فلاب
د أن يبقى الجيش لحماية المدينة في هذا الظرف الحرج، ولكن هذا الرجل عجيب.. يظهر إيمانه ويقينه مرة أخرى ويعلن قولته الخالدة ويقول: والله لو تخطفتني الذئاب لأنفذت بعث أسامة ولست أنا الذي يرد قضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلابد أن ينفذ جيش أسامة .
فلما رأى الصحابة أبا بكر مصراً على رأيه ذهبوا إليه مرة أخرى وعلى رأسهم عمر ، وقالوا: إن كان ولابد يا خليفة رسول الله فاجعل على رأس الجيش من هو أسن وأكبر من أسامة فمسك أبو بكر بلحية عمر وقال: ويحك يا ابن الخطاب! أيوليه رسول الله وأعزله أنا؟ والله لا يكون.
وأراد الصديق أن يفض هذا الإشكال فقام بنفسه مع عمر إلى حيث عسكر الجيش الإسلامي بقيادة أسامة وخرج إليهم على حدود المدينة فلقيهم أسامة بن زيد على ظهر فرسه والصديق يمشي على رجليه، فنظر أسامة الذي تربى في مدرسة النبوة وقال: يا خليفة رسول الله! والله إما أن تركب وإما أن أترجل، فقال الصديق والله لن أركب ولن تترجل! وأكثير عليَّ يا أسامة أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله؟! ومشى الصديق على الأرض إلى جوار قائد الجيش أسامة ابن الثمانية عشرة... مشى خليفة المسلمين.. خليفة رسول الله إلى جوار أسامة ليبين للناس أنه إمام وأستاذ وقائد الموكب.
إن الإسلام لا ينظر إلى سن ولا نسب ولا إلى شرف، بل إن ميزان الإسلام هو التقوى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات:13]،
ووقف أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليزف هذه الوصايا وليبين لهذا الجيش المبارك دستوره الحربي في أعظم دستور عرفه التاريخ، فوالله ما عرف التاريخ دستوراً حربياً أعظم ولا أطهر ولا أشرف مما عرفه التاريخ في حروب الإسلام طيلة القرون الطويلة الماضية، وسوف يظل التاريخ يقف أمام هؤلاء وقفة إجلال وإعظام وإعزاز وإكبار! اسمعوا أيها الأحبة ماذا قال الصديق للجيش؟ حمد الله وأثنى عليه وقال: لا تخونوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا -أي بالجثث-، ولا تقتلوا طفلاً أو شيخاً كبيراً أو امرأة، ولا تحرقوا نخلاً ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرةً ولا بعيراً إلا للطعام، وسوف تمرون على قوم قد تفرغوا للعبادة في صوامعهم فدعوهم على ما هم عليه، ثم قال: اندفعوا باسم الله.
هذا هو الميثاق، وهذا هو دستور الحروب في الإسلام فأين أدعياء الحضارة الذين يتغنون ويرقصون لخدمة الإنسانية في الليل والنهار؟! أين أدعياء الحضارة الذين ساموا الإنسانية سوء العذاب؟! وإن ما يحدث على خشبة المسرح العالمي في جمهورية البوسنة والهرسك لأعظم دليل على أن هؤلاء كذبة فجرة وخونة، لا يعرفون من هذا المضمار إلا هذه الكلمات الجوفاء الكاذبة الرنانة.
أين هم من أبناء الشعب المسلم في البوسنة؟! سفكت دماؤهم، ومزقت أشلاؤهم، واغتصبت نساؤهم، وقتل أطفالهم وحرقت بيوتهم، أين هم من هؤلاء؟! (لا تخونوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً أو شيخاً كبيراً أو امرأة، ولا تحرقوا نخلاً، ولا تقطعوا شجرة مثمرة) إنه دستور الإسلام! وانطلق الجيش على بركة الله وباسم الله، تحت راية الإسلام، وباسم التوحيد والإيمان، بأوامر هذا الابن المبارك للإسلام، إنه أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه!!
وأقـــول قـــولي هـــذا
وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
الخطبــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وعلى كل من اقتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين .
أمـــا بـــعــــــد: فهكذا أنفذ الصديق رضي الله عنه جيش أسامة الذي كان له أثر بليغ في قلوب هؤلاء المرتدين في أطراف الجزيرة العربية الذين قالوا: لو كانت المدينة بهذا الضعف الذي سمعنا ما خرج هذا الجيش الجرار لهذه المعركة الضارية، لمناطحة قوة الروم العاتية، وكانت هذه بركة من بركات أبي بكر رضي الله عنه، ووئدت نار فتنة المرتدين ومدعي النبوة وقد ظهر طليحة وظهرت سجاح مسيلمة وكل قد ادعى النبوة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن فضائل أبي بكر جمعه للقرآن
رحماك رحماك يا الله! أي فتن هذه التي تطل على أبي بكر ؟! لقد وأد الصديق نار الفتنة في مهدها، ولم تتوقف بركاته عند هذا الحدث، وإنما بعد موقعة اليمامة ذهب إليه عمر وأشار إليه بجمع القرآن كما في حديث زيد بن ثابت الذي رواه البخاري وشرح الله صدره إلى ذلك، فأمر زيد بن ثابت بجمع القرآن. يقول زيد : والله لو كلفني بنقل جبل لكان أهون علي، أو ما كان أثقل علي مما كلفني به.
وجمع الصديق القرآن لأول مرة، وكانت الصحف في بيته حتى توفي، ثم انتقلت إلى بيت عمر حتى توفي، ثم في بيت حفصة رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم.
وهذه بعض المواقف وبعض الدروس، وإلا فلو توقفنا مع الصديق لطالت بنا الوقفة ولطال بنا المقام، ولقد آليت على نفسي ألا أقف في كل لقاء مع كل شخصية من هؤلاء الأئمة وهؤلاء المصابيح إلا جمعة واحدة.
عهد أبي بكر بالخلافة بعد
د أن يبقى الجيش لحماية المدينة في هذا الظرف الحرج، ولكن هذا الرجل عجيب.. يظهر إيمانه ويقينه مرة أخرى ويعلن قولته الخالدة ويقول: والله لو تخطفتني الذئاب لأنفذت بعث أسامة ولست أنا الذي يرد قضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلابد أن ينفذ جيش أسامة .
فلما رأى الصحابة أبا بكر مصراً على رأيه ذهبوا إليه مرة أخرى وعلى رأسهم عمر ، وقالوا: إن كان ولابد يا خليفة رسول الله فاجعل على رأس الجيش من هو أسن وأكبر من أسامة فمسك أبو بكر بلحية عمر وقال: ويحك يا ابن الخطاب! أيوليه رسول الله وأعزله أنا؟ والله لا يكون.
وأراد الصديق أن يفض هذا الإشكال فقام بنفسه مع عمر إلى حيث عسكر الجيش الإسلامي بقيادة أسامة وخرج إليهم على حدود المدينة فلقيهم أسامة بن زيد على ظهر فرسه والصديق يمشي على رجليه، فنظر أسامة الذي تربى في مدرسة النبوة وقال: يا خليفة رسول الله! والله إما أن تركب وإما أن أترجل، فقال الصديق والله لن أركب ولن تترجل! وأكثير عليَّ يا أسامة أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله؟! ومشى الصديق على الأرض إلى جوار قائد الجيش أسامة ابن الثمانية عشرة... مشى خليفة المسلمين.. خليفة رسول الله إلى جوار أسامة ليبين للناس أنه إمام وأستاذ وقائد الموكب.
إن الإسلام لا ينظر إلى سن ولا نسب ولا إلى شرف، بل إن ميزان الإسلام هو التقوى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات:13]،
ووقف أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليزف هذه الوصايا وليبين لهذا الجيش المبارك دستوره الحربي في أعظم دستور عرفه التاريخ، فوالله ما عرف التاريخ دستوراً حربياً أعظم ولا أطهر ولا أشرف مما عرفه التاريخ في حروب الإسلام طيلة القرون الطويلة الماضية، وسوف يظل التاريخ يقف أمام هؤلاء وقفة إجلال وإعظام وإعزاز وإكبار! اسمعوا أيها الأحبة ماذا قال الصديق للجيش؟ حمد الله وأثنى عليه وقال: لا تخونوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا -أي بالجثث-، ولا تقتلوا طفلاً أو شيخاً كبيراً أو امرأة، ولا تحرقوا نخلاً ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرةً ولا بعيراً إلا للطعام، وسوف تمرون على قوم قد تفرغوا للعبادة في صوامعهم فدعوهم على ما هم عليه، ثم قال: اندفعوا باسم الله.
هذا هو الميثاق، وهذا هو دستور الحروب في الإسلام فأين أدعياء الحضارة الذين يتغنون ويرقصون لخدمة الإنسانية في الليل والنهار؟! أين أدعياء الحضارة الذين ساموا الإنسانية سوء العذاب؟! وإن ما يحدث على خشبة المسرح العالمي في جمهورية البوسنة والهرسك لأعظم دليل على أن هؤلاء كذبة فجرة وخونة، لا يعرفون من هذا المضمار إلا هذه الكلمات الجوفاء الكاذبة الرنانة.
أين هم من أبناء الشعب المسلم في البوسنة؟! سفكت دماؤهم، ومزقت أشلاؤهم، واغتصبت نساؤهم، وقتل أطفالهم وحرقت بيوتهم، أين هم من هؤلاء؟! (لا تخونوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً أو شيخاً كبيراً أو امرأة، ولا تحرقوا نخلاً، ولا تقطعوا شجرة مثمرة) إنه دستور الإسلام! وانطلق الجيش على بركة الله وباسم الله، تحت راية الإسلام، وباسم التوحيد والإيمان، بأوامر هذا الابن المبارك للإسلام، إنه أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه!!
وأقـــول قـــولي هـــذا
وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
الخطبــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وعلى كل من اقتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين .
أمـــا بـــعــــــد: فهكذا أنفذ الصديق رضي الله عنه جيش أسامة الذي كان له أثر بليغ في قلوب هؤلاء المرتدين في أطراف الجزيرة العربية الذين قالوا: لو كانت المدينة بهذا الضعف الذي سمعنا ما خرج هذا الجيش الجرار لهذه المعركة الضارية، لمناطحة قوة الروم العاتية، وكانت هذه بركة من بركات أبي بكر رضي الله عنه، ووئدت نار فتنة المرتدين ومدعي النبوة وقد ظهر طليحة وظهرت سجاح مسيلمة وكل قد ادعى النبوة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن فضائل أبي بكر جمعه للقرآن
رحماك رحماك يا الله! أي فتن هذه التي تطل على أبي بكر ؟! لقد وأد الصديق نار الفتنة في مهدها، ولم تتوقف بركاته عند هذا الحدث، وإنما بعد موقعة اليمامة ذهب إليه عمر وأشار إليه بجمع القرآن كما في حديث زيد بن ثابت الذي رواه البخاري وشرح الله صدره إلى ذلك، فأمر زيد بن ثابت بجمع القرآن. يقول زيد : والله لو كلفني بنقل جبل لكان أهون علي، أو ما كان أثقل علي مما كلفني به.
وجمع الصديق القرآن لأول مرة، وكانت الصحف في بيته حتى توفي، ثم انتقلت إلى بيت عمر حتى توفي، ثم في بيت حفصة رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم.
وهذه بعض المواقف وبعض الدروس، وإلا فلو توقفنا مع الصديق لطالت بنا الوقفة ولطال بنا المقام، ولقد آليت على نفسي ألا أقف في كل لقاء مع كل شخصية من هؤلاء الأئمة وهؤلاء المصابيح إلا جمعة واحدة.
عهد أبي بكر بالخلافة بعد
الآيات والذكر الحكيم, أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب, فاستغفروه إنه هوالغفور الرحيم.
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهد الله فلا مظل له ومن يضلل فلا هادي له,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له,
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه.
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً {1}}النساء.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً {71}}الأحزاب.
أيها الناس :
إن من حكمة الله عز وجل أن جعل السَنَة اثنا عشر شهراً, قال تعالى:
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ {36}}التوبة.
وجعل الشهر ثلاثين, أو تسعة وتسعين يوماً, قال صلى الله عليه وسلم:
"الشهر هكذا وهكذا وهكذا, وأشار بأصابع يديه العشر ثم قال: ويكون هكذا وهكذا وهكذا, وقبض في الثالثة إحدى أصابعه عليه الصلاة والسلام"
وتعاقب الأعوام والشهور والأيام فيه عبرة لأولي الألباب, قال تعالى:
{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً {62}} الفرقان.
في هذه الأعوام يموت أقوام ويولد آخرون, ويذل أقوام ويعز آخرون, قال تعالى:{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {140}}آل عمران .
واللبيب يتأمل سرعة انقضائها, فيعلم أنها زائلة, وأنه منتقل منها إلى دارٍ أخرى, قال تعالى:{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {164}} البقرة
وقال عليه الصلاة والسلام: " ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها"رواه ابن ماجة والترمذي وأحمد.
وحذر عليه الصلاة والسلام من الركون إليها, كما حذر قبله أنبياء.
اسمعوا إلى قول رجل مؤمن من آل فرعون يحذر قومه من الدنيا: قال تعالى حاكياً عنه : { وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ {38} يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ {39}} غافر.
أيها المسلمون:
إنكم تستقبلون عاماً جديداً ولا تدرون ما الله فاعل بكم فيه, أتتمونه أم يوافيكم الأجل قبل تمامه؟ فانظروا رحمكم الله ماذا قدمتم فيما مضى, وبما تستقبلون ما أتى.
أيها المسلمون:
لو تأملنا أحوالنا في هذا الزمان, وقارناها بما مضى أو ببعض البلدان, لوجدنا فرقا كبيراً لدينا, نِعَمٌ لا تعد ولا تحصى, ولا ينكرها إلا من في قلبه مرض,
أعظم نعمة _التوحيد_, التحاكم إلى الله ورسوله عند التنازع, نعمة الأمن والاستقرار,
ولكن هذه النعم وغيرها تدوم بالشكر, وتزول بالكفر, ولا أعني الكفر الأكبر, وإنما أعني كفر النعمة, فإن قام الناس بما أوجب الله عليهم من عبادته , وطاعته, وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام, قولاً, وعملاً, أدام الله عز وجل نعمه.
عـــباد اللـــه :
وقبل بداية هذا العام الجديد الذي نسأل الله أن يجعله عام خير, وبركة, ونصر للمسلمين أذكركم ببعض الأمور التي تعد من أعظم الأسباب المزيلة للنعم, ليحذرها العاقلُ اللبيب, ويحذر غيره منها.
لزوال النعم أسباب كثيرة منها:
الإعراض عن دين الله عز وجل, فإن كان إعراضاً بالكلية فهو كفر, وإلا كل بحسبه.
ومن أسباب زوال النعم:
الإقبال على الدنيا وملذاتها, والغفلة عن الآخرة ونعيمها.
ومن أسباب زوال النعم:
انشغال الناس بأسباب الرفاهية والترف واللهو, وبناءُ الملاهي وغيرها,
وقد حذر من هذا نبي الله هود عندما رأى قومه معرضين عن طاعة ربهم, وإقبالهم على الملذات والترف واللهو, قال الله عز وجل:{ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِ
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهد الله فلا مظل له ومن يضلل فلا هادي له,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له,
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه.
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً {1}}النساء.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً {71}}الأحزاب.
أيها الناس :
إن من حكمة الله عز وجل أن جعل السَنَة اثنا عشر شهراً, قال تعالى:
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ {36}}التوبة.
وجعل الشهر ثلاثين, أو تسعة وتسعين يوماً, قال صلى الله عليه وسلم:
"الشهر هكذا وهكذا وهكذا, وأشار بأصابع يديه العشر ثم قال: ويكون هكذا وهكذا وهكذا, وقبض في الثالثة إحدى أصابعه عليه الصلاة والسلام"
وتعاقب الأعوام والشهور والأيام فيه عبرة لأولي الألباب, قال تعالى:
{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً {62}} الفرقان.
في هذه الأعوام يموت أقوام ويولد آخرون, ويذل أقوام ويعز آخرون, قال تعالى:{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {140}}آل عمران .
واللبيب يتأمل سرعة انقضائها, فيعلم أنها زائلة, وأنه منتقل منها إلى دارٍ أخرى, قال تعالى:{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {164}} البقرة
وقال عليه الصلاة والسلام: " ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها"رواه ابن ماجة والترمذي وأحمد.
وحذر عليه الصلاة والسلام من الركون إليها, كما حذر قبله أنبياء.
اسمعوا إلى قول رجل مؤمن من آل فرعون يحذر قومه من الدنيا: قال تعالى حاكياً عنه : { وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ {38} يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ {39}} غافر.
أيها المسلمون:
إنكم تستقبلون عاماً جديداً ولا تدرون ما الله فاعل بكم فيه, أتتمونه أم يوافيكم الأجل قبل تمامه؟ فانظروا رحمكم الله ماذا قدمتم فيما مضى, وبما تستقبلون ما أتى.
أيها المسلمون:
لو تأملنا أحوالنا في هذا الزمان, وقارناها بما مضى أو ببعض البلدان, لوجدنا فرقا كبيراً لدينا, نِعَمٌ لا تعد ولا تحصى, ولا ينكرها إلا من في قلبه مرض,
أعظم نعمة _التوحيد_, التحاكم إلى الله ورسوله عند التنازع, نعمة الأمن والاستقرار,
ولكن هذه النعم وغيرها تدوم بالشكر, وتزول بالكفر, ولا أعني الكفر الأكبر, وإنما أعني كفر النعمة, فإن قام الناس بما أوجب الله عليهم من عبادته , وطاعته, وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام, قولاً, وعملاً, أدام الله عز وجل نعمه.
عـــباد اللـــه :
وقبل بداية هذا العام الجديد الذي نسأل الله أن يجعله عام خير, وبركة, ونصر للمسلمين أذكركم ببعض الأمور التي تعد من أعظم الأسباب المزيلة للنعم, ليحذرها العاقلُ اللبيب, ويحذر غيره منها.
لزوال النعم أسباب كثيرة منها:
الإعراض عن دين الله عز وجل, فإن كان إعراضاً بالكلية فهو كفر, وإلا كل بحسبه.
ومن أسباب زوال النعم:
الإقبال على الدنيا وملذاتها, والغفلة عن الآخرة ونعيمها.
ومن أسباب زوال النعم:
انشغال الناس بأسباب الرفاهية والترف واللهو, وبناءُ الملاهي وغيرها,
وقد حذر من هذا نبي الله هود عندما رأى قومه معرضين عن طاعة ربهم, وإقبالهم على الملذات والترف واللهو, قال الله عز وجل:{ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِ
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
الإعـتـبار بمـرور الأشــهــر والاعــوام
( توديــع عــــام واسـتـــقــبال آخــــــــر )
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد الله الواحد القهار, العزيز الجبار, يقلب الليل والنهار, تبصرة وذكرى لأولي العقول والأبصار, وكل شيء عنده بمقدار, عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال.
{ سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ {10}}الرعد.
أحمده على إحسانه, وأشكره على عظيم فضله وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له,
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, ومن اهتدى بهديه, واستن بسنته إلى يوم الدين,
أمـــا بعـــد - أيـها الناس :
فإنكم تودعون عاماً ماضياً شهيداً, وتستقبلون عاماً مقبلاً جديداً, فليت شعري, ماذا أودعتم في العام الماضي؟ وماذا تستقبلون به العام الجديد؟
فليحاسب العاقل نفسه.]([1])
بماذا رحل عامه المنصرم؟
هل رحل وقد كتبت له الحسنات؟
ومحيت عنه السيئات؟
أم رحل بما فيه من الخطايا والآثام؟
قال الفاروق يوماً: ( أيها الناس: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا, وزنوها قبل أن توزنوا, وتأهبوا للعرض الأكبر.)( يومئذٍ تعرضون لاتخفى منكم خافيه).
أيها المسلمون :
تمر الأيام والشهور والأعوام وتنصرم, وبعض المسلمين في سبات عميق, وغفلة وإعراض, وتمر الأعوام, وبعض المسلمين قد شغلته دنياه عن دينه, لاهث وراءها , متمسك بها, ينام خائفاً عليها, ويصبح هائماً على وجهه في إثرها.
تمر الأعوام والمسلمون قد فرقتهم الأهواء, وتشتت شملهم, وطمع العدو بهم, فهو يقتل ويأسر ويشرد, يفعل بهم كما يفعل الذئب بالغنم عند غياب الراعي.
أيـــها المســـلمـــون:
تذكروا بانقضاء العام انقضاء العمر, فالليالي والأيام مطايا تنقلكم من الدنيا إلى الآخرة .
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ{190}} آل عمران.
فالعاقل يعد العدة ويتأهب ويصبر, والمضيع المفرط تمر عليه الأيام والأعوام حتى يفجأه ملك الموت, وهو على حال سيئة نعوذ بالله من سوء الخاتمة.
روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أعذر الله إلى امرءٍ بلغه الستين". ومعنى الحديث أن من بلغ الستين ولم يتجدد له عمل صالح, ويقلع عن المعاصي, وينيب إلى ربه فلا عذر له عند الله.
كيف وقد بلغه الله هذا العمر المديد, وهو متمادٍ في طغيانه ومعصيته.
قال عليه الصلاة والسلام:" أعمار أمتي مابين الستين إلى السبعين, وأقلهم من يجوز ذلك" رواه الترمذي.
فأنيبوا إلى ربكم قبل هجوم هادم اللذات, وأنتم على حالة لا يرضاها ربكم, فاغتنموا أعماركم واستعملوها في طاعة ربكم.
روى الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه:
" اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك".
ايـــها المسلمـــون :
في هذا الحديث وصايا:
الأولى: اغتنام وقت الشباب قبل الهرم, لأن المسلم يستطيع من فعل الطاعات في شبابه مالا يستطيع عند الهرم.
وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: وشاب نشأ في طاعة الله" , وفيه همسة في أذن كل شاب أن يغتنم شبابه بالطاعة التامة.
الثانية: اغتنام الصحة قبل السقم, فكم من معاق يود لو يصلي على قدميه؟
اويأت إلى المسجد على رجليه؟
ولكن! لا يستطيع, وكم من مريض نائم على سريره لا يذكر الله إلا بأصبعه؟ وكم؟ وكم؟
فاغتنموا زمن الصحة قبل السقم.
ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ".
الثالثة: اغتنام زمن الغنى قبل الفقر, لأن الغني يؤدي الزكاة, ويتصدق ويعين على نوائب الحق, ويصل الرحم بماله, ويجاهد بماله فإذا افتقر عدم هذه الأجور.
الرابعة: اغتنام الفراغ قبل الشغل, قال تعالى: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ {7} وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ {8}}الشرح.
الخامسة: اغتنام الحياة بالطاعة قبل الموت, لأن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية, أو ولد صالح يدعوا له, أو علم ينتفع به, فالحياة يتزود منها الطاعات.
قال عليه الصلاة والسلام:" طوبى لمن طال عمره وحسن عمله".
أيها الناس:
اغتنموا ساعات أعماركم بما يقربكم إلى ربكم, وإياكم والغفلة, فإنها مراحل تقطعونها إلى الدار الآخرة, أودعوا أيامكم ولياليكم عملاً صالحاً تجدوه في يوم تشخص فيه الأبصار, ولا تغرنكم الحياة الدنيا فإنما هي متاع
قال تعالى : {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ {38} يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ {39}} غافر.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
الإعـتـبار بمـرور الأشــهــر والاعــوام
( توديــع عــــام واسـتـــقــبال آخــــــــر )
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد الله الواحد القهار, العزيز الجبار, يقلب الليل والنهار, تبصرة وذكرى لأولي العقول والأبصار, وكل شيء عنده بمقدار, عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال.
{ سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ {10}}الرعد.
أحمده على إحسانه, وأشكره على عظيم فضله وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له,
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, ومن اهتدى بهديه, واستن بسنته إلى يوم الدين,
أمـــا بعـــد - أيـها الناس :
فإنكم تودعون عاماً ماضياً شهيداً, وتستقبلون عاماً مقبلاً جديداً, فليت شعري, ماذا أودعتم في العام الماضي؟ وماذا تستقبلون به العام الجديد؟
فليحاسب العاقل نفسه.]([1])
بماذا رحل عامه المنصرم؟
هل رحل وقد كتبت له الحسنات؟
ومحيت عنه السيئات؟
أم رحل بما فيه من الخطايا والآثام؟
قال الفاروق يوماً: ( أيها الناس: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا, وزنوها قبل أن توزنوا, وتأهبوا للعرض الأكبر.)( يومئذٍ تعرضون لاتخفى منكم خافيه).
أيها المسلمون :
تمر الأيام والشهور والأعوام وتنصرم, وبعض المسلمين في سبات عميق, وغفلة وإعراض, وتمر الأعوام, وبعض المسلمين قد شغلته دنياه عن دينه, لاهث وراءها , متمسك بها, ينام خائفاً عليها, ويصبح هائماً على وجهه في إثرها.
تمر الأعوام والمسلمون قد فرقتهم الأهواء, وتشتت شملهم, وطمع العدو بهم, فهو يقتل ويأسر ويشرد, يفعل بهم كما يفعل الذئب بالغنم عند غياب الراعي.
أيـــها المســـلمـــون:
تذكروا بانقضاء العام انقضاء العمر, فالليالي والأيام مطايا تنقلكم من الدنيا إلى الآخرة .
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ{190}} آل عمران.
فالعاقل يعد العدة ويتأهب ويصبر, والمضيع المفرط تمر عليه الأيام والأعوام حتى يفجأه ملك الموت, وهو على حال سيئة نعوذ بالله من سوء الخاتمة.
روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أعذر الله إلى امرءٍ بلغه الستين". ومعنى الحديث أن من بلغ الستين ولم يتجدد له عمل صالح, ويقلع عن المعاصي, وينيب إلى ربه فلا عذر له عند الله.
كيف وقد بلغه الله هذا العمر المديد, وهو متمادٍ في طغيانه ومعصيته.
قال عليه الصلاة والسلام:" أعمار أمتي مابين الستين إلى السبعين, وأقلهم من يجوز ذلك" رواه الترمذي.
فأنيبوا إلى ربكم قبل هجوم هادم اللذات, وأنتم على حالة لا يرضاها ربكم, فاغتنموا أعماركم واستعملوها في طاعة ربكم.
روى الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه:
" اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك".
ايـــها المسلمـــون :
في هذا الحديث وصايا:
الأولى: اغتنام وقت الشباب قبل الهرم, لأن المسلم يستطيع من فعل الطاعات في شبابه مالا يستطيع عند الهرم.
وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: وشاب نشأ في طاعة الله" , وفيه همسة في أذن كل شاب أن يغتنم شبابه بالطاعة التامة.
الثانية: اغتنام الصحة قبل السقم, فكم من معاق يود لو يصلي على قدميه؟
اويأت إلى المسجد على رجليه؟
ولكن! لا يستطيع, وكم من مريض نائم على سريره لا يذكر الله إلا بأصبعه؟ وكم؟ وكم؟
فاغتنموا زمن الصحة قبل السقم.
ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ".
الثالثة: اغتنام زمن الغنى قبل الفقر, لأن الغني يؤدي الزكاة, ويتصدق ويعين على نوائب الحق, ويصل الرحم بماله, ويجاهد بماله فإذا افتقر عدم هذه الأجور.
الرابعة: اغتنام الفراغ قبل الشغل, قال تعالى: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ {7} وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ {8}}الشرح.
الخامسة: اغتنام الحياة بالطاعة قبل الموت, لأن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية, أو ولد صالح يدعوا له, أو علم ينتفع به, فالحياة يتزود منها الطاعات.
قال عليه الصلاة والسلام:" طوبى لمن طال عمره وحسن عمله".
أيها الناس:
اغتنموا ساعات أعماركم بما يقربكم إلى ربكم, وإياكم والغفلة, فإنها مراحل تقطعونها إلى الدار الآخرة, أودعوا أيامكم ولياليكم عملاً صالحاً تجدوه في يوم تشخص فيه الأبصار, ولا تغرنكم الحياة الدنيا فإنما هي متاع
قال تعالى : {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ {38} يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ {39}} غافر.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من
ي
نَ {123}
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ {124} إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ {125} فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ {126} وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ {127} أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ {128}} الشعراء.
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: [ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً ]: أي معلماً مشهوراً, وتبنون: أي وإنما تفعلون ذلك عبثاً لا للاحتياج إليه؛ بل لمجرد اللعب واللهو وإظهار القوة, ولهذا أنكر عليهم نبيهم عليه السلام ذلك, لأنه تضييع للزمان, وإتعاب للأبدان في غير فائدة, واشتغال بما لا يجدي في الدنيا ولا في الآخرة أ. هـ
ومن أسباب زوال النعم:
فسقُ المترفين, قال تعالى :{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً {16}}الإسراء.
والمترفون هم أهل الأموال والجاه, فهولاء إن صرفوها في طاعة الله عز وجل, وفي ما يرضيه, صاروا سبباً بإذن الله عز وجل لدوام النعمة, وإن صرفوها في اللهو الباطل, وفيما يصد عن طاعة الله عز وجل صاروا سبباً في إهلاك أنفسهم, وإهلاك من حولهم, لأن الشر يعم, قال تعالى: { وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {25}} الأنفال.
ومن أسباب زوال النعم:
ترك الجهاد في سبيل الله, بدءاً بجهاد النفس والأهل, قال صلى الله عليه وسلم:" ما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا عمهم الله بالعذاب" رواه الطبراني.
وقال صلى الله عليه وسلم:" إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"رواه أبو داود.
ومن أسباب زوال النعم:
ترك الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, والأخذ على أيدي الفسقة والمجرمين, قال تعالى:{ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ {41}} الحج.
هذا وصلوا وسلموا
على من امرتم بالصلاة والسلام عليه في محكم التنزيل((ان الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين امنوا صلواعليه وسلموا تسليما))
نَ {123}
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ {124} إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ {125} فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ {126} وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ {127} أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ {128}} الشعراء.
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: [ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً ]: أي معلماً مشهوراً, وتبنون: أي وإنما تفعلون ذلك عبثاً لا للاحتياج إليه؛ بل لمجرد اللعب واللهو وإظهار القوة, ولهذا أنكر عليهم نبيهم عليه السلام ذلك, لأنه تضييع للزمان, وإتعاب للأبدان في غير فائدة, واشتغال بما لا يجدي في الدنيا ولا في الآخرة أ. هـ
ومن أسباب زوال النعم:
فسقُ المترفين, قال تعالى :{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً {16}}الإسراء.
والمترفون هم أهل الأموال والجاه, فهولاء إن صرفوها في طاعة الله عز وجل, وفي ما يرضيه, صاروا سبباً بإذن الله عز وجل لدوام النعمة, وإن صرفوها في اللهو الباطل, وفيما يصد عن طاعة الله عز وجل صاروا سبباً في إهلاك أنفسهم, وإهلاك من حولهم, لأن الشر يعم, قال تعالى: { وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {25}} الأنفال.
ومن أسباب زوال النعم:
ترك الجهاد في سبيل الله, بدءاً بجهاد النفس والأهل, قال صلى الله عليه وسلم:" ما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا عمهم الله بالعذاب" رواه الطبراني.
وقال صلى الله عليه وسلم:" إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"رواه أبو داود.
ومن أسباب زوال النعم:
ترك الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, والأخذ على أيدي الفسقة والمجرمين, قال تعالى:{ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ {41}} الحج.
هذا وصلوا وسلموا
على من امرتم بالصلاة والسلام عليه في محكم التنزيل((ان الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين امنوا صلواعليه وسلموا تسليما))
🔷عمر المختار أرعب دول الاستكبار وربى جيل الاحرار ؟
✍🏻الإعلامي محمد الصلاحي
عظماء الاسلام قليلون وقادة الجهاد معدودون والامة الإسلامية تذخر بقادة عظام وسلاطين أبطال الامة يولد كل يوم فيها معتصم جديد وفاروق عادل وعمر المختار ليس الاسطورة ميسي وليس فنان العرب محمد عبدة انما صاحب لقب "أسد الصحراء "عمر المختار من جاهد الطليان وهزمهم شر انهزام وربى جيل يدافع عن الإسلام وينشى جيل متمسك بعقيدته القرآن ولد المختار في بلدة "بنغازي"بليبيا لابوين مسلمين ليخرج يحفظ القرآن وبعد ايام يقرر الفتي المسلم الشجاع رجل البادية واسد الصحراء مقاومة الطليان احد الدول الارهابية العظمي حينذاك فاستقر في جبل وفتحها جبهات مقاومة ضد الغزاة وقرر تحرير تراب بلده من دنس ايطاليا فجتمع حوله الالاف من مجاهدي ليبيا الابطال وقاد معارك التحرير ضد ايطاليا بكل عزيمة واباء ظل يجاهد حتي وصل عمره الى 85عام وهو ذلك المجاهد الذي لا يشق له غبار ظل قويا معتصما بلواء الإسلام وبسنة العدنان قاتل الطليان نحو عشرين عام دون ان يتعب او يكل او يمن ارعب ايطاليا باسرها رجل عجوز يرعب الطليان ويخاف منه عملاء الديار رجلا بلغ من السن بعد الثمانين ولكنه ذاك الاسد المقدام عمر المختار…..
تمر ذكرى القائد المجاهد عمر المختار يومنا هذا15/سبتمبر 2017م الذكرى 88لإستشهادة في ساحة الاعدام بعد جهاد طويل نحو ثلاثين عام يقاتل الطليان اعداء الإسلام يتنقل من جبل الى جبل ويلحق الهزائم تلو الهزائم بجيش ماركس ولينين يعملهم أصول الحرب النزيهة فياتون للتفاوض معه بعد هزيمتهم في كل المعارك فيقول لهم بكل ثقة المسلم اول بنود التفاوض الرحيل من ارضنا لان الارض ملكنا والتراب ترابنا وانتم جئتم مغتصبين محتلين واجب علينا ان نقاتلكم حتي ترحلوا من ارضنا طال الزمن او قصر عقيدتنا تفرض علينا مجاهدة من اعتدي علينا تمر ذكرى استشهاد القائد عمر المختار ونحن نعيش مراحل صعبة مرحلة تسليم الاوطان لاحفاد الصفويون ايران وعبر ادواتهم حزب اللات وحوثي مران هذا من جهة ومن جهة اخرى قيام العلمانيون ومن ورائهم الخليجيون يسلمون بلاد المسلمين للدجال الاكبر امريكيا وبني صهيون نحن اليوم نريد جيل المختار ونشاة المختار وشجاعة ليبيا الاحرار وقوة بأس المجاهدين المغاوير من بنغازي اليوم نحن بامس الحاجة لتنشئة الاجيال ان هناك جهاد وان عدونا هم ثلاثي الموت امريكا واسرائيل وايران دعاة الإرهاب نريد تعلمه. الاطفال سيرة المجاهد عمر المختار أسد الصحراء رفض المذلة والركوع لروما وجاهد بكل ما يستطيع من عدة وعتاد وهي البنادق وروما باحداث العربات والالاف من الجنود ولكنها قوة العقيدة والمبدا وليس العدة والعتاد نحن لم ننسى حياة المجاهد المختار لان سيرته يتعلمها الابطال والاحرار يتعلمون كيف يجاهدون بعزة الإسلام رأفعين الرأس شم الانوف يقاتلون تحت راية دين الإسلام من اعتدي عليهم يعلمنا عمر المختار حنكة القادة فليس كل من لديه نجمات وطير ومرافقين وطقوم وبعض الصعاليك يعتبر قائد القيادة ذكاء وفطنة وليس بطون منتفخة وبعض النجمات المزيفة القائد يعيش بين جنوده يجوع مثلما يجوعون ويتقدم الصفوف ليس الجلوس في الانفاق والكهوف القائد يرفض مغريات النساء والفلل والفنادق والعمارات والسيارات والسفارات والحفلات الراقصة تحت اي فن كان قيادة الجيش والمجاهدين هي قيادة بحنكة وسياسة كما عملها الفاروق قبله وعمر المختار وعز الدين القسام بعده رجال الرفاهية والفن والدعابة ليسوا بقادة لان الجهاد له قادة ومقاتلين علمنا عزة وشجاعة المقاتل العربي المسلم الاصيل ان لا يرتكب جرائم بحق المسالمين وانما فقط بحق المعتدين
🔹جاهد وقاتل وعلم وربى جيل الاحرار والثوار قادة القتال وذكاء العظماء علم دولة ايطاليا كيف معارك الشرف والنزاهة وليس الخدع والغدر
اتي اليه عملاء بلادة واليمن اليوم الحوثيون هم نفس العملاء قالوا نعطيك السيارات والعيش والراحة فقط لا تقاتل روما ولا تحرض ضد روما فقال انتم تحتلون بلادي وتقتلون اهلي واحبابي وتدمرون وطني وتنهبون خيرات بلادي وتستعبدون شعبي وهذه ارضي ليست لكم وانما ملك للشعب الليبي وحدة افلا نقاومكم ونقاتلكم لانكم محتلون فاشيون نازيون فقالوا له ضعاف النفوس وادوات ايطاليا انت تخرب بلادنا يا مختار وتقتل اهلنا بسبب مقاومة الاحرار للطليان فضحك القائد المجاهد بعد عشرين عاما يقاتلهم وقال تخافون من رجال مثلكم وتدعوننا الى ان نكون عبيد خانعين مثلكم لا والله لايكون هذا. كلمات تهزالنفوس وتقوم الهمم لهذا الكلام من رجل بلغ الثمانين عام ليس رجل ثلاثيني بل شيخ انحني ظهرة وضعف قوته ونحل جسمه يقولها بكل ثقة لن نركع ولن نستسلم لغزاة محتلين فقامت ايطاليا بدعم قواتها المحتلة لليبيا بدعم يتكون من عدة اساطيل لقهر المقاومين الابطال فدارت معارك عظيمة بين الاسلام والكفر في درنة وبنغازي استمرت لنحو شهرين متلازمة انزل عمر المختار الخسائر الكبيرة بصفوف الطليان الغازية
✍🏻الإعلامي محمد الصلاحي
عظماء الاسلام قليلون وقادة الجهاد معدودون والامة الإسلامية تذخر بقادة عظام وسلاطين أبطال الامة يولد كل يوم فيها معتصم جديد وفاروق عادل وعمر المختار ليس الاسطورة ميسي وليس فنان العرب محمد عبدة انما صاحب لقب "أسد الصحراء "عمر المختار من جاهد الطليان وهزمهم شر انهزام وربى جيل يدافع عن الإسلام وينشى جيل متمسك بعقيدته القرآن ولد المختار في بلدة "بنغازي"بليبيا لابوين مسلمين ليخرج يحفظ القرآن وبعد ايام يقرر الفتي المسلم الشجاع رجل البادية واسد الصحراء مقاومة الطليان احد الدول الارهابية العظمي حينذاك فاستقر في جبل وفتحها جبهات مقاومة ضد الغزاة وقرر تحرير تراب بلده من دنس ايطاليا فجتمع حوله الالاف من مجاهدي ليبيا الابطال وقاد معارك التحرير ضد ايطاليا بكل عزيمة واباء ظل يجاهد حتي وصل عمره الى 85عام وهو ذلك المجاهد الذي لا يشق له غبار ظل قويا معتصما بلواء الإسلام وبسنة العدنان قاتل الطليان نحو عشرين عام دون ان يتعب او يكل او يمن ارعب ايطاليا باسرها رجل عجوز يرعب الطليان ويخاف منه عملاء الديار رجلا بلغ من السن بعد الثمانين ولكنه ذاك الاسد المقدام عمر المختار…..
تمر ذكرى القائد المجاهد عمر المختار يومنا هذا15/سبتمبر 2017م الذكرى 88لإستشهادة في ساحة الاعدام بعد جهاد طويل نحو ثلاثين عام يقاتل الطليان اعداء الإسلام يتنقل من جبل الى جبل ويلحق الهزائم تلو الهزائم بجيش ماركس ولينين يعملهم أصول الحرب النزيهة فياتون للتفاوض معه بعد هزيمتهم في كل المعارك فيقول لهم بكل ثقة المسلم اول بنود التفاوض الرحيل من ارضنا لان الارض ملكنا والتراب ترابنا وانتم جئتم مغتصبين محتلين واجب علينا ان نقاتلكم حتي ترحلوا من ارضنا طال الزمن او قصر عقيدتنا تفرض علينا مجاهدة من اعتدي علينا تمر ذكرى استشهاد القائد عمر المختار ونحن نعيش مراحل صعبة مرحلة تسليم الاوطان لاحفاد الصفويون ايران وعبر ادواتهم حزب اللات وحوثي مران هذا من جهة ومن جهة اخرى قيام العلمانيون ومن ورائهم الخليجيون يسلمون بلاد المسلمين للدجال الاكبر امريكيا وبني صهيون نحن اليوم نريد جيل المختار ونشاة المختار وشجاعة ليبيا الاحرار وقوة بأس المجاهدين المغاوير من بنغازي اليوم نحن بامس الحاجة لتنشئة الاجيال ان هناك جهاد وان عدونا هم ثلاثي الموت امريكا واسرائيل وايران دعاة الإرهاب نريد تعلمه. الاطفال سيرة المجاهد عمر المختار أسد الصحراء رفض المذلة والركوع لروما وجاهد بكل ما يستطيع من عدة وعتاد وهي البنادق وروما باحداث العربات والالاف من الجنود ولكنها قوة العقيدة والمبدا وليس العدة والعتاد نحن لم ننسى حياة المجاهد المختار لان سيرته يتعلمها الابطال والاحرار يتعلمون كيف يجاهدون بعزة الإسلام رأفعين الرأس شم الانوف يقاتلون تحت راية دين الإسلام من اعتدي عليهم يعلمنا عمر المختار حنكة القادة فليس كل من لديه نجمات وطير ومرافقين وطقوم وبعض الصعاليك يعتبر قائد القيادة ذكاء وفطنة وليس بطون منتفخة وبعض النجمات المزيفة القائد يعيش بين جنوده يجوع مثلما يجوعون ويتقدم الصفوف ليس الجلوس في الانفاق والكهوف القائد يرفض مغريات النساء والفلل والفنادق والعمارات والسيارات والسفارات والحفلات الراقصة تحت اي فن كان قيادة الجيش والمجاهدين هي قيادة بحنكة وسياسة كما عملها الفاروق قبله وعمر المختار وعز الدين القسام بعده رجال الرفاهية والفن والدعابة ليسوا بقادة لان الجهاد له قادة ومقاتلين علمنا عزة وشجاعة المقاتل العربي المسلم الاصيل ان لا يرتكب جرائم بحق المسالمين وانما فقط بحق المعتدين
🔹جاهد وقاتل وعلم وربى جيل الاحرار والثوار قادة القتال وذكاء العظماء علم دولة ايطاليا كيف معارك الشرف والنزاهة وليس الخدع والغدر
اتي اليه عملاء بلادة واليمن اليوم الحوثيون هم نفس العملاء قالوا نعطيك السيارات والعيش والراحة فقط لا تقاتل روما ولا تحرض ضد روما فقال انتم تحتلون بلادي وتقتلون اهلي واحبابي وتدمرون وطني وتنهبون خيرات بلادي وتستعبدون شعبي وهذه ارضي ليست لكم وانما ملك للشعب الليبي وحدة افلا نقاومكم ونقاتلكم لانكم محتلون فاشيون نازيون فقالوا له ضعاف النفوس وادوات ايطاليا انت تخرب بلادنا يا مختار وتقتل اهلنا بسبب مقاومة الاحرار للطليان فضحك القائد المجاهد بعد عشرين عاما يقاتلهم وقال تخافون من رجال مثلكم وتدعوننا الى ان نكون عبيد خانعين مثلكم لا والله لايكون هذا. كلمات تهزالنفوس وتقوم الهمم لهذا الكلام من رجل بلغ الثمانين عام ليس رجل ثلاثيني بل شيخ انحني ظهرة وضعف قوته ونحل جسمه يقولها بكل ثقة لن نركع ولن نستسلم لغزاة محتلين فقامت ايطاليا بدعم قواتها المحتلة لليبيا بدعم يتكون من عدة اساطيل لقهر المقاومين الابطال فدارت معارك عظيمة بين الاسلام والكفر في درنة وبنغازي استمرت لنحو شهرين متلازمة انزل عمر المختار الخسائر الكبيرة بصفوف الطليان الغازية
وفي احدى المعارك قفز القائد عمر المختار بعد اصابة فرسه وسقطت نظارته وتم اخذه لمحاكمته اخذوه ولكن مازال يرعبهم وهومقيد بسلاسل الخوف ونحوه العشرات من جنودهم فذهب للمحكمة وقال القاضي له هل قاتلت الطليان فقال القائد وهو رافع رأسه نعم قاتلت الطليان هل حرضت ضد دولة روما نعم جاهدت دولة الاحتلال روما هل تقبل بالاستسلام وتدعو انصارك للنزول من الجبال والخنوع لحكمنا فقال لا انا قاتلتكم عشرون عاما وأستسلم وانا شيخ عجوز لا والله فقال سنعدمك وتنتهي قصتك البطولية فقال ساموت انا ولكن الاجيال القادمة ستاتي وتقاتلكم وتواصل مابدأت به فانا في نهاية عمري لا احزن كيف خاتمة اخرتي ولكني اتمنها شهادة مجاهد ثائر حر أبي ستذكرني الاجيال القادمة اني جاهدت الطليان بعزة الايمان وزرعت لهم بذرة الجهاد والاستشهاد ووصيتي اياكم واليأس والخذلان وبيع تراب وطنكم هذا وطن الاجيال القادمة فذهب بقائد المجاهدين والسلاسل في يديه ورجليه والجنود خلفه والمدرعات امامه يساق الى ساحة الاعدام ساحة الشرف والجهاد بعد جهاد طويل وعناء كبير آن الاوان لفارس الصحراء وأسد ليبيا وقاهر الطليان ومربى الاجيال وزعيم وعظيم بنغازي العتية من رفض الخنوع والذل للدول المحتلة حان ترجل الشهيد القائد والشجاع المغوار بعد عشرين عام من الجهاد حان له ان يرتاح فخلفه أقوام ستواصل مسيرته وتحرر ليبيا من الغزاة وهنا ترجل القائد عمر المختار شهيدا وعلى تراب بلدة العزيزة التي قاتل من اجلها سنوات عديدة فثار شعب ليبيا باكمله وحرر بلادة وظل عمر المختار أسمه مرتبط بليبيا فاذا ذكرت ليبيا ذكرت القائد عمر المختار حتي ان قائد جيوش ايطاليا رفع التحية العسكرية للقائد المخضرم والمحنك عمر المختار بعد سقوطه شهيدا وقال " كنت أزعم اني أسد الصحراء واليوم اقولها بكل صراحة أسد الصحراء وأسطورة الجهاد والحرب أبن الصحراء وفارسها المقدام القائد عمر المختار فسلام لك من جميع الاحرار في ذكرى استشهادك ونحن باخلاقك ومشروعك ماضون لنستعيد بلادنا من الصفويون احفادهم الايرانيون والعلمانيون وسنظل نردد هذا الشعار وسيبقي شعارنا دائما "نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت
ولانامت أعين الجبناء
ولانامت أعين الجبناء
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
ضريبـة الـذل و تتار بورمــا ...!!
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد لله الذي تفرد بالعز والجلال،
وتوحد بالكبرياء والكمال،
وجلّ عن الأشباه والأشكال ،
أذل من اعتز بغيره غاية الإذلال،
وتفضل على المطيعين بلذيذ الإقبال،
بيده ملكوت السماوات والأرض ومفاتيح الأقفال،
لا رادّ لأمره ولا معقب لحكمه وهو الخالق الفعال..
واشهد إن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمد وهو علي كل شيء قدير ،
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدٌ عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه الذي أيده بالمعجزات الظاهرة، والآيات الباهرة، وزينه بأشرف الخصال وعلي آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه و من اتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين...
أما بعـــد - عبـاد الله : -
إن أمتنا اليوم تمر بمخاض عسير وبلاء عظيم ..
حروب وصراعات وخلافات وإزهاق للأرواح وسفك للدماء و فرقة خصومات وتنكر للدين وقيمه في كثير من بلاد العرب والمسلمين، إلى جانب الظلم والاستبداد السياسي والاجتماعي ، والتبعية للأعداء ، واستنزاف الأموال والثروات ، وضعف العلم والعمل، وكثرة الجدل ...
ومع هذا الجو الصاخب والوضع المأساوي والذي كان سببه بعدنا عن الدين القويم وتلوث نفوسنا بالدنيا وشبهاتها وشهواتها والركون إلى الذين ظلموا ..
أصبحنا بسبب ذلك لقمة سائغة لكل طامع وكل من متجبر وكل مستكبر من الأمم التي حولنا .
وهذا مصداقا لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم حيث قال: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»،
فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟
قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت» (صحيح). ..
نعم حب الدنيا وكراهية الموت .. !!
فالبعد عن منهج الله يصيب الأمة بمصيبتين عظيمتين،
الأولى أن ينزع الله من صدور أعدائنا مهابتنا والخوف منا وعدم عمل أي اعتبار لنا رغم كثرة عددنا،
والمصيبة الثانية، أن يقذف الله الوهن في قلوب هذه الأمة وهو حب الدنيا وكراهية الموت ،
والذين يكرهون الموت لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر ولا يجاهدون في سبيل الله ولا يناضلون من أجل القيم العظيمة والأخلاق السامية، ولا ينتصرون لدين ولا يقفون مع مظلوم ..!!
فيعيشون حياة تافهة دون هدف أو غاية،
قد تربعت الدنيا في قلوبهم، فيبذلون من اجل شهواتها كل غالي ورخيص، إلى جانب أن الذل والهوان يكتب عليهم وتذهب كرامتهم وعزتهم أدراج الرياح .
معاشر المسلمين:
بعض النفوس الضعيفة يخيل إليها أن للكرامة ضريبة باهضة لاتطاق ، فتختار الذل والمهانة هرباً من هذه التكاليف الثقال،
فتعيش عيشة تافهة رخيصة مفزعة قلقة تخاف من ظلها وتفرق من صداها ،
يحسبون كل صيحة عليهم ولتجدنهم أحرص الناس على حياة !
هؤلاء الأذلاء يؤدون ضريبة أفدح من تكاليف الكرامة..
إنهم يؤدون ضريبة الذل كاملة يؤدونها من نفوسهم ، ويؤدونها من أقدارهم ، ويؤدونها من سمعتهم، ويؤدونها من اطمئنانهم ، وكثيراً مايؤدونها من دمائهم وأموالهم وهم لايشعرون ...
وانظروا رحمكم الله، إلى المجازر والدماء التي تسفك في هذه الأمة،
كل يوم نعيش جراحات جديدة، فقد استمرأ الأعداء، حين لم يجدوا الأمة القوية الواعية الحريصة على دينها وقيمها وأخلاقها ومقدراتها، وما يحدث في أراكان بورما وغيرها من بلاد المسلمين لدليل على ذلك .
يذكر المؤرخون أن الإسلام وصل إلى أراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد (رحمه الله) في القرن السابع الميلادي عن طريق التجار العرب حتى أصبحت دولة مستقلة حكمها 48 ملكاً مسلماً على التوالي وذلك لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن،
أي ما بين عامي 1430 م – 1784م، وقد تركوا آثاراً إسلامية من مساجد ومدارس وأربطة،
وفي عام 1784م احتل أراكان الملك البوذي البورمي (بوداباي)، وضم الإقليم إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، وعاث في الأرض الفساد،
حيث دمر كثيراً من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة، واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين الماغ على ذلك خلال فترة احتلالهم أربعين سنة حتى ضمتهم بريطانيا إلى الهند أثناء احتلالها لها في عام 1824م،
وفي عام 1942م تعرض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى من قِبَل البوذيين الماغ بعد حصولهم على الأسلحة والإمداد من قِبَل إخوانهم البوذيين البورمان والمستعمرين وغيرهم والتي راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم وأغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال، وشردت مئات الآلاف خارج الوطن، حتى بعد استقلالها بزعم مشابهتهم للبنغاليين في الدين واللغة والشكل...
ومن مظاهر تسلط البوذيون عليهم:
المدارس الإسلامية تمنع من التطوير أو الاعتراف الحكومي والمصادقة لشهاداتها أو
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
ضريبـة الـذل و تتار بورمــا ...!!
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد لله الذي تفرد بالعز والجلال،
وتوحد بالكبرياء والكمال،
وجلّ عن الأشباه والأشكال ،
أذل من اعتز بغيره غاية الإذلال،
وتفضل على المطيعين بلذيذ الإقبال،
بيده ملكوت السماوات والأرض ومفاتيح الأقفال،
لا رادّ لأمره ولا معقب لحكمه وهو الخالق الفعال..
واشهد إن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمد وهو علي كل شيء قدير ،
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدٌ عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه الذي أيده بالمعجزات الظاهرة، والآيات الباهرة، وزينه بأشرف الخصال وعلي آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه و من اتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين...
أما بعـــد - عبـاد الله : -
إن أمتنا اليوم تمر بمخاض عسير وبلاء عظيم ..
حروب وصراعات وخلافات وإزهاق للأرواح وسفك للدماء و فرقة خصومات وتنكر للدين وقيمه في كثير من بلاد العرب والمسلمين، إلى جانب الظلم والاستبداد السياسي والاجتماعي ، والتبعية للأعداء ، واستنزاف الأموال والثروات ، وضعف العلم والعمل، وكثرة الجدل ...
ومع هذا الجو الصاخب والوضع المأساوي والذي كان سببه بعدنا عن الدين القويم وتلوث نفوسنا بالدنيا وشبهاتها وشهواتها والركون إلى الذين ظلموا ..
أصبحنا بسبب ذلك لقمة سائغة لكل طامع وكل من متجبر وكل مستكبر من الأمم التي حولنا .
وهذا مصداقا لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم حيث قال: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»،
فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟
قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت» (صحيح). ..
نعم حب الدنيا وكراهية الموت .. !!
فالبعد عن منهج الله يصيب الأمة بمصيبتين عظيمتين،
الأولى أن ينزع الله من صدور أعدائنا مهابتنا والخوف منا وعدم عمل أي اعتبار لنا رغم كثرة عددنا،
والمصيبة الثانية، أن يقذف الله الوهن في قلوب هذه الأمة وهو حب الدنيا وكراهية الموت ،
والذين يكرهون الموت لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر ولا يجاهدون في سبيل الله ولا يناضلون من أجل القيم العظيمة والأخلاق السامية، ولا ينتصرون لدين ولا يقفون مع مظلوم ..!!
فيعيشون حياة تافهة دون هدف أو غاية،
قد تربعت الدنيا في قلوبهم، فيبذلون من اجل شهواتها كل غالي ورخيص، إلى جانب أن الذل والهوان يكتب عليهم وتذهب كرامتهم وعزتهم أدراج الرياح .
معاشر المسلمين:
بعض النفوس الضعيفة يخيل إليها أن للكرامة ضريبة باهضة لاتطاق ، فتختار الذل والمهانة هرباً من هذه التكاليف الثقال،
فتعيش عيشة تافهة رخيصة مفزعة قلقة تخاف من ظلها وتفرق من صداها ،
يحسبون كل صيحة عليهم ولتجدنهم أحرص الناس على حياة !
هؤلاء الأذلاء يؤدون ضريبة أفدح من تكاليف الكرامة..
إنهم يؤدون ضريبة الذل كاملة يؤدونها من نفوسهم ، ويؤدونها من أقدارهم ، ويؤدونها من سمعتهم، ويؤدونها من اطمئنانهم ، وكثيراً مايؤدونها من دمائهم وأموالهم وهم لايشعرون ...
وانظروا رحمكم الله، إلى المجازر والدماء التي تسفك في هذه الأمة،
كل يوم نعيش جراحات جديدة، فقد استمرأ الأعداء، حين لم يجدوا الأمة القوية الواعية الحريصة على دينها وقيمها وأخلاقها ومقدراتها، وما يحدث في أراكان بورما وغيرها من بلاد المسلمين لدليل على ذلك .
يذكر المؤرخون أن الإسلام وصل إلى أراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد (رحمه الله) في القرن السابع الميلادي عن طريق التجار العرب حتى أصبحت دولة مستقلة حكمها 48 ملكاً مسلماً على التوالي وذلك لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن،
أي ما بين عامي 1430 م – 1784م، وقد تركوا آثاراً إسلامية من مساجد ومدارس وأربطة،
وفي عام 1784م احتل أراكان الملك البوذي البورمي (بوداباي)، وضم الإقليم إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، وعاث في الأرض الفساد،
حيث دمر كثيراً من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة، واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين الماغ على ذلك خلال فترة احتلالهم أربعين سنة حتى ضمتهم بريطانيا إلى الهند أثناء احتلالها لها في عام 1824م،
وفي عام 1942م تعرض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى من قِبَل البوذيين الماغ بعد حصولهم على الأسلحة والإمداد من قِبَل إخوانهم البوذيين البورمان والمستعمرين وغيرهم والتي راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم وأغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال، وشردت مئات الآلاف خارج الوطن، حتى بعد استقلالها بزعم مشابهتهم للبنغاليين في الدين واللغة والشكل...
ومن مظاهر تسلط البوذيون عليهم:
المدارس الإسلامية تمنع من التطوير أو الاعتراف الحكومي والمصادقة لشهاداتها أو
ا
المجازر والمذابح ضد المسلمين في أوربا وفي الاتحاد السوفياتي وفي الصين في تركستان وفي أفريقيا وغيرها، وقبل ذلك ما فعله التتار والمغول والصليبيون وحملاتهم على مدى قرون من الزمان ،
ومع ذلك عاد الإسلام وعاد المسلمون وزاد الإسلام من انتشاره وأصبح الدين الذين لا يقف عند العوائق والحواجز والخطط ومكر الليل والنار التي يحيكها الأعداء ، لأنه دين الله ، دين الفطرة ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر. قال الألباني: رواه جماعة منهم الإمام أحمد وابن حبان والحاكم وصححه ثم قال .وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار) (صحيح)
والحديث معناه واضح فالمراد بقوله صلى الله عليه وسلم: هذا الأمر أي الإسلام ، أي أنه سيبلغ ما بلغ الليل والنهار وهي الأرض كلها ، وقوله بعز عزيز إلى آخره أي أن من أسلم يعزه الله ويعز به الإسلام، ومن امتنع أذله الله تعالى.
فثقوا بالله وأحسنوا الظن به وأحسنوا العمل وقوموا بواجباتكم وتوكلوا عليه ولن يخيب رجائكم ولن يرد دعائكم وسيحفظكم من كل فتنة ..
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ...
الخطـبة.الثانــية.cc
عبــاد الله : لقد عاشت أمم الأرض وطوائفها تحت راية الإسلام قرون من الزمن، ولم تقم مثل هذه الجرائم والمذابح ضد الأفراد أو الدول أو الأقليات، لأنه دين سلام وأمن وأمان، لكن عندما تنتهك حدود الله، ويقتل المسلمين ويهجروا من أراضيهم وتحرق عليهم بيوتهم،
فيجب على أمة الإسلام أن يكون موقفها واضح لا لبس فيه من هذه المجازر والمذابح ضد المسلمين من قبل تتار بورما ومتطرفيها، مهما كانت أوضاعها سيئة وجراحاتها الداخلية تنزف دماً ومشاكلها لا تتوقف، فعلى الأقل تعمل خيرا يسجله التاريخ في صفحاتها الناصعة،
ولابد للخروج من هذه الفتن والأحداث التي تعصف بالأمة داخليا وخارجياً أن تقوم الأمة أفراداً وجماعات ، حكاماً ومحكومين بأمور:
أولها : التوبة النصوح من الذنوب والمعاصي توبة تدفع غضب الله ومقته عنا قال تعالى(وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ )(الشورى 30) ..
وثانياً: أن ندرك جيداً حقيقة الحياة وأنها لاتدوم وأن بعدها موت وحساب وجنة ونار فلنجعل أعمالنا صالحة ونياتنا خالصة لله، ولنبحث عن ما يرض الله وما يخلده التاريخ من أعمال العزة والكرامة .
وثالثاً: علينا أن نستشعر أن الأخوة دين أمرنا الله بها في كتابها شأنها كالصلاة والصيام والحج ولها أهمية عظيمة في حياة الفرد وآخرته فلا نفرط فيها وعلينا القيام بحقوقها من الحب والتناصح وسلامة الصدر والتعاون وأن ننبذ العصبية والطائفية والمذهبية والمناطقية بأي شكل وتحت أي مبرر وغير ذلك ..
ثم علينا مناصرة المسلمين في كل مكان بالمال والعتاد للدفاع عن أنفسهم والدعاء لهم ، ثم بالمواقف السياسية المشرفة، ونشر قضاياهم في أوساط المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان وفي وسائل الاعلام وغير ذلك.
رابعاً: علينا أن نثق بالله بعد ذلك ونتصل به وندعوه ونتوكل عليه فبيده كل شيء وقلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيفما يشاء ومهما خطط البشر ومكر البشر وأمتلك البشر من مقومات القتل والتدمير وكثر عددهم وأتباعهم لن يضروا شيئاً ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ولن يرضى الله لعباده إلا كل خير وإن ابتلاهم ...
ولن يحق إلا الحق ولو كره المجرمون وأمره لا يحجبه حاجب ولا ترده قوة ولا يعجزه جبار أو ظالم أو متكبر ..
سَهِرَتْ أَعينٌ، وَنَامَتْ عُيونُ
في أمورٍ تكونُ أو لاتكونُ.
فَاطرح الهمَّ مَا استَطعْتَ
ﻻ فحملانكَ الهمومَ جنونُ.
إن رَّباَّ كفاكَ ما كان بالأمسِ
سَيَكْفِيكَ في غَدٍ مَا يَكُونُ .
ولنعلم جيداً أن الموت والحياة بيد الله، ولكل أجل كتاب، ولننزعن الوهن من صورنا، ولنتخلص من ضريبة الذل، بالعودة إلى ديننا، والوقوف اما الظلم والظالمين، أمراً بمعروف ونهياً عن منكر، ولنعتز بديننا، ولنتطلع إلى ما عند الله من خير في الدار الخرة ..
اللهم هيأ لنا من أمرنا رشداً وألف بين قلوبنا واجمع كلمتنا وخذ بنواصينا إلى كل خير...
هذا و صلوا على نبي الرحمة نبيكم محمد رسول الله،
فقد أمركم بذلك ربكم فقال عز من قائل
( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
[الأحزاب:56]
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
والحمد لله رب العالمين...
=
المجازر والمذابح ضد المسلمين في أوربا وفي الاتحاد السوفياتي وفي الصين في تركستان وفي أفريقيا وغيرها، وقبل ذلك ما فعله التتار والمغول والصليبيون وحملاتهم على مدى قرون من الزمان ،
ومع ذلك عاد الإسلام وعاد المسلمون وزاد الإسلام من انتشاره وأصبح الدين الذين لا يقف عند العوائق والحواجز والخطط ومكر الليل والنار التي يحيكها الأعداء ، لأنه دين الله ، دين الفطرة ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر. قال الألباني: رواه جماعة منهم الإمام أحمد وابن حبان والحاكم وصححه ثم قال .وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار) (صحيح)
والحديث معناه واضح فالمراد بقوله صلى الله عليه وسلم: هذا الأمر أي الإسلام ، أي أنه سيبلغ ما بلغ الليل والنهار وهي الأرض كلها ، وقوله بعز عزيز إلى آخره أي أن من أسلم يعزه الله ويعز به الإسلام، ومن امتنع أذله الله تعالى.
فثقوا بالله وأحسنوا الظن به وأحسنوا العمل وقوموا بواجباتكم وتوكلوا عليه ولن يخيب رجائكم ولن يرد دعائكم وسيحفظكم من كل فتنة ..
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ...
الخطـبة.الثانــية.cc
عبــاد الله : لقد عاشت أمم الأرض وطوائفها تحت راية الإسلام قرون من الزمن، ولم تقم مثل هذه الجرائم والمذابح ضد الأفراد أو الدول أو الأقليات، لأنه دين سلام وأمن وأمان، لكن عندما تنتهك حدود الله، ويقتل المسلمين ويهجروا من أراضيهم وتحرق عليهم بيوتهم،
فيجب على أمة الإسلام أن يكون موقفها واضح لا لبس فيه من هذه المجازر والمذابح ضد المسلمين من قبل تتار بورما ومتطرفيها، مهما كانت أوضاعها سيئة وجراحاتها الداخلية تنزف دماً ومشاكلها لا تتوقف، فعلى الأقل تعمل خيرا يسجله التاريخ في صفحاتها الناصعة،
ولابد للخروج من هذه الفتن والأحداث التي تعصف بالأمة داخليا وخارجياً أن تقوم الأمة أفراداً وجماعات ، حكاماً ومحكومين بأمور:
أولها : التوبة النصوح من الذنوب والمعاصي توبة تدفع غضب الله ومقته عنا قال تعالى(وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ )(الشورى 30) ..
وثانياً: أن ندرك جيداً حقيقة الحياة وأنها لاتدوم وأن بعدها موت وحساب وجنة ونار فلنجعل أعمالنا صالحة ونياتنا خالصة لله، ولنبحث عن ما يرض الله وما يخلده التاريخ من أعمال العزة والكرامة .
وثالثاً: علينا أن نستشعر أن الأخوة دين أمرنا الله بها في كتابها شأنها كالصلاة والصيام والحج ولها أهمية عظيمة في حياة الفرد وآخرته فلا نفرط فيها وعلينا القيام بحقوقها من الحب والتناصح وسلامة الصدر والتعاون وأن ننبذ العصبية والطائفية والمذهبية والمناطقية بأي شكل وتحت أي مبرر وغير ذلك ..
ثم علينا مناصرة المسلمين في كل مكان بالمال والعتاد للدفاع عن أنفسهم والدعاء لهم ، ثم بالمواقف السياسية المشرفة، ونشر قضاياهم في أوساط المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان وفي وسائل الاعلام وغير ذلك.
رابعاً: علينا أن نثق بالله بعد ذلك ونتصل به وندعوه ونتوكل عليه فبيده كل شيء وقلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيفما يشاء ومهما خطط البشر ومكر البشر وأمتلك البشر من مقومات القتل والتدمير وكثر عددهم وأتباعهم لن يضروا شيئاً ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ولن يرضى الله لعباده إلا كل خير وإن ابتلاهم ...
ولن يحق إلا الحق ولو كره المجرمون وأمره لا يحجبه حاجب ولا ترده قوة ولا يعجزه جبار أو ظالم أو متكبر ..
سَهِرَتْ أَعينٌ، وَنَامَتْ عُيونُ
في أمورٍ تكونُ أو لاتكونُ.
فَاطرح الهمَّ مَا استَطعْتَ
ﻻ فحملانكَ الهمومَ جنونُ.
إن رَّباَّ كفاكَ ما كان بالأمسِ
سَيَكْفِيكَ في غَدٍ مَا يَكُونُ .
ولنعلم جيداً أن الموت والحياة بيد الله، ولكل أجل كتاب، ولننزعن الوهن من صورنا، ولنتخلص من ضريبة الذل، بالعودة إلى ديننا، والوقوف اما الظلم والظالمين، أمراً بمعروف ونهياً عن منكر، ولنعتز بديننا، ولنتطلع إلى ما عند الله من خير في الدار الخرة ..
اللهم هيأ لنا من أمرنا رشداً وألف بين قلوبنا واجمع كلمتنا وخذ بنواصينا إلى كل خير...
هذا و صلوا على نبي الرحمة نبيكم محمد رسول الله،
فقد أمركم بذلك ربكم فقال عز من قائل
( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
[الأحزاب:56]
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
والحمد لله رب العالمين...
=
خريجيها.
المحاولات المستميتة لـ (برمنة) الثقافة الإسلامية وتذويب المسلمين في المجتمع البوذي البورمي قسراً.
التهجير الجماعي من قرى المسلمين وأراضيهم الزراعية، وتوطين البوذيين فيها في قرى نموذجية تبنى بأموال وأيدي المسلمين جبراً وصولا للتغيير الديموغرافي،
أو شق طرق كبيرة أو ثكنات عسكرية دون أي تعويض،
ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات الفاشية التي لا تعرف الرحمة.
الطرد الجماعي المتكرر خارج الوطن، حيث يطردون بآلاف مؤلفة بين 30 ألف -50 ألف مسلم.
إلغاء حق المواطنة من المسلمين، حيث تم استبدال إثباتاتهم الرسمية القديمة ببطاقات تفيد أنهم ليسوا مواطنين، ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات وتحت التعذيب أو الهروب خارج البلاد، وهو المطلوب أصلاً.
العمل القسري لدى الجيش أثناء التنقلات أو بناء ثكنات عسكرية أو شق طرق وغير ذلك من الأعمال الحكومية (سخرة وبلا مقابل حتى نفقتهم في الأكل والشرب والمواصلات).
حرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعلم في الكليات والجامعات، ومن يذهب للخارج يُطوى قيده من سجلات القرية، ومن ثم يعتقل عند عودته، ويرمى به في غياهب السجون.
حرمانهم من الوظائف الحكومية مهما كان تأهيلهم،
حتى الذين كانوا يعملون منذ الاستعمار أو القدماء في الوظائف أجبروا على الاستقالة أو الفصل، إلا عمداء القرى وبعض الوظائف التي يحتاجها العسكر فإنهم يعيِّنون فيها المسلمين بدون رواتب، بل وعلى نفقتهم المواصلات واستضافة العسكر عند قيامهم بالجولات التفتيشية للقرى.
منعهم من السفر إلى الخارج حتى لأداء فريضة الحج إلا إلى بنغلاديش ولمدة يسيرة، ويعتبر السفر إلى عاصمة الدولة رانغون أو أية مدينة أخرى جريمة يعاقب عليها، وكذا عاصمة الإقليم والميناء الوحيد فيه مدينة أكياب، بل يمنع التنقل من قرية إلى أخرى إلا بعد الحصول على تصريح.
عدم السماح لهم باستضافة أحد في بيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق، وأما المبيت فيمنع منعاً باتاً، ويعتبر جريمة كبرى ربما يعاقب بهدم منزله أو اعتقاله أو طرده من البلاد هو وأسرته، هذا غيض من فيض مما يتعرضون له .
عبــــاد الله:
واليوم عادت المجازر والمذابح والحرق بالنار والذبح والدفن أحياء ضد المسلمين في بورما من قبل جيش بورما والمتطرفين البوذيين أمام مرأى ومسمع من العالم،
فلا يتكلم أحد، ولا يشجب ولا يستنكر أحد، ولا يسارع للعون وتقديم المساعدة احد، فقط لأنهم مسلمون ولا بواكي لهم ،
فأين منظمة المؤتمر الإسلامي !!؟؟
وأين منظمة الأمم المتحدة !!؟؟
وأين مجلس الأمن !!؟؟
وأين حقوق الإنسان وأين المنظمات العالمية والدولية وأين الإعلام والصحافة التي تركز على حادث عرضي في أي بلاد غير بلاد المسلمين يقتل فيه شخص فتقوم الدنيا ولا تقعد..!!
أما هذه المجازر التي يقودها التتار الجدد من البوذيين المتطرفين وجيش بورما ضد المسلمين فالعالم لا يتكلم ولا يسمع ولا يرى
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
اليوم ما من قرية يتم القضاء على المسلمين فيها؛ حتى يسارع النظام العسكري الحاكم بوضع لوحات على بوابات هذه القرى، تشير إلى أن هذه القرية خالية من المسلمين.
ومن استعصى عليهم قتله ومن تمكن من الهرب ورأوا أن لهم حاجة به، فقد أقيمت لهم تجمعات، كي يقتلونهم فيها ببطء وبكل سادية،
تجمعات لا يعرف ما الذي يجري فيها تماما، فلا الهيئات الدولية ولا الجمعيات الخيرية ولا وسائل الإعلام يسمح لها بالاقتراب من هذه التجمعات، وما عرف حتى الآن أنهم مستعبدون بالكامل لدى الجيش البورمي؛ كبارا وصغارا، حيث يجبرون على الأعمال الشاقة ودون مقابل، أما المسلمات فهن مشاعا للجيش البورمي؛ حيث يتعرضن للاغتصاب في أبشع صوره، لعلمهم أن العرض لدي المسلمين يساوي الحياة.
ومن استطاع منهم أن يفر فعبر أمواج البحر في قوارب بالية وقد يكون البحر قبرا لهم،
وقد يصل بعضهم إلى دول مجاورة ترفض استضافتهم فتعيدهم للبحر من جديد ليلتهم من بقي حيا منهم،
وإن وافقت بعض الدول على استضافتهم فهي تتعنت في شروط بقائهم فتتركهم في العراء بين قطع قماش لا تستر أجسادهم ولا تقيهم حرا ولا زمهريرا ، ولا يسمح للهيئات الإغاثية بإقامة مدارس ومستشفيات ولا مساكن ثابتة خوفا من استقرارهم الدائم لديها.
عبـــــاد الله :
ضاقت صدورنا بما يجري ، لا ندري نتكلم عن ما يحدث في بلادنا وبلاد العرب بين المسلمين والعرب أنفسهم من سفك للدماء ومن خلافات وصراعات أكلت الأخضر واليابس ودمرت الأوطان وفرقت النسيج الاجتماعي،
أم نتحدث عن مجازر وجراحات أخرى في بلاد المسلمين..!!
ومع هذا وذاك فإنه يجب على المسلم أن يقوم بدوره ولو كان فرداً بما يستطيع في حل قضايا امته،
وهي لا شك فترة حرجة وفتنة عظيمة، ينبغي معها أن لا نفقد الأمل بالله وبخيرية هذه الأمة، وأنها تتعرض لضربات ونكبات لكنها لا تموت وتعود للحياة من جديد.
وقد حاول أعداء هذه الأمة طمس هذا الدين وهوية الأمة في نفوس أبنائها وأقامو
المحاولات المستميتة لـ (برمنة) الثقافة الإسلامية وتذويب المسلمين في المجتمع البوذي البورمي قسراً.
التهجير الجماعي من قرى المسلمين وأراضيهم الزراعية، وتوطين البوذيين فيها في قرى نموذجية تبنى بأموال وأيدي المسلمين جبراً وصولا للتغيير الديموغرافي،
أو شق طرق كبيرة أو ثكنات عسكرية دون أي تعويض،
ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات الفاشية التي لا تعرف الرحمة.
الطرد الجماعي المتكرر خارج الوطن، حيث يطردون بآلاف مؤلفة بين 30 ألف -50 ألف مسلم.
إلغاء حق المواطنة من المسلمين، حيث تم استبدال إثباتاتهم الرسمية القديمة ببطاقات تفيد أنهم ليسوا مواطنين، ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات وتحت التعذيب أو الهروب خارج البلاد، وهو المطلوب أصلاً.
العمل القسري لدى الجيش أثناء التنقلات أو بناء ثكنات عسكرية أو شق طرق وغير ذلك من الأعمال الحكومية (سخرة وبلا مقابل حتى نفقتهم في الأكل والشرب والمواصلات).
حرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعلم في الكليات والجامعات، ومن يذهب للخارج يُطوى قيده من سجلات القرية، ومن ثم يعتقل عند عودته، ويرمى به في غياهب السجون.
حرمانهم من الوظائف الحكومية مهما كان تأهيلهم،
حتى الذين كانوا يعملون منذ الاستعمار أو القدماء في الوظائف أجبروا على الاستقالة أو الفصل، إلا عمداء القرى وبعض الوظائف التي يحتاجها العسكر فإنهم يعيِّنون فيها المسلمين بدون رواتب، بل وعلى نفقتهم المواصلات واستضافة العسكر عند قيامهم بالجولات التفتيشية للقرى.
منعهم من السفر إلى الخارج حتى لأداء فريضة الحج إلا إلى بنغلاديش ولمدة يسيرة، ويعتبر السفر إلى عاصمة الدولة رانغون أو أية مدينة أخرى جريمة يعاقب عليها، وكذا عاصمة الإقليم والميناء الوحيد فيه مدينة أكياب، بل يمنع التنقل من قرية إلى أخرى إلا بعد الحصول على تصريح.
عدم السماح لهم باستضافة أحد في بيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق، وأما المبيت فيمنع منعاً باتاً، ويعتبر جريمة كبرى ربما يعاقب بهدم منزله أو اعتقاله أو طرده من البلاد هو وأسرته، هذا غيض من فيض مما يتعرضون له .
عبــــاد الله:
واليوم عادت المجازر والمذابح والحرق بالنار والذبح والدفن أحياء ضد المسلمين في بورما من قبل جيش بورما والمتطرفين البوذيين أمام مرأى ومسمع من العالم،
فلا يتكلم أحد، ولا يشجب ولا يستنكر أحد، ولا يسارع للعون وتقديم المساعدة احد، فقط لأنهم مسلمون ولا بواكي لهم ،
فأين منظمة المؤتمر الإسلامي !!؟؟
وأين منظمة الأمم المتحدة !!؟؟
وأين مجلس الأمن !!؟؟
وأين حقوق الإنسان وأين المنظمات العالمية والدولية وأين الإعلام والصحافة التي تركز على حادث عرضي في أي بلاد غير بلاد المسلمين يقتل فيه شخص فتقوم الدنيا ولا تقعد..!!
أما هذه المجازر التي يقودها التتار الجدد من البوذيين المتطرفين وجيش بورما ضد المسلمين فالعالم لا يتكلم ولا يسمع ولا يرى
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
اليوم ما من قرية يتم القضاء على المسلمين فيها؛ حتى يسارع النظام العسكري الحاكم بوضع لوحات على بوابات هذه القرى، تشير إلى أن هذه القرية خالية من المسلمين.
ومن استعصى عليهم قتله ومن تمكن من الهرب ورأوا أن لهم حاجة به، فقد أقيمت لهم تجمعات، كي يقتلونهم فيها ببطء وبكل سادية،
تجمعات لا يعرف ما الذي يجري فيها تماما، فلا الهيئات الدولية ولا الجمعيات الخيرية ولا وسائل الإعلام يسمح لها بالاقتراب من هذه التجمعات، وما عرف حتى الآن أنهم مستعبدون بالكامل لدى الجيش البورمي؛ كبارا وصغارا، حيث يجبرون على الأعمال الشاقة ودون مقابل، أما المسلمات فهن مشاعا للجيش البورمي؛ حيث يتعرضن للاغتصاب في أبشع صوره، لعلمهم أن العرض لدي المسلمين يساوي الحياة.
ومن استطاع منهم أن يفر فعبر أمواج البحر في قوارب بالية وقد يكون البحر قبرا لهم،
وقد يصل بعضهم إلى دول مجاورة ترفض استضافتهم فتعيدهم للبحر من جديد ليلتهم من بقي حيا منهم،
وإن وافقت بعض الدول على استضافتهم فهي تتعنت في شروط بقائهم فتتركهم في العراء بين قطع قماش لا تستر أجسادهم ولا تقيهم حرا ولا زمهريرا ، ولا يسمح للهيئات الإغاثية بإقامة مدارس ومستشفيات ولا مساكن ثابتة خوفا من استقرارهم الدائم لديها.
عبـــــاد الله :
ضاقت صدورنا بما يجري ، لا ندري نتكلم عن ما يحدث في بلادنا وبلاد العرب بين المسلمين والعرب أنفسهم من سفك للدماء ومن خلافات وصراعات أكلت الأخضر واليابس ودمرت الأوطان وفرقت النسيج الاجتماعي،
أم نتحدث عن مجازر وجراحات أخرى في بلاد المسلمين..!!
ومع هذا وذاك فإنه يجب على المسلم أن يقوم بدوره ولو كان فرداً بما يستطيع في حل قضايا امته،
وهي لا شك فترة حرجة وفتنة عظيمة، ينبغي معها أن لا نفقد الأمل بالله وبخيرية هذه الأمة، وأنها تتعرض لضربات ونكبات لكنها لا تموت وتعود للحياة من جديد.
وقد حاول أعداء هذه الأمة طمس هذا الدين وهوية الأمة في نفوس أبنائها وأقامو
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
الــتــكــافـــل الاجــتــــمــاعــي
فــضـــلــه ووســـــائــل تحـقــيـقــه
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبــة.الاولــى.cc
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
أمـــا بعـــد :-
فإن من أعظم محاسن شريعة الإسلام ما امتاز به عن سائر الأديان من الرحمة والشفقة بالناس جميعاً، قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } الأنبياء :107 وقال صلى الله عليه وسلم : " إنما بعثني رحمة للعالمين " رواه أبو داود وصححه الألباني . وقال - عليه الصلاة والسلام-: (إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية ، ولكني بعثت بالحنيفية السمحة ) رواه الإمام أحمد، وحسنه الألباني.
ومن عظم هذه الشريعة أيضاً ، أنها تميزت بميزات لا توجد في غيرها من الملل والنحل سواء كانت نحلاً ودياناتٍ سماوية أو أرضية ، وهي تجعل من أفراد هذه الشريعة كتلة واحدة كالبنيان أو كالبنان يشد بعضه بعضاً ، ومن هذه الخصائص قضية التكافل والتكامل بين أفراد المجتمع المسلم ، وهي قضية تنبع من جوهر الإسلام ، وتنطلق من الأساس الذي أرسل من أجله الرسل ، وهو أن يكون الناس أمة واحدة ، في كل جانب وفي كل منحى ، يكونون أمة واحدة في معتقداتهم وعباداتهم ، أمة واحدة في توادهم ، أمة واحدة في تراحمهم ، أمة واحدة في تعاطفهم ، وأمة واحدة كذلك في تداعيهم وتناصرهم .
ولنقف مع هذه القضية مبيّنين فضلها ووسائلها ومدعمين ذلك بالأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ...
الحث على التعاون والتكافل من الكتاب والسنة :
قال الله –تعالى-: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة.
وقال –تعالى-: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (114) سورة النساء.
فهاتان الآيتان فيهما دلالة واضحة على ضرورة التعاون والتكافل، ففي الآية الأولى الأمر بالتعاون، وفي الآية الثانية نفى الله الخير عن كثير من نجوى الناس وكلامهم، والمحادثات بينهم إلا ما يتعلق بثلاثة أمور تعود بالنفع على الجميع، على الكافل المتعاون وعلى المكفول المعان وهي: الأمر بالصدقة والحث عليها، والأمر بالمعروف، والإصلاح بين الناس، وكلها من أعظم مقاصد الدين.
وقال – تعالى-: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (177) سورة البقرة.
وقال –تعالى-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (10) سورة الحجرات .
وهذه الأخوة تستلزم التكافل، والتكامل ، كما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) رواه مسلم وأحمد.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه) رواه البخاري.
وفي الحديث الآخر: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة)) رواه البخاري وأحمد وغيرهما واللفظ للبخاري.
وعن جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- قال: كنا في صدر النهار عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء ، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما رأى بهم من الفاقة ، فدخل ثم خرج، فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} والآية التي في الحشر : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُو
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
الــتــكــافـــل الاجــتــــمــاعــي
فــضـــلــه ووســـــائــل تحـقــيـقــه
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبــة.الاولــى.cc
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
أمـــا بعـــد :-
فإن من أعظم محاسن شريعة الإسلام ما امتاز به عن سائر الأديان من الرحمة والشفقة بالناس جميعاً، قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } الأنبياء :107 وقال صلى الله عليه وسلم : " إنما بعثني رحمة للعالمين " رواه أبو داود وصححه الألباني . وقال - عليه الصلاة والسلام-: (إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية ، ولكني بعثت بالحنيفية السمحة ) رواه الإمام أحمد، وحسنه الألباني.
ومن عظم هذه الشريعة أيضاً ، أنها تميزت بميزات لا توجد في غيرها من الملل والنحل سواء كانت نحلاً ودياناتٍ سماوية أو أرضية ، وهي تجعل من أفراد هذه الشريعة كتلة واحدة كالبنيان أو كالبنان يشد بعضه بعضاً ، ومن هذه الخصائص قضية التكافل والتكامل بين أفراد المجتمع المسلم ، وهي قضية تنبع من جوهر الإسلام ، وتنطلق من الأساس الذي أرسل من أجله الرسل ، وهو أن يكون الناس أمة واحدة ، في كل جانب وفي كل منحى ، يكونون أمة واحدة في معتقداتهم وعباداتهم ، أمة واحدة في توادهم ، أمة واحدة في تراحمهم ، أمة واحدة في تعاطفهم ، وأمة واحدة كذلك في تداعيهم وتناصرهم .
ولنقف مع هذه القضية مبيّنين فضلها ووسائلها ومدعمين ذلك بالأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ...
الحث على التعاون والتكافل من الكتاب والسنة :
قال الله –تعالى-: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة.
وقال –تعالى-: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (114) سورة النساء.
فهاتان الآيتان فيهما دلالة واضحة على ضرورة التعاون والتكافل، ففي الآية الأولى الأمر بالتعاون، وفي الآية الثانية نفى الله الخير عن كثير من نجوى الناس وكلامهم، والمحادثات بينهم إلا ما يتعلق بثلاثة أمور تعود بالنفع على الجميع، على الكافل المتعاون وعلى المكفول المعان وهي: الأمر بالصدقة والحث عليها، والأمر بالمعروف، والإصلاح بين الناس، وكلها من أعظم مقاصد الدين.
وقال – تعالى-: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (177) سورة البقرة.
وقال –تعالى-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (10) سورة الحجرات .
وهذه الأخوة تستلزم التكافل، والتكامل ، كما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) رواه مسلم وأحمد.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه) رواه البخاري.
وفي الحديث الآخر: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة)) رواه البخاري وأحمد وغيرهما واللفظ للبخاري.
وعن جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- قال: كنا في صدر النهار عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء ، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما رأى بهم من الفاقة ، فدخل ثم خرج، فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} والآية التي في الحشر : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُو
نَ } " تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره; " حتى قال : " ولو بشق تمرة " قال: فجاء رجل من الأنصار بصُرَّة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تهلل كأنه مذهبة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء) أخرجه مسلم في صحيحه .
والأدلة التي تبين فضل ودعوة الإسلام للتكافل والتكامل ، والتعاون ،كثيرة جداً ، وفيما ذكر غنية وكفاية ....
ولكن إذا كان التكافل يعد هدفاً ومطلباً من مطالب الشريعة التي دعت إليها وحثت عليها ، فكيف يمكن لنا الوصول إليه ؟ أو ما هي السبل التي نستطيع من خلالها تحقيقه ؟
من وسائل تحقيق التكافل:
إن المجتمع بكل فئاته وتخصصاته المختلفة مسؤول عن تحقيق التكافل الذي أراده الإسلام، حتى وإن كان أكثر الدول اليوم قد تخلت عن هذه المهمة العظيمة ، وأضاع الراعي الرعية ، وضيعت الأمانة ، وانتشر الفقر والجهل والبطالة ، ولم تبق من واجبات الولاية سوى شعارات جوفاء لا حقيقة لها ، تظل هذه المسؤولية قائمة وباء المضيع لها بالإثم...
ويمكن أن نقسم مسؤولية المجتمع في تحقيق التكافل إلى قسمين:
أ- قسم يطالب به الأفراد إلزاماً.
ب- قسم يطالب به الأفراد تطوعاً واستحباباً.
أما ما طولبوا به على وجه الإلزام والإيجاب في تحقيق التكافل الاجتماعي فهو يدخل في الأمور الآتية:
الزكاة;: فرض الله الزكاة كما فرض الصلاة تماماً، وجعلها ركناً من أركان الإسلام، فقال –تعالى-:{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (24-25) سورة المعارج . وقال –تعالى-:{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} ، وقال –تعالى-:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (5) سورة البينة .
وتوعد الله الذي يكنزون الأموال ولا يخرجون زكاتها بالعذاب الشديد حيث قال –تعالى-: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (34) سورة التوبة. وجعل إيتاء الزكاة شرطاً للإسلام فقال: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (11) سورة التوبة. وفي السُّنَّة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً) رواه البخاري ومسلم، وقال عليه السلام: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى) رواه البخاري ومسلم.
وقد شرعت الزكاة حكم عظيمة منها دفع حاجة الفقراء الذين هم السواد الأعظم في غالب البلاد. وفيها توسعة وبسطاً للأموال فإن الأموال إذا صرف منها شيء اتسعت دائرتها وانتفع بها كثير من الناس ، بخلاف إذا كانت دولة بين الأغنياء لا يحصل الفقراء على شيء منها .
إضافة أن في الزكاة تقوية للمسلمين ورفعاً من شأنهم ، ولذلك كان أحد جهات الزكاة الجهادُ في سبيل الله ، وإزالة للأحقاد والضغائن التي تكون في صدور الفقراء والمعوزين ، فإن الفقراء إذا رأوا تمتع الأغنياء بالأموال وعدم انتفاعهم بشيء منها ، لا بقليل ولا بكثير ، فربما يحملون عداوة وحقداً على الأغنياء حيث لم يراعوا لهم حقوقاً ، ولم يدفعوا لهم حاجة ، فإذا صرف الأغنياء لهم شيئاً من أموالهم على رأس كل حول زالت هذه الأمور وحصلت المودة والوئام . فالزكاة أمر ضروري لإصلاح الفرد والمجتمع 1
ونحن نقرأ ونسمع أن المسلمين لما طبقوا هذا المبدأ العظيم في العصور الفاضلة، وعصر الخلفاء الراشدين من الصحابة رضي الله عنهم، وخاصة عهد عمر بن عبد العزيز لم يكن هناك فقراء ، ونجح هذا المبدأ في محاربة الفقر، وجعل الناس في أرفه عيش، وأتم نعمة، حتى أن الرجل في عهد عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- كان يطوف بصدقه لا يجد من يأخذها منه! وذلك لشمول الزكاة كل الفقراء والمحتاجين...
إن للدولة الحق في أن تجبي وتجمع أموال الزكاة وتصرفها في مصارفها التي بينها الله –تعالى- ، لا أن دولة بين الأغنياء يستأثر بها الزعماء والوجهاء أو تصرف في غير محلها، بل يجب أن تصل إلى كل فقير محتاج، فتصل إلى ، والفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والذين هم في الرق والمجاهدين في سبيل الله ، والمنقطعين في السبل ومن تحلوا الحمالات والديون ، من غير م
والأدلة التي تبين فضل ودعوة الإسلام للتكافل والتكامل ، والتعاون ،كثيرة جداً ، وفيما ذكر غنية وكفاية ....
ولكن إذا كان التكافل يعد هدفاً ومطلباً من مطالب الشريعة التي دعت إليها وحثت عليها ، فكيف يمكن لنا الوصول إليه ؟ أو ما هي السبل التي نستطيع من خلالها تحقيقه ؟
من وسائل تحقيق التكافل:
إن المجتمع بكل فئاته وتخصصاته المختلفة مسؤول عن تحقيق التكافل الذي أراده الإسلام، حتى وإن كان أكثر الدول اليوم قد تخلت عن هذه المهمة العظيمة ، وأضاع الراعي الرعية ، وضيعت الأمانة ، وانتشر الفقر والجهل والبطالة ، ولم تبق من واجبات الولاية سوى شعارات جوفاء لا حقيقة لها ، تظل هذه المسؤولية قائمة وباء المضيع لها بالإثم...
ويمكن أن نقسم مسؤولية المجتمع في تحقيق التكافل إلى قسمين:
أ- قسم يطالب به الأفراد إلزاماً.
ب- قسم يطالب به الأفراد تطوعاً واستحباباً.
أما ما طولبوا به على وجه الإلزام والإيجاب في تحقيق التكافل الاجتماعي فهو يدخل في الأمور الآتية:
الزكاة;: فرض الله الزكاة كما فرض الصلاة تماماً، وجعلها ركناً من أركان الإسلام، فقال –تعالى-:{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (24-25) سورة المعارج . وقال –تعالى-:{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} ، وقال –تعالى-:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (5) سورة البينة .
وتوعد الله الذي يكنزون الأموال ولا يخرجون زكاتها بالعذاب الشديد حيث قال –تعالى-: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (34) سورة التوبة. وجعل إيتاء الزكاة شرطاً للإسلام فقال: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (11) سورة التوبة. وفي السُّنَّة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً) رواه البخاري ومسلم، وقال عليه السلام: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى) رواه البخاري ومسلم.
وقد شرعت الزكاة حكم عظيمة منها دفع حاجة الفقراء الذين هم السواد الأعظم في غالب البلاد. وفيها توسعة وبسطاً للأموال فإن الأموال إذا صرف منها شيء اتسعت دائرتها وانتفع بها كثير من الناس ، بخلاف إذا كانت دولة بين الأغنياء لا يحصل الفقراء على شيء منها .
إضافة أن في الزكاة تقوية للمسلمين ورفعاً من شأنهم ، ولذلك كان أحد جهات الزكاة الجهادُ في سبيل الله ، وإزالة للأحقاد والضغائن التي تكون في صدور الفقراء والمعوزين ، فإن الفقراء إذا رأوا تمتع الأغنياء بالأموال وعدم انتفاعهم بشيء منها ، لا بقليل ولا بكثير ، فربما يحملون عداوة وحقداً على الأغنياء حيث لم يراعوا لهم حقوقاً ، ولم يدفعوا لهم حاجة ، فإذا صرف الأغنياء لهم شيئاً من أموالهم على رأس كل حول زالت هذه الأمور وحصلت المودة والوئام . فالزكاة أمر ضروري لإصلاح الفرد والمجتمع 1
ونحن نقرأ ونسمع أن المسلمين لما طبقوا هذا المبدأ العظيم في العصور الفاضلة، وعصر الخلفاء الراشدين من الصحابة رضي الله عنهم، وخاصة عهد عمر بن عبد العزيز لم يكن هناك فقراء ، ونجح هذا المبدأ في محاربة الفقر، وجعل الناس في أرفه عيش، وأتم نعمة، حتى أن الرجل في عهد عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- كان يطوف بصدقه لا يجد من يأخذها منه! وذلك لشمول الزكاة كل الفقراء والمحتاجين...
إن للدولة الحق في أن تجبي وتجمع أموال الزكاة وتصرفها في مصارفها التي بينها الله –تعالى- ، لا أن دولة بين الأغنياء يستأثر بها الزعماء والوجهاء أو تصرف في غير محلها، بل يجب أن تصل إلى كل فقير محتاج، فتصل إلى ، والفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والذين هم في الرق والمجاهدين في سبيل الله ، والمنقطعين في السبل ومن تحلوا الحمالات والديون ، من غير م
ذل
ة أو استجداء .
النذور: وصيغة النذر أن يقول الإنسان: (لله عليَّ ألف ريال أو دينار أو درهم صدقة على الفقراء) أو النذر المشروط (لله علي عشرة آلاف إن فزت أو نجحت أو نجاني الله من كذا...)) نحوها العبارات التي يلتزم بها المكلف على نفسه بالأداء . ويجب الوفاء بالنذر، لقوله –تعالى-:{وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ } (29) سورة الحـج.
ولقد مدح الله عباده وأثنى عليهم، وبين أن من أسباب دخولهم الجنة وفاءهم بالنذر:{يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} (7) سورة الإنسان .
وفي النذر صورة تكافل اجتماعي لأن الإنسان إذا نذر عاد عائد الوفاء بالنذر على الفقراء صب في مصلحة المحتاجين.
الكفارات: جعلت الكفارات محواً للذنب، جراء الوقوع في الخطأ، أو التراجع عن فعل ما ألزم به العبد نفسه كالنذر واليمين.. ويعود النفع فيها أيضاً على المحتاجين والبائسين.. فمن الكفارات:
كفارة اليمين: من حلف يميناً ولم يوفِ بما حلف عليه- كأن يقول: (والله لأفعلن كذا) مصمماً وعاقداً عليه قلبه، ولم يفعل ذلك الفعل- وجبت عليه الكفارة، والدليل قول الله -تعالى-: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (89) سورة المائدة.
كفارة قتل الصيد في الحرم أو قتل المحرم للصيد في الحرم وفي غيره: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} (95) سورة المائدة.. أي أن من قتل أي صيد من صيد الحرم سواء كان غزالاً أو حماماً أو غيرهما فعليه الكفارة وهي كما ذكر الله في هذه الآية، وأيضاً من قتل الصيد وهو محرم بحج أو عمرة وإن لم يكن في الحرم المكي فإن عليه الكفارة السابقة، كمن كان محرماً من الميقات الذي يوافق بلده، فعرض له أثناء الطريق صيد فإنه لا يجوز له صيده، فإن صاده لزمته الكفارة.
كفارة من يحلق رأسه في الإحرام بالحج:{فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ } (196) سورة البقرة.
كفارة الظهار : لقوله تعالى :{فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (4) سورة المجادلة.
وكذلك من أفطر في رمضان لمرض أو شيخوخة ولا يستطيع القضاء... وجبت عليه الكفارة قد بدلاً عن القضاء فيطعم عن كل يوم مسكيناً.
وهذه الكفارات شرعت لحكم عظيمة منها أنها تطهير للنفس من ذرن المخالفة و عوض النقص والخلل المحدث في الواجب، وكذا شرعت رحمة بالمحتاجين والفقراء..
4. صدقة الفطر:
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (فرض رسول الله-صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين) رواه البخاري ومسلم . وفي رواية لأبي داود من حديث ابن عباس " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات "
والوجوب هنا ليس على المكلف – بمعنى أن إخراجها ليس على المكلف فقط – بل تخرج على كل أفراد الأسرة لا يستثنى من ذلك أحد، وهي طهرة للصائم من اللغو والرفث، كما أنها طعمة للمساكين، وفرحة لهم يوم العيد..
ولو عمل الناس بهذه المبادئ لحلت كثير من مشاكل المجتمعات التي أصبحت تقض مضاجع الناس، وتؤرق عيون البائسين...
إن الحل الوحيد لهذا الوباء القاتل ، وهذا الظلم الفادح الذي عمّ عالم اليوم، هو الرجوع دين الله الحق الذي أرسل به رسوله؛ ليخرج العالم من دياجير الظلام إلى رحمة العزيز الرحيم..
فما أعظم فرحة المسكين المحروم يوم أن تنظر إليه عيون الأغنياء، وتمتد إليه أيدي الأغنياء ، ليرفعوا عنه أنواعاً من البؤس والشقاء .
5. إسعاف الجائع والمحتاج:
إذا وجد جائع بين ظهراني المسلمين، وجب عليهم إطعامه، وهذا يعد من فروض الكفايات التي إذا قام بها البعض سقط الحرج عن الآخرين..
ولا يصح في شريعة الإسلام ولا يجوز في عرف الشهامة والمروءة أن يرى
ة أو استجداء .
النذور: وصيغة النذر أن يقول الإنسان: (لله عليَّ ألف ريال أو دينار أو درهم صدقة على الفقراء) أو النذر المشروط (لله علي عشرة آلاف إن فزت أو نجحت أو نجاني الله من كذا...)) نحوها العبارات التي يلتزم بها المكلف على نفسه بالأداء . ويجب الوفاء بالنذر، لقوله –تعالى-:{وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ } (29) سورة الحـج.
ولقد مدح الله عباده وأثنى عليهم، وبين أن من أسباب دخولهم الجنة وفاءهم بالنذر:{يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} (7) سورة الإنسان .
وفي النذر صورة تكافل اجتماعي لأن الإنسان إذا نذر عاد عائد الوفاء بالنذر على الفقراء صب في مصلحة المحتاجين.
الكفارات: جعلت الكفارات محواً للذنب، جراء الوقوع في الخطأ، أو التراجع عن فعل ما ألزم به العبد نفسه كالنذر واليمين.. ويعود النفع فيها أيضاً على المحتاجين والبائسين.. فمن الكفارات:
كفارة اليمين: من حلف يميناً ولم يوفِ بما حلف عليه- كأن يقول: (والله لأفعلن كذا) مصمماً وعاقداً عليه قلبه، ولم يفعل ذلك الفعل- وجبت عليه الكفارة، والدليل قول الله -تعالى-: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (89) سورة المائدة.
كفارة قتل الصيد في الحرم أو قتل المحرم للصيد في الحرم وفي غيره: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} (95) سورة المائدة.. أي أن من قتل أي صيد من صيد الحرم سواء كان غزالاً أو حماماً أو غيرهما فعليه الكفارة وهي كما ذكر الله في هذه الآية، وأيضاً من قتل الصيد وهو محرم بحج أو عمرة وإن لم يكن في الحرم المكي فإن عليه الكفارة السابقة، كمن كان محرماً من الميقات الذي يوافق بلده، فعرض له أثناء الطريق صيد فإنه لا يجوز له صيده، فإن صاده لزمته الكفارة.
كفارة من يحلق رأسه في الإحرام بالحج:{فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ } (196) سورة البقرة.
كفارة الظهار : لقوله تعالى :{فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (4) سورة المجادلة.
وكذلك من أفطر في رمضان لمرض أو شيخوخة ولا يستطيع القضاء... وجبت عليه الكفارة قد بدلاً عن القضاء فيطعم عن كل يوم مسكيناً.
وهذه الكفارات شرعت لحكم عظيمة منها أنها تطهير للنفس من ذرن المخالفة و عوض النقص والخلل المحدث في الواجب، وكذا شرعت رحمة بالمحتاجين والفقراء..
4. صدقة الفطر:
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (فرض رسول الله-صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين) رواه البخاري ومسلم . وفي رواية لأبي داود من حديث ابن عباس " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات "
والوجوب هنا ليس على المكلف – بمعنى أن إخراجها ليس على المكلف فقط – بل تخرج على كل أفراد الأسرة لا يستثنى من ذلك أحد، وهي طهرة للصائم من اللغو والرفث، كما أنها طعمة للمساكين، وفرحة لهم يوم العيد..
ولو عمل الناس بهذه المبادئ لحلت كثير من مشاكل المجتمعات التي أصبحت تقض مضاجع الناس، وتؤرق عيون البائسين...
إن الحل الوحيد لهذا الوباء القاتل ، وهذا الظلم الفادح الذي عمّ عالم اليوم، هو الرجوع دين الله الحق الذي أرسل به رسوله؛ ليخرج العالم من دياجير الظلام إلى رحمة العزيز الرحيم..
فما أعظم فرحة المسكين المحروم يوم أن تنظر إليه عيون الأغنياء، وتمتد إليه أيدي الأغنياء ، ليرفعوا عنه أنواعاً من البؤس والشقاء .
5. إسعاف الجائع والمحتاج:
إذا وجد جائع بين ظهراني المسلمين، وجب عليهم إطعامه، وهذا يعد من فروض الكفايات التي إذا قام بها البعض سقط الحرج عن الآخرين..
ولا يصح في شريعة الإسلام ولا يجوز في عرف الشهامة والمروءة أن يرى
كلم
تهم اللهم أصلح ذات بينهم اللهم تقبل شهدائهم وارحم موتاهم اللهم واجبر كسرهم وداوي جرحاهم واشف مرضاهم يا رب العالمين يا حي يا قيوماللهم وأصلح أحوال إخواننا المسلمين في كل أرض من أرضك يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام
اللهم واحفظنا في بلادنا وجميع بلدان المسلمين من شر الأشرار وكيد الفجار وشر ما تعاقب عليه الليل والنهار يا عزيز يا غفار يا رب العالمين اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك وسائر ولاة أمور المسلمين يا رب العالمين
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد ومجيد سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
تهم اللهم أصلح ذات بينهم اللهم تقبل شهدائهم وارحم موتاهم اللهم واجبر كسرهم وداوي جرحاهم واشف مرضاهم يا رب العالمين يا حي يا قيوماللهم وأصلح أحوال إخواننا المسلمين في كل أرض من أرضك يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام
اللهم واحفظنا في بلادنا وجميع بلدان المسلمين من شر الأشرار وكيد الفجار وشر ما تعاقب عليه الليل والنهار يا عزيز يا غفار يا رب العالمين اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك وسائر ولاة أمور المسلمين يا رب العالمين
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد ومجيد سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
المس
لم جاره أو قريبه يتلوى في العري والجوع والحرمان، ولا يقدم له معونة من مال أو لباس أو طعام... ويرى الغريب الذي انقطعت به السبل ثم لا يضيفه .
ولهذا فقد ثبت في البخاري عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- أن أصحاب الصفة كانوا أناساً فقراء، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس ) وروى مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من كان معه فضل ظهر -أي مركوب- فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له) فذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أصناف المال ما ذكره، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل).
وقال عليه الصلاة والسلام : " أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه " . صححه الألباني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .انظر حديث رقم: 2730 في صحيح الجامع.
وعن أبي شريح الكعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك فهو صدقة ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه . متفق عليه
وعن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال قلنا للنبي صلى الله عليه وسلم إنك تبعثنا فننزل بقوم لا يقرونا فما ترى فيه فقال: "لنا إن نزلتم بقوم فأمر لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي له ". متفق عليه
فهذه هي الوسائل التي تحقق التكافل الاجتماعي في الإسلام شرعها الله إلزاماً ووجوباً على المسلمين، وفيها ما فيها من الأهداف العالية والمقاصد السامية.
وأما الوسائل المستحبة
التي تحقق التكافل فمنها:
1. الأضاحي:
على قول من قال إنها سنة لا تجب على أحد.. والأضحية هي ما يذبحه الإنسان يوم عيد الأضحى ، وقد سنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنة طيبة في الأضحية تدل على الرحمة والاعتناء بالآخرين، حيث كان يأكل ثلث الأضحية، ويهدي ثلثها، ويتصدق بثلثها). وهذا يدل على تمام التعاضد والتكافل والنظر إلى الآخرين.
وقد أرشد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الإهداء والتصدق في يوم فرح الناس؛ لأنه كيف يحل أن يفرح قلة من الناس ويبأس آخرون؟.. هذا لا يصح في نظام الإسلام ، وعدله .
2. الأوقاف:
إن مما ينتفع به العبد بعد موته وينفع به المساكين ، الأموال والعقارات التي يوقفها على ما يعود بالنفع للمحرومين... وذلك كمن يوقف مزارع لفقراء معينين أو لأهل بلدة معينة.. ومن يوقف محلات تجارية وغيرها؛ ليعود صالحها للمحتاجين..
وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقةٌ جارية، أو علم ينتفع به، أو ولدٌ صالح يدعو له) رواه مسلم.
3. الوصيَّة:
الوصية مشروعة في الإسلام ؛ بقوله الله –تعالى-:{مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ } (11) سورة النساء .
وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده) رواه البخاري ومسلم. وهي أن يجعل الإنسان جزءاً من ماله لإنسان معين غير الورثة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا وصية لوارث)رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني, وذلك أن الوارث سيأخذ من مال الميت، فلا حاجة للوصية له.. والوصية تكون بالثلث فأقل؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- لسعد بن أبي وقاص: (الثلث والثلث كثير)رواه البخاري ومسلم.
وذلك حتى لا يترك الميت ورثته فقراء.. وهي صورة من صور التكافل ووسيلة من وسائل تحقيق التعاضد والتكافل بين المسلمين؛ لأن فيها عطفاً وإحساناً، خاصة إذا ما كان الموصى له فقيراً محتاجاً .
4. العارية:
من وسائل تحقيق التعاون والتكافل العارية، وهي أن ينتفع الناس بحوائج الغير من غير مقابل، من وعاء، وإناء، ودلو، وفأس، وغيرها، مما تعارف عليه الناس، ثم يرد بعد الانتفاع به دون مقابل، وهذه من أعمال الخير والبر التي تحقق التآلف، والتعارف، والتكاتف، وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استعار فرساً من أبي طلحة فركبه، واستعار درعاً من صفوان بن أمية يوم حنين، فقال له صفوان: أغصب يا محمد أم عاريَّة؟ قال: (بل عارية مضمونة)صححه الألباني في السلسلة(631)، وهي داخلة في عموم قوله –تعالى-:{ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة .
وقد توعد الله من يمنع الناس هذه الحوائج ويحتكرها لنفسه، ولا يشارك في أعمال البر والتعاون بالوعيد الشديد؛ حيث قال:{فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} والماعون كل ما ينتفع به الناس، ويعين به بعضهم بعضاً، وهذا الأمر من أهم ما يحقق التكافل بين الناس خاصة إذا ما كان المحتاج لذلك (
لم جاره أو قريبه يتلوى في العري والجوع والحرمان، ولا يقدم له معونة من مال أو لباس أو طعام... ويرى الغريب الذي انقطعت به السبل ثم لا يضيفه .
ولهذا فقد ثبت في البخاري عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- أن أصحاب الصفة كانوا أناساً فقراء، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس ) وروى مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من كان معه فضل ظهر -أي مركوب- فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له) فذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أصناف المال ما ذكره، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل).
وقال عليه الصلاة والسلام : " أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه " . صححه الألباني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .انظر حديث رقم: 2730 في صحيح الجامع.
وعن أبي شريح الكعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك فهو صدقة ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه . متفق عليه
وعن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال قلنا للنبي صلى الله عليه وسلم إنك تبعثنا فننزل بقوم لا يقرونا فما ترى فيه فقال: "لنا إن نزلتم بقوم فأمر لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي له ". متفق عليه
فهذه هي الوسائل التي تحقق التكافل الاجتماعي في الإسلام شرعها الله إلزاماً ووجوباً على المسلمين، وفيها ما فيها من الأهداف العالية والمقاصد السامية.
وأما الوسائل المستحبة
التي تحقق التكافل فمنها:
1. الأضاحي:
على قول من قال إنها سنة لا تجب على أحد.. والأضحية هي ما يذبحه الإنسان يوم عيد الأضحى ، وقد سنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنة طيبة في الأضحية تدل على الرحمة والاعتناء بالآخرين، حيث كان يأكل ثلث الأضحية، ويهدي ثلثها، ويتصدق بثلثها). وهذا يدل على تمام التعاضد والتكافل والنظر إلى الآخرين.
وقد أرشد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الإهداء والتصدق في يوم فرح الناس؛ لأنه كيف يحل أن يفرح قلة من الناس ويبأس آخرون؟.. هذا لا يصح في نظام الإسلام ، وعدله .
2. الأوقاف:
إن مما ينتفع به العبد بعد موته وينفع به المساكين ، الأموال والعقارات التي يوقفها على ما يعود بالنفع للمحرومين... وذلك كمن يوقف مزارع لفقراء معينين أو لأهل بلدة معينة.. ومن يوقف محلات تجارية وغيرها؛ ليعود صالحها للمحتاجين..
وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقةٌ جارية، أو علم ينتفع به، أو ولدٌ صالح يدعو له) رواه مسلم.
3. الوصيَّة:
الوصية مشروعة في الإسلام ؛ بقوله الله –تعالى-:{مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ } (11) سورة النساء .
وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده) رواه البخاري ومسلم. وهي أن يجعل الإنسان جزءاً من ماله لإنسان معين غير الورثة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا وصية لوارث)رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني, وذلك أن الوارث سيأخذ من مال الميت، فلا حاجة للوصية له.. والوصية تكون بالثلث فأقل؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- لسعد بن أبي وقاص: (الثلث والثلث كثير)رواه البخاري ومسلم.
وذلك حتى لا يترك الميت ورثته فقراء.. وهي صورة من صور التكافل ووسيلة من وسائل تحقيق التعاضد والتكافل بين المسلمين؛ لأن فيها عطفاً وإحساناً، خاصة إذا ما كان الموصى له فقيراً محتاجاً .
4. العارية:
من وسائل تحقيق التعاون والتكافل العارية، وهي أن ينتفع الناس بحوائج الغير من غير مقابل، من وعاء، وإناء، ودلو، وفأس، وغيرها، مما تعارف عليه الناس، ثم يرد بعد الانتفاع به دون مقابل، وهذه من أعمال الخير والبر التي تحقق التآلف، والتعارف، والتكاتف، وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استعار فرساً من أبي طلحة فركبه، واستعار درعاً من صفوان بن أمية يوم حنين، فقال له صفوان: أغصب يا محمد أم عاريَّة؟ قال: (بل عارية مضمونة)صححه الألباني في السلسلة(631)، وهي داخلة في عموم قوله –تعالى-:{ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة .
وقد توعد الله من يمنع الناس هذه الحوائج ويحتكرها لنفسه، ولا يشارك في أعمال البر والتعاون بالوعيد الشديد؛ حيث قال:{فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} والماعون كل ما ينتفع به الناس، ويعين به بعضهم بعضاً، وهذا الأمر من أهم ما يحقق التكافل بين الناس خاصة إذا ما كان المحتاج لذلك (
الماعو
ن) من الفقراء وكان المعير غنياً..
5. الإيثار:
وإن مما يدل على حب الله ورسوله والإيمان الصادق الإيثار، وهو تقديم الغير على شهوة وملذة النفس الدنيوية رغبة في الأجر، وهو من أرفع خصال درجات الإيمان؛ لأن المحققين له قلة قليلة، ولهذا امتدح الله الصحابة الكرام بهذا الشرف العظيم:{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (9) سورة الحشر .
وقد ثبت في سبب نزول الآية قصة عجيبة سطرها التاريخ وحفظتها الأجيال:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني مجهود – أي جائع ومتعب- فأرسل إلى بعض نسائه فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من يضيف هذا الليلة؟) فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله – أي بيته- فقال لامرأته: أكرمي ضيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي رواية: قال لامرأته: هل عندكِ شيء؟ قالت: لا، إلا قوت صبياني، قال: فعلِّليهم بشيء، وإذا أرادوا العشاء فنوّميهم، وإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج، وأريه أنا نأكل، فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين (أي جائعين) فلما أصبح غدا على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (لقد عجب الله من صنيعكما البارحة!) رواه البخاري ومسلم..
ومن الأخبار العجيبة في الإيثار ما فعلته عائشة -رضي الله عنها- حين تصدقت بمائة ألف درهم وليس عليها إلا ثوب قديم وكانت صائمة، فقالت لها خادمتها: لو أبقيتِ شيئاً لتفطري عليه! فأجابتها: لو ذكرتني لفعلت!! وتصدقت مرة برغيف ليس عندها غيره وهي صائمة، فذكرتها خادمتها فقالت: ادفعي الرغيف ولن يضيعنا الله! فأهدي إليها في المساء شاة وطعام، فقالت لخادمتها: كلي!! هذا خير من قرصك!) أي رغيفك.. رواه مالك في الموطأ.
(على مثل هذه المكارم من التضحية والإيثار ونكران الذات قام التكافل الاجتماعي في دولة الإسلام، وقامت معه الضمانات المعيشية على أساس من البر والخير والتعاطف والرحمة، فيا مفاخر التاريخ..!
ويا عجائب الزمن!.. هل تلد الحياة أقواماً تلهج الحياة بذكرهم؟ وهل يطل على الوجود أناس تتغنى الدنيا بمآثرهم؟!)..
6. الهدية:
من وسائل تحقيق التكافل المستحبة: الهدايا بين الناس، وهدفها غرس المحبة والتآلف بين القلوب، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تهادوا تحابوا) رواه البخاري في الأدب المفرد والبيهقي وهو حسن، وروى البخاري عن عائشة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقبل الهدية ويثيب عليها (2).
فهذه أهم الوسائل العملية التي لو عمل بها الناس لحلت كثير من مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية.
نسأل الله أن ييسر من يحقق هذا الأمر.. وأن يصلح أحوالنا..
والله الموفق..
1 بتصرف من رسالة للعلامة لعثيمين رحمة الله عليه
2- يراجع كتاب (التكافل الاجتماعي في الإسلام) د/ عبد الله علوان، وقد استفدنا منه الفكرة العامة وترتيب الفقرات... جزاه الله خيراً.
ن) من الفقراء وكان المعير غنياً..
5. الإيثار:
وإن مما يدل على حب الله ورسوله والإيمان الصادق الإيثار، وهو تقديم الغير على شهوة وملذة النفس الدنيوية رغبة في الأجر، وهو من أرفع خصال درجات الإيمان؛ لأن المحققين له قلة قليلة، ولهذا امتدح الله الصحابة الكرام بهذا الشرف العظيم:{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (9) سورة الحشر .
وقد ثبت في سبب نزول الآية قصة عجيبة سطرها التاريخ وحفظتها الأجيال:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني مجهود – أي جائع ومتعب- فأرسل إلى بعض نسائه فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من يضيف هذا الليلة؟) فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله – أي بيته- فقال لامرأته: أكرمي ضيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي رواية: قال لامرأته: هل عندكِ شيء؟ قالت: لا، إلا قوت صبياني، قال: فعلِّليهم بشيء، وإذا أرادوا العشاء فنوّميهم، وإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج، وأريه أنا نأكل، فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين (أي جائعين) فلما أصبح غدا على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (لقد عجب الله من صنيعكما البارحة!) رواه البخاري ومسلم..
ومن الأخبار العجيبة في الإيثار ما فعلته عائشة -رضي الله عنها- حين تصدقت بمائة ألف درهم وليس عليها إلا ثوب قديم وكانت صائمة، فقالت لها خادمتها: لو أبقيتِ شيئاً لتفطري عليه! فأجابتها: لو ذكرتني لفعلت!! وتصدقت مرة برغيف ليس عندها غيره وهي صائمة، فذكرتها خادمتها فقالت: ادفعي الرغيف ولن يضيعنا الله! فأهدي إليها في المساء شاة وطعام، فقالت لخادمتها: كلي!! هذا خير من قرصك!) أي رغيفك.. رواه مالك في الموطأ.
(على مثل هذه المكارم من التضحية والإيثار ونكران الذات قام التكافل الاجتماعي في دولة الإسلام، وقامت معه الضمانات المعيشية على أساس من البر والخير والتعاطف والرحمة، فيا مفاخر التاريخ..!
ويا عجائب الزمن!.. هل تلد الحياة أقواماً تلهج الحياة بذكرهم؟ وهل يطل على الوجود أناس تتغنى الدنيا بمآثرهم؟!)..
6. الهدية:
من وسائل تحقيق التكافل المستحبة: الهدايا بين الناس، وهدفها غرس المحبة والتآلف بين القلوب، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تهادوا تحابوا) رواه البخاري في الأدب المفرد والبيهقي وهو حسن، وروى البخاري عن عائشة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقبل الهدية ويثيب عليها (2).
فهذه أهم الوسائل العملية التي لو عمل بها الناس لحلت كثير من مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية.
نسأل الله أن ييسر من يحقق هذا الأمر.. وأن يصلح أحوالنا..
والله الموفق..
1 بتصرف من رسالة للعلامة لعثيمين رحمة الله عليه
2- يراجع كتاب (التكافل الاجتماعي في الإسلام) د/ عبد الله علوان، وقد استفدنا منه الفكرة العامة وترتيب الفقرات... جزاه الله خيراً.
ه وتشتاق إلى ما يفعل ويقول لك الشيطان لماذا لا تكون مثله وتسافر معه؟ لماذا لا تدخن مثله؟ لماذا لا تجرب أن تسهر معه ليلة وتشرب المسكر مثله؟ هاهو هاتفه لا يكاد أن ينقطع الاتصال من الفتيات اللاتي يغازلهن لماذا لا تكون مثله؟ إما أن يحرق ثيابك يؤثر فيك ولو على مسير الوقت قال: وإما أن تشم منه رائحة خبيثة تصبح سمعتك سيئة عندما يقال: والله رأيناه خارجا من بيت فلان أو رأيناه راكبا مع فلان في سيارته أو أن فلان يتصل به كثيرا إما أن يحرق ثيابك وإما أن تشم منه رائحة خبيثة
ولذلك كان السلف الصالح رحمهم الله يحرصون على مصاحبة الأخيار يحرصون على مصاحبة الصالحين يبتعد عمن قد يؤثر فيه بألفاظه أو يؤثر فيه بأفعاله .
بل يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى: استكثروا من الأصحاب الصالحين في الدنيا فإنهم ينفعون يوم القيامة استكثروا منهم من معرفتهم قيل له كيف ينفعون فقال الحسن البصري: بينما أهل الجنة في الجنة إذ تذاكروا أصحابهم في الدنيا وأحوالهم في الدنيا فيقول قائلهم: ما فعل صديقي فلان؟ أنا كان عندي صديق في المدرسة أو ربما في الحي الذي أسكن فيه أو في الجامعة أو في العمل معي ما فعل؟ لا أراه في الجنة ما فعل صديقي فلان؟ فيقال: هو في النار فيقول هذا المؤمن: يا رب لا تكتمل لذتي بالجنة إلا إذا كان معي صديقي فلان عندها يأمر الله تعالى فيخرج صديقه من النار إلى الجنة لا لأجل عمل صالح من قيام ليل أو صيام نهار أو قراءة قرآن أو صدقة وإنما شفع له صديقه إكرام لصديقه الذي في الجنة اخرج هذا إليه
فيقول أهل النار: عجبا من شفع له؟ أبوه شهيد؟ فيقال: لا أخوه شهيد؟ فيقال: لا شفعت له الملائكة؟ الأنبياء؟ فيقال: لا وإنما شفع له صديقه فلان عندها يقول أهل النار: (فما لنا من شافعين (100) ولا صديق حميم (101) فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين (102) سورة الشعراء
يا ليتنا نرجع إلى الدنيا لنعيد النظر في أصحابنا وذكر الله جل وعلا حال من اتخذ صاحبا سيئا إذا جلس معه ربما عرض عليه من هاتفه مقاطع محرمة أو ربما بدأ يقترح عليه ماذا نفعل في العطلة القادمة يقترح اقتراحات سيئة يقول الله جل وعلا: (ويوم يعض الظالم على يديه) يوم القيامة (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا) (الفرقان:27) يا ليتني مشيت على الطريق الذي دلنا عليه الرسول (يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا) عجبا! ما الذي منعك أن تتخذ مع الرسول سبيلا؟ ألم يكن السبيل واضحا أمامك؟ ألم تكن الحجة بينة ظاهرة؟ ما الذي منعك؟ (يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا) (الفرقان:28) كنت أجالسه كنت إذا استيقظت الصبح اتصل به كنت إذا رجعت من عملي ثم استيقظت آخر النهار اتصلت به: هاه أين تذهب الليلة؟ أين ستقضي ليلتك؟ أين ستكون؟ اتخذته خليلا ربما تركت أولادي الساعات الطوال لأجلس معه واذهب معه وأجيء اتخذته خليلا (يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا) طيب لما اتخذته خليلا ماذا أثر فيك؟ ماذا أثر في حياتك؟ (لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا) (الفرقان:29) انظر كيف أن الصاحب السيئ صاحب السوء الذي لا يشجعك على صلاة لا يشجعك على بر والدين إن رأى منك سوءا زادك وشجعك عليه وإن رأى منك خيرا ردك عنه وربما خذلك عنه لا تسمع منه إلا الكلام السيئ والأخبار القبيحة والنوايا العاطلة لكن الإنسان الحسن هو الذي يجرك إلى الخير ويدلك عليه
ولا شك أيها الأكارم أننا أيها الآباء لسنا مسئولين فقط عن صداقاتنا ربما بعض من أمامي من الآباء قد آتاه الله من العقل والحكمة ما يستطيع به أن يختار الصديق المناسب لكننا يجب أن نختار أصدقاء أبنائنا وألا ندعهم بعواطفهم وشهواتهم الخاصة تميل أنفسهم دون توجيه منا فكم من صديق أردى صديقه ولو ذهبت اليوم إلى السجون ورأيت الذين عليهم قضايا المخدرات أو ربما أيضا قضايا المسكرات وقضايا القتل لوجدتك إذا سألت الواحد منهم عن السبب ذكر لك أن أصدقاءه هم الذين جروه إلى مثل ذلك
وقد رأيت والله عجائب في مثل هذا ينشأ الشاب صالحا ثم يتعرف على رفقة سيئة فيجرونه إلى مخدرات وإلى غيرها بطول جلوسه معهم وغفلة والديه .
ولا أنسى قبل قرابة العشر سنوات أو تزيد قليلا كنت في إحدى المدن وألقيت محاضرة في أحد السجون ثم كانوا قد جمعوا لي السجناء في مكان واسع ثم لما انتهيت من المحاضرة قيل لي إن بعض السجناء لا يزالون في الحجز الانفرادي فلعلك أن تمر وتعطيهم كلمة مختصرة فمررت وأعطيتهم محاضرة قصيرة ثم مررت أسلم عليهم وكان عددهم قليل قرابة 10 زنازين أو نحو ذلك عليهم قضايا قتل قضايا مخدرات قضايا سطو وإذا من بينهم شاب لا يزال في ريعان شبابه ربما لم يتجاوز العشرين وإذا وجهه وجه خير ليس وجه إجرام فسلمت عليه ثم غادرت وسألت صاحبي قلت: ما جريمته؟ أحد المرشدين الدينيين عندهم قلت: ما جريمته؟ قال: هذا عليه قضية قتل قلت: ما قصته؟ فقال لي: هذا الشاب لما كان في المرحلة المتوسطة اشترك في مدرسته مع مجموعة من الأخيار كان عندهم أنشطة فيها ثقافة فيها أمور
ولذلك كان السلف الصالح رحمهم الله يحرصون على مصاحبة الأخيار يحرصون على مصاحبة الصالحين يبتعد عمن قد يؤثر فيه بألفاظه أو يؤثر فيه بأفعاله .
بل يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى: استكثروا من الأصحاب الصالحين في الدنيا فإنهم ينفعون يوم القيامة استكثروا منهم من معرفتهم قيل له كيف ينفعون فقال الحسن البصري: بينما أهل الجنة في الجنة إذ تذاكروا أصحابهم في الدنيا وأحوالهم في الدنيا فيقول قائلهم: ما فعل صديقي فلان؟ أنا كان عندي صديق في المدرسة أو ربما في الحي الذي أسكن فيه أو في الجامعة أو في العمل معي ما فعل؟ لا أراه في الجنة ما فعل صديقي فلان؟ فيقال: هو في النار فيقول هذا المؤمن: يا رب لا تكتمل لذتي بالجنة إلا إذا كان معي صديقي فلان عندها يأمر الله تعالى فيخرج صديقه من النار إلى الجنة لا لأجل عمل صالح من قيام ليل أو صيام نهار أو قراءة قرآن أو صدقة وإنما شفع له صديقه إكرام لصديقه الذي في الجنة اخرج هذا إليه
فيقول أهل النار: عجبا من شفع له؟ أبوه شهيد؟ فيقال: لا أخوه شهيد؟ فيقال: لا شفعت له الملائكة؟ الأنبياء؟ فيقال: لا وإنما شفع له صديقه فلان عندها يقول أهل النار: (فما لنا من شافعين (100) ولا صديق حميم (101) فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين (102) سورة الشعراء
يا ليتنا نرجع إلى الدنيا لنعيد النظر في أصحابنا وذكر الله جل وعلا حال من اتخذ صاحبا سيئا إذا جلس معه ربما عرض عليه من هاتفه مقاطع محرمة أو ربما بدأ يقترح عليه ماذا نفعل في العطلة القادمة يقترح اقتراحات سيئة يقول الله جل وعلا: (ويوم يعض الظالم على يديه) يوم القيامة (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا) (الفرقان:27) يا ليتني مشيت على الطريق الذي دلنا عليه الرسول (يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا) عجبا! ما الذي منعك أن تتخذ مع الرسول سبيلا؟ ألم يكن السبيل واضحا أمامك؟ ألم تكن الحجة بينة ظاهرة؟ ما الذي منعك؟ (يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا) (الفرقان:28) كنت أجالسه كنت إذا استيقظت الصبح اتصل به كنت إذا رجعت من عملي ثم استيقظت آخر النهار اتصلت به: هاه أين تذهب الليلة؟ أين ستقضي ليلتك؟ أين ستكون؟ اتخذته خليلا ربما تركت أولادي الساعات الطوال لأجلس معه واذهب معه وأجيء اتخذته خليلا (يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا) طيب لما اتخذته خليلا ماذا أثر فيك؟ ماذا أثر في حياتك؟ (لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا) (الفرقان:29) انظر كيف أن الصاحب السيئ صاحب السوء الذي لا يشجعك على صلاة لا يشجعك على بر والدين إن رأى منك سوءا زادك وشجعك عليه وإن رأى منك خيرا ردك عنه وربما خذلك عنه لا تسمع منه إلا الكلام السيئ والأخبار القبيحة والنوايا العاطلة لكن الإنسان الحسن هو الذي يجرك إلى الخير ويدلك عليه
ولا شك أيها الأكارم أننا أيها الآباء لسنا مسئولين فقط عن صداقاتنا ربما بعض من أمامي من الآباء قد آتاه الله من العقل والحكمة ما يستطيع به أن يختار الصديق المناسب لكننا يجب أن نختار أصدقاء أبنائنا وألا ندعهم بعواطفهم وشهواتهم الخاصة تميل أنفسهم دون توجيه منا فكم من صديق أردى صديقه ولو ذهبت اليوم إلى السجون ورأيت الذين عليهم قضايا المخدرات أو ربما أيضا قضايا المسكرات وقضايا القتل لوجدتك إذا سألت الواحد منهم عن السبب ذكر لك أن أصدقاءه هم الذين جروه إلى مثل ذلك
وقد رأيت والله عجائب في مثل هذا ينشأ الشاب صالحا ثم يتعرف على رفقة سيئة فيجرونه إلى مخدرات وإلى غيرها بطول جلوسه معهم وغفلة والديه .
ولا أنسى قبل قرابة العشر سنوات أو تزيد قليلا كنت في إحدى المدن وألقيت محاضرة في أحد السجون ثم كانوا قد جمعوا لي السجناء في مكان واسع ثم لما انتهيت من المحاضرة قيل لي إن بعض السجناء لا يزالون في الحجز الانفرادي فلعلك أن تمر وتعطيهم كلمة مختصرة فمررت وأعطيتهم محاضرة قصيرة ثم مررت أسلم عليهم وكان عددهم قليل قرابة 10 زنازين أو نحو ذلك عليهم قضايا قتل قضايا مخدرات قضايا سطو وإذا من بينهم شاب لا يزال في ريعان شبابه ربما لم يتجاوز العشرين وإذا وجهه وجه خير ليس وجه إجرام فسلمت عليه ثم غادرت وسألت صاحبي قلت: ما جريمته؟ أحد المرشدين الدينيين عندهم قلت: ما جريمته؟ قال: هذا عليه قضية قتل قلت: ما قصته؟ فقال لي: هذا الشاب لما كان في المرحلة المتوسطة اشترك في مدرسته مع مجموعة من الأخيار كان عندهم أنشطة فيها ثقافة فيها أمور
🎤
خطبـة.جمعــة.بعنـــوان.cc
الصداقة وأثرها في الدنيا والآخرة
للــشيــخ/ مـــحــــمـــــــد الــعـــــــــريــفــي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــة.الاولـــى.cc
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جل عن الشبيه والمثيل والكفء والنظير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين ما اتصلت عين بنظر ووعت أذن بخبر وسلم تسليما كثيرا
أمـــا بعـــد أيها الإخوة المؤمنون
فطر الله جل وعلا الإنسان وجعله يميل بطبيعته وفطرته إلى أشياء فجعل الله تعالى الرجل يميل إلى المرأة بفطرته وطبيعته وهي أيضا تميل إليه وجعل الإنسان يحب المال حبا جما بفطرته وطبيعته ويميل إليه وجعل الأب يحنو على ولده ويعطف عليه ويحبه حبا كبيرا بطبيعته التي فطره الله تعالى عليها
وإن مما فطر الله جل وعلا عليه الناس أن يكون الإنسان مختارا لصديق يكون مصاحبا له إما أن يكون صديقا خليلا دائما، أو أن يكون صديقا عاما ولقد جعل الله تعالى شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم التي كان يبينها للناس ويشرح أحكامها جعلها الله تعالى مقيدة وضابطة لهذه الفطر التي فطر الله تعالى الناس عليها ، فلم يمنع الله تعالى الأب من أن يحب ولده ، ولم يمنع الإنسان من أن يحب المال ولم يمنع الرجل من أن يقترب من المرأة ولم يمنع العبد من أن يكون له صديق، لكن ربنا جل وعلا جعل لذلك ضوابط وآداب وأحكام ..
لعلنا اليوم نتكلم عن فطرة فطر الله تعالى الإنسان عليها وجعل الله تعالى لها ضوابط ، هذه الفطرة قد يكون الإنسان إذا عمل بها يرفعه الله تعالى عنده درجات، بل يصل إلى موطن يغبطه فيه الأنبياء والشهداء وربما ضل الإنسان بسببها ألا وهي اختيار الصديق فكيف يختار الإنسان صديقه؟ وما مميزات الصديق الذي ينبغي أن يحرص العبد على مصاحبته؟ وكيف ربما يردي الصديق صديقه؟ وكيف ربما يرفعه عند الله تعالى درجات؟ وكيف أوصى الله تعالى باتخاذ الأصدقاء؟ وكيف تكلم النبي عليه الصلاة والسلام عنهم وذكر الآداب معهم؟
يقول نبينا صلوات ربي وسلامه عليه: "المرء على دين خليله " أي على دين صاحبه الذي يجالسه دائما ويسافر معه وربما آكله وشاربه قال: المرء على دين خليله يعني على دين من يصاحب ويتخذه خليلا مقربا المرء على دين خليله "فلينظر أحدكم من يخالل " وكأن النبي عليه الصلاة والسلام ينبه هنا إلى أن المرء إذا صاحب السيئين ربما جروه إلى ما يقعون فيه حتى ولو لم يشعر بذلك
ولذلك قال ربنا جل وعلا موجها نبينا عليه الصلاة والسلام: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم) (الكهف:28)
يعني إن كنت مريدا لصاحب أو صديق أو أخ فاصبر نفسك مع هؤلاء حتى يعينوك على طاعة الله جل وعلا
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم موضح أثر الأصدقاء قال: " مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل حامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك" ذاك الذي يبيع العطر "إما أن يحذيك" إذا جئت إليه إما أن يستخرج شيئا من العطر ثم يضعه على ثيابك أو يضعه على طرف يدك إما أن يحذيك أن يعطيك من عطره "وإما أن تجد منه رائحة طيبة"
الصديق الصالح إما أن تتأثر أنت بأخلاقه فإذا كان كثير الذكر تأثرت سبحان الله بطبيعته فأصبحت كثير الذكر مثله إذا كان حريصا على التقدم إلى الصلوات رأيت نفسك تتبعه في ذلك وتتأثر إذا كانت أخلاقه حسنة إذا كانت ألفاظه حسنة يردد دائما هداك الله بارك الله فيك جزاك الله خيرا وجدت أن ألفاظك تتطبع بطباعه إذا كان بارا بوالديه إذا كان أمينا في تجارته إذا كان حريصا على القيام بعمله حريصا على وظيفته نشيطا في الاستيقاظ مبكرا تجد انك تتأثر به حتى ولو لم تشعر بذلك ولذلك قال في الحديث: إما أن يحذيك وإما أن تشم منه ريحا طيبة هذا إن لم تتأثر به فإنك ستكسب سمعة طيبة من مصاحبته فإذا رآك الناس معه قالوا: ما شاء الله فلان يمشي مع فلان هنيئا له وإذا سئل الناس عنك قالوا: لا ما دام أن صديقه فلان العاقل الصالح فاعتبروه من الصالحين يعطيك سمعة طيبة عند الناس .
ولذلك قال في الحديث: إما أن يحذيك إما أن يؤثر فيك فإن لم يؤثر فيك كسبت منه سمعة طيبة قال: أو تجد منه رائحة طيبة حتى لو لم تتعطر من عطره فإنك تشم عنده ريحه طيبة
أما صاحب السوء فقال عليه الصلاة والسلام فيه قال: وأما " جليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك" ونافخ الكير هو الحداد الذي ينفخ على الحديد فيتطاير الشرار فإذا وقفت عنده إما أن يتطاير بعض الشرار على ثوبك فإذا صاحبت السيئ تأثرت به قال: وإما" أن تشم منه رائحة خبيثة" فإذا صاحبت إنسانا سيئا ربما كان سارقا أو مرتشيا أو محتالا أو ربما كان عاقا لوالديه أو ربما كان مدخنا أو شاربا للخمر أو متعاطيا للمخدرات أو كلما جلس معك حدثك بسفره إلى بلد كذا وبلد كذا ووقوعه في أنواع الفواحش فهذا إن لم تتأثر ب
خطبـة.جمعــة.بعنـــوان.cc
الصداقة وأثرها في الدنيا والآخرة
للــشيــخ/ مـــحــــمـــــــد الــعـــــــــريــفــي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــة.الاولـــى.cc
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جل عن الشبيه والمثيل والكفء والنظير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين ما اتصلت عين بنظر ووعت أذن بخبر وسلم تسليما كثيرا
أمـــا بعـــد أيها الإخوة المؤمنون
فطر الله جل وعلا الإنسان وجعله يميل بطبيعته وفطرته إلى أشياء فجعل الله تعالى الرجل يميل إلى المرأة بفطرته وطبيعته وهي أيضا تميل إليه وجعل الإنسان يحب المال حبا جما بفطرته وطبيعته ويميل إليه وجعل الأب يحنو على ولده ويعطف عليه ويحبه حبا كبيرا بطبيعته التي فطره الله تعالى عليها
وإن مما فطر الله جل وعلا عليه الناس أن يكون الإنسان مختارا لصديق يكون مصاحبا له إما أن يكون صديقا خليلا دائما، أو أن يكون صديقا عاما ولقد جعل الله تعالى شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم التي كان يبينها للناس ويشرح أحكامها جعلها الله تعالى مقيدة وضابطة لهذه الفطر التي فطر الله تعالى الناس عليها ، فلم يمنع الله تعالى الأب من أن يحب ولده ، ولم يمنع الإنسان من أن يحب المال ولم يمنع الرجل من أن يقترب من المرأة ولم يمنع العبد من أن يكون له صديق، لكن ربنا جل وعلا جعل لذلك ضوابط وآداب وأحكام ..
لعلنا اليوم نتكلم عن فطرة فطر الله تعالى الإنسان عليها وجعل الله تعالى لها ضوابط ، هذه الفطرة قد يكون الإنسان إذا عمل بها يرفعه الله تعالى عنده درجات، بل يصل إلى موطن يغبطه فيه الأنبياء والشهداء وربما ضل الإنسان بسببها ألا وهي اختيار الصديق فكيف يختار الإنسان صديقه؟ وما مميزات الصديق الذي ينبغي أن يحرص العبد على مصاحبته؟ وكيف ربما يردي الصديق صديقه؟ وكيف ربما يرفعه عند الله تعالى درجات؟ وكيف أوصى الله تعالى باتخاذ الأصدقاء؟ وكيف تكلم النبي عليه الصلاة والسلام عنهم وذكر الآداب معهم؟
يقول نبينا صلوات ربي وسلامه عليه: "المرء على دين خليله " أي على دين صاحبه الذي يجالسه دائما ويسافر معه وربما آكله وشاربه قال: المرء على دين خليله يعني على دين من يصاحب ويتخذه خليلا مقربا المرء على دين خليله "فلينظر أحدكم من يخالل " وكأن النبي عليه الصلاة والسلام ينبه هنا إلى أن المرء إذا صاحب السيئين ربما جروه إلى ما يقعون فيه حتى ولو لم يشعر بذلك
ولذلك قال ربنا جل وعلا موجها نبينا عليه الصلاة والسلام: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم) (الكهف:28)
يعني إن كنت مريدا لصاحب أو صديق أو أخ فاصبر نفسك مع هؤلاء حتى يعينوك على طاعة الله جل وعلا
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم موضح أثر الأصدقاء قال: " مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل حامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك" ذاك الذي يبيع العطر "إما أن يحذيك" إذا جئت إليه إما أن يستخرج شيئا من العطر ثم يضعه على ثيابك أو يضعه على طرف يدك إما أن يحذيك أن يعطيك من عطره "وإما أن تجد منه رائحة طيبة"
الصديق الصالح إما أن تتأثر أنت بأخلاقه فإذا كان كثير الذكر تأثرت سبحان الله بطبيعته فأصبحت كثير الذكر مثله إذا كان حريصا على التقدم إلى الصلوات رأيت نفسك تتبعه في ذلك وتتأثر إذا كانت أخلاقه حسنة إذا كانت ألفاظه حسنة يردد دائما هداك الله بارك الله فيك جزاك الله خيرا وجدت أن ألفاظك تتطبع بطباعه إذا كان بارا بوالديه إذا كان أمينا في تجارته إذا كان حريصا على القيام بعمله حريصا على وظيفته نشيطا في الاستيقاظ مبكرا تجد انك تتأثر به حتى ولو لم تشعر بذلك ولذلك قال في الحديث: إما أن يحذيك وإما أن تشم منه ريحا طيبة هذا إن لم تتأثر به فإنك ستكسب سمعة طيبة من مصاحبته فإذا رآك الناس معه قالوا: ما شاء الله فلان يمشي مع فلان هنيئا له وإذا سئل الناس عنك قالوا: لا ما دام أن صديقه فلان العاقل الصالح فاعتبروه من الصالحين يعطيك سمعة طيبة عند الناس .
ولذلك قال في الحديث: إما أن يحذيك إما أن يؤثر فيك فإن لم يؤثر فيك كسبت منه سمعة طيبة قال: أو تجد منه رائحة طيبة حتى لو لم تتعطر من عطره فإنك تشم عنده ريحه طيبة
أما صاحب السوء فقال عليه الصلاة والسلام فيه قال: وأما " جليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك" ونافخ الكير هو الحداد الذي ينفخ على الحديد فيتطاير الشرار فإذا وقفت عنده إما أن يتطاير بعض الشرار على ثوبك فإذا صاحبت السيئ تأثرت به قال: وإما" أن تشم منه رائحة خبيثة" فإذا صاحبت إنسانا سيئا ربما كان سارقا أو مرتشيا أو محتالا أو ربما كان عاقا لوالديه أو ربما كان مدخنا أو شاربا للخمر أو متعاطيا للمخدرات أو كلما جلس معك حدثك بسفره إلى بلد كذا وبلد كذا ووقوعه في أنواع الفواحش فهذا إن لم تتأثر ب
دي
نية فيها تربية لكن القائم عليها من المدرسين المختصين بالعلوم الشرعية
فلما علم أبوه أن المدرس من أهل الخير قال: لا أريدك يا ولدي أن تمشي مع هؤلاء والولد يرتاح إليهم ونفسه تميل إليهم لكن الأب يمنعه فمنعه من حضور حلقة التحفيظ في المسجد وصار الولد يزاملهم في المدرسة لكن لا يستطيع أن يراهم عصرا في المسجد فلما وصل الولد إلى الثانوية وإذا هو قد تعرف عليهم وقويت علاقته بهم وظهرت عليه أمارات الالتزام وقصر ثوبه وصار يصلي في المسجد والأب يمنعه غاية المنع من ذلك ثم ذهب الأب لما وصل الولد إلى الثانية ثانوي ذهب واشترى سيارة وجاء أوقفها عند الباب وعلق المفتاح في البيت وقال: تريد هذه السيارة؟ اترك هؤلاء الذين تصاحبهم وهذه الشعرات التي في وجهك أزلها وأطل ثوبك وعش حياتك لماذا تعيش مع هؤلاء؟ قال: يا أبي لا ضرر علي أنا متفوق قال: لا أريدك أن أراك معهم تحمل الولد أسبوعا وأسبوعين ثم غلبته نشوة الشباب وفعلا فعل ما طلبه أبوه وأخذ السيارة وصار يخجل من أن يذهب إلى أصحابه بعدما أزال شعرات قليلة من لحيته وأصبح مظهره غير ملتزم
وطبيعة الإنسان لابد له من صديق وقد كان شابا معه سيارة فهذا إغراء لغيره بأن ينجذب إليه فتعرف عليه مجموعة أخرى في المدرسة وفي الحارة والأب فرحان لما رأى معه أمثال هؤلاء فشيئا فشيئا أوقعوه في التدخين ثم لم يمضي فترة بعدها حتى أوقعوه في الحشيش ثم جعلت الأيام تسير والأب يرى ولده يخرج إلى ملعب الكرة يخرج إلى البر إلى استراحة إلى مخيم إلى ساحل بحر ويقول ولدي يعيش حياته وماشي في دراسته وفي يوم من الأيام خرج هذا الشاب بسيارته مع أحد أصدقائه هؤلاء إلى ساحل البحر فسكرا شربا مسكرا ثم بدأ صاحبه ذاك يحاول أن يقع على هذا الشاب بالفاحشة وكان مع هذا الشاب سكين في سيارته فوقع بينهما عراك وأخذ الشاب السكين وطعن ذلك الصاحب مرارا حتى قتله ثم قبض عليه ورأيته بعيني في السجن وقد كان مضى له سنة ونصف أو سنتان تقريبا يقول لي صاحبي هذا المرشد الديني يقول: الآن حكم عليه بالقصاص ورفع إلى الجهة العليا لتصديقه ولا ندري يصدق أم لا يقول: دائما إذا جاء الآباء يزورون أبنائهم أكون معهم وعادة إذا جاءوا يزورونهم تجد أن الابن يخفض رأسه طوال الزيارة خجلا من أبيه والأب يتكلم ويعظ وكأن الأب يقول: ورطتني لماذا دخلت السجن؟ يقول: إلا في هذه الحالة والله يا شيخ إن الابن رافع رأسه وإن الأب منزل رأسه في الأرض يقول: وحدثني الأب يوما وهو خارج رأيته متأثرا فأقبلت أصبره فقال: والله يا شيخ أنا أدخل الآن المسجد وأرى من كانوا مع ولدي هذا يؤذن وهو طالب سنة أولى في كلية الطب والثاني مبتعث والثالث في كلية الهندسة والرابع في الشريعة وإذا هم هذا يوكله الإمام وهذا أتمنى لو كان ولدي من بينهم لكني ما كنت أعقل في هذا
ولذلك أيها الإخوة الكرام ينبغي علينا لا أن نحرص فقط على صحبتنا وعلى من نجالسهم نحن هل يرفعوننا أم يخفضوننا؟ كلا وإنما صحبة زوجتك وصحبة بناتك وصحبة أبنائك ينبغي أن تحرص عليها سواء الصحبة المباشرة ممن يجالسونهم أو كذلك الصحبة غير المباشرة من الأصدقاء الذين يراسلونهم عبر تويتر والفيس بوك وعبر غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي ولهم اليوم من التأثير عبر كتاباتهم وصورهم ومقاطعهم الشيء الكثير ينبغي أن تحرص على التدقيق في ذلك بالأسلوب الحسن المناسب أن تدعو الله تعالى لهم بأن يحفظهم الله تعالى من صحبة السوء لعل الله تعالى أن يستجيب لك فيقر بذلك عينك
اسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يصحبون الأخيار ونسأل الله أن يحفظنا وذرياتنا من صحبة الأشرار وأن يجمعنا بمن نحب في جناته .
أقول ما تسمعون واستغفر الله الجليل العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وإخوانه وخلانه ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين .
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم
اللهم اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا اللهم من كان منهم حيا فمتعه بالصحة على طاعتك واختم لنا وله بخير ومن كان منهم ميتا فوسع له في قبره وضاعف له حسناته وتجاوز عن سيئاته واجمعنا به في جنتك يا رب العالمين
اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا إنك رءوف رحيم
اللهم إنا نسألك أن تعز الإسلام والمسلمين في كل مكان اللهم ولّ على المسلمين خيارهم اللهم ولّ على المسلمين خيارهم اللهم اصرف عنهم شرارهم اللهم انصر من نصر الدين واخذل من حارب الدين يا رب العالمين
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في بلاد الشام اللهم انصر إخواننا المجاهدين في بلاد الشام اللهم أيدهم بتأييدك اللهم أجمع
نية فيها تربية لكن القائم عليها من المدرسين المختصين بالعلوم الشرعية
فلما علم أبوه أن المدرس من أهل الخير قال: لا أريدك يا ولدي أن تمشي مع هؤلاء والولد يرتاح إليهم ونفسه تميل إليهم لكن الأب يمنعه فمنعه من حضور حلقة التحفيظ في المسجد وصار الولد يزاملهم في المدرسة لكن لا يستطيع أن يراهم عصرا في المسجد فلما وصل الولد إلى الثانوية وإذا هو قد تعرف عليهم وقويت علاقته بهم وظهرت عليه أمارات الالتزام وقصر ثوبه وصار يصلي في المسجد والأب يمنعه غاية المنع من ذلك ثم ذهب الأب لما وصل الولد إلى الثانية ثانوي ذهب واشترى سيارة وجاء أوقفها عند الباب وعلق المفتاح في البيت وقال: تريد هذه السيارة؟ اترك هؤلاء الذين تصاحبهم وهذه الشعرات التي في وجهك أزلها وأطل ثوبك وعش حياتك لماذا تعيش مع هؤلاء؟ قال: يا أبي لا ضرر علي أنا متفوق قال: لا أريدك أن أراك معهم تحمل الولد أسبوعا وأسبوعين ثم غلبته نشوة الشباب وفعلا فعل ما طلبه أبوه وأخذ السيارة وصار يخجل من أن يذهب إلى أصحابه بعدما أزال شعرات قليلة من لحيته وأصبح مظهره غير ملتزم
وطبيعة الإنسان لابد له من صديق وقد كان شابا معه سيارة فهذا إغراء لغيره بأن ينجذب إليه فتعرف عليه مجموعة أخرى في المدرسة وفي الحارة والأب فرحان لما رأى معه أمثال هؤلاء فشيئا فشيئا أوقعوه في التدخين ثم لم يمضي فترة بعدها حتى أوقعوه في الحشيش ثم جعلت الأيام تسير والأب يرى ولده يخرج إلى ملعب الكرة يخرج إلى البر إلى استراحة إلى مخيم إلى ساحل بحر ويقول ولدي يعيش حياته وماشي في دراسته وفي يوم من الأيام خرج هذا الشاب بسيارته مع أحد أصدقائه هؤلاء إلى ساحل البحر فسكرا شربا مسكرا ثم بدأ صاحبه ذاك يحاول أن يقع على هذا الشاب بالفاحشة وكان مع هذا الشاب سكين في سيارته فوقع بينهما عراك وأخذ الشاب السكين وطعن ذلك الصاحب مرارا حتى قتله ثم قبض عليه ورأيته بعيني في السجن وقد كان مضى له سنة ونصف أو سنتان تقريبا يقول لي صاحبي هذا المرشد الديني يقول: الآن حكم عليه بالقصاص ورفع إلى الجهة العليا لتصديقه ولا ندري يصدق أم لا يقول: دائما إذا جاء الآباء يزورون أبنائهم أكون معهم وعادة إذا جاءوا يزورونهم تجد أن الابن يخفض رأسه طوال الزيارة خجلا من أبيه والأب يتكلم ويعظ وكأن الأب يقول: ورطتني لماذا دخلت السجن؟ يقول: إلا في هذه الحالة والله يا شيخ إن الابن رافع رأسه وإن الأب منزل رأسه في الأرض يقول: وحدثني الأب يوما وهو خارج رأيته متأثرا فأقبلت أصبره فقال: والله يا شيخ أنا أدخل الآن المسجد وأرى من كانوا مع ولدي هذا يؤذن وهو طالب سنة أولى في كلية الطب والثاني مبتعث والثالث في كلية الهندسة والرابع في الشريعة وإذا هم هذا يوكله الإمام وهذا أتمنى لو كان ولدي من بينهم لكني ما كنت أعقل في هذا
ولذلك أيها الإخوة الكرام ينبغي علينا لا أن نحرص فقط على صحبتنا وعلى من نجالسهم نحن هل يرفعوننا أم يخفضوننا؟ كلا وإنما صحبة زوجتك وصحبة بناتك وصحبة أبنائك ينبغي أن تحرص عليها سواء الصحبة المباشرة ممن يجالسونهم أو كذلك الصحبة غير المباشرة من الأصدقاء الذين يراسلونهم عبر تويتر والفيس بوك وعبر غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي ولهم اليوم من التأثير عبر كتاباتهم وصورهم ومقاطعهم الشيء الكثير ينبغي أن تحرص على التدقيق في ذلك بالأسلوب الحسن المناسب أن تدعو الله تعالى لهم بأن يحفظهم الله تعالى من صحبة السوء لعل الله تعالى أن يستجيب لك فيقر بذلك عينك
اسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يصحبون الأخيار ونسأل الله أن يحفظنا وذرياتنا من صحبة الأشرار وأن يجمعنا بمن نحب في جناته .
أقول ما تسمعون واستغفر الله الجليل العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وإخوانه وخلانه ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين .
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم
اللهم اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا اللهم من كان منهم حيا فمتعه بالصحة على طاعتك واختم لنا وله بخير ومن كان منهم ميتا فوسع له في قبره وضاعف له حسناته وتجاوز عن سيئاته واجمعنا به في جنتك يا رب العالمين
اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا إنك رءوف رحيم
اللهم إنا نسألك أن تعز الإسلام والمسلمين في كل مكان اللهم ولّ على المسلمين خيارهم اللهم ولّ على المسلمين خيارهم اللهم اصرف عنهم شرارهم اللهم انصر من نصر الدين واخذل من حارب الدين يا رب العالمين
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في بلاد الشام اللهم انصر إخواننا المجاهدين في بلاد الشام اللهم أيدهم بتأييدك اللهم أجمع
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
ضريبـة الـذل و تتار بورمــا ...!!
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد لله الذي تفرد بالعز والجلال،
وتوحد بالكبرياء والكمال،
وجلّ عن الأشباه والأشكال ،
أذل من اعتز بغيره غاية الإذلال،
وتفضل على المطيعين بلذيذ الإقبال،
بيده ملكوت السماوات والأرض ومفاتيح الأقفال،
لا رادّ لأمره ولا معقب لحكمه وهو الخالق الفعال..
واشهد إن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمد وهو علي كل شيء قدير ،
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدٌ عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه الذي أيده بالمعجزات الظاهرة، والآيات الباهرة، وزينه بأشرف الخصال وعلي آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه و من اتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين...
أما بعـــد - عبـاد الله : -
إن أمتنا اليوم تمر بمخاض عسير وبلاء عظيم ..
حروب وصراعات وخلافات وإزهاق للأرواح وسفك للدماء و فرقة خصومات وتنكر للدين وقيمه في كثير من بلاد العرب والمسلمين، إلى جانب الظلم والاستبداد السياسي والاجتماعي ، والتبعية للأعداء ، واستنزاف الأموال والثروات ، وضعف العلم والعمل، وكثرة الجدل ...
ومع هذا الجو الصاخب والوضع المأساوي والذي كان سببه بعدنا عن الدين القويم وتلوث نفوسنا بالدنيا وشبهاتها وشهواتها والركون إلى الذين ظلموا ..
أصبحنا بسبب ذلك لقمة سائغة لكل طامع وكل من متجبر وكل مستكبر من الأمم التي حولنا .
وهذا مصداقا لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم حيث قال: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»،
فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟
قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت» (صحيح). ..
نعم حب الدنيا وكراهية الموت .. !!
فالبعد عن منهج الله يصيب الأمة بمصيبتين عظيمتين،
الأولى أن ينزع الله من صدور أعدائنا مهابتنا والخوف منا وعدم عمل أي اعتبار لنا رغم كثرة عددنا،
والمصيبة الثانية، أن يقذف الله الوهن في قلوب هذه الأمة وهو حب الدنيا وكراهية الموت ،
والذين يكرهون الموت لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر ولا يجاهدون في سبيل الله ولا يناضلون من أجل القيم العظيمة والأخلاق السامية، ولا ينتصرون لدين ولا يقفون مع مظلوم ..!!
فيعيشون حياة تافهة دون هدف أو غاية،
قد تربعت الدنيا في قلوبهم، فيبذلون من اجل شهواتها كل غالي ورخيص، إلى جانب أن الذل والهوان يكتب عليهم وتذهب كرامتهم وعزتهم أدراج الرياح .
معاشر المسلمين:
بعض النفوس الضعيفة يخيل إليها أن للكرامة ضريبة باهضة لاتطاق ، فتختار الذل والمهانة هرباً من هذه التكاليف الثقال،
فتعيش عيشة تافهة رخيصة مفزعة قلقة تخاف من ظلها وتفرق من صداها ،
يحسبون كل صيحة عليهم ولتجدنهم أحرص الناس على حياة !
هؤلاء الأذلاء يؤدون ضريبة أفدح من تكاليف الكرامة..
إنهم يؤدون ضريبة الذل كاملة يؤدونها من نفوسهم ، ويؤدونها من أقدارهم ، ويؤدونها من سمعتهم، ويؤدونها من اطمئنانهم ، وكثيراً مايؤدونها من دمائهم وأموالهم وهم لايشعرون ...
وانظروا رحمكم الله، إلى المجازر والدماء التي تسفك في هذه الأمة،
كل يوم نعيش جراحات جديدة، فقد استمرأ الأعداء، حين لم يجدوا الأمة القوية الواعية الحريصة على دينها وقيمها وأخلاقها ومقدراتها، وما يحدث في أراكان بورما وغيرها من بلاد المسلمين لدليل على ذلك .
يذكر المؤرخون أن الإسلام وصل إلى أراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد (رحمه الله) في القرن السابع الميلادي عن طريق التجار العرب حتى أصبحت دولة مستقلة حكمها 48 ملكاً مسلماً على التوالي وذلك لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن،
أي ما بين عامي 1430 م – 1784م، وقد تركوا آثاراً إسلامية من مساجد ومدارس وأربطة،
وفي عام 1784م احتل أراكان الملك البوذي البورمي (بوداباي)، وضم الإقليم إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، وعاث في الأرض الفساد،
حيث دمر كثيراً من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة، واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين الماغ على ذلك خلال فترة احتلالهم أربعين سنة حتى ضمتهم بريطانيا إلى الهند أثناء احتلالها لها في عام 1824م،
وفي عام 1942م تعرض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى من قِبَل البوذيين الماغ بعد حصولهم على الأسلحة والإمداد من قِبَل إخوانهم البوذيين البورمان والمستعمرين وغيرهم والتي راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم وأغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال، وشردت مئات الآلاف خارج الوطن، حتى بعد استقلالها بزعم مشابهتهم للبنغاليين في الدين واللغة والشكل...
ومن مظاهر تسلط البوذيون عليهم:
المدارس الإسلامية تمنع من التطوير أو الاعتراف الحكومي والمصادقة لشهاداتها أو
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
ضريبـة الـذل و تتار بورمــا ...!!
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد لله الذي تفرد بالعز والجلال،
وتوحد بالكبرياء والكمال،
وجلّ عن الأشباه والأشكال ،
أذل من اعتز بغيره غاية الإذلال،
وتفضل على المطيعين بلذيذ الإقبال،
بيده ملكوت السماوات والأرض ومفاتيح الأقفال،
لا رادّ لأمره ولا معقب لحكمه وهو الخالق الفعال..
واشهد إن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمد وهو علي كل شيء قدير ،
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدٌ عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه الذي أيده بالمعجزات الظاهرة، والآيات الباهرة، وزينه بأشرف الخصال وعلي آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه و من اتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين...
أما بعـــد - عبـاد الله : -
إن أمتنا اليوم تمر بمخاض عسير وبلاء عظيم ..
حروب وصراعات وخلافات وإزهاق للأرواح وسفك للدماء و فرقة خصومات وتنكر للدين وقيمه في كثير من بلاد العرب والمسلمين، إلى جانب الظلم والاستبداد السياسي والاجتماعي ، والتبعية للأعداء ، واستنزاف الأموال والثروات ، وضعف العلم والعمل، وكثرة الجدل ...
ومع هذا الجو الصاخب والوضع المأساوي والذي كان سببه بعدنا عن الدين القويم وتلوث نفوسنا بالدنيا وشبهاتها وشهواتها والركون إلى الذين ظلموا ..
أصبحنا بسبب ذلك لقمة سائغة لكل طامع وكل من متجبر وكل مستكبر من الأمم التي حولنا .
وهذا مصداقا لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم حيث قال: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»،
فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟
قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت» (صحيح). ..
نعم حب الدنيا وكراهية الموت .. !!
فالبعد عن منهج الله يصيب الأمة بمصيبتين عظيمتين،
الأولى أن ينزع الله من صدور أعدائنا مهابتنا والخوف منا وعدم عمل أي اعتبار لنا رغم كثرة عددنا،
والمصيبة الثانية، أن يقذف الله الوهن في قلوب هذه الأمة وهو حب الدنيا وكراهية الموت ،
والذين يكرهون الموت لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر ولا يجاهدون في سبيل الله ولا يناضلون من أجل القيم العظيمة والأخلاق السامية، ولا ينتصرون لدين ولا يقفون مع مظلوم ..!!
فيعيشون حياة تافهة دون هدف أو غاية،
قد تربعت الدنيا في قلوبهم، فيبذلون من اجل شهواتها كل غالي ورخيص، إلى جانب أن الذل والهوان يكتب عليهم وتذهب كرامتهم وعزتهم أدراج الرياح .
معاشر المسلمين:
بعض النفوس الضعيفة يخيل إليها أن للكرامة ضريبة باهضة لاتطاق ، فتختار الذل والمهانة هرباً من هذه التكاليف الثقال،
فتعيش عيشة تافهة رخيصة مفزعة قلقة تخاف من ظلها وتفرق من صداها ،
يحسبون كل صيحة عليهم ولتجدنهم أحرص الناس على حياة !
هؤلاء الأذلاء يؤدون ضريبة أفدح من تكاليف الكرامة..
إنهم يؤدون ضريبة الذل كاملة يؤدونها من نفوسهم ، ويؤدونها من أقدارهم ، ويؤدونها من سمعتهم، ويؤدونها من اطمئنانهم ، وكثيراً مايؤدونها من دمائهم وأموالهم وهم لايشعرون ...
وانظروا رحمكم الله، إلى المجازر والدماء التي تسفك في هذه الأمة،
كل يوم نعيش جراحات جديدة، فقد استمرأ الأعداء، حين لم يجدوا الأمة القوية الواعية الحريصة على دينها وقيمها وأخلاقها ومقدراتها، وما يحدث في أراكان بورما وغيرها من بلاد المسلمين لدليل على ذلك .
يذكر المؤرخون أن الإسلام وصل إلى أراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد (رحمه الله) في القرن السابع الميلادي عن طريق التجار العرب حتى أصبحت دولة مستقلة حكمها 48 ملكاً مسلماً على التوالي وذلك لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن،
أي ما بين عامي 1430 م – 1784م، وقد تركوا آثاراً إسلامية من مساجد ومدارس وأربطة،
وفي عام 1784م احتل أراكان الملك البوذي البورمي (بوداباي)، وضم الإقليم إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، وعاث في الأرض الفساد،
حيث دمر كثيراً من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة، واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين الماغ على ذلك خلال فترة احتلالهم أربعين سنة حتى ضمتهم بريطانيا إلى الهند أثناء احتلالها لها في عام 1824م،
وفي عام 1942م تعرض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى من قِبَل البوذيين الماغ بعد حصولهم على الأسلحة والإمداد من قِبَل إخوانهم البوذيين البورمان والمستعمرين وغيرهم والتي راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم وأغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال، وشردت مئات الآلاف خارج الوطن، حتى بعد استقلالها بزعم مشابهتهم للبنغاليين في الدين واللغة والشكل...
ومن مظاهر تسلط البوذيون عليهم:
المدارس الإسلامية تمنع من التطوير أو الاعتراف الحكومي والمصادقة لشهاداتها أو
خريجيها.
المحاولات المستميتة لـ (برمنة) الثقافة الإسلامية وتذويب المسلمين في المجتمع البوذي البورمي قسراً.
التهجير الجماعي من قرى المسلمين وأراضيهم الزراعية، وتوطين البوذيين فيها في قرى نموذجية تبنى بأموال وأيدي المسلمين جبراً وصولا للتغيير الديموغرافي،
أو شق طرق كبيرة أو ثكنات عسكرية دون أي تعويض،
ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات الفاشية التي لا تعرف الرحمة.
الطرد الجماعي المتكرر خارج الوطن، حيث يطردون بآلاف مؤلفة بين 30 ألف -50 ألف مسلم.
إلغاء حق المواطنة من المسلمين، حيث تم استبدال إثباتاتهم الرسمية القديمة ببطاقات تفيد أنهم ليسوا مواطنين، ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات وتحت التعذيب أو الهروب خارج البلاد، وهو المطلوب أصلاً.
العمل القسري لدى الجيش أثناء التنقلات أو بناء ثكنات عسكرية أو شق طرق وغير ذلك من الأعمال الحكومية (سخرة وبلا مقابل حتى نفقتهم في الأكل والشرب والمواصلات).
حرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعلم في الكليات والجامعات، ومن يذهب للخارج يُطوى قيده من سجلات القرية، ومن ثم يعتقل عند عودته، ويرمى به في غياهب السجون.
حرمانهم من الوظائف الحكومية مهما كان تأهيلهم،
حتى الذين كانوا يعملون منذ الاستعمار أو القدماء في الوظائف أجبروا على الاستقالة أو الفصل، إلا عمداء القرى وبعض الوظائف التي يحتاجها العسكر فإنهم يعيِّنون فيها المسلمين بدون رواتب، بل وعلى نفقتهم المواصلات واستضافة العسكر عند قيامهم بالجولات التفتيشية للقرى.
منعهم من السفر إلى الخارج حتى لأداء فريضة الحج إلا إلى بنغلاديش ولمدة يسيرة، ويعتبر السفر إلى عاصمة الدولة رانغون أو أية مدينة أخرى جريمة يعاقب عليها، وكذا عاصمة الإقليم والميناء الوحيد فيه مدينة أكياب، بل يمنع التنقل من قرية إلى أخرى إلا بعد الحصول على تصريح.
عدم السماح لهم باستضافة أحد في بيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق، وأما المبيت فيمنع منعاً باتاً، ويعتبر جريمة كبرى ربما يعاقب بهدم منزله أو اعتقاله أو طرده من البلاد هو وأسرته، هذا غيض من فيض مما يتعرضون له .
عبــــاد الله:
واليوم عادت المجازر والمذابح والحرق بالنار والذبح والدفن أحياء ضد المسلمين في بورما من قبل جيش بورما والمتطرفين البوذيين أمام مرأى ومسمع من العالم،
فلا يتكلم أحد، ولا يشجب ولا يستنكر أحد، ولا يسارع للعون وتقديم المساعدة احد، فقط لأنهم مسلمون ولا بواكي لهم ،
فأين منظمة المؤتمر الإسلامي !!؟؟
وأين منظمة الأمم المتحدة !!؟؟
وأين مجلس الأمن !!؟؟
وأين حقوق الإنسان وأين المنظمات العالمية والدولية وأين الإعلام والصحافة التي تركز على حادث عرضي في أي بلاد غير بلاد المسلمين يقتل فيه شخص فتقوم الدنيا ولا تقعد..!!
أما هذه المجازر التي يقودها التتار الجدد من البوذيين المتطرفين وجيش بورما ضد المسلمين فالعالم لا يتكلم ولا يسمع ولا يرى
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
اليوم ما من قرية يتم القضاء على المسلمين فيها؛ حتى يسارع النظام العسكري الحاكم بوضع لوحات على بوابات هذه القرى، تشير إلى أن هذه القرية خالية من المسلمين.
ومن استعصى عليهم قتله ومن تمكن من الهرب ورأوا أن لهم حاجة به، فقد أقيمت لهم تجمعات، كي يقتلونهم فيها ببطء وبكل سادية،
تجمعات لا يعرف ما الذي يجري فيها تماما، فلا الهيئات الدولية ولا الجمعيات الخيرية ولا وسائل الإعلام يسمح لها بالاقتراب من هذه التجمعات، وما عرف حتى الآن أنهم مستعبدون بالكامل لدى الجيش البورمي؛ كبارا وصغارا، حيث يجبرون على الأعمال الشاقة ودون مقابل، أما المسلمات فهن مشاعا للجيش البورمي؛ حيث يتعرضن للاغتصاب في أبشع صوره، لعلمهم أن العرض لدي المسلمين يساوي الحياة.
ومن استطاع منهم أن يفر فعبر أمواج البحر في قوارب بالية وقد يكون البحر قبرا لهم،
وقد يصل بعضهم إلى دول مجاورة ترفض استضافتهم فتعيدهم للبحر من جديد ليلتهم من بقي حيا منهم،
وإن وافقت بعض الدول على استضافتهم فهي تتعنت في شروط بقائهم فتتركهم في العراء بين قطع قماش لا تستر أجسادهم ولا تقيهم حرا ولا زمهريرا ، ولا يسمح للهيئات الإغاثية بإقامة مدارس ومستشفيات ولا مساكن ثابتة خوفا من استقرارهم الدائم لديها.
عبـــــاد الله :
ضاقت صدورنا بما يجري ، لا ندري نتكلم عن ما يحدث في بلادنا وبلاد العرب بين المسلمين والعرب أنفسهم من سفك للدماء ومن خلافات وصراعات أكلت الأخضر واليابس ودمرت الأوطان وفرقت النسيج الاجتماعي،
أم نتحدث عن مجازر وجراحات أخرى في بلاد المسلمين..!!
ومع هذا وذاك فإنه يجب على المسلم أن يقوم بدوره ولو كان فرداً بما يستطيع في حل قضايا امته،
وهي لا شك فترة حرجة وفتنة عظيمة، ينبغي معها أن لا نفقد الأمل بالله وبخيرية هذه الأمة، وأنها تتعرض لضربات ونكبات لكنها لا تموت وتعود للحياة من جديد.
وقد حاول أعداء هذه الأمة طمس هذا الدين وهوية الأمة في نفوس أبنائها وأقامو
المحاولات المستميتة لـ (برمنة) الثقافة الإسلامية وتذويب المسلمين في المجتمع البوذي البورمي قسراً.
التهجير الجماعي من قرى المسلمين وأراضيهم الزراعية، وتوطين البوذيين فيها في قرى نموذجية تبنى بأموال وأيدي المسلمين جبراً وصولا للتغيير الديموغرافي،
أو شق طرق كبيرة أو ثكنات عسكرية دون أي تعويض،
ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات الفاشية التي لا تعرف الرحمة.
الطرد الجماعي المتكرر خارج الوطن، حيث يطردون بآلاف مؤلفة بين 30 ألف -50 ألف مسلم.
إلغاء حق المواطنة من المسلمين، حيث تم استبدال إثباتاتهم الرسمية القديمة ببطاقات تفيد أنهم ليسوا مواطنين، ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات وتحت التعذيب أو الهروب خارج البلاد، وهو المطلوب أصلاً.
العمل القسري لدى الجيش أثناء التنقلات أو بناء ثكنات عسكرية أو شق طرق وغير ذلك من الأعمال الحكومية (سخرة وبلا مقابل حتى نفقتهم في الأكل والشرب والمواصلات).
حرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعلم في الكليات والجامعات، ومن يذهب للخارج يُطوى قيده من سجلات القرية، ومن ثم يعتقل عند عودته، ويرمى به في غياهب السجون.
حرمانهم من الوظائف الحكومية مهما كان تأهيلهم،
حتى الذين كانوا يعملون منذ الاستعمار أو القدماء في الوظائف أجبروا على الاستقالة أو الفصل، إلا عمداء القرى وبعض الوظائف التي يحتاجها العسكر فإنهم يعيِّنون فيها المسلمين بدون رواتب، بل وعلى نفقتهم المواصلات واستضافة العسكر عند قيامهم بالجولات التفتيشية للقرى.
منعهم من السفر إلى الخارج حتى لأداء فريضة الحج إلا إلى بنغلاديش ولمدة يسيرة، ويعتبر السفر إلى عاصمة الدولة رانغون أو أية مدينة أخرى جريمة يعاقب عليها، وكذا عاصمة الإقليم والميناء الوحيد فيه مدينة أكياب، بل يمنع التنقل من قرية إلى أخرى إلا بعد الحصول على تصريح.
عدم السماح لهم باستضافة أحد في بيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق، وأما المبيت فيمنع منعاً باتاً، ويعتبر جريمة كبرى ربما يعاقب بهدم منزله أو اعتقاله أو طرده من البلاد هو وأسرته، هذا غيض من فيض مما يتعرضون له .
عبــــاد الله:
واليوم عادت المجازر والمذابح والحرق بالنار والذبح والدفن أحياء ضد المسلمين في بورما من قبل جيش بورما والمتطرفين البوذيين أمام مرأى ومسمع من العالم،
فلا يتكلم أحد، ولا يشجب ولا يستنكر أحد، ولا يسارع للعون وتقديم المساعدة احد، فقط لأنهم مسلمون ولا بواكي لهم ،
فأين منظمة المؤتمر الإسلامي !!؟؟
وأين منظمة الأمم المتحدة !!؟؟
وأين مجلس الأمن !!؟؟
وأين حقوق الإنسان وأين المنظمات العالمية والدولية وأين الإعلام والصحافة التي تركز على حادث عرضي في أي بلاد غير بلاد المسلمين يقتل فيه شخص فتقوم الدنيا ولا تقعد..!!
أما هذه المجازر التي يقودها التتار الجدد من البوذيين المتطرفين وجيش بورما ضد المسلمين فالعالم لا يتكلم ولا يسمع ولا يرى
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
اليوم ما من قرية يتم القضاء على المسلمين فيها؛ حتى يسارع النظام العسكري الحاكم بوضع لوحات على بوابات هذه القرى، تشير إلى أن هذه القرية خالية من المسلمين.
ومن استعصى عليهم قتله ومن تمكن من الهرب ورأوا أن لهم حاجة به، فقد أقيمت لهم تجمعات، كي يقتلونهم فيها ببطء وبكل سادية،
تجمعات لا يعرف ما الذي يجري فيها تماما، فلا الهيئات الدولية ولا الجمعيات الخيرية ولا وسائل الإعلام يسمح لها بالاقتراب من هذه التجمعات، وما عرف حتى الآن أنهم مستعبدون بالكامل لدى الجيش البورمي؛ كبارا وصغارا، حيث يجبرون على الأعمال الشاقة ودون مقابل، أما المسلمات فهن مشاعا للجيش البورمي؛ حيث يتعرضن للاغتصاب في أبشع صوره، لعلمهم أن العرض لدي المسلمين يساوي الحياة.
ومن استطاع منهم أن يفر فعبر أمواج البحر في قوارب بالية وقد يكون البحر قبرا لهم،
وقد يصل بعضهم إلى دول مجاورة ترفض استضافتهم فتعيدهم للبحر من جديد ليلتهم من بقي حيا منهم،
وإن وافقت بعض الدول على استضافتهم فهي تتعنت في شروط بقائهم فتتركهم في العراء بين قطع قماش لا تستر أجسادهم ولا تقيهم حرا ولا زمهريرا ، ولا يسمح للهيئات الإغاثية بإقامة مدارس ومستشفيات ولا مساكن ثابتة خوفا من استقرارهم الدائم لديها.
عبـــــاد الله :
ضاقت صدورنا بما يجري ، لا ندري نتكلم عن ما يحدث في بلادنا وبلاد العرب بين المسلمين والعرب أنفسهم من سفك للدماء ومن خلافات وصراعات أكلت الأخضر واليابس ودمرت الأوطان وفرقت النسيج الاجتماعي،
أم نتحدث عن مجازر وجراحات أخرى في بلاد المسلمين..!!
ومع هذا وذاك فإنه يجب على المسلم أن يقوم بدوره ولو كان فرداً بما يستطيع في حل قضايا امته،
وهي لا شك فترة حرجة وفتنة عظيمة، ينبغي معها أن لا نفقد الأمل بالله وبخيرية هذه الأمة، وأنها تتعرض لضربات ونكبات لكنها لا تموت وتعود للحياة من جديد.
وقد حاول أعداء هذه الأمة طمس هذا الدين وهوية الأمة في نفوس أبنائها وأقامو