Telegram Web Link
( ..وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ).

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
هشامُ بنُ عمَّارٍ والإمامُ مالكٌ:

قال أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ سُلَيمانَ الرَّبعيُّ: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ الفيضِ الغسَّانيُّ، سمعتُ هشامَ بنَ عمَّارٍ يقولُ: باع أبي بيتًا له بعشرين دينارًا، وجَهَّزَني للحجِّ، فلمَّا صِرتُ إلى المدينةِ، أتيتُ مجلسَ مالكٍ، ومعيَ مسائلُ أُرِيدُ أن أسألَهُ عنها، فأتيتُه وهو جالِسٌ في هيئةِ المُلوكِ، وغِلمانٌ قِيامٌ، والنَّاسُ يسألونَهُ، وهو يُجِيبُهم، فلمَّا انقضى المجلسُ، قال لي بعضُ أصحابِ الحديثِ: سَلْ عن ما معكَ؟
فقلتُ له: يا أبا عبدِ اللهِ، ما تقولُ في كذا وكذا؟ فقال: حَصَلْنا على الصِّبيانِ، يا غُلامُ، احمِلْهُ.
فحَمَلَني كما يُحمَلُ الصَّبيُّ، وأنا يومئذٍ غُلامٌ مُدرِكٌ، فضَرَبَني بدِرَّةٍ مِثلِ دِرَّةِ المُعلِّمِينَ سبعَ عشرةَ دِرَّةً، فوقفتُ أبكي، فقال لي: ما يُبكِيكَ؟ أوجَعَتْكَ هذه الدِّرَّةُ؟
قلتُ: إنَّ أبي باع منزلَهُ، ووجَّهَ بي أتشرَّفُ بكَ، وبالسَّماعِ منكَ، فضرَبْتَني؟ فقال: اكتُبْ.
فَحدَّثَني سبعةَ عشرَ حديثًا، وسألتُه عمَّا كان معي من المسائلِ، فأجابَني. اهـ

وقال يعقوبُ بنُ إسحاقَ الهرويُّ، عن صالحِ بنِ مُحمَّدٍ الحافظِ: سمعتُ هِشامَ بنَ عمَّارٍ يقولُ: دخلتُ على مالكٍ، فقلتُ له: حدِّثْني، فقال: اقرَأْ، فقلتُ: لا، بل حدِّثْني، فقال: اقرَأْ، فلمَّا أكثرتُ عليه، قال: يا غُلامُ، تعال اذهَبْ بهذا، فاضْرِبْهُ خمسةَ عشرَ، فذهب بي، فضرَبَني خمسَ عشرةَ دِرَّةً، ثم جاء بي إليه، فقال: قد ضربتُه.
فقلتُ له: لمَ ظلَمْتَني؟ ضرَبتَني خمسَ عشرةَ دِرَّةً بغيرِ جُرمٍ، لا أجعلُكَ في حِلٍّ.
فقال مالِكٌ: فما كفَّارتُه؟ قلتُ: كفَّارتُه أن تُحدِّثَني بخمسةَ عشرَ حديثًا.
قال: فحدَّثَني بخمسةَ عشرَ حديثًا، فقلتُ له: زِدْ من الضَّربِ، وزِدْ في الحديثِ.
فضَحِكَ مالِكٌ، وقال: اذهَبْ. اهـ

وقال هِشامُ بنُ عمَّارٍ: قصدتُ بابَ مالكٍ، فهجمتُ عليه بلا إذنٍ، فأمر غُلامًا له حتَّى ضرَبَني سبعةَ عشرَ ضربَ السَّلاطينِ، وأُخرِجتُ، فقعدتُ على بابِه أبكي، ولم أبكِ للضَّربِ، بل بكيتُ حسرةً، فحضر جماعةٌ، فقصصتُ عليهم، فشفَعُوا فيَّ، فأملى عليَّ سبعةَ عشرَ حديثًا. اهـ

ذكرَ هذه الآثارَ: ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٧٤ / ٣٣ )، والمِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ٣٠ / ٢٥١ - ٢٥٢ )، والذَّهبيُّ في السِّير ( ١١ / ٤٢٨ - ٤٢٩ ) وفي معرفةِ القُرَّاءِ ( ١ / ١٩٦ - ١٩٧ ) وفي تاريخِ الإسلامِ ( ٥ / ١٢٧٤ )، وابنُ الكيَّالِ في الكواكبِ النَّيِّراتِ ( ص٤٢٨ - ٤٢٩ ).
فائدةٌ حديثيَّةٌ:

الجدُّ، والابنُ، والحفيدُ من تلاميذِ الإمامِ سُفيانَ بنِ عُيَينةَ!

عبدُ الرَّحمنِ بنُ بِشرِ بنِ الحَكَمِ بنِ حبيبٍ العَبديُّ النَّيسابوريُّ.

إمامٌ حافظٌ مُحدِّثٌ ابنُ إمامٍ حافظٍ مُحدِّثٍ!

روى عن سُفيانَ بنِ عُيَينةَ، ووكيعِ بنِ الجرَّاحِ، وعبدِ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيِّ، ويحيى القطَّانِ، وبَهزِ بنِ أسدٍ، والفضلِ بنِ دُكَينٍ، وغيرِهم.

وروى عنه البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، وابنُ ماجه، وأبو حاتمٍ الرَّازيُّ، وأبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا، وابنُ خُزَيمةَ، وخلقٌ كثيرٌ.

وروى أبوه بِشرٌ عن سُفيانَ بنِ عُيَينةَ، وشريكٍ النَّخَعيِّ، وعبدِ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيِّ، وعبدِ العزيزِ بنِ أبي حازمٍ، وعبدِ العزيزِ الدَّراورديِّ، ومالكِ بنِ أنسٍ، وأبي مُعاويةَ الضَّريرِ، ويحيى القطَّانِ، ووكيعِ بنِ الجرَّاحِ، وغيرِهم.

وروى عنه البُخاريُّ! ومُسلِمٌ! والنَّسائيُّ، وإسحاقُ بنُ راهويه -وهو من أقرانِه-، والدَّارميُّ، وغيرُهم.

سُبحانَ اللهِ.. يروي البُخاريُّ ومُسلِمٍ عن الأبِ والابنِ، ويشتركُ الأبُ والابنُ في عددٍ من الشُّيوخِ!

واعتنى بِشرٌ بابنِه عبدِ الرَّحمنِ، وارتحلَ به صغيرًا.

قال الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ ( ١١ / ٥٥٩ - ٥٦٠ ): أخبرني مُحمَّدُ بنُ عليٍّ المُقرئُ قال: أخبرنا مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ النَّيسابوريُّ قال: سمعتُ مُحمَّدَ بنَ صالحِ بنِ هانئٍ يقولُ: سمعتُ إبراهيمَ بنَ أبي طالبٍ: سمعتُ عبدَ الرَّحمنِ بنَ بِشرِ بنِ الحكَمِ يقولُ: حمَلَني أبي بشرُ بنُ الحكمِ على عاتِقِه في مجلسِ سُفيانَ بنِ عُيَينةَ، فقال: يا معشرَ أصحابِ الحديثِ، أنا بِشرُ بنُ الحَكَمِ بنِ حبيبٍ النَّيسابوريُّ، سَمِعَ أبي الحكمُ  بنُ حبيبٍ من سُفيانَ بنِ عُيَينةَ، وسمعتُ أنا منه وحدَّثتُ عنه بخُراسانَ، وهذا ابني عبدُ الرَّحمنِ قد سَمِعَ منه.

وهذا إسنادٌ صحيحٌ، مُسَلسَلٌ بالنَّيسابوريِّينَ.
ومُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ النَّيسابوريُّ هو الحاكمُ صاحبُ كتابِ "المُستَدرَكِ على الصَّحيحَينِ".

ورواه ابنُ الجوزيِّ في المُنتَظَمِ ( ١٢ / ١٦١ ) من طريقِ الخطيبِ البغداديِّ، بهذا الإسنادِ.

وذكَرَهُ المِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ١٦ / ٥٤٧ - ٥٤٨ )، والذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٢ / ٣٤٢ ) وفي تاريخِ الإسلامِ ( ٦ / ١١٢ )، والسَّخاويُّ في فتحِ المُغيثِ ( ٤ / ١٧٦ ).

وذكر الإمامُ الذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٢ / ٣٤٢ ) وفي تاريخِ الإسلامِ ( ٦ / ١١٣ ) عن أبي حامدِ بنِ الشَّرْقيِّ قال: سمعتُ عبدَ الرَّحمنِ يقولُ: احتلمتُ، فدعا أبي عبدَ الرَّزَّاقِ وأصحابَ الحديثِ الغُرباءَ، فلمَّا فرغوا من الطَّعامِ قال: اشهدوا أنَّ ابني قد احتلم وهو ذا يسمعُ من عبدِ الرَّزَّاقِ، وقد سَمِعَ من سُفيانَ بنِ عُيَينةَ.
ابتسامةٌ:

قال الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ ( ٩ / ٤٩١ ): أخبرنا أحمدُ بنُ عبدِ الواحدِ الوكيلُ قال: أخبرنا إسماعيلُ بنُ سعيدٍ المُعدَّلُ قال: حدَّثنا الحُسَينُ بنُ القاسمِ الكَوكَبيُّ قال: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ مُوسى المارِستانيُّ قال: حدَّثنا الزُّبَيرُ بنُ بكَّارٍ قال: قالت ابنةٌ لأُختي لأهلِنا: خالِي خيرُ رَجُلٍ لأهلِه، لا يتَّخذُ ضرَّةً، ولا يشتري جاريةً، قال: تقولُ المرأةُ: واللهِ لهذه الكُتُبُ أشدُّ عليَّ من ثلاثِ ضرائرَ!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ورواه الخطيبُ في "الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي وآدابِ السَّامعِ" ( ٦١ )، وابنُ الجوزيِّ في المُنتَظَمِ ( ١٢ / ١١١ )، والمِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ٩ / ٢٩٨ )، من هذا الطَّريقِ.

وذكَرَهُ ابنُ الجوزيِّ في أخبارِ الظِّرافِ ( ص١٤٧ )، وابنُ خلِّكانَ في وفَيَاتِ الأعيانِ ( ٢ / ٣١٢ )، والذَّهَبيُّ في السِّيَرِ ( ١٢ / ٣١٣ ) وفي تاريخِه ( ٦ / ٨٢ ).

وقال ابنُ خلِّكانَ في وفَيَاتِ الأعيانِ ( ٤ / ١٧٧ - ١٧٨ ): وكان الزُّهريُّ إذا جلسَ في بيتِه وضع كُتُبَه حوله، فيشتغلُ بها عن كلِّ شيءٍ من أُمورِ الدُّنيا، فقالت له امرأتُه يومًا: والله لهذه الكتبُ أشدُّ عليَّ من ثلاثِ ضرائرَ. اهـ
وكذلك ذكره ابنُ العِمادِ في شَذَراتِ الذَّهَبِ ( ٢ / ١٠٠ ).

قلتُ: لم أجِدْ هذا عن الزُّهريِّ مُسنَدًا، وأستبعدُ صِحَّتَه؛ لأنَّ زمَنَ الإمامِ الزُّهريِّ -وهو من التَّابعينَ- كان زمَنَ حِفظٍ ورِوايةٍ، ولم يكن التَّدوينُ بدأَ بعدُ.
والإمامُ الزُّهريُّ هو أوَّلُ مَن دوَّنَ الحديثَ بأمرٍ من الخليفةِ عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ، ثم كَثُرَ التَّدوينُ، ثم التَّصنيفُ.

والزُّبّيرُ هو ابنُ بكَّارِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مُصعَبِ بنِ ثابتِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ بنِ العوَّامِ القُرَشيُّ المكِّيُّ.
العلَّامةُ الحافظُ النَّسَّابةُ، قاضي مكَّةَ وعالِمُها.
يروي عمِّه مُصعَبٍ الزُّبَيريِّ، وسُفيانَ بنِ عُيَينةَ، والمدائنيِّ، وخلقٍ سواهم.
وروى عنه ابنُ ماجه، وأبو حاتمٍ الرَّازيُّ، وأبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا، والمَحَامليُّ، وغيرُهم.
وهو ثقةٌ ثبتٌ، وكان عالِمًا بالأنسابِ، وهو صاحبُ كتابِ "جَمهَرةِ نسَبِ قُرَيشٍ وأخبارِها"، وهو مطبوعٌ.
وزوجتُه -رحمهما اللهُ- خبيرةٌ به، طويلةُ العِشْرةِ معه؛ فقد سُئِلَ الزُّبَيرُ: مُنذ كم زوجتُك معك؟ قال: لا تسألْني، ليس يَرِدُ القيامةَ أكثرُ كِباشًا منها، ضحَّيتُ عنها بسبعينَ كبشًا.
فائدةٌ:

أصحابُ الكُتُبِ السِّتَّةِ: البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجَه: كانوا في عصرٍ واحدٍ.

وأكبرُهم سِنًّا: البُخاريُّ، ثم أبو داودَ، ثم مُسلِمٌ، ثم التِّرمذيُّ وابنُ ماجه، ثم النَّسائيُّ.

وأكثرُهم حياةً: النَّسائيُّ، عاش ثمانٍ وثمانينَ سنةً.
وأقلُّهم: مُسلِمٌ، عاش خمسًا وخمسينَ سنةً.

وقد يشتركونَ جميعُهم في شيخٍ واحدٍ، يعني هناك شُيوخٌ روى عنهم هؤلاءِ السِّتَّةُ، منهم: عمرُو بنُ عليٍّ الفلَّاسُ، وأبو كُرَيبٍ محمَّدُ بنُ العلاءِ، وبُندارٌ محمَّدُ بنُ بشَّارٍ، ومحمَّدُ بنُ المُثنَّى، ويعقوبُ بنُ إبراهيمَ الدَّورَقيُّ، ونصرُ بنُ عليٍّ الجهضميُّ، وغيرُهم.

والبُخاريُّ من شُيوخِ مُسلِمٍ والتِّرمذيِّ.

وروى التِّرمذيُّ عن مُسلِمٍ وأبي داودَ.
فائدةٌ:

أفادني بعضُ طُلَّابِ العلمِ -جزاهُ اللهُ خيرًا- هذه الأبياتَ للشَّيخِ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ آدمَ الإتيوبيِّ -رحمهُ اللهُ- في نظمِ الرُّواةِ الذينَ اشتركَ هؤلاءِ السِّتَّةُ في الرِّوايةِ عنهم:

اشتركَ الأئمَّةُ الهُداةُ ... ذَوُو الأُصُولِ السِّتَّةِ الْوُعَاةُ
في تِسعةٍ من الشُّيوخِ المَهَرَهْ ... النَّاقِدِينَ البارِعِينَ البَرَرَهْ
أُولئك الأشجُّ وابنُ مَعمَرِ ... نصرٌ ويعقوبُ وعَمرٌو السَّرِي
وابنُ العلاءِ وابنُ بشَّارٍ كذا ... ابنُ المُثنَّى وزِيادٌ يُحتَذَى

قلتُ: وهم على التَّرتيبِ الذي ذكَرَهُ الشَّيخُ -رحمه اللهُ-:
١ - أبو سعيدٍ عبدُ اللهِ بنُ سعيدٍ الأشجُّ.
٢ - أبو عبدِ اللهِ مُحمَّدُ بنُ مَعمَرٍ القيسيُّ.
٣ -أبو عَمرٍو نصرُ بنُ عليٍّ الجهضميُّ.
٤ - أبو يُوسُفَ يعقوبُ بنُ إبراهيمَ الدَّورَقيُّ.
٥ - أبو حفصٍ عَمرُو بنُ عليٍّ الفلَّاسُ.
٦ - أبو كُرَيبٍ محمَّدُ بنُ العلاءِ الهمدانيُّ.
٧ - أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ بشَّارٍ العبديُّ بُندارٌ.
٨ - أبو مُوسى مُحمَّدُ بنُ المُثنَّى العَنَزيُّ.
٩ - أبو الخطَّابِ زِيادُ بنُ يحيى الحسَّانيُّ.
كنتُ قد نشرتُ منذُ سنتَينِ: هاتَينِ الفائدتَينِ..
واليومَ وأنا أتصفَّحُ كُنَّاشَتي؛ وجدتُ نفسي أنِّي قد جمعتُ أسماءَ بعضِ الرُّواةِ الذين اشتركَ جلُّ أصحابِ الكُتُبِ السِّتَّةِ في الرِّوايةِ عنهم..
سأنشرُهم اللَّيلةَ إن شاءَ اللهُ بعدَ المُراجَعةِ والتَّدقيقِ.
وعددُهم خمسةٌ وخمسونَ شيخًا، فمن زاد عليهم يرسله لي.
فائدةٌ:

وهذا ثبتٌ بأسماءِ رُواةٍ روى عنهم أكثرُ الأئِمَّةِ السِّتَّةِ في كُتُبِهم:

١ - أبو رجاءٍ قُتَيبةُ بنُ سعيدٍ الثَّقَفيُّ البَلْخيُّ.
روى عنه البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وأكثروا عنه، وهو من كبارِ شُيوخِهم.
وابنُ ماجه يروي عنه بواسطةٍ.

٢ - أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ العَبْسيُّ الكُوفيُّ.
روى عنه البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، وابنُ ماجه.
ويروي عنه النَّسائيُّ بواسطةٍ، ولا شيءَ له في سُنَنِ التِّرمذيِّ!

٣ - أخوه: أبو الحسنِ عُثمانُ بنُ أبي شيبةَ العَبْسيُّ الكُوفيُّ.
روى عنه البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، وابنُ ماجه.
ولا شيءَ له عند النَّسائيِّ والتِّرمذيِّ.

٤ - أبو يعقوبَ إسحاقُ بنُ راهَويهِ الحنظليُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى ابنِ ماجه.

٥ - أبو عبدِ اللهِ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الملكِ بنِ أبي الشَّواربِ البصريُّ.
روى عنه مُسلِمٌ، والتِّرمذيُّ، وأبو داودَ، وابنُ ماجه.
ولا شيءَ له عند البُخاريِّ، ولا أبي داودَ.

٦ - حمدَويه: أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ أبانَ البَلْخيُّ المُستَملي.
روى عنه الجماعةُ سوى مُسلِمٍ.

٧ - أبو زكريَّا يحيى بنُ حبيبٍ الحارثيُّ البصريُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى البُخاريِّ.

٨ - أبو عليٍّ الحسنُ بنُ عليٍّ الحُلْوانيُّ الهُذَليُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى النَّسائيِّ.

٩ - أبو عمَّارٍ الحُسَينُ بنُ حُرَيثٍ الخُزاعيُّ المَروَزيُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى ابنِ ماجه.

١٠ - أبو الوليدِ هِشامُ بنُ عمَّارٍ السُّلَميُّ الدِّمشقيُّ.
روى عنه البُخاريُّ، وأبو داودَ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه.
وروى عنه التِّرمذيُّ بواسطةِ البُخاريِّ.
ولم يلقَهُ مُسلِمٌ، ولَيسَتْ للإمامِ مُسلِمٍ رِحلةٌ إلى الشَّامِ.

١١ - أبو مُصعَبٍ الزُّهريُّ، تِلميذُ الإمامِ مالكٍ، وراوي المُوطَّأ عنه.
روى عنه الجماعةُ سوى النَّسائيِّ روى عنه بواسطةٍ.

١٢ - أبو عبدِ الرَّحمنِ مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ نُمَيرٍ الهَمدانيُّ.
روى عنه البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، وابنُ ماجه.

١٣ - أبو السَّرِيِّ هنَّادُ بنُ السَّرِيِّ الحنظليُّ الكُوفيُّ.
روى عنه مُسلِمٌ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه.
وروى عنه البُخاريُّ خارجَ الصَّحيحِ، كما في "خلقِ أفعالِ العبادِ"، وغيرِه.

١٤ - أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ مَنِيعٍ البَغَويُّ البغداديُّ.
روى عنه الجماعةُ سِوى البخاريِّ، روى عنه بواسطةٍ حديثًا واحدًا.

١٥ - أبو خيثمةَ زُهَيرُ بنُ حَربٍ الحَرَشيُّ النَّسائيُّ.
روى عنه البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، وابنُ ماجه.
وروى عنه النَّسائيُّ حديثًا واحدًا بواسطةٍ.
ولا شيءَ له في سُنَنِ التِّرمذيِّ.

١٦ - أبو عليٍّ مُجاهدُ بنُ مُوسى الخُوَارِزميُّ البغداديُّ.
روى عنه الجماعةُ سِوى البخاريِّ.

١٧ - زُغبةُ: أبو مُوسى عَيسى بنُ حمَّادٍ التُّجِيبيُّ المِصريُّ.
روى عنه مُسلِمٌ، وأبو داودَ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه.
ولا شيءَ له عند البُخاريِّ والتِّرمذيِّ.

١٨ - أبو الحسنِ عليُّ بنُ حُجْرٍ السَّعديُّ المَروَزيُّ.
روى عنه البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ.
ولا شيءَ له عند أبي داودَ وابنِ ماجه.

١٩ - دُحَيمٌ: أبو سعيدٍ عبدُ الرَّحمنِ بنُ إبراهيمَ الدِّمشقيُّ.
روى عنه البُخاريُّ، وأبو داودَ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه.
ولا شيءَ له في مُسلِمٍ والتِّرمذيِّ.

٢٠ - أبو مُوسى إسحاقُ بنُ مُوسى الأنصاريُّ الخَطْميُّ.
روى عنه مُسلِمٌ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه.
ولا شيءَ له في البُخاريِّ وأبي داودَ.

٢١ - أبو همَّامٍ الوليدُ بنُ شُجاعٍ السَّكونيُّ البغداديُّ.
روى عنه مُسلِمٌ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، وابنُ ماجه.

٢٢ - أبو الطَّاهرِ أحمدُ بنُ عَمرِو بنِ السَّرحِ المِصريُّ.
روى عنه مُسلِمٌ، وأبو داودَ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه.

٢٣ - أبو مُوسى هارونُ بنُ عبدِ اللهِ الحمَّالُ البغداديُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى البُخاريِّ.

٢٤ - شُعبةُ الصَّغيرُ: أبو هاشمٍ زيادُ بنُ أيُّوبَ الطُّوسيُّ البغداديُّ.
روى عنه البُخاريُّ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ.

٢٥ - أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ إبراهيمَ العَبديُّ الدَّورَقيُّ.
روى عنه مُسلِمٌ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، وابنُ ماجه.
وقد روى السِّتَّةُ عن أخيه الحافظِ يعقوبَ بنِ إبراهيمَ الدَّورَقيِّ.

٢٦ - أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ سعيدٍ الجوهريُّ البغداديُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى البُخاريِّ.

٢٧ - أبو عبدِ الملكِ عُقبةُ بنُ مُكرَمٍ العَمِّيُّ البصريُّ.
روى عنه مُسلِمٌ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، وابنُ ماجه.

٢٨ - أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ سعيدٍ الأشقرُ الرِّباطيُّ المَروَزيُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى ابنِ ماجه.

٢٩ - أبو العبَّاسِ الفضلُ بنُ سهلٍ الأعرجُ البغداديُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى ابنِ ماجه.

٣٠ - أبو عبدِ اللهِ مُحمَّدُ بنُ رافعٍ القُشَيريُّ النَّيسابوريُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى ابنِ ماجه.
٣١ - أبو الأشعثِ أحمدُ بنُ المِقدامِ العِجليُّ البصريُّ.
روى عنه البُخاريُّ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه.

٣٢ - أبو يعقوبَ يُوسفُ بنُ مُوسى القطَّانُ الكُوفيُّ.
روى عنه البُخاريُّ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، وابنُ ماجه.
وروى عنه النَّسائيُّ خارجَ السُّنَنِ.

٣٣ - أبو أحمدَ محمودُ بنُ غيلانَ العَدَويُّ المَروَزيُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى أبي داودَ.

٣٤ - أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ سعيدٍ الدَّارميُّ السَّرَخْسِيُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى النَّسائيِّ.

٣٥ - أبو مُحمَّدٍ عبدُ اللهِ بنُ الصَّبَّاحِ الهاشميُّ البصريُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى ابنِ ماجه.

٣٦ - أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ سِنانٍ الواسطيُّ القطَّانُ.
روى عنه البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، وابنُ ماجه.

٣٧ - أبو عبدِ الرَّحمنِ سَلَمةُ بنُ شَبِيبٍ النَّيسابوريُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى البُخاريِّ.

٣٨ - أبو يعقوبَ إسحاقُ بنُ منصورٍ الكَوسَجُ المَروَزيُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى أبي داودَ.

٣٩ - أبو طالبٍ زيدُ بنُ أخزمَ الطَّائيُّ البصريُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى مُسلِمٍ.

٤٠ - أبو عليٍّ الحسنُ بنُ مُحمَّدٍ الزَّعفرانيُّ البغداديُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى مُسلِمٍ.

٤١ - أبو عبدِ اللهِ مُحمَّدُ بنُ يحيى الذُّهليُّ النَّيسابوريُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى مُسلِمٍ.

وكان البُخاريُّ إذا روى عنه ينسبُه إلى أحدِ جُدودِه؛ لِما وقع بينهما في مسألةِ اللَّفظِ.
أمَّا مُسلِمٌ؛ فوقفَ مع شيخِه البُخاريِّ، فتركَ الرِّوايةَ عن الذُّهليِّ، ولم يروِ له في صحيحِه شيئًا.
رحم اللهُ الجميعَ..

٤٢ - صاعقةٌ: أبو يحيى مُحمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحيمِ البغداديُّ.
روى عنه البُخاريُّ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ.

٤٣ - أبو الفضلِ العبَّاسُ بنُ عبدِ العظيمِ العنبريُّ البصريُّ.
روى عنه البُخاريُّ تعليقًا، والباقونَ سماعًا.

٤٤ - أبو مُحمَّدٍ عبدُ الرَّحمنِ بنُ بِشرٍ العبديُّ النَّيسابوريُّ.
روى عنه البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، وابنُ ماجه.
وقد روى البُخاريُّ ومُسلِمٌ والنَّسائيُّ أيضًا عن أبيه بِشرِ بنِ الحكمِ.

٤٥ - أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الملكِ بنِ زَنجَوَيه البغداديُّ الغزَّالُ.
روى عنه أصحابُ السُّنَنِ الأربعةُ.

٤٦ - حمدانُ: أبو الحسنِ أحمدُ بنُ يُوسفَ الأزديُّ النَّيسابوريُّ.
روى عنه مُسلِمٌ، وأبو داودَ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه.

٤٧ - أبو الفضلِ عبَّاسُ بنُ مُحمَّدٍ الدُّوريُّ البغداديُّ.
روى عنه أصحابُ السُّنَنِ الأربعةُ.

٤٨ - أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ إسحاقَ الصَّاغانيُّ البغداديُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى البُخاريِّ.

٤٩ - أبو مُحمَّدٍ بِشرُ بنُ هِلالٍ البصريُّ الصَّوَّافُ.
روى عنه الجماعةُ سوى البُخاريِّ.

٥٠ - أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ عَبدةَ الضَّبِّيُّ البصريُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى البُخاريِّ.

٥١ - أبو القاسمِ واصلُ بنُ عبدِ الأعلى الأسديُّ الكُوفيُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى البُخاريِّ.

٥٢ - عبدُ اللهِ بنُ مُحمَّدِ المِسوَريُّ الزُّهريُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى البُخاريِّ.

٥٣ - أبو سهلٍ عَبدةُ بنُ عبدِ اللهِ الخُزاعيُّ البصريُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى مُسلِمٍ.

٥٤ - أبو عليٍّ حُمَيدُ بنُ مَسعَدةَ الباهليُّ البصريُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى البُخاريِّ.

٥٥ - أبو عُثمانَ سعيدُ بنُ يحيى بنِ سعيدِ بنِ أبانَ القُرَشيُّ الأُمَويُّ.
روى عنه الجماعةُ سوى ابنِ ماجه.
كنت أريدُ أن أكتبَ هذه القائمةَ على الحُروفِ الأبجديَّةِ، وأترجمَ لكلِّ راوٍ ترجمةً مُوجَزةً، لكن لم يُسعِفْني الوقتُ!
أفادَني بعضُ طُلَّابِ العِلمِ -جزاهم اللهُ خيرًا- هذا الرَّاويَ:

٥٦ - أبو جعفرٍ هارونُ بنُ سعيدٍ السَّعديُّ الأيليُّ المِصريُّ.
روى عنه مُسلِمٌ، وأبو داودَ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه.
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.

الأمر سهل بارك الله فيك؛ فتقيّ الدّين هو والد تاج الدّين، وكلاهما عالم بحر في العلوم، إمامان فقيهان شافعيّان، وكانا أشعريّين رحمهما الله.
وليس واحد منهم صديقًا لابن تيميّة! بل كانا من أشدّ أعدائه وأعداء تلميذه ابن القيّم! غفر الله للجميع..

- فالوالد:
هو تقيّ الدّين قاضي القضاة أبو الحسن عليّ بن عبد الكافي بن عليّ السّبكيّ.

- والابن:
هو تاج الدّين أبو نصر عبد الوهّاب بن عليّ بن عبد الكافي بن عليّ السّبكيّ.

ويمكنك التّمييز بينهما: من خلال كتبهما؛ فأهمّ كتب الأب هي: "السّيف المسلول على من سبّ الرّسول"، و"الفتاوى" له.
وأهمّ كتب الابن هي: "طبقات الشّافعيّة الكبرى"، و"جمع الجوامع في أصول الفقه"، و"الأشباه والنّظائر".

فإذا رأيت نقلًا من إحدى هذه الكتب، معزوًّا إلى إحداها، تستطيع التّمييز بذلك.

وأمّا العلماء والمشايخ إذا نقلوا عنهما شيئًا؛ فيميّزون ذلك بقولهم: قال السّبكي الكبير، أو قال السّبكيّ الصّغير.
أو قال السّبكيّ الأب، أو قال السّبكيّ الابن.
أو قال التّقيّ السّبكيّ، أو قال التّاج السّبكيّ.

والله أعلم..
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.

لعلّه يقصد: أسلّي نفسي تصبّرًا على فراقها.. أو: أستعين بالصّبر الجميل..
أو شيء من هذا المعنى.

وفي النّفس من استخدام "أعوذ" شيء، ولو استخدم لفظ: "أستعين" لذهب اللّبس.
لأنّ الاستعانة طلب العون دينيًا أو دنيويًّا؛ قال الله عزّ وجلّ: ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصّبر والصلاة ).
أمّا الاستعاذة فتكون لدفع الشّرّ، كما في سورتي الفلق والنّاس.

مع التّنبيه على أن الاستعانة والاستعاذة والاستغاثة تارة تكون عبادة فلا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجلّ، وتارة تكون عادة فيجوز طلبها من المخلوق بشرطين أساسين، الأوّل: أن يكون المخلوق حاضرًا، والثّاني: أن يكون قادرًا.

والله أعلم..
والمعذرة على التّأخير في إجابة الأسئلة، إذ لم تصلني إشعارات بها في ذلك الموقع، وبعض الأحيان أجده معطّلًا.
فمن أراد أن يسأل شيئًا فليسأل في بوت القناة.
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
يجوز.
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
نعم، فقد كان الصّحابة يلقون السّلام على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو في المسجد، فيردّ عليهم السّلام إذا كان جالسًا بالصّوت، وإذا كان في الصّلاة يردّ بالإشارة.
الإمامُ الحافظُ أبو جعفرٍ مُحمَّدُ بنُ عَوفِ بنِ سُفيانَ الطَّائيُّ الحِمصيُّ.

روى عن أبيه عوفٍ، وآدمَ بنِ أبي إياسٍ، وأبي اليمانِ الحكمِ بنِ نافعٍ، وأبي عاصمٍ الضَّحَّاكِ بنِ مَخلَدٍ، وعبدِ اللهِ بنِ يزيدَ المُقرِئِ، وعبدِ الأعلى بنِ مُسهِرٍ، وعُبَيدِ اللهِ بنِ مُوسى، ومُحمَّدِ بنِ يُوسفَ الفِريابيِّ، وهِشامِ بنِ عمَّارٍ، وخَلْقٍ كثيرٍ بالشَّامِ والعِراقِ.

وروى عنه أبو داودَ، والنَّسائيُّ، وأبو حاتمٍ وابنُه عبدُ الرَّحمنِ وأبو زُرعةَ الرَّازيُّونَ، وأبو بشرٍ الدُّولابيُّ، وآخرونَ.

وقد سمع منه الإمامُ أحمدُ -مع جلالَتِه- حديثًا رواه له عن أبيه.

وكان ثقةً ثبتًا عالمًا بحديثِ الشَّامِ صحيحًا وضعيفًا.

وقال الإمامُ أحمدُ: "ما كان بالشَّامِ منذُ أربعينَ سنةً مِثلُ مُحمَّدِ بنِ عَوفٍ".

وكذلك أثنى عليه طائفةٌ من العُلَماءِ، ووصفوه بالحِفظِ والعِلمِ والتَّبحُّرِ.

وهو من أقرانِ الإمامِ البُخاريِّ.

قال عبدُ الصَّمدِ بنُ سعيدٍ القاضي: سمعتُ مُحمَّدَ بنَ عَوفٍ يقولُ: كنتُ ألعبُ في الكنيسةِ بالكُرَةِ وأنا حدَثٌ، فدخَلَتِ الكُرَةُ إلى المسجدِ، فوَقَعَتْ قُربَ المُعافى بنِ عِمرانَ الحِمصِيِّ، فدَخَلتُ لأَخْذِها، فقال: ابنُ مَن أنتَ؟ قلتُ: ابنُ عَوفِ بنِ سُفيانَ، قال: أمَا إنَّ أباكَ كان من إخوانِنا، فكان ممَّن يكتبُ معنا الحديثَ والعِلمَ، والذي كان يُشبِهُكَ أن تتَّبعَ ما كان عليه والِدُكَ.
فصِرتُ إلى أُمِّي، فأخبرتُها، فقالَتْ: صدقَ، هو صديقٌ لأبيكَ، فألبَسَتْني ثوبًا وإزارًا، ثم جئتُ إلى المُعافى، ومعي مِحبَرةٌ وورقٌ، فقال لي: اكتُبْ: حدَّثنا إسماعيلُ بنُ عيَّاشٍ، عن عبدِ ربِّهِ بنِ سُلَيمانَ قال: كتبَتْ لي أُمُّ الدَّرداءِ في لوحي بما تُعلِّمُني: اطلبُوا العِلمَ صِغارًا، تَعمَلُوا به كِبارًا، فإنَّ لكلِّ حاصدٍ ما زرعَ.
فكان هذا أوَّلَ ما سمعتُه. اهـ

رواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٥٥ / ٤٩ ).
وذكَرَهُ ياقوتُ الحمويُّ في مُعجَمِ البُلدانِ ( ٢ / ٣٠٤ )، والذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٢ / ٦١٤ - ٦١٥ ) وفي تاريخِ الإسلامِ ( ٦ / ٦١٧ )، والغزِّيُّ في حُسنِ التَّنبُّهِ ( ١١ / ٤٣٢ - ٤٣٣ ).

والمُعافى بنُ عِمرانَ هذا هو الظِّهْريُّ، من أهلِ حِمصَ، مقبولٌ، ووثَّقه ابنُ حِبَّانَ.
يروي عن إسماعيلَ بنِ عيَّاشٍ، ومالكِ بنِ أنسٍ، وعبدِ اللهِ بنِ لهيعةَ، وعبدِ العزيزِ بنِ أبي حازمٍ، وغيرِهم.
ولا شيءَ له في الكُتُبِ السِّتَّةِ، وهو غيرُ المُعافى بنِ عمرانَ المَوصِليِّ.
قال الذَّهبيُّ في السِّيَرِ ( ١٣ / ٥٢٥ ) عن مُسنَدِ الإمامِ أحمدَ: "فلعلَّ اللهَ يُقيِّضُ لهذا الدِّيوانِ العظيمِ مَن يُرتِّبُه ويُهذِّبُه، ويحذفُ ما كُرِّرَ فيه، ويُصلِحُ ما تصحَّفَ، ويُوضِحُ حالَ كثيرٍ من رِجالِه، ويُنبِّهُ على مُرسَلِه، ويُوهِّنُ ما ينبغي من مناكيرِه، ويُرتِّبُ الصَّحابةَ على المُعجَمِ، وكذلكَ أصحابَهُم على المُعجَمِ، ويَرمِزُ على رُؤوسِ الحديثِ بأسماءِ الكُتُبِ السِّتَّةِ، وإن رتَّبَه على الأبوابِ فحَسَنٌ جميلٌ، ولولا أنِّي قد عَجِزتُ عن ذلكَ لضَعفِ البَصَر، وعدَمِ النِّيَّةِ، وقُربِ الرَّحيلِ، لَعملتُ في ذلكَ". اهـ
سُبحانَ اللهِ القادرِ على كلِّ شيءٍ!

قال الإمامُ عيسى بنُ مُحمَّدٍ الطَّهمانيُّ: "رأيتُ بخُوارِزمَ امرأةً لا تأكلُ ولا تشربُ ولا تَرُوثُ".

وقال يحيى العنبريُّ: سمعتُ الطَّهمانيَّ يحكي شأنَ التي لا تأكلُ ولا تشربُ، وأنَّها عاشَتْ كذلك نيِّفًا وعشرينَ سنةً، وأنَّه عايَنَ ذلك.

ذكَرَهما الذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٣ / ٥٧٢ ) ثم قال: قلتُ: سقتُ قِصَّتَها في تاريخِ الإسلامِ، وهي: رحمةُ بنتُ إبراهيمَ، قُتِلَ زوجُها، وترَكَ ولَدَينِ، وكانَتْ مِسكينةً، فنامَتْ فرأَتْ زوجَها مع الشُّهَداءِ يأكلُ على موائدَ، وكانَتْ صائمةً، قالَتْ: فاستَأذَنَهُم، وناوَلَني كِسرةً، أكلتُها، فوجدتُها أطيبَ من كلِّ شيءٍ، فاستَيقَظَتْ شبعانةً، واستمرَّتْ.
وهذه حِكايةٌ صحيحةٌ، فسُبحانَ القادرِ على كلِّ شيءٍ. اهـ

تعالوا لنرى ما ذكَرَهُ الإمامُ الذَّهبيُّ في تاريخِه..

قال رحمه اللهُ: قال الحاكم: سمعتُ أبا زكريَّا العنبريَّ يقول: سمعتُ أبا العبَّاس، فذكرَ قصَّةَ المرأةِ التي لا تأكلُ ولا تشربُ، وأنها عاشتْ كذلك نيّفًا وعشرينَ سنةً.
فقال -يعني الطّهمانيّ-: إنّ الله يُظهِرُ إذا شاء ما شاء من آياتِه، فيزيدُ الإسلامَ بها عزًّا وقوَّةً، وإنَّ ممَّا أدركنا عيانًا، وشاهدناه في زمانِنا: أنّني وردتُ سنةَ ثمانٍ وثلاثينَ مدينةً من مدائنِ خُوارزمَ، بينها وبين المدينةِ العُظمى نصفُ يومٍ، فأُخبِرتُ أنَّ بها امرأةً من نساءِ الشُّهداءِ رأتْ رُؤيا كأنَّها أُطعِمَتْ في منامِها شيئًا، فهي لا تأكلُ ولا تشربُ منذُ عهدِ عبدِ اللهِ بنِ طاهرٍ.
ثمّ مررتُ بها سنةَ اثنتَينِ وأربعينَ، فرأيتُها وحدَّثَتْني بحديثِها، ثمّ رأيتُها بعد عشرِ سنينَ، فرأيتُ حديثَها شائعًا، فاجتمعتُ بها وهي مارَّةٌ، فرأيتُ مِشْيَتَها قويَّةً، وإذا هي امرأةٌ نَصَفٌ، جيِّدةُ القامةِ، حسنةُ البِنْيةِ، مُتورِّدةُ الخدَّينِ، فسايرتني وأنا راكبٌ، فعرضتُ عليها مركبًا، فأبَتْ وبقيتْ تمشي معي.
وحضر مجلسي محمَّدُ بنُ حَمدَوَيه الحارثيّ، وهو فقيهٌ قد كتب عنه مُوسى بنُ هارونَ، وكَهْلٌ له عبارةٌ وبيانٌ يُسمَّى عبدَ الله بنَ عبدِ الرَّحمنِ، وكان يَخلفُ أصحابَ المظالمِ في ناحيتِه، فسألتُهم عنها، فأحسنوا القولَ فيها، وأثنوا عليها، وقالوا: أمرُها ظاهرٌ، ليس فينا من يختلفُ فيه.
وقال عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ: أنا أسمعُ أمرَها من أيَّامِ الحَداثةِ، وقد فرَّغتُ بالي لها، فلم أرَ إلّا سِترًا وعفافًا، ولم أعثرْ منها على كذبٍ في دعواها، وذكر أنَّ مَن كان يلي خُوَارِزمَ كانوا يُحْضِرونها الشَّهرَ والشَّهْرَينِ في بيتٍ، ويُغلقونَ عليها.
قال: فلمّا تواطأ أهلُ النّاحيةِ على تصديقِها سألتُها، فقالت: اسمي رحمةُ بنتُ إبراهيمَ، كان لي زوجٌ نجَّارٌ يأتيه رِزقُه يومًا فيومًا. وأنّها ولدتْ منه عدّةَ أولادٍ.
وجاء الأقطعُ ملكُ التُّركِ الغُزِّيَّةَ، فعبرَ الواديَ عند جُمودِه إلينا في زُهاء ثلاثةِ آلافِ فارسٍ.
قال الطَّهمانيُّ: والأقطعُ هذا كان كافرًا عاتيًا، شديدَ العداوةِ للمُسلمينَ، قد أثَّرَ على أهلِ الثُّغورِ، وألحَّ على أهلِ خُوارزمَ، وكان وُلاةُ خُراسانَ يتألَّفونه، ويبعثون إليه بمالٍ وأَلْطافٍ، وأنه أقبل مرّةً في خُيولِه، فعاثَ وأفسدَ وقتل، فأنهض إليه ابنُ طاهرٍ أربعةً من القُوَّادِ، وأنَّ وادي جَيحُونَ -وهو الذي في أعلى نهرِ بَلْخَ- جَمَدٌ، وهو وادٍ عظيمٌ، شديدُ الطُّغيانِ، كثيرُ الآفاتِ، وإذا امتدَّ كان عرضُه نحوًا من فَرسَخٍ، وإذا جَمَدَ انطبقَ، فلم يُوصلْ منه إلى شيءٍ، حتَّى يُحفَرَ فيه، كما تُحفَرُ الآبارُ في الصُّخورِ، وقد رأيتُ كَثَفَ الجَمَدِ عشرةَ أشبارٍ، فأُخبِرتُ أنَّه كان فيما خلا يزيدُ على عشرينَ شِبرًا، وإذا هو انطبق صار الجَمَدُ جسرًا لأهلِ البلدِ، تسيرُ عليه القوافلُ والعَجَلُ، وربما بقي الجمدُ مائةً وعشرينَ يومًا، وأقلُّه سبعونَ يومًا.
قالت المرأةُ: فعبر الكافرُ، وصار إلى بابِ الحِصنِ، فأراد النَّاسُ الخُروجَ لقِتالِه، فمنعهم العاملُ دونَ أن تتوافى العساكرُ.
فشدَّ طائفةٌ من شُبَّانِ النَّاسِ، فتقاربوا من السُّورِ، وحملوا على الكَفَرةِ، فتهازَمُوا، واستَجَرُّوهم بين البُيوتِ، ثمّ كَرُّوا عليهم، وصار المسلمون في مثلِ الحَرجَة فحاربوا أشدَّ حربٍ، وثبتوا حتّى تقطَّعت الأوتارُ، وأدرَكَهم اللُّغوبُ والجوعُ والعَطَشُ، وقُتِل عامَّتُهم، وأُثْخِنَ مَن بقي، فلمَّا جنَّ عليهم اللَّيلُ، تحاجز الفريقانِ.
قالت: ورُفِعَت النِّيرانِ من المناظرِ ساعةَ عُبورِ الكافرِ، فاتَّصلت بجُرْجانيَّةِ خُوارِزمَ، وكان بها مِيكالُ مولى طاهرٍ في عَسكَرٍ، فخفَّ وركض إلى حِصنِنا في يومٍ وليلةٍ أربعينَ فرسخًا، وغدا التُّركُ للفراغِ من أمرِ أولئك، فبينا هم كذلك إذا ارتفعت لهم الأعلامُ السُّودُ، وسمعوا الطُّبولَ، فأفرجوا عن القومِ، ووافى ميكالُ موضعَ المعركةِ، فارتَثَّ القَتلى، وحَمَل الجرحى، وأدخل الحصن عَشِيَّتَئِذٍ زُهاء أربعِ
مائةِ جنازةٍ، وعمَّتِ المُصيبةُ، وارتجَّتِ الناحيةُ بالبُكاءِ والنَّوحِ، ووُضِعِ زوجي بين يديَّ قتيلًا، فأدركني من الجَزَعِ والهَلَعِ عليه ما يُدرِكَ المرأةَ الشَّابَّةَ المِسكينةَ على زوجٍ أبي أولاد، وكاسِبِ عِيالٍ.
فاجتمع النِّساءُ من قراباتي والجيرانِ، وجاء الصِّبيانُ، وهم أطفال يطلبون الخُبزَ، وليس عندي ما أعطيهم، فضِقتُ صَدرًا، وأذّن المغربُ، فصلَّيتُ ما قُضِيَ لي، ثم سجدتُ أدعو، وأتضرَّعُ وأسألُ، فنمتُ، فرأيتُ كأنِّي في أرضٍ حسناءَ ذاتِ حِجارةٍ وشَوكٍ، أهيمُ فيها والِهةً حرَّى أطلبُ زوجي، فناداني رجلٌ: خُذي ذاتَ اليمينِ، فأخذتُ، فرُفِعَتْ لي أرضٌ سهلةٌ طيِّبةُ الثَّرى، طاهرةُ العُشبِ، وإذا قصورٌ وأبنيةٌ لا أُحسِنُ أن أصِفَها، وأنهارٌ تجري من غير أخاديدَ، فانتهيتُ إلى قومٍ جُلوسٍ حِلَقًا حِلَقًا، عليهم ثيابٌ خُضرٌ، قد علاهم النُّورُ، فإذا هم الذين قُتِلوا، يأكلونَ على موائدَ.
فجعلتُ أبغي زوجي، فناداني: يا رحمةُ، يا رحمةُ، فيمَّمتُ الصَّوتَ، فإذا به في مِثلُ حالِ مَن رأيتُ من الشُّهداءِ، ووجهُه مثلُ القمرِ ليلةَ البدرِ، وهو يأكلُ مع رِفقةٍ، فقال لهم: إنَّ هذه البائسةَ جائعةٌ منذُ اليومِ، أفتأذنون أن أناولَها؟
فأذنوا له، فناولَني كِسرةً أبيضَ من الثَّلجِ، وأحلى من العسلِ، وألينَ من الزُّبدِ، فأكلتُها، فلمَّا استقرَّتْ في جوفي قال: اذهبي، فقد كفاكِ اللهُ مؤونةَ الطَّعامِ والشَّرابِ ما حييتِ.
فانتبهتُ وأنا شَبعى رَيًّا، لا أحتاجْ إلى طعامٍ ولا إلى شرابٍ، فما ذقتُهما إلى الآنِ.
قال الطَّهمانيُّ: وكانت تحضُرُنا، وكنَّا نأكلُ، فتتنحَّى، وتأخذُ على أنفِها، تزعم أنّها تتأذَّى برائحةِ الطَّعامِ، فسألتُها: هل يخرجُ منك رِيحٌ؟ قالت: لا، قلتُ: والحيضُ؟ أظنُّها قالت: انقطع، قلتُ: فهل تحتاجينَ حاجةَ النِّساءِ إلى الرِّجالِ؟ قالت: أما تستحي منِّي، تسألُني عن مِثلِ هذا؟ قلتُ: إنّي لعلِّي أُحدِّثُ النّاسَ عنكِ، قالت: لا أحتاجُ، قلتُ: فتنامينَ؟ قالت: نعم، قلتُ: فما ترينَ في منامِكِ؟ قالت: مثلَ النَّاسِ، قلتُ: فتَجِدينَ لفقدِ الطَّعامِ وَهنًا في نفسِكَ؟ قالت: ما أحسستُ بالجوعِ منذ طعمتُ ذلك الطَّعامَ.
وكانت تقبلُ الصَّدقةَ، فقلتُ: ما تصنعين بها؟ قالت: أكتسي وأكسو ولدي، قلت: فهل تجدينَ البردَ؟ قالت: نعم، قلتُ: فهل يُدرِكُكِ اللُّغوبُ والإعياءُ إذا مشيتِ؟ قالت: نعم، ألستُ من البشرِ؟ قلت: فتتوضَّئينَ للصَّلواتِ؟ قالت: نعم، قلت: ولِمَ؟ قالت: تأمرُني بذلك الفُقَهاءُ، تعني للنّومِ.
وذكرتْ لي أنَّ بطنَها لاصِقٌ بظهرِها، فأمرتُ امرأةً من نسائِنا، فنظَرَتْ، فإذا بطنُها كما وصَفتْ، وإذا قد اتَّخذتْ كيسًا وضمَّت القُطنَ وشدَّتْه على بطنِها كي لا ينقصفَ ظهرُها إذا مَشَت.

قال: ثم لم أزلْ أختلفُ إلى هَزارَسْفَ، -يعني بُلَيدَتَها- فتحضرُ، فأُعيدُ مسألتَها، وهي تتكلَّمُ بلُغَةِ أهلِ خُوارِزمَ، فلا تزيدُ في الحديثِ، ولا تُنقِصُ منه.
فعرضتُ كلامَها كلَّه على عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الفقيهَ، قال: أنا أسمع هذا الحديثَ منذ نشأتُ، فلا أرى من يدفعِه.
وأجريتُ ذِكْرَها لأبي العبَّاسِ أحمدَ بنِ مُحمَّدِ بنِ طلحةَ بنِ طاهرٍ والي خُوارزمَ في سنةِ ستٍّ وستِّينَ، فقال: هذا غيرُ كائنٍ، قلتُ: فالأمرُ سهلٌ، والمسافةُ قريبةٌ، تأمُرُ بها، فتُحمَلُ إليك، وتمتحنُها بنفسِكَ.
فأمَرَني، فكتبتُ عنه إلى العاملِ، فأشْخَصَها على رِفقٍ، فأخبرني أبو العبَّاسِ أحمدُ أنَّه وكَّل أُمَّه دون النَّاسِ بمُراعاتِها، وسألَها أن تستقصيَ عليها، وتتفقَّدَها في ساعاتِ الغَفلاتِ.
وأنّها بقيت عند أمِّه نحوًا من شهرينَ، في بيتٍ لا تخرجْ منه، فلم يرَوَها تأكلُ ولا تشربُ، وكثُرَ من ذلك تعَجُّبُه، وقال: لا يُنكَرُ للهِ قُدرةٌ.
وبرَّها وصَرَفها، فلم يأتِ عليها إلَّا القليلُ حتَّى ماتت، رحمها الله.

انظُرْ تاريخَ الإسلامِ ( ٦ / ٩٩٢ - ٩٩٥ ) للذَّهبيِّ.

وقد رواها ابنُ الجوزيِّ في المُنتَظَمِ ( ١١ / ١٥١ - ١٥٤ ) بإسنادٍ صحيحٍ، فقال رحمه اللهُ: وظهر في هذه السَّنَةِ في بعضِ قُرى خُوارِزم عجبٌ من امرأةٍ رأتْ منامًا، فكانت لا تأكلُ ولا تشربُ، وقد ذكر قصَّتَها أبو عبدِ اللهِ الحاكمُ في تاريخِ نيسابورَ.
أخبرنا زاهرُ بنُ طاهرٍ، أخبرنا أبو بكرٍ البيهقيُّ، أخبرنا الحاكم أبو عبدِ اللهِ مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ النَّيسابوريُّ قال: سمعتُ أبا زكريَّا يحيى بنَ مُحمَّدٍ العنبريَّ يقولُ: سمعتُ أبا العبَّاسِ عيسى بنَ مُحمَّدٍ المَروَزيَّ يقولُ: وردتُ في سنةِ ثمانٍ وثلاثينَ مدينةً من مدائن خُوارزم تُدعى هَزَارَسْف…… ثم ذكر القصَّةَ كاملةً.
2024/09/28 12:14:03
Back to Top
HTML Embed Code: