من البدع العقدية التي ابتدعها مدَّعو السلفية :
1_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِتَحْرِيْمِ شّدَّ الرَّحْل لِزِيَارَةِ قَبْرِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاعْتِبَارِهِ مَعْصِيَة لَا تُقْصَرُ فِيْهَا الصَّلَاة
2_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بأَنَّ وَالِديْهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النَّار
3_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بأَنَّ التأويل بدعة لم يقل به السَّلف
4_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بأَن التفويض مِنْ شَرِّ أَقْوَالِ أَهلِ البِدعِ وَالإِلْحاد
5_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِ بعضهم بفناء النَّار
6_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِتَعَدُّدِ التَّوْحِيْد
7- من البدع العقدية التي ابتدعها مدَّعو السلفية : بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بأَنَّ المَقَامَ المَحْمُوْدَ هُوَ أَنْ يُجْلِسَ اللهُ رَسُوْلَهُ مُحَمَّدَاً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى العَرْشِ مَعَه ؟
8_ بِدْعةُ اعْتقادهم بِالنّزولِ والهرولةِ بِمعنى النُّقلةَ وَالحركةَ صِفَة لله تعالى
9_ بِدْعَةُ اعْتِقَادُهُم بِالقُرْبِ المَادِّيِّ صِفَةً لله تَعَالَى
10_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِالقَوْلِ بِحَوَادِث لَا أَوَّلَ لَهَا
11_ بدعة هدم الآثَارِ المتعلقة بِالنبِي صلى اللَّه عليه وسلمَ بِحجة منع التبَرك بهَا
12_ بِدْعَةُ اسْتِهَانَتِهِم بالوُلُوْج بِبَابِ تَكْفِيْرِ المُخَالِفِيْنَ لَهُم
13_ بِدْعَةُ القَوْلِ بِأنَّ لِله تَعَالَى كِيْفَاً مَجْهُوْلَاً
14_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِالجِسْمِيَّةِ وَالجَوَارِحِ وَالأَعْضَاءِ لِلهِ تَعَالَى
15- بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِأَنَّ لله تَعَالَى صورَة وَأَن صورَتهُ كصوْرَة الإِنْسَان
16_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بحلول الصفات الحادثة فى ذات الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
17_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِأنَّ الله يَلْمَسُ
18_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِأَنَّ ِالله يَشْعُرُ بِالمَلَلِ
19_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِ بَعْضِهِم بِأنَّ الله يَتَوَجَّع
20_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِالحَدَّ صِفَةً لله تَعَالَى
21_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِأنَّ الله فِيْ مَكَان يُسَمُّوْنَهُ بِالمَكَانِ العَدَمِي
22_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِالقُعُوْدَ وَالجُلُوْسَ صِفَةً للهِ تَعَالَى
23_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهِم بِأَنَّ بالعُلُوّ الحسى المكانى صِفَةً لِلهِ تَعَالَى فيقولون الذى فى الطائرة أقرب إلى الله من الذى على الأرض
24_ أعتقادهم بالقدم النوعى للعالم
25_ بدعة اعتقاد بعضهم إن لله تعالى صفة الشم تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا
وغيرها ....
1_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِتَحْرِيْمِ شّدَّ الرَّحْل لِزِيَارَةِ قَبْرِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاعْتِبَارِهِ مَعْصِيَة لَا تُقْصَرُ فِيْهَا الصَّلَاة
2_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بأَنَّ وَالِديْهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النَّار
3_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بأَنَّ التأويل بدعة لم يقل به السَّلف
4_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بأَن التفويض مِنْ شَرِّ أَقْوَالِ أَهلِ البِدعِ وَالإِلْحاد
5_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِ بعضهم بفناء النَّار
6_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِتَعَدُّدِ التَّوْحِيْد
7- من البدع العقدية التي ابتدعها مدَّعو السلفية : بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بأَنَّ المَقَامَ المَحْمُوْدَ هُوَ أَنْ يُجْلِسَ اللهُ رَسُوْلَهُ مُحَمَّدَاً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى العَرْشِ مَعَه ؟
8_ بِدْعةُ اعْتقادهم بِالنّزولِ والهرولةِ بِمعنى النُّقلةَ وَالحركةَ صِفَة لله تعالى
9_ بِدْعَةُ اعْتِقَادُهُم بِالقُرْبِ المَادِّيِّ صِفَةً لله تَعَالَى
10_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِالقَوْلِ بِحَوَادِث لَا أَوَّلَ لَهَا
11_ بدعة هدم الآثَارِ المتعلقة بِالنبِي صلى اللَّه عليه وسلمَ بِحجة منع التبَرك بهَا
12_ بِدْعَةُ اسْتِهَانَتِهِم بالوُلُوْج بِبَابِ تَكْفِيْرِ المُخَالِفِيْنَ لَهُم
13_ بِدْعَةُ القَوْلِ بِأنَّ لِله تَعَالَى كِيْفَاً مَجْهُوْلَاً
14_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِالجِسْمِيَّةِ وَالجَوَارِحِ وَالأَعْضَاءِ لِلهِ تَعَالَى
15- بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِأَنَّ لله تَعَالَى صورَة وَأَن صورَتهُ كصوْرَة الإِنْسَان
16_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بحلول الصفات الحادثة فى ذات الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
17_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِأنَّ الله يَلْمَسُ
18_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِأَنَّ ِالله يَشْعُرُ بِالمَلَلِ
19_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِ بَعْضِهِم بِأنَّ الله يَتَوَجَّع
20_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِالحَدَّ صِفَةً لله تَعَالَى
21_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِأنَّ الله فِيْ مَكَان يُسَمُّوْنَهُ بِالمَكَانِ العَدَمِي
22_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِالقُعُوْدَ وَالجُلُوْسَ صِفَةً للهِ تَعَالَى
23_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهِم بِأَنَّ بالعُلُوّ الحسى المكانى صِفَةً لِلهِ تَعَالَى فيقولون الذى فى الطائرة أقرب إلى الله من الذى على الأرض
24_ أعتقادهم بالقدم النوعى للعالم
25_ بدعة اعتقاد بعضهم إن لله تعالى صفة الشم تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا
وغيرها ....
تصدق الشيخ #الألباني ولا #الشيخ_الألباني
وتأمل تعليله بالمنع ثم تصويبه لرأي السادة الحنفية
نحن نعلم أنه وجود قولان للفقيه مما هو معلوم ولا حرج فيه...
لكن أن تكون العلة والفقه هكذا فهذا مما لا يعرف!!
وتأمل تعليله بالمنع ثم تصويبه لرأي السادة الحنفية
نحن نعلم أنه وجود قولان للفقيه مما هو معلوم ولا حرج فيه...
لكن أن تكون العلة والفقه هكذا فهذا مما لا يعرف!!
Forwarded from نسيم الرياض
اعتكاف المرأة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإنَّ من أهمِّ الوسائل التي تُعين العبد على جمعيَّةِ قلبه على ربِّه جلَّ وعلا وتوجُّهِه إليه سبحانه.. القيامُ بسنَّة الاعتكاف، ولذا قال الإمام الزُّهريُّ رحمه الله تعالى: عَجباً مِن النَّاس كيفَ ترَكوا الاعتكافَ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يفعلُ الشَّيءَ ويترُكُه، وما تركَ الاعتِكافَ حتَّى قُبِض.
والله سبحانه وتعالى يقول: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
والحكمة من الاعتكاف هي تفريغُ القلب مِن أمور الدُّنيا، بشغلِه بالإقبال على العِبادة مُتجرِّداً لها، وفيه تسليمُ النَّفس إلى الموْلَى بتفويضِ أمرِها إليه تبارك وتعالى، والاعتمادِ عليه والوقوفِ ببابه ومُلازمةِ عِبادتِه جلَّ وعلا والتَّقرُّب إلَيْه.
وروحُ الاعتكاف: عُكوفُ القلبِ على الله تعالى وجمعِيَّتُه عليه، والفكرُ في تحصيلِ مرضاتِه وما يُقرِّب إليه سبحانه وتعالى..
والاعتكاف عبادةٌ تصحُّ من الرِّجال والنساء والصبيان، فيصحُّ اعتكافُ المرأةِ باتِّفاق الفقهاء.. ولكن يشترط للمتزوِّجة أن يأذن لها زوجها، لأنَّه لا ينبغي لها الاعتكاف إلا بإذنه.. لكن إن حضرت المرأةُ المسجدَ لحضور مجلس علم أو ذكر، وكان ذلك بإذن زوجها، فنَوَت الاعتكاف فيه، فإنَّه يجوز.
وقد بيَّن الفقهاءُ موضعَ اعتكاف النساء:
فذهب جمهور العلماء إلى أنَّ المرأة كالرجل لا يصحُّ اعتكافها إلا في المسجد، وعلى هذا فلا يصحُّ اعتكافها في مسجد بيتها، ولا اعتكافَ إلا في مسجد تُقام فيه الصلاة، ولأنَّ مسجد البيت ليس بمسجدٍ حقيقةً ولا حكماً، فيجوز تبديلُه ونومُ الجُنُبِ فيهِ.. وكذلك لو جاز لفعلته أمَّهات المؤمنين رَضِيَ الله تعالى عنهنَّ ولو مرَّةً واحدةً تبييناً للجواز.. هذا هو مذهب الجمهور.
وذهب السادة الحنفية إلى جواز اعتكاف المرأة في مسجد بيتها، وهو الموضعُ المُعَدُّ لصلاتها الذي يُندَب لها ولكلِّ أحدٍ اتِّخاذه؛ لأنَّ موضعَ الاعتكاف في حقِّها هو الموضع الذي تكون صلاتُها فيه أفضلَ، وصلاتُها في مسجد بيتها أفضلُ، فكان موضعُ الاعتكاف مسجدَ بيتها، ولو اعتكفت في مسجد الجماعة جاز مع الكراهة التنزيهيَّة.. والبيت أفضل من مسجد حيِّها، ومسجد الحيِّ أفضلُ لها من المسجد الأعظم.
وليس للمرأة أن تعتكف في غير موضع صلاتها من بيتها، وإن لم يكن لها في البيت مكان مُتَّخذ للصلاة فلا يجوز لها الاعتكاف في بيتها.. وليس لها أن تخرج من بيتها الذي اعتكفت فيه اعتكافاً واجباً عليها كالمنذور، فلا يجوز لها أن تخرج من معتكَفِها في مسجد بيتها إلى منزلها إلا لحاجة الإنسان؛ لأنَّ ذلك في حكم المسجد لها.
وبناء عليه:
فلا حرج على المرأة أن تعتكف في بيتها على ما ذهب إليه السادة الحنفية، وهذا قولٌ معتمدٌ في مذهبٍ من المذاهب الإسلامية المعتمدة، والتي كتب الله تعالى لها القبول والاستمرار، وهي المذاهبُ الأربعة: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، لا سيَّما وأنَّ المقصود من الاعتكاف هو جمع القلب على الله سبحانه وتعالى، وتدريب النفس على الأُنس به جلَّ وعلا.
ولذا فإنَّ العلماء الربانيين يحذِّرون من المشغلة في الاعتكاف، والحديثِ في شؤون الدنيا من غير ضرورة مُلِحَّة، وأن لا يكون فيه من الطعام والكلام والمنام والاختلاط بالأنام إلا بمقدار الاحتياج والضرورة، وهذا يتوفَّر للإنسان في الاعتكاف أكثر مما يتوفَّر له في باقي الأيام.. وقد كان من وصايا شيخنا رضي الله تعالى عنه للمعتكفين أن قال: اذكروا الله كثيراً، ولا تتكلَّموا إلا بمقدار الحاجة.
وما يقع في هذه الأيام من انشغال المعتكفين ببعضهم في المساجد، وتحلُّقهم على الكلام وأطايب الطعام، وانشغالهم بالجوَّال، مُنافٍ للحكمة التي شُرع من أجلها الاعتكاف.
وفي كثير من الأحيان ـ إن لم يكن في أكثر الأحيان ـ اعتكافُ المرأة في بيتها يكون أيسرَ من اعتكافها في المسجد، فالحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على هذه السَّعَة في هذا الدين العظيم.. ومن هنا يتجلَّى معنى الأثر المشهور وهو: «اختلاف أمتي رحمة»، أي: لما في ذلك من السَّعَة على العباد واليُسر عليهم وفتح المجال أمامهم فيما يُرضي الله سبحانه وتعالى.
حفظكم الله تعالى والمسلمين وبارك فيكم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً، والحمد لله رب العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tg-me.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإنَّ من أهمِّ الوسائل التي تُعين العبد على جمعيَّةِ قلبه على ربِّه جلَّ وعلا وتوجُّهِه إليه سبحانه.. القيامُ بسنَّة الاعتكاف، ولذا قال الإمام الزُّهريُّ رحمه الله تعالى: عَجباً مِن النَّاس كيفَ ترَكوا الاعتكافَ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يفعلُ الشَّيءَ ويترُكُه، وما تركَ الاعتِكافَ حتَّى قُبِض.
والله سبحانه وتعالى يقول: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
والحكمة من الاعتكاف هي تفريغُ القلب مِن أمور الدُّنيا، بشغلِه بالإقبال على العِبادة مُتجرِّداً لها، وفيه تسليمُ النَّفس إلى الموْلَى بتفويضِ أمرِها إليه تبارك وتعالى، والاعتمادِ عليه والوقوفِ ببابه ومُلازمةِ عِبادتِه جلَّ وعلا والتَّقرُّب إلَيْه.
وروحُ الاعتكاف: عُكوفُ القلبِ على الله تعالى وجمعِيَّتُه عليه، والفكرُ في تحصيلِ مرضاتِه وما يُقرِّب إليه سبحانه وتعالى..
والاعتكاف عبادةٌ تصحُّ من الرِّجال والنساء والصبيان، فيصحُّ اعتكافُ المرأةِ باتِّفاق الفقهاء.. ولكن يشترط للمتزوِّجة أن يأذن لها زوجها، لأنَّه لا ينبغي لها الاعتكاف إلا بإذنه.. لكن إن حضرت المرأةُ المسجدَ لحضور مجلس علم أو ذكر، وكان ذلك بإذن زوجها، فنَوَت الاعتكاف فيه، فإنَّه يجوز.
وقد بيَّن الفقهاءُ موضعَ اعتكاف النساء:
فذهب جمهور العلماء إلى أنَّ المرأة كالرجل لا يصحُّ اعتكافها إلا في المسجد، وعلى هذا فلا يصحُّ اعتكافها في مسجد بيتها، ولا اعتكافَ إلا في مسجد تُقام فيه الصلاة، ولأنَّ مسجد البيت ليس بمسجدٍ حقيقةً ولا حكماً، فيجوز تبديلُه ونومُ الجُنُبِ فيهِ.. وكذلك لو جاز لفعلته أمَّهات المؤمنين رَضِيَ الله تعالى عنهنَّ ولو مرَّةً واحدةً تبييناً للجواز.. هذا هو مذهب الجمهور.
وذهب السادة الحنفية إلى جواز اعتكاف المرأة في مسجد بيتها، وهو الموضعُ المُعَدُّ لصلاتها الذي يُندَب لها ولكلِّ أحدٍ اتِّخاذه؛ لأنَّ موضعَ الاعتكاف في حقِّها هو الموضع الذي تكون صلاتُها فيه أفضلَ، وصلاتُها في مسجد بيتها أفضلُ، فكان موضعُ الاعتكاف مسجدَ بيتها، ولو اعتكفت في مسجد الجماعة جاز مع الكراهة التنزيهيَّة.. والبيت أفضل من مسجد حيِّها، ومسجد الحيِّ أفضلُ لها من المسجد الأعظم.
وليس للمرأة أن تعتكف في غير موضع صلاتها من بيتها، وإن لم يكن لها في البيت مكان مُتَّخذ للصلاة فلا يجوز لها الاعتكاف في بيتها.. وليس لها أن تخرج من بيتها الذي اعتكفت فيه اعتكافاً واجباً عليها كالمنذور، فلا يجوز لها أن تخرج من معتكَفِها في مسجد بيتها إلى منزلها إلا لحاجة الإنسان؛ لأنَّ ذلك في حكم المسجد لها.
وبناء عليه:
فلا حرج على المرأة أن تعتكف في بيتها على ما ذهب إليه السادة الحنفية، وهذا قولٌ معتمدٌ في مذهبٍ من المذاهب الإسلامية المعتمدة، والتي كتب الله تعالى لها القبول والاستمرار، وهي المذاهبُ الأربعة: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، لا سيَّما وأنَّ المقصود من الاعتكاف هو جمع القلب على الله سبحانه وتعالى، وتدريب النفس على الأُنس به جلَّ وعلا.
ولذا فإنَّ العلماء الربانيين يحذِّرون من المشغلة في الاعتكاف، والحديثِ في شؤون الدنيا من غير ضرورة مُلِحَّة، وأن لا يكون فيه من الطعام والكلام والمنام والاختلاط بالأنام إلا بمقدار الاحتياج والضرورة، وهذا يتوفَّر للإنسان في الاعتكاف أكثر مما يتوفَّر له في باقي الأيام.. وقد كان من وصايا شيخنا رضي الله تعالى عنه للمعتكفين أن قال: اذكروا الله كثيراً، ولا تتكلَّموا إلا بمقدار الحاجة.
وما يقع في هذه الأيام من انشغال المعتكفين ببعضهم في المساجد، وتحلُّقهم على الكلام وأطايب الطعام، وانشغالهم بالجوَّال، مُنافٍ للحكمة التي شُرع من أجلها الاعتكاف.
وفي كثير من الأحيان ـ إن لم يكن في أكثر الأحيان ـ اعتكافُ المرأة في بيتها يكون أيسرَ من اعتكافها في المسجد، فالحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على هذه السَّعَة في هذا الدين العظيم.. ومن هنا يتجلَّى معنى الأثر المشهور وهو: «اختلاف أمتي رحمة»، أي: لما في ذلك من السَّعَة على العباد واليُسر عليهم وفتح المجال أمامهم فيما يُرضي الله سبحانه وتعالى.
حفظكم الله تعالى والمسلمين وبارك فيكم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً، والحمد لله رب العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tg-me.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
سؤال وردني:
فضيلة الشيخ/ يعقد الناس عندنا في المغرب مجالس لسماع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ويحضر هذه المجالس العلماء والفقهاء، ومما يقرأون في تلك المجالس البردة للبوصيري.
وقال لي شخص أعرفه إنَّ قول البوصيري:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
كفر، وأن هذه القصيدة فيها شرك وكفر، فما قولكم جزاكم الله خيراً؟
الجواب:
الحمد لله الذي له الأمر وحده، خلق الخلق لعبادته، وأرشدهم برسوله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
فليس في قول البوصيري:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
شرك ولا كفر، بل فيه إثبات الشفاعة التي اتفق عليها أهل السنة والجماعة، وهذا ما أطبق عليه الأئمة الذين قاموا بشرح البردة.
وهذا البيت هو البيت (163) من أبيات (بردة البوصيري) المسماة (الكواكب الدرية في مدح خير البرية)
وناظمها هو شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري المولد في شوال 608هـ، والمتوفى في 694هـ.
وللبردة أكثر من مئتي شرح (200)، وقد تنافس العلماء في شرحها والعناية بها .. ومن أهم شروحها:
1- شرح الإمام عبد الرحمن بن خلدون المتوفى سنة 808هـ.
2- شرح العلامة الفقيه الأصولي بدر الدين الزركشي، المتوفى سنة 794 هـ.
3- وشرح الإمام المتفنن في علوم الشرع فقهاً وأصولاً وتفسيراً جلال الدين المحلي المتوفى سنة 864 هـ.
4- وشرح الإمام المحدث شهاب الدين أحمد القسطلاني المتوفى سنة 923هـ شارح البخاري، فقد شرح البردة بشرح سماه (الأنوار المضيئة في شرح الكواكب الدرية).
5- وشرح شيخ الاسلام القاضي زكرياء بن محمد الأنصاري المتوفى سنة 926هـ، المسمى (الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة).
6- وشرح الإمام الفقيه أحمد بن حجر الهيتمي، المسمى (العمدة في شرح البردة).
7- وشرح العلامة ابن علان الصديقي الشافعي المكي المتوفى سنة 1057هـ، المسمى (الذُّخْر والعدة في شرح البردة).
8- وشرح العلامة الفقيه المتفنن في العلوم إبراهيم البيجوري الشافعي.
9- وشرح العلامة الطاهر بن عاشور المالكي المسمى (شفاء القلب الجريح بشرح بردة المديح).
وعليه فقول (المعارضين) أنَّ هذا البيت: تضمن الشرك الأكبر، وأنَّ البوصيري يعتبرُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الملاذ الذي يستغيث الناس به، وأنَّ هذا الفعل من البوصيري عين شرك كفار قريش الذين كانوا يعبدون الأوثان، بل كفار قريش أحسن حالا من البوصيري فكفار قريش عند الشدائد يخلصون الدعاء والعبادة لله، والبوصيري عند الشدائد والملمات يدعو غير الله.
قولهم هذا بعيد كل البعد عن معنى البيت، وتصرفهم هذا ولوغ في تكفير أهل الإسلام ...
((ومعنى بيت البوصيري)) حقٌ لا ريب فيه، ولم أجد عالماً من علماء الأمة الإسلامية الذين قاموا بشرح هذه البردة فهم من هذا البيت ما فهم هؤلاء ... بل اتفق الأئمة العلماء الفقهاء على نقاء هذا البيت من أيّ كدر، وصفائه من أيّ غبش، ومعناه باختصار:
(يا أكرم الخلق): يا محمد يا رسول الله
(مالي من ألوذ به سواك): أي ليس هناك من يقبل أن يقوم بالشفاعة يوم القيامة عند الله تعالى غيرك، فيلوذ به الناس جميعاً.
(عند حلول الحادث العمم): أي الحادث الذي يعم الخلائق كلها، فتُجْمع البشرية من أولها إلى آخرها في عرصات القيامة.
وهذا البيت من هذه القصيدة لا يتضمن غير مسألة الشفاعة الثابتة بالأدلة القطعية عند أهل السنة والجماعة، فليس للناس في ذلك الموقف من يلوذون به إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحديث الشفاعة ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وأنس رضي الله عنهما ... بألفاظ كثيرة، ومنها لفظ البخاري التالي:
(إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض، فيأتون آدم، فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله، فيأتون موسى فيقول: لست لها، ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله، وكلمته، فيأتون عيسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيأتوني، فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي، فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد، وأخر له ساجدا، فيقول: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب، أمتي أمتي ...) الحديث
فلم يكن للناس في هول ذلك اليوم إلا الاستشفاع برسول الله صلى الله عليه وسلم، فماذا يقول المعارضون ...
(إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض، فيأتون آدم)
هل إتيانهم إلى الأنبياء آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد صلى الله وسلم عليه وعليم جميعاً ولياذهم بهم شرك، ولماذا لم يقل لهم أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام إنَّ اللياذ واللجوء إلى المخلوق شرك، وعليكم أن تتوجهوا إلى الله ... فإنه أقرب إليكم مِنَّا.
فضيلة الشيخ/ يعقد الناس عندنا في المغرب مجالس لسماع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ويحضر هذه المجالس العلماء والفقهاء، ومما يقرأون في تلك المجالس البردة للبوصيري.
وقال لي شخص أعرفه إنَّ قول البوصيري:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
كفر، وأن هذه القصيدة فيها شرك وكفر، فما قولكم جزاكم الله خيراً؟
الجواب:
الحمد لله الذي له الأمر وحده، خلق الخلق لعبادته، وأرشدهم برسوله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
فليس في قول البوصيري:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
شرك ولا كفر، بل فيه إثبات الشفاعة التي اتفق عليها أهل السنة والجماعة، وهذا ما أطبق عليه الأئمة الذين قاموا بشرح البردة.
وهذا البيت هو البيت (163) من أبيات (بردة البوصيري) المسماة (الكواكب الدرية في مدح خير البرية)
وناظمها هو شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري المولد في شوال 608هـ، والمتوفى في 694هـ.
وللبردة أكثر من مئتي شرح (200)، وقد تنافس العلماء في شرحها والعناية بها .. ومن أهم شروحها:
1- شرح الإمام عبد الرحمن بن خلدون المتوفى سنة 808هـ.
2- شرح العلامة الفقيه الأصولي بدر الدين الزركشي، المتوفى سنة 794 هـ.
3- وشرح الإمام المتفنن في علوم الشرع فقهاً وأصولاً وتفسيراً جلال الدين المحلي المتوفى سنة 864 هـ.
4- وشرح الإمام المحدث شهاب الدين أحمد القسطلاني المتوفى سنة 923هـ شارح البخاري، فقد شرح البردة بشرح سماه (الأنوار المضيئة في شرح الكواكب الدرية).
5- وشرح شيخ الاسلام القاضي زكرياء بن محمد الأنصاري المتوفى سنة 926هـ، المسمى (الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة).
6- وشرح الإمام الفقيه أحمد بن حجر الهيتمي، المسمى (العمدة في شرح البردة).
7- وشرح العلامة ابن علان الصديقي الشافعي المكي المتوفى سنة 1057هـ، المسمى (الذُّخْر والعدة في شرح البردة).
8- وشرح العلامة الفقيه المتفنن في العلوم إبراهيم البيجوري الشافعي.
9- وشرح العلامة الطاهر بن عاشور المالكي المسمى (شفاء القلب الجريح بشرح بردة المديح).
وعليه فقول (المعارضين) أنَّ هذا البيت: تضمن الشرك الأكبر، وأنَّ البوصيري يعتبرُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الملاذ الذي يستغيث الناس به، وأنَّ هذا الفعل من البوصيري عين شرك كفار قريش الذين كانوا يعبدون الأوثان، بل كفار قريش أحسن حالا من البوصيري فكفار قريش عند الشدائد يخلصون الدعاء والعبادة لله، والبوصيري عند الشدائد والملمات يدعو غير الله.
قولهم هذا بعيد كل البعد عن معنى البيت، وتصرفهم هذا ولوغ في تكفير أهل الإسلام ...
((ومعنى بيت البوصيري)) حقٌ لا ريب فيه، ولم أجد عالماً من علماء الأمة الإسلامية الذين قاموا بشرح هذه البردة فهم من هذا البيت ما فهم هؤلاء ... بل اتفق الأئمة العلماء الفقهاء على نقاء هذا البيت من أيّ كدر، وصفائه من أيّ غبش، ومعناه باختصار:
(يا أكرم الخلق): يا محمد يا رسول الله
(مالي من ألوذ به سواك): أي ليس هناك من يقبل أن يقوم بالشفاعة يوم القيامة عند الله تعالى غيرك، فيلوذ به الناس جميعاً.
(عند حلول الحادث العمم): أي الحادث الذي يعم الخلائق كلها، فتُجْمع البشرية من أولها إلى آخرها في عرصات القيامة.
وهذا البيت من هذه القصيدة لا يتضمن غير مسألة الشفاعة الثابتة بالأدلة القطعية عند أهل السنة والجماعة، فليس للناس في ذلك الموقف من يلوذون به إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحديث الشفاعة ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وأنس رضي الله عنهما ... بألفاظ كثيرة، ومنها لفظ البخاري التالي:
(إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض، فيأتون آدم، فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله، فيأتون موسى فيقول: لست لها، ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله، وكلمته، فيأتون عيسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيأتوني، فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي، فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد، وأخر له ساجدا، فيقول: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب، أمتي أمتي ...) الحديث
فلم يكن للناس في هول ذلك اليوم إلا الاستشفاع برسول الله صلى الله عليه وسلم، فماذا يقول المعارضون ...
(إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض، فيأتون آدم)
هل إتيانهم إلى الأنبياء آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد صلى الله وسلم عليه وعليم جميعاً ولياذهم بهم شرك، ولماذا لم يقل لهم أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام إنَّ اللياذ واللجوء إلى المخلوق شرك، وعليكم أن تتوجهوا إلى الله ... فإنه أقرب إليكم مِنَّا.
ولكن الأنبياء أرشدوا الناس إلى اللياذ واللجوء للاستشفاع ...
فقال آدم: (عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن)
وقال إبراهيم: (عليكم بموسى)
وقال موسى: (عليكم بعيسى)
وقال عيسى: (عليكم بمحمد)
إن الشاعر الموحد المؤمن البوصيري لا يريد ببيته إلا هذا المعنى الثابت الذي اتفق عليه أهل السنة، وإن تفسير كلامه بخلاف ((جميع العلماء)) الذين شرحوا قصيدته ظلم لا يجوز، وتكفير لأهل الإيمان بتعسفٍ من القول، وتحريف لمقصد المتكلم.
واعلم أيها السائل الكريم: أن هذا التفسير المتعسف الظالم لم يقتصر على هذا البيت من قصيدة البوصيري، بل حَمَّلوا كثيراً من أبياته ما لا تحتمل، وانطلقوا في تكفير البوصيري وملايين المسلمين الذين يرددون قصيدته المشهورة بالوهم والظن.
وإني أدعوك أيها السائل الكريم إلى العودة إلى الشروح المعتمدة التي ذكرتها لك في شرح هذه البردة، وستجد ما ذكرته لك هنا مبثوث هناك، فتح الله علينا وعليك، ورزقنا وإياك شفاعة الحبيب الأعظم، وجعلنا من حزبه المفلحين، وأتباعه الموحدين الصادقين. والله أعلم
كتبه الفقير إلى مولاه/ د. سيف علي العصري
فقال آدم: (عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن)
وقال إبراهيم: (عليكم بموسى)
وقال موسى: (عليكم بعيسى)
وقال عيسى: (عليكم بمحمد)
إن الشاعر الموحد المؤمن البوصيري لا يريد ببيته إلا هذا المعنى الثابت الذي اتفق عليه أهل السنة، وإن تفسير كلامه بخلاف ((جميع العلماء)) الذين شرحوا قصيدته ظلم لا يجوز، وتكفير لأهل الإيمان بتعسفٍ من القول، وتحريف لمقصد المتكلم.
واعلم أيها السائل الكريم: أن هذا التفسير المتعسف الظالم لم يقتصر على هذا البيت من قصيدة البوصيري، بل حَمَّلوا كثيراً من أبياته ما لا تحتمل، وانطلقوا في تكفير البوصيري وملايين المسلمين الذين يرددون قصيدته المشهورة بالوهم والظن.
وإني أدعوك أيها السائل الكريم إلى العودة إلى الشروح المعتمدة التي ذكرتها لك في شرح هذه البردة، وستجد ما ذكرته لك هنا مبثوث هناك، فتح الله علينا وعليك، ورزقنا وإياك شفاعة الحبيب الأعظم، وجعلنا من حزبه المفلحين، وأتباعه الموحدين الصادقين. والله أعلم
كتبه الفقير إلى مولاه/ د. سيف علي العصري
"جوازُ الجمع بين نيتَي قضاء رمضان والست من شوال"
الرملي في "نهاية المحتاج" (3/208) : " ولو صام في شوال قضاءً أو نذرا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها ، كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى تبعا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه علي بن صالح الحضرمي وغيرهم ، لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتب على المطلوب ، لا سيما من فاته رمضان وصام عنه شوالاً.
الشيخ عبد الله الشقفة في ( الدراسات الفقهية على مذهب الشافعية ص 467 ): " وإن صيام يوم مستحب صيامه عن قضاء أو كفارة أو نذر صح صومه عن ذلك وحصل أيضاً به أصل استحباب صومه وإن لم ينو ( أي لو لم ينو صوم اليوم المستحب ) كاندماج تحية المسجد في أي صلاة فرض أو نافلة " .
وجاء في حاشية الشرقاوي على التحرير للشيخ زكريا الأنصاري: (ولو صام فيه - أي شوال - قضاء عن رمضان أو غيره نذراً أو نفلاً آخر، حصل له ثواب تطوعها، إذ المدار على وجود الصوم في ستة أيام من شوال ... لكن لا يحصل له الثواب الكامل المترتب على المطلوب إلا بنية صومها عن خصوص الست من شوال، ولاسيما من فاته رمضان لأنه لم يصدق أنه صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال)
الرملي في "نهاية المحتاج" (3/208) : " ولو صام في شوال قضاءً أو نذرا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها ، كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى تبعا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه علي بن صالح الحضرمي وغيرهم ، لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتب على المطلوب ، لا سيما من فاته رمضان وصام عنه شوالاً.
الشيخ عبد الله الشقفة في ( الدراسات الفقهية على مذهب الشافعية ص 467 ): " وإن صيام يوم مستحب صيامه عن قضاء أو كفارة أو نذر صح صومه عن ذلك وحصل أيضاً به أصل استحباب صومه وإن لم ينو ( أي لو لم ينو صوم اليوم المستحب ) كاندماج تحية المسجد في أي صلاة فرض أو نافلة " .
وجاء في حاشية الشرقاوي على التحرير للشيخ زكريا الأنصاري: (ولو صام فيه - أي شوال - قضاء عن رمضان أو غيره نذراً أو نفلاً آخر، حصل له ثواب تطوعها، إذ المدار على وجود الصوم في ستة أيام من شوال ... لكن لا يحصل له الثواب الكامل المترتب على المطلوب إلا بنية صومها عن خصوص الست من شوال، ولاسيما من فاته رمضان لأنه لم يصدق أنه صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال)
قال ابن عساكر عن الإمام الأشعري وكتابه «المختزن» في كتابه الجليل «تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري» :
«من عرف كتابه الذي ألفه في تفسير القرآن والرد على من خالف البيان من أهل الإفك والبهتان -علم كونه من ذوي الاتباع والاستقامة، واستحقاقه التقدم في الفضل والإمامة».اهـ
وقال في موضع آخر:
«وله من التواليف والتصانيف ما لا يحصى كثرةً، وكان ألف في القرآن كتابه الملقب بـ «المختزن»، ذكر لي بعض أصحابنا أنه رأى منه طرفًا، وكان بلغ سورة (الكهف) وقد انتهى مئة كتاب، ولم يترك آية تعلق بها بدعي إلا أبطل تعلقه بها، وجعلها حجة لأهل الحق، وبين المجمل وشرح المشكل، ومن وقف على تواليفه رأى أن الله تعالى قد أمده بمواد توفيقه، وأقامه لنصرة الحق والذب عن طريقه».اهـ
ويقول في موضع آخر بعد أن ذكر أن عدد كتب الإمام الأشعري أكثر من مئتي مصنف:
«وفي ذلك ما يدل على سعة علمه، وينبئ الجاهل به عن غزارة فهمه، وخطبته في أول كتابه الذي صنفه في تفسير القرآن أدل دليل على تبريزه في العلم به الأقران، وهو الذي سماه «تفسير القرآن والرد على من خالف البيان من أهل الإفك والبهتان»، ونقض ما حرفه الجبائي والبلخي في تأليفهما، قال في أوله...» إلخ
وكل ذلك ونحن لم نتكلم إلا عن كتاب واحد فقط فكيف لو تكلمنا عن كل كتاب من كتبه بما نقله العلماء فيه؟!!
وبهذا يظهر لك مدى جهل وبلادة المشهور بالحمق الذي قال إن الإمام الأشعري لم يقدم في مصنفاته ما يجعله متفردًا في المعقول وعلم الكلام! متوهمًا أن الأشعري لم يترك إلا خمس رسائل فقط يمكن أن يحكم من خلالها على الأشعري بأنه ليس متفردًا في العلم!!! ثم طلب هذا العبقري من العوام الذين يتابعوه أن يعقدوا مقارنة بين علم الإمام أبي الحسن الأشعري المتمثل في نظره الضعيف في خمس رسائل وعلم ابن تيمية الذي وجد غالب تراثه، ثم أتى بالفاضحة فقال: إن أحسن أحوال أبي الحسن الأشعري أن يكون تلميذًا في حلقة من حلقات ابن تيمية!!!
منقول
«من عرف كتابه الذي ألفه في تفسير القرآن والرد على من خالف البيان من أهل الإفك والبهتان -علم كونه من ذوي الاتباع والاستقامة، واستحقاقه التقدم في الفضل والإمامة».اهـ
وقال في موضع آخر:
«وله من التواليف والتصانيف ما لا يحصى كثرةً، وكان ألف في القرآن كتابه الملقب بـ «المختزن»، ذكر لي بعض أصحابنا أنه رأى منه طرفًا، وكان بلغ سورة (الكهف) وقد انتهى مئة كتاب، ولم يترك آية تعلق بها بدعي إلا أبطل تعلقه بها، وجعلها حجة لأهل الحق، وبين المجمل وشرح المشكل، ومن وقف على تواليفه رأى أن الله تعالى قد أمده بمواد توفيقه، وأقامه لنصرة الحق والذب عن طريقه».اهـ
ويقول في موضع آخر بعد أن ذكر أن عدد كتب الإمام الأشعري أكثر من مئتي مصنف:
«وفي ذلك ما يدل على سعة علمه، وينبئ الجاهل به عن غزارة فهمه، وخطبته في أول كتابه الذي صنفه في تفسير القرآن أدل دليل على تبريزه في العلم به الأقران، وهو الذي سماه «تفسير القرآن والرد على من خالف البيان من أهل الإفك والبهتان»، ونقض ما حرفه الجبائي والبلخي في تأليفهما، قال في أوله...» إلخ
وكل ذلك ونحن لم نتكلم إلا عن كتاب واحد فقط فكيف لو تكلمنا عن كل كتاب من كتبه بما نقله العلماء فيه؟!!
وبهذا يظهر لك مدى جهل وبلادة المشهور بالحمق الذي قال إن الإمام الأشعري لم يقدم في مصنفاته ما يجعله متفردًا في المعقول وعلم الكلام! متوهمًا أن الأشعري لم يترك إلا خمس رسائل فقط يمكن أن يحكم من خلالها على الأشعري بأنه ليس متفردًا في العلم!!! ثم طلب هذا العبقري من العوام الذين يتابعوه أن يعقدوا مقارنة بين علم الإمام أبي الحسن الأشعري المتمثل في نظره الضعيف في خمس رسائل وعلم ابن تيمية الذي وجد غالب تراثه، ثم أتى بالفاضحة فقال: إن أحسن أحوال أبي الحسن الأشعري أن يكون تلميذًا في حلقة من حلقات ابن تيمية!!!
منقول
قال الشيخ العلامة محمد حسن هيتو حفظه الله ورعاه-:
لقد أخبرني شيخي أثناء طلبي للعلم في الأزهر، أنه قرأ يوماً أثناء طلبه للعلم في كتاب المعاملات من الفقه ما نصه : " ويحرم بيع برَمْبَلولٍ ببَرَمْبلول ".
قال : فاستعصى علي فهم هذه الكلمة، فنظرت في الشـروح فلم أجد أحداً من العلماء قد شرحها أو علق عليها، ونظرت في الحواشي، فلم أجد من بيَّنها أو أوضحها، وكدت أتهم المتون، والشروح، والحواشي والتقريرات، بالعجز والقصور، لأنها ضاقت عن أن تشرح هذه العبارة، أو أتهم المؤلف بالخطأ.
ثم رأيت أن أتهم عقلي قبل اتهامها، لأنه لو كان الخطأ في العبارة من المؤلف لتنبه له واحد على الأقل من العشرات الذين شرحوا الكتاب أو علقوا عليه، فمن المحال أن يكون الجميع قد اتفقوا على هذا الخطأ، ولا بد أن الخطأ في عقلي وفهمي.
قال فرجعت إلى شيخي أسأله عنها، فقال لي : يا بني. ما أخذ أحد العلم من الكتاب - دون معلم - إلاَّ ضل، فلابد من المعلم، ليشرح الغامض، ويقيد المطلق، ويفصل المجمل، ويبين المراد من الاصطلاح، ولو كان الكتاب وحده ينفع، دون احتياج لمعلم يشرح، لما أرسل الله مع كل كتاب رسولاً يشرحه، ويبينه، ويبلغه، ولَمَا أخذ الله العهد من الذين أوتوا الكتاب أن يبينوه للناس، ولَمَا ألجمَ الله كاتم العلم بلجام من نار، وكتب العلم متوفرة للقاصي والداني.
ثم قال لي : يا بني... إن الصواب العبارة " ويحرُمُ بيعُ بُرِّ مَبْلول بِبُرِّ مبلول ".
والأمر لا يحتاج لمعاجم وقواميس، وشروح وحواشي وإنما يحتاج لتواضع كتواضعك إذ سألتني.
قال لي شيخي ، فو الله يا بني ما نسيت منذ ذلك اليوم حكمة الشيخ ، وذكرت قول الشافعي (( ما ضحك من خطأ امرئ قط إلا وثبت صوابه في قلبه )) .
ولقد عرفت أن مراد شيخي فيما قص علي مني هذه القصة الواقعية - عرفت أنه - إنما أراد أن يعلمني كيف يجب أن يكون سلوكي في تلقي العلوم لأصل بالصواب إلى غايتها.
ولقد ابتُليَ المسلمون اليوم ، زيادة عما هم فيه من البلاء ، وفي هذا العصر الذي قبض فيه العلم بقبض العلماء ، وفشا فيه الجهل ، ابتلوا بصنف من الناس ، أخذوا بعض العلم من الكتب ، دون الرجوع إلى المعلم والمرشد ، ففهموا النصوص خطأ ، وأولوها على هواهم جهلا ، وليتهم سألوا إذ لم يعلموا ، فإنما شفاء العي السؤال ، ولكنهم أوغلوا في أوهامهم ، وجعلوا بلبلة العقول أكبر همهم ، بما أتوا به من عظائم الأمور التي أوحى بها جهلهم،زاعمين أنها هي الشرع الذي لا يجوز العدول عنه، ولا الإبتعاد منه،رغم أنها الباطل، لمخالفتها لسيرة هذه الأمة منذ أن
بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى يومها هذا ،وستبقى كذلك إن شاء الله، لا تغير مسيرتها الأهوال ، ولا توقف مدها الأوهام ، إذ ضمن الله بقاءها ، وأخبر رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام باستمرارها ، لا يضرها من خذلها حتى يأتي أمر الله.
(المُتَفَيهِقُون: ص٢٩) منقول من ازهر تي في .
لقد أخبرني شيخي أثناء طلبي للعلم في الأزهر، أنه قرأ يوماً أثناء طلبه للعلم في كتاب المعاملات من الفقه ما نصه : " ويحرم بيع برَمْبَلولٍ ببَرَمْبلول ".
قال : فاستعصى علي فهم هذه الكلمة، فنظرت في الشـروح فلم أجد أحداً من العلماء قد شرحها أو علق عليها، ونظرت في الحواشي، فلم أجد من بيَّنها أو أوضحها، وكدت أتهم المتون، والشروح، والحواشي والتقريرات، بالعجز والقصور، لأنها ضاقت عن أن تشرح هذه العبارة، أو أتهم المؤلف بالخطأ.
ثم رأيت أن أتهم عقلي قبل اتهامها، لأنه لو كان الخطأ في العبارة من المؤلف لتنبه له واحد على الأقل من العشرات الذين شرحوا الكتاب أو علقوا عليه، فمن المحال أن يكون الجميع قد اتفقوا على هذا الخطأ، ولا بد أن الخطأ في عقلي وفهمي.
قال فرجعت إلى شيخي أسأله عنها، فقال لي : يا بني. ما أخذ أحد العلم من الكتاب - دون معلم - إلاَّ ضل، فلابد من المعلم، ليشرح الغامض، ويقيد المطلق، ويفصل المجمل، ويبين المراد من الاصطلاح، ولو كان الكتاب وحده ينفع، دون احتياج لمعلم يشرح، لما أرسل الله مع كل كتاب رسولاً يشرحه، ويبينه، ويبلغه، ولَمَا أخذ الله العهد من الذين أوتوا الكتاب أن يبينوه للناس، ولَمَا ألجمَ الله كاتم العلم بلجام من نار، وكتب العلم متوفرة للقاصي والداني.
ثم قال لي : يا بني... إن الصواب العبارة " ويحرُمُ بيعُ بُرِّ مَبْلول بِبُرِّ مبلول ".
والأمر لا يحتاج لمعاجم وقواميس، وشروح وحواشي وإنما يحتاج لتواضع كتواضعك إذ سألتني.
قال لي شيخي ، فو الله يا بني ما نسيت منذ ذلك اليوم حكمة الشيخ ، وذكرت قول الشافعي (( ما ضحك من خطأ امرئ قط إلا وثبت صوابه في قلبه )) .
ولقد عرفت أن مراد شيخي فيما قص علي مني هذه القصة الواقعية - عرفت أنه - إنما أراد أن يعلمني كيف يجب أن يكون سلوكي في تلقي العلوم لأصل بالصواب إلى غايتها.
ولقد ابتُليَ المسلمون اليوم ، زيادة عما هم فيه من البلاء ، وفي هذا العصر الذي قبض فيه العلم بقبض العلماء ، وفشا فيه الجهل ، ابتلوا بصنف من الناس ، أخذوا بعض العلم من الكتب ، دون الرجوع إلى المعلم والمرشد ، ففهموا النصوص خطأ ، وأولوها على هواهم جهلا ، وليتهم سألوا إذ لم يعلموا ، فإنما شفاء العي السؤال ، ولكنهم أوغلوا في أوهامهم ، وجعلوا بلبلة العقول أكبر همهم ، بما أتوا به من عظائم الأمور التي أوحى بها جهلهم،زاعمين أنها هي الشرع الذي لا يجوز العدول عنه، ولا الإبتعاد منه،رغم أنها الباطل، لمخالفتها لسيرة هذه الأمة منذ أن
بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى يومها هذا ،وستبقى كذلك إن شاء الله، لا تغير مسيرتها الأهوال ، ولا توقف مدها الأوهام ، إذ ضمن الله بقاءها ، وأخبر رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام باستمرارها ، لا يضرها من خذلها حتى يأتي أمر الله.
(المُتَفَيهِقُون: ص٢٩) منقول من ازهر تي في .
قال سيدي الشيخ العلامة محمد عوامة - حفظه الله تعالى - :
"من أخبار السادة المُرَبِّينَ المعاصرين: ما حدثني به فضيلة الشيخ الداعية الدكتور محمد عوض، أكبر تلامذة فضيلة العلامة الأصولي المُربِّي الكبير الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمهما الله تعالى: أنه صلى الضحى مرة في المسجد، وقام ومشى فور تسليمه من الصلاة، وشيخه يرمُقه ويلاحظه من خلفه، فناداه وقال له: يا شيخ محمد، كأنك استغنيتَ عن ربك؟! فسأله التلميذ بلهفة ووَجَل: خيراً ان شاء الله يا سيدي؟ قال له الشيخ: تمشي فور تسليمك من الصلاة ولا تدعوا اللهَ بشيء!!
وهكذا تكون رعاية الربانيين لأصحابهم، أما من لم تكن له صلة بهم، ولا تلقَّى عنهم، فمن أين تحصل له هذه التوجيهات، ويستفيد هذه الرعايات، ليترقَّى في الكمالات!!.
ومن أين يكتسب هذا الرقيَّ في التربية والسلوك من لم يتلقَّ العلم عن الشيوخ؟! ، ومن أين يأخذ الشهادة بالانتساب إلى الجامعات دون مواظبة وملازمة ومباحثة؟! بل من أين يَشَمُّ رائحتها من نال الشهادات العالية بأسمائها وألقابها، لا بحقائقها، من أخذ من وراء شاشات الأجهزة الالكترونية في الجامعات المفتوحة، والتعليم عند بُعْد؟!!
(معالم إرشادية لصناعة طالب العلم: ص٢٤٢)
"من أخبار السادة المُرَبِّينَ المعاصرين: ما حدثني به فضيلة الشيخ الداعية الدكتور محمد عوض، أكبر تلامذة فضيلة العلامة الأصولي المُربِّي الكبير الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمهما الله تعالى: أنه صلى الضحى مرة في المسجد، وقام ومشى فور تسليمه من الصلاة، وشيخه يرمُقه ويلاحظه من خلفه، فناداه وقال له: يا شيخ محمد، كأنك استغنيتَ عن ربك؟! فسأله التلميذ بلهفة ووَجَل: خيراً ان شاء الله يا سيدي؟ قال له الشيخ: تمشي فور تسليمك من الصلاة ولا تدعوا اللهَ بشيء!!
وهكذا تكون رعاية الربانيين لأصحابهم، أما من لم تكن له صلة بهم، ولا تلقَّى عنهم، فمن أين تحصل له هذه التوجيهات، ويستفيد هذه الرعايات، ليترقَّى في الكمالات!!.
ومن أين يكتسب هذا الرقيَّ في التربية والسلوك من لم يتلقَّ العلم عن الشيوخ؟! ، ومن أين يأخذ الشهادة بالانتساب إلى الجامعات دون مواظبة وملازمة ومباحثة؟! بل من أين يَشَمُّ رائحتها من نال الشهادات العالية بأسمائها وألقابها، لا بحقائقها، من أخذ من وراء شاشات الأجهزة الالكترونية في الجامعات المفتوحة، والتعليم عند بُعْد؟!!
(معالم إرشادية لصناعة طالب العلم: ص٢٤٢)
قال الله تعالى في سورة إبراهيم: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ ٧﴾ ]إبراهيم: ٧[.
قال الإمام الخازن رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة: لئن شكرتم بالطاعة لأزيدنّكم في الثواب، وأصل الشكر تصوّر النعمة وإظهارها، وحقيقته الاعتراف بنعمة المنعم مع تعظيمه وتوطين النفس على هذه الطريقة، وهاهنا دقيقة وهي أنّ العبد إذا اشتغل بمطالعة أقسام نعم الله عزّ وجلّ عليه، وأنواع فضله وكرمه وإحسانه إليه اشتغل بشكر تلك النعمة وذلك يوجب المزيد، وبذلك تتأكّد محبّة العبد لِلّه عزّ وجلّ وهو مقام شريف، ومقام أعلى منه وهو أن يشغله حبّ المنعم عن الالتفات إلى النعم، وهذا مقام الصدّيقين، نسأل الله القيام بواجب شكر النعمة حتّى يزيدنا مِن فضله وكرمه وإحسانه وإنعامه.
"تفسير الخازن"، 3/75.
قال الإمام الخازن رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة: لئن شكرتم بالطاعة لأزيدنّكم في الثواب، وأصل الشكر تصوّر النعمة وإظهارها، وحقيقته الاعتراف بنعمة المنعم مع تعظيمه وتوطين النفس على هذه الطريقة، وهاهنا دقيقة وهي أنّ العبد إذا اشتغل بمطالعة أقسام نعم الله عزّ وجلّ عليه، وأنواع فضله وكرمه وإحسانه إليه اشتغل بشكر تلك النعمة وذلك يوجب المزيد، وبذلك تتأكّد محبّة العبد لِلّه عزّ وجلّ وهو مقام شريف، ومقام أعلى منه وهو أن يشغله حبّ المنعم عن الالتفات إلى النعم، وهذا مقام الصدّيقين، نسأل الله القيام بواجب شكر النعمة حتّى يزيدنا مِن فضله وكرمه وإحسانه وإنعامه.
"تفسير الخازن"، 3/75.
الإمام التفتازاني: مِن حجج المسلمين في الفقه والبلاغة والمنطق وعلوم الفلسفة، قاضي المذهب الحنفي.
أتم أول كتبه (شرح التصريف العزي ) وهو في الوسائد السادسة عشرة من عمره. وله متن (المقاصد) وهو متن مختصر في علم الكلام متين العبارة لا زال يُدرس إلى يومنا هذا، وشرحه في ما يقارب ستة مجلدات. وشرَح رسالة (الشمسية) وهي من أهم الرسائل في علم المنطق كتبها نجم الدين الكاتبي للخواجه شمس الدين الجويني ويعد شرحه عليها من أهم المراجع في علم المنطق وأعلاها.
وشرح (العقائد النسفية) وهي من أشهر كتب العقائد التي تدرس لطلاب العلم إلى الآن.
فانظر كم استفاد من علمه أجيال!
وقد كان التفتازاني تلميذ العلامة عضد الدين الإيجي (المتوفى: ٧٥٦ هـ) الذي كان أفضل من درس علم الكلام مع المنطق، والبيان مع البديع، وعلم الأصول مع حقائق التنزيل في عصره، وكان طلاب العلم يقصدونه من كل مكان، وكان مجلسه كبيرا جدا.
ومع أن التفتازاني كان أحد طلاب العضد الإيجي، إلا أن بعض المصادر التاريخية، وبعض كتب السير، تصف أن التفتازاني كان قليل الذكاء ومحدود القدرة على الفهم والحفظ، وخاصة في دراسته عند العلامة الإيجي.
إلا أن له قصة عجيبة مع رسول الله صل الله عليه وسلم كانت نقطة تحول له
حكى صاحب "شذرات الذهب" ، الفقيه والمؤرخ ابن العماد الحنبلي، قصة عجيبة عن تحول حال التفتازاني من رجل يوصف ببلادة الذهن، إلى إمام فقيه أصولي ألمعي، قال:
" كان سعد الدين في ابتداء طلبه بعيد الفهم جدّا ولم يكن في جماعة العضد أبلد منه ومع ذلك فكان كثير الاجتهاد، ولم يؤيسه جمود فهمه من الطلب!
وكان العضد يضرب به المثل بين جماعته في البلادة!
فاتّفق أن أتاه إلى خلوته رجل لا يعرفه فقال له: ( قم يا سعد الدين لنذهب إلى السير) .
فقال(التفتازاني) : ما للسير خُلِقتُ، أنا لا أفهم شيئا مع المطالعة فكيف إذا ذهبتُ إلى السير ولم أطالع!
فذهب وعاد وقال له: ( قم بنا إلى السير)، فأجابه بالجواب الأول ولم يذهب معه!
فذهب الرجل وعاد وقال له: مثل ما قال أوّلاً.
فقال(التفتازاني) :
ما رأيت أبلد منك ألم أقل لك ما للسير خلقت!
فقال له الرجل:
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوك.
فقام (التفتازاني) منزعجاً ولم ينتعل بل خرج حافياً حتى وصل به إلى مكان خارج البلد به شجيرات.
فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه تحت تلك الشجيرات فتبسم له وقال له:
( نرسل إليك المرة بعد المرة ولا تأت! ).
فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما علمتُ أنك المُرسِل، وأنت أعلم بما اعتذرت به من سوء فهمي، وقلة حفظي، وأشكو إليك ذلك.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: افتح فمك، وتفل له فيه، ودعا له ثم أمره بالعود إلى منزله وبشره بالفتح فعاد وقد تضلع علماً ونوراً.
فلما كان من الغد أتى إلى مجلس "العضد الإيجي" وجلس مكانه فأورد في أثناء جلوسه أشياء ظنّ رفقته من الطلبة أنها لا معنى لها لما يعهدون منه، فلما سمعها العضدُ بكى، وقال: أمرك يا سعد الدين إلي؛ فإنك اليوم غيرك فيما مضى، ثم قام من مجلسه، وأجلسه فيه، وفخم أمره من يومئذ " ..
رؤيا رسول اللّٰه ﷺ
أتم أول كتبه (شرح التصريف العزي ) وهو في الوسائد السادسة عشرة من عمره. وله متن (المقاصد) وهو متن مختصر في علم الكلام متين العبارة لا زال يُدرس إلى يومنا هذا، وشرحه في ما يقارب ستة مجلدات. وشرَح رسالة (الشمسية) وهي من أهم الرسائل في علم المنطق كتبها نجم الدين الكاتبي للخواجه شمس الدين الجويني ويعد شرحه عليها من أهم المراجع في علم المنطق وأعلاها.
وشرح (العقائد النسفية) وهي من أشهر كتب العقائد التي تدرس لطلاب العلم إلى الآن.
فانظر كم استفاد من علمه أجيال!
وقد كان التفتازاني تلميذ العلامة عضد الدين الإيجي (المتوفى: ٧٥٦ هـ) الذي كان أفضل من درس علم الكلام مع المنطق، والبيان مع البديع، وعلم الأصول مع حقائق التنزيل في عصره، وكان طلاب العلم يقصدونه من كل مكان، وكان مجلسه كبيرا جدا.
ومع أن التفتازاني كان أحد طلاب العضد الإيجي، إلا أن بعض المصادر التاريخية، وبعض كتب السير، تصف أن التفتازاني كان قليل الذكاء ومحدود القدرة على الفهم والحفظ، وخاصة في دراسته عند العلامة الإيجي.
إلا أن له قصة عجيبة مع رسول الله صل الله عليه وسلم كانت نقطة تحول له
حكى صاحب "شذرات الذهب" ، الفقيه والمؤرخ ابن العماد الحنبلي، قصة عجيبة عن تحول حال التفتازاني من رجل يوصف ببلادة الذهن، إلى إمام فقيه أصولي ألمعي، قال:
" كان سعد الدين في ابتداء طلبه بعيد الفهم جدّا ولم يكن في جماعة العضد أبلد منه ومع ذلك فكان كثير الاجتهاد، ولم يؤيسه جمود فهمه من الطلب!
وكان العضد يضرب به المثل بين جماعته في البلادة!
فاتّفق أن أتاه إلى خلوته رجل لا يعرفه فقال له: ( قم يا سعد الدين لنذهب إلى السير) .
فقال(التفتازاني) : ما للسير خُلِقتُ، أنا لا أفهم شيئا مع المطالعة فكيف إذا ذهبتُ إلى السير ولم أطالع!
فذهب وعاد وقال له: ( قم بنا إلى السير)، فأجابه بالجواب الأول ولم يذهب معه!
فذهب الرجل وعاد وقال له: مثل ما قال أوّلاً.
فقال(التفتازاني) :
ما رأيت أبلد منك ألم أقل لك ما للسير خلقت!
فقال له الرجل:
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوك.
فقام (التفتازاني) منزعجاً ولم ينتعل بل خرج حافياً حتى وصل به إلى مكان خارج البلد به شجيرات.
فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه تحت تلك الشجيرات فتبسم له وقال له:
( نرسل إليك المرة بعد المرة ولا تأت! ).
فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما علمتُ أنك المُرسِل، وأنت أعلم بما اعتذرت به من سوء فهمي، وقلة حفظي، وأشكو إليك ذلك.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: افتح فمك، وتفل له فيه، ودعا له ثم أمره بالعود إلى منزله وبشره بالفتح فعاد وقد تضلع علماً ونوراً.
فلما كان من الغد أتى إلى مجلس "العضد الإيجي" وجلس مكانه فأورد في أثناء جلوسه أشياء ظنّ رفقته من الطلبة أنها لا معنى لها لما يعهدون منه، فلما سمعها العضدُ بكى، وقال: أمرك يا سعد الدين إلي؛ فإنك اليوم غيرك فيما مضى، ثم قام من مجلسه، وأجلسه فيه، وفخم أمره من يومئذ " ..
رؤيا رسول اللّٰه ﷺ
إذا دخل العام الهجري، أنكَروا على الناس الاحتفال برأس السنة وما في ذلك من تذكر للهجرة ودروسها والعبر التي فيها، وإذا دخل ربيع الأول أنكروا على الناس الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في ذلك من تذكر لسيرته والصلاة عليه ومدحه، وإذا دخل شهر رجب أنكروا على الناس الاحتفال بذكرى الإسراء وما في ذلك من قيام ليلها، وإذا دخل شهر شعبان أنكروا تعبد الناس في ليلة النصف منه.
فإذا دخل رمضان أنكروا على الناس صلاة التراويح عشرين ركعة، وأباحوا للناس إكمال الشرب إذا أذن الفجر، وشككوا الناس في توقيت الفجر رأسا، ومنعوهم من أمور لا تفطّر، ونكدوا على الناس في كل مسجد بتشدقهم في هيئات صلاة يسع الناس فعلها، فإذا اقترب رمضان من الانتهاء أنكروا على الناس إخراج زكاة الفطر نقدا وزعموا إن إخراجها بعد صلاة العيد لا يجزئ، فإذا دخل العيد في شوال أنكروا على الناس خطبتي العيد، وأنكروا زيارة الأقارب وامتعضوا من مظاهر البهجة، وضيقوا عليهم في كيفية صيام الست من شوال، فإذا دخل ذو الحجة أنكروا على الناس ألوانا من العبادة في العشر الأول، وأنكروا زيارة الحجيج لرسول الله صلى الله عليه وسلم قصدا له لا لمسجده، فإذا انتهى العام رجعنا لإنكار الاحتفال برأس السنة.
ولعلك تلاحظ أن هناك هدنة في شهور صفَر وربيع الثاني إلى جمادى الآخرة ثم ذي القعدة، فهل يتركونك فيها؟ أبدا والله بل هذا غذاؤهم ومعاشهم، فتارة ينكرون على الناس بعض الألفاظ التي يسع الناس قولها، وتارة ينكرون عليهم زيارة القبور والدعاء عندها، وتارة ينكرون على النساء الأخذ من شعر البدن أو تلوين ملابسهن أو ربما أنكروا عليهن وجودهن في الحياة رأسا، ثم الطامة الكبرى ينكرون على الناس الاجتماع لمديح رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه.
ثم إنهم لا يفسدون في آحاد المسائل فقط بل في المنهج ذاته، فتجدهم ينقبون في صفحات الفايسبوك عن أي حديث ضعيف فينكرون على صاحبه كتابته ولو كان في محل لا يُمنع فيه ذكر الضعيف ولو كان الحديث صحيحا عند غيرهم من العلماء، ويرمون المسلمين بالشرك ليلا ونهارا، ويستسهلون الخوض في صفات الله، ويجرّئون العامة على الاستدراك على الصحابة والتابعين، ويخذّلون الناس عن تقليد المذاهب الأربعة، ويرمون حملة الشريعة المتبوعين بالشرك تارة وبنسب الخطأ لجملتهم تارة في ما توبعوا عليه قرنا بعد قرن.
ولم أذكر غير ذلك من عشرات المسائل ولم أفتش عن أقوال شاذة عندهم، بل كل ما ذكرته هنا هو قول قال به أحد كبرائهم الذين يعتدون برأيهم، وكل هذا الذي ينكرونه في غير محله، إما لأن الإجماع على غيره، وإما لأن المذاهب الأربعة متفقة على غيره، وإما لأن أحد المذاهب الأربعة على غيره فيكون إنكارهم هذا في أحسن الأحوال معدودا في ما أجمع أهل العلم على عدم جواز إنكاره على العامة، إذ لا إنكار في المختلف فيه في حق المقلدين، ذلك بأن المقلد مصيب في تقليده قطعا وإن كان المجتهد مصيب في اجتهاده ظنا.
وليت إنكارهم الذي يكون في غير محله يأتي منفردا، بل يأتي عادةً مصحوبا بسوء الخلق والتشدق والانتفاخ والثرثرة وكل ما يكون من ثقل الدم وغلظة الطبع، حتى أنه من نشأ منا في وسطهم قد يتوب مما كان فيه غير أنه يجد صعوبة في الانفكاك عن تلك النفسية العطنة.
وهذا الذي أقوله هو كلام عن الكيان الاعتباري لا عن آحاد الأشخاص، فليس كل شخص منهم ينكر كل شيء من هذا، وإنما هي لوثة يحمل منها صاحبها بحسب ما يتعرض له من ذلك المنهج الفاسد الذي نبت عن أرض سوء فأخرج شجرة خبيثة.
وليس الغرض من الكلام شيطنة آحاد الأفراد، فإن كثيرا منهم أصحاب دين يظنون أنهم على حق إذا فعلوا ذلك، وإن منهم لصاحب القلب الخاشع المنيب، وإن منهم لمن لا يُدانَى في الإحسان إلى جاره وضيفه، وإن منهم لمن يبرع في تملّك قلوب العامة وإرشادهم إلى تقوى الله، وإن منهم لمن لا يخشى في الله لومة لائم، وإن منهم لصاحب الخلق الطيب والقلب الرقيق، حتى رءوسهم ومشايخهم الذين أخذوا بأيديهم إلى هذه المخالفات، فإنهم مع هذا كله من أهل القبلة، أقرب إلينا ممن يحارب الله ورسوله، وإني والله أرجو لهم جميعا أن يعودوا إلى الحق، وأن يعيدوا النظر في أدبياتهم وأصول منهجهم التي لا علاقة لها بما كان عليه المسلمون قرنا بعد قرن.
ولا أدعو أحدا إلى اتباع ما يقوله مشايخي أنا ولا ما يقوله فلان أو علان من أهل الزمان، وإنما أدعو نفسي وأدعوهم إلى اتباع ما كان عليه فقهاء المذاهب الأربعة وورثتهم الذين تلقت الأمة مذاهبهم بالقبول، والجدّ في تعلم ذلك بطريق منهجي قويم لا بالتعليم الطياري والعبث الفايسبوكي، فإنا إن نفعل ذلك يحق لنا أن ننسب أنفسنا إلى السلف ونرجو من الله أن يلحقنا بهم على بون ما بيننا، وإن نُعرِض عن هذا فما لنا من هذه النسبة اسم ولا حقيقة.
فإذا دخل رمضان أنكروا على الناس صلاة التراويح عشرين ركعة، وأباحوا للناس إكمال الشرب إذا أذن الفجر، وشككوا الناس في توقيت الفجر رأسا، ومنعوهم من أمور لا تفطّر، ونكدوا على الناس في كل مسجد بتشدقهم في هيئات صلاة يسع الناس فعلها، فإذا اقترب رمضان من الانتهاء أنكروا على الناس إخراج زكاة الفطر نقدا وزعموا إن إخراجها بعد صلاة العيد لا يجزئ، فإذا دخل العيد في شوال أنكروا على الناس خطبتي العيد، وأنكروا زيارة الأقارب وامتعضوا من مظاهر البهجة، وضيقوا عليهم في كيفية صيام الست من شوال، فإذا دخل ذو الحجة أنكروا على الناس ألوانا من العبادة في العشر الأول، وأنكروا زيارة الحجيج لرسول الله صلى الله عليه وسلم قصدا له لا لمسجده، فإذا انتهى العام رجعنا لإنكار الاحتفال برأس السنة.
ولعلك تلاحظ أن هناك هدنة في شهور صفَر وربيع الثاني إلى جمادى الآخرة ثم ذي القعدة، فهل يتركونك فيها؟ أبدا والله بل هذا غذاؤهم ومعاشهم، فتارة ينكرون على الناس بعض الألفاظ التي يسع الناس قولها، وتارة ينكرون عليهم زيارة القبور والدعاء عندها، وتارة ينكرون على النساء الأخذ من شعر البدن أو تلوين ملابسهن أو ربما أنكروا عليهن وجودهن في الحياة رأسا، ثم الطامة الكبرى ينكرون على الناس الاجتماع لمديح رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه.
ثم إنهم لا يفسدون في آحاد المسائل فقط بل في المنهج ذاته، فتجدهم ينقبون في صفحات الفايسبوك عن أي حديث ضعيف فينكرون على صاحبه كتابته ولو كان في محل لا يُمنع فيه ذكر الضعيف ولو كان الحديث صحيحا عند غيرهم من العلماء، ويرمون المسلمين بالشرك ليلا ونهارا، ويستسهلون الخوض في صفات الله، ويجرّئون العامة على الاستدراك على الصحابة والتابعين، ويخذّلون الناس عن تقليد المذاهب الأربعة، ويرمون حملة الشريعة المتبوعين بالشرك تارة وبنسب الخطأ لجملتهم تارة في ما توبعوا عليه قرنا بعد قرن.
ولم أذكر غير ذلك من عشرات المسائل ولم أفتش عن أقوال شاذة عندهم، بل كل ما ذكرته هنا هو قول قال به أحد كبرائهم الذين يعتدون برأيهم، وكل هذا الذي ينكرونه في غير محله، إما لأن الإجماع على غيره، وإما لأن المذاهب الأربعة متفقة على غيره، وإما لأن أحد المذاهب الأربعة على غيره فيكون إنكارهم هذا في أحسن الأحوال معدودا في ما أجمع أهل العلم على عدم جواز إنكاره على العامة، إذ لا إنكار في المختلف فيه في حق المقلدين، ذلك بأن المقلد مصيب في تقليده قطعا وإن كان المجتهد مصيب في اجتهاده ظنا.
وليت إنكارهم الذي يكون في غير محله يأتي منفردا، بل يأتي عادةً مصحوبا بسوء الخلق والتشدق والانتفاخ والثرثرة وكل ما يكون من ثقل الدم وغلظة الطبع، حتى أنه من نشأ منا في وسطهم قد يتوب مما كان فيه غير أنه يجد صعوبة في الانفكاك عن تلك النفسية العطنة.
وهذا الذي أقوله هو كلام عن الكيان الاعتباري لا عن آحاد الأشخاص، فليس كل شخص منهم ينكر كل شيء من هذا، وإنما هي لوثة يحمل منها صاحبها بحسب ما يتعرض له من ذلك المنهج الفاسد الذي نبت عن أرض سوء فأخرج شجرة خبيثة.
وليس الغرض من الكلام شيطنة آحاد الأفراد، فإن كثيرا منهم أصحاب دين يظنون أنهم على حق إذا فعلوا ذلك، وإن منهم لصاحب القلب الخاشع المنيب، وإن منهم لمن لا يُدانَى في الإحسان إلى جاره وضيفه، وإن منهم لمن يبرع في تملّك قلوب العامة وإرشادهم إلى تقوى الله، وإن منهم لمن لا يخشى في الله لومة لائم، وإن منهم لصاحب الخلق الطيب والقلب الرقيق، حتى رءوسهم ومشايخهم الذين أخذوا بأيديهم إلى هذه المخالفات، فإنهم مع هذا كله من أهل القبلة، أقرب إلينا ممن يحارب الله ورسوله، وإني والله أرجو لهم جميعا أن يعودوا إلى الحق، وأن يعيدوا النظر في أدبياتهم وأصول منهجهم التي لا علاقة لها بما كان عليه المسلمون قرنا بعد قرن.
ولا أدعو أحدا إلى اتباع ما يقوله مشايخي أنا ولا ما يقوله فلان أو علان من أهل الزمان، وإنما أدعو نفسي وأدعوهم إلى اتباع ما كان عليه فقهاء المذاهب الأربعة وورثتهم الذين تلقت الأمة مذاهبهم بالقبول، والجدّ في تعلم ذلك بطريق منهجي قويم لا بالتعليم الطياري والعبث الفايسبوكي، فإنا إن نفعل ذلك يحق لنا أن ننسب أنفسنا إلى السلف ونرجو من الله أن يلحقنا بهم على بون ما بيننا، وإن نُعرِض عن هذا فما لنا من هذه النسبة اسم ولا حقيقة.
يعلم الله قد حاولت قدر طاقتي ألا يخرج هذا مخرَج التحزب والعصبية، وإنما كتبته ليتنبّه المنصف على أي أرض يقف بعد أن خالف حملة الشريعة والمذاهب المتبوعة وجموع المسلمين في كل هذه المسائل، فلعله يراجع نفسه أو يتفكر، أو لعله يكفّ لسانه عن الناس فيسكت ويَسْلَم حتى يتبيّن.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
*الدعاء عند قبور الأنبياء والأولياء والصالحين مما كان مشهوراً عن الأئمة والعلماء*
قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 142، ط. دار الفكر): [ويُسْتَحَبُّ الإكثار من الزيارة، وأن يكثر الوقوف عند قبور أهل الخير والفضل] اهـ
وقال العلامة ابن الجزري صاحب "الحصن الحصين": وجُرِّب استجابةُ الدعاءِ عند قبور الصالحين. انظر: "تحفة الذاكرين" للإمام الشوكاني (ص: 74، ط. دار القلم).
قال ابن الجوزي، قال : " كَثُرَ ضجيجي مِن مرضي وعجزتُ عن طبِّ نفسي، فلجأتُ إلى قبورِ الصَّالحين وتوسّلتُ في صلاحي، فاجتذبني لطفُ مولاي بي إلى الخلوةِ على كراهة مني، وردَّ قلبي علي بعد نفورٍ مني
انظر صيد الخاطر .
لننظر ماذا كان يقول الأئمة في هذا :
وروى الإمام مالك في “الموطأ” عن عبد الله بن دينار أن سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أنه كان إذا أراد سفرًا أو قدم من سفر جاء قبر النبي عليه الصلاة والسلام فصلى عليه ودعا ثم انصرف، قال محمد: هكذا ينبغي أن يفعله إذا قدم المدينة يأتي قبر النبي عليه الصلاة والسلام”.
انظر في( التعليق الممجد على موطأ الإمام محمد) وهو
شرح لموطأ مالك برواية محمد بن الحسن للإمام الحافظ الشيخ محمد عبد الحي اللكنوي
فإنه ذكر كلاماً جميلاً في هذا
قَالَ الإِمَامُ مَالِكٌ لِلْخَلِيفَةِ أَبِي جَعفَرٍ الْمَنصُورِ لَمَّا حَجَّ وَزَارَ قَبرَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَأَلَ مَالِكًا قَائِلًا:
يَا أَبَا عَبدِ الله أَستَقبِلُ الْقِبلَةَ وَأَدعُو أَم أَستَقبِلُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟
فَقَالَ لَهُ الإِمَامُ مَالِكٌ (وَلِمَ تَصرِفُ وَجهَكَ عَنهُ وَهُوَ وَسِيلَتُكَ وَوَسِيلَةُ أَبِيكَ آدَمَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِلَى الله تَعَالَى يَومَ الْقِيَامَةِ؟ بَلِ استَقبِلهُ واستَشفِع بِهِ فَيُشَفِّعهُ الله) (الشِّفَا، 2/42).
فوا عجباً ممن يمنع استقبال القبر الشريف للدعاء
ويقول هذه بدعة نعوذ بالله من الخذلان
وَقَالَ الزُّرقَانِيُّ فِي شَرحِ المَوَاهِبِ (12/195):
إِنَّ كُتُبَ الْمَالِكِيَّةِ طَافِحَةٌ بِاستِحبَابِ الدُّعَاءِ عِندَ الْقَبرِ مُستَقبِلًا لَهُ مُستَدبِرًا لِلْقِبلَةِ، وَمِمَّن نَصَّ عَلَى ذَلِكَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَابِسِيُّ وَأَبُو بَكرِ بنُ عَبدِ الرَّحمَنِ وَالْعَلَّامَةُ خَلِيلٌ فِي (مَنسَكِهِ) وَنَقَلَهُ فِي (الشِّفَا) عَنِ ابنِ وَهبٍ عَن مَالِكٍ قَالَ: إِذَا سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا يَقِفُ وَوَجهُهُ إلَى الْقَبرِ لَا إلَى الْقِبلَةِ، وَيَدنُو وَيُسَلِّمُ عَلَيهِ.انتهى
وعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ رَأَيْت أُسَامَة بن زيد عَند حُجْرَةِ عَائِشَةَ يَدْعُو فَجَاءَ مَرْوَانُ فَأَسْمَعَهُ كَلامًا فَقَالَ أُسَامَةُ أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يبغض الْفَاحِش الْبَذِيء.
رواه ابن حبان في صحيحه، وحسنه الضياء المقدسي في المختارة وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد، وأحد أسانيد الطبراني رجاله ثقات.
وروى الدارمي بسند رجاله ثقات عن أبي الْجَوْزَاءِ أَوْس بْن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُحِطَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَحْطًا شَدِيدًا، فَشَكَوْا إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: “انْظُرُوا قَبْرَ النَّبِيِّ فَاجْعَلُوا مِنْهُ كِوًى إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ سَقْفٌ، قَالَ: فَفَعَلُوا، فَمُطِرْنَا مَطَرًا حَتَّى نَبَتَ الْعُشْبُ، وَسَمِنَتِ الْإِبِلُ حَتَّى تَفَتَّقَتْ مِنَ الشَّحْمِ، فَسُمِّيَ عَامَ الْفَتْقِ.
وقد أورد الإمام الدارمي هذه الرواية عن سيدتنا عائشة رضي الله عنها تحت عنوان: “باب مَا أَكْرَمَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ – صلى الله عليه وسلم – بَعْدَ مَوْتِهِ”
قال أبو نعيم في معرفة الصحابة في ترجمة طلحة بن عبيد الله –رضي الله عنه- :
( حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: " قَدْ رَأَيْتُ جَمَاعَةً مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ إِذَا هَمَّ أَحَدُهُمْ بِأَمْرٍ , قَصَدَ إِلَى قَبْرِهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَدَعَا بِحَضْرَتِهِ فَيَكَادُ يَعْرِفُ الْإِجَابَةَ، وَأَخْبَرَنَا مَشَايِخُنَا بِهِ قَدِيمًا أَنَّهُمْ رَأَوْا مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ يَفْعَلُه )
يقول الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/ 106-107، ط. مؤسسة الرسالة) في ترجمة السيدة نفيسة رضي الله عنها: [السيدة الْمُكَرَّمة الصَّالِحَة ابنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد ابن السيد سبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما... وقيل: كانت من الصالحات العوابد، والدعاء مُسْتَجَابٌ عند قَبْرِهَا، بل وعند قبور الأنبياء والصالحين] اهـ.
قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 142، ط. دار الفكر): [ويُسْتَحَبُّ الإكثار من الزيارة، وأن يكثر الوقوف عند قبور أهل الخير والفضل] اهـ
وقال العلامة ابن الجزري صاحب "الحصن الحصين": وجُرِّب استجابةُ الدعاءِ عند قبور الصالحين. انظر: "تحفة الذاكرين" للإمام الشوكاني (ص: 74، ط. دار القلم).
قال ابن الجوزي، قال : " كَثُرَ ضجيجي مِن مرضي وعجزتُ عن طبِّ نفسي، فلجأتُ إلى قبورِ الصَّالحين وتوسّلتُ في صلاحي، فاجتذبني لطفُ مولاي بي إلى الخلوةِ على كراهة مني، وردَّ قلبي علي بعد نفورٍ مني
انظر صيد الخاطر .
لننظر ماذا كان يقول الأئمة في هذا :
وروى الإمام مالك في “الموطأ” عن عبد الله بن دينار أن سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أنه كان إذا أراد سفرًا أو قدم من سفر جاء قبر النبي عليه الصلاة والسلام فصلى عليه ودعا ثم انصرف، قال محمد: هكذا ينبغي أن يفعله إذا قدم المدينة يأتي قبر النبي عليه الصلاة والسلام”.
انظر في( التعليق الممجد على موطأ الإمام محمد) وهو
شرح لموطأ مالك برواية محمد بن الحسن للإمام الحافظ الشيخ محمد عبد الحي اللكنوي
فإنه ذكر كلاماً جميلاً في هذا
قَالَ الإِمَامُ مَالِكٌ لِلْخَلِيفَةِ أَبِي جَعفَرٍ الْمَنصُورِ لَمَّا حَجَّ وَزَارَ قَبرَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَأَلَ مَالِكًا قَائِلًا:
يَا أَبَا عَبدِ الله أَستَقبِلُ الْقِبلَةَ وَأَدعُو أَم أَستَقبِلُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟
فَقَالَ لَهُ الإِمَامُ مَالِكٌ (وَلِمَ تَصرِفُ وَجهَكَ عَنهُ وَهُوَ وَسِيلَتُكَ وَوَسِيلَةُ أَبِيكَ آدَمَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِلَى الله تَعَالَى يَومَ الْقِيَامَةِ؟ بَلِ استَقبِلهُ واستَشفِع بِهِ فَيُشَفِّعهُ الله) (الشِّفَا، 2/42).
فوا عجباً ممن يمنع استقبال القبر الشريف للدعاء
ويقول هذه بدعة نعوذ بالله من الخذلان
وَقَالَ الزُّرقَانِيُّ فِي شَرحِ المَوَاهِبِ (12/195):
إِنَّ كُتُبَ الْمَالِكِيَّةِ طَافِحَةٌ بِاستِحبَابِ الدُّعَاءِ عِندَ الْقَبرِ مُستَقبِلًا لَهُ مُستَدبِرًا لِلْقِبلَةِ، وَمِمَّن نَصَّ عَلَى ذَلِكَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَابِسِيُّ وَأَبُو بَكرِ بنُ عَبدِ الرَّحمَنِ وَالْعَلَّامَةُ خَلِيلٌ فِي (مَنسَكِهِ) وَنَقَلَهُ فِي (الشِّفَا) عَنِ ابنِ وَهبٍ عَن مَالِكٍ قَالَ: إِذَا سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا يَقِفُ وَوَجهُهُ إلَى الْقَبرِ لَا إلَى الْقِبلَةِ، وَيَدنُو وَيُسَلِّمُ عَلَيهِ.انتهى
وعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ رَأَيْت أُسَامَة بن زيد عَند حُجْرَةِ عَائِشَةَ يَدْعُو فَجَاءَ مَرْوَانُ فَأَسْمَعَهُ كَلامًا فَقَالَ أُسَامَةُ أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يبغض الْفَاحِش الْبَذِيء.
رواه ابن حبان في صحيحه، وحسنه الضياء المقدسي في المختارة وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد، وأحد أسانيد الطبراني رجاله ثقات.
وروى الدارمي بسند رجاله ثقات عن أبي الْجَوْزَاءِ أَوْس بْن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُحِطَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَحْطًا شَدِيدًا، فَشَكَوْا إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: “انْظُرُوا قَبْرَ النَّبِيِّ فَاجْعَلُوا مِنْهُ كِوًى إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ سَقْفٌ، قَالَ: فَفَعَلُوا، فَمُطِرْنَا مَطَرًا حَتَّى نَبَتَ الْعُشْبُ، وَسَمِنَتِ الْإِبِلُ حَتَّى تَفَتَّقَتْ مِنَ الشَّحْمِ، فَسُمِّيَ عَامَ الْفَتْقِ.
وقد أورد الإمام الدارمي هذه الرواية عن سيدتنا عائشة رضي الله عنها تحت عنوان: “باب مَا أَكْرَمَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ – صلى الله عليه وسلم – بَعْدَ مَوْتِهِ”
قال أبو نعيم في معرفة الصحابة في ترجمة طلحة بن عبيد الله –رضي الله عنه- :
( حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: " قَدْ رَأَيْتُ جَمَاعَةً مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ إِذَا هَمَّ أَحَدُهُمْ بِأَمْرٍ , قَصَدَ إِلَى قَبْرِهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَدَعَا بِحَضْرَتِهِ فَيَكَادُ يَعْرِفُ الْإِجَابَةَ، وَأَخْبَرَنَا مَشَايِخُنَا بِهِ قَدِيمًا أَنَّهُمْ رَأَوْا مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ يَفْعَلُه )
يقول الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/ 106-107، ط. مؤسسة الرسالة) في ترجمة السيدة نفيسة رضي الله عنها: [السيدة الْمُكَرَّمة الصَّالِحَة ابنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد ابن السيد سبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما... وقيل: كانت من الصالحات العوابد، والدعاء مُسْتَجَابٌ عند قَبْرِهَا، بل وعند قبور الأنبياء والصالحين] اهـ.
قال الإمام ابن حبان –وهو من أئمة السلف- في كتابه الثقات في الجزء الثامن برقم (14411 ) :
( على بن موسى الرضا وهو على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب أبو الحسن , من سادات أهل البيت وعقلائهم وجلة الهاشميين ونبلائهم , .... وقبره بسنا باذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد , قد زرته مرارا كثيرة , وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر على بن موسى الرضا -صلوات الله على جده وعليه- ودعوت الله إزالتها عني , إلا أستجيب لي وزالت عنى تلك الشدة , وهذا شيء جربته مرارا فوجدته كذلك , أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وسلم الله عليه وعليهم أجمعين) .
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب (7/339) :
( وقال الحاكم في تاريخ نيسابور .... وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول : خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشائخنا , وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضى بطوس قال : فرأيت من تعظيمه يعنى ابن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا ) .
وعن عَلِيّ بْن ميمون، قَالَ: سمعت الشافعي، يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إِلَى قبره في كل يوم، يَعْنِي زائرًا، فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين، وجئت إِلَى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تُقضَى”. راجع: تاريخ بغداد (1/445)، أخبار أبي حنيفة وأصحابه (1/94)، الطبقات السنية في تراجم الحنفية (1/46).
قال ابن الجزري في غاية النهاية عند ترجمة الإمام الشافعي : وقبره بقرافة مصر مشهور والدعاء عنده مستجاب , ولما زرته قلت :
زرت الإمام الشافعي ... لأن ذلك نافعي
لأنال منه شفاعة ... أكرم به من شافع )
وقال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة معروف الكرخي (9/ 343): [وعن إبراهيم الحربي قال: قبر معروف الترياق الْمُجَرَّب] اهـ.
وقد قال الحافظ الذهبي معقبًا: “يُريِدُ إِجَابَةَ دُعَاءِ المُضْطَرِ عِنْدَهُ؛ لأَنَّ البِقَاعَ المُبَارَكَةِ يُسْتَجَابُ عِنْدَهَا الدُّعَاءُ، كَمَا أَنَّ الدُّعَاءَ فِي السَّحَرِ مَرْجُوٌّ، وَدُبُرَ المَكْتُوْبَاتِ، وَفِي المَسَاجِدِ”
كان الامام المحاملي يقول: أعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة ما قصده مهموم إلا فرج الله همه.
تاريخ بغداد.
قال الحافظ ابن الملقن في طبقات الأولياء في ترجمة معروف الكرخي .. وأهل بغداد يستسقون به، ويقولون: " قبره ترياق مجرب! " .
قال أبو عبد الرحمن الزهري: " قبره معروف لقضاء الحوائج. يقال: أنه من قرأ عنده - مائة مرة - : ((قل هو الله أحد))، وسأل الله ما يريد، قضى حاجته " .
ومثل هذا يذكر عن قبر أشهب، وابن القاسم، صاحبي الأمام مالك. وهما مدفونان في مشهد واحد بقرافة مصر، يقال أن زائرهما، إذا وقف بين القبرين، مستقبلا القبلة، ودعا استجيب له، وقد جرب ذلك.
وقد زرتهما وقرأت عندهما مائة مرة ((قل هو الله أحد)) ودعوت الله لأمر نزل بي، أرجو زواله فزال ) .
ويقول الإمام المقرئ الحاذق شمس الدين ابن الجزري عن قبر الإمام الشاطبي إمام القراءات كما في (غاية النهاية في طبقات القراء 2/23): “وقبره مشهور معروف، يُقصد للزيارة، وقد زرته مرات، وعرض عليَّ بعض أصحابي الشاطبية عند قبره، ورأيت بركة الدعاء عند قبره بالإجابة – رحمه الله ورضي عنه”.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في رفع الإصر في ترجمة بكار .. وصلى عليه ابن أخيه محمد بن الحسن بن قتيبة ، ودفن بطريق القرافة ، والدعاء عند قبره مستجاب ) .
قال السخاوي في الضوء اللامع في ترجمة علي بن أحمد أبو الحسن الآدمي ج3 دفن في القرافة بالقرب من تربة التاج بن عطاء الله؛ وتأسف الناس عليه , ويقال أن الدعاء عند قبره مستجاب) .
قال ابن العمادالحنبلي في شذرات الذهب في ترجمة نصر بن إبراهيم المقدسي ج3 قال النووي : سمعنا الشيوخ يقولون : الدعاء عند قبره يوم السبت مستجاب ) .
قال ابن أبي يعلى الفراء الحنبلي في طبقات الحنابلة في ترجمة أبي جعفر عبد الخالق بن عيسى , عند ذكره الطبقة السادسة :
( ولزم الناس قبره ليلاً ونهاراً مدة طويلة , ويقرأون ختمات ويكثرون الدعاء , ولقد بلغني أنه ختم على قبره في مدة شهور ألوف ختمات , وكثرت المنامات من الصالحين بالرؤى الصالحة له ) .
( على بن موسى الرضا وهو على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب أبو الحسن , من سادات أهل البيت وعقلائهم وجلة الهاشميين ونبلائهم , .... وقبره بسنا باذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد , قد زرته مرارا كثيرة , وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر على بن موسى الرضا -صلوات الله على جده وعليه- ودعوت الله إزالتها عني , إلا أستجيب لي وزالت عنى تلك الشدة , وهذا شيء جربته مرارا فوجدته كذلك , أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وسلم الله عليه وعليهم أجمعين) .
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب (7/339) :
( وقال الحاكم في تاريخ نيسابور .... وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول : خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشائخنا , وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضى بطوس قال : فرأيت من تعظيمه يعنى ابن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا ) .
وعن عَلِيّ بْن ميمون، قَالَ: سمعت الشافعي، يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إِلَى قبره في كل يوم، يَعْنِي زائرًا، فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين، وجئت إِلَى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تُقضَى”. راجع: تاريخ بغداد (1/445)، أخبار أبي حنيفة وأصحابه (1/94)، الطبقات السنية في تراجم الحنفية (1/46).
قال ابن الجزري في غاية النهاية عند ترجمة الإمام الشافعي : وقبره بقرافة مصر مشهور والدعاء عنده مستجاب , ولما زرته قلت :
زرت الإمام الشافعي ... لأن ذلك نافعي
لأنال منه شفاعة ... أكرم به من شافع )
وقال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة معروف الكرخي (9/ 343): [وعن إبراهيم الحربي قال: قبر معروف الترياق الْمُجَرَّب] اهـ.
وقد قال الحافظ الذهبي معقبًا: “يُريِدُ إِجَابَةَ دُعَاءِ المُضْطَرِ عِنْدَهُ؛ لأَنَّ البِقَاعَ المُبَارَكَةِ يُسْتَجَابُ عِنْدَهَا الدُّعَاءُ، كَمَا أَنَّ الدُّعَاءَ فِي السَّحَرِ مَرْجُوٌّ، وَدُبُرَ المَكْتُوْبَاتِ، وَفِي المَسَاجِدِ”
كان الامام المحاملي يقول: أعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة ما قصده مهموم إلا فرج الله همه.
تاريخ بغداد.
قال الحافظ ابن الملقن في طبقات الأولياء في ترجمة معروف الكرخي .. وأهل بغداد يستسقون به، ويقولون: " قبره ترياق مجرب! " .
قال أبو عبد الرحمن الزهري: " قبره معروف لقضاء الحوائج. يقال: أنه من قرأ عنده - مائة مرة - : ((قل هو الله أحد))، وسأل الله ما يريد، قضى حاجته " .
ومثل هذا يذكر عن قبر أشهب، وابن القاسم، صاحبي الأمام مالك. وهما مدفونان في مشهد واحد بقرافة مصر، يقال أن زائرهما، إذا وقف بين القبرين، مستقبلا القبلة، ودعا استجيب له، وقد جرب ذلك.
وقد زرتهما وقرأت عندهما مائة مرة ((قل هو الله أحد)) ودعوت الله لأمر نزل بي، أرجو زواله فزال ) .
ويقول الإمام المقرئ الحاذق شمس الدين ابن الجزري عن قبر الإمام الشاطبي إمام القراءات كما في (غاية النهاية في طبقات القراء 2/23): “وقبره مشهور معروف، يُقصد للزيارة، وقد زرته مرات، وعرض عليَّ بعض أصحابي الشاطبية عند قبره، ورأيت بركة الدعاء عند قبره بالإجابة – رحمه الله ورضي عنه”.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في رفع الإصر في ترجمة بكار .. وصلى عليه ابن أخيه محمد بن الحسن بن قتيبة ، ودفن بطريق القرافة ، والدعاء عند قبره مستجاب ) .
قال السخاوي في الضوء اللامع في ترجمة علي بن أحمد أبو الحسن الآدمي ج3 دفن في القرافة بالقرب من تربة التاج بن عطاء الله؛ وتأسف الناس عليه , ويقال أن الدعاء عند قبره مستجاب) .
قال ابن العمادالحنبلي في شذرات الذهب في ترجمة نصر بن إبراهيم المقدسي ج3 قال النووي : سمعنا الشيوخ يقولون : الدعاء عند قبره يوم السبت مستجاب ) .
قال ابن أبي يعلى الفراء الحنبلي في طبقات الحنابلة في ترجمة أبي جعفر عبد الخالق بن عيسى , عند ذكره الطبقة السادسة :
( ولزم الناس قبره ليلاً ونهاراً مدة طويلة , ويقرأون ختمات ويكثرون الدعاء , ولقد بلغني أنه ختم على قبره في مدة شهور ألوف ختمات , وكثرت المنامات من الصالحين بالرؤى الصالحة له ) .
فائدة في قبر الإمام البخاري:
.قال ابن بشكوال في الصلة في ترجمة نصر بن محمد بن عبد الملك :
( أخبرنا القاضي الشهيد أبو عبد الله محمد بن أحمد رحمه الله قراءةعليه وأنا أسمع قال: قرأت على أبي على حسين بن محمد الغساني قال: أخبرني أبوالحسن طاهر بن مفوز والمعافري قال: أنا أبو الفتح وأبو الليث نصر بن الحسن التنكتي المقيم بسمرقند قدم عليهم بلنسية عام أربعة وستين وأربع مائة.
قال: قحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام قال: فاستسقى الناس مراراً فلم يسقوا , قال: فأتى رجل من الصالحين معروف بالصلاح مشهور به إلى قاضي سمرقند فقال له: إني قد رأيت رأياً أعرضه عليك , قال: وما هو قال: أرى أن تخرج ويخرج الناس معك إلى قبر الإمام محمد بن إسماعيل البخاري -رحمه الله- وقبره بخرتنك وتستسقوا عنده , فعسى الله أن يسقينا قال: فقال القاضي نعم ما رأيت.
فخرج القاضي وخرج الناس معه واستسقى القاضي بالناس وبكى الناس عند القبر وتشفعوا بصاحبه , فأرسل الله السماء بماءٍ عظيم غزير أقام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيام أو نحوها لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته وبين خرتنك وسمرقند ثلاثة أميال أو نحوها ) .
فبعد هذا من رمى الناس بالبدعة او بالشرك فقد رمى قبل هذا الأئمة والعلماء بهذا فنسأل الله السلامة من القول من غير علم
منقول
.قال ابن بشكوال في الصلة في ترجمة نصر بن محمد بن عبد الملك :
( أخبرنا القاضي الشهيد أبو عبد الله محمد بن أحمد رحمه الله قراءةعليه وأنا أسمع قال: قرأت على أبي على حسين بن محمد الغساني قال: أخبرني أبوالحسن طاهر بن مفوز والمعافري قال: أنا أبو الفتح وأبو الليث نصر بن الحسن التنكتي المقيم بسمرقند قدم عليهم بلنسية عام أربعة وستين وأربع مائة.
قال: قحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام قال: فاستسقى الناس مراراً فلم يسقوا , قال: فأتى رجل من الصالحين معروف بالصلاح مشهور به إلى قاضي سمرقند فقال له: إني قد رأيت رأياً أعرضه عليك , قال: وما هو قال: أرى أن تخرج ويخرج الناس معك إلى قبر الإمام محمد بن إسماعيل البخاري -رحمه الله- وقبره بخرتنك وتستسقوا عنده , فعسى الله أن يسقينا قال: فقال القاضي نعم ما رأيت.
فخرج القاضي وخرج الناس معه واستسقى القاضي بالناس وبكى الناس عند القبر وتشفعوا بصاحبه , فأرسل الله السماء بماءٍ عظيم غزير أقام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيام أو نحوها لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته وبين خرتنك وسمرقند ثلاثة أميال أو نحوها ) .
فبعد هذا من رمى الناس بالبدعة او بالشرك فقد رمى قبل هذا الأئمة والعلماء بهذا فنسأل الله السلامة من القول من غير علم
منقول
قال أبو سليمان الخطابي:
قوله: (خلق آدم على صورته) الهاء وقعت كناية بين إسمين ظاهرين فلم يصلح أن تصرف إلى الله تعالى؛ لقيام الدليل على أنه ليس بذي صورة، سبحانه ليس كمثله شيء، فكان مرجعها إلى آدم عليه السلام، والمعنى: أن ذرية آدم إنما خلقوا أطوارًا؛ كانوا في مبدأ الخلق نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم صاروا صورًا أجنة، ثم يولودون أطفالًا، وينشأون صغارًا إلى أن يكبروا فيتم طول أجسامهم. يقول : إن آدم لم يكن خلقه على هذه الصورة لكنه أول خلقه وجد خلقًا تامًا طوله ستون ذراعًا.
قوله: (خلق آدم على صورته) الهاء وقعت كناية بين إسمين ظاهرين فلم يصلح أن تصرف إلى الله تعالى؛ لقيام الدليل على أنه ليس بذي صورة، سبحانه ليس كمثله شيء، فكان مرجعها إلى آدم عليه السلام، والمعنى: أن ذرية آدم إنما خلقوا أطوارًا؛ كانوا في مبدأ الخلق نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم صاروا صورًا أجنة، ثم يولودون أطفالًا، وينشأون صغارًا إلى أن يكبروا فيتم طول أجسامهم. يقول : إن آدم لم يكن خلقه على هذه الصورة لكنه أول خلقه وجد خلقًا تامًا طوله ستون ذراعًا.
بسم الله
لما كنت سلفيًا.. كنت غارقًا في البدع متوهمًا أنها السنن، معرضًا عن الحق إلى الباطل واهمًا أنه السنة، مجترئًا على كافة العلماء بالتخطئة والتغليط، بل والتبديع والتكفير إلا نفرًأ قليلًا منهم على رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية.
ما عرفت الاتباع إلا لما رأيت أهل الله الصوفية، ولا فهمت حقيقة التمسك بالكتاب والسنة إلا لما رزقت النظر لهؤلاء القوم.
الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، كذا يقول العقلاء والمنصوفون، ولا إخال أحدًا من المنتسبين للسلفية عرف كنه التصوف وتصوره، غير أنهم يستحسنون ويستقبحون بمقتضى الطبع، كثيرًا ما يتعاملون بما أُسميه (الفقه الانطباعي)
غير أن كلامنا مجروحٌ عندهم؛ فلتسمع لقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى إذ يقول: من سلك مسلك الجنيد من أهل التصوف والمعرفة.. كان قد اهتدى ونجا وسعد. اهـ
ويقول: وكان الجنيد - رضي الله عنه - سيد الطائفة ومن أحسنهم تعليما وتأديبا وتقويما.
ويقول: فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشايخ السلف مثل الفضيل بن عياض، وإِبراهيم بن أدهم، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، والسري السقطي، والجنيد بن محمد، وغيرهم من المتقدمين، ومثل الشيخ عبدالقادر «الجيلاني»، والشيخ حماد، والشيخ أبي البيان، وغيرهم من المتأخرين.
ومعلومٌ لكل ذي إنصافٍ أن هؤلاء المذكورين هم أعلام التصوف وأربابه وإليهم ترجع الطريق كلها باختلاف أسمائها.
ويقول: طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا إنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معرفون وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم، والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب، بحسب اجتهاده، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين، وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ، وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب، ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاصٍ لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم.
وأما عن الانتساب إلى الطرق الصوفية؛ فيقول: فلا ريب أن الناس يحتاجون من يتلقون عنه الإيمان والقرآن كما تلقى الصحابة ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وتلقاه عنهم التابعون وبذلك يحصل اتباع السابقين الأولين بإحسان. فكما أن المرء له من يعلمه القرآن والنحو فكذلك له من يعلمه الدين الباطن والظاهر. اهـ
وقد حكى يوسف بن عبد الهادي الحنبلي أن الشيخ ابن تيمية قد انتسب للطريقة القادرية من طريق ابن قدامة المقدسي الذي لبس الخرقة من يدي الشيخ عبد القادر نفسه، وقد جزم بذلك جورج مقدسي، ونسب إليه كتاب المسائل التبريزية الذي ذكر فيه إسناده إلى الطريقة القادرية.
فضلا عن الاحترام والتقدير اللذين يبثهما ابن تيمية في كتاباته للشيخ عبد القادر، فهو يشير إليه بلقب «قطب العارفين» وهو« شيخنا أبو محمد قدس الله روحه«، كما أنه كثير الاستشهاد بكلامه رضي الله عنه؛ فقد أفرد مئات الصفحات لشرح كتاب الشيخ عبد القادر " فتوح الغيب" في المجلد العاشر من الفتاوى والمسمى 'كتاب علم السلوك، ويذكر في كتاب علم السلوك ما يلي: حدثني أبي عن محيي الدين النحاس وأظنني سمعتها منه أنه رأى الشيخ عبد القادر في منامه وهو يقول إخبارا عن الحق تعالى : من جاءنا تلقيناه.
ناهيك عن انتساب طائفةٍ كبيرةٍ من العلماء للطرق الصوفية من غير نكيرٍ، كابن قدامة المقدسي، وعبد الغني المقدسي، والعز ابن عبد السلام، بل والذهبي لبس الخرقة من طريق سيدنا شهاب الدين السُّهروردي الشافعي شيخ الخلوتية.
وهذا أبو عبد الله الهروي الحنبلي الملقب بشيخ الإسلام، كان صوفيًا شهيرًا، وهو صاحب كتاب: منازل السائرين إلى رب العالمين، يشرح فيها الطريق الصوفي، طريق الزهد الوصول إلى الله تعالى، وقد شرح هذا الكتاب ابن القيم في مدارج السالكين، وقد امتزج ابن القيم بكلام الصوفية وإشاراتهم ومصطلحاتهم
=======
كل الطرق الصوفية.. في الحقيقة طريقٌ واحدٌ، هو طريق الهدي النبوي، غير أن بعضهم يختار الدخول من باب الزهد والصيام، والبض يختار الدخول من باب خدمة الناس، والبعض من باب الصلاة وتكثير الركعات، والبعض من باب الذكر والقرآن.
فكل مرشدٍ مربٍّ لك.. له طريقةٌ هي نوعٌ من الطريق النبوي للوصول إلى الله تعالى؛ فلو ذهبت للشيخ أسامة عبد العظيم السلفي مثلًا، وطلبت منه النصح لترتقي، سيقول لك: صل ألف ركعة، واختم أربعين ختمة، ثم تعال إليَّ، أليست هذه طريقة؟!، وهكذا
فالضابط عند أهل الله الصوفية: التمسك بالكتاب والسنة، كيف وقد تواتر ذلك عنهم؛ إذ يقول الجنيد وهو سيد الطائفة الصوفية: علمنا مقيد بالكتاب والسنة، فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يصح أن يتكلم في علمنا.
لما كنت سلفيًا.. كنت غارقًا في البدع متوهمًا أنها السنن، معرضًا عن الحق إلى الباطل واهمًا أنه السنة، مجترئًا على كافة العلماء بالتخطئة والتغليط، بل والتبديع والتكفير إلا نفرًأ قليلًا منهم على رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية.
ما عرفت الاتباع إلا لما رأيت أهل الله الصوفية، ولا فهمت حقيقة التمسك بالكتاب والسنة إلا لما رزقت النظر لهؤلاء القوم.
الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، كذا يقول العقلاء والمنصوفون، ولا إخال أحدًا من المنتسبين للسلفية عرف كنه التصوف وتصوره، غير أنهم يستحسنون ويستقبحون بمقتضى الطبع، كثيرًا ما يتعاملون بما أُسميه (الفقه الانطباعي)
غير أن كلامنا مجروحٌ عندهم؛ فلتسمع لقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى إذ يقول: من سلك مسلك الجنيد من أهل التصوف والمعرفة.. كان قد اهتدى ونجا وسعد. اهـ
ويقول: وكان الجنيد - رضي الله عنه - سيد الطائفة ومن أحسنهم تعليما وتأديبا وتقويما.
ويقول: فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشايخ السلف مثل الفضيل بن عياض، وإِبراهيم بن أدهم، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، والسري السقطي، والجنيد بن محمد، وغيرهم من المتقدمين، ومثل الشيخ عبدالقادر «الجيلاني»، والشيخ حماد، والشيخ أبي البيان، وغيرهم من المتأخرين.
ومعلومٌ لكل ذي إنصافٍ أن هؤلاء المذكورين هم أعلام التصوف وأربابه وإليهم ترجع الطريق كلها باختلاف أسمائها.
ويقول: طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا إنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معرفون وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم، والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب، بحسب اجتهاده، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين، وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ، وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب، ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاصٍ لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم.
وأما عن الانتساب إلى الطرق الصوفية؛ فيقول: فلا ريب أن الناس يحتاجون من يتلقون عنه الإيمان والقرآن كما تلقى الصحابة ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وتلقاه عنهم التابعون وبذلك يحصل اتباع السابقين الأولين بإحسان. فكما أن المرء له من يعلمه القرآن والنحو فكذلك له من يعلمه الدين الباطن والظاهر. اهـ
وقد حكى يوسف بن عبد الهادي الحنبلي أن الشيخ ابن تيمية قد انتسب للطريقة القادرية من طريق ابن قدامة المقدسي الذي لبس الخرقة من يدي الشيخ عبد القادر نفسه، وقد جزم بذلك جورج مقدسي، ونسب إليه كتاب المسائل التبريزية الذي ذكر فيه إسناده إلى الطريقة القادرية.
فضلا عن الاحترام والتقدير اللذين يبثهما ابن تيمية في كتاباته للشيخ عبد القادر، فهو يشير إليه بلقب «قطب العارفين» وهو« شيخنا أبو محمد قدس الله روحه«، كما أنه كثير الاستشهاد بكلامه رضي الله عنه؛ فقد أفرد مئات الصفحات لشرح كتاب الشيخ عبد القادر " فتوح الغيب" في المجلد العاشر من الفتاوى والمسمى 'كتاب علم السلوك، ويذكر في كتاب علم السلوك ما يلي: حدثني أبي عن محيي الدين النحاس وأظنني سمعتها منه أنه رأى الشيخ عبد القادر في منامه وهو يقول إخبارا عن الحق تعالى : من جاءنا تلقيناه.
ناهيك عن انتساب طائفةٍ كبيرةٍ من العلماء للطرق الصوفية من غير نكيرٍ، كابن قدامة المقدسي، وعبد الغني المقدسي، والعز ابن عبد السلام، بل والذهبي لبس الخرقة من طريق سيدنا شهاب الدين السُّهروردي الشافعي شيخ الخلوتية.
وهذا أبو عبد الله الهروي الحنبلي الملقب بشيخ الإسلام، كان صوفيًا شهيرًا، وهو صاحب كتاب: منازل السائرين إلى رب العالمين، يشرح فيها الطريق الصوفي، طريق الزهد الوصول إلى الله تعالى، وقد شرح هذا الكتاب ابن القيم في مدارج السالكين، وقد امتزج ابن القيم بكلام الصوفية وإشاراتهم ومصطلحاتهم
=======
كل الطرق الصوفية.. في الحقيقة طريقٌ واحدٌ، هو طريق الهدي النبوي، غير أن بعضهم يختار الدخول من باب الزهد والصيام، والبض يختار الدخول من باب خدمة الناس، والبعض من باب الصلاة وتكثير الركعات، والبعض من باب الذكر والقرآن.
فكل مرشدٍ مربٍّ لك.. له طريقةٌ هي نوعٌ من الطريق النبوي للوصول إلى الله تعالى؛ فلو ذهبت للشيخ أسامة عبد العظيم السلفي مثلًا، وطلبت منه النصح لترتقي، سيقول لك: صل ألف ركعة، واختم أربعين ختمة، ثم تعال إليَّ، أليست هذه طريقة؟!، وهكذا
فالضابط عند أهل الله الصوفية: التمسك بالكتاب والسنة، كيف وقد تواتر ذلك عنهم؛ إذ يقول الجنيد وهو سيد الطائفة الصوفية: علمنا مقيد بالكتاب والسنة، فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يصح أن يتكلم في علمنا.
ويقول صاحب السير والسلوك: كل دواء يطلب به علاج النفس ليس منصوصًا في السنة.. فهو عين الداء لها.
وغيرذلك من كلامهم المبسوط في نحو قواعد التصوف للشيخ زروق، والتعرف.
لم يرد على المبتدعة والباطنية أحد كالصوفية؛ فالغزالي هو من تصدى لهم وأوجهم وأتى على مذهبهم، وأبو عبد الرحمن السلمي في " طبقات الصوفية يذكر أن كثيرا من المشايخ ذموا الحلاج وأنكروا عليه، ولم يعدوه من مشايخ الطريق؛ وأكثرهم حط عليه، وممن ذمه وحط عليه أبو القاسم الجنيد.
======
وليس كل تحزبٍ في الإسلام يكون مذمومًا لذاته؛ فالمهاجرون والأنصار أحزابٌ، والمذاهب الفقهية أحزابٌ، إنما المذموم هو تعصب الجاهلية ودعواها.
====
وأهل التصوف عرفوا الطريق الصوفي بأنه التوحيد الخالص؛ ألا ترى لقول الشبلي تلميذ الجنيد: بدء التصوف معرفة الله، ونهايته توحيد الله.
فلسنا دعاة شركٍ، ولا نعبد غير الله، وأما التبرك والتوسل بالنبي وبالصالحين أحياء وأموتًا؛ فقد أجازه أهل المذاهب الأربعة، ولم يخالف إلا شذوذات من الناس؛ فإن كنت سلفيًا حقًا؛ فيسعك ما وسع الأئمة من أهل المذاهب الأربعة، وإلا.. فأنت خلَفيٌّ مذمومٌ.
وأما الاستغاثة؛ فمن رأيتهم من المشايخ ينكرون على ذلك، وإن كانوا لا يكفرون المتلبس مثل ذلك .
على أنه لم يقل أحد من أهل الطريق بأنه يجب على المريد التوسل والاستغاثة، بل ولم يقل أحد من الصوفية باستحباب ذلك - وإن استحب التوسل بعض الفقهاء - غاية الأمر أنهم اتبعوا الفقهاء في إباحة ذلك؛ فلم ينكروا عن من فعل؛ فهو عند الفقهاء مثل شرب الماء، أرأيت لو رأيت شاربًا للماء أكنت منكرًأ عليه؟!.
ولا يغتر أحدٌ بفهمٍ خاطيءٍ لنحو قوله تعالى: ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّه ) ، ( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) ، ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )
فهذه الآيات نزلت في المشركين قال ربنا - جل جلاله- حكاية عن حالهم مع آلهتهم المزعومة ( ويعبدون ) ، ( ما نعبدهم)، ونحن وجمهور المسلمبن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له ، ولا نعتقد في غيره تأثيرًا ولا نفعًا ولا ضراً ولا فعلًا ، بل هو وحده - جل جلاله - الفاعل الحقيقي للأشياء وكلنا مقهورون بقدرته ، خاضعون لقوته ، مفتقرون لفضله ورحمته.
ولا أحد يقصدُ الأموات ويطلب منهم طلبًا حقيقيًا إلا الجهلة وهؤلاء نعلمهم ولا نكفرهم، ولو ساغ الإنكارعلى كل متوسلٍ.. لأنكر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على سيدنا ربيعة بن كعب الأسلمي حينما قال له: ( أسألك مرافقتك في الجنة)؛ فإن إدخال الناس الجنة لا ينبغي لأحد إلا لرب العزة سبحانه وتعالى.
أبو حمزة الشافعي
وغيرذلك من كلامهم المبسوط في نحو قواعد التصوف للشيخ زروق، والتعرف.
لم يرد على المبتدعة والباطنية أحد كالصوفية؛ فالغزالي هو من تصدى لهم وأوجهم وأتى على مذهبهم، وأبو عبد الرحمن السلمي في " طبقات الصوفية يذكر أن كثيرا من المشايخ ذموا الحلاج وأنكروا عليه، ولم يعدوه من مشايخ الطريق؛ وأكثرهم حط عليه، وممن ذمه وحط عليه أبو القاسم الجنيد.
======
وليس كل تحزبٍ في الإسلام يكون مذمومًا لذاته؛ فالمهاجرون والأنصار أحزابٌ، والمذاهب الفقهية أحزابٌ، إنما المذموم هو تعصب الجاهلية ودعواها.
====
وأهل التصوف عرفوا الطريق الصوفي بأنه التوحيد الخالص؛ ألا ترى لقول الشبلي تلميذ الجنيد: بدء التصوف معرفة الله، ونهايته توحيد الله.
فلسنا دعاة شركٍ، ولا نعبد غير الله، وأما التبرك والتوسل بالنبي وبالصالحين أحياء وأموتًا؛ فقد أجازه أهل المذاهب الأربعة، ولم يخالف إلا شذوذات من الناس؛ فإن كنت سلفيًا حقًا؛ فيسعك ما وسع الأئمة من أهل المذاهب الأربعة، وإلا.. فأنت خلَفيٌّ مذمومٌ.
وأما الاستغاثة؛ فمن رأيتهم من المشايخ ينكرون على ذلك، وإن كانوا لا يكفرون المتلبس مثل ذلك .
على أنه لم يقل أحد من أهل الطريق بأنه يجب على المريد التوسل والاستغاثة، بل ولم يقل أحد من الصوفية باستحباب ذلك - وإن استحب التوسل بعض الفقهاء - غاية الأمر أنهم اتبعوا الفقهاء في إباحة ذلك؛ فلم ينكروا عن من فعل؛ فهو عند الفقهاء مثل شرب الماء، أرأيت لو رأيت شاربًا للماء أكنت منكرًأ عليه؟!.
ولا يغتر أحدٌ بفهمٍ خاطيءٍ لنحو قوله تعالى: ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّه ) ، ( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) ، ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )
فهذه الآيات نزلت في المشركين قال ربنا - جل جلاله- حكاية عن حالهم مع آلهتهم المزعومة ( ويعبدون ) ، ( ما نعبدهم)، ونحن وجمهور المسلمبن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له ، ولا نعتقد في غيره تأثيرًا ولا نفعًا ولا ضراً ولا فعلًا ، بل هو وحده - جل جلاله - الفاعل الحقيقي للأشياء وكلنا مقهورون بقدرته ، خاضعون لقوته ، مفتقرون لفضله ورحمته.
ولا أحد يقصدُ الأموات ويطلب منهم طلبًا حقيقيًا إلا الجهلة وهؤلاء نعلمهم ولا نكفرهم، ولو ساغ الإنكارعلى كل متوسلٍ.. لأنكر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على سيدنا ربيعة بن كعب الأسلمي حينما قال له: ( أسألك مرافقتك في الجنة)؛ فإن إدخال الناس الجنة لا ينبغي لأحد إلا لرب العزة سبحانه وتعالى.
أبو حمزة الشافعي