة للمرة الأولى, وكاتب هذه السطور واحد منهم, أرى تلك النساء بتقاسيم وجوهها الطيبة المحرومة التي أتعبتها محن السنين ,تذكرت حرمانهن وما مر عليهن من محن وحروب وحصار وفقر وآلام, أتذكر حسرة أمي وأبي عندما تخطت القرعة أسميهما, أتذكر, وأتذكر,كل تلك المشاعر كانت تجيش في صدري..