كان أحد الصالحين يدعو:
اللهم بارك لي في رزقي
فسأله أحدهم: لم أسمعك تقول اللهم ارزقني!
فرد عليه : الرزق مضمون من الله ولكن أسأل الله البركة في الرزق فالبركة جند خفي من جنود الله ، يرسلها لمن يشاء ، فإنها إذا حلت في الماء أكثرته ،
وإذا حلت في الولد أصلحته ، وإذا حلت في الجسم قوته ، وإذا حلت في القلب أسعدته وإذا حلت في المال زادته.
نسأل الله لنا ولكم وللمسلمين البركة في كل شيء....
صبحكم الله بالخير والصحة والعافية
اللهم بارك لي في رزقي
فسأله أحدهم: لم أسمعك تقول اللهم ارزقني!
فرد عليه : الرزق مضمون من الله ولكن أسأل الله البركة في الرزق فالبركة جند خفي من جنود الله ، يرسلها لمن يشاء ، فإنها إذا حلت في الماء أكثرته ،
وإذا حلت في الولد أصلحته ، وإذا حلت في الجسم قوته ، وإذا حلت في القلب أسعدته وإذا حلت في المال زادته.
نسأل الله لنا ولكم وللمسلمين البركة في كل شيء....
صبحكم الله بالخير والصحة والعافية
مفهوم التَّوسُّل والوسيلة:
يقول الإمام المُحدِّث محمَّد بن علوي المالكي رحمه الله تعالى: يخطئ كثير من النَّاس في فهم حقيقة التَّوسُّل، ولذا فإنَّنا سنبيِّن مفهوم التَّوسُّل الصَّحيح في نظرنا وقبل ذلك لابدَّ أن نبيِّن هذه الحقائق:
أوَّلاً: إنَّ التَّوسُّل هو أحد طرق الدُّعاء وباب من أبواب التَّوجه إلى الله سبحانه وتعالى، فالمقصود الأصلي الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى، والمتوسَّل به إنِّما هو واسطة ووسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ومن اعتقد غير ذلك فقد أشرك.
ثانيـاً: إنَّ المتوسِّل ما توسَّل بهذه الواسطة إلا لمحبَّته لها واعتقاده أنَّ الله سبحانه وتعالى يحبُّها، ولو ظهر خلاف ذلك لكان أبعد النَّاس عنها وأشدَّ النَّاس كراهة لها.
ثالـثاً: إنَّ المتوسِّل لو اعتقد أنَّ من توسَّل به إلى الله ينفع ويضر بنفسه مثل الله أو دونه فقد أشرك.
رابعـاً: إنَّ التَّوسُّل ليس أمراً لازماً أو ضرورياً وليست الإجابة متوقِّفة عليه بل الأصل دعاء الله تعالى مطلقاً، كما قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ}. وكما قال تعالى: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى}. (مفاهيم يجب أن تصحَّح ص 118=119)
إذا عرفنا هذه الحقائق الأربعة المهمة زال أكثر اللبس عند من يتسرّعون في منع التوسل والوسيلة، وإلا فلماذا يعلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته الدعاء بطريقة التوسل! كما سنرى خلال سوْقنا للأدلة الواضحة إن شاء الله.
التَّوسُّل بالنبي صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في القرآن الكريم: قال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ}.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت يهود بني قريظة والنَّضير من قبل أن يبعث سيِّدنا محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم يستفتحون الله يدعون على الذين كفروا يقولون: اللهمَّ إنا نستنصرك بحقِّ النبيِّ الأميِّ إلَّا نصرتنا، فينتصرون فلمَّا جاءهم ما عرفوا يريد محمَّداً صلَّى الله عليه وسلَّم، ولم يشكُّوا فيه كفروا به. الدر المنثور في التفسير بالمأثور (1/ 216) (ورواه أبو نعيم، والبيهقي، وذكره المفسرون في كتب التَّفاسير منهم القرطبي والطَّبري).
https://www.tg-me.com/ahlussonna
يقول الإمام المُحدِّث محمَّد بن علوي المالكي رحمه الله تعالى: يخطئ كثير من النَّاس في فهم حقيقة التَّوسُّل، ولذا فإنَّنا سنبيِّن مفهوم التَّوسُّل الصَّحيح في نظرنا وقبل ذلك لابدَّ أن نبيِّن هذه الحقائق:
أوَّلاً: إنَّ التَّوسُّل هو أحد طرق الدُّعاء وباب من أبواب التَّوجه إلى الله سبحانه وتعالى، فالمقصود الأصلي الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى، والمتوسَّل به إنِّما هو واسطة ووسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ومن اعتقد غير ذلك فقد أشرك.
ثانيـاً: إنَّ المتوسِّل ما توسَّل بهذه الواسطة إلا لمحبَّته لها واعتقاده أنَّ الله سبحانه وتعالى يحبُّها، ولو ظهر خلاف ذلك لكان أبعد النَّاس عنها وأشدَّ النَّاس كراهة لها.
ثالـثاً: إنَّ المتوسِّل لو اعتقد أنَّ من توسَّل به إلى الله ينفع ويضر بنفسه مثل الله أو دونه فقد أشرك.
رابعـاً: إنَّ التَّوسُّل ليس أمراً لازماً أو ضرورياً وليست الإجابة متوقِّفة عليه بل الأصل دعاء الله تعالى مطلقاً، كما قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ}. وكما قال تعالى: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى}. (مفاهيم يجب أن تصحَّح ص 118=119)
إذا عرفنا هذه الحقائق الأربعة المهمة زال أكثر اللبس عند من يتسرّعون في منع التوسل والوسيلة، وإلا فلماذا يعلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته الدعاء بطريقة التوسل! كما سنرى خلال سوْقنا للأدلة الواضحة إن شاء الله.
التَّوسُّل بالنبي صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في القرآن الكريم: قال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ}.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت يهود بني قريظة والنَّضير من قبل أن يبعث سيِّدنا محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم يستفتحون الله يدعون على الذين كفروا يقولون: اللهمَّ إنا نستنصرك بحقِّ النبيِّ الأميِّ إلَّا نصرتنا، فينتصرون فلمَّا جاءهم ما عرفوا يريد محمَّداً صلَّى الله عليه وسلَّم، ولم يشكُّوا فيه كفروا به. الدر المنثور في التفسير بالمأثور (1/ 216) (ورواه أبو نعيم، والبيهقي، وذكره المفسرون في كتب التَّفاسير منهم القرطبي والطَّبري).
https://www.tg-me.com/ahlussonna
Telegram
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
إسلامية وسطية علمية شاملة
التَّوسُّل بالنَّبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قبل وجوده:
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا اقْتَرَفَ آدَمُ الْخَطِيئَةَ قَالَ: يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ لَمَا غَفَرْتَ لِي، فَقَالَ اللَّهُ: يَا آدَمُ، وَكَيْفَ عَرَفْتَ مُحَمَّدَاً وَلَمْ أَخْلُقْهُ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، لِأَنَّكَ لَمَّا خَلَقْتَنِي بِيَدِكَ وَنَفَخْتَ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ رَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ عَلَىَ قَوَائِمِ الْعَرْشِ مَكْتُوبَاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تُضِفْ إِلَى اسْمِكَ إِلَّا أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ، فَقَالَ اللَّهُ: صَدَقْتَ يَا آدَمُ، إِنَّهُ لَأُحِبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ ادْعُنِي بِحَقِّهِ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ وَلَوْلَا مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُكَ". (رواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد، وصحَّحه الحافظ السُّيوطي، والحافظ القسطلاني، والحافظ الزَّرقاني، والإمام السُّبكي، وشيخ الإسلام البلقيني)
https://www.tg-me.com/ahlussonna
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا اقْتَرَفَ آدَمُ الْخَطِيئَةَ قَالَ: يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ لَمَا غَفَرْتَ لِي، فَقَالَ اللَّهُ: يَا آدَمُ، وَكَيْفَ عَرَفْتَ مُحَمَّدَاً وَلَمْ أَخْلُقْهُ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، لِأَنَّكَ لَمَّا خَلَقْتَنِي بِيَدِكَ وَنَفَخْتَ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ رَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ عَلَىَ قَوَائِمِ الْعَرْشِ مَكْتُوبَاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تُضِفْ إِلَى اسْمِكَ إِلَّا أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ، فَقَالَ اللَّهُ: صَدَقْتَ يَا آدَمُ، إِنَّهُ لَأُحِبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ ادْعُنِي بِحَقِّهِ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ وَلَوْلَا مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُكَ". (رواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد، وصحَّحه الحافظ السُّيوطي، والحافظ القسطلاني، والحافظ الزَّرقاني، والإمام السُّبكي، وشيخ الإسلام البلقيني)
https://www.tg-me.com/ahlussonna
Telegram
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
إسلامية وسطية علمية شاملة
التوسل بالنبي صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في حياته:
عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وجاءه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره ، فقال : يا رسول الله ! ليس لي قائد وقد شق عليَّ ، فقال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :
((ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قال اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نبي الرحمة يامحمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي لي عن بصري ، اللهم شفعه فيَّ وشفعني في نفسي ، قال عثمان : فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضر)) قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه وفي بعض رواياته قال على شرط الشيخين وقال الذهبي عن الحديث : أنه صحيح (ج1 ص519)، وقال الترمذي في أبواب الدعوات آخر السنن : هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمي ، قال العلامة المحدث عبدالله محمد الصديق الغماري الغماري في رسالته ((اتحاف الأذكياء)) : وليس من المعقول أن يجمع الحفاظ على تصحيح حديث في سنده مجهول خصوصاً الذهبي والمنذري والحافظ ، وقال المنذري : ورواه أيضاً النسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه . (كذا في الترغيب كتاب النوافل باب الترغيب في صلاة الحاجة (ج1 ص438) .
https://www.tg-me.com/ahlussonna
عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وجاءه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره ، فقال : يا رسول الله ! ليس لي قائد وقد شق عليَّ ، فقال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :
((ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قال اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نبي الرحمة يامحمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي لي عن بصري ، اللهم شفعه فيَّ وشفعني في نفسي ، قال عثمان : فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضر)) قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه وفي بعض رواياته قال على شرط الشيخين وقال الذهبي عن الحديث : أنه صحيح (ج1 ص519)، وقال الترمذي في أبواب الدعوات آخر السنن : هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمي ، قال العلامة المحدث عبدالله محمد الصديق الغماري الغماري في رسالته ((اتحاف الأذكياء)) : وليس من المعقول أن يجمع الحفاظ على تصحيح حديث في سنده مجهول خصوصاً الذهبي والمنذري والحافظ ، وقال المنذري : ورواه أيضاً النسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه . (كذا في الترغيب كتاب النوافل باب الترغيب في صلاة الحاجة (ج1 ص438) .
https://www.tg-me.com/ahlussonna
Telegram
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
إسلامية وسطية علمية شاملة
التوسل بالنبي صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعد وفاته:
وليس هذا خاصاً بحياته صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بل قد استعمل بعض الصحابة هذه الصيغة من التوسل بعد وفاته صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقد روى الطبراني هذا الحديث وذكر في أوله قصة وهي أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له، وكان عثمان رضي الله عنه لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقى الرجل عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل:
اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نبي الرحمة، يا محمد! إني أتوجه بك إلى ربك فيقضي حاجتي. وتذكر حاجتك، فانطلق الرجل فصنع ما قال له، ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة وقال: ما حاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له، ثم قال: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ثم قال: ما كانت لك حاجة فائتنا، ثم إن الرجل لما خرج من عنده لقى عثمان بن حنيف وقال له: جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى كلمته فيَّ، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته، ولكن شهدت رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره، فقال له النبي صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أو تصبر؟ فقال: يا رسول الله! ليس لي قائد، وقد شق عليَّ، فقال له النبي : (( إئت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات، فقال عثمان ابن حنيف: فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط)). (أخرجه الطبراني في الكبير وصحَّحه، وأقره الهيثمي والمنذري) وقال المنذري: رواه الطبراني، وقال بعد ذكره: والحديث صحيح. (كذا في الترغيب، [ج1 ص440 وكذا في مجمع الزوائد ج2 ص279].
التَّوسُّل به صلَّى الله عليه وسلَّم في قبره بعد وفاته:
1- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُحَدِّثُونَ وَنُحَدِّثُ لَكُمْ، وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ، فَمَا رَأَيْتُ مِنَ خَيْرٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ، وَمَا رَأَيْتُ مِنَ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ». (رواه البزَّار، وقال العراقي: إسناده جيد، وقال السُّيوطي: سنده صحيح، كما نقل الغماري تصحيح عدد من الحفاظ منهم الإمام النووي وابن حجر والمناويً).
واستغفار الرسول صلى الله عليه وسلم فيه نفع واضح لمن يستغفر له وقد شهد القرآن بذلك وقصة العتبي مشهورة ذكرها المفسرون والمحدّثون قال الإمام النّوويّ رحمه الله تعالى في بيان آداب زيارة قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم:
ثُمَّ يَرْجِعُ إلَى مَوْقِفِهِ الْأَوَّلِ قُبَالَةَ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَتَوَسَّلُ بِهِ فِي حَقِّ نَفْسِهِ وَيَسْتَشْفِعُ بِهِ إلَى رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَمِنْ أَحْسَنِ مَا يَقُولُ مَا حَكَاهُ الْمَاوَرْدِيُّ وَالْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ وَسَائِرُ أَصْحَابِنَا عَنْ الْعُتْبِيِّ مُسْتَحْسِنِينَ لَهُ قَالَ (كُنْت جَالِسًا عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْت اللَّهَ يَقُولُ (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وَقَدْ جِئْتُك مُسْتَغْفِرًا مِنْ ذَنْبِي
مُسْتَشْفِعًا بِك إلَى رَبِّي ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
يَا خَيْرَ مَنْ دُفِنْت بِالْقَاعِ أَعْظَمُهُ فَطَابَ مِنْ طِيبِهِنَّ الْقَاعُ وَالْأَكَمُ
نَفْسِي الْفِدَاءُ لِقَبْرٍ أَنْتَ سَاكِنُهُ فِيهِ الْعَفَافُ وَفِيهِ الْجُودُ وَالْكَرَمُ
المجموع شرح المهذب (8/ 274)
وليس هذا خاصاً بحياته صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بل قد استعمل بعض الصحابة هذه الصيغة من التوسل بعد وفاته صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقد روى الطبراني هذا الحديث وذكر في أوله قصة وهي أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له، وكان عثمان رضي الله عنه لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقى الرجل عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل:
اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نبي الرحمة، يا محمد! إني أتوجه بك إلى ربك فيقضي حاجتي. وتذكر حاجتك، فانطلق الرجل فصنع ما قال له، ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة وقال: ما حاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له، ثم قال: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ثم قال: ما كانت لك حاجة فائتنا، ثم إن الرجل لما خرج من عنده لقى عثمان بن حنيف وقال له: جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى كلمته فيَّ، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته، ولكن شهدت رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره، فقال له النبي صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أو تصبر؟ فقال: يا رسول الله! ليس لي قائد، وقد شق عليَّ، فقال له النبي : (( إئت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات، فقال عثمان ابن حنيف: فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط)). (أخرجه الطبراني في الكبير وصحَّحه، وأقره الهيثمي والمنذري) وقال المنذري: رواه الطبراني، وقال بعد ذكره: والحديث صحيح. (كذا في الترغيب، [ج1 ص440 وكذا في مجمع الزوائد ج2 ص279].
التَّوسُّل به صلَّى الله عليه وسلَّم في قبره بعد وفاته:
1- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُحَدِّثُونَ وَنُحَدِّثُ لَكُمْ، وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ، فَمَا رَأَيْتُ مِنَ خَيْرٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ، وَمَا رَأَيْتُ مِنَ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ». (رواه البزَّار، وقال العراقي: إسناده جيد، وقال السُّيوطي: سنده صحيح، كما نقل الغماري تصحيح عدد من الحفاظ منهم الإمام النووي وابن حجر والمناويً).
واستغفار الرسول صلى الله عليه وسلم فيه نفع واضح لمن يستغفر له وقد شهد القرآن بذلك وقصة العتبي مشهورة ذكرها المفسرون والمحدّثون قال الإمام النّوويّ رحمه الله تعالى في بيان آداب زيارة قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم:
ثُمَّ يَرْجِعُ إلَى مَوْقِفِهِ الْأَوَّلِ قُبَالَةَ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَتَوَسَّلُ بِهِ فِي حَقِّ نَفْسِهِ وَيَسْتَشْفِعُ بِهِ إلَى رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَمِنْ أَحْسَنِ مَا يَقُولُ مَا حَكَاهُ الْمَاوَرْدِيُّ وَالْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ وَسَائِرُ أَصْحَابِنَا عَنْ الْعُتْبِيِّ مُسْتَحْسِنِينَ لَهُ قَالَ (كُنْت جَالِسًا عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْت اللَّهَ يَقُولُ (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وَقَدْ جِئْتُك مُسْتَغْفِرًا مِنْ ذَنْبِي
مُسْتَشْفِعًا بِك إلَى رَبِّي ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
يَا خَيْرَ مَنْ دُفِنْت بِالْقَاعِ أَعْظَمُهُ فَطَابَ مِنْ طِيبِهِنَّ الْقَاعُ وَالْأَكَمُ
نَفْسِي الْفِدَاءُ لِقَبْرٍ أَنْتَ سَاكِنُهُ فِيهِ الْعَفَافُ وَفِيهِ الْجُودُ وَالْكَرَمُ
المجموع شرح المهذب (8/ 274)
قَدْ رَوَى هَذِهِ الْقِصَّةَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ فِهْرٍ فِي كِتَابِهِ " فَضَائِل مَالِكٍ " بِإِسْنَادٍ لاَ بَأْسَ بِهِ وَأَخْرَجَهَا الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي الشِّفَاءِ مِنْ طَرِيقِهِ عَنْ شُيُوخٍ عِدَّةٍ مِنْ ثِقَاتِ مَشَايِخِهِ، قَالَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الْجَوْهَرِ الْمُنَظَّمِ رِوَايَةُ ذَلِكَ عَنْ الْإِمَامِ مَالِكٍ جَاءَتْ بِالسَّنَدِ الصَّحِيحِ الَّذِي لَا مَطْعَنَ فِيهِ، وَقَالَ الْعَلَّامَةُ الزَّرْقَانِيُّ فِي شَرْحِ الْمَوَاهِبِ وَرَوَاهَا ابْنُ فَهْدٍ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَرَوَاهَا الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي الشِّفَاءِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ لَيْسَ فِي إسْنَادِهَا وَضَّاعٌ وَلَا كَذَّابٌ عَلَى أَنَّهَا قَدْ عُضِّدَتْ بِجَرَيَانِ الْعَمَلِ وَبِالْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الصَّرِيحَةِ فِي جَوَازِ التَّوَسُّلِ الَّتِي يُعَضِّدُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَبِظَاهِرِ اسْتِسْقَاءِ عُمَرَ بِالْعَبَّاسِ الْعَلَّامَةُ الزَّرْقَانِيُّ : أنوار البروق في أنواء الفروق للقرافي (ج3 / ص52) :
2- عن داود بن أبي صالح قال: أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر، فأخذ برقبته وقال: أتدري ما تصنع؟ قال: نعم، فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه فقال: جئت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولم آتِ الحجر؛ سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: " لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله " (أخرجه الحاكم في المستدرك وصحَّحه، ووافقه الحافظ الذَّهبي، وصحَّحه السُّيوطي).
3- عَنْ مَالِكِ الدَّارِـ وَكَانَ خَازِنَ عُمَرَ عَلَى الطَّعَامِ ، قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ فِي زَمَنِ عُمَرَ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَسْقِ لِأُمَّتِكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا، فَأَتَى الرَّجُلَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ: " ائْتِ عُمَرَ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ، وَأَخْبِرهُ أَنَّكُمْ مَسْقِيِّونَ وَقُلْ لَهُ: عَلَيْكَ الْكَيْسُ، عَلَيْكَ الْكَيْسُ "، فَأَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرهُ فَبَكَى عُمَرُ ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ لَا آلُو إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ. (رواه ابن أبي شيبة 32002، والبيهقي في «دلائل النبوة» (٧/٤٧)، وجوّد إسناده الحافظ ابن كثير في مسند الفاروق وقال: هذا اسناد جيد قوي (1/ 223) وفي البداية والنهاية ط هجر قال وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. (10/ 74) وصححه الحافظ ابن حجر في الفتح).
https://www.tg-me.com/ahlussonna
2- عن داود بن أبي صالح قال: أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر، فأخذ برقبته وقال: أتدري ما تصنع؟ قال: نعم، فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه فقال: جئت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولم آتِ الحجر؛ سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: " لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله " (أخرجه الحاكم في المستدرك وصحَّحه، ووافقه الحافظ الذَّهبي، وصحَّحه السُّيوطي).
3- عَنْ مَالِكِ الدَّارِـ وَكَانَ خَازِنَ عُمَرَ عَلَى الطَّعَامِ ، قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ فِي زَمَنِ عُمَرَ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَسْقِ لِأُمَّتِكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا، فَأَتَى الرَّجُلَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ: " ائْتِ عُمَرَ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ، وَأَخْبِرهُ أَنَّكُمْ مَسْقِيِّونَ وَقُلْ لَهُ: عَلَيْكَ الْكَيْسُ، عَلَيْكَ الْكَيْسُ "، فَأَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرهُ فَبَكَى عُمَرُ ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ لَا آلُو إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ. (رواه ابن أبي شيبة 32002، والبيهقي في «دلائل النبوة» (٧/٤٧)، وجوّد إسناده الحافظ ابن كثير في مسند الفاروق وقال: هذا اسناد جيد قوي (1/ 223) وفي البداية والنهاية ط هجر قال وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. (10/ 74) وصححه الحافظ ابن حجر في الفتح).
https://www.tg-me.com/ahlussonna
Telegram
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
إسلامية وسطية علمية شاملة
جمعتكم مباركة ..
عَنْ سيدنا أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: كانَ النَّبِيُّ ﷺ يُدْلِعُ لِسانَهُ لِلْحُسَيْنِ، فَيَرى الصَّبِيُّ حُمْرَةَ لِسانِهِ، فَيَهَشُّ إلَيْهِ، فَقالَ لَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ: ألا أراهُ يَصْنَعُ هَذا بِهَذا، فَواللَّهِ إنَّهُ لَيَكُونُ لِيَ الوَلَدُ قَدْ خَرَجَ وجْهُهُ وما قَبَّلْتُهُ قَطُّ، فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَن لا يَرْحَمْ لا يرحم»
صحيح ابن حبان ٥٥٩٦ حسن
يدلع =يُخرج
يهش او يبهش= يسرع أو يفرح ويُسر
عَنْ سيدنا أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: كانَ النَّبِيُّ ﷺ يُدْلِعُ لِسانَهُ لِلْحُسَيْنِ، فَيَرى الصَّبِيُّ حُمْرَةَ لِسانِهِ، فَيَهَشُّ إلَيْهِ، فَقالَ لَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ: ألا أراهُ يَصْنَعُ هَذا بِهَذا، فَواللَّهِ إنَّهُ لَيَكُونُ لِيَ الوَلَدُ قَدْ خَرَجَ وجْهُهُ وما قَبَّلْتُهُ قَطُّ، فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَن لا يَرْحَمْ لا يرحم»
صحيح ابن حبان ٥٥٩٦ حسن
يدلع =يُخرج
يهش او يبهش= يسرع أو يفرح ويُسر
وينبغي للمسلم أن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يوم الجمعة وليلتها، لأنّ لها فضلاً خاصاً كبيراً، وعرضاً خاصاً على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.
فعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: «إنَّ من أفضل أيّامكم يوم الجمعة، فيه خلق الله آدم، وفيه قُبض، وفيه النَّفخة، وفيه الصَّعقة، فأكثروا من الصلاة عليّ فيه، فإنّ صلاتكم معروضة عليَّ».
قالوا: وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمْت؟
-أي: بليت بعد الموت-.
فقال صلى الله عليه وآله وسلّم: «إنّ الله عزّ وجلّ حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» قال المنذري: رواه أحمد، وأبو داود والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: «أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة، فإنّه مشهودٌ تشهده الملائكة، وإنّ أحداً لن يصلّي عليّ إلا عُرضت عليّ صلاته حتى يفرغ منها».
قال: قلت: وبعد الموت-أي: هل تعرض صلاتنا عليك يا رسول الله بعد الموت-؟.
فقال: «إنّ الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام »رواه ابن ماجه بإسناد جيد.
وروى البيهقي وغيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: «أكثروا الصلاة عليّ في الليلة الغّراء واليوم الأزهر:ليلة الجمعة ويوم الجمعة ».
قال بعض العارفين رضي الله عنهم: أقلُّ حدّ الإكثار ثلاثمائة أو أربعمائة.
من كتاب الصلاة في الإسلام
بقلم مولانا الإمام الشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني رضي الله عنه .
فعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: «إنَّ من أفضل أيّامكم يوم الجمعة، فيه خلق الله آدم، وفيه قُبض، وفيه النَّفخة، وفيه الصَّعقة، فأكثروا من الصلاة عليّ فيه، فإنّ صلاتكم معروضة عليَّ».
قالوا: وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمْت؟
-أي: بليت بعد الموت-.
فقال صلى الله عليه وآله وسلّم: «إنّ الله عزّ وجلّ حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» قال المنذري: رواه أحمد، وأبو داود والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: «أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة، فإنّه مشهودٌ تشهده الملائكة، وإنّ أحداً لن يصلّي عليّ إلا عُرضت عليّ صلاته حتى يفرغ منها».
قال: قلت: وبعد الموت-أي: هل تعرض صلاتنا عليك يا رسول الله بعد الموت-؟.
فقال: «إنّ الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام »رواه ابن ماجه بإسناد جيد.
وروى البيهقي وغيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: «أكثروا الصلاة عليّ في الليلة الغّراء واليوم الأزهر:ليلة الجمعة ويوم الجمعة ».
قال بعض العارفين رضي الله عنهم: أقلُّ حدّ الإكثار ثلاثمائة أو أربعمائة.
من كتاب الصلاة في الإسلام
بقلم مولانا الإمام الشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني رضي الله عنه .
#الكتاب_والسنة_بفهم_علماء_الأمة
التبرك بالصالحين في أعظم شروح كتب السنة على الإطلاق «فتح الباري»؛ لشيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني:
- قال (3/304): «وفيه الحرص على مجاورة الصالحين في القبور؛ طمعا في إصابة الرحمة إذا نزلت عليهم، وفي دعاء من يزورهم من أهل الخير».
- وقال (1/623): «وفيه اجتماع أهل المحلة على الإمام أو العالم، إذا ورد منزل بعضهم؛ ليستفيدوا منه، ويتبركوا به».
- وقال (1/678): «وقد تقدم حديث عتبان، وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم، أن يصلي في بيته؛ ليتخذه مصلى، وإجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين».
- وقال (1/684): «وفي الحديث من الفوائد: التماسُ البركة، مما لامسه الصالحون».
- وقال (3/138): «وفي هذه الأحاديث: جوازُ تقبيل الميت تعظيما وتبركا».
- وقال (4/112): «وكل مؤمن له من نفسه سائقٌ إلى المدينة؛ لمحبته في النبي صلّى الله عليه وسلم، فيشمل ذلك جميع الأزمنة؛ لأنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للتعلم منه، وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للاقتداء بهديهم، ومن بعد ذلك؛ لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم، والصلاة في مسجده، والتبرك بمشاهدة آثاره، وآثار أصحابه».
- وقال (5/341): «وفيه طهارة النخامة والشعر المنفصل، والتبرك بفضلات الصالحين الطاهرة».
- وقال (6/353): «ويؤخذ منه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين تبركا بهم».
- وقال (6/600): «وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء».
- وقال (10/330): «وفيه استعمال آثار الصالحين ولباس ملابسهم على جهة التبرك والتيمن بها».
هذا كلام الامام ابن حجر العسقلاني رحمه الله تبارك وتعالى في فتح الباري .....وغيره من سائر علماء اهل السنة والجماعة .
وبعيد كل البعد عن منهجهم من يقول أنه لا يجوز، او من الشرك الأكبر". !!
...
التبرك بالصالحين في أعظم شروح كتب السنة على الإطلاق «فتح الباري»؛ لشيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني:
- قال (3/304): «وفيه الحرص على مجاورة الصالحين في القبور؛ طمعا في إصابة الرحمة إذا نزلت عليهم، وفي دعاء من يزورهم من أهل الخير».
- وقال (1/623): «وفيه اجتماع أهل المحلة على الإمام أو العالم، إذا ورد منزل بعضهم؛ ليستفيدوا منه، ويتبركوا به».
- وقال (1/678): «وقد تقدم حديث عتبان، وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم، أن يصلي في بيته؛ ليتخذه مصلى، وإجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين».
- وقال (1/684): «وفي الحديث من الفوائد: التماسُ البركة، مما لامسه الصالحون».
- وقال (3/138): «وفي هذه الأحاديث: جوازُ تقبيل الميت تعظيما وتبركا».
- وقال (4/112): «وكل مؤمن له من نفسه سائقٌ إلى المدينة؛ لمحبته في النبي صلّى الله عليه وسلم، فيشمل ذلك جميع الأزمنة؛ لأنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للتعلم منه، وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للاقتداء بهديهم، ومن بعد ذلك؛ لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم، والصلاة في مسجده، والتبرك بمشاهدة آثاره، وآثار أصحابه».
- وقال (5/341): «وفيه طهارة النخامة والشعر المنفصل، والتبرك بفضلات الصالحين الطاهرة».
- وقال (6/353): «ويؤخذ منه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين تبركا بهم».
- وقال (6/600): «وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء».
- وقال (10/330): «وفيه استعمال آثار الصالحين ولباس ملابسهم على جهة التبرك والتيمن بها».
هذا كلام الامام ابن حجر العسقلاني رحمه الله تبارك وتعالى في فتح الباري .....وغيره من سائر علماء اهل السنة والجماعة .
وبعيد كل البعد عن منهجهم من يقول أنه لا يجوز، او من الشرك الأكبر". !!
...
#هل يصح الجمع بين الاضحية والعقيقة ؟
قولان للفقهاء:
1- جمهور الفقهاء يمنعون الجمع بين الاضحية والعقيقة وهو قول الشافعية والمالكية ورواية عند الحنابلة ومنعها الحنفية لأن الأضحية واجبة عندهم والعقيقة سنة فلا يصح التشريك بينهما بنية واحدة
وحجة أصحاب هذا القول : أن كلاً منهما – أي : العقيقة والأضحية – مقصود لذاته فلم تجزئ إحداهما عن الأخرى ، ولأن كل واحدة منهما لها سبب مختلف عن الآخر ، فلا تقوم إحداهما عن الأخرى ، كدم التمتع ودم الفدية .
قال الهيتمي رحمه الله في "تحفة المحتاج شرح المنهاج" (9/371) : " وَظَاهِرُ كَلَامِ َالْأَصْحَابِ أَنَّهُ لَوْ نَوَى بِشَاةٍ الْأُضْحِيَّةَ وَالْعَقِيقَةَ لَمْ تَحْصُلْ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا ، وَهُوَ ظَاهِرٌ ; لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا سُنَّةٌ مَقْصُودَةٌ وَلِأَنَّ الْقَصْدَ بِالْأُضْحِيَّةِ الضِّيَافَةُ الْعَامَّةُ وَمِنْ الْعَقِيقَةِ الضِّيَافَةُ الْخَاصَّةُ وَلِأَنَّهُمَا يَخْتَلِفَانِ فِي مَسَائِلَ كَمَا يَأْتِي وَبِهَذَا يَتَّضِحُ الرَّدُّ عَلَى مَنْ زَعَمَ حُصُولَهُمَا وَقَاسَهُ عَلَى غُسْلِ الْجُمُعَةِ وَالْجَنَابَةِ عَلَى أَنَّهُمْ صَرَّحُوا بِأَنَّ مَبْنَى الطَّهَارَاتِ عَلَى التَّدَاخُلِ فَلَا يُقَاسُ بِهَا غَيْرُهَا " انتهى .
وقال الحطاب رحمه الله في "مواهب الجليل" (3/259) : "إِنْ ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ لِلْأُضْحِيَّةِ وَالْعَقِيقَةِ أَوْ أَطْعَمَهَا وَلِيمَةً ، فَقَالَ فِي الذَّخِيرَةِ : قَالَ صَاحِبُ الْقَبَسِ : قَالَ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ الْفِهْرِيُّ إذَا ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ لِلْأُضْحِيَّةِ وَالْعَقِيقَةِ لَا يُجْزِيهِ ، وَإِنْ أَطْعَمَهَا وَلِيمَةً أَجْزَأَهُ ، وَالْفَرْقُ أَنَّ الْمَقْصُودَ فِي الْأَوَّلَيْنِ إرَاقَةُ الدَّمِ ، وَإِرَاقَتُهُ لَا تُجْزِئُ عَنْ إرَاقَتَيْنِ ، وَالْمَقْصُودُ مِنْ الْوَلِيمَةِ الْإِطْعَامُ ، وَهُوَ غَيْرُ مُنَافٍ لِلْإِرَاقَةِ ، فَأَمْكَنَ الْجَمْعُ . انْتَهَى " انتهى .
2- تجزئ الأضحية عن العقيقة . وهو رواية عن الإمام أحمد ، وبه قال الحسن البصري ومحمد بن سيرين وقتادة رحمهم الله . والرملي من الشافعية
وحجة أصحاب هذا القول : أن المقصود منهما التقرب إلى الله بالذبح ، فدخلت إحداهما في الأخرى ، كما أن تحية المسجد تدخل في صلاة الفريضة لمن دخل المسجد .
روى ابن أبي شيبة رحمه الله في "المصنف" (5/534) : عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : إذَا ضَحُّوا عَنْ الْغُلَامِ فَقَدْ أَجْزَأَتْ عَنْهُ مِنْ الْعَقِيقَةِ .
وعَنْ هِشَامٍ وَابْنِ سِيرِينَ قَالَا : يُجْزِئُ عَنْهُ الْأُضْحِيَّةُ مِنْ الْعَقِيقَةِ .
وعَنْ قَتَادَةَ قَالَ : لَا تُجْزِئُ عَنْهُ حَتَّى يُعَقَّ .
وفي "كشاف القناع" (3/30) : " وَلَوْ اجْتَمَعَ عَقِيقَةٌ وَأُضْحِيَّةٌ ، وَنَوَى الذَّبِيحَةَ عَنْهُمَا ، أَيْ : عَنْ الْعَقِيقَةِ وَالْأُضْحِيَّة ِ أَجْزَأَتْ عَنْهُمَا نَصًّا [أي : نص عليه الإمام أحمد]"
وقال الإمام الرملي من الشافعية : ولو نوى بالشاة المذبوحة الأضحية والعقيقة حصلا خلافا لمن زعم خلافه.
والأفضل أن يأتي بكل قربة على نيتها ولا يجمع بينهما خصوصاً إذا كان من أهل السعة واليسار
فإن كان فقيراً وأراد أن يقوم بالقربة لله في الأضحية ويجمعها مع العقيقة فلا بأس أن يأخذ بقول من قال من الفقهاء بذلك والله يعطي على قدر النية والفضل منه أوسع والله أعلم.
قولان للفقهاء:
1- جمهور الفقهاء يمنعون الجمع بين الاضحية والعقيقة وهو قول الشافعية والمالكية ورواية عند الحنابلة ومنعها الحنفية لأن الأضحية واجبة عندهم والعقيقة سنة فلا يصح التشريك بينهما بنية واحدة
وحجة أصحاب هذا القول : أن كلاً منهما – أي : العقيقة والأضحية – مقصود لذاته فلم تجزئ إحداهما عن الأخرى ، ولأن كل واحدة منهما لها سبب مختلف عن الآخر ، فلا تقوم إحداهما عن الأخرى ، كدم التمتع ودم الفدية .
قال الهيتمي رحمه الله في "تحفة المحتاج شرح المنهاج" (9/371) : " وَظَاهِرُ كَلَامِ َالْأَصْحَابِ أَنَّهُ لَوْ نَوَى بِشَاةٍ الْأُضْحِيَّةَ وَالْعَقِيقَةَ لَمْ تَحْصُلْ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا ، وَهُوَ ظَاهِرٌ ; لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا سُنَّةٌ مَقْصُودَةٌ وَلِأَنَّ الْقَصْدَ بِالْأُضْحِيَّةِ الضِّيَافَةُ الْعَامَّةُ وَمِنْ الْعَقِيقَةِ الضِّيَافَةُ الْخَاصَّةُ وَلِأَنَّهُمَا يَخْتَلِفَانِ فِي مَسَائِلَ كَمَا يَأْتِي وَبِهَذَا يَتَّضِحُ الرَّدُّ عَلَى مَنْ زَعَمَ حُصُولَهُمَا وَقَاسَهُ عَلَى غُسْلِ الْجُمُعَةِ وَالْجَنَابَةِ عَلَى أَنَّهُمْ صَرَّحُوا بِأَنَّ مَبْنَى الطَّهَارَاتِ عَلَى التَّدَاخُلِ فَلَا يُقَاسُ بِهَا غَيْرُهَا " انتهى .
وقال الحطاب رحمه الله في "مواهب الجليل" (3/259) : "إِنْ ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ لِلْأُضْحِيَّةِ وَالْعَقِيقَةِ أَوْ أَطْعَمَهَا وَلِيمَةً ، فَقَالَ فِي الذَّخِيرَةِ : قَالَ صَاحِبُ الْقَبَسِ : قَالَ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ الْفِهْرِيُّ إذَا ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ لِلْأُضْحِيَّةِ وَالْعَقِيقَةِ لَا يُجْزِيهِ ، وَإِنْ أَطْعَمَهَا وَلِيمَةً أَجْزَأَهُ ، وَالْفَرْقُ أَنَّ الْمَقْصُودَ فِي الْأَوَّلَيْنِ إرَاقَةُ الدَّمِ ، وَإِرَاقَتُهُ لَا تُجْزِئُ عَنْ إرَاقَتَيْنِ ، وَالْمَقْصُودُ مِنْ الْوَلِيمَةِ الْإِطْعَامُ ، وَهُوَ غَيْرُ مُنَافٍ لِلْإِرَاقَةِ ، فَأَمْكَنَ الْجَمْعُ . انْتَهَى " انتهى .
2- تجزئ الأضحية عن العقيقة . وهو رواية عن الإمام أحمد ، وبه قال الحسن البصري ومحمد بن سيرين وقتادة رحمهم الله . والرملي من الشافعية
وحجة أصحاب هذا القول : أن المقصود منهما التقرب إلى الله بالذبح ، فدخلت إحداهما في الأخرى ، كما أن تحية المسجد تدخل في صلاة الفريضة لمن دخل المسجد .
روى ابن أبي شيبة رحمه الله في "المصنف" (5/534) : عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : إذَا ضَحُّوا عَنْ الْغُلَامِ فَقَدْ أَجْزَأَتْ عَنْهُ مِنْ الْعَقِيقَةِ .
وعَنْ هِشَامٍ وَابْنِ سِيرِينَ قَالَا : يُجْزِئُ عَنْهُ الْأُضْحِيَّةُ مِنْ الْعَقِيقَةِ .
وعَنْ قَتَادَةَ قَالَ : لَا تُجْزِئُ عَنْهُ حَتَّى يُعَقَّ .
وفي "كشاف القناع" (3/30) : " وَلَوْ اجْتَمَعَ عَقِيقَةٌ وَأُضْحِيَّةٌ ، وَنَوَى الذَّبِيحَةَ عَنْهُمَا ، أَيْ : عَنْ الْعَقِيقَةِ وَالْأُضْحِيَّة ِ أَجْزَأَتْ عَنْهُمَا نَصًّا [أي : نص عليه الإمام أحمد]"
وقال الإمام الرملي من الشافعية : ولو نوى بالشاة المذبوحة الأضحية والعقيقة حصلا خلافا لمن زعم خلافه.
والأفضل أن يأتي بكل قربة على نيتها ولا يجمع بينهما خصوصاً إذا كان من أهل السعة واليسار
فإن كان فقيراً وأراد أن يقوم بالقربة لله في الأضحية ويجمعها مع العقيقة فلا بأس أن يأخذ بقول من قال من الفقهاء بذلك والله يعطي على قدر النية والفضل منه أوسع والله أعلم.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : -
" إنَّ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ أَيَّامِ السَّنَةِ سَوَاءٌ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لَا ، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ أَفْضَلُ مِنَ الْجُمُعَةِ فِي غَيْرِهِ لِاجْتِمَاعِ الْفَضْلَيْنِ فِيهِ ".
[ فتح الباري - (٤٦٠/٢) ]
" إنَّ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ أَيَّامِ السَّنَةِ سَوَاءٌ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لَا ، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ أَفْضَلُ مِنَ الْجُمُعَةِ فِي غَيْرِهِ لِاجْتِمَاعِ الْفَضْلَيْنِ فِيهِ ".
[ فتح الباري - (٤٦٠/٢) ]
(فرع)
مذهبنا (الشافعية) أن إزالة الشعر والظفر في العشر لمن أراد التضحية مكروه كراهة تنزيه حتى يضحي........
وقال مالك وأبو حنيفة لا يكره
وقال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود يحرم.......
وعن مالك أنه يكره وحكى عنه الدارمي يحرم في التطوع ولا يحرم في الواجب.
المجموع شرح المهذب...
مذهبنا (الشافعية) أن إزالة الشعر والظفر في العشر لمن أراد التضحية مكروه كراهة تنزيه حتى يضحي........
وقال مالك وأبو حنيفة لا يكره
وقال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود يحرم.......
وعن مالك أنه يكره وحكى عنه الدارمي يحرم في التطوع ولا يحرم في الواجب.
المجموع شرح المهذب...
حديث وقصة
(قيمة العمل الصالح مهما قل وأولويته)
قيمة العمل الصالح:
عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قَالَ : قَالَ رسول الله ﷺ :
« مَا مِنْ أيَّامٍ ، العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام » يعني أيام العشر . قالوا : يَا رسولَ اللهِ ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ ؟ قَالَ: « وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ ».
رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى.
ماهو العمل الصالح؟
العمل الصالح هو:
1-كل عمل صحيح شرعاً ظاهراً مهما قلَ من استطاعة المؤمن العامل
2- وخالص لوجه الله تعالى باطناً.. لوجه الله تعالى لا لدنيا ولا ما كان لها..
أولوية وأهمية العمل الصالح بعد الفريضة:
قصة موفق الإسكافي الشامي:
التي تدلنا على العبرة بالقبول عند الله مهما قل شأن العمل، وليس العبرة بكثرة العمل أو تكراره وهو مردود ...
يقول الإمام عبدالله بن المبارك :
كنت حاجاً لبيت الله الحرام ،
وفي ليلةٍ من الليالي وأنا نائم في منى ،
رأيت فيما يرى النائم رجلين جالسين عند رأسي يتبادلان أطراف الحديث ،
فقال أحدهما للآخر : أتدري كم حاجاً تقبل الله حجه في هذا العام ؟!!،
فقال الآخر : لا ، لا أعلم،
فقال : لم يقبل الله من حجهم إلا القلة ، ولكن الله عفا عنهم وقبل حجهم بفضل موفقٍ الإسكافي الشامي مع أنه ببلاده لم يحج ،
قال عبدالله بن المبارك : فاستيقظت ولم يكن لي هم بعدها إلا موفقٌ هذا ، وكيف قبل الله حج المسلمين بسببه وهو لم يحج .
🌳 قال عبدالله بن المبارك:
فخرجت من مكة أطلب الشام ،
فلما وصلتها سألت عن موفقٍ الإسكافي فلم أجده إلا بعد مدة ،
وبعد أن سألت عنه كل من قابلت ،
فلما قابلته قلت له :
أحججت عامك هذا ؟
قال : لا .
قلت له : وما منعك من الحج ؟
قال : ولماذا تسألني ؟
قلت له : أخبرني بخبرك وسأخبرك بخبري ،
قال موفق : أنا إسكافي كما ترى ، ولما عزمت على الحج من العام الماضي ، صرت أدخر ما يزيد عن حاجتي من مال يسير للحج هذا العام أو العام الذي يليه ،
فلما اقترب موسم الحج وجدت أن المال يكفيني للحج ، فعزمت على الحج إلى بيت الله الحرام وأصبحت أعد العدة لذلك وبينما أنا عائد إلى البيت ذات يوم استقبلتني زوجتي بإناء وكانت حاملاً ،
وقالت لي : اذهب إلى جيراننا وأطلب منهم شيئاً من الشواء فقد شممت رائحته عندهم واشتهيته ،
قال موفق : فذهبت إلى جارتنا وكانت أرملة وعندها صبية أيتام تقوم عليهم ،
فقلت لها : خذي هذا الإناء وأعطينا شيئاً من الشواء فقد اشتهته زوجتي وهي حامل ،
فأطرقت قليلاً ثم قالت : سأعطيك من هذا الشواء ولكن بعد أن أخبرك شيئاً ،
فقد نفقت (ماتت) شاةٌ عند بيت من بيوت الحي ،
فرموها على قارعة الطريق فجئت يوماً فرأيتها ،
وكنت أنا وأبنائي لم نطعم شيئاً من عدة أيام ، فخشيت عليهم من الهلاك ، فقطعت شيئاً من الشاة وجئت بها لأولادي وشويتها لهم،
فإن أردت أن أعطيك منها شيئاً أعطيتك .
🌳 قال موفق : فأظلمت الدنيا في عيني ،
فرجعت منها إلى بيتي وأنا ألطم وجهي ،
وأقول : ويلٌ لك يا موفق من الله ، تكنز المال لتحج وجارتك تأكل الميتة وصبيانها ،
فعمدت إلى المال وأعطيته كله لها ،
قال عبدالله : فقلت له اعلم بأن الله قد قبل حج من حج هذا العام بسبب عملك هذا ، ثم تركته وانصرفت إلى أهلي بالعراق .
هكذا يعطي الله الأجور ويوزّع الثواب
وهكذا يتقبل الله من المتقين..
ان في المدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم شركوكم في الأجر..
(قيمة العمل الصالح مهما قل وأولويته)
قيمة العمل الصالح:
عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قَالَ : قَالَ رسول الله ﷺ :
« مَا مِنْ أيَّامٍ ، العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام » يعني أيام العشر . قالوا : يَا رسولَ اللهِ ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ ؟ قَالَ: « وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ ».
رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى.
ماهو العمل الصالح؟
العمل الصالح هو:
1-كل عمل صحيح شرعاً ظاهراً مهما قلَ من استطاعة المؤمن العامل
2- وخالص لوجه الله تعالى باطناً.. لوجه الله تعالى لا لدنيا ولا ما كان لها..
أولوية وأهمية العمل الصالح بعد الفريضة:
قصة موفق الإسكافي الشامي:
التي تدلنا على العبرة بالقبول عند الله مهما قل شأن العمل، وليس العبرة بكثرة العمل أو تكراره وهو مردود ...
يقول الإمام عبدالله بن المبارك :
كنت حاجاً لبيت الله الحرام ،
وفي ليلةٍ من الليالي وأنا نائم في منى ،
رأيت فيما يرى النائم رجلين جالسين عند رأسي يتبادلان أطراف الحديث ،
فقال أحدهما للآخر : أتدري كم حاجاً تقبل الله حجه في هذا العام ؟!!،
فقال الآخر : لا ، لا أعلم،
فقال : لم يقبل الله من حجهم إلا القلة ، ولكن الله عفا عنهم وقبل حجهم بفضل موفقٍ الإسكافي الشامي مع أنه ببلاده لم يحج ،
قال عبدالله بن المبارك : فاستيقظت ولم يكن لي هم بعدها إلا موفقٌ هذا ، وكيف قبل الله حج المسلمين بسببه وهو لم يحج .
🌳 قال عبدالله بن المبارك:
فخرجت من مكة أطلب الشام ،
فلما وصلتها سألت عن موفقٍ الإسكافي فلم أجده إلا بعد مدة ،
وبعد أن سألت عنه كل من قابلت ،
فلما قابلته قلت له :
أحججت عامك هذا ؟
قال : لا .
قلت له : وما منعك من الحج ؟
قال : ولماذا تسألني ؟
قلت له : أخبرني بخبرك وسأخبرك بخبري ،
قال موفق : أنا إسكافي كما ترى ، ولما عزمت على الحج من العام الماضي ، صرت أدخر ما يزيد عن حاجتي من مال يسير للحج هذا العام أو العام الذي يليه ،
فلما اقترب موسم الحج وجدت أن المال يكفيني للحج ، فعزمت على الحج إلى بيت الله الحرام وأصبحت أعد العدة لذلك وبينما أنا عائد إلى البيت ذات يوم استقبلتني زوجتي بإناء وكانت حاملاً ،
وقالت لي : اذهب إلى جيراننا وأطلب منهم شيئاً من الشواء فقد شممت رائحته عندهم واشتهيته ،
قال موفق : فذهبت إلى جارتنا وكانت أرملة وعندها صبية أيتام تقوم عليهم ،
فقلت لها : خذي هذا الإناء وأعطينا شيئاً من الشواء فقد اشتهته زوجتي وهي حامل ،
فأطرقت قليلاً ثم قالت : سأعطيك من هذا الشواء ولكن بعد أن أخبرك شيئاً ،
فقد نفقت (ماتت) شاةٌ عند بيت من بيوت الحي ،
فرموها على قارعة الطريق فجئت يوماً فرأيتها ،
وكنت أنا وأبنائي لم نطعم شيئاً من عدة أيام ، فخشيت عليهم من الهلاك ، فقطعت شيئاً من الشاة وجئت بها لأولادي وشويتها لهم،
فإن أردت أن أعطيك منها شيئاً أعطيتك .
🌳 قال موفق : فأظلمت الدنيا في عيني ،
فرجعت منها إلى بيتي وأنا ألطم وجهي ،
وأقول : ويلٌ لك يا موفق من الله ، تكنز المال لتحج وجارتك تأكل الميتة وصبيانها ،
فعمدت إلى المال وأعطيته كله لها ،
قال عبدالله : فقلت له اعلم بأن الله قد قبل حج من حج هذا العام بسبب عملك هذا ، ثم تركته وانصرفت إلى أهلي بالعراق .
هكذا يعطي الله الأجور ويوزّع الثواب
وهكذا يتقبل الله من المتقين..
ان في المدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم شركوكم في الأجر..
جواب لسؤال تكرر كثيرا
ما حكم الصلاة خلف العجم الذين تغلب ألسنتهم العجمى؟
*****
قال ابن عابدين:
(وإن كان الخطأُ بإبدالِ حَرْفٍ بحرْفٍ، فإن أمكن الفَصْلُ بينهما بلا كُلفةٍ كالصَّادِ مع الطاء، بأن قَرَأ الطالحات مكان الصالحات، فاتفقوا على أنه مُفْسد، وإن لم يمكن إلَّا بمشقَّة كالظاء مع الضاد، والصاد مع السين، فأكثرُهم على عدم الفساد؛ لعموم البلوى) ((حاشية ابن عابدين)) (1/631)
ما حكم الصلاة خلف العجم الذين تغلب ألسنتهم العجمى؟
*****
قال ابن عابدين:
(وإن كان الخطأُ بإبدالِ حَرْفٍ بحرْفٍ، فإن أمكن الفَصْلُ بينهما بلا كُلفةٍ كالصَّادِ مع الطاء، بأن قَرَأ الطالحات مكان الصالحات، فاتفقوا على أنه مُفْسد، وإن لم يمكن إلَّا بمشقَّة كالظاء مع الضاد، والصاد مع السين، فأكثرُهم على عدم الفساد؛ لعموم البلوى) ((حاشية ابن عابدين)) (1/631)
مسألة: الجمعُ بين الأضحيّة والعقيقة في شاة واحدة عند الشافعية :
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،،
فقد اختلف السادة الشافعية وخصوصاً المتأخرين منهم في إجزاءِ ذلك، على قولين:
الأول: ذهب الإمام الشمس الرملي إلى جواز ذلك، وأشار إلى ذلك في النهاية وغيرها إلى ﺣﺼﻮﻟﻬﻤﺎ قياسا ﻋﻠﻰ ﻏﺴﻞ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭاﻟﺠﻨﺎﺑﺔ فإنه لو اغتسل غسلا واحدا ونوى به الجنابة والجمعة حصلا، فقال في نهاية المحتاج ( /8 145 ): (ﻭﻟﻮ ﻧﻮﻯ ﺑﺎﻟﺸﺎﺓ ﺍﻟﻤﺬﺑﻮﺣﺔ ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﻘﺔ ﺣﺼﻼ، ﺧﻼﻓﺎً ﻟﻤﻦ ﺯﻋﻢ ﺧﻼﻓﻪ)
القول الثاني: ذهب الإمام ابن حجر الهيتمي إلى عدم إجزاء ذلك، وذكر في التحفة (3/370 ): إنه ﻇﺎﻫﺮ ﻛﻼﻡ المنهاج ﻭاﻷﺻﺤﺎﺏ.
وقد اسُتدل لهذا القول بعدة أوجه منها:
الأول: ﻷﻥّ؛ ﻛﻼً ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺳﻨﺔ ﻣﻘﺼﻮﺩﺓ.
الثاني: اﻟﻘﺼﺪ ﺑاﻷﺿﺤﻴﺔ اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻣﻦ اﻟﻌﻘﻴﻘﺔ اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ.
الثالث: لأنهما يختلفان في مسائل كثيرة.
وممن استوجه هذا القول العلامة اﻟﺤﻠﺒﻲ والعلامة اﻟﺸﻮﺑﺮﻱ.
وقد أجيب عمّا استدل به الإمام الرملي بوجهين:
الأول:
الأضحية والعقيقة سنتان بخلاف الجنابة والجمعة فالأول فرض والثاني سنة.
الثاني:
قال في التحفة: ﺻﺮﺣﻮا ﺑﺄﻥ ﻣﺒﻨﻰ اﻟﻄﻬﺎﺭاﺕ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺪاﺧﻞ ﻓﻼ ﻳﻘﺎﺱ ﺑﻬﺎ ﻏﻴﺮﻫﺎ أهـ.
وقد نظم هذا الخلاف العلامة باكثير فقال:
الجمع في عقيقة وأضحية
أجازه الرملي بشاة مجزأة
وخالف ابن حجر وقال لا
يجزئ لما منع التداخلا
#والله_أعلم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،،
فقد اختلف السادة الشافعية وخصوصاً المتأخرين منهم في إجزاءِ ذلك، على قولين:
الأول: ذهب الإمام الشمس الرملي إلى جواز ذلك، وأشار إلى ذلك في النهاية وغيرها إلى ﺣﺼﻮﻟﻬﻤﺎ قياسا ﻋﻠﻰ ﻏﺴﻞ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭاﻟﺠﻨﺎﺑﺔ فإنه لو اغتسل غسلا واحدا ونوى به الجنابة والجمعة حصلا، فقال في نهاية المحتاج ( /8 145 ): (ﻭﻟﻮ ﻧﻮﻯ ﺑﺎﻟﺸﺎﺓ ﺍﻟﻤﺬﺑﻮﺣﺔ ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﻘﺔ ﺣﺼﻼ، ﺧﻼﻓﺎً ﻟﻤﻦ ﺯﻋﻢ ﺧﻼﻓﻪ)
القول الثاني: ذهب الإمام ابن حجر الهيتمي إلى عدم إجزاء ذلك، وذكر في التحفة (3/370 ): إنه ﻇﺎﻫﺮ ﻛﻼﻡ المنهاج ﻭاﻷﺻﺤﺎﺏ.
وقد اسُتدل لهذا القول بعدة أوجه منها:
الأول: ﻷﻥّ؛ ﻛﻼً ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺳﻨﺔ ﻣﻘﺼﻮﺩﺓ.
الثاني: اﻟﻘﺼﺪ ﺑاﻷﺿﺤﻴﺔ اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻣﻦ اﻟﻌﻘﻴﻘﺔ اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ.
الثالث: لأنهما يختلفان في مسائل كثيرة.
وممن استوجه هذا القول العلامة اﻟﺤﻠﺒﻲ والعلامة اﻟﺸﻮﺑﺮﻱ.
وقد أجيب عمّا استدل به الإمام الرملي بوجهين:
الأول:
الأضحية والعقيقة سنتان بخلاف الجنابة والجمعة فالأول فرض والثاني سنة.
الثاني:
قال في التحفة: ﺻﺮﺣﻮا ﺑﺄﻥ ﻣﺒﻨﻰ اﻟﻄﻬﺎﺭاﺕ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺪاﺧﻞ ﻓﻼ ﻳﻘﺎﺱ ﺑﻬﺎ ﻏﻴﺮﻫﺎ أهـ.
وقد نظم هذا الخلاف العلامة باكثير فقال:
الجمع في عقيقة وأضحية
أجازه الرملي بشاة مجزأة
وخالف ابن حجر وقال لا
يجزئ لما منع التداخلا
#والله_أعلم
مسالة:
*حكم إفراد يوم الجمعة بصوم*
الخلاصة:
لا يكره صوم يوم الجمعة إذا وافق يوم عرفة أو عادة له أو نحوه..كعاشوراء أو أيام البيض ولو اقتصر عليه..
فإنه يُصام لفضيلته ومناسبته لا لتخصيصه..
وعند السادة المالكية لا يكره الإفراد أصلاً
بل قال بعضهم يندب ومثلهم قال بعض السادة الأحناف كابن عابدين وغيره
والكراهة الواردة هي عند الشافعية والحنابلة ومن قال بها من الفقهاء هي للتنزيه لا التحريم..
وبتفصيل أوسع نذكر:
أنه اقتصرت نصوص المذاهب الاربعة المعتبرة على كراهة او جواز إفراد يوم الجمعة بصوم، ولم يرد في كلامهم نص على التحريم...
ولبيان الحكم نذكر حكم المسالة في كل مذهب مع نقل بعض النصوص الواردة في كتبهم....
ونبدا أولا بالمذهب الشافعي:
والحكم فيه على كراهة إفراد الجمعة بصوم، إلا إن وافق صوم عادة فلا يكره.
جاء في المهذب للإمام الشيرازي:
{ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﺎﻥ ﻭﺻﻠﻪ ﺑﻴﻮﻡ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﺑﻴﻮﻡ ﺑﻌﺪﻩ ﻟﻢ ﻳﻜﺮﻩ، ﻟﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺇﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ " ﻻ ﻳﺼﻮﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻻ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﻳﺼﻮﻡ ﺑﻌﺪﻩ "}
قال الامام النووي رحمه الله تعالى رحمة واسعة في شرحه:
ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺭﻭاﻩ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﺧﺮ (ﻣﻦ) ﺫﻟﻚ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﻗﺎﻝ " ﺳﺄﻟﺖ ﺟﺎﺑﺮا ﺃﻧﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ " ﺭﻭاﻩ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ " ﻻ ﺗﺨﺼﻮا ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭﻻ ﺗﺨﺼﻮا ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺼﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻷﻳﺎﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻮﻡ ﻳﺼﻮﻣﻪ ﺃﺣﺪﻛﻢ " ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻋﻦ ﺟﻮﻳﺮﻳﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﺤﺎﺭﺙ ﺃﻡ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﺻﺎﺋﻤﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺻﻤﺖ ﺃﻣﺲ ﻗﺎﻟﺖ ﻻ ﻗﺎﻝ ﺃﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﻮﻣﻲ ﻏﺪا ﻗﺎﻟﺖ ﻻ ﻗﺎﻝ فأﻓﻄﺮﻱ " ﺭﻭاﻩ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻗﺎﻝ " ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﻏﺮﺓ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻗﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻄﺮ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ " ﺭﻭاﻩ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻗﺎﻝ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ.
ﻗﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻳﻜﺮﻩ ﺇﻓﺮاﺩ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻓﺎﻥ ﻭﺻﻠﻪ بصوﻡ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻭ ﻭاﻓﻖ ﻋﺎﺩﺓ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻧﺬﺭ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﺷﻔﺎء ﻣﺮﻳﻀﻪ ﺃﻭ ﻗﺪﻭﻡ ﺯﻳﺪ ﺃﺑﺪا ﻓﻮاﻓﻖ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﺮﻩ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ، ﻫﺬا اﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﻛﺮاﻫﺔ ﺇﻓﺮاﺩ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻫﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﻤﺸﻬﻮﺭ..
ووافق مذهبُ السادة الحنابلة مذهبَ السادة لشافعية...رحم الله الجميع:
ففي المغني لابن قدامة:
ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺇﻓﺮاﺩ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻮاﻓﻖ ﺫﻟﻚ ﺻﻮﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻣﻪ، ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﻳﺼﻮﻡ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻳﻔﻄﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻴﻮاﻓﻖ ﺻﻮﻣﻪ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺻﻮﻡ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ، ﺃﻭ ﺁﺧﺮﻩ، ﺃﻭ ﻳﻮﻡ ﻧﺼﻔﻪ، ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ. ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ اﻷﺛﺮﻡ. ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ ﻷﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ: ﺻﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ؟ ﻓﺬﻛﺮ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻨﻬﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺩ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻣﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺩ ﻓﻼ. ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻳﻔﻄﺮ ﻳﻮﻣﺎ، ﻓﻮﻗﻊ ﻓﻄﺮﻩ ﻳﻮﻡ اﻟﺨﻤﻴﺲ، ﻭﺻﻮﻣﻪ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﻓﻄﺮﻩ ﻳﻮﻡ اﻟﺴﺒﺖ، ﻓﺼﺎﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﻔﺮﺩا؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬا اﻵﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻤﺪ ﺻﻮﻣﻪ ﺧﺎﺻﺔ، ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻤﺪ اﻟﺠﻤﻌﺔ.
وأما في مذهب السادة الحنفية:
فقد اختلفت نصوصهم في المسالة، بين استحباب إفراد الجمعة بصوم وبين الكراهة...
جاء في ﺑﺪاﺋﻊ اﻟﺼﻨﺎﺋﻊ:
ﻭﻛﺮﻩ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺎﻧﻔﺮاﺩﻩ، ﻭﻛﺬا ﻳﻮﻡ اﻻﺛﻨﻴﻦ، ﻭاﻟﺨﻤﻴﺲ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺎﻣﺘﻬﻢ: ﺇﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﺐ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ اﻷﻳﺎﻡ ﻣﻦ اﻷﻳﺎﻡ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﺗﻌﻈﻴﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻣﺴﺘﺤﺒﺎ.
وفي ﻣﺮاﻗﻲ اﻟﻔﻼﺡ ﺷﺮﺡ ﻧﻮﺭ اﻹﻳﻀﺎﺡ
"ﻭﻛﺮﻩ ﺇﻓﺮاﺩ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ" ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻻ ﺗﺨﺼﻮا ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭﻻ ﺗﺨﺼﻮا ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺼﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻳﺎﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻮﻡ ﻳﺼﻮﻣﻪ ﺃﺣﺪﻛﻢ" ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.
وفي حاشية ابن عابدين على الدر المختار:قال الحصكفي الحنفي عند ذكر الصوم المندوب: "وَالمَندوبُ كأيّامِ البيضِ منْ كلِّ شهر، وَيومِ الجمُعَةِ وَلوْ مُنْفِردًا" [الدر المختار شرح تنوير الأبصار وجامع البحار: 142]. قال ابن عابدين معلقا عليه "(قَوْلُهُ: وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ وَلَوْ مُنْفَرِدًا) صَرَّحَ بِهِ فِي النَّهْرِ، وَكَذَا فِي الْبَحْرِ فَقَالَ: إنَّ صَوْمَهُ بِانْفِرَادِهِ مُسْتَحَبٌّ عِنْدَ الْعَامَّةِ كَالاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ" [حاشية ابن عابدين: 2/375].
ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ ﻣﻌﻠﻼ ﺑﺄﻥ ﻟﻬﺬﻩ اﻷﻳﺎﻡ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺻﻮﻣﻬﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﺃﻫﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻷﺷﺒﺎﻩ ﻭﺗﺒﻌﻪ ﻓﻲ ﻧﻮﺭ اﻹﻳﻀﺎﺡ ﻣﻦ ﻛﺮاﻫﺔ ﺇﻓﺮاﺩﻩ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻗﻮﻝ اﻟﺒﻌﺾ، ﻭﻓﻲ اﻟﺨﺎﻧﻴﺔ ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﺼﻮﻡ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻟﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻣﻪ ﻭﻻ ﻳﻔﻄﺮ. اﻩـ.
ﻭﻇﺎﻫﺮ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﺎﻷﺛﺮ ﺃﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻼ ﺑﺄﺱ اﻻﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﻭﻓﻲ اﻟﺘﺠﻨﻴﺲ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ: ﺟﺎء ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻛﺮاﻫﺘﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻩ ﻓﻜﺎﻥ اﻻﺣﺘﻴﺎﻁ ﺃﻥ ﻳﻀﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﺁﺧﺮ. اﻩـ.
*حكم إفراد يوم الجمعة بصوم*
الخلاصة:
لا يكره صوم يوم الجمعة إذا وافق يوم عرفة أو عادة له أو نحوه..كعاشوراء أو أيام البيض ولو اقتصر عليه..
فإنه يُصام لفضيلته ومناسبته لا لتخصيصه..
وعند السادة المالكية لا يكره الإفراد أصلاً
بل قال بعضهم يندب ومثلهم قال بعض السادة الأحناف كابن عابدين وغيره
والكراهة الواردة هي عند الشافعية والحنابلة ومن قال بها من الفقهاء هي للتنزيه لا التحريم..
وبتفصيل أوسع نذكر:
أنه اقتصرت نصوص المذاهب الاربعة المعتبرة على كراهة او جواز إفراد يوم الجمعة بصوم، ولم يرد في كلامهم نص على التحريم...
ولبيان الحكم نذكر حكم المسالة في كل مذهب مع نقل بعض النصوص الواردة في كتبهم....
ونبدا أولا بالمذهب الشافعي:
والحكم فيه على كراهة إفراد الجمعة بصوم، إلا إن وافق صوم عادة فلا يكره.
جاء في المهذب للإمام الشيرازي:
{ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﺎﻥ ﻭﺻﻠﻪ ﺑﻴﻮﻡ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﺑﻴﻮﻡ ﺑﻌﺪﻩ ﻟﻢ ﻳﻜﺮﻩ، ﻟﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺇﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ " ﻻ ﻳﺼﻮﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻻ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﻳﺼﻮﻡ ﺑﻌﺪﻩ "}
قال الامام النووي رحمه الله تعالى رحمة واسعة في شرحه:
ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺭﻭاﻩ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﺧﺮ (ﻣﻦ) ﺫﻟﻚ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﻗﺎﻝ " ﺳﺄﻟﺖ ﺟﺎﺑﺮا ﺃﻧﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ " ﺭﻭاﻩ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ " ﻻ ﺗﺨﺼﻮا ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭﻻ ﺗﺨﺼﻮا ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺼﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻷﻳﺎﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻮﻡ ﻳﺼﻮﻣﻪ ﺃﺣﺪﻛﻢ " ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻋﻦ ﺟﻮﻳﺮﻳﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﺤﺎﺭﺙ ﺃﻡ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﺻﺎﺋﻤﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺻﻤﺖ ﺃﻣﺲ ﻗﺎﻟﺖ ﻻ ﻗﺎﻝ ﺃﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﻮﻣﻲ ﻏﺪا ﻗﺎﻟﺖ ﻻ ﻗﺎﻝ فأﻓﻄﺮﻱ " ﺭﻭاﻩ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻗﺎﻝ " ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﻏﺮﺓ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻗﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻄﺮ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ " ﺭﻭاﻩ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻗﺎﻝ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ.
ﻗﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻳﻜﺮﻩ ﺇﻓﺮاﺩ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻓﺎﻥ ﻭﺻﻠﻪ بصوﻡ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻭ ﻭاﻓﻖ ﻋﺎﺩﺓ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻧﺬﺭ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﺷﻔﺎء ﻣﺮﻳﻀﻪ ﺃﻭ ﻗﺪﻭﻡ ﺯﻳﺪ ﺃﺑﺪا ﻓﻮاﻓﻖ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﺮﻩ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ، ﻫﺬا اﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﻛﺮاﻫﺔ ﺇﻓﺮاﺩ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻫﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﻤﺸﻬﻮﺭ..
ووافق مذهبُ السادة الحنابلة مذهبَ السادة لشافعية...رحم الله الجميع:
ففي المغني لابن قدامة:
ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺇﻓﺮاﺩ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻮاﻓﻖ ﺫﻟﻚ ﺻﻮﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻣﻪ، ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﻳﺼﻮﻡ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻳﻔﻄﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻴﻮاﻓﻖ ﺻﻮﻣﻪ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺻﻮﻡ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ، ﺃﻭ ﺁﺧﺮﻩ، ﺃﻭ ﻳﻮﻡ ﻧﺼﻔﻪ، ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ. ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ اﻷﺛﺮﻡ. ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ ﻷﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ: ﺻﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ؟ ﻓﺬﻛﺮ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻨﻬﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺩ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻣﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺩ ﻓﻼ. ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻳﻔﻄﺮ ﻳﻮﻣﺎ، ﻓﻮﻗﻊ ﻓﻄﺮﻩ ﻳﻮﻡ اﻟﺨﻤﻴﺲ، ﻭﺻﻮﻣﻪ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﻓﻄﺮﻩ ﻳﻮﻡ اﻟﺴﺒﺖ، ﻓﺼﺎﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﻔﺮﺩا؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬا اﻵﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻤﺪ ﺻﻮﻣﻪ ﺧﺎﺻﺔ، ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻤﺪ اﻟﺠﻤﻌﺔ.
وأما في مذهب السادة الحنفية:
فقد اختلفت نصوصهم في المسالة، بين استحباب إفراد الجمعة بصوم وبين الكراهة...
جاء في ﺑﺪاﺋﻊ اﻟﺼﻨﺎﺋﻊ:
ﻭﻛﺮﻩ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺎﻧﻔﺮاﺩﻩ، ﻭﻛﺬا ﻳﻮﻡ اﻻﺛﻨﻴﻦ، ﻭاﻟﺨﻤﻴﺲ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺎﻣﺘﻬﻢ: ﺇﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﺐ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ اﻷﻳﺎﻡ ﻣﻦ اﻷﻳﺎﻡ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﺗﻌﻈﻴﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻣﺴﺘﺤﺒﺎ.
وفي ﻣﺮاﻗﻲ اﻟﻔﻼﺡ ﺷﺮﺡ ﻧﻮﺭ اﻹﻳﻀﺎﺡ
"ﻭﻛﺮﻩ ﺇﻓﺮاﺩ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ" ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻻ ﺗﺨﺼﻮا ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭﻻ ﺗﺨﺼﻮا ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺼﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻳﺎﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻮﻡ ﻳﺼﻮﻣﻪ ﺃﺣﺪﻛﻢ" ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.
وفي حاشية ابن عابدين على الدر المختار:قال الحصكفي الحنفي عند ذكر الصوم المندوب: "وَالمَندوبُ كأيّامِ البيضِ منْ كلِّ شهر، وَيومِ الجمُعَةِ وَلوْ مُنْفِردًا" [الدر المختار شرح تنوير الأبصار وجامع البحار: 142]. قال ابن عابدين معلقا عليه "(قَوْلُهُ: وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ وَلَوْ مُنْفَرِدًا) صَرَّحَ بِهِ فِي النَّهْرِ، وَكَذَا فِي الْبَحْرِ فَقَالَ: إنَّ صَوْمَهُ بِانْفِرَادِهِ مُسْتَحَبٌّ عِنْدَ الْعَامَّةِ كَالاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ" [حاشية ابن عابدين: 2/375].
ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ ﻣﻌﻠﻼ ﺑﺄﻥ ﻟﻬﺬﻩ اﻷﻳﺎﻡ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺻﻮﻣﻬﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﺃﻫﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻷﺷﺒﺎﻩ ﻭﺗﺒﻌﻪ ﻓﻲ ﻧﻮﺭ اﻹﻳﻀﺎﺡ ﻣﻦ ﻛﺮاﻫﺔ ﺇﻓﺮاﺩﻩ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻗﻮﻝ اﻟﺒﻌﺾ، ﻭﻓﻲ اﻟﺨﺎﻧﻴﺔ ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﺼﻮﻡ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻟﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻣﻪ ﻭﻻ ﻳﻔﻄﺮ. اﻩـ.
ﻭﻇﺎﻫﺮ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﺎﻷﺛﺮ ﺃﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻼ ﺑﺄﺱ اﻻﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﻭﻓﻲ اﻟﺘﺠﻨﻴﺲ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ: ﺟﺎء ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻛﺮاﻫﺘﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻩ ﻓﻜﺎﻥ اﻻﺣﺘﻴﺎﻁ ﺃﻥ ﻳﻀﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﺁﺧﺮ. اﻩـ.
أمالمالكية فقد نصوا على استحباب افراد يوم الجمعة بصوم...
جاء في ﻣﻨﺢ اﻟﺠﻠﻴﻞ ﺷﺮﺡ ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺧﻠﻴﻞ
(ﻭ) ﺟﺎﺯ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ (ﺟﻤﻌﺔ) (ﻓﻘﻂ) ﻻ ﻗﺒﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﻭﻻ ﺑﻌﺪﻩ ﻳﻮﻡ ﺃﻱ: ﻧﺪﺏ ﻓﺈﻥ ﺿﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺁﺧﺮ ﻓﻼ ﺧﻼﻑ ﻓﻲ ﻧﺪﺑﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﺴﺮ اﻟﺠﻮاﺯ ﺑﺎﻟﻨﺪﺏ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺻﻮﻡ ﻣﺴﺘﻮﻯ اﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻭﺣﻤﻞ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﻮاﺭﺩ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - «ﻻ ﻳﺼﻮﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻗﺒﻠﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻩ» ، ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﺿﻪ ﻛﻤﺎ اﺗﻘﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻠﺔ ﺑﻮﻓﺎﺗﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﻟﺬا ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ اﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻣﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ.
ﻭﻛﺬا صرح اﻟﺪﺭﺩﻳﺮ ﺑﻨﺪﺏ ﺻﻮﻣﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻘﻂ، ﻻ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻻ ﺑﻌﺪﻩ، جاء في الشرحه الكبير:
وجاز ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ (ﺟﻤﻌﺔ ﻓﻘﻂ) ﻻ ﻗﺒﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﻭﻻ ﺑﻌﺪﻩ ﻳﻮﻡ ﺃﻱ ﻳﻨﺪﺏ ﻓﺈﻥ ﺿﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺁﺧﺮ ﻓﻼ ﺧﻼﻑ ﻓﻲ ﻧﺪﺑﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺎﻟﺠﻮاﺯ ﻫﻨﺎ اﻟﻨﺪﺏ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺻﻮﻡ ﻣﺴﺘﻮﻱ اﻟﻄﺮﻓﻴﻦ.
قال الدسوقي:
ﻭﺃﻣﺎ ﺻﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺨﺼﻮﺻﻬﺎ ﻣﻊ ﻭﺭﻭﺩ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ - «ﻭﻻ ﻳﺼﻮﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻳﻮﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ» ﻓﻤﺤﻞ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻮﻑ ﻓﺮﺿﻪ ﻭﻗﺪ اﻧﺘﻔﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻠﺔ ﺑﻮﻓﺎﺗﻪ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ.
والله أعلم وأحكم.
منقول بتصرف.
جاء في ﻣﻨﺢ اﻟﺠﻠﻴﻞ ﺷﺮﺡ ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺧﻠﻴﻞ
(ﻭ) ﺟﺎﺯ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ (ﺟﻤﻌﺔ) (ﻓﻘﻂ) ﻻ ﻗﺒﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﻭﻻ ﺑﻌﺪﻩ ﻳﻮﻡ ﺃﻱ: ﻧﺪﺏ ﻓﺈﻥ ﺿﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺁﺧﺮ ﻓﻼ ﺧﻼﻑ ﻓﻲ ﻧﺪﺑﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﺴﺮ اﻟﺠﻮاﺯ ﺑﺎﻟﻨﺪﺏ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺻﻮﻡ ﻣﺴﺘﻮﻯ اﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻭﺣﻤﻞ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﻮاﺭﺩ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - «ﻻ ﻳﺼﻮﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻗﺒﻠﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻩ» ، ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﺿﻪ ﻛﻤﺎ اﺗﻘﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻠﺔ ﺑﻮﻓﺎﺗﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﻟﺬا ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ اﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻣﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ.
ﻭﻛﺬا صرح اﻟﺪﺭﺩﻳﺮ ﺑﻨﺪﺏ ﺻﻮﻣﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻘﻂ، ﻻ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻻ ﺑﻌﺪﻩ، جاء في الشرحه الكبير:
وجاز ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ (ﺟﻤﻌﺔ ﻓﻘﻂ) ﻻ ﻗﺒﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﻭﻻ ﺑﻌﺪﻩ ﻳﻮﻡ ﺃﻱ ﻳﻨﺪﺏ ﻓﺈﻥ ﺿﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺁﺧﺮ ﻓﻼ ﺧﻼﻑ ﻓﻲ ﻧﺪﺑﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺎﻟﺠﻮاﺯ ﻫﻨﺎ اﻟﻨﺪﺏ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺻﻮﻡ ﻣﺴﺘﻮﻱ اﻟﻄﺮﻓﻴﻦ.
قال الدسوقي:
ﻭﺃﻣﺎ ﺻﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺨﺼﻮﺻﻬﺎ ﻣﻊ ﻭﺭﻭﺩ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ - «ﻭﻻ ﻳﺼﻮﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻳﻮﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ» ﻓﻤﺤﻞ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻮﻑ ﻓﺮﺿﻪ ﻭﻗﺪ اﻧﺘﻔﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻠﺔ ﺑﻮﻓﺎﺗﻪ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ.
والله أعلم وأحكم.
منقول بتصرف.