@shamel017 ➸ الـتوظيف السعودي
@aadd11660 ❥ فخ ـامه_خواطر
@iistshfa2017 القران شفاء
32k @i111i للعباقرة والاذكياء
..②②..
@ragi3 همسات وخواطر العشاق❤️
@cr_tournamentsss عشاق الرشاقه
( ⓵⑧ )
@ibb_ad جميع قنوات تليقرام هنا
@mathcalculus حررك دماغك
( ⓵⑤ )
@tote742 شعر وخواطر
@Alqsyd قصائد جديده
⑨↯
@AIArabiya_BrK. العربيه عاجل
@PDFnew PDF اروع مكتبة
@DLONy حـالات واتـساب
@shylatt. قناة الشيلات
@a77gg بيسيات
⑦↯
@mahdey20000 اجمل القصص
@hhhhhh100 نكت تموت ضحك
@Cup_coffee معلومات مفيدة
@f8d_nbthh خربشات مراهقه
@nikat_syria نكت تحشيش
@gonon1997 غـزل يماني
⑥↯
@hamassatmaabeer نصائح ووصفات
@oms11148. نكت تموت ضحكك
@olomnafea علوم نافعة
⑤↯
@abiaat ( شعر ) قصـآئد وأبيــات
@aglknoktah اقـلك نـكته تـنفعك
@grammars قواعد اللغه العربيه
@nocta قصص ابو نواس
@sy_love. بـنات سـوريا
@wahid199 تـطبيقات
@nkt_ddp. فقط نـكت
③↯
@connieanty5 اهـتمي بـبشرتك
@nooono2 بذكر الله تطمئن القلوب
@sofaraa دورات تـدريبيه للنساء
@zad2020 زاد الـخطباء للخطب
@estrahh روائـع الـ ـغزل الــعربي
@khaledihakem حكم و اقوال
@Rheek2016 همسات القلووب
@qhisas_ashar اقوال وحكم
@nooono22 كـوني اجـمل
@faqah11 مـسائل فـقهية
@telcool اروع ماقيل
②↯
@wavingsee بـعثرات عاشق
@x_x_ragi_x_x اروع الحالات واتس
@kool8123 ارقى الكلمات والصور
@Khayr_alkalam خير الكلام
@telhdth تنميه بشريه وذات
@weday2016 وأدي الذئاب
@earefakther الحب الرآقي
@L_ovemy كـلام عـاشق
@M000l مطبخي غـير
...
@raaaa77 حكم واقوال
@Acend حياة بلون آخر
@hekm2 اقلام فلاسفه
@thalf1 التحالف نت
⓵↯
@Storyss قـصـص
@English918 قصص انجليزية
@hhh13235 اضـحك مـن قـلبك
@ALDINALAISLAMI دين عندالله الاسلام
@l_a_s_f00967 المصمم المحترف
@saroonh للـجنه مـن يـرافقني
@Awarenes_s الـوعي الفكري
@poetry2017 منوعات ادبية
@Gooodt سيسألكِ الله عني
@hala7777 وظـائف نساء
@xxxragixxx التطبيقات
@Raimah1 ارياف اليمن
@nooon33 سور القران
@Dinfo معلومات طبيه
@hrooof2020 حـرف
﹎
@alshoara1 قـناة الـشعراﺀ
@sam_syria يوميات سوري
@alkhataba2016 مـنبر الـخطباء
@klmmat كـلمات لـيست ك الكلمات
@xxragixxx. ثـقـافة زوجـيه وتـربـيه
@Abdulhamed_Dahaba عبدالحميددحابة
@koko9800 أسرار النساء والرجال
@almgd1h. مـعلومات تهمك
@rrmm2018 تـدري لـو لا
@tireef كـل جديد اليمن
@Q1Q2Q3Q منوعاتي
@wahid198 جـوالك
②↯
@shefaa114 المصحف المعلم للمنشاوي
@kull_yawm_suna خواطر راائعة
@yemen_link دليل قنوات يمنية
@zeeko_2044x فـلسفه عاشق
@Dawod2018 جـواهـر الأدب
@hamasat23 صـور وخواطر
@httpv مـنظمه الهكر السوريه
@nodhealth صحتك تلجرام
@hurruf. لعشاق الاقـتباسات
@makyagy مكياجي ماركه
@see7753 بـحر الخواطر
@oldsyria بـنت حـلب
@x6b5x مطبخ الربيع
@invog انفوجراف
③↯
@ForsanAndroid تطبيقات الاندرويد
@elsalfgrop4you على خطى السلف
@jobs_alyemen وظـائف اليمن
@Foryoooo نصائح للمتزوجين
@zeeko_2044z بـوح الـعشاق
@RABBOB فـيديوهات طـريفه
@stories12 قصص وحكايات
@basmet_Amal بسمة امل
@snabsat سناب شات
@zeeko_2044h نكت
@khavaterr خواطر
④↯
@boohcom2015 الـشعر والـشعراء
@tarikh897 الأندلس تأريخ وحضارة
@cftil00000 واحة قلم ونبض قلب
@abdalmlkrakban كـن مـع الله
@nukat_falh نكت تموت ضحك
@gj07jg خـواطر ؏ـذب الـكلام
@AMEERIBB إمير الرمنسية
⑤↯
@Mp3Quran1 عبدالباسط عبدالصمد
@mgawmahhh المقاومه الان
@Ethaak اضحك وخلي الهم
@kool8122 ثقف عقلك
⑥↯
@alrrqqiat_alshshareia رقيه شرعيه
@shefaa22 القران شفاء ورحمه
@yourHealth1 معلومات طبيه
⑧↯
@yeeyaa حـالات واتـس وصـور
@programs2 مملكة البرامج
@noklanot قصص واقعـية
@k888k كـوكب الإثـارة
@kxxxk كاركاتير جنون
@waj3y اوجـاع كاتب
⓵⓪
@Lahn_alwafa خــاطره وشـعر
@a77gg خـواطر وصور جديده
@tatweirco1 كلمات رومنسيه
⓵④
@Alqsyd اعذب القصيد
@tote742 شـ؏ـر وخـواطر
@mathcalculus العاب وخدع
﹎
②⓪ @cr_tournamentsss عشاق الرياضه والرشاقه
②⓪ @APOFAHAD0000 اروع قصص مذهله
②⓵ @elmatb4welgmal طبخ وعنايه وجمال
②② @RAGI3 اجـمل الخواطر اليوميه
③② @i111i للعباقرة والاذكياء
﹎
🔻فيديوهات قصيره وخواطر🔻
👇
https://www.tg-me.com/joinchat-Com_ET8Qw53m3LIFfulNqA
﹎
⇒ @caaach إداره اللسته
@aadd11660 ❥ فخ ـامه_خواطر
@iistshfa2017 القران شفاء
32k @i111i للعباقرة والاذكياء
..②②..
@ragi3 همسات وخواطر العشاق❤️
@cr_tournamentsss عشاق الرشاقه
( ⓵⑧ )
@ibb_ad جميع قنوات تليقرام هنا
@mathcalculus حررك دماغك
( ⓵⑤ )
@tote742 شعر وخواطر
@Alqsyd قصائد جديده
⑨↯
@AIArabiya_BrK. العربيه عاجل
@PDFnew PDF اروع مكتبة
@DLONy حـالات واتـساب
@shylatt. قناة الشيلات
@a77gg بيسيات
⑦↯
@mahdey20000 اجمل القصص
@hhhhhh100 نكت تموت ضحك
@Cup_coffee معلومات مفيدة
@f8d_nbthh خربشات مراهقه
@nikat_syria نكت تحشيش
@gonon1997 غـزل يماني
⑥↯
@hamassatmaabeer نصائح ووصفات
@oms11148. نكت تموت ضحكك
@olomnafea علوم نافعة
⑤↯
@abiaat ( شعر ) قصـآئد وأبيــات
@aglknoktah اقـلك نـكته تـنفعك
@grammars قواعد اللغه العربيه
@nocta قصص ابو نواس
@sy_love. بـنات سـوريا
@wahid199 تـطبيقات
@nkt_ddp. فقط نـكت
③↯
@connieanty5 اهـتمي بـبشرتك
@nooono2 بذكر الله تطمئن القلوب
@sofaraa دورات تـدريبيه للنساء
@zad2020 زاد الـخطباء للخطب
@estrahh روائـع الـ ـغزل الــعربي
@khaledihakem حكم و اقوال
@Rheek2016 همسات القلووب
@qhisas_ashar اقوال وحكم
@nooono22 كـوني اجـمل
@faqah11 مـسائل فـقهية
@telcool اروع ماقيل
②↯
@wavingsee بـعثرات عاشق
@x_x_ragi_x_x اروع الحالات واتس
@kool8123 ارقى الكلمات والصور
@Khayr_alkalam خير الكلام
@telhdth تنميه بشريه وذات
@weday2016 وأدي الذئاب
@earefakther الحب الرآقي
@L_ovemy كـلام عـاشق
@M000l مطبخي غـير
...
@raaaa77 حكم واقوال
@Acend حياة بلون آخر
@hekm2 اقلام فلاسفه
@thalf1 التحالف نت
⓵↯
@Storyss قـصـص
@English918 قصص انجليزية
@hhh13235 اضـحك مـن قـلبك
@ALDINALAISLAMI دين عندالله الاسلام
@l_a_s_f00967 المصمم المحترف
@saroonh للـجنه مـن يـرافقني
@Awarenes_s الـوعي الفكري
@poetry2017 منوعات ادبية
@Gooodt سيسألكِ الله عني
@hala7777 وظـائف نساء
@xxxragixxx التطبيقات
@Raimah1 ارياف اليمن
@nooon33 سور القران
@Dinfo معلومات طبيه
@hrooof2020 حـرف
﹎
@alshoara1 قـناة الـشعراﺀ
@sam_syria يوميات سوري
@alkhataba2016 مـنبر الـخطباء
@klmmat كـلمات لـيست ك الكلمات
@xxragixxx. ثـقـافة زوجـيه وتـربـيه
@Abdulhamed_Dahaba عبدالحميددحابة
@koko9800 أسرار النساء والرجال
@almgd1h. مـعلومات تهمك
@rrmm2018 تـدري لـو لا
@tireef كـل جديد اليمن
@Q1Q2Q3Q منوعاتي
@wahid198 جـوالك
②↯
@shefaa114 المصحف المعلم للمنشاوي
@kull_yawm_suna خواطر راائعة
@yemen_link دليل قنوات يمنية
@zeeko_2044x فـلسفه عاشق
@Dawod2018 جـواهـر الأدب
@hamasat23 صـور وخواطر
@httpv مـنظمه الهكر السوريه
@nodhealth صحتك تلجرام
@hurruf. لعشاق الاقـتباسات
@makyagy مكياجي ماركه
@see7753 بـحر الخواطر
@oldsyria بـنت حـلب
@x6b5x مطبخ الربيع
@invog انفوجراف
③↯
@ForsanAndroid تطبيقات الاندرويد
@elsalfgrop4you على خطى السلف
@jobs_alyemen وظـائف اليمن
@Foryoooo نصائح للمتزوجين
@zeeko_2044z بـوح الـعشاق
@RABBOB فـيديوهات طـريفه
@stories12 قصص وحكايات
@basmet_Amal بسمة امل
@snabsat سناب شات
@zeeko_2044h نكت
@khavaterr خواطر
④↯
@boohcom2015 الـشعر والـشعراء
@tarikh897 الأندلس تأريخ وحضارة
@cftil00000 واحة قلم ونبض قلب
@abdalmlkrakban كـن مـع الله
@nukat_falh نكت تموت ضحك
@gj07jg خـواطر ؏ـذب الـكلام
@AMEERIBB إمير الرمنسية
⑤↯
@Mp3Quran1 عبدالباسط عبدالصمد
@mgawmahhh المقاومه الان
@Ethaak اضحك وخلي الهم
@kool8122 ثقف عقلك
⑥↯
@alrrqqiat_alshshareia رقيه شرعيه
@shefaa22 القران شفاء ورحمه
@yourHealth1 معلومات طبيه
⑧↯
@yeeyaa حـالات واتـس وصـور
@programs2 مملكة البرامج
@noklanot قصص واقعـية
@k888k كـوكب الإثـارة
@kxxxk كاركاتير جنون
@waj3y اوجـاع كاتب
⓵⓪
@Lahn_alwafa خــاطره وشـعر
@a77gg خـواطر وصور جديده
@tatweirco1 كلمات رومنسيه
⓵④
@Alqsyd اعذب القصيد
@tote742 شـ؏ـر وخـواطر
@mathcalculus العاب وخدع
﹎
②⓪ @cr_tournamentsss عشاق الرياضه والرشاقه
②⓪ @APOFAHAD0000 اروع قصص مذهله
②⓵ @elmatb4welgmal طبخ وعنايه وجمال
②② @RAGI3 اجـمل الخواطر اليوميه
③② @i111i للعباقرة والاذكياء
﹎
🔻فيديوهات قصيره وخواطر🔻
👇
https://www.tg-me.com/joinchat-Com_ET8Qw53m3LIFfulNqA
﹎
⇒ @caaach إداره اللسته
من توكل على الله تسھلت له اﻟصِعاب
فَيارب توكلنآ عليك في جميع امورنآ
فَ اكٺب لـنآ الخَير اينما كٌنآ ♡
،
فَيارب توكلنآ عليك في جميع امورنآ
فَ اكٺب لـنآ الخَير اينما كٌنآ ♡
،
قالَ تَعالى:. ﴿ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلًا ﴾
كافلُ أَمركَ، يَعلَمُ حَالَكَ، يَطوِي عَنكَ بُعد مَسافاتِ الفَرَجِ،
يُطَوَّقُ قَلبكَ بالطُُمأنينَة حِينَ يُظلِمُ، وَيَهبكَ صَلَاحُ القَلب..
كافلُ أَمركَ، يَعلَمُ حَالَكَ، يَطوِي عَنكَ بُعد مَسافاتِ الفَرَجِ،
يُطَوَّقُ قَلبكَ بالطُُمأنينَة حِينَ يُظلِمُ، وَيَهبكَ صَلَاحُ القَلب..
.
🔸 *تسوية الصفوف وإتمامها 4*
دلت نصوص كثيرة على كيفية تسوية الصف، منها ما ورد عن أنس رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: *«أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي، وَكَانَ أَحَدُنَا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ، وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ»* رواه البخاري
وفى رواية: قال أنس: (لقد رأيت أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه، ولو ذهبت تفعل ذلك اليوم لترى أحدهم كأنه بغل شموس) رواه البخاري.
المصدر: *الجامع لأحكام الصلاة*
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
🔸 *تسوية الصفوف وإتمامها 4*
دلت نصوص كثيرة على كيفية تسوية الصف، منها ما ورد عن أنس رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: *«أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي، وَكَانَ أَحَدُنَا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ، وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ»* رواه البخاري
وفى رواية: قال أنس: (لقد رأيت أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه، ولو ذهبت تفعل ذلك اليوم لترى أحدهم كأنه بغل شموس) رواه البخاري.
المصدر: *الجامع لأحكام الصلاة*
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
🌹من فوائد الذكر 🌹
🖊 للإمام ابن قيم الجوزية (رحمه الله)
السلام عليكم و رحمة الله...
📩 ان الذكر من أعظم القربات الى الله تعالى و فيه من الفوائد الكثير و النفع العظيم ولقد اورد شيخ الاسلام ابن قيم الجوزية بعض هذه الفوائد في كتابه القيم ( الوابل الصيب من الكلم الطيب) و سأنقلها لكم كما هي من غير تحريف و لا تغيير عسى الله أن ينفعني و اياكم بها .
✅ ( إحداها ) أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره
✅( الثانية ) أنه يرضي الرحمن عز و جل
✅( الثالثة ) أنه يزيل الهم والغم عن القلب
✅( الرابعة ) أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط
✅( الخامسة ) أنه يقوى القلب والبدن
✅( السادسة ) أنه ينور الوجه والقلب
✅( السابعة ) أنه يجلب الرزق
✅( الثامنة ) أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة
✅( التاسعة ) أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة وقد جعل الله لكل شيء سببا وجعل سبب المحبة دوام الذكر فمن أراد أن ينال محبة الله عز و جل فليلهج بذكره فإنه الدرس والمذاكرة كما أنه باب العلم فالذكر باب المحبة وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم
✅( العاشرة ) أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الاحسان فيعبد الله كأنه يراه ولا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت
✅( الحادية عشرة ) أنه يورثه الإنابة وهي الرجوع إلى الله عز و جل فمتى أكثر الرجوع إليه بذكره أورثه ذلك رجوعه بقلبه إليه في كل أحواله فيبقى الله عز و جل مفزعه وملجأه وملاذه ومعاذه وقبلة قلبه ومهربه عند النوازل والبلايا
✅( الثانية عشرة ) أنه يورثه القرب منه فعلى قدر ذكره لله عز و جل يكون قربه منه وعلى قدر غفلته يكون بعده منه
✅( الثالثة عشرة ) أنه يفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة وكلما أكثر من الذكر ازداد من المعرفة
✅( الرابعة عشرة ) أنه يورثه الهيبة لربه عز و جل وإجلاله لشدة استيلائه على قلبه وحضوره مع الله تعالى بخلاف الغافل فإن حجاب الهيبة رقيق في قلبه
✅( الخامسة عشرة ) أنه يورثه ذكر الله تعالى له كم قال تعالى : { فاذكروني أذكركم } ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلا وشرفا وقال صلى الله عليه و سلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى [ من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ]
✅( السادسة عشرة ) أنه يورث حياة القلب وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله تعالى روحه يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ؟
✅( السابعة عشرة ) أنه قوت القلب والروح فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته وحضرت شيخ الاسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار ثم التفت إلي وقال : هذه غدوتي ولو لم أتغد الغداء سقطت قوتي أو كلاما قريبا من هذا وقال لي مرة : لا أترك الذكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها لأستعد بتلك الراحة لذكر آخر أو كلاما هذا معناه
✅( الثامنة عشرة ) أنه يورث جلاء القلب من صداه كما تقدم في الحديث وكل صدأ وصدأ القلب الغفلة والهوى وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار وقد تقدم هذا المعنى
✅( التاسعة عشرة ) أنه يحط الخطايا ويذهبها فإنه من أعظم الحسنات والحسنات يذهبن السيئات
✅( العشرون ) أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى فإن الغافل بينه وبين الله عز و جل وحشة لا تزول إلا بالذكر
✅( الحادية والعشرون ) أن ما يذكر به العبد ربه عز و جل من جلاله وتسبيحه وتحميده يذكر بصاحبه عند الشدة فقد روى الإمام أحمد في المسند عن النبي صلى الله عليه و سلم قال [ إن ما تذكرون من جلال الله عز و جل من التهليل والتكبير والتحميد يتعاطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل يذكرن بصاحبهن أفلا يحب أحدكم أن يكون له ما يذكر به ] ؟ هذا الحديث أو معناه
✅( الثانية والعشرون ) أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشده وقد جاء أثر معناه أن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة : يا رب صوت معروف من عبد معروف والغافل المعرض عن الله عز و جل إذا دعاه وسأله قالت الملائكة : يا رب صوت منكر من عبد منكر
✅( الثالثة والعشرون ) أنه ينجي من عذاب الله تعالى كما قال معاذ رضي الله عنه ويروى مرفوعا [ ما عمل آدمي عملا أنجى من عذاب الله عز و جل من ذكر الله تعالى ]
✅( الرابعة والعشرون )
أنه سبب تنزيل السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بالذاكر كما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم
✅( الخامسة والعشرون ) أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل فإن العبد لا بد له من أن يتكلم فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذكر أوامره تكلم بهذه المحرمات أو بعضها ولا سبيل الى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك فمن عود لسانه ذكر الله صان لسانه عن ا
🖊 للإمام ابن قيم الجوزية (رحمه الله)
السلام عليكم و رحمة الله...
📩 ان الذكر من أعظم القربات الى الله تعالى و فيه من الفوائد الكثير و النفع العظيم ولقد اورد شيخ الاسلام ابن قيم الجوزية بعض هذه الفوائد في كتابه القيم ( الوابل الصيب من الكلم الطيب) و سأنقلها لكم كما هي من غير تحريف و لا تغيير عسى الله أن ينفعني و اياكم بها .
✅ ( إحداها ) أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره
✅( الثانية ) أنه يرضي الرحمن عز و جل
✅( الثالثة ) أنه يزيل الهم والغم عن القلب
✅( الرابعة ) أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط
✅( الخامسة ) أنه يقوى القلب والبدن
✅( السادسة ) أنه ينور الوجه والقلب
✅( السابعة ) أنه يجلب الرزق
✅( الثامنة ) أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة
✅( التاسعة ) أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة وقد جعل الله لكل شيء سببا وجعل سبب المحبة دوام الذكر فمن أراد أن ينال محبة الله عز و جل فليلهج بذكره فإنه الدرس والمذاكرة كما أنه باب العلم فالذكر باب المحبة وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم
✅( العاشرة ) أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الاحسان فيعبد الله كأنه يراه ولا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت
✅( الحادية عشرة ) أنه يورثه الإنابة وهي الرجوع إلى الله عز و جل فمتى أكثر الرجوع إليه بذكره أورثه ذلك رجوعه بقلبه إليه في كل أحواله فيبقى الله عز و جل مفزعه وملجأه وملاذه ومعاذه وقبلة قلبه ومهربه عند النوازل والبلايا
✅( الثانية عشرة ) أنه يورثه القرب منه فعلى قدر ذكره لله عز و جل يكون قربه منه وعلى قدر غفلته يكون بعده منه
✅( الثالثة عشرة ) أنه يفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة وكلما أكثر من الذكر ازداد من المعرفة
✅( الرابعة عشرة ) أنه يورثه الهيبة لربه عز و جل وإجلاله لشدة استيلائه على قلبه وحضوره مع الله تعالى بخلاف الغافل فإن حجاب الهيبة رقيق في قلبه
✅( الخامسة عشرة ) أنه يورثه ذكر الله تعالى له كم قال تعالى : { فاذكروني أذكركم } ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلا وشرفا وقال صلى الله عليه و سلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى [ من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ]
✅( السادسة عشرة ) أنه يورث حياة القلب وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله تعالى روحه يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ؟
✅( السابعة عشرة ) أنه قوت القلب والروح فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته وحضرت شيخ الاسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار ثم التفت إلي وقال : هذه غدوتي ولو لم أتغد الغداء سقطت قوتي أو كلاما قريبا من هذا وقال لي مرة : لا أترك الذكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها لأستعد بتلك الراحة لذكر آخر أو كلاما هذا معناه
✅( الثامنة عشرة ) أنه يورث جلاء القلب من صداه كما تقدم في الحديث وكل صدأ وصدأ القلب الغفلة والهوى وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار وقد تقدم هذا المعنى
✅( التاسعة عشرة ) أنه يحط الخطايا ويذهبها فإنه من أعظم الحسنات والحسنات يذهبن السيئات
✅( العشرون ) أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى فإن الغافل بينه وبين الله عز و جل وحشة لا تزول إلا بالذكر
✅( الحادية والعشرون ) أن ما يذكر به العبد ربه عز و جل من جلاله وتسبيحه وتحميده يذكر بصاحبه عند الشدة فقد روى الإمام أحمد في المسند عن النبي صلى الله عليه و سلم قال [ إن ما تذكرون من جلال الله عز و جل من التهليل والتكبير والتحميد يتعاطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل يذكرن بصاحبهن أفلا يحب أحدكم أن يكون له ما يذكر به ] ؟ هذا الحديث أو معناه
✅( الثانية والعشرون ) أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشده وقد جاء أثر معناه أن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة : يا رب صوت معروف من عبد معروف والغافل المعرض عن الله عز و جل إذا دعاه وسأله قالت الملائكة : يا رب صوت منكر من عبد منكر
✅( الثالثة والعشرون ) أنه ينجي من عذاب الله تعالى كما قال معاذ رضي الله عنه ويروى مرفوعا [ ما عمل آدمي عملا أنجى من عذاب الله عز و جل من ذكر الله تعالى ]
✅( الرابعة والعشرون )
أنه سبب تنزيل السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بالذاكر كما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم
✅( الخامسة والعشرون ) أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل فإن العبد لا بد له من أن يتكلم فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذكر أوامره تكلم بهذه المحرمات أو بعضها ولا سبيل الى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك فمن عود لسانه ذكر الله صان لسانه عن ا
لباطل واللغو ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب بكل باطل ولغو وفحش ولا حول ولا قوة إلا بالله
✅(السادسة والعشرون ) أن مجالس الذكر مجالس الملائكة ومجالس اللغو والغفلة ومجالس الشياطين فليتخير العبد أعجبهما إليه وأولاهما به فهو مع اهله في الدنيا والآخرة
✅( السابعة والعشرون ) أنه يسعد الذاكر بذكره ويسعد به جليسه وهذا هو المبارك أين ما كان والغافل واللاغي يشقى بلغوه وغفلته ويشقى به مجالسه
✅( الثامنة والعشرون ) أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة فإن كل مجلس لا يذكر العبد فيه ربه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة
✅( التاسعة والعشرون ) أنه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى العبد يوم الحر الأكبر في ظل عرشه والناس في حر الشمس قد صهرتهم في الموقف وهذا الذاكر مستظل بظل عرش الرحمن عز و جل
✅( الثلاثون ) أن الاشتعال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين ففي الحديث عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ قال سبحانه وتعالى : من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ]
✅( الحادية والثلاثون ) أنه أيسر العبادات وهو من أجلها وأفضلها فإن حركة اللسان أخف حركات الجوارح وأيسرها ولو تحرك عضو من الانسان في اليوم والليلة بقدر حركة لسانه لشق عليه غاية المشقة بل لا يمكنه ذلك
✅( الثانية والثلاثون ) أنه غراس الجنة فقد روى الترمذي في جامعه من حديث عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ لقيت ليلة أسرى بي إبراهيم الخليل عليه السلام فقال : يا محمد أقرئ أمتك السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ] قال الترمذي حديث حسن غريب من حديث أبن مسعود
وفي الترمذي من حديث أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال [ من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ] قال الترمذي حديث حسن صحيح
📔 من كتاب : الوابل الصيب من الكلم الطيب
📚 شبكة الإمام الاجري السلفية
✅(السادسة والعشرون ) أن مجالس الذكر مجالس الملائكة ومجالس اللغو والغفلة ومجالس الشياطين فليتخير العبد أعجبهما إليه وأولاهما به فهو مع اهله في الدنيا والآخرة
✅( السابعة والعشرون ) أنه يسعد الذاكر بذكره ويسعد به جليسه وهذا هو المبارك أين ما كان والغافل واللاغي يشقى بلغوه وغفلته ويشقى به مجالسه
✅( الثامنة والعشرون ) أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة فإن كل مجلس لا يذكر العبد فيه ربه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة
✅( التاسعة والعشرون ) أنه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى العبد يوم الحر الأكبر في ظل عرشه والناس في حر الشمس قد صهرتهم في الموقف وهذا الذاكر مستظل بظل عرش الرحمن عز و جل
✅( الثلاثون ) أن الاشتعال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين ففي الحديث عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ قال سبحانه وتعالى : من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ]
✅( الحادية والثلاثون ) أنه أيسر العبادات وهو من أجلها وأفضلها فإن حركة اللسان أخف حركات الجوارح وأيسرها ولو تحرك عضو من الانسان في اليوم والليلة بقدر حركة لسانه لشق عليه غاية المشقة بل لا يمكنه ذلك
✅( الثانية والثلاثون ) أنه غراس الجنة فقد روى الترمذي في جامعه من حديث عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ لقيت ليلة أسرى بي إبراهيم الخليل عليه السلام فقال : يا محمد أقرئ أمتك السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ] قال الترمذي حديث حسن غريب من حديث أبن مسعود
وفي الترمذي من حديث أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال [ من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ] قال الترمذي حديث حسن صحيح
📔 من كتاب : الوابل الصيب من الكلم الطيب
📚 شبكة الإمام الاجري السلفية
🕌 لا تمتلىء المساجد إلّا بعد صعود الإمام للخطبة .
⚽ بينما تمتلئ الملاعب قبل نزول الفريق للملعب بساعات !!!
📣نحتاج لمراجعة أنفسنا!
⚽ بينما تمتلئ الملاعب قبل نزول الفريق للملعب بساعات !!!
📣نحتاج لمراجعة أنفسنا!
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅
▩ الثلاثاء ▩
٠٨/ جمـ➅ـادى الثاني/١٤٣٨هـ
07/ مـــــــ③ـــــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
﴿يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن﴾
تلطف إبراهيم مع أبيه في النصيحة
حيث اختار صفة الرحمة مع العذاب
ولم يقل: عذابٌ من الجبار.
صبــ⛅ــاح التلطف في النصح..
▩ الثلاثاء ▩
٠٨/ جمـ➅ـادى الثاني/١٤٣٨هـ
07/ مـــــــ③ـــــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
﴿يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن﴾
تلطف إبراهيم مع أبيه في النصيحة
حيث اختار صفة الرحمة مع العذاب
ولم يقل: عذابٌ من الجبار.
صبــ⛅ــاح التلطف في النصح..
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
حديث من ظلم من الأرض شيئاً
للشيخ/ ناصــر بن محمـــد الأحمـــد
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
ملخص الخطبة :
1- معنى قوله صلى الله عليه وسلم " طوّقه الله من سبع أرَضين " 2- أن العدل وعدم الظلم أساس لقداسة الأمم 3- عقوبة الظلم قد تكون في الدنيا قبل الآخرة 4- عظمة اليمين وتساهل بعض الناس فيها ليأكل الحقوق .
الخطبـــة.الأولـــى.cc
روى البخاري في صحيحه أن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من ظلم من الأرض شيئاً طوقه من سبع أرضين)) وروى أيضاً عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين)).
وروى أيضاً عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين)) والأحاديث في هذا الباب كثيرة ،تدور على أن من أخذ من أرض غيره ولو بمقدار شبر طوق يوم القيامة من سبع أرضين ،وفي رواية: ((إلى سبع أرضين)).
وقد اختلف أهل العلم في هذا التطويق: فقيل أن معناه أنه يكلف نقل ما ظلم منها في يوم القيامة إلى المحشر ويكون كالطوق في عنقه .
لا أنه طوق حقيقة
وقيل أنه يعاقب بالخسف إلى سبع أرضين أي فتكون كل أرض في تلك الحالة طوقاً في عنقه ،وقيل أنه بعد أن ينقل جميعه يجعل الله في عنقه طوقاً ،ويُعظم قدر عنقه حتى يسع ذلك كما ورد في غلظ جلد الكافر ونحو ذلك ،فقد روى الطبري وابن حبان من حديث يعلى بن مرة مرفوعاً: ((أيما رجل ظلم شبراً من الأرض كلفه الله أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين ،ثم يطوقه يوم القيامة حتى يُقضى بين الناس))
ولأبي يعلى بإسناد حسن عن الحكم بن الحارث السلمي مرفوعاً: ((من أخذ من طريق المسلمين شبراً جاء يوم القيامة يحمله من سبع أرضين)) قد يقول قائل ،وكيف يأتي هذا يوم القيامة وهو يحمل هذه الأراضي على ظهره ،ربما تكون عشرات الكيلو مترات أو المئات ،وليس شبراً ،فالجواب ،بأن أحوال الآخرة تختلف عن أحوال الدنيا ،ونظير هذا ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حق مانعي الزكاة وأنه يأتي يوم القيامة يحمل على رقبته إما بعيراً أو شاةً ونحو ذلك.
وقيل أن المراد بالتطويق ،أنه يكلف هذا الإنسان الذي أخذ من أراضي المسلمين يكلف يوم القيامة أن يجعله كالطوق ،ولا يستطيع ذلك ،فيعذب بذلك ،كما جاء في حق من كذب في منامه أن يكلف بأن يعقد شعيرة ،وما هو بقادر.
على كل، نخرج من أقوال أهل العلم بأن هناك عذاباً قاسياً في حق من اقتطع أو أخذ شيئاً من أراضي المسلمين ،ولو بقدر شبر وأن هذه مسألة خطيرة .
قال ابن حجر في فتحه ،بعد عرض هذه الأقوال: ويحتمل أن تتنوع هذه الصفات لصاحب هذه الجناية أو تنقسم أصحاب هذه الجناية فيعذب بعضهم بهذا ،وبعضهم بهذا ،بحسب قوة المفسدة وضعفها .
روى ابن أبي شيبة باسناد حسن، من حديث أبي مالك الأشعري: ((أعظم الغلول عند الله يوم القيامة ،ذراع أرض يسرقه رجل فيطوقه من سبع أرضين)).
فاتقوا الله أيها المسلمون :
اتقوا الله تعالى ،إن حقوق الناس مصانة ،وإن أخذ أملاك الغير جريمة عظمى عند الله عز وجل ،ولو كان شيئاً يسيراً ،يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار ،وحرم عليه الجنة ،فقال رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال: إن كان قضيباً من آراك)) رواه مسلم .
وروى ابن ماجه بسند صحيح ،عن أبي سعيد الخدري قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه ديناً كان عليه ،فاشتد عليه حتى قال له: أحرّج عليك إلا قضيتني ،فانتهره أصحابه وقالوا: ويحك ،ترى من تكلم؟ قال:إني أطلب حقي ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هلا مع صاحب الحق كنتم؟)) ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها: ((إن كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمرنا فنقضي لك)). فقالت نعم بأبي أنت يا رسول الله ،قال فأقرضته فقضى الأعرابي وأطعمه ،فقال الأعرابي: أوفيت أوفى الله لك ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أولئك خيار الناس ،إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير مُتَعتَع)).
هل هذه الأمة الآن مقدسة
الجواب لديكم معروف إن من أسباب عدم قدسيتها ،ومن أسباب ضعفها وتخاذلها ،هو أن الضعيف فيها لا يأخذ حقه ،هكذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع .
أي من غير أن تصيبه أذى
فلو توصل إلى حقه بشكل أو بآخر ،لابد أن يلحقه شيء ،أما أن يخرج من القضية سالماً معافى ،هذا لا يمكن أبداً ،لأنه غالباً لا يتسلط على الناس ،ويأخذ حقوقهم ويسلب أراضيهم ،إلا الأقوياء ،وهؤلاء يصعب مواجهتهم ،ومنافستهم واسترداد الحق منهم ،ولو حصل الاسترداد بشكل أو بآخر كما قلت ،فإن هذا الضعيف لن يسلم. كيف يراد لأمة تأكل الحقوق أن يستقيم أمرها ،وهذا من أبسط الأشياء ،وهو عدم أكل حقوق الضعفاء وعلى التسلط على أراضي الناس ،هذا الأمر معدوم فيها ،إلا من رحم الله. كيف نريد أن نقيم العد
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
حديث من ظلم من الأرض شيئاً
للشيخ/ ناصــر بن محمـــد الأحمـــد
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
ملخص الخطبة :
1- معنى قوله صلى الله عليه وسلم " طوّقه الله من سبع أرَضين " 2- أن العدل وعدم الظلم أساس لقداسة الأمم 3- عقوبة الظلم قد تكون في الدنيا قبل الآخرة 4- عظمة اليمين وتساهل بعض الناس فيها ليأكل الحقوق .
الخطبـــة.الأولـــى.cc
روى البخاري في صحيحه أن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من ظلم من الأرض شيئاً طوقه من سبع أرضين)) وروى أيضاً عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين)).
وروى أيضاً عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين)) والأحاديث في هذا الباب كثيرة ،تدور على أن من أخذ من أرض غيره ولو بمقدار شبر طوق يوم القيامة من سبع أرضين ،وفي رواية: ((إلى سبع أرضين)).
وقد اختلف أهل العلم في هذا التطويق: فقيل أن معناه أنه يكلف نقل ما ظلم منها في يوم القيامة إلى المحشر ويكون كالطوق في عنقه .
لا أنه طوق حقيقة
وقيل أنه يعاقب بالخسف إلى سبع أرضين أي فتكون كل أرض في تلك الحالة طوقاً في عنقه ،وقيل أنه بعد أن ينقل جميعه يجعل الله في عنقه طوقاً ،ويُعظم قدر عنقه حتى يسع ذلك كما ورد في غلظ جلد الكافر ونحو ذلك ،فقد روى الطبري وابن حبان من حديث يعلى بن مرة مرفوعاً: ((أيما رجل ظلم شبراً من الأرض كلفه الله أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين ،ثم يطوقه يوم القيامة حتى يُقضى بين الناس))
ولأبي يعلى بإسناد حسن عن الحكم بن الحارث السلمي مرفوعاً: ((من أخذ من طريق المسلمين شبراً جاء يوم القيامة يحمله من سبع أرضين)) قد يقول قائل ،وكيف يأتي هذا يوم القيامة وهو يحمل هذه الأراضي على ظهره ،ربما تكون عشرات الكيلو مترات أو المئات ،وليس شبراً ،فالجواب ،بأن أحوال الآخرة تختلف عن أحوال الدنيا ،ونظير هذا ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حق مانعي الزكاة وأنه يأتي يوم القيامة يحمل على رقبته إما بعيراً أو شاةً ونحو ذلك.
وقيل أن المراد بالتطويق ،أنه يكلف هذا الإنسان الذي أخذ من أراضي المسلمين يكلف يوم القيامة أن يجعله كالطوق ،ولا يستطيع ذلك ،فيعذب بذلك ،كما جاء في حق من كذب في منامه أن يكلف بأن يعقد شعيرة ،وما هو بقادر.
على كل، نخرج من أقوال أهل العلم بأن هناك عذاباً قاسياً في حق من اقتطع أو أخذ شيئاً من أراضي المسلمين ،ولو بقدر شبر وأن هذه مسألة خطيرة .
قال ابن حجر في فتحه ،بعد عرض هذه الأقوال: ويحتمل أن تتنوع هذه الصفات لصاحب هذه الجناية أو تنقسم أصحاب هذه الجناية فيعذب بعضهم بهذا ،وبعضهم بهذا ،بحسب قوة المفسدة وضعفها .
روى ابن أبي شيبة باسناد حسن، من حديث أبي مالك الأشعري: ((أعظم الغلول عند الله يوم القيامة ،ذراع أرض يسرقه رجل فيطوقه من سبع أرضين)).
فاتقوا الله أيها المسلمون :
اتقوا الله تعالى ،إن حقوق الناس مصانة ،وإن أخذ أملاك الغير جريمة عظمى عند الله عز وجل ،ولو كان شيئاً يسيراً ،يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار ،وحرم عليه الجنة ،فقال رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال: إن كان قضيباً من آراك)) رواه مسلم .
وروى ابن ماجه بسند صحيح ،عن أبي سعيد الخدري قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه ديناً كان عليه ،فاشتد عليه حتى قال له: أحرّج عليك إلا قضيتني ،فانتهره أصحابه وقالوا: ويحك ،ترى من تكلم؟ قال:إني أطلب حقي ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هلا مع صاحب الحق كنتم؟)) ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها: ((إن كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمرنا فنقضي لك)). فقالت نعم بأبي أنت يا رسول الله ،قال فأقرضته فقضى الأعرابي وأطعمه ،فقال الأعرابي: أوفيت أوفى الله لك ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أولئك خيار الناس ،إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير مُتَعتَع)).
هل هذه الأمة الآن مقدسة
الجواب لديكم معروف إن من أسباب عدم قدسيتها ،ومن أسباب ضعفها وتخاذلها ،هو أن الضعيف فيها لا يأخذ حقه ،هكذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع .
أي من غير أن تصيبه أذى
فلو توصل إلى حقه بشكل أو بآخر ،لابد أن يلحقه شيء ،أما أن يخرج من القضية سالماً معافى ،هذا لا يمكن أبداً ،لأنه غالباً لا يتسلط على الناس ،ويأخذ حقوقهم ويسلب أراضيهم ،إلا الأقوياء ،وهؤلاء يصعب مواجهتهم ،ومنافستهم واسترداد الحق منهم ،ولو حصل الاسترداد بشكل أو بآخر كما قلت ،فإن هذا الضعيف لن يسلم. كيف يراد لأمة تأكل الحقوق أن يستقيم أمرها ،وهذا من أبسط الأشياء ،وهو عدم أكل حقوق الضعفاء وعلى التسلط على أراضي الناس ،هذا الأمر معدوم فيها ،إلا من رحم الله. كيف نريد أن نقيم العد
ل في غيرنا ،وفي أنفسنا مفقود .
هل يجرؤ أحد أن يخاطب أحد أكل حقه أو سلب أرضه ،أن يُخاطب كما خاطب ذلك الأعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أبداً ،هذا رسول الله ،أفضل الخلق وأكرم الخلق يأتيه صاحب الحق ،ويقول له: أحرج عليك إلا قضيتني ،وعندما ينتهره أصحابه ،يعترض المصطفى صلى الله عليه وسلم ،ويقول: ((هلا مع صاحب الحق كنتم)). هكذا العدل في الإسلام ،وهذه شريعة الله وما سواها فباطل مردود على أصحابها .
إن الكبر والغرور يبلغ ببعض الناس
إلى درجة أنه لا يرضى أن يكلمه أحد ،أو أن يناقشه أحد، كل ما أراده أخذه ،وكل ما راق له سلبه، إنها شريعة الغاب ،بحدها وحديدها. إنه يخشى على مجتمع هذا وضعه ،أن ينهار ويسقط فجأة ،لأن أبسط مقومات البقاء مهلهل فيها ،جدارها متصدع ، وأساسها هش، فأين البقاء والدوام؟
أيها المسلمون: على الرغم من وضوح هذه الحقائق ،وعلى الرغم من سهولة إقامة العدل بين الناس ،وإرجاع المظالم إلى أصحابها ،إلا أن هناك بعض الناس يبيع دينه بأبخس ثمن ،ويأكل حقوق الناس بالباطل وهو ذاهل عن المصير المظلم الذي ينتظره .
أما في الدنيا ،فقد يرفع هذا المسلوبَ أرضاً أو حقاً يَده إلى السماء ،فيدعو على خصمه فيهلكه الله عز وجل في الدنيا أمام الناس ،ويجعله عبرة لمن أراد الإعتبار. وقد ذكر الحافظ بن حجر رحمه الله هذه القصة عندما شرح الأحاديث التي قرأتها عليكم أول الخطبة
فيقول أنه كانت هناك امرأة يقال لها أروى بنت أويس ،شكت الصحابي الجليل سعيد بن زيد رضي الله عنه – أحد العشرة المبشرين بالجنة - شكته إلى مروان بن الحكم أمير المدينة ،وقالت إنه أخذ شيئاً من أرضها ،فقال سعيد رضي الله عنه: أنا آخذ شيئاً من أرضها بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ذلك ،فقال له مروان ،وماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعته يقول: ((من اقتطع شبراً من أرض طُوقه يوم القيامة من سبع أرضين)) فقال مروان: لا أسألك بعد هذا بينة ،يكفيني قولك هذا ،فقال سعيد رضي الله عنه: اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واجعل قبرها في دارها ،وفي رواية واجعل ميتتها في هذه الأرض ،قال راوي الحديث عروة بن الزبير قال فو الله لقد عمي بصرها حتى رأيتها امرأة مسنة تلتمس الجدران بيديها، وكانت في هذه الأرض بئر ،وكانت تمشي في أحد الأيام فسقطت في البئر وكان ذلك البئر قبرها.
فماذا ينتظر الظلمة؟ وهل ينتظر من سلبوا الفقراء والمساكين أراضيهم ومزارعهم ليس شبراً من أرض ،بل أمتار وأمتار ،إلا أن تكون نهايتهم كأروى بنت أويس ،هل ينتظرون إلا أن يدعو عليهم أصحاب الحقوق ،فيصابوا ببلية في أولادهم أو أهليهم أو أموالهم لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع.
إن ليل الظلم لن يستمر
وثوب العار سوف يتمزق ،وشمس الحق سوف يشرق وأعداء الله مهما مكروا فإن الله سيستدرجهم من حيث لا يعلمون .
إن أول من يتخلى عن الظالم شيطانه وأول من يفضحه أقرانه وأعوانه .
والناس مصالح - والله غالب على أمره ،ولكن أكثر الناس لا يعلمون ،هذا في الدنيا ،أما في الآخرة: فقد روى مسلم في صحيحه قوله عليه الصلاة والسلام: ((لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ،حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)).
((من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم ،قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ،إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)) رواه البخاري.
((أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ،قال إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة ،بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا ،وقذف هذا ،وأكل مال هذا ،وسفك دم هذا ،وضرب هذا ،فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ،فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)) رواه مسلم.
أقول قولي هذا . . .
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
أما بعـــد: روى مسلم في صحيحه
أنه جاء رجل من حضرموت ،ورجل من كِنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحضرمي: يا رسول الله إن هذا قد غلبني على أرض لي كانت لأبي ،فقال الكندي: هي أرض في يدي أزرعها ليس له فيها حق ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحضرمي: ((ألك بينة؟قال: لا قال: فلك يمينه ،قال: يا رسول الله ،إن الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه ،وليس يتورع من شيء فقال: ليس لك منه إلا ذلك ،فانطلق ليحلف ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أدبر:أما لئن حلف على ماله ليأكله ظلماً ،ليلقَين الله وهو عنه معرض)).
إن هناك فئة من الناس، لا يتورع عن شيء ، فهو مستعد أن يحلف الأيمان تلو الأيمان بأن هذا له ،المهم أن يأخذ ،وكم في عالم القضاء اليوم من أيمان فاجرة ،وشهادات زور وشاوى تدفع لفاقدي الذمة والأمانة ،لكي تبتذ أموال وحقوق الضعفاء والمساكين ،والقاضي ليس له إلا الظاهر ،فإذا حلف من أمامه ،فهو ملزم بقبول حلفه ،وهذا لا يعني بأن القاضي لو حكم له بشيء أنه أصبح حقاً له ،بل هو سحت ونار يأكله في بط
هل يجرؤ أحد أن يخاطب أحد أكل حقه أو سلب أرضه ،أن يُخاطب كما خاطب ذلك الأعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أبداً ،هذا رسول الله ،أفضل الخلق وأكرم الخلق يأتيه صاحب الحق ،ويقول له: أحرج عليك إلا قضيتني ،وعندما ينتهره أصحابه ،يعترض المصطفى صلى الله عليه وسلم ،ويقول: ((هلا مع صاحب الحق كنتم)). هكذا العدل في الإسلام ،وهذه شريعة الله وما سواها فباطل مردود على أصحابها .
إن الكبر والغرور يبلغ ببعض الناس
إلى درجة أنه لا يرضى أن يكلمه أحد ،أو أن يناقشه أحد، كل ما أراده أخذه ،وكل ما راق له سلبه، إنها شريعة الغاب ،بحدها وحديدها. إنه يخشى على مجتمع هذا وضعه ،أن ينهار ويسقط فجأة ،لأن أبسط مقومات البقاء مهلهل فيها ،جدارها متصدع ، وأساسها هش، فأين البقاء والدوام؟
أيها المسلمون: على الرغم من وضوح هذه الحقائق ،وعلى الرغم من سهولة إقامة العدل بين الناس ،وإرجاع المظالم إلى أصحابها ،إلا أن هناك بعض الناس يبيع دينه بأبخس ثمن ،ويأكل حقوق الناس بالباطل وهو ذاهل عن المصير المظلم الذي ينتظره .
أما في الدنيا ،فقد يرفع هذا المسلوبَ أرضاً أو حقاً يَده إلى السماء ،فيدعو على خصمه فيهلكه الله عز وجل في الدنيا أمام الناس ،ويجعله عبرة لمن أراد الإعتبار. وقد ذكر الحافظ بن حجر رحمه الله هذه القصة عندما شرح الأحاديث التي قرأتها عليكم أول الخطبة
فيقول أنه كانت هناك امرأة يقال لها أروى بنت أويس ،شكت الصحابي الجليل سعيد بن زيد رضي الله عنه – أحد العشرة المبشرين بالجنة - شكته إلى مروان بن الحكم أمير المدينة ،وقالت إنه أخذ شيئاً من أرضها ،فقال سعيد رضي الله عنه: أنا آخذ شيئاً من أرضها بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ذلك ،فقال له مروان ،وماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعته يقول: ((من اقتطع شبراً من أرض طُوقه يوم القيامة من سبع أرضين)) فقال مروان: لا أسألك بعد هذا بينة ،يكفيني قولك هذا ،فقال سعيد رضي الله عنه: اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واجعل قبرها في دارها ،وفي رواية واجعل ميتتها في هذه الأرض ،قال راوي الحديث عروة بن الزبير قال فو الله لقد عمي بصرها حتى رأيتها امرأة مسنة تلتمس الجدران بيديها، وكانت في هذه الأرض بئر ،وكانت تمشي في أحد الأيام فسقطت في البئر وكان ذلك البئر قبرها.
فماذا ينتظر الظلمة؟ وهل ينتظر من سلبوا الفقراء والمساكين أراضيهم ومزارعهم ليس شبراً من أرض ،بل أمتار وأمتار ،إلا أن تكون نهايتهم كأروى بنت أويس ،هل ينتظرون إلا أن يدعو عليهم أصحاب الحقوق ،فيصابوا ببلية في أولادهم أو أهليهم أو أموالهم لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع.
إن ليل الظلم لن يستمر
وثوب العار سوف يتمزق ،وشمس الحق سوف يشرق وأعداء الله مهما مكروا فإن الله سيستدرجهم من حيث لا يعلمون .
إن أول من يتخلى عن الظالم شيطانه وأول من يفضحه أقرانه وأعوانه .
والناس مصالح - والله غالب على أمره ،ولكن أكثر الناس لا يعلمون ،هذا في الدنيا ،أما في الآخرة: فقد روى مسلم في صحيحه قوله عليه الصلاة والسلام: ((لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ،حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)).
((من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم ،قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ،إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)) رواه البخاري.
((أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ،قال إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة ،بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا ،وقذف هذا ،وأكل مال هذا ،وسفك دم هذا ،وضرب هذا ،فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ،فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)) رواه مسلم.
أقول قولي هذا . . .
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
أما بعـــد: روى مسلم في صحيحه
أنه جاء رجل من حضرموت ،ورجل من كِنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحضرمي: يا رسول الله إن هذا قد غلبني على أرض لي كانت لأبي ،فقال الكندي: هي أرض في يدي أزرعها ليس له فيها حق ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحضرمي: ((ألك بينة؟قال: لا قال: فلك يمينه ،قال: يا رسول الله ،إن الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه ،وليس يتورع من شيء فقال: ليس لك منه إلا ذلك ،فانطلق ليحلف ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أدبر:أما لئن حلف على ماله ليأكله ظلماً ،ليلقَين الله وهو عنه معرض)).
إن هناك فئة من الناس، لا يتورع عن شيء ، فهو مستعد أن يحلف الأيمان تلو الأيمان بأن هذا له ،المهم أن يأخذ ،وكم في عالم القضاء اليوم من أيمان فاجرة ،وشهادات زور وشاوى تدفع لفاقدي الذمة والأمانة ،لكي تبتذ أموال وحقوق الضعفاء والمساكين ،والقاضي ليس له إلا الظاهر ،فإذا حلف من أمامه ،فهو ملزم بقبول حلفه ،وهذا لا يعني بأن القاضي لو حكم له بشيء أنه أصبح حقاً له ،بل هو سحت ونار يأكله في بط
نه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، أقضى له على نحو ما أسمع منه ،فمن قضيت له بشيء من حق أخيه ،فإنما أقطع له قطعة من النار)) رواه البخاري ومسلم. فلنتق الله أيها المسلمون ،اتقوا الله تعالى ،واحذروا حقوق الآخرين ،فإن الشبر من الأرض يطوق به صاحبه إلى سبع أرضين يوم القيامة ،وهذا كلام عام للجميع وخصوصاً من لهم تعامل في الأرض بيعاً وشراءً ،فإنه يحصل فيها هذه الأمور الشيء الكثير ،خصوصاً إذا لم تكن الأمور محددة بالضبط.ويحصل أكثر ،في المزارع المتجاورة ،فإن المد والجزر يحصل فيها أكثر مما يحصل في الأراضي السكنية.فلينتبه أصحاب العقار من لهم تعامل.
ثم إن الاقتطاع ليس منحصراً في الأراضي فحسب ،وأننا لو تحكمنا وضبطنا هذا الباب فقد أقمنا العدل في المجتمع ،كلا ،فإن الموظف بإمكانه أن يقتطع من الحرام ،لو أراد ذلك، وبعضهم مُريد لذلك. والجار بإمكانه أن يقتطع من حق جاره، ويظلمه ويؤذيه ،والبعض يفعل ذلك، وهكذا .
لكن أذكر بقضيتين أركز عليهما ولا أريد أن أنهي الخطبة إلا وهما واضحتان: الأولى وهو أن ظهور أمثال هذه الظواهر في المجتمع ،مؤشر خطير ،لو كثر التعدي ،وكثر هضم حقوق الآخرين ،وكثر التسلط على المسلمين ،فإن هذا منذر بليل قد ادلهم ظلامه .
لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع. فلنسعى جادين وليساهم كل منا ،بقدر استطاعته ،وفي حدود إمكانه وولايته ،لرفع الظلم ،ومنع التعدي ،وألا نرضى بذلك، ولو حصل التعدي والتسلط ممن لهم شوكة ومنعة فسكوت المجتمع يعني الدمار على الجميع ،فالذي يريد أن يسلم لابد أن ينكر ،إما بيده إن كان قادراً أو بلسانه ،إما مشافهة أو كتابة ،أو بأية وسيلة ،المهم أن لا ندع هذا المرض يستشري ،ويصبح التعدي والتسلط والأخذ أمراً مسلماً به. فإنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع.
اللهم إنا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا ،وتجمع بها شملنا وتلم.
اللهم آمنا في أوطاننا.
اللهم ولي علينا خيارنا
ولا تولي علينا شرارنا.
القضية الثانية :
هو أنه إذا كان أخذ شبر من الأرض ،يكون هذا جرمه وجزاءه عند الله. فكيف بالذي يتنازل عن الأرض كله ،كيف بالذي يسلم الأرض كله لأعداء الله، من يهود، ويسلم مع الأرض رقاب من على تلك الأرض، والله المستعان .
من اقتطع شبراً من أرض
طوقه الله يوم القيامة إلى سبع أراضين .
فكيف بمن اقتطع الأرض كله وأخذ ثمنها وتقاسمها هو وزبانيته هذا بماذا يطوق؟ ويقول ويصرح عن أعداء الله ورسوله أنهم أبرياء. نسأل الله جل وعلا أن يطوق كل ظالم وخائن ببلية في الدنيا إذا لم يتب. وأن يطوق في قبره بسبع حيات تكون طوقاً له إلى يوم القيامة .
=======================
ثم إن الاقتطاع ليس منحصراً في الأراضي فحسب ،وأننا لو تحكمنا وضبطنا هذا الباب فقد أقمنا العدل في المجتمع ،كلا ،فإن الموظف بإمكانه أن يقتطع من الحرام ،لو أراد ذلك، وبعضهم مُريد لذلك. والجار بإمكانه أن يقتطع من حق جاره، ويظلمه ويؤذيه ،والبعض يفعل ذلك، وهكذا .
لكن أذكر بقضيتين أركز عليهما ولا أريد أن أنهي الخطبة إلا وهما واضحتان: الأولى وهو أن ظهور أمثال هذه الظواهر في المجتمع ،مؤشر خطير ،لو كثر التعدي ،وكثر هضم حقوق الآخرين ،وكثر التسلط على المسلمين ،فإن هذا منذر بليل قد ادلهم ظلامه .
لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع. فلنسعى جادين وليساهم كل منا ،بقدر استطاعته ،وفي حدود إمكانه وولايته ،لرفع الظلم ،ومنع التعدي ،وألا نرضى بذلك، ولو حصل التعدي والتسلط ممن لهم شوكة ومنعة فسكوت المجتمع يعني الدمار على الجميع ،فالذي يريد أن يسلم لابد أن ينكر ،إما بيده إن كان قادراً أو بلسانه ،إما مشافهة أو كتابة ،أو بأية وسيلة ،المهم أن لا ندع هذا المرض يستشري ،ويصبح التعدي والتسلط والأخذ أمراً مسلماً به. فإنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع.
اللهم إنا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا ،وتجمع بها شملنا وتلم.
اللهم آمنا في أوطاننا.
اللهم ولي علينا خيارنا
ولا تولي علينا شرارنا.
القضية الثانية :
هو أنه إذا كان أخذ شبر من الأرض ،يكون هذا جرمه وجزاءه عند الله. فكيف بالذي يتنازل عن الأرض كله ،كيف بالذي يسلم الأرض كله لأعداء الله، من يهود، ويسلم مع الأرض رقاب من على تلك الأرض، والله المستعان .
من اقتطع شبراً من أرض
طوقه الله يوم القيامة إلى سبع أراضين .
فكيف بمن اقتطع الأرض كله وأخذ ثمنها وتقاسمها هو وزبانيته هذا بماذا يطوق؟ ويقول ويصرح عن أعداء الله ورسوله أنهم أبرياء. نسأل الله جل وعلا أن يطوق كل ظالم وخائن ببلية في الدنيا إذا لم يتب. وأن يطوق في قبره بسبع حيات تكون طوقاً له إلى يوم القيامة .
=======================
*صـــــلاة الفـــــــــــجر*
يامن تسهرون الليل ثم تنامون عن صلاة الفجر اسمعوا قوله تعالى :-
قال الله تعالى :-
" فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " ^
. اهل الفجر فئة موفقة، وجوههم مسفرة ، وجباههم مشرقة ، وأوقاتهم مباركة ، فإن كنت منهم فاحمد الله على فضله ، وإن لم تكن منهم فادعو الله أن يجعلك منهم .
ما أجمل ( الفجر )
( فريضته ) : تجعلك في ذمة الله ،،
و( سنته ) : خير من الدنيا ومافيها ،،
و( قرآنه ) : مشهود
( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا )
أخي الكريم أختي الكريمه: ·من عاش على شىء مات عليه.. ومن مات على شىء بـُعِثَ عليه . ·إذا قرأت هذه الرساله كسبت ثوابها، وإن عممتها وانتفع الآخرون بما فيها تضاعف الأجر إن شاء الله. .
لا تكتم علماً خيراً تجزى به ♡
✋أبشر يا مصلي الفجر✋
👈 صلاة الفجر امتحان
بل أول امتحان يخوضه كلٌّ مِنَّا صباح كل يوم ،
لينجح فيه من وثب من فراشه صافًا قدميه بين المصلين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
👈 إذا دخلت لصلاة الفجر ورأيت قلة المصلين فاعلم أن الله اصـطفاك .. من بين عـباده ..
هنيئا والله لمن صلى الفجر في جماعة فإنه في ذمة الله حتى يمسي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
👈 صلاة الفجر في الظلم
منجاة للقوم من النقم
فكم داوت من عانى من سقم وشرحت صدرا كان به حمم
فقوموا لها بصدق وهمم
وابشروا بنور في جنة النعم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
👞 حذاء فقير بالمسجد فجراً ,
قد يبدو أجمل من تاج ملك نآئم 👑.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
👈 هنيئاً لمن حافظ على صلاة الفجر ..
لم تُوقظه مدرسة أو جامعة أو عمل إنما هو حب ملك الملوك أنار قلبه فحرّك جوارحه !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
☝أبشر يامصلي الفجر في جماعه :
بحفظ الله ورعايته لك
( من صل الفجر في جماعه فهو في ذمة الله )
☝أبشر يامصلي الفجر :
بارتفاع درجاتك يوم القيامه وحطت خطاياك بسبب المشي آلى المساجد.
☝أبشر يامصلي الفجر في جماعه : بالبشارة لك بالجنة
( من صلى البردين دخل الجنة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
👈إذا كنت تنام متى ما شئت ، وتقوم متى ما شئت دون أي مراعاة للصلاة في وقتها ؟ستبقى في دائرة الأحزان ما دامت الصلاة ليست في دائرة اهتمامك
👌🏼👌🏼👌🏼
يامن تسهرون الليل ثم تنامون عن صلاة الفجر اسمعوا قوله تعالى :-
قال الله تعالى :-
" فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " ^
. اهل الفجر فئة موفقة، وجوههم مسفرة ، وجباههم مشرقة ، وأوقاتهم مباركة ، فإن كنت منهم فاحمد الله على فضله ، وإن لم تكن منهم فادعو الله أن يجعلك منهم .
ما أجمل ( الفجر )
( فريضته ) : تجعلك في ذمة الله ،،
و( سنته ) : خير من الدنيا ومافيها ،،
و( قرآنه ) : مشهود
( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا )
أخي الكريم أختي الكريمه: ·من عاش على شىء مات عليه.. ومن مات على شىء بـُعِثَ عليه . ·إذا قرأت هذه الرساله كسبت ثوابها، وإن عممتها وانتفع الآخرون بما فيها تضاعف الأجر إن شاء الله. .
لا تكتم علماً خيراً تجزى به ♡
✋أبشر يا مصلي الفجر✋
👈 صلاة الفجر امتحان
بل أول امتحان يخوضه كلٌّ مِنَّا صباح كل يوم ،
لينجح فيه من وثب من فراشه صافًا قدميه بين المصلين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
👈 إذا دخلت لصلاة الفجر ورأيت قلة المصلين فاعلم أن الله اصـطفاك .. من بين عـباده ..
هنيئا والله لمن صلى الفجر في جماعة فإنه في ذمة الله حتى يمسي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
👈 صلاة الفجر في الظلم
منجاة للقوم من النقم
فكم داوت من عانى من سقم وشرحت صدرا كان به حمم
فقوموا لها بصدق وهمم
وابشروا بنور في جنة النعم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
👞 حذاء فقير بالمسجد فجراً ,
قد يبدو أجمل من تاج ملك نآئم 👑.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
👈 هنيئاً لمن حافظ على صلاة الفجر ..
لم تُوقظه مدرسة أو جامعة أو عمل إنما هو حب ملك الملوك أنار قلبه فحرّك جوارحه !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
☝أبشر يامصلي الفجر في جماعه :
بحفظ الله ورعايته لك
( من صل الفجر في جماعه فهو في ذمة الله )
☝أبشر يامصلي الفجر :
بارتفاع درجاتك يوم القيامه وحطت خطاياك بسبب المشي آلى المساجد.
☝أبشر يامصلي الفجر في جماعه : بالبشارة لك بالجنة
( من صلى البردين دخل الجنة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
👈إذا كنت تنام متى ما شئت ، وتقوم متى ما شئت دون أي مراعاة للصلاة في وقتها ؟ستبقى في دائرة الأحزان ما دامت الصلاة ليست في دائرة اهتمامك
👌🏼👌🏼👌🏼
🎤
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
فــــتن آخــــــــــــر الــــزمــــــــــــان
للشيــــخ/ محمــــد صــــالـــح المنــجــــد
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
أهداف وعناصر الخطبة :
1/ الابتلاء سنة كونية 2/ معاني الفتنة في القرآن 3/ تأثير الفتن لدى جموع الناس 4/ ضرورة وعي المسلم لما يدور حوله من أحداث 5/ مسائل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد 6/ فتنة وسائل الإعلام 7/ ضرورة العودة للكتاب والسنة
الخطبــــة.الاولــــى.cc
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد: فإن الله -سبحانه وتعالى- خلق خلقه ليبتليهم: (خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) [الملك: 2]، وهذا الابتلاء والاختبار لحكمة عظيمة من الله -سبحانه وتعالى-؛ ولذلك فإن ربنا -عز وجل- يقدّر فتنًا تمحص العباد وتبين الحقائق وتظهر المعادن، وهكذا سلعة الله غالية، لا يدخلها إلا من وفقه الله -عز وجل- للنجاح في هذا الابتلاء الذي يبتلي به العباد.
وإذا نظرنا إلى الفتن في القرآن الكريم فإننا نجد هذا المعنى في مقدمتها، الفتنة بمعنى الابتلاء والاختبار كما قال تعالى عن موسى -عليه السلام-: (وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا) [طه: 40]، أي ابتليناك واختبرناك، وقال سبحانه: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) [العنكبوت: 2]، أحسبوا أن نتركهم بلا اختبار ولا ابتلاء، وهكذا يختبرهم بأمور كثيرة من الشدة والرخاء، والمال والنساء، والحسب والنسب، والحرب والأمن، والشدة والخوف، وتأتي الفتنة بمعنى العذاب، كقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)، أي عذبوهم وحرقوهم، وقال -عز وجل-: (إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا) أي أوذوا وعُذِّبوا.
والفتنة تأتي في القرآن بمعنى الشرك والكفر كقوله: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ) [البقرة: 193]، أي لا يكون شرك، وقال: (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) [البقرة: 191]، وتأتي بمعنى القتل أيضًا كقوله -عزّ وجل-: (إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) [النساء: 101]، وتأتي بمعنى الصد عن سبيل الله كقوله: (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ) [المائدة: 49]، وتأتي بمعنى اشتباه الحق بالباطل كقوله: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) [الأنفال: 73]،
وهذا الاشتباه جاء في حديث: "ستكون فتن؛ القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي"، وهي أيضًا تأتي بمعنى اختلاف الناس وعدم اجتماع قلوبهم كقوله تعالى: (وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ) [التوبة: 47]، أي يوقعون الخلاف بينكم.
وإذا نظرنا في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وجدنا أن الفتن لها أوصاف، منها كبار ومنها صغار كما جاء في حديث حذيفة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئًا، ومنهن فتن كرياح الصيف، منها صغار ومنها كبار".
وكذلك فإن الفتن تحدث انتكاسًا للناس؛ فيرى الرجل حلالاً ما كان يراه حرامًا والعكس، وأيضًا فإنه تتفاقم وتزداد وتكثر وتعظم كما دل عليه الحديث: "إن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاءٌ وأمورٌ تنكرونها، وتجيء فتنةٌ فيرقق بعضها بعضًا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه". يعني تكون الأولى أهون من الثانية، وتُنسي شدة الثانية هول الأولى.
والفتنة تكون في زمان ومكان يصل لدرجة أن يتمنى بعض الناس الموت، كقوله -عليه الصلاة والسلام-: "لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه". وهذا حال المؤمن الذي يصل به الخوف على ذهاب دينه وغلبة الباطل وأهله وظهور المعاصي والمنكرات، لدرجة أنه يتمنى أن يموت الآن قبل أن يفتن، فإنه يرى أن الموت خير له من أن يفتن في دينه.
هذه الفتنة تقلب القلوب، ولذلك قال لنا: "بادروا بالأعمال فتننًا"، اعملوا بالصالحات الآن، تصدقوا قبل أن لا تتصدقوا، صوموا قبل أن تشغلوا، "بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل".
فهذا يدل على تقلب دين الناس صباحًا ومساءً، ليلاً ونهارًا؛ لأنه قال: "يصبح الرجل مؤمنًا ويمسى كافرًا". الانقلاب حصل في الصباح، يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، الانقلاب والانتكاس حصل في المساء أو في الليل.
ومن صفات الفتن أنها تذهب بعقول الرجال في وقت من الأوقات كما قال -عليه الصلاة والسلام-: "يقتل بعضك
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
فــــتن آخــــــــــــر الــــزمــــــــــــان
للشيــــخ/ محمــــد صــــالـــح المنــجــــد
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
أهداف وعناصر الخطبة :
1/ الابتلاء سنة كونية 2/ معاني الفتنة في القرآن 3/ تأثير الفتن لدى جموع الناس 4/ ضرورة وعي المسلم لما يدور حوله من أحداث 5/ مسائل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد 6/ فتنة وسائل الإعلام 7/ ضرورة العودة للكتاب والسنة
الخطبــــة.الاولــــى.cc
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد: فإن الله -سبحانه وتعالى- خلق خلقه ليبتليهم: (خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) [الملك: 2]، وهذا الابتلاء والاختبار لحكمة عظيمة من الله -سبحانه وتعالى-؛ ولذلك فإن ربنا -عز وجل- يقدّر فتنًا تمحص العباد وتبين الحقائق وتظهر المعادن، وهكذا سلعة الله غالية، لا يدخلها إلا من وفقه الله -عز وجل- للنجاح في هذا الابتلاء الذي يبتلي به العباد.
وإذا نظرنا إلى الفتن في القرآن الكريم فإننا نجد هذا المعنى في مقدمتها، الفتنة بمعنى الابتلاء والاختبار كما قال تعالى عن موسى -عليه السلام-: (وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا) [طه: 40]، أي ابتليناك واختبرناك، وقال سبحانه: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) [العنكبوت: 2]، أحسبوا أن نتركهم بلا اختبار ولا ابتلاء، وهكذا يختبرهم بأمور كثيرة من الشدة والرخاء، والمال والنساء، والحسب والنسب، والحرب والأمن، والشدة والخوف، وتأتي الفتنة بمعنى العذاب، كقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)، أي عذبوهم وحرقوهم، وقال -عز وجل-: (إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا) أي أوذوا وعُذِّبوا.
والفتنة تأتي في القرآن بمعنى الشرك والكفر كقوله: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ) [البقرة: 193]، أي لا يكون شرك، وقال: (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) [البقرة: 191]، وتأتي بمعنى القتل أيضًا كقوله -عزّ وجل-: (إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) [النساء: 101]، وتأتي بمعنى الصد عن سبيل الله كقوله: (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ) [المائدة: 49]، وتأتي بمعنى اشتباه الحق بالباطل كقوله: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) [الأنفال: 73]،
وهذا الاشتباه جاء في حديث: "ستكون فتن؛ القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي"، وهي أيضًا تأتي بمعنى اختلاف الناس وعدم اجتماع قلوبهم كقوله تعالى: (وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ) [التوبة: 47]، أي يوقعون الخلاف بينكم.
وإذا نظرنا في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وجدنا أن الفتن لها أوصاف، منها كبار ومنها صغار كما جاء في حديث حذيفة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئًا، ومنهن فتن كرياح الصيف، منها صغار ومنها كبار".
وكذلك فإن الفتن تحدث انتكاسًا للناس؛ فيرى الرجل حلالاً ما كان يراه حرامًا والعكس، وأيضًا فإنه تتفاقم وتزداد وتكثر وتعظم كما دل عليه الحديث: "إن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاءٌ وأمورٌ تنكرونها، وتجيء فتنةٌ فيرقق بعضها بعضًا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه". يعني تكون الأولى أهون من الثانية، وتُنسي شدة الثانية هول الأولى.
والفتنة تكون في زمان ومكان يصل لدرجة أن يتمنى بعض الناس الموت، كقوله -عليه الصلاة والسلام-: "لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه". وهذا حال المؤمن الذي يصل به الخوف على ذهاب دينه وغلبة الباطل وأهله وظهور المعاصي والمنكرات، لدرجة أنه يتمنى أن يموت الآن قبل أن يفتن، فإنه يرى أن الموت خير له من أن يفتن في دينه.
هذه الفتنة تقلب القلوب، ولذلك قال لنا: "بادروا بالأعمال فتننًا"، اعملوا بالصالحات الآن، تصدقوا قبل أن لا تتصدقوا، صوموا قبل أن تشغلوا، "بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل".
فهذا يدل على تقلب دين الناس صباحًا ومساءً، ليلاً ونهارًا؛ لأنه قال: "يصبح الرجل مؤمنًا ويمسى كافرًا". الانقلاب حصل في الصباح، يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، الانقلاب والانتكاس حصل في المساء أو في الليل.
ومن صفات الفتن أنها تذهب بعقول الرجال في وقت من الأوقات كما قال -عليه الصلاة والسلام-: "يقتل بعضك
م بعضًا، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته"، فقال بعض القوم: يا رسول الله: ومعنا عقولنا ذلك اليوم!! فقال: "لا، تنزع عقول أكثر ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس". يعني لا قيمة لهم، بمنزلة الغبار. رواه أحمد ورواته ثقات.
وهذه الفتن تقع وتتطور وتخرج عن حدود السيطرة ويعرفها العلماء إذا أقبلت، والجهلاء والعامة لا يعرفونها إذا أدبرت، وتتزين في مباديها لتغري بالتورط فيها كقوله -عليه الصلاة والسلام-: "من تشرف لها تستشرفه"، وكذلك فإن فيها انتكاسًا للفطر، تأتي الفتنة العمياء الصماء المسبقة التي يصير الناس فيه كالأنعام، وهذا كلام علي -رضي الله عنه- في حديث موقوف صحيح رواته ثقات له حكم الرفع.
وأيضًا تأتي أنواع من الفتن لا تدع بيتًا إلا دخلته كما -قال عليه الصلاة والسلام-: "وفتنة يدخل حربها بيت كل مسلم". وأيضًا لا تدع أحدًا إلا لطمته، وكذلك فإنها تقلب القلوب وتجعل فيها النكت السوداء حتى تصبح منتكسة، وأما قلوب أهل الإيمان فإنها تبقى صافية نقية لا يتشربها شيء من دخان هذه الفتن.
عباد الله: إن قواعد الدين وواجباته تفرض على المسلم أن يعي ما يدور حوله، وأن يعرف الموقف الشرعي من ذلك، وإذا نظرت في هذه الأحداث الكثيرة وهذه المستجدات فإنك تجد فيها أنواعًا بحيث لا يمكن أن تطلق عليها حكمًا واحدًا، ولا أن تقف منها موقفًا واحدًا، ولا أن تعمم عليها كلامًا واحدًا؛ ولذلك فإن معنى الاختلاط والاشتباه في الفتنة قائم الآن، والله تعالى يبتلي أهل العلم، يبتلي قادة الدعوة والعلم من المسلمين في المواقف، ويمتحنهم بما يجريه من الأقدار، ماذا يفهمون؟! وكيف يحكمون؟! وبأي شيء يتكلمون؟! عن ماذا يصدرون؟! ماذا يقولون وماذا يعلمون؟! وهذه من أعظم المسؤوليات الشرعية، ابتلاء العالم والداعي إلى الله بهذه الأقدار الإلهية التي ينظر ربنا فيها ماذا يقولون وماذا يعملون؟!
وفي الحقيقة –يا عباد الله- فإن حجم المسؤولية الشرعية الملقاة على أهل العلم ضخمة جدًا، لا يعين على هذا إلا الله -عز وجل-، وقد فاوت الله تعالى بينهم في مقدار ما عرفوه من الكتاب والسنة، وفي النور الذي قسمه في قلوبهم وفي عقولهم عمقًا وفهمًا وإحاطةً وتقديرًا وهكذا.
ولذلك فإن الخطأ وارد، وأيضًا اللبس حاصل، وقد يكون مِنْ عقل بعضهم أن يتوقف عن إصدار حكم لأنه لم يتبين له الحق فيه، وهذا موقف شرعي صحيح، فإن الله لا يكلف عالمًا أن يقول ما يعلمه، أو أن يحكم على ما لم يفهمه، أو يجزم بشيء في أمر لم يتضح له بعد.
ولذلك فإن التريث والتأني مطلوب، وأيضًا مناصحة العموم أمر مطلوب؛ لأن الرأي في الأحداث الكبار يصعب أن يصدر عن واحد، وأيضًا فإن التعميم في كثير من الأحيان يكون خاطئًا، فقد يكون في مكان يفسر فيه بشيء ويحكم بشيء وهو في مكان آخر يحكم عليه بشيء آخر، وإن من الفتنة حدوث الالتباس، فيسمى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتنة لا يصح الخوض فيها.
وكذلك يمكن أن يسمى الجهاد فتنة كما فعل المنافقون: (ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي) [التوبة: 49]، ائذن لي في التخلف عن الجهاد في سبيل الله، ولا تفتتني في نساء الروم، وهذه حجة واهية يا عباد الله.
ولذلك يجب أن تبقى الأمور الشرعية بأسمائها، فيبقى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتغيير المنكر، حكمًا قائمًا شرعيًا يجب العمل به: "من رأى منكم منكرًا فليغيره"، تبقى نصرة المسلم لأخيه المسلم قائمة: "انصر أخاك"، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: "لا يسلمه لا يخذله".
يبقى التعاون على البر والتقوى قاعدة شرعية، يبقى الجهاد في سبيل الله أمرًا حقيقًا لا يمكن أن يعزل أو يلغى، وكذلك العمل بقواعد المصالح والترجيح في المصلحة والمفسدة وخير الخيرين وشر الشرين وموازنة الأعمال، وحساب العواقب يكون في غاية الأهمية، وكلام العلماء في هذه الموازنات فيه عمق كبير وذكاء مستنير، وهذا كلام بعضهم على سبيل المثال؛ قال الشوكاني -رحمه الله-: " ويجب إعانة الظالم على إقامة معروف أو إزالة منكر، والأقل ظلمًا على إزالة الأكثر، مهما وقف على الرأي ولم يود إلى قوة ظلمه".
وقال: "لقد قررنا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الفرائض الإسلامية، وأهم الواجبات الدينية، والظالم -يعني المسلم المتلبس بالمعصية- والظالم إذا قام بذلك فقد قام بحق، وإذا احتاج إلى من يعينه على ذلك كانت إعانته واجبة؛ لأنها إعانة على حق، وقيامًا لأجل الحق، لا لأجل الظالم نفسه، ومعلوم أن الحق لا يخفى".
إذًا لو قام ظالم بشيء من الشرع يعان، لا لأجل أنه ظالم، ولكن لأجل الشرع الذي يقوم به، وقال أيضًا: "ومن هذا القبيل إعانة الأقل ظلمًا من الفسقة على الأكثر ظلمًا إذا كان يندفع بهذه الإعانة ظلم الأكثر ظلمًا أو بعضه، فإن هذا داخل تحت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
عباد الله: إن معرفة الحكم الشرعي في الأشياء مهم في اتخاذ الموقف منها، والقتال على سبيل المثال أنواع؛ فهناك قتال بحقٍّ كالجهاد في سبيل الله، والقتال مع الإمام العدل ضد من خرج عليه، وكذلك هنالك قت
وهذه الفتن تقع وتتطور وتخرج عن حدود السيطرة ويعرفها العلماء إذا أقبلت، والجهلاء والعامة لا يعرفونها إذا أدبرت، وتتزين في مباديها لتغري بالتورط فيها كقوله -عليه الصلاة والسلام-: "من تشرف لها تستشرفه"، وكذلك فإن فيها انتكاسًا للفطر، تأتي الفتنة العمياء الصماء المسبقة التي يصير الناس فيه كالأنعام، وهذا كلام علي -رضي الله عنه- في حديث موقوف صحيح رواته ثقات له حكم الرفع.
وأيضًا تأتي أنواع من الفتن لا تدع بيتًا إلا دخلته كما -قال عليه الصلاة والسلام-: "وفتنة يدخل حربها بيت كل مسلم". وأيضًا لا تدع أحدًا إلا لطمته، وكذلك فإنها تقلب القلوب وتجعل فيها النكت السوداء حتى تصبح منتكسة، وأما قلوب أهل الإيمان فإنها تبقى صافية نقية لا يتشربها شيء من دخان هذه الفتن.
عباد الله: إن قواعد الدين وواجباته تفرض على المسلم أن يعي ما يدور حوله، وأن يعرف الموقف الشرعي من ذلك، وإذا نظرت في هذه الأحداث الكثيرة وهذه المستجدات فإنك تجد فيها أنواعًا بحيث لا يمكن أن تطلق عليها حكمًا واحدًا، ولا أن تقف منها موقفًا واحدًا، ولا أن تعمم عليها كلامًا واحدًا؛ ولذلك فإن معنى الاختلاط والاشتباه في الفتنة قائم الآن، والله تعالى يبتلي أهل العلم، يبتلي قادة الدعوة والعلم من المسلمين في المواقف، ويمتحنهم بما يجريه من الأقدار، ماذا يفهمون؟! وكيف يحكمون؟! وبأي شيء يتكلمون؟! عن ماذا يصدرون؟! ماذا يقولون وماذا يعلمون؟! وهذه من أعظم المسؤوليات الشرعية، ابتلاء العالم والداعي إلى الله بهذه الأقدار الإلهية التي ينظر ربنا فيها ماذا يقولون وماذا يعملون؟!
وفي الحقيقة –يا عباد الله- فإن حجم المسؤولية الشرعية الملقاة على أهل العلم ضخمة جدًا، لا يعين على هذا إلا الله -عز وجل-، وقد فاوت الله تعالى بينهم في مقدار ما عرفوه من الكتاب والسنة، وفي النور الذي قسمه في قلوبهم وفي عقولهم عمقًا وفهمًا وإحاطةً وتقديرًا وهكذا.
ولذلك فإن الخطأ وارد، وأيضًا اللبس حاصل، وقد يكون مِنْ عقل بعضهم أن يتوقف عن إصدار حكم لأنه لم يتبين له الحق فيه، وهذا موقف شرعي صحيح، فإن الله لا يكلف عالمًا أن يقول ما يعلمه، أو أن يحكم على ما لم يفهمه، أو يجزم بشيء في أمر لم يتضح له بعد.
ولذلك فإن التريث والتأني مطلوب، وأيضًا مناصحة العموم أمر مطلوب؛ لأن الرأي في الأحداث الكبار يصعب أن يصدر عن واحد، وأيضًا فإن التعميم في كثير من الأحيان يكون خاطئًا، فقد يكون في مكان يفسر فيه بشيء ويحكم بشيء وهو في مكان آخر يحكم عليه بشيء آخر، وإن من الفتنة حدوث الالتباس، فيسمى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتنة لا يصح الخوض فيها.
وكذلك يمكن أن يسمى الجهاد فتنة كما فعل المنافقون: (ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي) [التوبة: 49]، ائذن لي في التخلف عن الجهاد في سبيل الله، ولا تفتتني في نساء الروم، وهذه حجة واهية يا عباد الله.
ولذلك يجب أن تبقى الأمور الشرعية بأسمائها، فيبقى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتغيير المنكر، حكمًا قائمًا شرعيًا يجب العمل به: "من رأى منكم منكرًا فليغيره"، تبقى نصرة المسلم لأخيه المسلم قائمة: "انصر أخاك"، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: "لا يسلمه لا يخذله".
يبقى التعاون على البر والتقوى قاعدة شرعية، يبقى الجهاد في سبيل الله أمرًا حقيقًا لا يمكن أن يعزل أو يلغى، وكذلك العمل بقواعد المصالح والترجيح في المصلحة والمفسدة وخير الخيرين وشر الشرين وموازنة الأعمال، وحساب العواقب يكون في غاية الأهمية، وكلام العلماء في هذه الموازنات فيه عمق كبير وذكاء مستنير، وهذا كلام بعضهم على سبيل المثال؛ قال الشوكاني -رحمه الله-: " ويجب إعانة الظالم على إقامة معروف أو إزالة منكر، والأقل ظلمًا على إزالة الأكثر، مهما وقف على الرأي ولم يود إلى قوة ظلمه".
وقال: "لقد قررنا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الفرائض الإسلامية، وأهم الواجبات الدينية، والظالم -يعني المسلم المتلبس بالمعصية- والظالم إذا قام بذلك فقد قام بحق، وإذا احتاج إلى من يعينه على ذلك كانت إعانته واجبة؛ لأنها إعانة على حق، وقيامًا لأجل الحق، لا لأجل الظالم نفسه، ومعلوم أن الحق لا يخفى".
إذًا لو قام ظالم بشيء من الشرع يعان، لا لأجل أنه ظالم، ولكن لأجل الشرع الذي يقوم به، وقال أيضًا: "ومن هذا القبيل إعانة الأقل ظلمًا من الفسقة على الأكثر ظلمًا إذا كان يندفع بهذه الإعانة ظلم الأكثر ظلمًا أو بعضه، فإن هذا داخل تحت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
عباد الله: إن معرفة الحكم الشرعي في الأشياء مهم في اتخاذ الموقف منها، والقتال على سبيل المثال أنواع؛ فهناك قتال بحقٍّ كالجهاد في سبيل الله، والقتال مع الإمام العدل ضد من خرج عليه، وكذلك هنالك قت
ال بباطل كسفك الدماء بين المسلمين في عصبية، نعرة، قتال على دنيا، تنافس فيها، فإن سفك الدماء في هذه الحالة حرام وكبيرة عظيمة من الكبائر.
وأيضًا الدخول في قتال لم يتبين حكمه حرام، بدليل قوله: "قاتل لا يدرى لم يقتل، ولا المقتول يدرى فيم قتل". وأتى بها في معرض الذب للداخلين في فتنة القتال عندما لا يكون ذا حق.
كذلك من قاتل تحت راية عصبية عمية، يدعو إلى عصبية أو جاهلية، وهكذا كقتال بعض القبائل في تنافسها على المكان أو الأرض أو الدنيا، فإنه من عدوان أهل الجاهلية بعضهم على بعض، وهذا كان في قتال العرب في الجاهلية أن يعدو بعضهم على بعض، وأن يظلم بعضهم بعضًا،وأن يسلب بعضهم بعضًا، وينهب بعضهم بعضًا وهكذا، فلا يمكن إطلاق حكم واحد على القتال، فمنه حق، ومنه باطل، ومنه حلال، ومنه حرام، منه واجب، منه مستحب، وعندما يتم الخلط في مسألة من المسائل تحدث الفتنة والكارثة.
عباد الله: إن الحيرة ابتلاء، والله يسلط على العباد أحيانًا فتنة تدع الحليم حيرانًا، ويبتلي بالحيرة فينظر كيف يخرج منها أهل العلم الراسخين؛ فإنهم بنور الكتاب والسنة الذي يضيء الله به قلوبهم يستطيعون أن يعرفوا حكم الوقائع، وأن يقولوا ما يدينون به رب العالمين، وبعضهم ربما يتوقف، وبعضهم ربما يخطئ ويقول كلامًا ليس بالحق، فإن كان من أهل الاجتهاد وعنده الآلة -أي العلوم الشرعية اللازمة للكلام كأصول التفسير ومصطلح الحديث وعلوم اللغة التي يفهم بها نصوص الشرع، وأصول الفقه الذي يعرف به الخاص من العام، والمطلق من المقيد، والناسخ من المنسوخ، ومعاني الألفاظ ودلالات الألفاظ، ونحو ذلك، ويعرف كلام أهل العلم، ماذا قال السلف، ماذا جاء عن الصحابة في الأمر، وعن التابعين، وعن أئمة الدين المعتبرين- فإذا كان عنده الأهلية فأخطأ فإن الله يغفر له ويأجره أجرًا واحدًا، وإذا تكلم فأصاب يؤجر أجرين، لأن ربنا -سبحانه وتعالى- قد وفقه لإصابة الحق، فيؤجر على اجتهاده، ويؤجر على إصابته في الحق.
وقد يتوقف بعض الناس فيأجرهم ربهم على عدم استعجالهم وعلى تأنيهم، وعلى قول: لا أدري، فإن العالم يؤجر على قول: لا أدري، يؤجر على قول: لا أعلم، يؤجر على وقوفه، لأنه لم يتعد حدود الله، ولم يتكلم بما لا يعلم؛ لأن الله حذره وقال: (وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 169].
وفي ذات الوقت يأثم إذا تكلم بغير علم، يأثم إذا أقحم جاهل نفسه في الموضوع، إذا نطق الرويبضة السفيه في أمر العامة، وهذا مزلق عظيم، وكثيرون يغترون بأنفسهم ويظنون أنهم من أهل العلم وهم أنصاف في أحسن أحوالهم، لا يحق لهم أن يتكلموا أصلاً.
وعامة يؤجرون على تقليدهم لأهل العلم، ليس عندهم قدرة على الكلام في أحكام الشريعة، ولكن يأجرهم ربهم إذا تابعوا أهل العلم الثقات العلماء الربانيين الذين يعملون بالعلم، الذين يقولون الحق ولا يخافون في الله لومة لائم، فهؤلاء كالكبريت الأحمر في نضرتهم وقلتهم، ولكن إذا علم العامي أحدهم فتابعه في قوله واستفتاه وأخذ بحكمه فإنه يؤجر لأنه عمل ما أمره الله به: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النحل: 43]، بينما قد يأثم العامي عند الله إثمًا عظيمًا عندما يضرب بكلام أهل العلم عرض الحائط ولا يكترث، ولا يسألهم ولا يستفتيهم، ولا يقبل عليهم، ولا يحرص على أقوالهم، ولا يصغي لكلامهم ولا يتصل بهم، فهو عن كلامهم معرض، وغاية ما يفعله أن يتابع الأخبار في وسائل الإعلام والقنوات، وهذا ولا شك فيه مخاطر عظيمة، ويمكن أن نلخص سلبيات القنوات بأمور:
أولاً: الإشغال.
ثانيًا: التضليل.
فيحدث من وراء كثرة بث الأخبار تضليل كبير، فإنه لا يكاد يوجد حيادية إطلاقًا في القنوات الإخبارية؛ لأن معدي الأخبار لهم أخبار ولهم ميول، وعند كثير منهم اعتقادات سابقة منافية للحق، ولذلك فإنه لا يجوز أن يأخذ من الإعلاميين أو الإخباريين الأحكام الشرعية، ولا المواقف الدينية في الأزمات، والإعلام في العالم يوجه الناس، يوجههم حسب توجهات الجهة التي تقف وراءه، ولذلك فإن كثيرًا من العامة ينساقون من حيث لا يشعرون إلى تأييد، أو انتقاد، أو ذم، أو تخوين، أو مدح شخص أو جهة بفعل هذه الوسيلة الإخبارية.
أما مسألة الإشغال فإن من السلبيات القائمة اليوم، أن كثيرًا من الناس قد انشغلوا عن صلاة الجماعة والخشوع في الصلاة، وتلاوة كتاب الله والصوم المستحب أيضًا، وكذلك كثرة ذكر الله وما يجب عليهم من بر الوالدين، وصلة الرحم، والإحسان، وأنواع المعروف، والطاعة، والقربات، والأعمال القلبية، من خوف الله ورجائه والتوكل عليه والصدق معه، والحياء منه، والإنابة إليه، والتوبة إليه، ونحو ذلك.
شغلهم الإعلام عن التوبة إلى الله، شغلتهم القنوات الإخبارية عن عبادة الله، شغلتهم المتابعات المستمرة عن العيش مع الله والإخبات إلى الله والإنابة إلى الله، والتضرع إلى الله، ورفع الكفين ودعاء الله، شغلتهم الأخبار وهذه المتابعات حتى عن الدعاء لإخوانهم، واللهج بالاهتمام بأمرهم فيما ين
وأيضًا الدخول في قتال لم يتبين حكمه حرام، بدليل قوله: "قاتل لا يدرى لم يقتل، ولا المقتول يدرى فيم قتل". وأتى بها في معرض الذب للداخلين في فتنة القتال عندما لا يكون ذا حق.
كذلك من قاتل تحت راية عصبية عمية، يدعو إلى عصبية أو جاهلية، وهكذا كقتال بعض القبائل في تنافسها على المكان أو الأرض أو الدنيا، فإنه من عدوان أهل الجاهلية بعضهم على بعض، وهذا كان في قتال العرب في الجاهلية أن يعدو بعضهم على بعض، وأن يظلم بعضهم بعضًا،وأن يسلب بعضهم بعضًا، وينهب بعضهم بعضًا وهكذا، فلا يمكن إطلاق حكم واحد على القتال، فمنه حق، ومنه باطل، ومنه حلال، ومنه حرام، منه واجب، منه مستحب، وعندما يتم الخلط في مسألة من المسائل تحدث الفتنة والكارثة.
عباد الله: إن الحيرة ابتلاء، والله يسلط على العباد أحيانًا فتنة تدع الحليم حيرانًا، ويبتلي بالحيرة فينظر كيف يخرج منها أهل العلم الراسخين؛ فإنهم بنور الكتاب والسنة الذي يضيء الله به قلوبهم يستطيعون أن يعرفوا حكم الوقائع، وأن يقولوا ما يدينون به رب العالمين، وبعضهم ربما يتوقف، وبعضهم ربما يخطئ ويقول كلامًا ليس بالحق، فإن كان من أهل الاجتهاد وعنده الآلة -أي العلوم الشرعية اللازمة للكلام كأصول التفسير ومصطلح الحديث وعلوم اللغة التي يفهم بها نصوص الشرع، وأصول الفقه الذي يعرف به الخاص من العام، والمطلق من المقيد، والناسخ من المنسوخ، ومعاني الألفاظ ودلالات الألفاظ، ونحو ذلك، ويعرف كلام أهل العلم، ماذا قال السلف، ماذا جاء عن الصحابة في الأمر، وعن التابعين، وعن أئمة الدين المعتبرين- فإذا كان عنده الأهلية فأخطأ فإن الله يغفر له ويأجره أجرًا واحدًا، وإذا تكلم فأصاب يؤجر أجرين، لأن ربنا -سبحانه وتعالى- قد وفقه لإصابة الحق، فيؤجر على اجتهاده، ويؤجر على إصابته في الحق.
وقد يتوقف بعض الناس فيأجرهم ربهم على عدم استعجالهم وعلى تأنيهم، وعلى قول: لا أدري، فإن العالم يؤجر على قول: لا أدري، يؤجر على قول: لا أعلم، يؤجر على وقوفه، لأنه لم يتعد حدود الله، ولم يتكلم بما لا يعلم؛ لأن الله حذره وقال: (وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 169].
وفي ذات الوقت يأثم إذا تكلم بغير علم، يأثم إذا أقحم جاهل نفسه في الموضوع، إذا نطق الرويبضة السفيه في أمر العامة، وهذا مزلق عظيم، وكثيرون يغترون بأنفسهم ويظنون أنهم من أهل العلم وهم أنصاف في أحسن أحوالهم، لا يحق لهم أن يتكلموا أصلاً.
وعامة يؤجرون على تقليدهم لأهل العلم، ليس عندهم قدرة على الكلام في أحكام الشريعة، ولكن يأجرهم ربهم إذا تابعوا أهل العلم الثقات العلماء الربانيين الذين يعملون بالعلم، الذين يقولون الحق ولا يخافون في الله لومة لائم، فهؤلاء كالكبريت الأحمر في نضرتهم وقلتهم، ولكن إذا علم العامي أحدهم فتابعه في قوله واستفتاه وأخذ بحكمه فإنه يؤجر لأنه عمل ما أمره الله به: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النحل: 43]، بينما قد يأثم العامي عند الله إثمًا عظيمًا عندما يضرب بكلام أهل العلم عرض الحائط ولا يكترث، ولا يسألهم ولا يستفتيهم، ولا يقبل عليهم، ولا يحرص على أقوالهم، ولا يصغي لكلامهم ولا يتصل بهم، فهو عن كلامهم معرض، وغاية ما يفعله أن يتابع الأخبار في وسائل الإعلام والقنوات، وهذا ولا شك فيه مخاطر عظيمة، ويمكن أن نلخص سلبيات القنوات بأمور:
أولاً: الإشغال.
ثانيًا: التضليل.
فيحدث من وراء كثرة بث الأخبار تضليل كبير، فإنه لا يكاد يوجد حيادية إطلاقًا في القنوات الإخبارية؛ لأن معدي الأخبار لهم أخبار ولهم ميول، وعند كثير منهم اعتقادات سابقة منافية للحق، ولذلك فإنه لا يجوز أن يأخذ من الإعلاميين أو الإخباريين الأحكام الشرعية، ولا المواقف الدينية في الأزمات، والإعلام في العالم يوجه الناس، يوجههم حسب توجهات الجهة التي تقف وراءه، ولذلك فإن كثيرًا من العامة ينساقون من حيث لا يشعرون إلى تأييد، أو انتقاد، أو ذم، أو تخوين، أو مدح شخص أو جهة بفعل هذه الوسيلة الإخبارية.
أما مسألة الإشغال فإن من السلبيات القائمة اليوم، أن كثيرًا من الناس قد انشغلوا عن صلاة الجماعة والخشوع في الصلاة، وتلاوة كتاب الله والصوم المستحب أيضًا، وكذلك كثرة ذكر الله وما يجب عليهم من بر الوالدين، وصلة الرحم، والإحسان، وأنواع المعروف، والطاعة، والقربات، والأعمال القلبية، من خوف الله ورجائه والتوكل عليه والصدق معه، والحياء منه، والإنابة إليه، والتوبة إليه، ونحو ذلك.
شغلهم الإعلام عن التوبة إلى الله، شغلتهم القنوات الإخبارية عن عبادة الله، شغلتهم المتابعات المستمرة عن العيش مع الله والإخبات إلى الله والإنابة إلى الله، والتضرع إلى الله، ورفع الكفين ودعاء الله، شغلتهم الأخبار وهذه المتابعات حتى عن الدعاء لإخوانهم، واللهج بالاهتمام بأمرهم فيما ين
فعهم. وهذه ولا شك فتنة عظيمة يا عباد الله.
وإن من المواقف الشرعية المهمة: النظر في الآيات التي تتعلق بالأحداث، ماذا يوجد في كتاب الله بشأن ما يحدث؟! إذا علمنا أن الله قال: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام: 38]، فماذا يوجد يا ترى في كتاب الله بشأن هذه الأحداث؟! تأمل في حكمة الله -عز وجل-، تأمل في قوته سبحانه، تأمل في تدبيره للأمور، كل يوم هو في شأن، يخفض قومًا ويرفع آخرين، يعز قومًا ويذل آخرين، يغني قومًا ويفقر آخرين، وهكذا يعطي ويمنع، ويسلب ويمنح، سبحانه وتعالى له الأمر كله، وبيده سبحانه ملكوت السموات والأرض، لا يشغله شيء عن شيء، يدبر الأمر في السماء والأرض، تعرج الملائكة بأمره، تصعد وتنزل، يدبر أمور الكون في السماء والأرض بين العباد، وآياته الكونية من إجراء الرياح والزلازل والأعاصير والفيضانات والبراكين وهذه الفتن التي تقع.
فهو الذي يغرق قومًا بآخرين، ويسلط قومًا على آخرين، سبحانه وتعالى فهو الذي يدبر الأمور، وهو الذي يدير -عز وجل- هذه الأحداث.
تأمل في قوله -عز وجل-: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) [آل عمران: 140]، تخرج بأنه -سبحانه وتعالى- قوي حكيم عليم، وأنه جبار -عز وجل-.
تأمل في أن له الملك كله، وإليه يرجع الأمر كله، لتخرج من هذه الأحداث بأنه سبحانه فقط الذي يبقى والعباد يذهبون: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 88].
تأمل في انتقال الأشياء من وإلى، وهو سبحانه يبقى لا يضره أحد، لا يمكن أن ينقص ما عنده، وعند الناس ينقص: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ) [النحل: 96].
تأمل في قوله تعالى: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) [البقرة: 251]، تأمل حكمته في دفع الباطل بالحق، والقيام بمصالح العباد.
تأمل في التدافع بين الحق والباطل وتنحية أحدهم للآخر، والحق هو كل ما هو ثابت وصحيح وواجب من اعتقاد أو قول أو فعل جاء به الشرع، والباطل نقيض ذلك وضده.
تأمل في هذا التدافع بين أهل الحق وأهل الباطل، وأهل السنة وأهل البدعة، وأهل التوحيد وأهل الشرك، وأهل الإسلام وأهل الكفر.
تأمل في هذه السنة الحتمية الجارية، التي لا يكاد يخلو منها دهر ولا زمان، ولا بلد، ولا أوان ولا ميدان، فهي باقية ما بقيت الحياة، ولا يتصور أن يبقى الحق هكذا منصورًا أهله نصر الدنيا، أو الباطل يبقى هكذا منصورًا أهله نصر الدنيا، وللباطل قوة تطغيه، ولذلك لابد من دفعه بالحق وأهل الحق: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً) [الأنفال: 36].
وقد اقتضت سنته -عز وجل- أن الغلبة في النهاية للحق وأهله، وأن الاندحار والمحق للباطل وأهله، كما قال -عز وجل-: (وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ) [الشورى: 24]، فمن عادته أن لا يديم ظالمًا، ولا يديم مفسدًا: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) [يونس: 81]، فيسلط عليه الدمار.
من سنته تنازع الحق والباطل، والصلاح والفساد، فلا يديم باطل، بل يزيله مهما طال، ويمحقه مهما بقي، ويظهر بطلانه -عز وجل-، هذه السنة في التدافع أخبر به سبحانه: (إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [هود: 49]، (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) [الفتح: 22، 23]، تأمل قوله: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) [غافر: 51]، هكذا في قديم الدهر وحديثه.
وقد يسبق نصر الحق أذى للمؤمنين، وهذا طبيعي، ومن السنن أن يبتلي عباده المؤمنين بتسليطه لأهل الكفر أو الظلم عليهم، فلا يجوز أن يغتر إنسان بغلبة باطل زائف؛ لأنها سحابة صيف تنقشع عما قليل: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران: 140]، وهكذا -يا عباد الله- من الآيات الكثيرة التي جاءت.
فمثلاً تأمل في تسلط المشركين، إذا تسلطوا ماذا يفعلون؟! (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً) [التوبة: 8]، والآن هؤلاء الكفرة لما جاءوا بلباس الإنقاذ يقتلون المستضعفين، وعلى أحسن أحوالهم يريدون تقسيم بلاد المسلمين.
وعندما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اذهب فإني لا أستعين بمشرك"، قد قرّب لنا هذه القاعدة العظيمة، فإذا جاؤوا بالقوة فهنالك يكون الفقه ف
وإن من المواقف الشرعية المهمة: النظر في الآيات التي تتعلق بالأحداث، ماذا يوجد في كتاب الله بشأن ما يحدث؟! إذا علمنا أن الله قال: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام: 38]، فماذا يوجد يا ترى في كتاب الله بشأن هذه الأحداث؟! تأمل في حكمة الله -عز وجل-، تأمل في قوته سبحانه، تأمل في تدبيره للأمور، كل يوم هو في شأن، يخفض قومًا ويرفع آخرين، يعز قومًا ويذل آخرين، يغني قومًا ويفقر آخرين، وهكذا يعطي ويمنع، ويسلب ويمنح، سبحانه وتعالى له الأمر كله، وبيده سبحانه ملكوت السموات والأرض، لا يشغله شيء عن شيء، يدبر الأمر في السماء والأرض، تعرج الملائكة بأمره، تصعد وتنزل، يدبر أمور الكون في السماء والأرض بين العباد، وآياته الكونية من إجراء الرياح والزلازل والأعاصير والفيضانات والبراكين وهذه الفتن التي تقع.
فهو الذي يغرق قومًا بآخرين، ويسلط قومًا على آخرين، سبحانه وتعالى فهو الذي يدبر الأمور، وهو الذي يدير -عز وجل- هذه الأحداث.
تأمل في قوله -عز وجل-: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) [آل عمران: 140]، تخرج بأنه -سبحانه وتعالى- قوي حكيم عليم، وأنه جبار -عز وجل-.
تأمل في أن له الملك كله، وإليه يرجع الأمر كله، لتخرج من هذه الأحداث بأنه سبحانه فقط الذي يبقى والعباد يذهبون: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 88].
تأمل في انتقال الأشياء من وإلى، وهو سبحانه يبقى لا يضره أحد، لا يمكن أن ينقص ما عنده، وعند الناس ينقص: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ) [النحل: 96].
تأمل في قوله تعالى: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) [البقرة: 251]، تأمل حكمته في دفع الباطل بالحق، والقيام بمصالح العباد.
تأمل في التدافع بين الحق والباطل وتنحية أحدهم للآخر، والحق هو كل ما هو ثابت وصحيح وواجب من اعتقاد أو قول أو فعل جاء به الشرع، والباطل نقيض ذلك وضده.
تأمل في هذا التدافع بين أهل الحق وأهل الباطل، وأهل السنة وأهل البدعة، وأهل التوحيد وأهل الشرك، وأهل الإسلام وأهل الكفر.
تأمل في هذه السنة الحتمية الجارية، التي لا يكاد يخلو منها دهر ولا زمان، ولا بلد، ولا أوان ولا ميدان، فهي باقية ما بقيت الحياة، ولا يتصور أن يبقى الحق هكذا منصورًا أهله نصر الدنيا، أو الباطل يبقى هكذا منصورًا أهله نصر الدنيا، وللباطل قوة تطغيه، ولذلك لابد من دفعه بالحق وأهل الحق: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً) [الأنفال: 36].
وقد اقتضت سنته -عز وجل- أن الغلبة في النهاية للحق وأهله، وأن الاندحار والمحق للباطل وأهله، كما قال -عز وجل-: (وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ) [الشورى: 24]، فمن عادته أن لا يديم ظالمًا، ولا يديم مفسدًا: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) [يونس: 81]، فيسلط عليه الدمار.
من سنته تنازع الحق والباطل، والصلاح والفساد، فلا يديم باطل، بل يزيله مهما طال، ويمحقه مهما بقي، ويظهر بطلانه -عز وجل-، هذه السنة في التدافع أخبر به سبحانه: (إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [هود: 49]، (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) [الفتح: 22، 23]، تأمل قوله: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) [غافر: 51]، هكذا في قديم الدهر وحديثه.
وقد يسبق نصر الحق أذى للمؤمنين، وهذا طبيعي، ومن السنن أن يبتلي عباده المؤمنين بتسليطه لأهل الكفر أو الظلم عليهم، فلا يجوز أن يغتر إنسان بغلبة باطل زائف؛ لأنها سحابة صيف تنقشع عما قليل: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران: 140]، وهكذا -يا عباد الله- من الآيات الكثيرة التي جاءت.
فمثلاً تأمل في تسلط المشركين، إذا تسلطوا ماذا يفعلون؟! (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً) [التوبة: 8]، والآن هؤلاء الكفرة لما جاءوا بلباس الإنقاذ يقتلون المستضعفين، وعلى أحسن أحوالهم يريدون تقسيم بلاد المسلمين.
وعندما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اذهب فإني لا أستعين بمشرك"، قد قرّب لنا هذه القاعدة العظيمة، فإذا جاؤوا بالقوة فهنالك يكون الفقه ف
ضهم يقتلون، وبعضهم يجرحون، وبعضهم يؤسرون، وبعضهم يغتصبون، وبعضهم يهدم بيوتهم، وبعضهم تسلب أموالهم.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- لإخواننا المسلمين في ساعتنا هذه أن ينصر المستضعفين منهم، اللهم انصر المستضعفين من المؤمنين، اللهم انصر المظلومين على الظالمين، اللهم الموحدين على المشركين، اللهم انصر أهل السنة على المبتدعين، اللهم إنا نسألك الفرج العاجل لهذه الأمة يا رب العالمين .
======================
نسأل الله -سبحانه وتعالى- لإخواننا المسلمين في ساعتنا هذه أن ينصر المستضعفين منهم، اللهم انصر المستضعفين من المؤمنين، اللهم انصر المظلومين على الظالمين، اللهم الموحدين على المشركين، اللهم انصر أهل السنة على المبتدعين، اللهم إنا نسألك الفرج العاجل لهذه الأمة يا رب العالمين .
======================
ي الموقف منهم، متى يجاهدون وكيف؟!
تأمل في قوله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ) [النساء: 93]، لتجد أن هذه الآية التي لها علاقة بهذه الأحداث تبين حكم قتل البريء.
تأمل في قوله: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء: 227].
تأمل في قوله: (إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) [الأنفال: 29]، ليتبين لك الثواب إذا اتقيت ربك حتى ترى الأشياء بمنظار الشرع والعدل.
تأمل في قوله: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) [القصص: 5]، وتأمل في قوله: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) [الحج: 39]، وتأمل في قوله: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) [الحج: 40].
ثم تأمل في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- فيمن خرج على أمته يضرب برها وفاجرها، وأما الذين يريدون قتال الفتنة وأحداث الفوضى والاضطراب في بلاد المسلمين إنما هم أعداء للمسلمين وأعداء للدين، يريدون تحويل بلاد المسلمين إلى فوضى عارمة؛ حتى لا يبقى لهم دين يقام، لا جمعة ولا جماعة ولا تعليم العلم الشرعي ولا الدعوة إلى الله، فإذا صارت البلاد فيها فتنة واضطراب ولم يكن لهم أمن فلا تقوم لهم دنيا ولا دين.
ولذلك فإن أمر اقتصاد المسلمين عندما يتدهور أهلهم يكون أيضًا كارثة، ويفكر التجار والأغنياء في نقل أموالهم إلى بلدان أخرى، وأن لا يقيموا مشاريع تنموية ولا اقتصادية؛ لأنهم لا يرون أمنًا، فتحويل بلاد المسلمين إلى فوضى واضطراب يؤدي إلى إجهاد أمر الدين وأمر الدنيا.
ولذلك من جاء إلى بلد فيه أمر الدين مُقام، والشريعة تقام حدودها، فأراد أن يلغي ذلك كله، وأن يصرف المسلمين عن هذا، وأن يشغلهم عن دينهم وشرعهم بفتنة وقتال، فإنه من أعداء الدين ولا شك، أو أنه يسير في ركابهم وإن لم يدرِ.
ولذلك جاءت الآيات بالأمر بالحكمة والتحلي بها والنظر في الأمور والعواقب، جاءت النصوص الشرعية في عدم التهور وعدم الاستعجال.
إذًا –يا عباد الله- ينبغي الأخذ بنصوص الشريعة والعودة إليها حتى في تفسير الأحداث واتخاذ المواقف.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا علمًا نافعًا، وعملاً صالحًا، ولسانًا ذاكرًا، وأن يجعلنا من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون، وأن يرزقنا الحكمة، وأن يأتينا من فضله، إنه ذو الفضل العظيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمد لله رب العالمين، أشهد أن لا إله إلا هو الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أشهد أنه رسول الله حقًّا، بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى أصحابه الطيبين.
عباد الله: لابد في هذه الأحداث التي تمر، والفتن التي تقع، لابد لنا من العودة إلى الكتاب والسنة، ولا مفر ولا مناص من هذا، يجب الفقه في نصوص الكتاب والسنة، وأن يُنظر للواقع من خلال هذه النصوص.
ينبغي أن يكون هناك فقه يفرق بين الأحوال وبين البلدان وبين الأحداث التي تقع، عند من؟! وفيمن؟! ومن وراءها؟! ومن أطرافها؟! والذي يعلم يتكلم، والذي لا يعلم يتوقف، والعامي يتابع من يثق بعلمه ودينه.
وإنه ينبغي في هذه الأحداث الاعتماد على الله تعالى والتعلق به وحده لا شريك له، وسلوك سبيل التأني والرفق والحلم وعدم العجلة، إنها تحتاج إلى صبر، ألم يقل -صلى الله عليه وسلم-: "إن من ورائكم أيام الصبر"؟! وكذلك:
فاصبر فإنك في النوازل رائد
والدرب نعلم شائك وطويل
فالصبر روضات ?بناء الهدى
ولجنة الرحمن تلك سبيل
ولابد من الاتصاف بالعدل والإنصاف في الأمور كلها: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا) [المائدة: 8].
وكذلك فإنه ينبغي للمسلم أن يتفهم الحكم الربانية ويقوم بواجبه تجاهها، فالفتن ابتلاءات بالخير والشر: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) [الأنبياء: 35].
وأيضًا التوبة والإنابة والرجوع إلى الله: (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الأعراف: 168]، لابد من التضرع: (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا) [الأنعام: 43]، لابد من أخذ العبرة بما يصيب الأقوام الآخرين، والأحداث التي تكون في البلدان الأخرى، وأن ترى المصائب والنهايات، وعلى أي شيء تستقر الأمور، وعندما لا تستقر لا تستعجل بالحكم، انتظر حتى ترى على أي شيء تستقر: (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) [الأنعام: 67]، (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) [ص: 88].
ويجب كذلك الدعاء ورفع اليدين، ويجب كذلك الدعاء والالتجاء لله -سبحانه وتعالى-، فيستحب فيه رفع اليدين ومناجاة الله بأسمائه، والصلاة على نبيه -صلى الله عليه وسلم-، والإلحاح والتكرار، وأن لا تنسى إخوانك المسلمين من الدعاء، هم بأمس الحاجة إلى الدعاء، فبع
تأمل في قوله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ) [النساء: 93]، لتجد أن هذه الآية التي لها علاقة بهذه الأحداث تبين حكم قتل البريء.
تأمل في قوله: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء: 227].
تأمل في قوله: (إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) [الأنفال: 29]، ليتبين لك الثواب إذا اتقيت ربك حتى ترى الأشياء بمنظار الشرع والعدل.
تأمل في قوله: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) [القصص: 5]، وتأمل في قوله: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) [الحج: 39]، وتأمل في قوله: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) [الحج: 40].
ثم تأمل في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- فيمن خرج على أمته يضرب برها وفاجرها، وأما الذين يريدون قتال الفتنة وأحداث الفوضى والاضطراب في بلاد المسلمين إنما هم أعداء للمسلمين وأعداء للدين، يريدون تحويل بلاد المسلمين إلى فوضى عارمة؛ حتى لا يبقى لهم دين يقام، لا جمعة ولا جماعة ولا تعليم العلم الشرعي ولا الدعوة إلى الله، فإذا صارت البلاد فيها فتنة واضطراب ولم يكن لهم أمن فلا تقوم لهم دنيا ولا دين.
ولذلك فإن أمر اقتصاد المسلمين عندما يتدهور أهلهم يكون أيضًا كارثة، ويفكر التجار والأغنياء في نقل أموالهم إلى بلدان أخرى، وأن لا يقيموا مشاريع تنموية ولا اقتصادية؛ لأنهم لا يرون أمنًا، فتحويل بلاد المسلمين إلى فوضى واضطراب يؤدي إلى إجهاد أمر الدين وأمر الدنيا.
ولذلك من جاء إلى بلد فيه أمر الدين مُقام، والشريعة تقام حدودها، فأراد أن يلغي ذلك كله، وأن يصرف المسلمين عن هذا، وأن يشغلهم عن دينهم وشرعهم بفتنة وقتال، فإنه من أعداء الدين ولا شك، أو أنه يسير في ركابهم وإن لم يدرِ.
ولذلك جاءت الآيات بالأمر بالحكمة والتحلي بها والنظر في الأمور والعواقب، جاءت النصوص الشرعية في عدم التهور وعدم الاستعجال.
إذًا –يا عباد الله- ينبغي الأخذ بنصوص الشريعة والعودة إليها حتى في تفسير الأحداث واتخاذ المواقف.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا علمًا نافعًا، وعملاً صالحًا، ولسانًا ذاكرًا، وأن يجعلنا من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون، وأن يرزقنا الحكمة، وأن يأتينا من فضله، إنه ذو الفضل العظيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمد لله رب العالمين، أشهد أن لا إله إلا هو الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أشهد أنه رسول الله حقًّا، بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى أصحابه الطيبين.
عباد الله: لابد في هذه الأحداث التي تمر، والفتن التي تقع، لابد لنا من العودة إلى الكتاب والسنة، ولا مفر ولا مناص من هذا، يجب الفقه في نصوص الكتاب والسنة، وأن يُنظر للواقع من خلال هذه النصوص.
ينبغي أن يكون هناك فقه يفرق بين الأحوال وبين البلدان وبين الأحداث التي تقع، عند من؟! وفيمن؟! ومن وراءها؟! ومن أطرافها؟! والذي يعلم يتكلم، والذي لا يعلم يتوقف، والعامي يتابع من يثق بعلمه ودينه.
وإنه ينبغي في هذه الأحداث الاعتماد على الله تعالى والتعلق به وحده لا شريك له، وسلوك سبيل التأني والرفق والحلم وعدم العجلة، إنها تحتاج إلى صبر، ألم يقل -صلى الله عليه وسلم-: "إن من ورائكم أيام الصبر"؟! وكذلك:
فاصبر فإنك في النوازل رائد
والدرب نعلم شائك وطويل
فالصبر روضات ?بناء الهدى
ولجنة الرحمن تلك سبيل
ولابد من الاتصاف بالعدل والإنصاف في الأمور كلها: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا) [المائدة: 8].
وكذلك فإنه ينبغي للمسلم أن يتفهم الحكم الربانية ويقوم بواجبه تجاهها، فالفتن ابتلاءات بالخير والشر: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) [الأنبياء: 35].
وأيضًا التوبة والإنابة والرجوع إلى الله: (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الأعراف: 168]، لابد من التضرع: (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا) [الأنعام: 43]، لابد من أخذ العبرة بما يصيب الأقوام الآخرين، والأحداث التي تكون في البلدان الأخرى، وأن ترى المصائب والنهايات، وعلى أي شيء تستقر الأمور، وعندما لا تستقر لا تستعجل بالحكم، انتظر حتى ترى على أي شيء تستقر: (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) [الأنعام: 67]، (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) [ص: 88].
ويجب كذلك الدعاء ورفع اليدين، ويجب كذلك الدعاء والالتجاء لله -سبحانه وتعالى-، فيستحب فيه رفع اليدين ومناجاة الله بأسمائه، والصلاة على نبيه -صلى الله عليه وسلم-، والإلحاح والتكرار، وأن لا تنسى إخوانك المسلمين من الدعاء، هم بأمس الحاجة إلى الدعاء، فبع
خطبة بعنوان
اثر القرآن الكريم
أما بعد
.
ألا وإن القلوب تصدأ، وجلاؤها القرآن الكريم ، والقرآن هو النبع الحقيقى الذى لا ينضب ، وهو الدستور الذى يحق للامة المسلمة أن تفاخر به فى الوقت الذى تساق فيه الأمم والشعوب الأخرى سوقا إلى الدساتير الوضعية والقوانين البشرية .
القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة لهذا الدين ، وهو الكتاب الحكم الذى أنزل على النبي الكريم، وإذا كان الأنبياء السابقون عليهم السلام قد اوتوا من المعجزات ما آمن عليه البشر فى وقتهم ثم انتهت هذه المعجزات بموتهم وفناء أقوامهم ،
فإن الذي أوتيه محمد صلى الله عليه وسلم ظل وسيظل معجزة يدركها اللاحقون بعد السابقين ، ويراها المتأخرون كما رأها المتقدمون ..
وتلك وربي معجزة تتناسب وطبيعة هذا الدين الذى أراد الله له أن يكون آخر الأديان ، وتتناسب مع القرآن الذى اراد الله أن يكـون اخر كتاب ينزل من السماء ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك كله (( ما في الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة )) (2.
عباد الله ، ـ كان صلى الله عليه وسلم ـ يحب سماع القرآن كيف لا وهو كلام الله عز وجل ولذلك يقول لـ[ابن مسعود] كما في الصحيحين : " يا عبد الله اقرأ علىّ القرآن فيخجل عبد الله ويستحي من شيخه صلى الله عليه وسلم ويقول كيف أقرأ القرآن عليك وعليك أنزل ، قال : اقرأ فإني أحب أن أسمعه من غيري قال : فاندفعت أقرأ في سورة النساء فلما بلغت قول الله ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) قال حسبك حسبك ، فنظرت فإذا عيناه ـ صلى الله عليه وسلم ـ تذرفان" تأثر من كلام الله الذي يقود النفوس إلى باريها وتذكر ذاك اليوم الذي يكون فيه شهيدا على العالمين و ها هو صلى الله عليه وسلم يخرج بعد ما أظلم الليل يمر ببيوت الأنصار يستمع لحالهم في الليل يوم كانت بيوتهم حية بكتاب الله ، ، يوم كان ليلهم تعبداً هم فيه سجداً يمر ببيت [أبي موسى] فينصت لأبي موسى وهو يقرأ القرآن فلما جاء اليوم الثاني" قال يا أبا موسى لو رأيتني البارحة و أنا أستمع لك لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود فيقول يا رسول الله أإنك كنت تستمع لي البارحة ، قال إي والذي نفسي بيده . يقول [أبو موسى] يا رسول الله والذي نفسي بيده لو أعلم أنك تستمع لي لَحَبَّرْتُهَ لك تَحْبِيِراً أي جودته وحسنته تحسيناً فانظروا كيف كان صلى الله عليه وسلم يعيش مع القرآن وللقرآن ، و كيف كان صحابته رضوان الله عليهم ها هو [عثمان] ـ رضى الله عنه ـ كان ينشر المصحف من بعد الفجر إلى صلاة الظهر يقرأ ودموعه تنهمر على كتاب الله فيقول له الناس لو خففت عن نفسك قال أما والله لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من القرآن
و لما كان العرب أرباب الفصاحة و الحوار والمفاخرة.. نزل القرآن ليتحداهم جميعا ، إنسهم ، وجهنم قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن ياتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً [م1].
وفوق ذلك فقد استطاع القرآن الكريم أن يخترق قلوبهم وهم بعد على الكفر والضلال ، ومازال يؤثر فيها حتى قاد أصحابها إلى الهدى والايمان ، يقول جبير بن مطعم بن عدي القرشي النوفلي رضي الله عنه وكان من أكابر قريش وعلماء النسب فيها : قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ( وذلك فى وفد أسارى بدر ) وسمعته يقرأ فى المغرب بالطور ، فلما بلغ الآية أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون . كاد قلبي يطير (( كما روى ذلك الشيخان في صحيحيهما )) (1 .
عن علي بن أبي طالب قال: «سمعت رسول الله يقول: "ستكون فتن". قلت: "وما المخرج منها؟" قال: "كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله. فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم ينته الجن إذ سمعته أن قالوا "إنا سمعنا قرآنا عجبا". هو الذي من قال به صدَق، ومن حكم به عدل، ومن عمِل به أجِر، ومن دعا إليه هُديَ إلى صراط مستقيم
وقبل خيبر كانت قصة عتبة بن ربيعة ، وهى مشهورة ، ، وخلاصتها أن قريش بعد ما رأت انتشار الإسلام اختارت أحسن رجالاتها ليكلم النبى صلى الله عليه وسلم ، فجاء أبو وليد عتبة بن ربيعة ، وكلم النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ، وهو منصت له ، فلما فرغ قال : ((أفرغت يا أبا الوليد ؟ قال : نعم ، قال: أنصت ، فقرأ عليه مطلع سورة فصلت حتى بلغ قوله تعالى فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فأمسك عتبة على فيه وناشده بالرحم)) ، ورجع إلى أهله ، واحتبس عن قريش فترة.
وفي بعض الروايات أنه جاء إليهم . فقال بعضهم لبعض : نُقسم ، ل
اثر القرآن الكريم
أما بعد
.
ألا وإن القلوب تصدأ، وجلاؤها القرآن الكريم ، والقرآن هو النبع الحقيقى الذى لا ينضب ، وهو الدستور الذى يحق للامة المسلمة أن تفاخر به فى الوقت الذى تساق فيه الأمم والشعوب الأخرى سوقا إلى الدساتير الوضعية والقوانين البشرية .
القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة لهذا الدين ، وهو الكتاب الحكم الذى أنزل على النبي الكريم، وإذا كان الأنبياء السابقون عليهم السلام قد اوتوا من المعجزات ما آمن عليه البشر فى وقتهم ثم انتهت هذه المعجزات بموتهم وفناء أقوامهم ،
فإن الذي أوتيه محمد صلى الله عليه وسلم ظل وسيظل معجزة يدركها اللاحقون بعد السابقين ، ويراها المتأخرون كما رأها المتقدمون ..
وتلك وربي معجزة تتناسب وطبيعة هذا الدين الذى أراد الله له أن يكون آخر الأديان ، وتتناسب مع القرآن الذى اراد الله أن يكـون اخر كتاب ينزل من السماء ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك كله (( ما في الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة )) (2.
عباد الله ، ـ كان صلى الله عليه وسلم ـ يحب سماع القرآن كيف لا وهو كلام الله عز وجل ولذلك يقول لـ[ابن مسعود] كما في الصحيحين : " يا عبد الله اقرأ علىّ القرآن فيخجل عبد الله ويستحي من شيخه صلى الله عليه وسلم ويقول كيف أقرأ القرآن عليك وعليك أنزل ، قال : اقرأ فإني أحب أن أسمعه من غيري قال : فاندفعت أقرأ في سورة النساء فلما بلغت قول الله ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) قال حسبك حسبك ، فنظرت فإذا عيناه ـ صلى الله عليه وسلم ـ تذرفان" تأثر من كلام الله الذي يقود النفوس إلى باريها وتذكر ذاك اليوم الذي يكون فيه شهيدا على العالمين و ها هو صلى الله عليه وسلم يخرج بعد ما أظلم الليل يمر ببيوت الأنصار يستمع لحالهم في الليل يوم كانت بيوتهم حية بكتاب الله ، ، يوم كان ليلهم تعبداً هم فيه سجداً يمر ببيت [أبي موسى] فينصت لأبي موسى وهو يقرأ القرآن فلما جاء اليوم الثاني" قال يا أبا موسى لو رأيتني البارحة و أنا أستمع لك لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود فيقول يا رسول الله أإنك كنت تستمع لي البارحة ، قال إي والذي نفسي بيده . يقول [أبو موسى] يا رسول الله والذي نفسي بيده لو أعلم أنك تستمع لي لَحَبَّرْتُهَ لك تَحْبِيِراً أي جودته وحسنته تحسيناً فانظروا كيف كان صلى الله عليه وسلم يعيش مع القرآن وللقرآن ، و كيف كان صحابته رضوان الله عليهم ها هو [عثمان] ـ رضى الله عنه ـ كان ينشر المصحف من بعد الفجر إلى صلاة الظهر يقرأ ودموعه تنهمر على كتاب الله فيقول له الناس لو خففت عن نفسك قال أما والله لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من القرآن
و لما كان العرب أرباب الفصاحة و الحوار والمفاخرة.. نزل القرآن ليتحداهم جميعا ، إنسهم ، وجهنم قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن ياتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً [م1].
وفوق ذلك فقد استطاع القرآن الكريم أن يخترق قلوبهم وهم بعد على الكفر والضلال ، ومازال يؤثر فيها حتى قاد أصحابها إلى الهدى والايمان ، يقول جبير بن مطعم بن عدي القرشي النوفلي رضي الله عنه وكان من أكابر قريش وعلماء النسب فيها : قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ( وذلك فى وفد أسارى بدر ) وسمعته يقرأ فى المغرب بالطور ، فلما بلغ الآية أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون . كاد قلبي يطير (( كما روى ذلك الشيخان في صحيحيهما )) (1 .
عن علي بن أبي طالب قال: «سمعت رسول الله يقول: "ستكون فتن". قلت: "وما المخرج منها؟" قال: "كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله. فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم ينته الجن إذ سمعته أن قالوا "إنا سمعنا قرآنا عجبا". هو الذي من قال به صدَق، ومن حكم به عدل، ومن عمِل به أجِر، ومن دعا إليه هُديَ إلى صراط مستقيم
وقبل خيبر كانت قصة عتبة بن ربيعة ، وهى مشهورة ، ، وخلاصتها أن قريش بعد ما رأت انتشار الإسلام اختارت أحسن رجالاتها ليكلم النبى صلى الله عليه وسلم ، فجاء أبو وليد عتبة بن ربيعة ، وكلم النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ، وهو منصت له ، فلما فرغ قال : ((أفرغت يا أبا الوليد ؟ قال : نعم ، قال: أنصت ، فقرأ عليه مطلع سورة فصلت حتى بلغ قوله تعالى فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فأمسك عتبة على فيه وناشده بالرحم)) ، ورجع إلى أهله ، واحتبس عن قريش فترة.
وفي بعض الروايات أنه جاء إليهم . فقال بعضهم لبعض : نُقسم ، ل
قد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذى ذهب به ، فلما جلس إليهم قالوا ما وراءك ؟ قال: ورائي أني سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط ، والله ما هو بالسحر، ولا بالشعر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني وإجعلوها لي، خلوا بين الرجل وبين ما هو فيه، فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ، فإن تصيبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر عليهم، فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به، قالوا : سحرك يا أبا الوليد بلسانه، قال: هذا رأيي فيه، فاصنعوا ما بدا لكم(3.
بل تأثر مردة الجان الذين كانوا قبل نزوله يسترقون السمع ، فقالوا : إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً (5).
وأخرج الحاكم وغيره بإسناد حسن عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : هبطوا – يعنى الجن – على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه قال أنصتوا قالوا: !وكانوا تسعة ، ، فأنزل الله عز وجل : وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولّوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين [الأحقاف:29-32].
إخوة الإيمان : وكذلك يكون أثر القرآن حين يتلى ، وليس بمستغرب أن يحول القرآن قلوب العصاه إلى قلوب عباد صالحين.
والفضيل بن عياض العالم العابد – عليه رحمة الله – نموذج واضح لما أقول، وقد حكى الذهبى فى سير أعلام النبلاء قصة توبته وتأثره بالقرآن فقال: كان الفضيل بن عياض شاطرا ، ( يقطع الطريق ) ، وكان سبب توبته أنه كان عاصيا لله إذ سمع تاليا يتلو ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله .. الآية (1)فلما سمعها قال : بلى يا رب، قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها سابلة (أي مسافرون) فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نصبح، فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا، قال: ففكرت وقلت: أنا أسعى بالليل فى المعاصي وقوم من المسلمين هنا يخافونني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام.(2
رحم الله الفضيل حجة زمانه، وعابد دهره، وأورع الناس من حوله .. . وصدق الله وهو أصدق القائلين لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون (3
، فالسؤال هنا الذى يجب أن نسأله أنفسنا : ما هو أثر القرآن علينا نحن المسلمين فى هذه الأزمة ؟ وقبل هذا السؤال سؤال آخر: ما هو نصيبنا من قراءة القرآن ؟ وما حظنا من الخشوع والتدبر حين يتلى القرآن ؟ .
إن واقعنا اليوم واقع مر ، يرثي له مع الأسف الشديد، فالمصاحف تشكو من تراكم الغبار عليها ، والهجر أصبح ديدن المسلمين إلا من رحم الله، البضاعة من كتاب الله مزجاة، ويرحم الله زمانا كان الشيخ الكبير يأتي إلى النبى صلى الله عليه وسلم ويقول : ((أقرئني يا رسول الله ؟ قال له : أقرأ ثلاثا من ذات (الر) . فقال الرجل :كبرت سنا واشتد قلبي وغلظ لساني ، قال : فاقرأ من ذات (حم) فقال مثل مقالته الأولى، فقال: أقرأ ثلاثا من المسبحات، فقال مثل مقالته، فقال الرجل: ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة، فأقرأه إذا زلزلت الأرض حتى إذا فرغ منها قال الرجل: والذى بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدا، ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح الرويجل، أفلح الرويجل (1)) ..
وإذا كان فضل سورة (الزلزلة) هذا،
وهي تتكون من 156 حرفاً وبكل حرف عشر حسنات فيكون مجموع حسناتها 1560 حسنة يقول سيد قطب عن هذه السورة: "إنها هزة عنيفة للقلوب الغافلة. هزة يشترك فيها الموضوع والمشهد والإيقاع اللفظي، وصيحة قوية مزلزلة للأرض ومن عليها، فما يكادون يفيقون حتى يواجههم الحساب والوزن والجزاء !".
فما بال من تتوفر لهم الأداة لقراءة القرآن كله، ويتوفر لهم من النشاط والقوة ما يمكنهم من إعادة قراءة القرآن مرة تلو المرة؟.
عدد حروف القرآن هو 321,250 حرفًا
321250×10
=3212500
إخوة الإسلام: هل نسينا أن الحسنة بعشرة أمثالها وأن (الم) فيها ثلاثة أحرف، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)) .. فكيف سيكون تعداد الحروف فى الصفحة الواحدة ، وكم سيكون عدد الحسنات فيها؟
ألا إن فضل الله واسع: ولكن هل من ساع إلى الخير جهده؟ أليس من اللائق بك أخي المسلم أن تبكر فى المجيء إلى الصلوات لتحظى بقراءة قسط من القرآن وتحصل على رصيد كبير من الحسنات، فإن أبيت، بكرت فيما تستطيع التبكير منها، فإن تكاسلت أليس يجدر بك أن تبكر يوم الجمعة لتقرأ ما تيسر من القرآن، وخاصة سورة الكهف التى أخبر النبى صلى الله عليه وسلم أن ((من قرأها يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدميه إلى عنان السماء يضيء
بل تأثر مردة الجان الذين كانوا قبل نزوله يسترقون السمع ، فقالوا : إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً (5).
وأخرج الحاكم وغيره بإسناد حسن عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : هبطوا – يعنى الجن – على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه قال أنصتوا قالوا: !وكانوا تسعة ، ، فأنزل الله عز وجل : وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولّوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين [الأحقاف:29-32].
إخوة الإيمان : وكذلك يكون أثر القرآن حين يتلى ، وليس بمستغرب أن يحول القرآن قلوب العصاه إلى قلوب عباد صالحين.
والفضيل بن عياض العالم العابد – عليه رحمة الله – نموذج واضح لما أقول، وقد حكى الذهبى فى سير أعلام النبلاء قصة توبته وتأثره بالقرآن فقال: كان الفضيل بن عياض شاطرا ، ( يقطع الطريق ) ، وكان سبب توبته أنه كان عاصيا لله إذ سمع تاليا يتلو ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله .. الآية (1)فلما سمعها قال : بلى يا رب، قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها سابلة (أي مسافرون) فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نصبح، فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا، قال: ففكرت وقلت: أنا أسعى بالليل فى المعاصي وقوم من المسلمين هنا يخافونني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام.(2
رحم الله الفضيل حجة زمانه، وعابد دهره، وأورع الناس من حوله .. . وصدق الله وهو أصدق القائلين لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون (3
، فالسؤال هنا الذى يجب أن نسأله أنفسنا : ما هو أثر القرآن علينا نحن المسلمين فى هذه الأزمة ؟ وقبل هذا السؤال سؤال آخر: ما هو نصيبنا من قراءة القرآن ؟ وما حظنا من الخشوع والتدبر حين يتلى القرآن ؟ .
إن واقعنا اليوم واقع مر ، يرثي له مع الأسف الشديد، فالمصاحف تشكو من تراكم الغبار عليها ، والهجر أصبح ديدن المسلمين إلا من رحم الله، البضاعة من كتاب الله مزجاة، ويرحم الله زمانا كان الشيخ الكبير يأتي إلى النبى صلى الله عليه وسلم ويقول : ((أقرئني يا رسول الله ؟ قال له : أقرأ ثلاثا من ذات (الر) . فقال الرجل :كبرت سنا واشتد قلبي وغلظ لساني ، قال : فاقرأ من ذات (حم) فقال مثل مقالته الأولى، فقال: أقرأ ثلاثا من المسبحات، فقال مثل مقالته، فقال الرجل: ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة، فأقرأه إذا زلزلت الأرض حتى إذا فرغ منها قال الرجل: والذى بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدا، ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح الرويجل، أفلح الرويجل (1)) ..
وإذا كان فضل سورة (الزلزلة) هذا،
وهي تتكون من 156 حرفاً وبكل حرف عشر حسنات فيكون مجموع حسناتها 1560 حسنة يقول سيد قطب عن هذه السورة: "إنها هزة عنيفة للقلوب الغافلة. هزة يشترك فيها الموضوع والمشهد والإيقاع اللفظي، وصيحة قوية مزلزلة للأرض ومن عليها، فما يكادون يفيقون حتى يواجههم الحساب والوزن والجزاء !".
فما بال من تتوفر لهم الأداة لقراءة القرآن كله، ويتوفر لهم من النشاط والقوة ما يمكنهم من إعادة قراءة القرآن مرة تلو المرة؟.
عدد حروف القرآن هو 321,250 حرفًا
321250×10
=3212500
إخوة الإسلام: هل نسينا أن الحسنة بعشرة أمثالها وأن (الم) فيها ثلاثة أحرف، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)) .. فكيف سيكون تعداد الحروف فى الصفحة الواحدة ، وكم سيكون عدد الحسنات فيها؟
ألا إن فضل الله واسع: ولكن هل من ساع إلى الخير جهده؟ أليس من اللائق بك أخي المسلم أن تبكر فى المجيء إلى الصلوات لتحظى بقراءة قسط من القرآن وتحصل على رصيد كبير من الحسنات، فإن أبيت، بكرت فيما تستطيع التبكير منها، فإن تكاسلت أليس يجدر بك أن تبكر يوم الجمعة لتقرأ ما تيسر من القرآن، وخاصة سورة الكهف التى أخبر النبى صلى الله عليه وسلم أن ((من قرأها يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدميه إلى عنان السماء يضيء