Telegram Web Link
أحسنتم، الإجابةُ هي قولُ آسيةَ زوجةِ فِرعَونَ: ( ‏رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ )، فاختارَتِ الجوارَ قبل الدَّارِ.
قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا يُلدَغُ المُؤمنُ من جُحرٍ واحدٍ مرَّتَينِ".
مُتَّفقٌ عليه: رواه البُخاريُّ ( ٦١٣٣ )، ومُسلِمٌ ( ٢٩٩٨ ) من حديثِ أبي هُرَيرةِ.

في سُورةِ يُوسُفَ شاهدٌ بمعنى هذا الحديثِ؟
أحسنتُم، الإجابةُ هي قولُه تعالى على لسانِ يعقوبَ عليه السَّلامُ: ( قَالَ هَلْ آمَنُكُم عَلَيهِ إِلَّا كَمَا أَمِنتُكُم عَلَى أَخِيهِ مِن قَبلُ فَاللَّهُ خَيرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرحَمُ الرَّاحِمِينَ ).
آيةٌ كريمةٌ، تقعُ في الجُزءِ السَّادسِ والعِشرِينَ، ورَدَتْ فيها كلمةُ "هل"؛ الأُولى كانَتْ سُؤالًا، والثَّانيةُ كانَتْ جوابًا؟
أحسنتُم، الإجابةُ هي قولُه تعالى: ( يَومَ نَقولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امتَلَأتِ وَتَقولُ هَل مِن مَزيدٍ ).
"هل" الأُولى سُؤالٌ، والثَّانيةُ جوابٌ.
سمَّى اللهُ عزَّ وجلَّ في القُرآنِ خمسةَ أنبياءَ قبل أن يُولَدُوا، فمَن هم؟، مع ذِكرِ الآياتِ.
أحسنتُم، الإجابةُ هي: إسحاقُ ويعقوبُ، ويحيى، وعِيسى، ومُحمَّدٌ، صلواتُ اللهِ عليهم.
قال الذَّهبيُّ في السِّير ( ١٢ / ٤٩٣ ) من ترجمةِ الإمامِ المُزَنيِّ: "وامتَلَأتِ البلادُ بمُختَصَرِه في الفِقهِ، وشرَحَهُ عدَّةٌ من الكِبارِ، بحيثُ يُقالُ: كانَتِ البِكْرُ يكونُ في جَهازِها نُسخةٌ بمُختَصَرِ المُزَنيِّ". اهـ
- قال التَّابعيُّ الإمامُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ هُرمُزَ الأعرجُ: "ما أدركتُ النَّاسَ إلَّا وَهم يلعنونَ الكَفَرةَ في رمضانَ".

رواه مالكٌ في المُوطَّإِ ( ٣٠٤ - رواية اللَّيثيِّ ) و ( ٢٨٢ - رواية أبي مُصعبٍ ) عن داودَ بنِ الحُصَينِ، عن الأعرجِ.
وإسنادُه صحيحٌ.

ورواه عبدُ الرَّزَّاقِ ( ٧٧٣٤ )، والفريابيُّ في الصِّيامِ ( ١٨١ و١٨٢ )، والمُستَغفِريُّ في فضائلِ القُرآنِ ( ٥٤١ )، والبيهقيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ٤٦٨٧ ) وفي شُعَبِ الإيمانِ ( ٣٠٠١ ) وفي فضائلِ الأوقاتِ ( ١٢٨ ) من طريقِ مالكٍ، عن داودَ بنِ الحُصَينِ، به.

ويريدُ الأعرجُ بالنَّاسِ: الصَّحابةَ رضي اللهُ عنهم، ومعنى ذلك أنهم كانوا يقنتونَ في رمضانَ بلَعنِ الكفَرَةِ.

- وذكرَ المروزيُّ في قيامِ اللَّيلِ ( ص٣١٥ ) أنَّ مُعاذَ بنَ الحارثِ الأنصاريَّ كان إذا انتصفَ رمضانُ لعَنَ الكَفَرةَ.

- وذكر أيضًا ( ص٣١٥ - ٣٢٣ ) عن ابنِ شهابٍ الزُّهريِّ أنَّه قال: "كانوا يلعنونَ الكفرةَ في النِّصفِ".

- وقال ابنُ رُشدٍ في بدايةِ المُجتهِدِ ( ١ / ٣٢١ ): قال ابنُ عبدِ البَرِّ: "والقُنوتُ بلَعنِ الكَفَرةِ في رمضانَ مُستَفِيضٌ في الصَّدرِ الأوَّلِ اقتِداءً برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في دُعائِه على رِعلٍ وذكوانَ، والنَّفَرِ الذينَ قتَلُوا أصحابَ بِئرِ معونةَ".

- اللَّهُمَّ الْعَنِ كفرةَ أهلِ الكتابِ الذين يصدُّونَ عن سبيلِكَ، ويُكذِّبونَ رُسُلَكَ، ويُقاتِلونَ أولياءَكَ، اللَّهُمَّ خالِفْ بين كلمتِهم، وزَلزِلْ أقدامَهم، وأَنْزِلْ بهم بأسَكَ الذي لا تردُّه عن القومِ المُجرِمينَ، واجْعَلْ عليهم رِجزَكَ وعذابَكَ، اللَّهُمَّ قاتِلِ الكفرةَ الذين أُوتُوا الكِتابَ، إلهَ الحقِّ..
- اللَّهُمَّ سلِّمْ غزَّةَ وأهلَها، وعذِّبِ يهودَ، وأَلْقِ في قُلوبِهم الرُّعبَ، وخالِفْ بين كَلِمَتِهم..
- اللَّهُمَّ أنجِ المُستَضعَفِينَ من المُؤمنين، اللَّهُمَّ احْفظَ إخوانَنا في غزَّةَ وإدلبَ، اللَّهُمَّ أنزِلْ عليهم نصرَكَ، واجْعلْ تدبيرَ الكَفَرةِ في تدميرِهم، وكيدَهم في نُحورِهم..
الحمدُ للهِ، وبعدُ:

روى البُخاريُّ ( ٢٠٢٤ ) عن عائشةَ رضي اللهُ عنها، قالَتْ: "كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخل العشرُ شدَّ مِئزَرَهُ، وأحيا ليلَهُ، وأيقظَ أهلَهُ".

وفي روايةٍ عند مُسلِمٍ ( ١١٧٤ ): "إذا دخل العشرُ أحيا اللَّيلَ، وأيقظَ أهلَهُ، وجدَّ، وشدَّ المِئزَرَ".

"شدَّ مِئزَرَهُ": أي: اعتزلَ النِّساءَ، واجتهدَ في العبادةِ.

وقالَتْ رضي اللهُ عنها فيما رواه عنها مُسلِمٌ ( ١١٧٥ ): "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجتهدُ في العشرِ الأواخرِ ما لا يجتهدُ في غيرِه".

- ليلةُ القدرِ:
روى البُخاريُّ ( ١٩٠١ و٢٠١٤ )، ومُسلِمٌ ( ٧٦٠ ) عن أبي هُرَيرةَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا؛ غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه".

وروى البُخاريُّ ( ٢٠١٧ )، ومُسلِمٌ ( ١١٦٩ ) عن عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "تَحَرَّوْا ليلةَ القدرِ في الوِترِ من العشرِ الأواخرِ من رمضانَ".

وروى مُسلِمٌ ( ١١٦٥ ) عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "مَن كان مُلتَمِسَها؛ فليلتَمِسْها في العشرِ الأواخرِ".

وفي روايةٍ عند مُسلِمٍ: "تَحَيَّنُوا ليلةَ القدرِ في العشرِ الأواخرِ".
أي اطلبوا حِينَها، وهو زمانُها.

وروى البُخاريُّ ( ٢٠٢١ ) عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ ليلةَ القدرِ".

وروى مُسلِمٌ ( ١١٦٦ ) عن أبي هُرَيرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "الْتَمِسُوها في العشرِ الغوابرِ".

وقال أحمدُ ( ٢٠٤١٧ ): حدَّثنا يزيدُ بنُ هارونَ، أخبرنا عُيَينةُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، عن أبيه، قال: ذكرتُ ليلةَ القدرِ عندَ أبي بكرةَ، فقال: ما أنا بمُلتَمِسِها بعدما سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا في عشرِ الأواخرِ، سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ، في الوِترِ منه".
قال: فكان أبو بكرةَ يُصلِّي في العِشرينَ من رمضانَ كصلاتِه في سائرِ السَّنَةِ، فإذا دخلَ العشرُ اجتهدَ.

وفي روايةٍ ( ٢٠٤٠٤ ): "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ من تِسعٍ يَبقَينَ، أو سبعٍ يَبقَينَ، أو خمسٍ يَبقَينَ، أو ثلاثٍ يَبقَينَ، أو آخرِ ليلةٍ".

وهذا إسنادٌ صحيحٌ.
ووالدُ عُيَينةَ هو عبدُ الرَّحمنِ بنُ جَوشَنٍ الغَطَفانيُّ، زوجُ بنتِ أبي بكرةَ رضي اللهُ عنه.
ورواهُ التِّرمذيُّ ( ٧٩٤ ) وقال: "هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ".

وروى البُخاريُّ ( ٢٠١٥ )، ومُسلِمٌ ( ١١٦٥ ) عنِ ابنِ عُمَرَ أنَّ رِجالًا من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُرُوا ليلةَ القدرِ في المنامِ في السَّبعِ الأواخرِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أرى رُؤياكم قد تواطأتْ في السَّبعِ الأواخرِ، فمَن كان مُتَحَرِّيَها فلْيَتَحرَّها في السَّبعِ الأواخرِ".

وروى مُسلِمٌ ( ١١٦٥ ) عن ابنِ عُمَرَ قال: رأى رجلٌ أنَّ ليلةَ القدرِ ليلةُ سَبعٍ وعشرينَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أرى رُؤياكم في العشرِ الأواخرِ، فاطلُبوها في الوِترِ منها".

وروى مُسلِمٌ أيضًا ( ١١٦٥ ) عن ابنِ عُمَرَ أنَّه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ -يعني ليلةَ القدرِ- فإن ضَعُفَ أحدُكم أو عَجَزَ، فلا يُغلَبَنَّ على السَّبعِ البواقي".

والأحاديثُ في هذا البابِ كثيرةٌ..

قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ: "وقد اختلفَ العُلَماءُ في ليلةِ القدرِ اختلافًا كثيرًا، وتحصَّلَ لنا من مذاهبِهم في ذلك أكثرُ من أربعينَ قولًا، كما وقع لنا نظيرُ ذلك في ساعةِ الجُمُعةِ، وقد اشتَرَكَتا في إخفاءِ كلٍّ منهما ليقعَ الجِدُّ في طلَبِهما.." ثم ذكرَ الأقوالَ كلَّها ثم قال: "وأرجحُها كلُّها أنَّها في وترٍ من العشرِ الأخيرِ، وأنَّها تنتقلُ، وأرجاها أوتارُ العشرِ".
فتحُ الباري ( ٥ / ٤٦٣ - ٤٦٩ ).

- الحِكمةُ في إخفاءِ ليلةِ القدرِ:
قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في الفتحِ ( ٥ / ٤٦٩ ): "قال العُلَماءُ: الحكمةُ في إخفاءِ ليلةِ القدرِ: ليحصُلَ الاجتهادُ في الْتِماسِها".

وقال الشَّيخُ ابنُ عُثَيمين في مجالسِه لشهرِ رمضانَ ( ص١٦٣ ): "وقد أخفى اللهُ سبحانه وتعالى عِلمَها على العبادِ رحمةً بهم؛ ليكثرَ عَمَلُهم في طَلَبِها في تلك اللَّيالي الفاضلةِ بالصَّلاةِ والذِّكرِ والدُّعاءِ، فيزدادوا قُربةً من اللهِ وثوابًا، وأخفاها اختبارًا لهم أيضًا؛ ليتبيَّنَ بذلك مَن كان جادًّا في طَلَبِها حريصًا عليها ممَّن كان كسلانَ مُتهاوِنًا، فإنَّ مَن حَرَصَ على شيءٍ جدَّ في طَلَبِه، وهانَ عليه التَّعبُ في سبيلِ الوصولِ إليه، والظَّفَرِ به".
- ماذا يُقالُ في ليلةِ القدرِ؟
قالَتْ عائشةُ رضي اللهُ عنها: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ، بمَ أدعو؟
قال: "قولي: اللَّهُمَّ إنَّكَ عفوٌّ تُحِبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي".

رواه أحمدُ ( ٢٥٣٨٤ و٢٥٤٩٥ و٢٥٤٩٧ و٢٥٥٠٥ و٢٥٧٤١ و٢٦٢١٥ )، والتِّرمذيُّ ( ٣٥١٣ )، وابنُ ماجه ( ٣٨٥٠ )، والنَّسائيُّ في الكُبرى ( ٧٦٦٥ و١٠٦٤٢ و١٠٦٤٣ و١٠٦٤٥ و١٠٦٤٦ و١٠٦٤٧ و١١٦٢٤ )، وابنُ نصرٍ في قيامِ رمضانَ ( ص٢٥٩ )، والطَّبَرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩١٥ و٩١٦ )، وابنُ السُّنِّيِّ ( ٧٦٧ )، والحاكمُ ( ١٩٨٥ )، والبيهقيُّ في الشُّعَبِ ( ٣٤٢٦ و٣٤٢٧ )، والقُضاعيُّ في مُسنَدِ الشِّهابِ ( ١٤٧٤ - ١٤٧٩ ) من طُرُقٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها مرفوعًا.

وصحَّحَهُ التِّرمذيُّ، والحاكمُ، والنَّوَويُّ، والمُنذريُّ، والذَّهَبيُّ، وابنُ القيِّمِ، وابنُ كثيرٍ، والألبانيُّ، وغيرُهم.

قال الشَّيخُ الألبانيُّ في الصَّحيحةِ ( ٧ / ١٠١١ - ١٠١٢ ): "تنبيهٌ: وقعَ في "سُنَنِ التِّرمذيِّ" بعد قولِه: "عفو" زيادةُ: "كريم"!؛ ولا أصلَ لها في شيءٍ من المصادرِ المُتَقدِّمةِ، ولا في غيرِها ممن نقلَ عنها، فالظَّاهرُ أنَّها مُدرَجةٌ من بعضِ النَّاسِخينَ أو الطَّابِعينَ؛ فإنَّها لم تَرِدْ في الطبعةِ الهِنديَّةِ من "سُنَنِ التِّرمذيِّ" التي عليها شرحُ "تُحفةِ الأحوذيِّ" للمباركفوريِّ، ولا في غيرِها. 
وإنَّ مما يُؤكِّدُ ذلك: أنَّ النَّسائيَّ في بعضِ رواياتِه أخرَجَهُ من الطَّريقِ التي أخرَجَها التِّرمذيُّ، كلاهما عن شيخِهِما (قُتيبةَ بنِ سعيدٍ) بإسنادِه دونَ الزِّيادةِ". اهـ

وروى أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣١١٥٠ ) عن عبدِ اللهِ بنُ بُرَيدةَ.
وروى النَّسائيُّ في الكُبرى ( ١٠٦٤٨ ) عن مسروقٍ.

وكلاهما (ابن بريدة ومسروق) عن عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّها قالَتْ: "لو علمتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدرِ؛ كان أكثرُ دُعائي فيها: أسألُ اللهَ العفوَ والعافيةَ".
وإسنادُه صحيحٌ.

وروى أبو بكرِ بنُ أبي شييةَ ( ٣١١٤٨ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٣٤٢٨ ) عن شُرَيحِ بنِ هانئٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّها قالَتْ: "لو عرفتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدرِ ما سألتُ اللهَ فيها إلَّا العافيةَ".
وإسنادُه صحيحٌ.

قال ابنُ رَجَبٍ في لطائفِه ( ص٤٦٦ ): "العفوُ من أسماءِ اللهِ تعالى، وهو المُتجاوِزُ عن سيِّئاتِ عبادِه، الماحي لآثارِها عنهم.
وهو يُحِبُّ العفوَ، ويُحِبُّ أن يعفوَ عن عبادِه، ويُحِبُّ من عبادِه أن يعفوَ بعضُهم عن بعضٍ، فإذا عفا بعضُهم عن بعضٍ؛ عامَلَهُم بعفوِه، وعفوُه أحبُّ إليه من عُقوبَتِه". اهـ

اللهَ اللهَ إخواني في هذه العشرِ.. فاعْرِفُوا لها فضلَها ولا تُضَيِّعُوها.. واجْتَهِدُوا رحمكم اللهُ في طلَبِ ليلةِ القدرِ.. واجْتَهِدُوا وجِدُّوا في العبادةِ والقيامِ والدُّعاءِ وقراءةِ القُرآنِ ومُدارستِه مع التَّدبُّرِ والتَّفكُّرِ..

قال ابنُ رَجَبٍ في اللَّطائفِ ( ص٤٦٤ ): "وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتهجَّدُ في ليالي رمضانَ، ويقرأُ قِراءةً مُرتَّلةً، لا يمرُّ بآيةٍ فيها رحمةٌ إلَّا سألَ، ولا بآيةٍ فيها عذابٌ إلَّا تعوَّذَ، فيجمعُ بين الصَّلاةِ والقِراءةِ والدُّعاءِ والتَّفكُّرِ، وهذا أفضلُ الأعمالِ وأكملُها في ليالي العشرِ وغيرِها، واللهُ أعلمُ".

واللهُ أعلمُ . .
لا تنسَوني من صالحِ دُعائِكم في هذه الأيَّامِ المُبارَكاتِ..
مناجاةٌ:

رفعتُ إلى ربِّ الأنامِ مطالبي
ووجَّهتُ وجهي نحوَهُ ومآربي

إلى المَلِكِ الأعلى الذي ليس فوقَهُ
مَلِيكٌ يُرجَّى سَيبُهُ في المتاعِبِ

إلى الصَّمَدِ البَرِّ الذي فاضَ جُودُهُ
وعمَّ الورى طُرًّا بجَزلِ المواهِبِ


مُجِيري من الخطبِ المَخوفِ وناصِري
مُغيثي إذا ضاقَتْ عليَّ مذاهِبي


مُقِيلي إذا زلَّتْ بيَ النَّعلُ عاثِرًا
وأسمحُ غفَّارٍ وأكرمُ واهِبِ

فما زالَ يُولِيني الجميلَ تَلَطُّفًا
ويدفعُ عنِّي في صُدورِ النَّوائِبِ

ويرزقُني طِفلًا وكهلًا وقبلَها
جنينًا ويحميني وَبِيَّ المكاسِبِ

إذا أغلقَ الأملاكُ دُوني قُصُورَهُم
ونَهْنَهَ عن غِشيانِهم زَجرُ حاجِبِ

فزعتُ إلى بابِ المُهَيمِنِ طَارقًا
مُدِلًّا أنُادي باسمِهِ غيرَ هائِبِ


فلم أُلفِ حُجَّابًا ولم أخشَ مَنعةً
وإن كان سُؤلي فوقَ هامِ الكواكِبِ


كريمٌ يُلَبِّي عَبدَهُ كلَّما دعا
نهارًا وليلًا في الدُّجى والغياهِبِ

يقولُ له لبَّيكَ عبديَ داعيًا
وإن كنتَ خطَّاءً كثيرَ المعايبِ

فما ضاقَ عفوي عن جريرةِ خاطئٍ
وما أحدٌ يرجو لديَّ بخائِبِ


سأسألُهُ ما شِئتُ إنَّ يمينَهُ
تَسِحُّ دِفاقًا باللُّهى والرَّغائِبِ

فحسبيَ ربِّي في الزَّعازِعِ مَلجاًّ
وحِرزًا إذا خِيفَتْ سِهامُ النَّوائِبِ
وإليكَ نسعى ونَحفِدُ ..
عن مُعاوِيةَ بنِ أبي سُفيانَ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "التمسوا ليلةَ القدرِ آخرَ ليلةٍ من رمضانَ".

وقال أبو بكرةَ الثَّقَفيُّ رضي اللهُ عنه: ما أنا بطالبِها إلَّا في العشرِ الأواخرِ بعدَ شيءٍ سمعتُه من رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ، سمعتُه يقولُ: "التمسوها في العشرِ الأواخرِ من تِسعٍ يَبقَينَ، أو سَبعٍ يَبقَينَ، أو خمسٍ يَبقَينَ، أو ثلاثٍ يَبقَينَ، أو آخرِ ليلةٍ".
تقبَّلَ اللهُ منَّا ومنكم ..
اللَّهمَّ تَسَلَّمْهُ منَّا مُتَقَبَّلًا..
2024/09/28 10:21:04
Back to Top
HTML Embed Code: