Telegram Web Link
قول نبينا ﷺ (لا تطروني)

إن المنهي عنه ليس مطلق الإطراء، بل إطراءٌ مشابهٌ لإطراء النصارى لعيسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم؛ من دعوى الألوهية ونحوها.

ابن حجر الهيتمي رضي الله عنه
*مِن نفحاتِ الرّبّانيّين بمناسبةِ الهجرة*
بسم الله وبعد:
قال [ابنُ الحاجّ] رحمهُ اللهُ تعالى: سَمِعْت سَيِّدِي أَبَا مُحَمَّدٍ - يعني ابن أبي جمرة صاحب مختصر البخاريّ رَحِمَهُما اللهُ تعالى - يَقُولُ:

انظُرْ إلَى سِرِّ مَا وَقَعَ مِنْ هِجْرَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إلَى الْمَدِينَةِ وَإِقَامَتِهِ بِهَا حَتَّى انْتَقَلَ إلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَذَلِكَ أَنَّ حِكْمَةَ الْمَوْلَى سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَدْ مَضَتْ عَلَى *أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تَتَشَرَّفُ الْأَشْيَاءُ بِهِ لَا هُوَ يَتَشَرَّفُ بِهَا* ،
فَلَوْ بَقِيَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي مَكَّةَ إلَى انْتِقَالِهِ إلَى رَبِّهِ تَعَالَى لَكَانَ يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ قَدْ تَشَرَّفَ بِمَكَّةَ ، إذْ أنَّ شَرَفَهَا قَدْ سَبَقَ بِآدَمَ وَالْخَلِيلِ وَإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِم الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ،

فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يُبَيِّنَ لِعِبَادِهِ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَفْضَلُ الْمَخْلُوقَاتِ كَانَ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِنْ هِجْرَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إلَى الْمَدِينَةِ ، *فَتَشَرَّفَتْ الْمَدِينَةُ بِهِ أَلَا تَرَى إلَى مَا وَقَعَ مِنْ الْإِجْمَاعِ عَلَى أَنَّ أَفْضَلَ الْبِقَاعِ الْمَوْضِعُ الَّذِي ضَمَّ أَعْضَاءَهُ الْكَرِيمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُه* ُ،

وَقَدْ علم أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَفْضَلُ مِنْ الْكَعْبَةِ وَغَيْرِهَا وَانْظُرْ إلَى الْأَشْيَاءِ الَّتِي بَاشَرَهَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تَجِدْهَا أَبَداً تَتَشَرَّفُ بِحَسَبِ مُبَاشَرَتِهِ لَهَا وَبِقَدْرِ ذَلِكَ يَكُونُ التَّشْرِيفُ أَلَا تَرَى «أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ فِي الْمَدِينَةِ : *تُرَابُهَا شِفَاءٌ*» . وَمَا ذَاكَ إلَّا لِتَرَدُّدِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِتِلْكَ الْخُطَى الْكَرِيمَةِ فِي أَرْجَائِهَا لِعِيَادَةِ مَرِيضٍ ، أَوْ إغَاثَةِ مَلْهُوفٍ ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ،

وَلَمَّا أَنْ كَانَ مَشْيُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِهِ بِالْمَدِينَةِ أَكْثَرَ مِنْ تَرَدُّدِهِ فِي غَيْرِهِ مِنْ الْمَدِينَةِ عَظُمَ شَرَفُهُ بِذَلِكَ *فَكَانَت الصَّلَاةُ فِيهِ بِأَلْفِ صَلَاةٍ* ، وَلَمَّا أَنْ كَانَ تَرَدُّدُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَيْنَ بَيْتِهِ وَمِنْبَرِهِ أَكْثَرَ مِنْ تَرَدُّدِهِ فِي الْمَسْجِدِ كَانَتْ تِلْكَ الْبُقْعَةُ الشَّرِيفَةُ بِنَفْسِهَا *رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ* ، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : « *مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ*» انْتَهَى.

وَفِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ قَوْلَانِ لِلْعُلَمَاءِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ الْعَمَلَ فِيهَا يُحَصِّلُ لِصَاحِبِهِ رَوْضَةً فِي الْجَنَّةِ.
وَالثَّانِي : أَنَّهَا بِنَفْسِهَا تُنْقَلُ إلَى الْجَنَّةِ ، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ.

نقلاً عن كتاب شواهد الحقّ للعلّامة المُحبّ الشيخ يوسف النّبهانيّ رحمهُ اللّه تعالى.

https://www.tg-me.com/ahlussonna
الدعاء المخصوص في دخول العام الهجري الجديد.... فمن الأذكار الثابتة في السُّنَّةِ النَّبَويّةِ عند دخولِ العام الهجريِّ الجديد ، ودخولِ الأشهر القمرية ما أخرجه الطبراني في الأوسط( ت 360هـ) (عن عَبْدُ اللهِ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: «كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، يَتَعَلَّمُونَ هَذَا الدُّعَاءَ إِذَا دَخَلْتِ السَّنَةُ أَوِ الشَّهْرُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ، وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ، وَالْإِسْلَامِ، وَرِضْوَانٍ مِنَ الرَّحْمَنِ، وَجَوَازٍ مِنَ الشَّيْطَانِ»
تخريجهُ: أخرجه البغويُّ(ت317هـ) وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلَّمون هذا الدعاء كما يتعلَّمون القرآن إذا دخل الشهرُ أو السَّنةُ: " اللَّهم أدْخِلْه علينا بالأمن والإيمانِ والسَّلامة والإسلام وجوار من الشيطان ورضوان من الرحمن"
حكمه: قال الهيثمي: (رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ).
قُلْتُ: وأظنُّ أنَّ الهيثميَّ نظر لمجموع طرقه؛ فعضده وقواه، وهو فعل جهابذة المحدثين عند جمع طرق الحديث.
2-ونصَّ الحافظُ ابنُ حجر في "الإصابة" أنَّه على شرط الصحيح-أي: البخاري-بعد تخريجه فقال: (وأخرج له أبو القاسم البغويّ) هذا موقوف على شرط الصحيح.
قُلْتُ: وهذا الخبر وإن كان موقوفاً على الصحابة رضي الله عنهم، لكنَّه يأخذ حكم المرفوع لأنه أمر عبادة؛ فالصحابة حريصون على هذا اللفظ المعين فيتعلمونه ويعلمونه غيرهم فكانوا: " يَتَعَلَّمُونَ هَذَا الدُّعَاءَ إِذَا دَخَلْتِ السَّنَةُ أَوِ الشَّهْرُ"، وفي لفظ: "كما يتعلمون القرآن "؛ وهو يدل على أنَّ هذا الدعاء له خصيصة ومزيَّة وهذا لا يثبت إلا عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم
وعليه: فالدعاء له أصل ثابت في السُّنَّةِ النَّبَويّةِ، وَيُسْتَحَبُّ للمسلم أن يقوله عند دخول السنة الهجرية ودخول الشهر.
ويعضده قوله صلى الله عليه وسلم في دخول الشهر خاصة كما أخرج الترمذيُّ وغيره عن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ضلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى الهِلاَلَ قَالَ: "اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، رَبِّي وَرَبُّكَ الله".
وأختم بفائدة وردت في النصوص المذكورة أعلاه:
1-إنَّ لفظة: "وجواز من الشيطان"، أرجح من لفظة: " وجوار من الشيطان.
2-جواز اللفظين –"وجواز" أو "وجوار"-من حيث اللغة والشرع:
فعلى الأول-وجواز-أي: أنت تطلب من الله أن يدخلك في رضوانه وتجز الشيطان أي تجعله خلفك وتنفذ منه أو أنك تطلب من الله أن يدخلك في رضوانه وأن يمنحك صكاً لِئَلَّا يَتَعَرَّضَ لك الشيطان هذه السنة.
وعلى الثاني-وجوار-أي: إنك تطلب من الله أن يدخلك في رضوانه وأن يمنعك ويحميك يؤمنك ويقيك من الشيطان.
وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ على سيّدنا مُحمّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.
كتبه فهمي القزاز

https://www.tg-me.com/ahlussonna
#خطر_الفتوى !

قال الإمام أحمد: كان سفيان لا يكاد يفتي في الطلاق، ويقول من يحسن ذا؟! من يحسن ذا؟!

وقال أحمد: وددت أنه لا يسألني أحد عن مسألة. أو: ما شيء أشد علي من أن أسأل عن هذه المسائل. البلاء يخرجه الرجل عن عنقه ويقلدك، وخاصة مسائل الطلاق والفروج، نسأل الله العافية!

وقال سفيان: من فتنة الرجل إذا كان فقيها= أن يكون الكلام أحب إليه من السكوت!

وقال المروذي لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: إن العالم يظنونه عنده علم كل شيء! فقال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن الذي يفتي الناس في كل ما يستفتونه لمجنون!!

وأنكر الإمام أحمد على من يتهجم في المسائل والجوابات، وقال: ليتق اللهَ عبدٌ، ولينظر ما يقول وما يتكلم؛ فإنه مسؤول.
بحث لشهادات العلماء وتصريحاتهم الظاهرة البينة الواضحة بأن طائفة العلماء الذين يعرفون باسم: (الأشاعرة) هم طائفة علماء أهل السنة، ويبين أن طريقة الأشاعرة هي طريقة الفقهاء الثلاثة: المالكية والشافعية وعلية الحنابلة في أمور العقيدة الإسلامية، وأن الطائفة من العلماء التي تسمى بالماتريدية هي طائفة تمثل منهج فقهاء المذهب الحنفي في العقيدة، ويبين هذا البحث الجمعي والاستقرائي أن (الأشاعرة والماتريدية) يمثلان المنهج الموروث عن الصحابة والتابعين.
*
سلسلة شهادات علماء المذاهب الأربعة عبر العصور الإسلامية التي تبين تلقي الأشاعرة لعقيدتهم وطريقتهم عن كبار الصحابة والتابعين والفقهاء الأربعة المؤسسين للمذاهب الأربعة:

• الشهادة الأولى:
شهادة الشيخ الإمام قاضي القضاة في زمانه، أحد كبار علماء المذهب الشافعي في عصره، تاج الدين السبكي (ت: 771 هـ) حيث قال في كتابه المشهور "معيد النعم ومبيد النقم" (ص 75):
"وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة ـ ولله الحمد ـ في العقائد يد واحدة، كلهم على رأي أهل السنة والجماعة، يدينون لله تعالى بطريق شيخ أهل السنة أبي الحسن الأشعري، رحمه الله، لا يحيد عنها إلا رعاع من الشافعية لحقوا بأهل الاعتزال، ورعاع من الحنابلة لحقوا بأهل التجسيم، وبرأ الله المالكية فلم نرَ مالكياَ إلا أشعرياً عقيدة.
وبالجملة عقيدة الأشعريّ هي ما تضمنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها علماء المذاهب بالقبول، ورضوها عقيدة.
وقد ختمنا كتابنا "جمع الجوامع" بعقيدة ذكرنا أن سلف الأمة عليها، وهي وعقيدة الطحاوي، وعقيدة أبي القاسم القشيري، والعقيدة المسماة بالمرشدة مشتركات في أصول أهل السنة والجماعة".

• الشهادة الثانية:
قال الإمام السُبْكِيُّ أيضاً في كتابه النفيس: "طبقات الشافعية" (3/222) في ترجمة الإمام أبي الحسن الأشعري:
"شيخنا وقدوتنا إلى الله تعالى، الشيخ أبو الحسن الأشعري البصري، شيخ طريقة أهل السنة والجماعة، وإمام المتكلمين، وناصر سنة سيد المرسلين، والذاب عن الدين، والساعي إلى حفظ عقائد المسلمين... ".
ثم قال في نفس المصدر، (ص 373):
" ذِكْرُ بيانِ أنَّ طريقةَ الشيخ (أبي الحسن الأشعري) هي التي عليها المعتبرون من علماء الإسلام، والمتميزون من المذاهب الأربعة في معرفة الحلال والحرام، والقائمون بنصرة دين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام:
قد قدمنا في تضاعيف الكلام ما يدل على ذلك، وحكينا لك مقالة الشيخ ابن عبد السلام، ومن سبقه إلى مثلها وتلاه على قولها، حيث ذكروا: أن الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة أشعريون.
هذه عبارة العز ابن عبد السلام شيخ الشافعية، وابن الحاجب شيخ المالكية، والحصيري شيخ الحنفية.
ومن كلام ابن عساكر حافظ هذه الأمة الثقة الثبت: هل من الفقهاء الحنفية والمالكية والشافعية إلا موافق للأشعري، ومنتسب إليه، وراض بحميد سعيه في دين الله، مثن بكثرة العلم عليه .... الخ".
ثم ذكر الإمام تاج الدين السُبْكِيُّ في (ص 374) بعض الفتاوي لعلماء كبار من علماء أهل السنة من الحنفية والشافعية وغيرهم تبين أن الأشاعرة والماتريدية هم الممثلون الحقيقيون لعقيدة أهل السنة والجماعة، ونحن نذكرها هنا لتزيد في إضاءة الطريق أمام المسلمين :
الفتوى الأولى: فتوى الإمام الكبير أبي القاسم القشيري:
"نص الفتوى: (بسم الله الرحمن الرحيم: اتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري كان إماماً من أئمة أصحاب الحديث، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث، تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة، ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة، وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين من الملة سيفاً مسلولا، ومن طعن أو قدح أو لعنه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة). بذلنا خطوطنا طائعين بذلك في هذا الدرج في ذي القعدة سنة ست وثلاثين وأربعمائة، والأمر على هذه الجملة المذكورة في هذا الذكر، وكتبه عبد الكريم بن هوازن القشيري".
الفتوى الثانية: فتوى الإمام الكبير قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني الحنفي:
" نص السؤال: ما قول السادة الأئمة الأجلة في قوم اجتمعوا على لعن فرقة الأشعرية وتكفيرهم؟
نص الفتوى: (قد ابتدع وارتكب ما لا يجوز، وعلى الناظر في الأمور أعَزَّ اللهُ أنصارهُ الإنكارُ عليه، وتأديُبهُ بما يرتدع به هو وأمثاله عن ارتكاب مثله)، وكتب محمد بن علي الدامغاني".
وبعد نص هذه الفتوى، كتب الشيخ أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى: (الأشعرية أعيان أهل السنة، ونصار الشريعة، انتصبوا للرد على المبتدعة من القدرية والروافض، فمن طعن فيهم فقد طعن على أهل السنة، وإذا رفع أمر من يفعل ذلك إلى الناظر في أمر المسلمين، وجب عليه تأديبه بما يرتدع به كل أحد).
الفتوى الثالثة: فتوى الإمام الكبير أبي إسحاق الشيرازي (ت: 496 هـ).
" نص الفتوى: (وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وعامة أصحاب الشافعي على مذهبه، ومذهبه مذهب أهل الحق)".
ثم ذكر الإمام تاج الدين السبكي في نفس المصدر، (ص 377) نص كلام أحد كبار أئمة المذهب الحنفي، ومن المتقدمين في علم العقيدة وهو أبو العباس قاضي العسكر الحنفي، حيث قال:
"وقد أخذ عامة أصحاب الشافعي بما استقر عليه مذهب أبي الحسن الأشعري".
ثم ختم الإمام تاج الدين السبكي كلامه ببيان ما يؤكد أن الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة فقال:
"سمعتُ الشيخَ الإمامَ رحمه الله يقول: ما تضمنته "عقيدة الطحاوي" هو ما يعتقــده الأشعـــري ... الخ.
قلت : أنا أعلم أن المالكية كلهم أشاعرة لا أستثني منهم أحداً، والشافعية غالبهم أشاعرة، لا أستثني إلا من لحق منهم بتجسيم أو اعتزال ممن لا يعبأ الله به، والحنفية أكثرهم أشاعرة ـ أعني يعتقدون عقد الأشعري، لا يخرج منهم إلا من لحق منهم بالمعتزلة، والحنابلة أكثر فضلاء متقدميهم أشاعرة، لم يخرج منهم عن عقيدة الأشعري إلا من لحق بأهل التجسيم، وهم في هذه الفرقة من الحنابلة أكثر من غيرهم.
وقد تأملت (عقيدة أبي جعفر الطحاوي)، فوجدت الأمر على ما قال الشيخ الإمام.
و(عقيدة الطحاوي) زعم أنها الذي عليه أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد، ولقد جود فيها، ثم تفحصت كتب الحنفية فوجدت جميع المسائل التي بيننا وبين الحنفية خلاف فيها ثلاث عشر مسألة ، منها معنوي ست مسائل والباقي لفظي، وتلك الست المعنوية لا تقتضي مخالفتهم لنا ولا مخالفتنا لهم فيها تكفيراً ولا تبديعاً، صرح بذلك الأستاذ أبو منصور البغدادي وغيره من أئمتنا وأئمتهم، وهو غني عن التصريح لظهوره .... الخ".

• الشهادة الثالثة:
شهادة الإمام الكبير أبي إسحاق الشيرازي، أحد كبار فقهاء المذهب الشافعي صاحب كتابي: التنبيه، والمهذب في فقه الشافعية، حيث قال في كتابه: (الإشارة إلى مذهب أهل الحق) (ص275):
"فمن أعتقد غيرَ ما أشرنا إليه من اعتقاد أهل الحق المنتمين إلي الإمام أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه فهو كافر، ومن نسب إليهم غير ذلك فقد كفرهم، فيكون كافراً بتكفيره لهم لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما كَفَّرَ رجلٌ رجلاً إلا باء به أحدهما"؛ إنْ كان كافراً إنه لكما قال وإنْ كان مسلماً لقد كفر بتكفيره إياه، فمن كان هذا اعتقاده ودينه فكيف يستحل المسلم أنْ يغتابه فضلاً عن أن يكفره ويلعنه ... الخ".
ثم قال الشيرازي في (ص 283):
"فمن كان في الفروع على مذهب الشافعي، وفي الأصول على اعتقاد الأشعري فهو مُعَلَّمُ الطريق، وهو على الحق المبين، كما أنشد بعض الأصحاب:
إذا كنت في علمِ الأصولِ موافقاً بعَقْدك قولَ الأشعريِّ المُســــــدَدِ
وعاملتَ مولاكَ الكريمَ مُخالصاً بقول الإمام الشافعي المؤيــــــــد
وأتقنتَ حرفَ ابنِ العلاءِ مجرداً ولمْ تعْدُ في الإعرابِ رأيَ المُبَرَدِ
فأنت على الحق اليقين موافــــقٌ شريعةَ خيرِ المرسلينَ محمـــــدِ"
• الشهادة الرابعة:
شهادة خاتمة المحققين، وعمدة ذوي الفضل من المدققين، الإمام الكبير السيد محمد بن محمد الحسيني الزبيدي، شارح إحياء علوم الدين لحجة الإسلام أبو حامد الغزالي، وشارح القاموس المحيط للفيروز آبادي، حيث قال في كتابه العظيم النفيس: (إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين) (ص 2/6):
"إذا أطلق "أهل السنة والجماعة "فالمراد بهم: "الأشاعرة والماتريدية"، قال الإمام المدقق المحقق الخيالي في حاشيته على شرح سعد الدين التفتازاني على العقائد النسفية (ص 14): "الأشاعـــرة: هم أهل السنة والجماعة، هذا هو المشهور في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الأقطار، وفي ديار ما وراء النهر يطلق ذلك على "الماتريدية" أصحاب الإمام أبي منصور الماتريدي.
وقال العلامة مصلح الدين مصطفى الكستلي: (ت 901هـ) في حاشيته على [شرح العقائد النسفية] (ص 17):
"المشهور من أهل السنة في ديار خراسان والعراق وأكثر الأقطار هم "الأشاعرة" أصحاب أبي الحسن الأشعري وفي ديار ما وراء النهر "الماتريدية"، أصحاب أبي منصور الماتريدي تلميذ أبي نصر العياضي تلميذ أبي بكر الجوزجاني صاحب أبي سليمان الجوزجاني صاحب محمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة".
علق الإمام الزبيدي على ذلك، فقال:
"وقال ابن السبكي في [شرح عقيدة ابن الحاجب]: اعلم أن أهل السنة والجماعة كلهم قد اتفقوا على معتقد واحد فيما يجب ويجوز ويستحيل، وإن اختلفوا في الطرق والمبادي الموصلة لذلك أو في لمية ما هنالك، وبالجملة فهم بالاستقراء ثلاث طوائف:
الأولى: أهل الحديث، ومعتمد مباديهم الأدلة السمعية، أعني الكتاب والسنة والإجماع.
الثانية: أهل النظر العقلي والصناعة الفكرية، وهم الأشعرية والحنفية، وشيخ الأشعرية أبو الحسن الأشعري، وشيخ الحنفية أبو منصور الماتريدي.
الثالثة: أهل الوجدان والكشف، وهم الصوفية، ومباديهم مبادي أهل النظر والحديث في البداية، والكشف والإلهام في النهاية".
ثم قال الإمام الزبيدي:
" وليعلم أن كلاً من الإمامين: أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي-رضي الله عنهمــا-وجزاهما الله عن الإسلام خيراً، لم يبدعا من عندهما رأياً، ولم يشتقا مذهباً، إنما هما مقرران لمذهب السلف، مناضلان عما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأحدهما قام بنصرة نصوص مذهب الشافعي، وما دلت عليه، والثاني قام بنصرة نصوص مذهب أبي حنيفة، ما دلت عليه، وناظر كل منهما ذوي البدع والضلالات حتى انقطعوا وولوا منهزمين وهذا في الحقيقة أصل الجهاد الحقيقي الذي تقدمت الإشارة إليه.
فالانتساب لهما إنما هو باعتبار أن كلا منهما عقد على طريق السلف نطاقاً، وتمسك وأقام الحجج والبراهين عليه، فصار المقتدي به في تلك المسائل والدلائل يسمى أشعرياً وماتريدياً.
وذكر العز بن عبد السلام -سلطان العلماء وبائع الملوك -أن عقيدة الأشعري أجمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة.
ووافقه ذلك من أهل عصره شيخُ المالكية في زمانه أبو عمرو بن الحاجب، وشيخُ الحنفية جمال الدين الحصيري، وأقره على ذلك التقيُّ السُبْكِيُّ فيما نقله عنه ولدُه التاجُ السُبْكِيُّ".
ثم قال الإمام الزبيدي:
"قال عبد الله الميورفي ما نصه: أهل السنة من المالكية والشافعية وأكثر الحنفية بلسان أبي الحسن الأشعري يناضلون، وبحجته يحتجون...".
ثم قال الزبيدي: "ولم يكن أبو الحسن أول متكلم بلسان أهل السنة إنما جرى على سنن غيره، أو على نصرة مذهب معروف، فزاد المذهب حجة وبياناً، ولم يبتدع مقالة اخترعها ولا مذهبا انفرد به، ألا ترى أن مذهب أهل المدينة نسب إلى مالك، ومن كان على مذهب أهل المدينة يقال له مالكي، وإنما جرى على سنن من كان قبله وكان كثير الاتباع لهم إلا أنه لما زاد المذهب بيانا وبسطاً عزي إليه.
وكذا أبو الحسن الأشعري، لا فرق، ليس له في مذهب السلف أكثر من بسطه وشرحه وتواليفه في نصرته".
ولقد بيَّن الإمامُ الزبيديُّ في (ص 13) الأصولَ التي اعتمدها وسار عليها كلٌّ من الإمام الأشعري والإمام الماتريدي في بناء مذهب أهل السنة والجماعة فقال:
"هذه المسائل التي تلقاها الإمامان: أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي، هي أصول الأئمة، رحمهم الله تعالى: فالأشعريُّ بَنَى كتبَه على مسائل من مذهب الإمامين مالك والشافعي، والماتريدي كذلك أخذها من نصوص أبي حنيفة".
ثم قال الإمام الزبيدي:
"فإن الإمام أبا حنيفة رضي الله عنه وصاحبيه محمد بن الحسن وأبا يوسف، هم أول من تكلم في أصول الدين، وأتقنوها بقواطع البراهين على رأس المائة الهجرية الأولى، فقد جاء في كتاب التبصرة البغدادية: أول متكلمي أهل السنة من الفقهاء أبو حنيفة، ألف فيه "الفقه الأكبر" و"الرسالة" في نصرة أهل السنة، وقد ناظر فرقة الخوارج والشيعة والقدرية والدهرية، وسافر إليهم لمناظرتهم وإقامة الحجة عليهم نيفاً وعشرين مرة ". انتهى من [شرح الزبيدي على إحياء علوم الدين].
• الشهادة الخامسة:
شهادة العلامة المحقق أحمد بن مصطفى المعروف بطاش كبرى زاده، أحد علماء الخلافة العثمانية في كتابه: (مفتاح السعادة ومصباح السيادة)، (ص2/132) حيث قال:
"ثم اعلم أن رئيس أهل السنة والجماعة في علم الكلام رجلان: أحدهما حنفي والآخر شافعي، أما الحنفي فهو أبو منصور محمد بن محمود الماتريدي، إمام الهدى، مات بسمرقند سنة: (333هـ)، وأما الآخر الشافعي فهو شيخ السنة، ورئيس الجماعة، إمام المتكلمين، وناصر سنة سيد المرسلين، والذاب عن الدين، والساعي في حفظ عقائد المسلمين، أبو الحسن الأشعري، إمام حبر، وتقيٌ بزٌ، منقي بأنوار اليقين من الوقوع في ورطات ما التبس، حامي جناب الشرع الشريف من الحديث المفترى، الذي قام في نصرة ملة الإسلام، فنصرها نصراً مؤزراً".

• الشهادة السادسة: شهادة الإمام العلامة عبد الوهاب الشعرانيّ في كتابه المسمى: (اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر)، في (ص3) حيث قال:
"واعلم يا أخي أن المراد بأهل السنة والجماعة في عرف الناس اليوم الشيخ أبو الحسن الأشعري ومن سبقه بالزمان كالشيخ أبي منصور الماتريدي وغيرهم رضي الله تعالى عنهم.
وقد كان الإمام الماتريدي إماما عظيما في السنة كالشيخ أبي الحسن الأشعري ولكن لما غلب أصحاب الشيخ أبي الحسن الأشعري على أصحاب الماتريدي كان الماتريدي أقل شهرة، فإن أتباع الماتريدي ما وراء نهر سيحون.
وأما أتباع الشيخ أبي الحسن الأشعري فهم منتشرون في أكثر بلاد الإسلام كخراسان والعراق والشام ومصر وغيرها من البلاد، فلذلك صار الناس يقولون: فلان عقيدته صحيحة أشعرية، وليس بين المحققين من كل من الأشعرية الماتريدية اختلاف محقق بحيث ينسب كل واحد صاحبه إلى البدعة والضلال، وإنما ذلك اختلاف في بعض المسائل ... الخ". بحذف يسير لبعض الكلمات.

• الشهادة السابعة:
شهادة الإمام العلامة المحقق أحمد الدردير في كتابه المشهور: (شرح الخريدة البهية) في العقائد، (ص 126) حيث قال:
فكل أمر بالقضاء والقدر وكل مقدور فما عنه مفــــر
فكن له مسلما كي تسلما واتبع سبيل الناسكين العلما
ثم علق على قوله: (الناسكين العلما) فقال: المراد "بالعُلما" هنا السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان، وسبيلهم منحصر في اعتقاد وعلم وعمل على طبق العلم.
وافترق من جاء بعدهم من أئمة الأمة الذين يجب اتباعهم على ثلاث فرق:
فرقة نصبت نفسها لبيان الأحكام الشرعية العملية، وهم الأئمة الأربعة وغيرهم من المجتهدين، لكن لم يستقر من المذاهب المرضية سوى مذاهب الأئمة الأربعة: (أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد).
الفرقة الثانية: فرقة نصبت نفسها للاشتغال ببيان العقائد التي كان عليها السلف وهم: الأشعري والماتريدي ومن تبعهما.
الفرقة الثالثة: فرقة نصبت نفسها للاشتغال بالعمل والمجاهدات على طبق ما ذهب إليه الفرقتان المتقدمتان وهم الإمام أبو القاسم الجنيد ومن تبعه.
فهؤلاء الفرق الثلاثة هم خواص الأمة المحمدية، ومن عداهم من جميع الفرق على ضلال وإن كان البعض منهم يحكم له بالإسلام، فالناجي من كان في عقيدته على طبق ما بينه أهل السنة، وقلد في الأحكام إماماً من الأئمة الأربعة المرضية.
• الشهادة الثامنة:
شهادة الإمام عبد القاهر البغدادي: (ت 429هـ)، الملقب في الإسلام بالأستاذ لعلو قدره عند العلماء، حيث قال في كتابه المشهور والنفيس للغاية من بين كتب العقيدة عند أهل السنة (أصول الدين)، من (ص 307 إلى ص 310).
ويريد الإمام البغداديُّ أن يذكر لنا في هذه المسألة: مَنْ هُمْ أئمة أهل السنة الذين تخصصوا أكثر من غيرهم في علم العقيدة عبر العصور، من زمن الصحابة إلى عصره هو، وقد ذكر الإمام البغداديُّ مع كل إمام بعض التفصيل، وأما نحن فسنورد أسماء هؤلاء الأئمة سرداً وراء بعضهم البعض اختصاراً.
قال الإمام البغدادي [علم الكلام عند أهل السنة]:
" المسألة التاسعة: في ترتيب أئمة الدين في علم الكلام.
أول متكلمي أهل السنة من الصحابة علي بن أبي طالب لمناظرته الخوارج، ثم عبد الله بن عمر لكلامه في القدرية.
وأول متكلمي أهل السنة من التابعين عمر بن عبد العزيز وله رسالة بليغة في الرد على القدرية، ثم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وله كتاب في الرد على القدرية، ثم الحسن البصري وله رسالة بعثها إلى عمر بن عبد العزيز في ذم القدرية، ثم الإمام الشعبي، وكان أشد الناس على القدرية، ثم الزهري، وهو الذي أفتى عبدَ الملك بنَ مروان بدماء القدرية.
وبعد هؤلاء الأئمة الأعلام جاء علماء آخرون تخصصوا في علم العقائد أيضا ومنهم:
جعفر الصادق، وله كتاب في الرد على القدرية وكتاب في الرد على الخوارج ورسالة في الرد على الروافض.
وأول متكلمي أهل السنة الذين اشتغلوا بعلم العقائد والرد على المخالفين من الفقهاء:
أبو حنيفة ، وله كتاب في الرد على القدريةِ سماه: "الفقه الأكبر" .
الإمام الشافعي، وله كتابان في العقيدة، أحدهما في تصحيح النبوة للنبي صلى الله عليه وسلم والرد على البراهمة، والثاني في الرد على أهل الأهواء.
وبعد الإمام الشافعي قام تلاميذه كالحارث المحاسبي، والكرابيسي، وحرملة، والبويطي، وداود الأصبهاني في نصرة عقيدة أهل السنة والجماعة".
ثم قال الإمام البغدادي:
"ومن متكلمي أهل السنة الذين تخصصوا في العقيدة على مذهب أهل السنة في زمن خلافة المأمون عبد الله بن سعيد بن كلاب الذي دمر المعتزلة في مجلس المأمون وفضحهم.
ومن تلاميذه: عبد العزيز المكي الكتاني الذي فضح المعتزلة في مجلس المأمون، والحسين بن الفضل البجلي، وهو الذي لما خرج من العراق إلى خراسان قال الناس فيه: إنه قد خرج علم العراق كله إلى خراسان، والإمام الجنيد من تلاميذ عبد الله بن سعيد أيضاً.
وبعد ذكر الإمام البغدادي لسادات وعلماء أهل السنة قال:
" ثم بعدهم، شيخ النظر، وإمام الآفاق في الجدل والتحقيق، أبو الحسن الأشعري الذي صار شجاً في حلوق القدرية والنجارية، والجهمية، والمجسمة، والروافض، والخوارج.
وقد ملأ الدنيا كُتُبُهُ، وما رُزق أحدٌ من المتكلمين من التَبَعِ ما قد رُزِقَ لأن جميع أهل الحديث، ومن لم يتمعزل من أهل الرأي على مذهبه.
ومن تلامذته المشهورين: أبو الحسن الباهلي، وأبو عبد الله بن مجاهد، وهذان الاثنان تلاميذهما شموس الدنيا كالإمام الباقلاني، وأبو بكر بن فورك" .
أقول: ولقد تابع هؤلاء في نصرة مذهب أهل السنة الشاعرة علماء كثيرون منهم:
- إمام الحرمين الجويني.
- والإمام حجة الإسلام الغزالي.
- والإمام الكبير ابن الخطيب فخر الدين الرازي صاحب تفسير مفاتيح الغيب.
- والإمام الآمدي.
- والإمام ابن الحاجب.
- وسلطان العلماء العز بن عبد السلام.
- والإمام شرف الدين النووي.
- وأمير المؤمنين في علم الحديث ابن حجر العسقلاني.
- والإمام المحقق والمدقق سعد الدين التفتازاني.
- والإمام عضد الدين الإيجي.
- والإمام عبد الكريم الشهرستاني.
- والإمام المتكلم الفقيه المحدث البيهقي صاحب السنن الكبرى.
وهكذا كل من جاء بعد الإمام الأشعري من أتباع الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة كابن الجوزي وابن عقيل وغيرهم.
• الشهادة التاسعة:
وهي شهادة الإمام أبي منصور البغدادي أيضاً، حيث ذكر في كتابه النفيس: (الفرق بين الفرق) بحثا مستقلاً عن أهل السنة والجماعة، وشرح فيها ما يلي:
1- بيان أصناف أهل السنة والجماعة.
2- بيان تحقيق النجاة لأهل السنة والجماعة.
3- بيان قول أهل السنة في السلف الصالح من الأمة.
4- بيان عصمة أهل السنة عن تكفير بعضهم بعضا.
5- بيان فضائل أهل السنة، وأنواع علومهم، وذكر أئمتهم.
6- بيان آثار أهل السنة في الدين والدنيا، وذكر مفاخرهم فيهما.
ونحن ننصح عموم المسلمين وجماهيرهم، الصادقين في الانتماء إلى هذا الدين، المخلصين لله تعالى، الباحثين عن أهل الحق الرجوع إلى هذا الكتاب لمعرفة المزيد والمزيد عن أهل السنة والجماعة الذين هم الأشاعرة والماتريدية دون من خالفهم من الشيعة والروافض والخوارج والمعتزلة والمجسمة وأتباعهم من الوهابيين والسلفيين أتباع ابن تيمية الحراني.
ومن الكتب التي ننصح المسلمين بالرجوع إليها لمعرفة المزيد عن أهل السنة والجماعة كتاب عظيم القدر والفائدة وهو (التبصير في الدين) للإمام الكبير -حجة المتكلمين -المفسر أبي المظفر الإسفراييني المتوفى سنة (471 هـ)، حيث ذكر في آخر كتابه هذا مبحثاً كاملاً في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة وذكر فيه أيضاً ما لعلماء الأشاعرة من دور في نشر الدين والرد على المخالفين، ونحن ننقل بعض كلامه في هذا المقام مختصراً للفائدة، قال:
"وقيَّض اللهُ تعالى في عصرنا في كل إقليم من أقاليم العالم سادةً من أعلام أئمة الدين الذين صنفوا في نصرة الدين، وتقوية ما عليه أهل السنة والجماعة، والرد على أهل البدع فيما زوروه من الشبه مثل القاضي الإمام أبي بكر الباقلاني الأشعريّ ، وله تقريباً (50,000) خمسون ألف ورقة في نصرة الدين والرد على أهل الزيغ والبدع، ومثل الإمام أبي إسحاق الإسفرايينيّ الذي عقمت النساء أن يلدن مثله، ومثل الأستاذ أبي بكر بن فورك رضي الله عنه الذي لم ير مثله في نشر دينه وقوة يقينه، وله أكثر من مائة وعشرين تصنيفاً في نشر الدين والرد على الملحدين ومثل الإمام أبي منصور عبد القاهر البغدادي ، ما من علم من العلوم إلا وله فيه تصنيف ... الخ".
الشهادة العاشرة: شهادة سلطان العلماء، المجتهد المطلق، العز بن عبد السلام.
قال الإمام العز بن عبد السلام في عقيدته التي كتبها وذكرها السبكي في الطبقات: (8/291):
"واعتقاد الأشعري ـ رحمه الله ـ مشتمل على ما دلت عليه أسماء الله التسعة والتسعون التي سمى بها نفسه في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .... الخ".
وقال في آخر العقيدة هذه:
"فهذا جملة من اعتقاد الأشعري ـ رحمه الله تعالى ـ واعتقاد السلف وأهل الطريقة والحقيقة، نسبته إلى التفصيل الواضح كنسبة القطرة إلى البحر الطافح:
يعرفه الباحث من جنسه وسائر الناس له منكــــــــــــــــر
لقد ظهرت فلا يخفى على أحد إلا على أكمه لا يعرف القمر".
الشهادة الحادية عشر: شهادة العلامة ابن خلدون صاحب الكتاب الشهير: مقدمة ابن خلدون.
سرد العلامة ابن خلدون في مقدمته عقائد أهل السنة في (الفصل العاشر : في علم الكلام)، ثم ذكر بعض البدع التي انتشرت بين المسلمين – خصوصا في العقيدة، وخصوصا في صفات الله تعالى الواردة في القرآن والسنة – ومن هذه البدع فشو وانتشار التشبيه والتجسيم في حق الله تعالى على أيدي بعض أهل الأهواء أو ضعاف العقول، ونحن نريد أن نذكر شهادة ابن خلدون هذه، وكيف أن الإمام "أبا الحسن الأشعريّ" وقف في وجه هؤلاء، وردّ بدعتهم، وبدعة غيرهم من المجسمة والشيعة والفلاسفة والمعتزلة، فلما سرّ به أهل السنة وبفعله هذا انتسبوا إليه وأصبح اسمهم الأشاعرة.
عقائد أهل السنة التي ذكرها ابن خلدون:
الإيمان بالخالق، ووحدانيته في ذاته وصفاته وأفعاله.
اعتقاد تنزيه الله تعالى في ذاته وصفاته عن النقص.
اعتقاد أن الله تعالى لا يشبهه شيء لا في ذاته ولا في صفاته.
اعتقاد أن الله تعالى عالم قادر مريد مقتدر.
اعتقاد أن الله تعالى يعيد الخلائق بعد الموت تكميلا لعنايته.
اعتقاد بعثة الرسل إلى الناس لهدايتهم ونجاتهم من شقاء النار.
اعتقاد أن الجنة للمؤمنين والنار للكافرين.
ثم قال ابن خلدون:
"...هذه أمهات العقائد الإيمانية معللة بأدلتها العقلية وأدلتها من الكتاب والسنة كثير، وعن تلك الأدلة أخذها السلف وأرشد إليها العلماء وحققها الأئمة".
ثم قال ابن خلدون:
"... إلا إنه عرض بعد ذلك خلاف في تفاصيل هذه العقائد ، أكثر مثارها من الآي المتشابهة ، فدعا ذلك إلى الخصام والتناظر والاستدلال بالعقل وزيادة إلى النقل، فحدث بذلك (علم الكلام)".
ثم شرع ابن خلدون يوضح كيف أن بعض الناس أساءوا التعامل مع تلك الآيات المتشابهة في القرآن، فخرجوا عن الحق والصراط المستقيم إلى جانب آخر هو جانب البدعة، فقال:
"...ثم وردت في القرآن آي أخرى قليلة توهم التشبيه .... مرة في الذات ومرة في الصفات، فأما السلف فغلبوا أدلة التنزيه لكثرتها ووضوح دلالتها، وعلموا استحالة التشبيه:
ففريق شبهوا في الذات باعتقاد: اليد والقدم والوجه؛ عملا بظواهر وردت بذلك، فوقعوا في التجسيم الصريح، ومخالفة آي التنزيه المطلق، التي هي أكثر موارد، وأوضح دلالة، لأن معقولية الجسم تقتضي النقص والافتقار ... الخ.
قال ابن خلدون: "وفريق منهم ذهبوا إلى التشبيه في الصفات كإثبات الجهة، والاستواء، والنزول، والصوت والحرف وأمثال ذلك، وآل قولهم إلى التجسيم فنزعوا مثل الأولين إلى قولهم: صوت لا كالأصوات، جهة لا كالجهات، نزول لا كالنزول.... الخ".
ولما انتشرت بدع المشبهة والمعتزلة والشيعة في البلاد كما بيّن ابن خلدون، قام الإمام أبو الحسن الأشعري بنصرة السنة، والرد على المخالفين فقال:
"... وعظم ضرر هذه البدعة، ولقنها بعض الخلفاء عن أئمتهم-فحمل الناس عليها، وخالفهم أئمة السلف، فاستحل لخلافهم، إيسار كثير منهم ودماؤهم ، وكان ذلك سببا لانتهاض أهل السنة بالأدلة العقلية على هذه العقائد دفعا في صدور هذه البدع، وقام بذلك الشيخ أبو الحسن الأشعري إمام المتكلمين، فتوسط بين الطرق، ونفى التشبيه، وأثبت الصفات المعنوية، وقصر التنزيه على ما قصره عليه السلف .... الخ".
ثم قال ابن خلدون:
"... وكثر أتباع الشيخ أبي الحسن الأشعري، واقتفي طريقته من بعده تلميذه كابن مجاهد وغيره، وأخذ عنهم القاضي أبو بكر الباقلاني، فتصدر للإمامة في طريقتهم، وهذبها، ووضع المقدمات العقلية التي تتوقف عليها الأدلة والأنظار .... ثم جاء بعد القاضي أبي بكر الباقلاني إمام الحرمين أبو المعالي فأملى في الطريقة كتاب "الشامل" وأوسع القول فيه ثم لخصه في كتاب "الإرشاد" واتخذه الناس إماما لعقائدهم...الخ" .
وفي (الفصل السادس عشر)، ذكر ابن خلدون أن الطريقة الأسلم والأصوب والأقوام في فهم الآيات المتشابهة الواردة في القرآن الكريم هي طريقة الأشاعرة، لأنهم هم أهل السنة، وأهل السنة هم الأقدر على توجيه الآيات المتشابهات التوجيه السليم الذي لا يعارض قطعيات العقيدة الإسلامية فقال:
أولا: في رفض عقيدة المشبهة: " ... وأهل السنة من المتكلمين الأشعرية والحنفية، ورفضوا عقائدهم في ذلك ".
ثانيا: إن فهم المتشابهة يجب أن يكون وفق ما قرره أهل السنة الأشاعرة: "... وأما الظواهر الخفية الدلالة ... فإنْ حمَلْنَاها على ما ذهب إليه الأشعريةُ في تفاصيلهِ، وهم أهل السنة، فلا تشابه".
فهذه هي شهادة ابن خلدون رحمه الله تعالى ذكر فيها أن طريقة التشبيه والتجسيم لذاته تعالى وصفاته هي طريقة باطلة لأنها طريقة أهل البدعة، وأما السنة كل السنة فهي طريقة السلف الصالح ومن تبعهم على ذلك من الأشاعرة والماتريدية.
ونحن اليوم نواجه علوًا لرايةِ المشبهةِ والمجسمةِ من الوهابيةِ والسلفيةِ، وعلى أهل السنة القيامُ بحق دينهم، والرد عليهم، فهل في الأمة اليوم من أشعريٍّ آخرَ.
الشهادة الثانية عشر: شهادة الإمام أبو بكر بن فورك رضي الله عنه
قال في: "تبيين كذب المفتري" (ص 127)، قال ابن فورك رضي الله عنه: "انتقل الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رضي الله عنه من مذاهب المعتزلة إلى نصرة مذاهب أهل السنة والجماعة بالحجج العقلية وصنف في ذلك الكتب ...".
الشهادة الثالثة عشر: شهادة العلامة ابن خلكان.
قال في كتابه المشهور: "وفيات الأعيان" (3/ 284)، في حق الإمام الأشعري:
"هو صاحب الأصول والقائم بنصرة مذهب أهل السنة ...".
الشهادة الرابعة عشر: شهادة الإمام المحقق والعلامة المدقق حجة المعقول والمنقول عضد الدين الإيجي رحمه الله تعالى.
قال الإمام العضد في كتابه النفيس "المواقف في علم الكلام" (ص 430):
"وأما الفرقة الناجية المستثناة الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم هم الذين ما عليه أنا وأصحابي فهم الأشاعرة والسلف من المحدثين وأهل السنة والجماعة ومذهبهم خال من البدع".
الشهادة الخامسة عشر: شهادة الإمام العارف بالله ابن عجيبة رحمه الله تعالى.
قال ابن عجيبة في تفسيره الكبير المسمى: "البحر المديد": (ص 607):
"وأما أهل السنة فهم الأشاعرة ومن تبعهم في اعتقادهم الصحيح كما هو مقرر في كتب أهل السنة".
الشهادة السادسة عشر: شهادة العلامة السفاريني الحنبلي رحمه الله تعالى.
قال في كتابه المسمى: " لوامع الأنوار البهية": (1/ 73):
"أهل السنة ثلاث فرق:
الأثرية: وإمامهم الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
والأشعرية: وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله.
والماتريدية: وإمامهم أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى.
الشهادة السابعة عشر: شهادة الإمام العلامة اليمني عبد الله بن علوي الحداد رحمه الله تعالى.
جاء في كتاب: "نيل المرام شرح عقيدة الإسلام" للإمام الحداد: (ص 8):
"اعلم أن مذهب الأشاعرة في الاعتقاد هو ما كان عليه جماهير أمة الإسلام، علماؤها ودهماؤها إذ المنتسبون إليهم والسالكون طريقهم كانوا أئمة أهل العلوم قاطبة على مر الأيام والسنين وهم أئمة علم التوحيد والكلام والتفسير والقراءة والفقه وأصوله والحديث وفنونه والتصوف واللغة والتاريخ".

الشهادة الثامنة عشر: شهادة العلامة المواهبي الحنبلي رحمه الله تعالى.
قال المواهبي في: "العين والأثر": (ص 53):
"طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة وحنابلة وماتريدية".
الشهادة الأخيــــــــرة: شهادة تقي الدين أبي العباس المقريزي صاحب الكتــاب المعـــروف: (بالخطط المقريزي).
حيث ذكر فصلا كاملا في بيان أن الأشاعرة هم أهل السنة على الحقيقة لا من خالفهم من الشيعة والمعتزلة والخوارج والمجسمة من التيمية وهابيةً كانوا أم سلفيةً، وذلك ابتداء من الصفحة: (344) من المجلد الأول، وقد فصّل في ذلك تفصيلا طويلا، لا داعي لنقله هنا،

ونكتفي بإرشاد الناس بالرجوع إليه لمن أراد زيادة التحقيق في المسألة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
بسم الله..

- جاء في الطبقات الكبرى للتاج السبكي:

- يحيى بن شرف النووي - الشيخ العلامة محيي الدين أبو زكريا شيخ الاسلام..
«أستاذ المتأخرين، وحجة الله على اللاحقين، والداعي إلى سبيل السالفين».

- كان إماما مجمعا على جلالته، وكان كيحيى سيدا وحصورا.

- عاش حياته زاهدا لم يُبال بخراب الدنيا إذا صير دينه ربعا معمورا.

- وله الزهد والقناعة، ومتابعة السالفين من أهل السنة والجماعة.

- والمصابرة على أنواع الخير لا يصرف ساعة في غير طاعة.

- وهذا مع فضله وجلالته في أصناف العلوم فقها.
- ومتون أحاديث وأسماء رجال ولغة وصرفا، وغير ذلك.

- وأنا إذا أردت أن أجمل تفاصيل فضله، وأدل الخلق على مبلغ مقداره بمختصر القول وفصله = لم أزد على بيتين أنشدنيهما من لفظه لنفسه الشيخ الامام - يقصد أباه الإمام تقي الدين السبكي رحمه الله - وقد أنشد شِعرا لما سكن في قاعة دار الحديث الأشرفية التي كان الإمام النووي شيخا لها، فقال الإمام السبكي في مدحها:

وفي دار الحديث لطيف معنى **
على بسط لها أصبو وآوى
عسى أنى أمس بحر وجهي **
مكانا مسَّه قدم النواوي
-------------
قلتُ: والله لكتاب واحد من كتب شيخ الإسلام النووي، أنفع للأمة من حياة كل الطاعنين فيه وإن اجتمعوا على صرف أعمارهم في خدمة الدين والتأليف والتصنيف، فكيف ولم يعرفوا أصلا إلا بالقدح في أهل الله وخاصته من العلماء والصالحين؟!
«وما كان لله دام واتصل».
الإمام الولي محيي الدين يحيى بن شرف النووي

ذكر ابن العطار تلميذ الإمام النووي أن الشيخ أبا القاسم المزي أخبره أنه رأى في نومه بالمِزَّة من ضواحي دمشق: رايات كثيرة وطبلًا يضرب، فقال: ما هذا؟ فقيل له: الليلة قُطِّبَ يحيى النووي أي صار قطبا من كبار الأولياء.
يقول: فاستيقظت من منامي، ولم أكن أعرف الشيخ ولا سمعت به قبل ذلك، ثم دخلت دمشق في حاجة لي، فذكرت ما رأيت لشخص فقال: هو شيخ دار الحديث الأشرفية، وهو الآن جالس فيها، فدخلتها فلما وقع بصره عليَّ نهض إلى جهتي، وقال: اكتم ما معك ولا تحدث به أحدًا، ثم رجع إلى موضعه.
كان الشيخ محيي الدين رحمه الله سالكاً منهاج الصحابة رضي الله عنهم، ولا أعلم أحداً في عصرنا سالكاً على منهاجهم غيره.
- الإخميمي
-----------
شيخي وقدوتي، الإمام ذو التصانيف المفيدة والمؤلفات الحميدة، أوحد دهره وفريد عصره، الصوّام القوّام، الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، صاحب الأخلاق الرضية والمحاسن السنية، العالم الرباني المتفق على علمه وإمامته، وجلالته وزهده، وورعه وعبادته، وصيانته في أقواله وأفعاله وحالاته، له الكرامات الطافحة، والمكرمات الواضحة، والمؤثر بنفسه وماله للمسلمين، والعالم بحقوقهم وحقوق ولاة أمورهم بالنصح والدعاء في العالمين، مع ما هو عليه من المجاهدة لنفسه، ... قد صرف أوقاته كلها في أنواع العلم والعمل، فبعضها للتصنيف، وبعضها للتعليم، وبعضها للصلاة، وبعضها للتلاوة والتدبر، وبعضها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- ابن العطار
------------
الشيخ الإمام، العلامة الحافظ، الفقيه النبيل، محرر المذهب ومذهبه، وضابطه ومرتبه، أحد العباد والعلماء الزهاد، كان على جانب كبير من العلم والعمل والزهد والتقشف، والاقتصاد في العيش والصبر على خشونته، والتورع الذي لم يبلغنا عن أحد في زمانه ولا قبله بدهر طويل.
- ابن كثير
-------------
شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين، وحجة الله على اللاحقين، والداعي إِلى سَبِيل السالفين. كَانَ يحيى رَحمَه الله سيداً وَحَصُوراً، وليثاً على النَّفس هصوراً، وزاهداً لم يبال بخراب الدُّنْيَا إِذا صير دينه ربعاً معموراً، لَهُ الزّهْد والقناعة، ومتابعة السالفين من أهل السنة والجماعة، والمصابرة على أَنْوَاع الْخَيْر، لَا يصرف سَاعَة فِي غير طَاعَة، هَذَا مَعَ التفنن فِي أَصْنَاف الْعُلُوم، فقهاً ومتونَ أَحَادِيث وَأَسْمَاءَ رجال ولغةً وتصوفاً وَغيرَ ذَلِك.
- التاج السبكي
-------------

حكى تاج الدين السبكي في" الترشيح" عن والده تقي الدين السبكي، قال:

" وافَق الوالدُ مرةً وهو راكبٌ على بغلته شيخًا عامّيًا ماشيًا، فتحادَثا، فوقَع في كلام ذلك الشيخ أنه رأى محيي الدين النووي.

ففي الحال نزلَ الوالد عن بغلته، وقبَّلَ يدَ ذلك الشيخ العامِّي، وسأله الدعاء، وقال له: اركب خلفي؛ فلا أركبُ وعينٌ رأت وجهَ النووي تمشي بين يديَّ.

قال: وكان الوالد سكَن دار الحديث الأشرفيَّة، وكان يَخرج في الليل يتهجَّد، ويُمرِّغ خدَّيه على الأرض فوق البِساط الذي يقال: إنه من زمن الواقف، ويقال: إن النووي كان يُدرِّس عليه، ويُنشد:

وفي دار الحديث لطيفُ معنًى
على بُسُطٍ لها أصبُو وآوي
عسى أني أمسُّ بِحُرّ وجهي
مكانا مسَّه قدمُ النواوي.
قال الذهبي :
«الشيخ الإمام القدوة الحافظ الزاهد العابد الفقيه المجتهد الرباني، شيخ الإسلام وحسنة الأيام».

📖 سِيَّر أعلام النبلاء.
يقول مجتهد الدنيا في عصره التاج السبكي رضي الله عنه عن إمام المسلمين باتفاق، وشيخ الكل على الإطلاق، ولي الله النوري رضي الله عنه وأرضاه:

"الشيخ الإمام العلامة محيي الدين أبو زكريا، شيخ الإسلام أستاذ المتأخرين، وحجة الله على اللاحقين، والداعي إلى سبيل السالفين، كان يحيى رحمه الله سيدًا وحصورًا، ولينا على النفس هصورًا، وزاهدًا لم يبال بخراب الدنيا إذ صير دينه ربعا معموما، له الزهد والقناعة، ومتابعة السالفين من أهل السنة والجماعة، والمصابرة على أنواع الخير لا يصرف ساعة في غير طاعة"

#اعرف_الإمام_النووي
يقول الحافظ الشمس الذهبي رضي الله عنه عن شيخ الإسلام ومفتي الأنام الإمام النووي رضي الله عنه وأرضاه:

"الشيخ الإمام القدوة الحافظ الزاهد العابد الفقيه المجتهد الرباني، شيخ الإسلام حسنة الأنام محيي الدين صاحب التصانيف التي سارت بها الركبان واشتهرت بأقاصي البلدان … لازم الاشتغال والتصنيف محتسبًا في ذلك مبتغيًا وجه الله مع التعبد والصوت والتهجد والذكر والأوراد وحفظ الجوارح وذم النفس والصبر على العيش الخشن ملازمة كلية لا مزيد عليها، وكان مع ملازمته التامة للعلم ومواظبته لدقائق العمل وتزكية النفس من شوائب الهوى وسيء الأخلاق ومحقها من أغراضها عارفًا بالحديث قائمًا على أكثر فنونه عارفًا برجاله رأسًا في نقل المذهب متضلعًا من علوم الإسلام"

#اعرف_الإمام_النووي
يقول الحافظ ابن كثير رضي الله عنه عن شيخ الإسلام وبركة الأنام النووي رضي الله عنه وأرضاه:

"الشيخ الإمام العالم العلّامة، شيخ المذهب وكبير الفقهاء في زمانه ومن حاز قصب السبق دون أقرانه، كان من الزهادة والعبادة والتحري والورع والانجماع عن الناس والتخلي لطلب العلم والتحلي به على جانب لا يقدر عليه غيره، لا يضيع شيئًا من أوقاته"

وقال:
"الشيخ الإمام العلامة الحافظ الفقيه النبيل محرر المذهب ومهذبه وضابطه ومرتبه، أحد العباد والعلماء الزهاد، وكان على جانب كبير من العلم والعمل والزهد والتقشف والاقتصاد في العيش والصبر على خشونته، والتورع الذي لم يبلغنا عن أحد في زمانه ولا قبله بدهر طويل"

#اعرف_الإمام_النووي
يقول الكمال الدميري رضي الله عنه عن شيخ الإسلام وحجة الله على الأنام، الإمام النووي رضي الله عنه وأرضاه:

"الحبر الإمام العلامة شيخ الإسلام، قطب دائرة العلماء الأعلام، محرر المذهب المتفق على إمامته وديانته، وسؤدده وسيادته، وورعه وزهادته، كان ذا كرامات ظاهرة، وآيات باهرة، وسطوات قاهرة، فلذلك أحيى الله ذكره بعد مماته، واعترف أهل العلم بعظيم بركاته، ونفع الله بتصانيفه في حياته وبعد وفاته، فلا يكاد يستغني عنها أحد من أصحاب المذاهب المختلفة، ولا تزال القلوب على محبة ما ألفه مؤتلفة"

#اعرف_الإمام_النووي
قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي رضي الله عنه عن شيخ المسلمين باتفاق الإمام النووي رضي الله عنه وأرضاه:

"الحافظ القدوة الإمام، شيخ الإسلام، صاحب التصانيف السديدة، والمؤلفات النافعة المفيدة، كان فقيه الأمة، وعلم الأئمة، وأوحد زمانه تبحرًا في علومٍ جمّة، مع شدة الورع والزيادة، وكثرة الصلاح والعبادة، والقناعة بالعيش الأخشن، واللباس الأدثر، والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكانت عليه هيبة ووقار باهر، حتى كان يخاف منه الملك بيبرس الظاهر"

#اعرف_الإمام_النووي
يقول الإمام ابن العطار رضي الله عنه وأرضاه عن شيخ الدنيا باتفاق وإمام الكلّ على الإطلاق الإمام النووي رضي الله عنه وأرضاه:

"شيخي وقدوتي الإمام ذو التصانيف المفيدة، والمؤلفات الحميدة، وحيد دهره، وفريد عصره، الصوام القوام، الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة، صاحب الأخلاق الرضية، والمحاسن السنية، العالم الرباني المتفق على علمه وإمامته، وجلالته وزهده وورعه، وعبادته، وصيانته في أقواله وأفعاله وحالاته، له الكرامات الطامحة، والمكرمات الواضحة، والمؤثر بنفسه وماله للمسلمين، القائم بحقوقهم وحقوق ولاة أمورهم بالنصح والدعاء في العالمين، مع ما هو عليه من المجاهدة لنفسه, والعمل بدقائق الفقه والاجتهاد عن الخروج من خلاف العلماء ولو كان بعيدا، والمراقبة لأعمال القلوب، وتصفيتها من الشوائب، يحاسب نفسه على الخطرة بعد الخطرة. وكان محققا في علمه وكل شؤونه، حافظا لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عارفا بأنواعه كلها من صحيحه وسقيمه، وغريب ألفاظه، وصحيح معانيه، واستنباط فقهه، حافظا لمذهب الشافعي وقواعده وأصوله وفروعه، ومذاهب الصحابة والتابعين، واختلاف العلماء ووفاقهم وإجماعهم، وما اشتهر من جميع ذلك، سالكا في كل ذلك طريق السلف، قد صرف أوقاته كلها في أنواع العمل، فبعضها لتصنيف، وبعضها للتعليم، وبعضها للصلاة، وبعضها للتلاوة والتدبر والذكر لله، وبعضها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر."

#اعرف_الإمام_النووي
2025/07/12 17:44:38
Back to Top
HTML Embed Code: