Telegram Web Link
تقسيم الفراهي للكلام

اعلم أن المخاطب على ثلاث مدارج : خالي الذهن ، ومعترف ، ومنكر
وبعبارة أخرى : تخاطب أولاً ، أو بعد اعتراف أو بعد إنكار
فأولاً تخاطبه بما يقبله عقله من الحق الواضح ، والخير المعروف ، فهذا هو الدعوة بالحكمة.
فإذا رأيت أنه مقرّ بحسن ما تدعو إليه ولكنه لا يوافق عملُه علمَه ، فتحثّه على العمل بالموعظة الحسنة.
وإذا رأيت أنه يخالف دعوتك ، فتجادله بالطريق التي هي أحسن .
فالأول : إلقاء العلم .
والثاني : جذب إلى العمل .
والثالث : إزالة العوائق .
ا.ه

وهذا التقسيم في المعاني لا في النظم .
أسباب عدم ذكر السعد التفتازاني للمنقول عنه ويصلح أن يُعتذر به لغيره من العلماء

١_ الحاجة إلى التصرف في النقل بدعمه بالأدلة مثلاً .

٢_قد يُترك التصريح باسم القائل للدلالة على أن الكلام ليس خاصاً بالمنقول عنه وحده .

٣_ التعويل في ترك النقل على فطنة القارئ لكون النقل يدل على المنقول عنه .

٤_ السعد لا يصرح باسم المنقول عنه إلا إن كان في نفس العلم المبحوث فيه
مثلاً نقل في المطول في بحث التورية كلاماً عن الزمخشري والجرجاني وصرح بالنقل عنهما .
وساق القضية موجزة في أحد كتبه الكلامية فكنى فيه عن شيخي البلاغة بقوله وفي كلام المحققين من علماء البيان .

نقلاً بتصرف عن ضياء الدين القالش .
وعند بعض العلماء الكناية عن القائل في مقام النقد تورعاً من الغيبة أو تخوفاً من تشنيع أتباعه ، والكناية عنه لتسلط أعدائه والخوف منهم

وكان سيبويه إذا ذكر قول الخليل وأراد أن يخالفه قال : وذكر غيره ، يكني عن نفسه استعظاماً أن يذكر قوله مع قول شيخه .
[واعلم أن هذه العبارات (العالمية والقادرية والمعلومية والمقدورية والعمومية والخصوصية) لا عربية لأن العرب لم تتكلم بها ولا عجمية لأنها ليست من لغة العجم فهي كلام عجميٍّ يريد أن يتكلم بمثل كلام العرب وحقيق بالعجم الذين يريدون الدخول في عموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لو كان العلم معلقا بالثريا لتناولته رجال من أبناء فارس"، أن يصونوا ألسنتهم عن التفوه بالكلام المعجرف الذي أقل منه أفضل منه وأخص منه أنفع منه، وأن يعدلوا إلى العربية السمحة السهلة المسفرة عن وجوه المعاني الآخذة بأزمة الحقائق المبينة بين المشبَّهات بالفواصل المميزات والجامعة بين المشتركات بالضوابط المعمَّمات، وأن يتكلموا بلغتهم التي نشأوا عليها فأما إحداث لغة ثالثة فهو حدث في الدين وإذا ابتغى العجم اجتناب التكلف في الكلام فالعرب أحرى بذلك وأخلق لتيسر النطق عليهم بالعربية وبعدهم عن مسالك الشعوبية.]

ابن تيمية.
العلاج باللغة
في دراسة حديثة على لغة المرضى بالاكتئاب
لاحظ الباحثون تزايد العبارات القطعية والجازمة
في أحاديث المرضى مما يدل على العقلية المتطرفة لديهم ولاحظوا أيضاً قلة هذي العبارات بعد تناول الأدوية والتماثل للشفاء

من الغريب حقا أن يتم تحليل الشخصية بناء على اللون المفضل وأنماط خطوط الكتابة الخ
ويتركون الباب الأعظم للنفس البشرية وهو اللسان
قال عثمان رضي الله عنه ما أسر رجل سريرة إلا بدت على قسمات وجهه أو فلتات لسانه .
من أوليّات الزمخشري 🍃

للعلماء خلاف في اسمي الرب " الرحمن والرحيم" أيهما أبلغ وأكثر دلالة من صاحبه والقول الأشهر اعتبار الرحمن أبلغ من الرحيم وقد سلك العلماء قبل الزمخشري في بحث ذلك مسلك التعليل بالعدول أي أن صفة الرحمن أشد عدولاً من صفة الرحيم قال الطبري :
لا تمانع بين أهل المعرفة بلغات العرب أن قول القائل : " الرحمن " أشد عدولاً من قوله ؛ " الرحيم "
ولا خلاف مع ذلك بينهم أن كل اسم كان عن أصله أشدّ عدولاً أن الموصوف به مفضّل على الموصوف بالاسم المبني على أصله .
ا.ه بتصرف يسير .


حتى جاء الزمخشري فذكر قاعدة استعملها النحاة قبله في غير هذا الباب وهي قاعدة الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى قال :

وفي الرحمن من المبالغة ما ليس في الرحيم .

ويقولون إن الزيادة في البناء لزيادة المعنى .

ومما طنّ على أذني من ملح العرب أنهم يسمّون مركباً من مراكبهم بالشقدف _ وهو مركب خفيف ليس في ثقل مراكب العراق _ فقلت لرجل منهم : ما اسم هذا المحمل ؟ أردت المحمل العراقي، فقال أليس ذاك اسمه الشقدف؟
قلت بلى ، فقال هذا اسمه الشقنداف
فزاد في بناء الاسم لزيادة المسمى .
ا.ه بتصرف يسير .


ثم كثر الكلام في نقض هذه القاعدة والانتصار لها وتقييدها
وربما غاب التعليل بالعدول لصالح التعليل بزيادة المبنى والله أعلم

#تاريخ_مسائل_البلاغة
صدق الأخفش ضرورة :)

قال أبو علي الفارسي : يكاد ُيعرف صدق الأخفش ضرورة ، وذلك أنه كان مع الخليل في بلدٍ واحدٍ ، ولم يحكِ عنه حرفاً واحداً .
للشيخ أحمد حسن فرحات فضل بعد الله تعالى في تعريف العرب بالفراهي ، وبمكي بن أبي طالب ، رحمهما الله تعالى ، وهذه موهبة ربانية عظيمة أن يهتدي الإنسان لعالم مغمور وأن يقرب تراثه للباحثين .

يقول أحد الشعراء ضوالّ الشعر أحب إلي من ضوالّ الإبل .

وأقول : ضوالّ الرجال ( الذين لا يعرفهم كثير من الناس ) أحب إلي من ضوال الإبل والغنم .
التشابه بين النحو العربي ونظريات تشومسكي

إني لواثق أن نحوي البصرة لن يلحظ غرابة في كتاب تشومسكي " الأبنية النحوية " لو سنحت له الفرصة للاطلاع عليه .

غروتسفيلد . خواطر هيكلية في كتاب سيبويه
زيادة أسماء الشعراء في كتاب سيبويه من عمل الجرمي في أكثر المواضع ، ولم يكن عملاً مرضياً كله ، إذ ألبس مراد سيبويه في مواضع ، وما كان _ رحمه الله _ يجهل القائل ، وإنما تعمد عدم تسميته ؛ لأن وجه إنشاده للشاهد متصل بمن أنشده من العرب لا الشاعر نفسه ، وهذا وجه خفي لم أر من نبه عليه .

أبو عمرو المحضاني

بمعنى أن سيبويه يسند النص فيجعله من بعده مرسلاً أو منقطعاً .
تفضيل النابغة

كان أبو جعفر البصري يفضل النابغة ، واستقرأني يوماً وبيدي ديوان النابغة قصيدته التي يمدح بها النعمان بن المنذر ويذكر مرضه ويعتذر إليه مما كان قذفه به أعداؤه وأولها :

كتمتك ليلاً بالجمومين ساهرا
وهمّين همّاً مستكناً وظاهراً

فجعل أبو جعفر يهتز ويطرب ، ثم قال : والله لو مزجت هذه القصيدة بشعر البحتري لكادت تمتزج لسهولتها وسلامة ألفاظها وما عليها من الديباجة والرونق ، من يقول إن امرأ القيس وزهيراً أشعر من هذا ! هلمّوا فليحاكموني .

ابن أبي الحديد
Forwarded from دروب بلاغية
عليكم بالصلاة على الحبيب
لمحو الذنب أو كشف الكروب

يرى البركات من صلى عليه
ويبشر بالإجابة عن قريب
🍃🍃
ظاهر كلام عبد القاهر أن الاسم لا يفيد الدوام والاستمرار وإنما يفيد إثبات شيء لشيء ، وهو الوجه كما ذكر الشيخ لطف الله .

ا.ه من حاشية بخط العلامة السيد زيد بن علي الديلمي .
دروب بلاغية
مما يمكن أن يستدل به من كلام الأوائل على إفادة الاسم الثبوت وإفادة الفعل التجدد وعلى كون الاسم أبلغ من الفعل نص لسيبويه أشار إليه ابن المنير في حاشيته على الكشاف باختصار قال رحمه الله: هذا باب يختار فيه الرفع وذلك قولك له علم علم الفقهاء ، وله رأي رأي…
دلالة الاسم على الثبوت والفعل على التجدد والحدوث هو المشهور عند البيانيين وأنكره أبو المطرف بن عميرة

وقال ابن المنير : طريقة العرب تدبيج الكلام وتلوينه ومجيء الفعلية تارة ، والاسمية أخرى من غير تكلف لما ذكروه .

الزركشي في البرهان.

وهذا الذي ذكره ابن المنير مع الإقرار بصحة القاعدة لكن رأى أن العرب لا يتقيدون بها وأن النص القرآني جارٍ على طريقتهم .
Forwarded from دروب بلاغية
تفسير لمذهب الجرجاني في الاسم والفعل ودلالتهما على التجدد والثبوت

"فما الذي قصد إليه الجرجاني بقوله : الفعل الذي يثبت به المعنى المتجدد والاسم الذي يثبت به المعنى غير المتجدد؟
أقول : صواب المسألة عندي أن الفعل الذي قرن بالتجدد في مقالة الجرجاني هو الفعل المضارع خاصة ، وأن الاسم الذي وصف بعدم التجدد هو اسم الفاعل المعدّ للعمل ..."

العلامة صلاح الدين الزعبلاوي رحمه الله

والشيخ عبد القاهر هدفه بيان الفرق فيما يزعم النحاة أو يوهم كلامهم عدم الفرق فيه ، وهذا يرجح أن قصده بالاسم والفعل اسم الفاعل والمضارع خصوصاً والله أعلم.
ألف السعد التفتازاني رحمه الله شرحه (المطول) وعمره (٢٦) عاماً
ثم طُلب منه اختصاره فوضع (المختصر) وعمره (٣٤) عاماً
ثم شرح القسم الثالث من المفتاح وقد جاوز الستين من عمره، سنة (٧٨٩) أي قبيل وفاته بعامين، وهو آخر كتبه "التامة" تأليفاً
#تاريخ_مسائل_البلاغة

تقسيم الكلام بحسب أحوال المخاطبين أصله _ فيما يبدو _ قصة وقعت للمبرد مع  الكندي الفيلسوف حيث سأله الكندي : أجد في كلام العرب حشوًا، يقولون: عبد الله قائم، وإن عبد الله قائم، وإن عبد الله لقائم، والمعنى واحد.

فقال المبرد: بل مختلفة؛ فعبد الله قائم، إخبار عن قيامه، وإن عبد الله قائم، جواب عن سؤال، وإن عبد الله لقائم، جواب عن إنكار .

وهذا كان :

١_ جواباً عن الفرق بين ثلاث جمل لم يكن تقسيماً لأحوال المخاطبين ، ولا استقراءً لكلام العرب .

٢_ ولم يكن تقريراً لأصل استعمال هذه الجمل بل كان تمثيلاً لبعض الفروق .

٣_ ولم يكن جواباً محرراً بل كان بديهة _ رغم حسنه_ فلا يرقى لاعتماده أصلاً في تقسيم الكلام ، إذ لتأسيس العلوم عدة أكبر ، ومؤونة أثقل .

٤ _ كان تلبية لحاجة فلسفية لا حاجة لغوية _ لا يضير كون أصل السؤال من فيلسوف بل يشير إلى طبيعة الجواب وكونه بيان مجمل لا بناء مفصّل _

٥ _ ثم جرى تعديل هذه التقاسيم فأصبحت عبد الله قائم خطاباً لخالي الذهن
وكانت عند المبرد إخباراً عاماً .

وأصبحت إن عبد الله قائم خطاباً للمتردد
وكانت جواباً عن سؤال عند المبرد
ولعل تقسيمات المبرد أدق من اصطلاحات أهل الفن وأدل أيضاً على ما سبق ذكره من كونها ليست سوى تمثيل لا تقسيماً للكلام .

ولم يقف الأمر عند تحميل الكلام ما لا يدل عليه لفظه فلم يقتصروا على اعتبار المخاطب بالكلام الخالي عن التأكيد ( خالي الذهن )  بل أولوا ما جاء مخالفاً في ظاهره لقاعدتهم بكونه تنزيلاً للمخاطب بغير منزلته وهذه أشد وطئاً على عنق النص وأعظم ليّاً له .

ثم افترضوا مقامات للكلام وأخذوا يوردون عليها أسئلة فيقولون مثلاً المقام يقتضي التأكيد فلماذا جاء بالخبر خالياً عن المؤكدات .

وافتراض أن المقام يوجب نوعاً من الكلام مزلق خطر فيه تحجير لسعة العربية وعفوية السليقة وفيه أيضاً عكس للقضية
الكلام ينشئ المقام لا العكس _ ولهذه تفصيل يسّره الله _

والله سبحانه الهادي والموفق وهو أعلم وأكرم .
قال محمد بن يوسف الأباضي حول هذه القاعدة :

"وفائدة (أن) تأكيد نسبة الخبر إلى المبتدأ سواء كانت إيجابية أو سلبية ، سواء كانت في جواب مُنكِرٍ أو ظانٍّ أو شاكٍّ أو خالي الذهن أو موقن ،
بحسب غرض المتكلم في إخباره من مبالغة أو عدمها .
هذا ما ظهر لي ، لا ما اشتهر في كتب المعاني من أن الإتيان بها في إخبارك من أيقن لا يجوز أو يخل بالبلاغة "

وهو لا يجهل مذهب البلاغيين بل قصد مخالفتهم وتخطئتهم مع علمه بمذهبهم في تأويل النصوص المخالفة .
2024/11/15 17:36:33
Back to Top
HTML Embed Code: