Telegram Web Link
عش مع القرآن حفظا وتلاوةوسمعا وتدبرا فانه من اعظم العلاج لطرد الحزن والهم -
لا تغضب ، واصبر واكظم واحلم وسامح ؛ فالعمر قصير -
بسِّط الحياة واهجر الترف ، ففضول العيش شغل ، ورفاهية الجسم عذاب للروح -
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

◣ الاحد ◢
١٢ / رجــ⑦ــــــب/ ١٤٣٨هـ
09 / إبــريــ④ـــل/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
‌‌‏
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏{ والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما }
إذا أعطيت نعمة فاسجد،
وإذا أبتليت فاسجد ..
فهناك تستجلب الأعطيات،
وتدفع النقمات !!

صبــــاح السجود لله...@
رجح تفكيرك ، ففكر في النعم والنجاح والفضيلة -
الموت قادم...

إستعــد
عش في حدود يومك وانس الماضي والمستقبل -
ليس لك من حياتِك إلا يومٌ واحد ، أمس ذهب ، وغَدٌ لم يأتِ -
🕌🕋خطبة الجمعه🕋
موضوعها ( التاجر الصدوق )
اولا : الخطبة المكتوبة🕌🕋
ن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنـا ومن سيئـات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ندّ له، وأشهد أنَّ سيّدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمّدًا عبد الله ورسوله وصفيّه وحبيبه صلى الله وسلم عليه وعلى كل رسول أرسله.

أما بعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم القائل في كتابه المعجزة الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ سورة الحج1و2
أيها الناس :- لقد حث الإسلام على خلق الصدق فى التجارة والبيع والشراء ولأهمية الصدق والعناية به فى شئون الحياة كلها تضافرت نصوص القران والسنة فى الحث عليه والتحلى به ،
والأنبياء عليهم السلام كلهم موصوفون بالصدق، قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} [مريم: 41]. وقال سبحانه: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا}[مريم: 56]. وأثنى الله على إسماعيل، فقال: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} [مريم: 54]. وَوُصِفَ يوسف عليه السلام بالصدق حينما جاءه الرجل يستفتيه فقال: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ} [يوسف: 46]. وأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يسأله أن يجعل مدخله ومخرجه على الصدق: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 80]، وقد كان- صلى الله عليه وسلم – مشهوراً بالصدق فكان يلقب قبل البعثة بالصادق الأمين ، وبعد البعثة لقب بالصادق المصدوق ، ولأهمية الصدق والحث عليه أمر الله تعالى المؤمنين أن يكونوا دوما فى زمرة الصادقين فقال تعالى​ (يأيها الذين أتوا الله وكونوا مع الصادقين ) و يورث الثقة بين المتعاملين؛ كما أنه سبيل إلى بركة البيع والشراء؛ فَعَن حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا”(متفق عليه)؛ -
أيها المسلمون :_ وإذا كان ديننا يحثنا علي الصدق في كل شيء ويحثنا علي حسن المعاملة في الأمور كلها فإن المعاملة في البيع والشراء تكون في مقدمة تلك المعاملات . وعندما نجد  الإسلام يُحرّم أمراً، فإنّه يوجد البديل، فقد حرّم الزنا وأحلّ الزواج، وحرّم الربا وأحلّ التجارة، فالتجارة عمل شريف وطيب إن التزم صاحبها الطريق المستقيم، كما قال – عليه الصلاة والسلام: “التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء”. (الترمذي). وقال: “تسعة أعشار الرزق في التجارة” (ذكره السيوطي في الجامع الصغير)، وقال: قال: “التاجر الصدوق تحت ظلِّ العرش يوم القيامة”(السيوطي). والحلال هو ما اكتسب عن طريق عمل مشروع، وحرفة لا ريبة فيها ولا شبهة، وإنَّ الحلال بيِّن، وإنَّ الحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، وإنَّ المال الحرام رزق خبيث ممحوق البركة، موجب لصاحبه النّار، ومانع له من استجابة الدعاء. -
عباد الله :_ لقد حدد الإسلام التاجر الصدوق صفات لمنى يتحلى بها قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :” إِنَّ التُجَّارَ يُبعَثُونَ يَومَ القِيَامَةِ فُجَّارًا ، إِلَّا مَن اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ“ -كما جاء فى السنة ما يدل على سبب وصف التجار بالفجور وهومن كثرة الحلف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ التُجَّارَ هُمُ الفُجَّارَ ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ أَوَ لَيسَ قَد أَحَلَّ اللَّهُ البَيعَ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلِكِنَّهُم يُحَدِّثُونَ فَيَكذِبُونَ ، وَيَحلِفُونَ فَيَأثَمُونَ “
أيها المؤمنون : إن من أبرز الأخلاق التى يتحلى بها التاجر :_ ١_ الصدق والأمانة : ويظهر ذلك من خلال صدقه فى وعوده وصدقه فى قوله ، أما أمانته فتظهر من عدم خيانته وخديعته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشعراء ) _٢_ الإبتعاد عن الشبهات : وذلك بأن يتحرى صحة معاملاته وموافقتها لشرع الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دع ما يربيك إلى ما لا يربيك ،فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة )
_٣_ الإكثار من الصدقات : لأن أكثر التجار يقعون أثناء تعاملهم وتجارتهم فى اللغو والحلف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا معشر التجار إن البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة ) _ ٤_ التطفيف : وهو أن يتلاعب التاجر فى الكيل أو الوزن أو العدد قال تعالى ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستولون ....... الآية _٥_ الحلف الكاذب : وهو أن يحلف التاجر بالله كذبا ليقنع المشترى بسعر البضاعة أو بجودتها أو بصلاحيتها ، اللهم طهر ألسنتنا من الكذب ، وطهران قلوبنا من النفاق ، أقول قولى هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبة أجمعين، أما بعد فأوصيكم بتقوى الله تعالى فى السر والنجوى ،واعلموا أن قوام المجتمع فى التعامل بصدق في جميع مجالات الحياة : فكيف يكون لمجتمع ما كيان متماسك وأفراده لا يتعاملون فيما بينهم بالصدق ، فلعيكم بالصدق لأن الصدق يهدى إلى البر ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
ما حكم ذكر اللّـه عز وجل في الحمام ؟
للعلامة الالباني رحمه اللّـه
>السائل : بالنسبة للحمامات في هذه الأيام فما حكم الوضوء أو ..>وذكر الله عزوجل فيها .؟
الشيخ : دورة المياه إيش فيه .؟
السائل : يعني الحمام المرحاض يعني
الشيخ : إيش الإشكال يعني مش فاهم ؟
السائل : لأنه ذكر الله عز وجل
يحرم في دورات المياه
الشيخ : أنت تقصد الحمامات في الدور ؟
السائل : نعم
الشيخ : يعني مثلا غرفة صغيرة مترين
في مترين في زاوية مرحاض
وفي جانب آخر المغسلة التي يتوضأ فيها
السائل : نعم
الشيخ : لا بأس من ذلك إطلاقا
لأن المشكلة إنما هي أن يذكر الله عزوجل
[في أثناء جلوسه لقضاء حاجته]
📌هذا هو المحظور
فإذا هو انتهى من ذلك استنجى واستبرأ
وقام إلى المغسلة ولابد من التسمية
حينذاك هذا ليس فيه أي شيء
>لأن هذا المكان ليس هو المرحاض
هذا حمام المرحاض في زاوية هناك
فهناك إذا جلس لقضاء الحاجة
ففي أثناء هذا الجلوس
[يحرم عليه ذكر الله عزوجل ]
وإلا قبيل ذلك لابد من التسمية
قبل أن يرفع ثيابه فلابد من الاستعاذة
فإذا ما جلس لقضاء الحاجة
📍حرم عليه ذكر الله عزوجل
إذا انتهى من ذلك ماذا يقول ؟
>غفرانك إذا انتهى من هذا القول وانتقل
خطوة إلى جانب آخر من الحمام
فيذكر الله ويفعل ما يشاء من الأذكار
واضح ؟
>السائل : نعم
[تفريغ من شريط📼رقم 199
سلسلة الهدى والنور]
-
قال -( رسولل الله )-( ﷺ )-

" ‏ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث

إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم "

-📚-( صحيح البخاري )---📚
.
إنها كثيرة فلا داعي للزيادة على ما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنقم بما أمرنا به ومن فعل ذلك فقد ضمن له الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وعلينا أن نتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال بعض أهل العلم: السنة سفينة نوح من تمسك بها نجا. فماذا يريد المسلم إلا النجاة؟.
عباد الله ,,,,,,,, نسأل الله تعالى أن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين.
نفعني الله تعالى وإياكم بهدي كتابه، وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ,,, وأستغر الله العلي العظيم لي ولكم من كل ذنب وخطيئة// فاستغفروه فيا فوز المستغفرين
واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم …..
*****

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد
إإخوتي الأكارم ,,,,,,
فاتقوا الله تعالى، واعلموا أن في ظهور البدع انطماساً للسنن، فالسعيد من عضَّ على السنة بالنواجذ، فأحياها ودعا إليها، فردَّ الله بها مبتدعاً، وأفحم بها زائغاً وأنقذ بها حائراً. فاتقوا الله تعالى، وخذوا بالنهج الأول، وعليكم بالاتباع، وابتعدوا عن الابتداع.

ثم صلوا عبـاد الله ،،،، وسلموا على الهادي البشير والسراج المنير كما أمركم بذلك رب العالمين فقال تعالى: [ إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما]
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.//

وارض اللهم عن الصحابة الطيبين الطاهرين وعن أفضلهم أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن بقية الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين/ وأذل الشرك والمشركين // واحم حوزة الدين // ولاتجعل مصيبتنا في ديننا // ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا// ولا تجعل النار مصيرنا // واجعل الجنة هي دارنا// ولاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا // اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه// وأرنا اللهم الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه// اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المستضعفين// يارب العالمين – /// ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إن أنت الوهاب.

عباد الله
// إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون – فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون – وأقم الصلاة ,,,,,.
مُتَّقُونَ * لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الزمر: 32 - 34]"؛ مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (2/74).

أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من الصادقين مع الخالق ومع الخلق، ومع النفس، في جميع أحوالنا وأقوالنا وأفعالنا، وأن يصرف عنا الكذب إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين .

============================
=============
قدوم شهر الله المحرم رجب (خطب مكتوبة)الخطبة الأولى
================================

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره … ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
[ ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون ]. ( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ).
(ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما ).
أمــا بعد:
إإخوتي الأكارم ,,,,,
قدوم شهر الله المحرم رجب
هذا هو عنوان خطبة اليوم // نمر فيها على قضاء الله عز وجل بالأشهر الحرم // وعلى أهمية شهر رجب وما جاء فيه من البدع المحدثة // وعلى تذكير المسلمين باتباع هدي سيد المرسلين.

فأقول، وبالله تعالى التوفيق …..
أيها المؤمنون
اتقوا الله تعالى، وعليكم بالعروة الوثقى تفلحوا، والتزموا سنة نبيكم محمد صل الله عليه وآله وصحبه وسلم تهتدوا // وتمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
لقد أكمل الله تعالى هذا الدين ورضيه وأتمَّ به نعمته. وكتاب الله تعالى، وسنة رسوله محمد صل الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم لم يتركا في سبيل الهداية قولاً لقائل، ولم يدعا مجالاً لمشرِّع. فالقابض عليهما بكلتا يديه، متمسك بالعروة الوثقى، ظافر بخيري الدنيا والآخرة.
قال تعالى: [ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً ]. وقال تعالى: [ وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ].
لقد شرع الله تعالى منذ الأزل ـ الأشهر كلها واستثنى منها أربعة أشهر حرم فيها القتال والتعدي على الآخرين فقال: [إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم].
هذه الأربعة هي على التوالي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، ثم يأتي الشهر الرابع منفصلا وهو رجب الفذ ، أي : الفرد
ورجب: في اللغة من الترجيب، وهو التعظيم. فقد كانوا في الجاهلية يعظمونه ويحرمون فيه القتال. ويعيرون بعضهم بعضا إن أغارت قبيلة بالقتال على أخرى في شهر رجب. وهكذا ظل وسيظل إلى يوم القيامة. تعظيما لشعائر الله تعالى، [ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب].

عباد الله …..
إن مما أحدث الناس من الأمور التي ليس لها أصل في الشريعة مما يعتقده البعض من فضيلة العمل في هذا الشهر, شهر رجب, وزعمهم أن العمل فيه أفضل من غيره وأن له خصوصية عمل امتاز بها عن بقية الشهور وغير ذلك من الأمور المحدثة ـ لم يثبت منها شيء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم أجمعين.
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى: “لم يثبت في شهر رجب ـ لا في صيامه ولا في صيام أيام معينة منه ولافي قيام ليلة فيه معينة حديث صحيح يصلح للحجة”

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: “كل حديث في صيام شهر رجب وصلاة بعض الليالي فهو كذب مفترى”
وقال الشيخ الشوكاني رحمه الله تعالى: “جميع ما ورد فيه من النصوص إما موضوع مكذوب وإما ضعيف شديد الضعف”.
فقد روى الطبراني بإسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله إلا وقد نهيتكم عنه)).
فكل عبادة يجب أن تكون محكمة بحكم الشرع في أمره صلى الله عليه وآله وسلم ونهيه، جارية على نهجه، موافقة لطريقته، وما سوى ذلك فمردود على صاحبه: قال صلى الله عليه وآله وسلم: (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ))، (( ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )).
فبسبب البدع وأهلها ـ يكثر الجدل بغير الحق، وتحصل الخصومة في الدين. وقد قال قتادة رحمه الله تعالى في قوله تعالى: [وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ ٱلْبَيّنَـٰتُ]. قال: هم أهل البدع.

وقد أكدت الأخبار النبوية أنَّ القصد في السنة خير من الاجتهاد في بدعة، وأنه ما قامت بدعة إلا وأميتت سنة. فقد أخرج أحمد والبزار من حديث غضيف بن الحارث مرفوعاً: ( ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة، فتمسكٌ بسنةٍ خير من إحداث بدعة).
ومن هذه البدع بدعة الرجبية الذين يعظمون أياماً أو ليالي من شهر رجب. ولاسيما ليلة السابع والعشرين منه إذ يزعمون أن ليلة الاسراء وقعت فيه ولم يثبت ذلك بالنقل الصحيح.
ومن هنا أيها الموحد تعلم أن عبادة الله أمر لايجوز إلا بما شرعه لك الله تعالى
أو رسوله صلى الله عليه وسلم ومن أراد أن يتقرب إلى الله وينال ثوابه وحبه ورضاه بغير ذلك فسوف يحصل له عكس مقصوده وخلاف مراده، فإن الله لا يرضى إلا بما شرعه من العبادات.
أيها الأخوة الكرام: وفي هذا الشهر شهر رجب الذي هو أحد الأشهر الحرم يحصل من بعض المسلمين هداهم الله بعض المخالفات حيث يريد هؤلاء التقرب إلى الله ومغفرة الذنوب وحب الله ورضاه بعبادات لم يشرعها الله لهم ولم يأذن بها، ويسمعون بهذه الليالي وما فيها من المبالغات في الأجورـ مثل:

من صلى ليلتها فله عبادة ألف سنة، ومن عمل كذا فله أجر أربعين ألف سنة، وغير ذلك …. فيقبلون عليها.
لا شك أنهم يريدون الخير … ولكن… والعبرة عباد الله ليست فقط بالنية الحسنة بل يجب مع النية الحسنة أن يكون العمل مشروعاً.
ومما يفعل في شهر رجب الذبائح، وقد كانوا في الجاهلية يذبحون ذبيحة يسمونها العتيرة، وقد أبطلها الإسلام لحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا فرع ولا عتيرة)).
وكذلك مما أُحْدِثَ في شهر رجب الصلاة التي لم يأذن بها الله ولا رسوله، وهي ما يسمونه بصلاة الرغائب، قال العلماء: لم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به. والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب كذب وباطل لا تصح. وقال بعض أهل العلم: إنها صلاة أُحْدِثَتْ بعد المائة الرابعة ولم تعرف قبل ذلك. كذلك لم يتكلم عنها علماء القرون المفضلة.
وكذلك مما يخص به بعض الناس شهر رجب دون غيره الصيام، ولم يصح في صوم شهر رجب بخصوصه حديث، ولكن من كان له عادة صوم يصومها فليفعل. بل لم يكن صلى الله عليه وسلم يصوم شهراً كاملاً سوى رمضان كما روت ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان) [متفق عليه].
وكذلك مماأحدث في رجب ـ مايسمونه بالعمرة الرجبية وهذا أيضاً من الخطأ فإنه لم يرد حديث في فضل العمرة في شهر من الشهور إلا في شهر رمضان، فقد ورد في الصحيح أن ((عمرة في رمضان تعدل حجة)) وفي رواية: ((حجة معي)) ولذلك فإن من اعتمر في هذا الشهر قاصداً ألشهر فقد أخطأ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب أبداً مع أنه اعتمر أربع مرات.
إخوتي الأكارم ….
كذلك فإنه لم يرد في السير ولا في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإحياء ليلة الإسراء والمعراج بذكر معين أو بصلاة أو بصيام يوم معين لأجل الإسراء والمعراج كما أحدثه كثير من الناس في الأيام الأخيرة مثل الصلاة التي تسمى صلاة الرغائب بصفة مخصوصة وذكر معين في أول خميس من رجب، أو في صيام أيام منه أو الاحتفال في ليلة معينة كليلة السابع والعشرين من شهر رجب على اعتبار أنها ليلة الإسراء والمعراج وقراءة القصة التي فيها زيادات وأكاذيب لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي يتداولها بعض الناس، والأدعية المخصوصة التي تقال في تلك الليلة كلها ظلمات بعضها فوق بعض
قال العلماء: إن هذه الأعمال التي تقام في رجب أمور غير مشروعة باتفاق أئمة الإسلام، ولا ينشئ مثل هذا إلا جاهل مبتدع. قال الحافظ ابن حجر في كتابـه (تبيين العجب بما ورد في فضل رجب) ولم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء معين منه ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة.
أيها الإخوة الأكارم ….
لقد سجلت كتب السير وكتب السنة بل القرآن العظيم هذه الآية العظيمة ولم يسجل لها تاريخ معين ولم يعرف في أي يوم ولا أي شهر ولا أي عام تم الإسراء والمعراج ولم يرد في السنة تخصيص يوم أو ليلة للاحتفـال بها .. فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم جاهلاً بفضلها؟ أعوذ بالله من ذلك.
وأما السؤال الثاني فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم فضل هذه الليلة ولكنه كتم هذا الأمر ولم يخبر الأمة به؟ نعوذ بالله تعالى أن نقول على الرسول صلى الله عليه وسلم هذا القول.
ولو كان هناك ذكر أو عبادة معينة في يوم أو ليلة الإسراء والمعراج لقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وحض عليه مثل ما حض على قيام ليلة القدر أو العشر الأواخر من رمضان أو العشر الأول من شهر ذي الحجة أو صيام الأيام البيض أوصيام الاثنين والخميس أو غير ذلك مما هو مسجل في كتب السنة النبوية.
وكما قرر علماؤنا في مثل هذه المناسبات أن العبادات توقيفية فلا تشرع إلا بدليل صحيح صريح يثبت بمشروعيتها.
وبعد عباد الله: فإن المسلم الطالب للخير والثواب يبحث عنه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، ففي القرآن الكريم قوله تعالى: [وَمَا ءاتَـٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَـٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ] [الحشر:7].
وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع: ((وإني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً كتاب الله وسنتي ))
وليعلم العبد المسلم أنه والله لو أراد الخير والتمسك بالطاعات ف
🎤
محـاضـرة.قيمــة.بعنـوان.cc
فوائد الصـدق ومفاســد الكــذب
للاســـتاذ/ عبــده قـايــد الـذريبــي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الحمد لله مستحق الحمد وأهله، يجزي الصادقين بصدقهم من رحمته وفضله، ويجازي الكاذبين فيُعاقِبهم إن شاء بحكمته وعدله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في حكمه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل خلقه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه.

أمــــا بعــــد :
فإن الصدق دليل الإيمان ولباسه، ولبُّه وروحه؛ كما أن الكذب بريد الكفر ونَبْتُه وروحه، والسعادة دائرة مع الصدق والتصديق، والشقاوة دائرة مع الكذب والتكذيب.

والصدق من الأخلاق التي أجمعت الأممُ على مر العصور والأزمان، وفي كل مكان، وفي كل الأديان، على الإشادة به، وعلى اعتباره فضله، وهو خُلق من أخلاق الإسلام الرفيعة، وصفة من صفات عباد الله المتَّقين؛ ولذلك فقد وصف الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم بأنه جاء بالصدق، وأن أبا بكر وغيره من المسلمين هم الصادقون، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 33].

كما أن التحلي بالصدق كان من أوَّليات دعوتِه صلى الله عليه وسلم، كما جاء مصرحًا بذلك في قصة أبي سفيان مع هرقل، وفيها: أن هرقل قال لأبي سفيان: "فماذا يأمركم؟"؛ يعني: النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو سفيان: "يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والصلة"؛ رواه البخاري ومسلم.

كما أن الصدق سمة من سمات الأنبياء والمرسلين، وجميع عباد الله الصالحين، قال تعالى عن خليله إبراهيم على نبينا وعلى جميع الأنبياء الصلاة والسلام: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 41].

وقال عن إسحاق ويعقوب: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ﴾ [مريم: 50].

وقال عن إسماعيل: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 54].

وقال عن إدريس: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 56].

وقال عن صحابة رسولِه الأخيار: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23].

وقد أنزل الله في شأن الصادقين معه آيات تتلى إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، فقد ثبت عن أنس أن عمه أنس بن النضر لم يشهد بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشق ذلك على قلبه، وقال: أول مشهد شهده رسولُ الله صلى الله عليه وسلم غبتُ عنه، أمَا والله، لئن أراني الله مشهدًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليَرَينَّ الله ما أصنع! قال: فشهد أحدًا في العام القابل، فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا أبا عمر، إلى أين؟ فقال: واهًا لريح الجنة! إني أجد ريحَها دون أُحُد، فقاتل حتى قُتِل، فوُجِد في جسده بضع وثمانون ما بين رمية وضربة وطعنة، فقالت أخته الرُّبَيِّع بنت النضر: ما عرفتُ أخي إلا ببنانه، فنزلت هذه الآية: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 23]؛ رواه البخاري.

ويكفي الصدقَ شرفًا وفضلاً أن مرتبةَ الصدِّيقية تأتي في المرتبة الثانية بعد مرتبة النبوة؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69].

وقد أمرنا الله بأن نتحلى بهذا الخُلق العظيم، وأن نكون مع الصادقين، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].

وجاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يَهْدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدقُ ويتحرَّى الصدق حتى يُكتَب عند الله صدِّيقًا، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا))؛ رواه البخاري ومسلم.

ولم يأمُرِ المولى - تبارك وتعالى - عبادَه بالتحلِّي بالصدق، إلا لِما في ذلك من الثمرات الفريدة، والفوائد العديدة، التي تعود على الصادقين في الدنيا والآخرة، ومن ذلك:
أولاً: الصدق أصل البر، والكذب أصل الفجور، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدُقُ ويتحرَّى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب؛ فان الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذ
ب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتَب عند الله كذابًا))؛ رواه البخاري ومسلم.

ثانيًا: انتفاء صفة النفاق عن الصادقين؛ ففي الصحيحين عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث مَن كُنَّ فيه كان منافقًا: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتُمِن خان))؛ رواه البخاري ومسلم.

ثالثًا: تفريج الكربات، وإجابة الدعوات، والنجاة من المُهلِكات، كما يدل على ذلك قصة أصحاب الغار التي أخرجها البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها أنه قال بعضهم لبعض: ((... إنه والله يا هؤلاء، لا ينجيكم إلا الصدقُ، فليدعُ كلُّ رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه))، فدعا كل واحد منهم ربَّه بما عمِله من عمل صدَق فيه لله، وأخلص له فيه، فكان أن جاء الفرج، ففرج لهم فرجة بعد أخرى، حتى خرجوا من تلك المحنة.

قال الربيع بن سليمان:
صبرٌ جميلٌ ما أسرَعَ الفرجَا
مَن صَدَقَ اللهَ في الأمورِ نَجَا
مَن خشِيَ اللهَ لم ينَلْهُ أذًى
ومَن رجا اللهَ كان حيثُ رَجَا

ويُحكَى أن هاربًا لجأ إلى أحد الصالحين، وقال له: أَخْفِني عن طالبي، فقال له: نَمْ هنا، وألقى عليه حزمة من خوص، فلما جاء طالبوه وسألوا عنه، قال لهم: ها هو ذا تحت الخوص، فظنوا أنه يسخَرُ منهم فتركوه، ونجا ببركة صدق الرجل الصالح.

ويُروَى أن الحجاج بن يوسف خطب يومًا فأطال الخطبة، فقال أحد الحاضرين: الصلاة، فإن الوقت لا ينتظرك، والرب لا يعذرك، فأمر بحبسه، فأتاه قومه وزعموا أن الرجل مجنون، فقال الحجاج: إن أقرَّ بالجنون خلَّصتُه من سجنه، فقال الرجل: لا يسوغ لي أن أجحد نعمة الله التي أنعم بها عليَّ، وأثبت لنفسي صفة الجنون التي نزهني الله عنها، فلما رأى الحجاج صدقه، خلَّى سبيله.

ونرى في سيرة السلف الصالح حرصَهم الشديد على الصدق، فهذا الشيخ عبدالقادر الجيلاني يقول: عقدتُ أمري منذ طفولتي على الصدق، فخرجتُ من مكة إلى بغداد لطلب العلم، فأعطتْني أمي أربعين دينارًا لأستعين بها على معيشتي، وعاهدتْني على الصدق، فلما وصلنا أرضَ همدان، خرج علينا جماعة من اللصوص، فأخذوا القافلة كلها، وقال لي واحدٌ منهم: ما معك؟ قلت: أربعون دينارًا، فظن أني أهزأ، فتركني وسألني آخر، فقلت: 40 دينارًا، فأخذهم مني كبيرهم، فقال لي: ما حملك على الصدق؟ فقلت: عاهدتني أمي على الصدق، فأخاف أن أخون عهدها، فأخذت الخشيةُ رئيسَ اللصوص، فصاح وقال: أنت تخاف أن تخون أمك، وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله؟ ثم أمر بردِّ ما أخذوه من القافلة، وقال: أنا تائبٌ على يدك، فقال مَن معه: أنت كبيرنا في قطع الطريق، وأنت اليوم كبيرنا في التوبة، فتابوا جميعًا بسبب الصدق.

رابعًا: التوفيق لكل خير، كما يدل عليه قصة كعب بن مالك في تخلُّفه عن تبوك، كما في البخاري ومسلم، وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب: ((ما خلَّفك؟ ألم تكن قد ابتعتَ ظهرك؟))، قال: قلت: يا رسول الله، إني والله، لو جلستُ عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أني سأخرج من سخطِه بعذر، ولقد أُعطيتُ جدلاً - أي: فصاحةً وقوة في الإقناع - ولكني والله، لقد علمت لئن حدثتُك اليوم حديث كذب ترضى به عني، ليوشكن الله أن يسخطك عليَّ، ولئن حدثتك حديث صدق تجد عليَّ فيه - أي: تغضب عليَّ فيه - إني لأرجو فيه عفو الله، والله ما كان لي عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر في حين تخلفت عنك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أمَّا هذا، فقد صدق))، فلما صدق مع الله ومع رسوله، تاب الله عليه، وأنزل فيه وفي صاحبيه آيات تتلى إلى قيام الساعة، فقال تعالى: ﴿ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 117] إلى قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]؛ رواه البخاري ومسلم.

خامسًا: حسن العاقبة لأهله في الدنيا والآخرة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الصدقَ يَهدِي إلى البرِّ، وإن البر يَهدِي إلى الجنة))؛ رواه البخاري ومسلم.

سادسًا: أن الصادق يُرزَق صدق الفراسة، فمَن صدقت لهجته، ظهرت حجته، وهذا من سنة الجزاء من جنس العمل؛ فإن الله يثبِّت الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، فيُلهِم الصادق حجَّته، ويسدد منطقه، حتى إنه لا يكاد ينطق بشيء يظنه إلا جاء على ما ظنه، كما قال عامر العدواني: "إني وجدت صدق الحديث طرفًا من الغيب، فاصدقوا".

سابعًا: ثقة الناس بالصادقين، وثناؤهم الحسن عليهم، كما ذكر الله - عز وجل - ذلك عن أنبيائه الكرام: ﴿ وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ﴾ [مريم: 50]، والمراد باللسان الصدق: الثناء الحسن؛ كما فسره ابن عباس.

ثامنًا: البركة في الكسب، والزيادة في الخير، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ا
لبيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا - أو قال: حتى يتفرَّقا - فإن صدَقا وبيَّنا، بُورِك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا، مُحِقَتْ بركة بيعهما))؛ رواه البخاري ومسلم.

تاسعًا: استجلاب مصالح الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: ﴿ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ﴾ [المائدة: 119].

عاشرًا: راحة الضمير وطمأنينة النفس؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصدق طمأنينة، والكذب ريبة))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

الحادي عشر: التوفيق للخاتمة الحسنة؛ لما ثبت في الحديث الذي أخرجه النسائي وغيره عن شداد بن الهاد رضي الله عنه أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتَّبعه، ثم قال: أهاجرُ معك؟ فأوصى به النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعضَ أصحابه، فلمَّا كانت غزاته، غنم النبي صلى الله عليه وسلم، فقَسَمَ وقَسَمَ له، فأعطى أصحابَه ما قَسَمَ له، وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قَسْمٌ قَسَمَه لك النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا؟ قال: ((قسمتُه لك))، قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أُرمى إلى هاهنا - وأشار إلى حلقه بسهم - فأموت فأدخل الجنة، فقال: ((إن تصدق الله يصدقك))، فلبثوا قليلاً، ثم نهضوا إلى قتال العدوِّ، فأتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يُحمَل، قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أهو هو؟))، قالوا: نعم، قال: ((صدق الله فصدقه))، ثم كفَّنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبَّته التي عليه، ثم قدَّمه فصلى عليه، وكان مما ظهر من صلاته: ((اللهم هذا عبدك خرج مهاجرًا في سبيلك فقُتل شهيدًا، أنا شهيد على ذلك)).

الثاني عشر: الثناء في الملأ الأعلى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((حتى يكتب عند الله صدِّيقًا))؛ رواه البخاري ومسلم.

الثالث عشر: الفوز بالجنة والنجاة من النار، قال تعالى: ﴿ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119].

وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: ما عمل الجنة؟ فقال: ((الصدق))؛ رواه أحمد.

الرابع عشر: الفوز بمنزلة الشهداء، قال عليه الصلاة والسلام: ((مَن سأل الله الشهادة بصدق، بلَّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه))؛ رواه مسلم.

وغير ذلك من فوائد وثمرات الصدق مع الخالق، ومع الخلق، ومع النفس.

وفي المقابل: أمر الله بتجنب الكذب، وحذر منه؛ لما فيه من المفاسد، ومن ذلك:
أولاً: الكذب من خصال المنافقين، ففي الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان))؛ رواه البخاري ومسلم.

ثانيًا: مَن تكرر منه الكذب حتى صار عادة، يُكتَب عند الله في صحائف الكذَّابين، وهذا من أقبح وأشنع ما يكون، كما في الحديث: ((وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا))؛ رواه البخاري ومسلم.

فالمرء لا يرضى أن يصنف من قِبَل أهله وأصحابه في قائمة الكذابين، فكيف يرضى أن يكون عند خالقه كذلك؟

ثالثًا: الكاذب قد يُرَدُّ صدقُه؛ لأن الناس لا يثِقون بكلامه، قال ابن المبارك - رحمه الله تعالى -: "أول عقوبة الكاذب من كذبِه أنه يُرَدُّ عليه صدقُه"؛ رواه ابن أبي الدنيا.

خامسًا: جملة من مفاسد الكذب، ذكرها ابن القيم - رحمه الله - فقال: "وكم قد أزيلت بالكذب من دول وممالك، وخربت به من بلاد، واستُلِبت به من نِعَم، وتعطَّلت به من معايش، وفسدت به مصالح، وغُرست به عداوات، وقُطعت به مودات، وافتقر به غني، وذل به عزيز، وهتكت به مصونة، ورُميت به محصنة، وخَلَت به دُور وقصور، وعُمِّرت به قبور، وأزيل به أُنس، واستجلبت به وحشة، وأفسد به بين الابن وأبيه، وغاض بين الأخ وأخيه، وأحال الصديق عدوًّا مبينًا، ورد الغنيَّ العزيز مسكينًا، وكم فرَّق بين الحبيب وحبيبه، فأفسد عليه عيشته، ونغَّص عليه حياته، وكم جلا عن الأوطان، وكم سوَّد من وجوه، وطمَس من نور، وأعمى من بصيرة، وأفسد من عقل، وغيَّر من فطرة، وجلب من معرَّة، وقطعت به السبل، وعفَت به معالِم الهداية، ودرست به من آثار النبوة، وخفِيت به من مصالح العباد في المعاش والمعاد، وهذا وأضعافه ذرَّة من مفاسده، وجَناح بَعُوضة من مضارِّه ومصالحه، ألا فما يجلبه من غضب الرحمن، وحرمان الجنان، وحلول دار الهوان، أعظم من ذلك، وهل ملئت الجحيم ألا بأهل الكذب الكاذبين على الله وعلى رسوله وعلى دينه، وعلى أوليائه، المكذبين بالحق حمية وعصبية جاهلية؟ وهل عمرت الجنان ألا بأهل الصدق الصادقين المصدقين بالحق؟ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ * وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْ
🎤
خطبـة.جمعــة.بعنــوان.cc
ليــــس فــــي الــــدنـــيا حــــيــــاة
للشيــخ/ حـســـان أحمـــد العــمــاري
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــــة.الأولــــى.cc
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات، الحمد لله الذي علم العثرات، فسترها على اهلها وانزل الرحمات، ثم غفرها لهم ومحا السيئات، فله الحمد ملئ خزائن البركات، وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات، وله الحمد ما تعاقبت الخطوات، وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات، وعدد ذرات الهواء في الأرض والسماوات، وعدد الحركات والسكنات، - سبحانه -.. - سبحانه -، الطير سبحه والوحش مجده والموج كبره والحوت ناجاه... والنمل تحت الصخور الصم قدسه والنحل يهتف حمداً في خلاياه والناس يعصونه جهراً فيسترهم والعبد ينسى وربي ليس ينساه..

وأشهد أن لا إله إلا الله لا مفرج للكربات إلا هو، ولا مقيل للعثرات إلا هو، ولا مدبر للملكوت إلا هو، ولا سامع للأصوات إلا هو، ما نزل غيث إلا بمداد حكمته، وما انتصر دين إلا بمداد عزته، وما اقشعرت القلوب إلا من عظمته، وما سقط حجر من جبل إلا من خشيته، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله قام في خدمته، وقضى نحبه في الدعوة لعبادته، وأقام اعوجاج الخلق بشريعته، وعاش للتوحيد ففاز بخلته، وصبر على دعوته فارتوى من نهر محبته، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:

عــــباد اللــــه:
جاء في صحيح مسلم من حديث عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ ينادى منادٍ: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا)) (مسلم)..

إنه نداء عظيم وبيان واضح جلي قرر أسباب السعادة وحقيقة الراحة ومنتهى الأمنيات لكل إنسان في هذا الوجود، ولكنه لا يمكن أن يتحقق في هذه الدنيا لأنها جبلت على كدر ومصائب وفتن وابتلاءات.. ففيها الأمراض والأسقام بجميع أنواعها والتي لا يكاد يخلو منها بيت كالضغط والسكري والسرطان وأمراض المعدة والقولون وامراض القلب والروماتيز والمفاصل والعظام وغيرها والتي تسبب للناس المشقة والعناء وتسلبهم السعادة والراحة والاستقرار .

أما في الجنة فإن المنادي ينادي:
((يا أهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا..)) لا أمراض ولا أوجاع ولا آهات أبداً، ولا موت يقصم الرقاب ويكدر الأحوال ويجلب الأحزان ولا حروب ولا صراعات ولا دماء واشلاء ولا قتل فيها ولا إزهاق للأرواح ولا خوف من الموت؛ لأن المنادي ينادي: (( يا أهل الجنة إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا)) فيشعر المرء بالراحة والسعادة والطمأنينة فلا يخاف على فوات النعيم الذي اعطاه الله..

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادي به مناد يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه ثم ينادي مناد يا أهل النار فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه فيذبح بين الجنة والنار ثم يقول يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت، ثم قرأ: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (مريم 93) وأشار بيده إلى الدنيا)) (البخاري ومسلم)..

أما الدنيا فإن الله قصم بالموت رقاب الجبابرة، وكسر به ظهور الأكاسرة، وقصر به آمال القياصرة، الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة، حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم في الحافرة، فنقلوا من القصور إلى القبور، ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود، ومن ملاعبة الجواري والغلمان إلى مقاساة الهوام والديدان، ومن التنعم بالطعام والشراب إلى التمرغ في التراب، ومن أنس العشرة إلى وحشة الوحدة، ومن المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل، فانظر هل وجدوا من الموت حصناً وعزاً واتخذوا من دونه حجاباً وحرزاً؟ وانظر (هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا..))

دار ما أضحكت ويم الله إلا وأبكت، ولا أفرحت إلا وأحزنت، جميع ما فيها نهاية: قوتها الضعف، وشبابها الهرم، بل وحياتها الموت، جميع ما فيها ظل زائل وعارية مستردة،..
نظر ابن مطيع - رحمه الله - ذات يوم إلى داره فأعجبه حسنها، ثم بكى وقال: والله لولا الموت لكنت بك مسروراً، ولولا ما نصير إليه من ضيق القبور لقرّت بالدنيا أعيننا، ثم بكى بكاءً شديداً حتى ارتفع صوته.. قال - تعالى -: (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْ
2024/09/29 19:31:50
Back to Top
HTML Embed Code: