Telegram Web Link
سِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [يونس: 24].

أيها المؤمنون/عباد الله:
إن الغفلة التي نعيشها اليوم عن حقيقة الحياة وما بعدها والصراع من أجلها ونسيان الآخرة جلب للناس والمجتمعات والشعوب والدول التعاسة والشقاء والحروب والصراعات والاختلافات وظهرت العصبيات الجاهلية بجميع مسمياتها حتى تجرأ الفرد على ظلم أخيه وسالت الدماء وفسدت الأخلاق وظهر الكبر والعجب في النفوس واغتر هذا بماله وهذا بسلطانه وهذا بأتباعه وتساهل الناس في الطاعات والعبادات وأخذوا من أحكام الدين ما يوافق هواهم ويحفظ مصالحهم ويحقق رغباتهم وسعى كل فرد لتحقيق مستقبله في هذه الحياة وحسب فهمه وتصوره فجمع الأموال وبنى الدور والقصور ورزق العديد من الأولاد وتقلد الكثير من المناصب وكافح في هذه الحياة وبذل ما في وسعه يريد بذلك السعادة والراحة والتمتع بما جمع وتعب من أجله، وفجأة يأتي الموت يأخذ الولد والزوجة والصديق والقريب ثم يهجم على هذا الإنسان..

فتذهب اللذات وتنقطع الشهوات وتبقى الآهات والحسرات والتمنيات ويرتهن كل إنسان بعمله.. خرج هارون الرشيد يوماً في رحلة صيد فمرّ برجل يقال له بُهلول قد اعتزل الناس وعاش وحيداً..

فقال هارون: "عظني يا بُهلول قال: يا أمير المؤمنين!! أين آباؤك وأجدادك؟ من لدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبيك؟ قال هارون: ماتوا.. قال: فأين قصورهم؟ قال: تلك قصورهم.. قال: وأين قبورهم؟ قال: هذه قبورهم.. فقال بُهلول: تلك قصورهم.. وهذه قبورهم.. فما نفعتهم قصورهم في قبورهم؟ قال: صدقت.. زدني يا بهلول.. قال: أما قصورك في الدنيا فواسعة فليت قبرك بعد الموت يتسع فبكى هارون وقال: زدني فقال: يا أمير المؤمنين: قد ولاك الله فلا يرى منك تقصير ولا تفريط فزاد بكاءه وقال: زدني يا بهلول.. فقال: يا أمير المؤمنين:
هب أنك ملكت كنوز كسرى
وعُمرت السنين فكان ماذا؟
أليس القبر غاية كل حيٍ
وتُسأل بعده عن كل هذا؟

قال: بلى.. ثم رجع هارون ولم يكمل رحلة الصيد تلك.. وانطرح على فراشه مريضاً.. ولم تمضِ عليه أيام حتى نزل به الموت.. قال - تعالى -: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (آل عمران/185)..

نعم إن الموت أكبر فاجعة تصيب الإنسان وهو قدر الله لا يستثني أحدا..
يموت الصالحون ويموت الطالحون ويموت المجاهدون، ويموت القاعدون ويموت الشجعان الذين يأبون الضيم ويموت الجبناء الحريصون على الحياة بأي ثمن ويموت ذوو الاهتمامات الكبيرة، والأهداف العالية ويموت التافهون الذين يعيشون فقط للمتاع الرخيص ويموت الأغنياء، ويموت الفقراء ويموت الحكام، ويموت المحكومون...
كل حي سيموت *** ليس في الدنيا ثبوت
حركات سوف تفنى *** ثم يتلوها خفوت
وكلام ليس يحلو *** بعده إلا السكوت
أيها السادر قل لي *** أن ذاك الجبروت
كنت مطبوعا على *** النطق فما هذا الصموت
ليت شعري أهمود *** ما أراه أم قنوت
أين أملاك لهم *** في كل أفق ملكوت
زالت التيجان عنهم *** وخلت تلك التخوت
وعمرت منهم قبور *** وخلت منهم بيوت
إنما الدنيا خيال *** باطل سوف يفوت
ليس للإنسان فيها *** غير تقوى الله قوت
قال - تعالى -: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن: 26 - 27]..

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.. قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه


الخطبــــة.الثانيــــة.cc
عباد الله: في الجنة لا يهرم الإنسان ولا يتقادم سنة ولا تعتريه الشيخوخة والكبر وأمراضهما، بل يكون في مقتبل العمر صحيحاً معافاً في جسده وعقله ونفسه ولذلك ينادي المنادي في الجنة: (( إن لكم أن تشبوا فلا تهرموا..)) فلا تخف من الضعف والكبر والشيخوخة وما يصاحب ذلك من عجز وكثرة الأمراض ونقص في القدرات السمعية والنظرية وصعوبة الحركة وكثرة التردد على الاطباء وضعف في القدرات العقلية واختلال الذاكرة..

ففي الجنة سعادة لا قلق فيها ولا اضطرابات نفسية ولا هم ولا حزن ولا نقص في المواد الغذائية ولا ارتفاع في الأسعار ولا أمراض القلوب كالحقد والحسد والغل والبغضاء وفساد ذات البين التي أهلكت الناس اليوم وسببت لهم التعاسة وقامت لأجل ذلك الحروب والصراعات وسفكت لأجل ذلك الدماء وقطعت الأرحام وضعفت الأخوة وذهب المعروف وظهر الشح والبخل وتناسى الناس في غمرة ذلك أن هناك جنة ونار وجزاء وثواب ودين وأحكام وقيم يجب الالتزام بها في كل الظروف والأحوال وأن هناك رباً يجب أن يعبد كما أراد يراقب الأعمال ويحصي الأقوال والأفعال، جعل الدنيا دار عمل واختبار وجعل الآخر دار جزاء وثواب وجعل طريق السعادة الحقيقية في الآخرة مرتبط بصلاح المرء في دينه واعماله وأخلاقه وأقواله وتعدد منافعه في هذه الدنيا قال - تعالى
-: (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى) (سورة طه: 77. 76).

عباد الله: لنصلح أحوالنا ونقوي أخوتنا ونتعاون فيما بيننا وننزع الحقد والغل من قلوبنا ونسعى جميعا لبناء مجتمعاتنا وأوطاننا ونحذر من أعداء هذه الأمة ومن أساليبهم وخططهم في تدمير الشعوب والمجتمعات ونعود إلى الله بتوبة صادقة وعمل صالح عند ذلك سيأتي الفرج وتتنزل الرحمات وتأمن البلاد ويحل الرخاء ولنتذكر أن هذه الدنيا ليس فيها حياة حقيقة أبدية، ولكن محطة عبور إلى الحياة بكل معانيها وصورها قال - تعالى -: (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت/ 64)..

وإنما الدنيا دار ممر والكل سيرحل عنها ولا ينفع المرء إلا إيمانه الصادق بالله وعمله الصالح فلنتذكر ذلك جيداً حتى لا نطغى او تفسد أعمالنا او تسوء أخلاقنا أو تضعف قيمنا.. قال تعالى: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الزمر: 54 58]..

اللهم إنا نسألك عيشة هنية وميتة سوية ومرد غير مخز ولا فاضح.. اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر، وإن أردت بأهل الأرض فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين..
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم أن نلقاك في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. برحمتك يا أرحم الراحمين.. اللهم اجعل قلوبنا عامرةٌ بالإيمان سليمة من الأدران لا تحمل حقدا ولا غلاً لأحدٍ من المسلمين وألف على الخير قلوبنا واحفظنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين..

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ) إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56).

=======================
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

◤ الاثنين ◥
١٣/ رجــ⑦ــــــب/ ١٤٣٨هـ
10/ إبــريــ④ـــل/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
‌‌‏
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏التلذذ بالأخذ يشترك فيه معظم
البشر لكن التلذذ بالعطاء لا يعرفه.
سوى العظماء وأصحاب الأخلاق السامية..
إذا المرء أدرك سر الـعطاء
لأنفق فيه المدى والـعمر

صبــــاح العطاء...@
🌱
‏" كلنا سنذهب إلى الله بعد وفاتنا
ولكن السعيد من ذهب إلى الله في حياته .."
‏سـ تأتي بعد زحام البلاء افراح ،
‏ألم يقُل ربُّكَ { وَ بَشِّر الصّابِرِين }
💐💐
ِحافظ علىَ صلاتك :
فهناكَ مكانّ اجملَ من الدنياُ بكثيرُ
••• نريدُ أنَ نلتقيّ فيه َ🍂
لا أظن أن الله يعذب رجلاً استغفر
فقيل : لماذا؟
قال : كيف يلهمه الإستغفار ويريد به أذى
﴿وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾
‏اللهم بشرنا بالخير كما بشرت يعقوب بيوسف .. وبشرنا بالفرح كما بشرت زكريا بيحيى
🔶 ما هو عذرك عند الله ؟ 🔶

📕 قال العلامة المفسر عبد الرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله في إحدى خطبه :

🔶فيا أيها المعرضون عن طلب العلم !

🔶ما هو عُذركم عند الله ، وأنتم في العافية تتمتعون !؟

🔶وماذا يمنعكم منه وأنتم في أرزاق ربكم ترتعون !؟

🔶أترضون لأنفسكم أن تكونوا كالبهائم السائمة !؟

🔶أتختارون الهوى على الهدى والقلوب منكم ساهية هائمة !؟

🔶أتسلكون طرق الجهل وهي الطرق الواهية ، وتَدَعُون سُبُل الهدى وهي السُّبُل الواضحة النافعة !؟

🔶أترضى إذا قيل لك : مَن رَبُّكَ وما دينك ومَن نبيك لم تحر الجواب !؟

🔶وإذا قيل : كيف تصلي وتتعبد أجبت بغير الصواب !؟

🔶وكيف تبيع وتشتري وتعامل وأنت لم تعرف الحلال من الحرام !؟

🔶أمَا والله إنها حالةٌ لا يرضاها إلا أشباه الأنعام .

🔶فكونوا - رحمكم الله - متعلمين ،

🔶فإن لم تفعلوا فاحضروا مجالس العلم مستمعين ومستفيدين ،

🔶واسألوا أهل العلم مسترشدين متبصرين ،

🔶فإن لم تفعلوا وأعرضتم عن العلم بالكلية فقد هلكتم وكنتم من الخاسرين .

🔶أما علمتم :
أنَّ الاشتغال بالعلم مِن أَجَّلِ العبادات ، وأفضل الطاعات والقربات ، ومُوجِبٌ لِرِضَى رَب الأرض والسماوات .

🔶ومجلس علم تَجلِسُهُ خيرٌ لك مِن الدنيا وما فيها ،

🔶وفائدة تستفيدها وتنتفع بها لا شيء يزنها ويساويها !؟

🔶فاتقوا الله عباد الله ، واشتغلوا بما خلقتم له من معرفة الله وعبادته .

🔶وسَلُوا ربكم أن يُمدكم بتوفيقه ولطفه وإعانته .

قال الله تعالى :
( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ ) .

📕المصدر :
[ الفواكه الشهية في الخطب المنبرية ]
( رقم : 66 )
جنةِ مسافةُ خمسينَ ألفَ سنةٍ ولو كانَ مرتكباً لبعضِ الكبائرِ تغفرُ لهُ ويكونُ لهُ شأنٌ ومرتبةٌ عاليةٌ في الجنةِ .

الذي يتقاعسُ اليومَ عن نشرِ علمِ أهلِ السنةِ كالفارِ من الزحفِ ذنبهُ كبيرٌ فإياكم والتواني والتكاسل ، نحنُ علينا أن نحذرَ ممن يدعُو إلى الكفرِ والفسوقِ علينا أن نحذِّرْ ، فمن لم يحذِّرْ فهوَ عاصٍ يستحقُّ العذابَ ، الذي لا يغيرُ المنكرَ مع القدرةِ يستحقُّ العذابَ لذلكَ علينا أن نحذِّرَ الناسَ من دعاةِ الكفرِ .

العلمُ ، علمُ الدينِ دليلُ الفلاحِ والنجاحِ والنجاةِ في الآخرةِ وبهِ يُعلمُ شكرُ الله تعالى لأنَّ شكرَ اللهَ هو طاعتهُ ، أداءُ الواجباتِ واجتنابُ المحرماتِ ، هذا الشكرُ فكيفَ تؤدي الواجباتِ وتجتنبُ المحرماتِ ” إنتهى كلامُ الشيخِ رحمهُ الله و رضيَ عنهُ .

وصلِّ اللهمَّ وسلِّمْ على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ الطيبينَ الطاهرينَ إلى يوم الدين

🕌🕌🕌🕌🕌🕌
🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋

🎤خطبةجمعة🎤

📝بلغوا عني ولو آية (فضل وسبل الدعوة إلى الله) 📝

نموذج رقم (2)


👳🏻عبد الله بن علي الطريف.




🎯عناصر الخطبة

1/ من فضائل الدعوة إلى الله تعالى

2/ الدعاة هم أهل الفلاح الفائزون

3/ مراتب الدعوة إلى الله

4/ مجالات الدعوة إلى الله

5/ الدعوة بالقول والفعل والمال


📜الخطبة الأولى:

أما بعد:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
أحبتي: يقول الله تعالى مبيناً فضل الدعوة إلى الله: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت:33].
أيها الإخوة: هذا استفهام بمعنى النفي المتقرر أي: لا أحد أحسن قولا. أي: كلامًا وطريقة، وحالة من الدعاة إلى الله.. نعم إن كلمة الدعوة أحسن كلمة تقال في الأرض، وكلمة الدعوة في مقدمة الكلم الطيب الذي يصعد إلى السماء.. ولكن مع العمل الصالح الذي يُصدق الكلمة؛ ومع الاستسلام لله الذي تتوارى معه الذات؛ فتصبح الدعوة خالصة لله ليس للداعية فيها شأن إلا التبليغ..
أيها الأحبة: هذا أول فضل من فضائل الدعوة إلى الله.
ومن فضائلها ومنزلتها الرفيعة: أن الله -تعالى- مدح هذه الأمة وأخبر بأنها خيرَ الأمم التي أخرجها للناس، وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى الله وجهادهم على ذلك، وبذل المستطاع في ردهم عن ضلالهم وغيهم وعصيانهم، فبهذا كانوا خير أمة أخرجت للناس.. وبرهان ذلك قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ..)[آل عمران:110].
وقبلها قال في نفس السورة عن الدعاة بأنهم أهل الفلاح الفائزون بالمطلوب، الناجون من المرهوب فقال الله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران:104].
أيها الإخوة: ومن فضائلها أن أجرها مستمر ومثوبتها دائمة، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا.." (رواه مسلم).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ" (رواه مسلم عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ).
والمعنى: أن من أرشد الناس إلى فعل خير ودعاهم لفعله سواء كان الخير عظيماً وكثيراً أو قليلاً؛ فتبعه أناس على ذلك فإن له مثل أجورهم، أو أرشدهم لترك محظور فتبعه أناس على ذلك فإن له مثل أجور تركهم. فهل فكرنا بهذا الفضل العظيم، والجزاء الضخم من الكريم..

وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ لِعَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَوْمَ خَيْبَرَ عِنْدَمَا أَعْطَاهُ الرَّايَةَ: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» (رواه البخاري ومسلم).
و"حُمْرُ النَّعَمِ" هي الإبل الحمر وهي أنفس أموال العرب، يضربون بها المثل في نفاسة الشيء، وأنه ليس هناك أعظم منه. والمعنى: قيل "لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا" خيرٌ لك من أن تكون لك إبل حمر كثيرة فتتصدق بها.. وقيل: "لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا" خيرٌ لك من أن تقتني الإبل الحمر، وتملكها. وكانت مما تتفاخر العرب بها فهي أنفس أموالهم، وما زالَ هذا النوع من الإبل من أنفس ما يملك.
أيها الإخوة: هل رأيتم منزلة تضاهي منزلة الدعوة؟ وهل سمعتم في تاريخ الإنسانية كرامة تعادل كرامة الداعية؟
إذا كان الأمر كذلك فلننطلق في مضمار الدعوة إلى الله مخلصين صادقين.. لنحظى بالأجر العظيم، والرفعة والكرامة في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
والدعوة إلى الله ليست منصباً اعتبارياً ولا وظيفة خاصة لا يجيدها إلا المتخصصون ولا يتقنها إلا المدربون. الدعوة إلى الله لها مراتب كثيرة: منها ما لا يتقنه إلا العلماء المتخصصون، ومنها التوجيه البسيط للآخرين بعمل مشروع كما لو قلت لمسلم: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي ي
َوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» (رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-) فقالها؛ فلك مثل أجره.
وبين هذين مراتب كثيرة وأعمال متنوعة من الدعوة إلى الله يستطيع كل مسلم أن يأخذ منها بطرف المهم أن يشعر المسلم بفضل الدعوة إلى الله وأهميتها ونفعها له الدنيوي والأخروي، وينطلق من حث النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عندما قَالَ: "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً" (رواه البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-). أَيْ: لِيُسَارِعْ كُلُّ سَامِعٍ إِلَى تَبْلِيغِ مَا وَقَعَ لَهُ مِنْ الْآيِ وَلَوْ قَلَّ, لِيَحْصُلَ بِذَلِكَ نَقْلُ جَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
والدعوة إلى الله تكون بتعليم الجاهلين.. ووعظ الغافلين والمعرضين.. ومجادلة المبطلين.. وتكون بالأمر بعبادة الله بجميع أنواعها، والحث عليها، وتحسينها مهما أمكن، والزجر عما نهى الله عنه، وتقبيحه بكل طريق يوجب تركه.
ومنها الدعوة إلى أصل دين الإسلام وتحسينه، ومجادلة أعدائه بالتي هي أحسن، والنهي عما يضاده من الكفر والشرك، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

ومن الدعوة إلى الله: تحبيبه إلى عباده، بذكر تفاصيل نعمه، وسعة جوده، وكمال رحمته، وذكر أوصاف كماله، ونعوت جلاله.
ومن الدعوة إلى الله: الترغيب في اقتباس العلم والهدى من كتاب الله وسنة رسوله، والحث على ذلك، بكل طريق موصل إليه.
ومن الدعوة إلى الله: الحث على مكارم الأخلاق، والإحسان إلى عموم الخلق، ومقابلة المسيء بالإحسان، والأمر بصلة الأرحام، وبر الوالدين.
ومن الدعوة إلى الله: الوعظ لعموم الناس، في أوقات المواسم، والعوارض، والمصائب، بما يناسب ذلك الحال.
ومن الدعوة إلى الله: المساهمة في طبع الكتب النافعة بكل اللغات التي تتبناها مكاتب الدعوة والهيئات الرسمية التي تشرف عليها وزارة الشئون الإسلامية.
ومن الدعوة إلى الله: كفالة الدعاة، والمساهمة في الأوقاف التي تتبنى من مصارفها الدعوة إلى الله والمساهمة بدعوة الجاليات.. إلى غير ذلك، مما لا تنحصر أفراده، مما تشمله الدعوة إلى الخير كلِه، والترهيب من جميع الشر.
أيها الأحبة: كل ذلك متاح لكل واحد منا في هذا المسجد؛ فإن كنت حَيياً أو عَيياً لا تبين بلسانك فدونك درهمك وريالك؛ فبعض الكتب التي توزعها مكاتب الدعوة قيمتها ريال أو ريالين.. أفلا نجاهد أنفسنا في كل شهر أن نساهم بشراء كتاب بهذا المبلغ وندفعه لمكتب الدعوة أو نهديه لأحدِ غير المسلمين الموجدين بيننا، وإنه من العار علينا أن يبقى غيرُ المسلمين بيننا سنين ولم يقدم لهم دعوة ولا كتاب يعرف بالإسلام، ثم يرجعون إلى بلادهم وهم على دينهم الباطل..
الله اللهَ أيها الإخوة: لنكن أنموذجاً في حمل هم الدين وإبلاغه للعباد فرسولنا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً" أي: ولو آية واحدة لو سارع كلُ سامعٍ في هذا المسجد إلى تبليغ ما سمعه من الآي ولو قل، ولو كان عنده تقصيرٌ في بعض الجوانب العملية، أو عدم التزام ببعض الواجبات والسنن المهم أن يُبَلِّغَ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَوْ آيَةً لكتب الله على أيدينا خيراً كثيراً..
أسأل الله -تعالى- أن يجعلنا من الداعين لسبيله إنه جواد كريم.

🌲🌲🌲🌲🌲🌲🌲🌲

📜الخطبة الثانية:


أما بعد:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70،71].
أيها الإخوة: لقد حاز قَصَبَ السبق إلى الدعوة إلى الله رجالٌ ونساءٌ من المسلمين، نذروا أنفسهم لذلك فهم بين تَعَلمٍ للعلم وتَعلِيمٍ، ودعوة للناس وتوجيه، وبذل في سبل الدعوة وطرقها، أفنوا أعمارهم واستثمروا أوقاتهم فيها ففازوا بمراتبها وحازوا على درجاتها العالية؛ فأدركوا خيرَ الآخرة وشرفَ حبِ عبادِ الله لهم ودعائهم لهم بعد مماتهم، لقد تركوا عيوناً جارية من الأجر بدعوتهم لا تنتهي بوفاتهم.. وستضل تفيض عليهم من الأجر ما يرفع الله به مقامهم ما شاء الله من الزمان.. فهنيئاً لهم ما أدركوا من الفضل وحازوه من الأجر.

الذي يقومُ اليومَ بحمايةِ عقيدةِ أهلِ السنةِ والدفاعِ عنها ونشرها بينَ الناسِ وبمحاربةِ فرقِ الضلالِ والتحذيرِ من كفرياتهم ويأمرُ بالمعروفِ وينهى عن المنكرِ ويلزمُ مذهبَ أهلِ السنةِ والجماعةِ لهُ أجرُ خمسينَ منَ الصحابةِ في الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عنِ المنكرِ لحديثِ أبي ثعلبةَ الخُشني الذي رواهُ الترمذيُ وثوابهُ أكبرُ من مائةِ ألفِ حجةٍ نافلةٍ وأكثرَ من ثوابِ مائتي ألفِ ركعةٍ نافلةٍ ومن بناءِ خمسمائةِ مسجدٍ إن لم تدعُ الضرورةُ لبنائها ومن ثوابِ مائةِ ختمةٍ من القرءانِ وإن ماتَ ولو على فراشهِ لهُ أجرُ شهيدٍ ولهُ في ال
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

❆ الثلاثاء ❆
١٤/ رجــ⑦ــــــب/ ١٤٣٨هـ
11/ إبــريــ④ـــل/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
‌‌‏
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏.. الصلاة باب البشائر ...
‏بشّر الله زكريا عليه السلام بالولد
﴿ وهو قائم يصلي ﴾، وبشّر الله مريم
بعيسى عليه السلام بعدما أوصاها
بالصلاة..
‏﴿ يا مريم أقنتي لربك واسجدي ﴾ .

صبــــاح الصلاة...@
﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسأَلَنَّهُم أَجمَعِين ﴾
'❈ ↓
لا تجعلوا يومكم
يمرّ دون أثر طاهِر ؛ 🌷

صلوا ➺ تصدقوا ➺
سبّحوا ➺ و أبتسموا ➺

ف الأيام لا تعود 💕...
#تدبر
﴿وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ﴾

الأخ الذي يشد عضدك هو من يستوعبك في ثورة غضبك
كونوا قآرِئين [ للقرأن ] فقآرئ القُرآن لا يشكو هماً ، و لا غماً ، و لا ضيقاً ، و لا ضجراً
مس الحائض والنفساء للمصحف بالدليل¤

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

💥مهم جداً وخاصة للنساء

👋 مس الحائض والنفساء للمصحف
🌴للشيخ العلامه /محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى :

🔻الحائض واالنفساء طاهرة وليست نجسة
👋فتمس كلام ربها بلا حائل وتقرأه تعبدا وتسجد للتلاوة ....
🌹وتجلس في مصلاها تتعبد لربها بكلامه وتمسه وتتوضأ إن أرادت لقول رسول الله ﷺ 🌷"المؤمن لا ينجس حيا أو ميتا"

🔬لا نحرم عليها شيئا لم يحرمه رسول الله ﷺ
🔻1).في الحديث الصحيح الصريح عندما سئل: ما نقصان دينها ؟
🌷قال:
(أليست المرأة إذا حاضت لم تصل ولم تصم ولم تطف بالبيت)
....وفقط
ولم يقل رسول الله ﷺ
وما قال(ولم تمس المصحف ولم تقرأ قرآن ولم تتوضأ .......)

🔻2) وقال لأمك عائشة في الحج عندما حاضت: افعلى ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت .
والحاج غالبا يقضي وقته في الذكر والتلاوة والمكث في المسجد وما نهاها رسول اللهﷺ

🔻3) وقول أمك عائشة كنت أرجِّل رأس رسول الله وأنا حائض وكان يقرأ القرآن في حجري وأنا حائض ....
نعم تمس أطهر الناس لأنها ليست بنجس

🔻4)وقول رسول الله ﷺ
"إن حيضتك ليست في يدك"

🔬فأنت لست بنجسة .

📗أما الآية ﴿لا يمسه إلا المطهرون﴾
🔬فلا دلالة فيها لأن الضمير في قوله﴿لا يمس﴾
يعود على المكنون أي اللوح المحفوظ أو الكتب التي بأيدي الملائكة والمطهرون هو الملائكة لأنها اسم مفعول أما نحن فمتطهرين اسم فاعل...

أما حديث عمرو بن حزم "لا يمس القرآن إلا طاهر"
فهو ضعيف لأنه مرسل والمرسل من أقسام الضعيف لا يحتج به في إثبات أحكام 🔍وعلى فرض صحته بناء على شهرته فإن كلمة (طاهر) تحتمل:
1- طاهر القلب من الشرك
2- طاهر البدن من النجاسة
3- طاهر من الحدث الأصغر
4- طاهر من الحدث الأكبر ت

🖌والقاعدة الأصولية
(أن الحديث إن تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال)
تبطل الاستدلال به

🔬والطاهر يطلق على المؤمن لقول الله
( إنما المشركون نجس ...) إثبات النجاسة للمشرك لذلك لا يقرب المسجد ولا يمس القرآن...
فإثبات النجاسة للمشرك يعني إثبات عكسها للمؤمن
فالمؤمن طاهر في جميع أحواله
🌷وقول رسول الله ﷺ
📌"إن المؤمن لا ينجس"

من يقول بحرمة المس فليأت لنا بدليل من حديث رسول الله..
الفتوى لا تكون بالكم ولا بالورع...إنما بالدليل...
نحن نسير مع الدليل الصحيح حيث سار...
ولا نتعبد إلا بكلام نبينا ﷺ والأصل الحل حتى يرد دليل على المنع..

👋"لا يمس القرآن إلا طاهر"
📚الحديث إن صح فهو يحتملاحتمالات وبالتالي لا يستدل به على حرمة مس المصحف🔍وهذا من قواعد أصول الفقه.
💥رسول الله ﷺ ما ترك شيئا حراما إلا شدد عليه وبينه..
🔬فكيف لا يبين مسألة كهذه قد ندخل بها النار..
📗نعم لم يكن هناك مصحفا...
كان القرآن يقرأ في صحف وأوراق ويدون في جلود
🔬فكيف لا يأمر نبيناﷺ أمنا عائشة بعدم مسه وهي حائض.
🔬وأنها آثمة لو فعلت هذا
أيخفي علينا نبيناﷺ شيئا حراما ؟!📌محال .
📣لسماع الفتوي صوت
[ https://youtu.be/on_whGPCw48
💐علموها نسائكم لتتعبد الله بقراءة كلامه ﻻحرمهم الله الاجر
🌷قال ﷺ"من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقول الم حرفٌ و لكن:
ألِفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ"
📚〖 صحيح الجامع 〖6469〗
🎤 
http://خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
الملائكة
للشيخ خالد بن سعود الحليبي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌


عناصر الخطبة1/ الإيمان بالملائكة من أصول الإيمان 2/ بعض صفات الملائكة 3/ علاقة الملائكة بالله وبالكون وبالإنسان 4/ بعض وظائف الملائكة وأعمالهم 

الخطبة الأولى:

 الحمد لله الذي خلق السموات والأرض، وجعل الظلمات والنور، خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، شرّف آدم أبا البشر بخلقه بيديه، ونفخ فيه من روحه، واصطفى من الملائكة رسلاً، ومن الناس، لإبلاغ عباده شرائع دينه؛ ليعبدوه ويوحدوه، فتشرف به إنسانيتهم، ويتأهلوا لكرامة الدار الآخرة، والسعادة الدائمة فيها،
فسبحانه من رب رحيم، وإله عظيم، لا إله غيره، ولا رب سواه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خاتم رسل الله وأنبيائه، صاحب لواء الحمد، والمقام المحمود، والحوض المورود، وسيد كل مولود، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم الدين.

 أما بعد: عباد الله: أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله وطاعته؛ استجابة لأمر الله -تعالى-، يقول الله -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18].

 أيها الإخوة المؤمنون: إن من أصول معتقدات أهل السنة والجماعة التي لا يتم إيمان العبد إلا بها: الإيمان بوجود الملائكة، وبما ورد في حقهم من صفات وأعمال في كتاب الله -سبحانه-، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلمَ-، من غير زيادة ولا نقصان، ولا تحريف ولا تأويل، قال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) [البقرة: 285]. 

والذي يستقصي الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة التي تكلمت عن الملائكة وأوصافهم وأعمالهم وأحولهم يلاحظ أنها تناولت في الغالب ما يبين علاقتهم بالخالق سبحانه، وبالكون والإنسان، فعرفنا سبحانه من ذلك على ما ينفعنا في تطهير عقيدتنا، وتزكية قلوبنا، وتصحيح أعمالنا.

 لقد خلق الله ملائكته الكرام قبل خلق بني آدم، وأخبرهم بأنه سيخلق الإنسان، كما ورد في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 30]،

وقد ورد في صحيح مسلم وغيره: أن الملائكة خُلقوا من نور.
 وتدل النصوص في مجموعها على أنهم مخلوقات نورانية لا يمكن أن تُدرك بالحواس الإنسانية إلا أن يشاء الله، وأنهم ليسوا كالبشر؛ فلا يأكلون، ولا يشربون ولا يتغوطون، ولا ينامون ولا يتزاوجون، مطهّرون من الشهوات الجنسية، ومنزّهون عن الآثام والخطايا. 

غير أن لهم القدرة على أن يتمثلوا بصور البشر بأمر الله -تعالى-؛ كما حدث ذلك لجبريل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- في بعض المواقف، وكما حدث من قبل ذلك لمريم: (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا) [مريم: 17]. 

ومن صفاتهم الخلقية التي أخبرنا الله بها: أن لهم أجنحة يتفاوتون في أعدادها، قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [فاطر: 1]،
وفي البخاري ومسلم: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- رأى جبريل -عليه السلام- له ستمائة جناح.

 وأما علاقتهم بالله، فهي علاقة العبودية الخالصة والطاعة والامتثال والخضوع المطلق لأوامره عز وجل، لا ينتسبون إليه سبحانه إلا بهذه النسبة، فهم ليسوا آلهة من دونه، ولا ذرية ولا بنات كما افترى المشركون –تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا-: (بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) [الأنبياء: 26 - 28]،

(يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [النحل: 50]،
وهم منقطعون دائمًا للعبادة، يقول تعالى حكاية عنهم: (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) [الصافات: 164 - 166]. 

وأما علاقتهم بالكون والإنسان؛ فإنها تنفيذ أوامر الله -جل وعلا- بتدبير أمور الكون ورعايته بكل ما فيه من مخلوقات، وما فيه من حركة ونشاط، وما فيه من حياة وجماد، وما فيه من قوانين ونواميس، وإنفاذ قدره وفق قضائه في هذه المخلوقات كلها، ومراقبة وتسجيل كل ما يحدث في الكون
من حركات إرادية وغير إرادية، فهم الموكلون بالسماوات والأرض، يقول الله -سبحانه-: (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) [النازعات: 5]. 

وأما الإنسان فيدخل بحياته الفطرية في تلك الرعاية، بل هو الذي سخّر الله له ما في الكون جميعًا، فحفظ الملائكة ورعايتها للسموات والأرض، وما فيهن رعاية له، وعون له على القيام بحق الخلافة ومسؤوليتها. ولا ننسى أن جبريل -عليه السلام- هو الملك المختار لإيصال الرسالة من الله إلى أنبيائه ورسله: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) [الشعراء: 192- 194].

 وهم يلازمون الإنسان في حياته كلها وجميع صحبتهم للإنسان لإسعاده وهدايته يلهمونه الحق والخير، ويحثونه عليهما، فقد قال المصطفى -صلى الله عليه وسلمَ- في حديث أخرجه الترمذي بسند حسن غريب: "إن للشيطان لمة -أي وسوسة- بابن آدم، وللملك لمة -أي إيحاء- فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد من ذلك شيئًا فليعلم أنه من الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان، ثم قرأ: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 268].

 بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.  


الخطبة الثانية:


 الحمد لله أهل الثناء والحمد، وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم يوم الدين. وبعد: فإن من تشريف الله للمؤمنين: أن سخر لهم ملائكته يدعون لهم، ويستغفرن ويحفظونهم من بين أيديهم ومن خلفهم بإذن الله، قال تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) [غافر: 7 - 9]، وقال سبحانه: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ) [الرعد: 11].

 وهم يشجعون العبد على طاعة ربه وعبادته، ويحببونه للذكر والقرآن، ويحثونه على العلم والخير، ويحضرون صلاته وقرآنه، وفي ذلك أحاديث صحيحة، من ذلك الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رَضي الله عنه- ومنه قول الرسول -صلى الله عليه وسلمَ-: "والملائكة يصلون على أحدكم مادام في مجلسه الذي صلى فيه، يقولون: اللهم ارحمه، اللهم اغفر له، اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه، ما لم يحدث فيه". 

وفي حضورهم مجالس الذكر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ-: "إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ، قَالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ: مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالُوا: يَقُولُونَ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَا، وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ قَالَ: يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا، قَالَ: يَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونِي؟ قَالَ: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا، قَالَ: يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قَالَ يَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ، قَالَ يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ يَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا، قَالَ: يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً، قَالَ: فَيَقُولُ فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، قَالَ: يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْم
2024/09/29 17:32:38
Back to Top
HTML Embed Code: