Telegram Web Link
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.

ورد نحو هذا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال: "البرّ شيء هيّن، وجه طليق، وكلام ليّن".

رواه أبو بكر بن أبي الدّنيا في مداراة النّاس ( ١٠٩ ) وفي الصّمت ( ٣١٦ )، والخرائطيّ في مكارم الأخلاق ( ١٥٠ )، والدّينوريّ في المجالسة وجواهر العلم ( ١٤٩٥ )، وابن عساكر في تاريخ دمشق ( ٣١ / ١٧٦ ) من طريق حمّاد بن سلمة، عن حُمَيد الطّويل، عن ابن عمر، به.

وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه؛ فإنّ حُمَيدًا الطّويل لم يسمع من ابن عمر.
قال الإمامُ أحمدُ في الزُّهدِ ( ١٩٢ ): حدَّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن هِلالٍ، عن فَروةَ بنِ نَوفَلٍ الأشجعيِّ قال: كنتُ جارًا لخبَّابٍ، فخرجتُ يومًا من المسجدِ، وهو آخِذٌ بيدي، فقال: "يا هَناهْ، تقرَّبْ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بما استطعتَ؛ فإنَّكَ لن تَقرَّبَ إليه بشيءٍ أحبَّ إليه من كلامِه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا إسنادٌ كُوفيٌّ صحيحٌ، على شرطِ مُسلِمٍ، ورجالُه ثِقاتٌ أئِمَّةٌ أعلامٌ.

جريرٌ هو ابنُ عبدِ الحميدِ الضَّبِّيُّ الكُوفيُّ القاضي.
ومنصورٌ هو ابنُ المُعتَمِرِ السُّلَميُّ الكُوفيُّ.

وهِلالٌ هو ابنُ يَسافٍ الأشجعيُّ الكُوفيُّ.
وهو من كبارِ التَّابعينَ، أدرك عليَّ بنَ أبي طالبٍ، ويروي عن سعيدِ بنِ زيدٍ، والبراءِ بنِ عازبٍ، وسَمُرةَ بنِ جُندبٍ، وعبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ، وسُوَيدِ بنِ مُقرِّنٍ، وعِمرانَ بنِ حُصَينٍ، وأُمِّ المُؤمنينَ عائشةَ، وغيرِهم من الصَّحابةِ.

وفَروةُ بنُ نَوفَلٍ الأشجعيُّ: مُختَلَفٌ في صُحبَتِه، والصَّوابُ أنَّ الصُّحبةَ لأبيه نَوفَلٍ كما قال أبو حاتمٍ وابنُ حجرٍ وغيرُهما.
وروى فروةُ: عن أبيه نَوفَلٍ الأشجعيِّ، وعليِّ بنِ أبي طالبٍ، وأُمِّ المُؤمنينَ عائشةَ.

وخبَّابٌ هو ابنُ الأرَتِّ، الصَّحابيُّ الجليلُ، من نُجَباءِ المُهاجِرينَ السَّابِقينَ، ممَّن كان يُعذَّبُ في اللهِ، شهد بدرًا والمشاهدَ كلَّها مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
مات بالكُوفةِ سنةَ ( ٣٧هـ ) وصلَّى عليه عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنهما.

وقولُه: "يا هَناهْ": يعني: يا هذا، وللأُنثى: يا هَنْتاهْ، بتسكينِ النُّونِ وقد تُحَرَّكُ بالفتحةِ، والهاءُ الأخيرةُ ساكنةٌ وقد تُضَمُّ.

قال ابنُ الأثيرِ في النِّهايةِ في غريبِ الحديثِ والأثَرِ ( ٥ / ٢٨٠ ): قال الجوهريُّ: هذه اللَّفظةُ تُختَصُّ بالنِّداءِ"

وروى الأثرَ أيضًا: أحمدُ في الزُّهدِ ( ١١٢٣ ) وابنُه عبدُ اللهِ في السُّنَّةِ ( ١١١ )، وأبو عُبَيدٍ في فضائلِ القُرآنِ ( ص٧٧ )، والدَّارميُّ في الرَّدِّ على الجهميَّةِ ( ٣١٠ )، والبغويُّ في مُعجَمِ الصَّحابةِ ( ٢ / ٢٧٣ )، والحاكمُ في المُستَدرَكِ ( ٣٦٥٢ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ١٨٦٣ ) وفي الأسماءِ والصِّفاتِ ( ٥١٩ ) وفي الاعتقادِ ( ص١٠٨ )، وابنُ بطَّةَ في الإبانةِ الكُبرى -القسم الثّالث- ( ١ / ٢٤٦ - ٢٤٧ برقم ٢٠ ) من طريقِ جريرِ بنِ عبدِ الحميدِ الضَّبِّيِّ.

ورواه أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣٢٠٩٥ )، والبيهقيُّ في الأسماءِ والصِّفاتِ ( ٥٢٠ )، وابنُ بطَّةَ في الإبانةِ -القسم الثّالث- ( ١ / ٢٤٤ - ٢٤٦ برقم ١٩ )، والرَّازيُّ في فضائلِ القُرآنِ ( ٧٣ ) من طريقِ عَبِيدةَ بنِ حُمَيدٍ الحذَّاءِ.

ورواه البغويُّ في مُعجَمِ الصَّحابةِ ( ٢ / ٢٧٣ )، والآجُرِّيُّ في الشَّريعةِ ( ١٥٧ )، واللَّالكائيُّ في شرحِ أُصولِ الاعتقادِ ( ٥٥٨ )، وابنُ المُحِبِّ الصَّامتِ في صفاتِ ربِّ العالَمينَ ( ٥٦٢ ) من طريقِ أبي حفصٍ الأبَّارِ.

ثلاثتُهم ( جريرٌ وعَبِيدةُ وأبو حفصٍ ) عن منصورِ بنِ المُعتَمِرِ، عن هِلالِ بنِ يسافٍ، عن فروةَ بنِ نَوفَلٍ، به.

وذكرَهُ البُخاريُّ في خلقِ أفعالِ العبادِ ( ٩٣ ) تعليقًا بدونِ إسنادٍ، وشيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ في الاستِقامةِ ( ١ / ٣٤٥ )، وابنُ القيِّمِ في الصَّواعقِ المُرسَلةِ ( ٤ / ١٤١٤ )، وابنُ رجبٍ في جامعِ العُلومِ والحِكَمِ ( ص٦٨٠ ).

وصحَّحهُ الحاكمُ، والبيهقيُّ، والذَّهبيُّ.
قال القاضي أبو الحسَنِ عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ الجُرجانيُّ في قصيدَتِه المشهورةِ في شرَفِ العِلمِ وأخلاقِ العُلَماءِ وشمائِلِهم:

يقولونَ لي فيكَ انقِباضٌ وإنَّما *** رأوْا رجلًا عن مَوقِفِ الذُّلِّ أحجما

أرى النَّاسَ مَن داناهمُ هان عندهم *** ومَن أكرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفسِ أُكرِما

ولم أقضِ حقَّ العِلمِ إن كان كُلَّما *** بدا طَمَعٌ صيَّرتُهُ ليَ سُلَّما

وما زِلتُ مُنحازًا بعِرضِيَ جانبًا *** من الذُّلِّ أعتدُّ الصِّيانةَ مَغنَما

إذا قِيلَ هذا مَنهَلٌ قلتُ قد أرى *** ولكنَّ نَفْسَ الحُرِّ تحتملُ الظَّما

أُنزِّهُها عن بعضِ ما لا يَشِينُها *** مخافةَ أقوالِ العِدا فِيمَ أو لِما

فأُصبِحُ عن عَيبِ اللَّئيمِ مُسلَّمًا *** وقد رُحتُ في نَفْسِ الكريمِ مُعظَّما

فإن قلتَ زَنْدَ العِلمِ كابَ فإنَّما ** كبا حيثُ لم تُحمى حِماهُ وأظلَما

وإنِّي إذا ما فاتَني الأمرُ لم أَبِتْ *** أُقلِّبُ فِكري إِثرَهُ مُتَندِّما

ولكنَّهُ إن جاء عَفوًا قَبِلتُهُ *** وإن مال لم أُتْبِعْهُ هلَّا ولَيتَما

وأقبِضُ خَطوِي عن حُظوظٍ كثيرةٍ *** إذا لم أَنَلْها وافِرَ العِرضِ مُكرَما

وأُكرِمُ نفسي أن أُضاحِكَ عابِسًا *** وأن أتلقَّى بالمديحِ مُذَمَّما

وكم طالِبٍ رِقِّي بنُعماهُ لم يَصِلْ *** إليه وإن كان الرَّئيسَ المُعَظَّما

وكم نعمةٍ كانَتْ على الحُرِّ نِقمةً *** وكم مَغنَمٍ يعتدُّهُ الحُرُّ مَغرَما

ولم أبتَذِلْ في خِدمةِ العِلمِ مُهجَتي *** لأَخدُمَ مَن لَاقَيتُ لكن لأُخدَما

أأشقى به غَرسًا وأجنِيهِ ذِلَّةً *** إذًا فاتِّباعُ الجَهلِ قد كان أَحزَما

ولو أنَّ أهلَ العِلمِ صانُوهُ صانَهم *** ولو عَظَّمُوهُ في النُّفوسِ لَعُظِّما

ولكنْ أهانُوهُ فهانَ ودَنَّسُوا *** مُحيَّاهُ بالأطماعِ حتَّى تَجَهَّما

وما كلُّ بَرقٍ لاحَ لي يستفزُّني *** ولا كلُّ مَن في الأرضِ أرضاهُ مُنعِما

ولكنْ إذا ما اضطَرَّني الضُّرُّ لم أَبِتْ *** أُقلِّبُ فِكري مُنجِدًا ثم مُتْهِما

إلى أن أرى ما لا أغصُّ بذِكرِهِ *** إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعَما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* النَّاظمُ:
هو القاضي العلَّامةُ أبو الحسَنِ عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ الجُرجانيُّ.
كان شاعرًا وفقيهًا شافعيًّا، ولي القضاءَ فحُمِدَ فيه، وسمع الحديثَ، وكان صاحبَ فُنونٍ، وصاحبَ يَدٍ طُولى في براعةِ الخطِّ.

قال الثَّعالبيُّ: "هو فردُ الزَّمانِ، ونادرةُ الفلكِ، وإنسانُ حدقةِ العلمِ، وقُبَّةُ تاجِ الأدبِ، وفارسُ عسكرِ الشِّعرِ، يجمعُ خطَّ ابنِ مُقلةَ إلى نثرِ الجاحظِ إلى نظمِ البُحتريِّ". اهـ

وله كتابٌ اسمُه: "الوَساطةُ بين المُتَنَبِّي وخُصومِه"، وهو مطبوعٌ.

له ترجمةٌ في يتيمةِ الدَّهرِ ( ٤ / ٣ ) للثَّعالبيِّ، ومُعجَمِ الأُدَباءِ ( ٧ / ١٧٩٦ ) لياقوتَ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٧ / ١٩ ) للذَّهبيِّ، وطبقاتِ الشَّافعيَّةِ ( ٣ / ٤٥٩ ) للسُّبكيِّ.

* قالوا عن هذه القصيدةِ:

- قال الذَّهبيُّ في السِّير ( ١٧ / ٢٠ ) من ترجمتِه: "هو صاحبُ تِيكَ الأبياتِ الفائقةِ". اهـ

- قال السُّبكيُّ في الطَّبقاتِ ( ٣ / ٤٦٠ - ٤٦١ ): "ومن شِعرِ أبي الحسنِ السَّائرِ الفائقِ ما أنشدَناهُ الحافظُ أبو العبَّاسِ بنُ المُظَفَّرِ…". ثم رواها بسندِه.
ثم قال: "للهِ هذا الشِّعرُ ما أبلَغَهُ وأصنَعَهُ، وما أعلى على هامِ الجوزاءِ مَوضِعَهُ، وما أنفَعَهُ لو سَمِعَهُ مَن سَمِعَهُ، وهكذا فلْيكُنْ، وإلَّا فلا، أدبُ كلِّ فقيهٍ، ولمِثلِ هذا النَّاظمِ يحسُنُ النَّظمُ الذي لا نظيرَ له ولا شبيهَ، وعند هذا ينطقُ المُنصِفُ بعظيمِ الثَّناءِ على ذهنِه الخالصِ لا بالتَّمويهِ". اهـ

- قال الحِميريُّ في الرَّوضِ المِعطارِ ( ص١٦٢ ): "هو صاحبُ الأبياتِ المشهورةِ الشَّريفةِ". اهـ

- قال الشَّيخُ بكر أبوزيد في حِليةِ طالبِ العِلمِ ( ص٧٣ ): "وقد كان العُلَماءُ يُلَقِّنونَ طُلَّابَهم حِفظَ قصيدةِ الجُرجانيِّ". اهـ
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.

الإمام ابن حبّان رحمه الله ألّف صحيحه بطريقة فريدة، سمّاها التقاسيم والأنواع، فهو ليس على الأبواب ولا المسانيد.
فجاء الأمير علاء الدين ابن بلبان ( تـ٧٣٩هـ ) فرتّبه على الكتب والأبواب، وسمّاه: الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان.
قال الإمامُ العابدُ أحمدُ بنُ حربٍ النَّيسابوريُّ: "عبدتُ اللهَ خمسينَ سنةً، فما وجدتُ حلاوةَ العِبادةِ حتَّى تركتُ ثلاثةَ أشياءٍ: تركتُ رِضى النَّاسِ حتَّى قدرتُ أن أتكلَّمَ بالحقِّ، وتركتُ صُحبةَ الفاسِقينَ حتَّى وجدتُ صُحبةَ الصَّالِحينَ، وتركتُ حلاوةَ الدُّنيا حتَّى وجدتُ حلاوةَ الآخرةِ".

ذكَرَهُ الذَّهبيُّ في السِّير ( ١١ / ٣٤ ) وفي تاريخِه ( ٥ / ٧٥٦ ).
الحمدُ للهِ، وبعدُ:

قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ، فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمُشرِكٍ أو مُشاحِنٍ".

حديثٌ -بمجموعِ طُرُقِه وشواهدِه- صحيحٌ؛ رُوِيَ عن جماعةٍ من الصَّحابةِ من طُرُقٍ مُختَلِفةٍ يشدُّ بعضُها بعضًا، وهم: أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، وابنتُه عائشةُ، وأبو مُوسى الأشعريُّ، ومُعاذُ بنُ جبلٍ، وأبو ثعلبةَ الخُشَنيُّ، وعوفُ بنُ مالكٍ، وأبو هُرَيرةَ، وعبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ.

ومن التَّابعينَ: عطاءُ بنُ يسارٍ، ومكحولٌ.
ومن أتباعِ التَّابعينَ: الفُضَيلُ بنُ فَضالةَ.
آثارٌ موقوفةٌ عليهم.

وقد تَتَبَّعَ تلك الطُّرُقَ واستَقْصاها واستَقْرأَها الشَّيخُ الألبانيُّ في السِّلسِلةِ الصَّحيحةِ ( ٣ / ١٣٥ - ١٣٩ ).
فجزاه اللهُ عنَّا خيرًا.

يقولُ ابنُ الأثيرِ الجَزَريُّ في النِّهايةِ في غريبِ الحديثِ ( ٢ / ٤٤٩ ): "المُشاحِنُ: المُعادي، والشَّحناءُ: العداوةُ، والتَّشاحُنُ: تَفاعُلٌ منه.
وقال الأوزاعيُّ: أرادَ بالمُشاحِنِ ها هنا صاحبَ البِدعةِ، المُفارِقَ لجماعةِ الأُمَّةِ". اهـ

وقال الطَّبرانيُّ في "الدُّعاءِ" إثرَ حديثِ عائشةَ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ ( برقم ٦٠٦ ): سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ أحمدَ بنِ حنبلٍ يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ في معنى حديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ على عبادِه، فيغفرُ لأهلِ الأرضِ إلَّا لمُشركٍ أو مُشاحِنٍ"، قال: "المُشاحِنُ هم أهلُ البِدَعِ الذين يُشاحِنُونَ أهلَ الإسلامِ ويُعادُونَهم".

وقال الزَّمَخْشَريُّ في الفائقِ ( ٢ / ٢٢٦ ): "هو المُبتَدِعُ الذي يُشاحِنُ أهلَ الإسلامِ؛ أي يُعادِيهم". اهـ

وقال الطِّيبيُّ: " الشَّحناءُ: العداوةُ والبغضاءُ، ولعلَّ المُرادَ: ذمُّ البِغضةِ التي تقعُ بين المُسلِمينَ من قِبَلِ النَّفسِ الأمَّارةِ بالسُّوءِ لا للدِّينِ، فلا يأمنُ أحدُهم أذى صاحبِه من يدِه ولِسانِه؛ لأنَّ ذلك يُؤدِّي إلى القِتالِ وما يُنهى عنه". اهـ

نقلَه القاريُّ في مِرقاةِ المفاتيحِ ( ٣ / ٣٨٦ )، والمُبارَكفوريُّ في مِرعاةِ المفاتيحِ ( ٤ / ٣٤٠ ).
كلاهما -المِرقاة والمِرعاة- شرحٌ لمِشكاةِ المصابيحِ.

ولم يصحَّ في ليلةِ النَّصفِ من شعبانَ شيءٌ سوى هذا الحديثِ؛ لا في فضلِها ولا في صيامِ يومِها ولا في قيامِ ليلِها؛ فإنَّ ذلك كلَّه من البِدَعِ الحوادثِ.

وثمَّةَ فائدةٌ:
قال الإمامُ ابنُ رَجَبٍ في لطائفِ المعارفِ ( ص٣٢١ ): "فأمَّا صيامُ يومِ النِّصفِ منه؛ فغيرُ منهيٍّ عنه؛ فإنَّه من جُملةِ أيَّامِ البِيضِ الغرِّ المندوبِ إلى صيامِها من كلِّ شهرٍ".

ولا عِبرةَ بما ذكرَه ابنُ رَجَبٍ الحنبليُّ وغيرُه أنَّ بعضَ التَّابعينَ من أهلِ الشَّامِ كانوا يُعظِّمُونَها ويجتهدونَ في العبادةِ فيها، ووافقَهم على ذلك طائفةٌ من عُبَّادِ أهلِ البصرةِ!؛ فخيرُ الهديِ هديُ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وقد ذكر ابنُ رجبٍ إنكارَ العُلَماءِ والفُقَهاءِ من التَّابعينَ من أهلِ الحجازِ ومَن بعدَهم على ذلك، وقالوا: ذلك كلُّه بدعةٌ.

ويُعجِبُني تعليقُ مُحقِّقِ كتابِ "لطائفِ المعارفِ" على تلك الآثارِ قولُه: "تقدَّمَ لكَ أنَّ الذي صحَّ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ ولم يصحَّ عنه غيرُه أنَّ اللهَ سُبحانه يطَّلعُ على عبادِهِ تلكَ اللَّيلةَ فيغفرُ لهم جميعًا إلَّا مُشرِكًا أو مُشاحِنًا.
وعليه؛ فقدِ اختصَّ سُبحانه وتعالى هذه النِّعمةَ الجزيلةَ والهِبَةَ الجليلةَ بأهلِ التَّوحيدِ القويمِ والقلبِ السَّليمِ، ولم يختصَّ بها أهلَ الصيامِ والقيامِ وغيرِ ذلك من الصَّالحاتِ.
ومنْ هنا رأينا النَّبيَّ الكريمَ، الرَّؤُوفَ الرَّحيمَ بالمُؤمنينَ، الحريصَ على دلالتِهم على كُلِّ خيرٍ، لا يأمرُهم بقيامِ هذه اللَّيلةِ ولا بصيامِ نهارِها، بل ولا يفعلُه في نفسِه وهو أعلمُ الناسِ بمرضاةِ الربِّ تعالى وأحرصُهم عليها، وإنَّما رأيناهُ يفعلُ فيها ما كان يفعلُه في سائرِ الليالي.
وعلى هذا النَّهجِ سارَ الصَّحابةُ الكِرامُ، فلم يصحَّ عن واحدٍ منهم أنَّه عَنِيَ بهذهِ اللَّيلةِ عِنايةً خاصَّةً بقيامٍ، أو عَنِيَ بنهارِها بصيامٍ.
ثم جاء بعضُ الجِلَّةِ من التَّابِعينَ فاستحبُّوا قيامَ هذهِ اللَّيلةِ وصِيامَ نهارِها، وظلَّ السَّوادُ الأعظمُ منهم مُتَمسِّكينَ بمنهجِ سلفِهِم من الأصحابِ، بل صرَّح جماعةٌ منهم بكراهةِ تخصيصِ هذهِ اللَّيلةِ بقِيامٍ وتخصيصِ نهارِها بصيامٍ.
ثمَّ نَبَتَتْ نوابتُ لا يروي ظَمَأَهُم إلَّا مُخالَفةُ السُّنَّةِ، ولا يشفي غليلَهم إلَّا التَّقدُّمُ بينَ يدَي اللهِ ورسولِهِ؛ فتعلَّقُوا باجتهاداتِ أولئك الجِلَّةِ من التَّابِعِينَ أصحابِ الأجرِ الواحدِ، ونبَذُوا ما صحَّ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والصَّحابةِ الكرامِ أجمعينَ والسَّوادِ الأعظمِ من التَّابِعِينَ واتَّخذُوهُ وراءَهم ظهريَّا، فكان عاقبةُ أمرِهِم أنِ استحوذَ عليهم الشَّيطانُ، وشغلَهُم بالصِّيامِ والقيامِ، وأنساهُم تطهيرَ قلوبِهم من علائقِ الشَّركِ والغِلِّ والحِقدِ، فلم يلتفتوا إلى ذلك إلَّا نادِرًا، فكانوا من المحرومينَ في هذه اللَّيلةِ العظيمةِ جزاءً وِفَاقًا". اهـ

واللهُ تعالى أعلمُ.
فائدةٌ:

أصحابُ الكُتُبِ السِّتَّةِ: البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجَه: كانوا في عصرٍ واحدٍ.

وأكبرُهم سِنًّا: البُخاريُّ، ثم أبو داودَ، ثم مُسلِمٌ، ثم التِّرمذيُّ وابنُ ماجه، ثم النَّسائيُّ.

وأكثرُهم حياةً: النَّسائيُّ، عاش ثمانٍ وثمانينَ سنةً.
وأقلُّهم: مُسلِمٌ، عاش خمسًا وخمسينَ سنةً.

وقد يشتركونَ جميعُهم في شيخٍ واحدٍ، يعني هناك شُيوخٌ روى عنهم هؤلاءِ السِّتَّةُ، منهم: عمرُو بنُ عليٍّ الفلَّاسُ، وأبو كُرَيبٍ محمَّدُ بنُ العلاءِ، وبُندارٌ محمَّدُ بنُ بشَّارٍ، ومحمَّدُ بنُ المُثنَّى، ويعقوبُ بنُ إبراهيمَ الدَّورَقيُّ، ونصرُ بنُ عليٍّ الجهضميُّ، وغيرُهم.

والبُخاريُّ من شُيوخِ مُسلِمٍ والتِّرمذيِّ.

وروى التِّرمذيُّ عن مُسلِمٍ وأبي داودَ.
مَن كان عليه شيءٌ من قضاءِ رمضانَ؛ فلْيُبادِرْ بقضائِه.
ولا يجوزُ له تأخيرُه إلى ما بعدَ رمضانَ آخرَ إلَّا بعُذرٍ.
مَن قال فيه الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ: "إليه المُنتهى في التَّثبُّتِ"، مع ترجمةٍ مُختَصَرةٍ لهم:

١ - يزيدُ بنُ زُرَيعٍ العَيشيُّ البصريُّ، أبو مُعاويةَ، ريحانةُ البصرةِ ومُحَدِّثُها، الإمامُ الحافظُ المُجوِّدُ، وكان ثقةً حُجَّةً ثبتًا كثيرَ الحديثِ.

روى عن أيُّوبَ السَّختيانيِّ، وحُمَيدٍ الطَّويلِ، وخالدٍ الحذَّاءِ، وسعيدِ بنِ أبي عروبةَ، والجُرَيريِّ، وسُلَيمانَ التَّيميِّ، وشُعبةَ بنِ الحجَّاجِ، والمسعوديِّ، ويُونسَ بنِ عُبَيدٍ، وعبدِ اللهِ بنِ عونٍ، وغيرِهم.

وروى عنه بِشرُ بنُ مُعاذٍ العَقَديُّ، ومُسدَّدُ بنُ مُسَرهَدٍ، وعبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ مهديٍّ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، وقُتَيبةُ بنُ سعيدٍ، ومُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، وغيرُهم.

قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٩ / ٢٦٤ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "يزيدُ بنُ زُرَيعٍ إليه المُنتهى في التَّثبُّتِ بالبصرةِ".

انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٣٢ / ١٢٤ - ١٢٩ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٩ / ٢٩٦ - ٢٩٩ ) للذَّهبيِّ.

٢ - مُعاذُ بنُ مُعاذِ بنِ نصرٍ العنبريُّ البصريُّ، أبو المُثنَّى، القاضي الإمامُ الحافظُ المُتقِنُ، وكان ثقةً ثبتًا حُجَّةً.

روى عن سُلَيمانَ التَّيميِّ، وحُمَيدٍ الطَّويلِ، وعبدِ اللهِ بنِ عَونٍ، وشُعبةَ بنِ الحجَّاجِ، وسُفيانَ الثَّوريِّ، وحمَّادِ بنِ سلمةَ، وغيرِهم.

وروى عنه مُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، وإسحاقُ بنُ راهَويهِ، ويحيى بنُ معينٍ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، وأبو بكرِ وعُثمانُ ابنا أبي شيبةَ، وأبو خيثمةَ زُهَيرُ بنُ حربٍ، وغيرُهم.

وروى عنه ابناه: عُبَيدُ اللهِ ومُعاذٌ، وهما ثِقَتانِ حافِظانِ.
وروى عنه عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي الزِّنادِ، وهو من أقرانِه.

قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٨ / ٢٤٩ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "مُعاذُ بنُ مُعاذٍ إليه المُنتهى بالبصرةِ في التَّثبُّتِ".

انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٢٨ / ١٣٢ - ١٣٧ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٩ / ٥٤ - ٥٦ ) للذَّهبيِّ.

٣ - حَبَّانُ بنُ هِلالٍ الباهليُّ البصريُّ، أبو حبيبٍ، الإمامُ الحافظُ، وكان ثقةً ثبتًا حُجَّةً.

روى عن أبانَ بنِ يزيدَ العطَّارِ، وجريرِ بنِ حازمٍ، وحمَّادِ بنِ سَلَمةَ، وشُعبةَ بنِ الحجَّاجِ، ومَعمَرِ بنِ راشدٍ، وأبي عوانةَ، ووُهَيبٍ، وغيرِهم.

وروى عنه عليُّ ابنُ المدينيِّ، ومُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، وزُهَيرُ بنُ حربٍ، وعبدُ بنُ حُمَيدٍ، والدَّارميُّ، وعمرٌو الفلَّاسُ، وبُندارٌ، وغيرُهم.

قال الذَّهبيُّ: "وكان قد قطعَ الرِّوايةَ قبل موتِه بسنواتٍ، فلهذا لم يسمعْ منه البُخاريُّ وأبو حاتمٍ وطبَقَتُهما".

قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٣ / ٢٩٧ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "حَبَّانُ بنُ هِلالٍ إليه المُنتهى بالبصرةِ في التَّثبُّتِ".

انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٥ / ٣٢٨ - ٣٣٠ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٠ / ٢٣٩ - ٢٤٠ ) للذَّهبيِّ.

٤ - خالدُ بنُ الحارثِ بنِ عُبَيدٍ الهُجَيميُّ البصريُّ، أبو عُثمانَ، الإمامُ الحافظُ الحُجَّةُ، وكان ثقةً ثبتًا من أوعيةِ العِلمِ.

روى عن هشامِ بنِ عُروةَ، وحُمَيدٍ الطَّويلِ، وأيُّوبَ السَّختيانيِّ، وعبدِ اللهِ بنِ عونٍ، وشُعبةَ بنِ الحجَّاجِ، وسُفيانَ الثَّوريِّ، وسعيدِ بنِ أبي عروبةَ، وابنِ جُرَيجٍ، وغيرِهم.

وروى عنه شُعبةُ -وهو من شُيوخِه-، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، ومُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، ومُسدَّدُ بنُ مُسَرهَدٍ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، وإسحاقُ بنُ راهَويهِ، والفلَّاسُ، وغيرُهم.

قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٣ / ٣٢٥ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "خالدُ بنُ الحارثِ إليه المُنتهى في التَّثبُّتِ بالبصرةِ".

انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٨ / ٣٥ - ٣٨ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٩ / ١٢٦ - ١٢٨ ) للذَّهبيِّ.

٥ - إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ الأسَديُّ البصريُّ، المشهورُ بابنِ عُلَيَّةَ، أبو بِشرٍ، الإمامُ الكبيرُ الحافظُ، ريحانةُ الفُقَهاءِ، وكان ثقةً ثبتًا حُجَّةً.

روى عن أيُّوبَ السَّختيانيِّ، وحُمَيدٍ الطَّويلِ، وسُلَيمانَ التَّيميِّ، وخالدٍ الحذَّاءِ، والجُرَيريِّ، ويُونسَ بنِ عُبَيدٍ، والثَّوريِّ، وشُعبةَ، وابنِ عونٍ، وابنِ جُرَيجٍ، وغيرِهم.

وروى عنه ابنُ جُرَيجٍ وشُعبةُ -وهما من شُيوخِه-، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ مهديٍّ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، ويحيى بنُ معينٍ، وأبو خيثمةَ، وبُندارٌ، والدَّورَقيُّ، والفلَّاسُ، ومُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، وخلقٌ كثيرٌ.

وروى عنه حمَّادُ بنُ زيدٍ، ومات حمَّادٌ قبله.
قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٢ / ١٥٤ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "إسماعيلُ ابنُ عُلَيَّةَ إليه المُنتهى في التَّثبُّتِ بالبصرةِ".

انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٣ / ٢٣ - ٣٣ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٩ / ١٠٧ - ١٢٠ ) للذَّهبيِّ.

٦ - بِشرُ بنُ المُفضَّلِ الرَّقاشيُّ البصريُّ، أبو إسماعيلَ، الإمامُ الحافظُ المُجَوِّدُ العابدُ، وكان ثِقةً ثبتًا حُجَّةً.

روى عن إسماعيلَ بنِ أُمَيَّةَ، وحُمَيدٍ الطَّويلِ، وخالدٍ الحذَّاءِ، والجُرَيريِّ، وسعيدِ بنِ أبي عروبةَ، وشُعبةَ بنِ الحجَّاجِ، وابنِ عونٍ، وابنِ شُبرُمةَ، وابنِ خُثَيمٍ، ويُونسَ بنِ عُبَيدٍ، وغيرِهم.

وروى عنه أحمدُ بنُ حنبلٍ، وإسحاقُ بنُ راهَويهِ، والقواريريُّ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، ومُسدَّدٌ، والدَّورَقيُّ، وغيرُهم.

قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٢ / ٣٦٦ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "بِشرُ بنُ المُفضَّلِ إليه المُنتَهى في التَّثبُّتِ بالبصرةِ".

انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٤ / ١٤٧ - ١٥١ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٩ / ٣٦ - ٣٩ ) للذَّهبيِّ.

٧ - يحيى بنُ سعيدِ بنِ فَرُّوخَ القطَّانُ البصريُّ، أبو سعيدٍ، الإمامُ القُدوةُ الحافظُ الكبيرُ المُتقِنُ، أميرُ المُؤمنينَ في الحديثِ.

روى عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، وحُمَيدٍ الطَّويلِ، وسُلَيمانَ التَّيميَّ، وحمَّادِ بنِ سَلَمةَ، وخالدٍ الحذَّاءِ، وسعيدِ بنِ أبي عروبةَ، وسُفيانَ الثَّوريِّ، وشُعبةَ، وسُفيانَ بنِ عُيَينةَ، والأوزاعيِّ، وابنِ جُرَيجٍ، والفُضَيلِ بنِ عِياضٍ، ومالكِ بنِ أنسٍ، وهشامِ بنِ حسَّانَ، وغيرِهم.

وروى عنه مُعتمرُ بنُ سُلَيمانَ -وهو أكبرُ منه-، وشُعبةُ، وسُفيانُ الثَّوريُّ، وسُفيانُ بنُ عُيَينةَ -وهم من شُيوخِه-، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ مهديٍّ، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، وإسحاقُ بنُ راهَويهِ، وأبو خيثمةَ، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، وعليُّ ابنُ المدينيِّ، والقواريريُّ، والقاسمُ بنُ سلَّامٍ، ومُحمَّدُ بنُ المُثنَّى، وبُندارٌ، ومُسدَّدٌ، ويحيى بنُ معينٍ، وغيرُهم.

قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٩ / ١٥٠ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "يحيى بنُ سعيدٍ القطَّانُ إليه المُنتهى في التَّثبُّتِ بالبصرةِ".

انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٣١ / ٣٢٩ - ٣٤٢ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٩ / ١٧٥ - ١٨٨ ) للذَّهبيِّ.

٨ - بَهزُ بنُ أسَدٍ العَمِّيُّ البصريُّ، أبو الأسودِ، الإمامُ الحافظُ، وكان ثقةً ثبتًا حُجَّةً، وهو أخو الحافظِ مُعلَّى بنِ أسدٍ.

روى عن جريرِ بنِ حازمٍ، وحمَّادِ بنِ سَلَمةَ، وشُعبةَ بنِ الحجَّاجِ، ويزيدَ بنِ زُرَيعٍ، ووُهَيبٍ، وغيرِهم.

وروى عنه أحمدُ بنُ حنبلٍ، ومُحمَّدُ بنُ بشَّارٍ بُندارٌ، ويعقوبُ الدَّورَقيُّ، وغيرُهم.

قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٢ / ٤٣١ ): حدَّثنا أبو بكرٍ الأسَديُّ قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقولُ: "بَهزُ بنُ أسَدٍ إليه المُنتهى في التَّثبُّتِ".

انظُرْ ترجمتَهُ في تهذيبِ الكمالِ ( ٤ / ٢٥٧ - ٢٥٩ ) للمِزِّيِّ، وسِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٩ / ١٩٢ ) للذَّهبيِّ.

فائدةٌ:
هؤلاءِ الأعلامُ جميعُهم من أهلِ البصرةِ، وكانوا مُتَواجِدِينَ في عصرٍ واحدٍ، وهم أقرانٌ، وأكبرُهم سِنًّا يزيدُ بنُ زُرَيعٍ، وكان أوَّلَهم موتًا، وآخرُهم موتًا حَبَّانُ بنُ هِلالٍ.
وجميعُهم من شُيوخِ الإمامِ أحمدَ، سوى يزيدَ بنِ زُرَيعٍ -فإنَّه لم يُدرِكْه-، وحبَّانَ بنِ هلالٍ.

فائدةٌ:
جميعُ أقوالِ الإمامِ أحمدَ نقَلَها عنه أبو بكرٍ الأسَديُّ، واسمُه: عبدُ اللهِ بنُ مُحمَّدِ بنِ الفضلِ الأسَديُّ.
يروي عن الإمامِ أحمدَ، ويحيى بنِ معينٍ، وخالدِ بنِ خداشٍ، وغيرِهم.

قال ابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٥ / ١٦٣ ): سمعتُ منه بواسطَ وبالرَّيِّ، وكتب عنه أبي وأبو زُرعةَ، ورويا عنه، وسُئِلَ أبي عنه فقال: صدوقٌ. اهـ
Forwarded from قمر
تُقدِّم مُبادرة: "قمر" بالتَّعاقد مع مُبادرة: "جلابيبهنّ".

بإطلاق برنامج يوثِّق فريضة الحجاب في النُّفوس، ويُبيِّن كثيرا من أحكامه، وذلك تحت عنوانين:
١- مُختمراتٍ!.
٢- أصلحي حجابكِ قبل رمضان.


مُبادرة "قمر":
https://www.tg-me.com/qamarher
مُبادرة "جلابيبهنَّ":
https://www.tg-me.com/GL4433
قال ابنُ الجوزيِّ في مناقبِ الإمامِ أحمدَ ( ص٥٦٠ ): أخبرنا مُحمَّدُ بنُ عبدِ الباقي قال: أنبأنا رِزقُ اللهِ بنُ عبدِ الوهَّابِ قال: أنبأنا أبو عبدِ الرَّحمنِ السُّلَميُّ قال: حضرتُ جِنازةَ أبي الفتحِ القوَّاسِ الزَّاهدِ مع أبي الحسنِ الدَّارَقُطنيِّ، فلما نظرَ إلى الجمعِ، قال: سمعتُ أبا سهلِ بنَ زيادٍ القطَّانَ يقولُ: سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ أحمدَ بنِ حنبلٍ يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ: "قولوا لأهلِ البِدَعِ بيننا وبينكم يومُ الجنائزِ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه ثِقاتٌ أئِمَّةٌ.

وقولُ السُّلَميِّ: "حضرتُ جِنازةَ أبي الفتحِ القوَّاسِ": هو الإمامُ الرَّبَّانيُّ المُحدِّثُ يُوسفُ بنُ عُمَرَ البغداديُّ القوَّاسُ.
يروي عن ابنِ صاعدٍ، وابنِ أبي داودَ، وأبي القاسمِ البغويِّ.
وكان ثقةً زاهدًا صادقًا مُجابَ الدَّعوةِ، وقال فيه البرقانيُّ والأزهريُّ: "كان من الأبدالِ".
وقال الدَّارقُطنيُّ: "كنا نتبرَّكُ بأبي الفتحِ القوَّاسِ وهو صبيٌّ".

وقال الإمامُ الدَّارَقُطنيُّ -كما في سُؤالاتِ السُّلَميِّ له ( ص١٤٦ )-: سمعتُ أبا عليٍّ الصَّوَّافَ يقولُ: سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ أحمدَ يقولُ: سمعتُ أبي رحمه اللهُ يقولُ: "قُولوا لأهلِ البدعِ: بيننا وبينكم يومُ الجنائزِ".
وسمعتُ أبا سهلِ بنَ زيادٍ يذكرُ ذلكَ.

وذكَرَهُ ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٥ / ٣٣٢ )، والمِزِّيُّ في تهذيبِ الكمال ( ١ / ٤٦٧ )، والذَّهبيُّ في السِّيَرِ ( ١١ / ٣٤٠ )، وابنُ عبدِ الهادي في العُقودِ الدُّرِّيَّةِ ( ص٤٥٠ ) عن السُّلَميِّ، به.

وزادوا -سوى الذَّهبيِّ-: قال أبو عبدِ الرَّحمنِ على أثرِ هذه الحِكايةِ: "إنَّه حزَرَ الحزَّارونَ المُصلِّينَ على جنازةِ أحمدَ، فبلغ العددُ بحَزرِهِم ألفَ ألفٍ وسبعَ مائةِ ألفٍ سوى الذين كانوا فِي السُّفنِ". اهـ

وذكَرَهُ ابنُ كثيرٍ في تاريخِه ( ١٤ / ٤٢٥ - ٤٢٦ ) ثم قال: "وقد صدَّقَ اللهُ قَولَهُ في هذا؛ فإنَّه رحمه اللهُ كان إمامَ السُّنَّةِ في زمانِه، وعُيونُ مُخالِفِيهِ أحمدُ بنُ أبي دُؤادٍ القاضي لم يَحتفِلْ أحدٌ بموتِه، ولا شيَّعَهُ أحدٌ من النَّاسِ إلَّا القليلُ، وكذلك الحارثُ بنُ أسدٍ المُحاسِبيُّ مع زُهدِه ووَرَعِه وتَنقِيرِهِ ومُحاسَبتِه نفسَهُ في خطراتِه وحركاتِه لم يُصلِّ عليهِ إلَّا ثلاثةٌ أو أربعةٌ من النَّاسِ، فللهِ الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ". اهـ

قلتُ: قد كانَتْ جنازةُ غيرِ واحدٍ من السَّلَفِ مهيبةً عظيمةً، كجنازةِ الأوزاعيِّ، وأبي بكرِ بنِ أبي داودَ السِّجستانيِّ، وشيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ، وابنِ القيِّمِ، وغيرِهم.
٢٦ / شعبان..

هزُّوا رِماحَ الإيمانِ في صُدورِكم، وأغِيرُوا بشجاعتِكم على عسكرِ الشَّيطانِ والهوى في قُلوبِكم؛ فلقد أَتَتْكُم نفحةٌ ذاتُ أَرْجةٍ، وهبَّتْ عليكم نسائمُ رمضانَ العليلةُ..
كلّ من حولنا أعلنوا أن غدًا بداية شهر رمضان المبارك إلّا الأردنّ، هل نرسل لكم التبريكات والتّهاني أم ننتظر ليوم غد؟ 🤣🫣👀
الحمدُ للهِ، وبعدُ:

جاءَ شهرُ الصِّيامِ بالبركاتِ *** فأكْرِمْ به من زائرٍ هو آتِ

اللَّهُمَّ لك الحمدُ أن بلَّغْتَنا شهرَ رمضانَ المُبارَكَ..

أُهَنِّئُكُم وأُبَشِّرُكُم كما هَنَّأَ وبَشَّرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَهُ رضي اللهُ عنهم:

عن أبي هُرَيرةَ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُبَشِّرُ أصحابَهُ: "قد جاءَكُم رمضانُ، شهرٌ مُبارَكٌ، افترضَ اللهُ عليكم صِيامَهُ، تُفتَحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيه الشَّياطينُ، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ".

رواهُ الإمامُ أحمدُ ( ٨٩٩١ )، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٩١١١ )، وعبدُ بنُ حُمَيدٍ ( ١٤٢٧ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٣٣٢٨ ).
وأصلُه في الصَّحيحَينِ: البُخاريِّ ( ١٨٩٩ و٣٢٧٧ )، ومُسلِمٍ ( ١٠٧٩ ).

قال الحافظُ ابنُ رَجَبٍ الحنبليُّ في لطائفِ المعارفِ ( ص٣٤٨ ): قال بعضُ العُلَماءِ: هذا الحديثُ أصلٌ في تهنئةِ النَّاسِ بعضِهم بعضًا بشهرِ رمضانَ.
كيف لا يُبَشَّرُ المُؤمِنُ بفتحِ أبوابِ الجِنان؟!، كيف لا يُبَشَّرُ المُذنِبُ بغلقِ أبوابِ النِّيران؟!، كيف لا يُبَشَّرُ الغافلُ بوقتٍ يُغَلُّ فيه الشَّيطان؟!، من أينَ يُشبِهُ هذا الزَّمانَ زمان؟!. اهـ

ويُستَحبُّ الدُّعاءُ بهذه الأدعيةِ عندَ غُرَّةِ كلِّ شهرٍ:

١ - قال عبدُ اللهِ بنُ هِشامِ بنِ زُهرةَ القُرَشيُّ التَّيميُّ: كان أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتعلَّمونَ هذا الدُّعاءَ كما يتعلَّمونَ القُرآنَ إذا دخل الشَّهرُ أوِ السَّنَةُ: "اللَّهُمَّ أدخِلْهُ علينا بالأمنِ والإيمانِ، والسَّلامةِ والإسلامِ، وجِوارٍ من الشَّيطانِ، ورِضوانٍ من الرَّحمنِ".

رواه البَغَويُّ في مُعجَمِ الصَّحابةِ ( ١٥٣٩ ) من طريقِ عبدِ اللهِ بنِ وهبٍ، عن حَيوةَ بنِ شُرَيحٍ، عن زُهرةَ بنِ مَعبَدٍ، عن جدِّه عبدِ اللهِ بنِ هشامٍ.

وهذا إسنادٌ صحيحٌ على شرطِ البُخاريِّ.
وذَكَرَهُ ابنُ حَجَرٍ في الإصابةِ ( ٦ / ٤٠٧ - ٤٠٨ ) وعزاه للبَغَويِّ، وقال: "وهذا موقوفٌ على شرطِ الصَّحيحِ".

ورواه الطَّبرانيُّ في الأوسطِ ( ٦٢٤١ ) من طريقِ رِشدينِ بنِ سعدٍ، عن زُهرةَ بنِ معبدٍ، عن جدِّه.
ورِشدينٌ ضعيفٌ، لكن تابعه حَيوةُ بنُ شُرَيحٍ.

وعبدُ اللهِ بنُ هشامٍ من صغارِ الصَّحابةِ:
روى البُخاريِّ ( ٢٥٠٢ ) من طريقِ زُهرةَ بنِ مَعبَدٍ، عن جدِّه عبدِ اللهِ بنِ هِشامٍ وكان قد أدركَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وذهَبَتْ به أُمُّه زينبُ بنتُ حُمَيدٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالت: يا رسولَ اللهِ، بايِعهُ، فقال: "هو صغيرٌ"، فمسحَ رأسَه ودعا له.

٢ - عن طلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا رأى الهِلالَ قال: "اللَّهُمَّ أهِلَّهُ علينا باليُمنِ والإيمانِ والسَّلامةِ والإسلامِ، ربِّي وربُّكَ اللهُ".

رواه أحمدُ ( ١٣٩٧ )، وعبدُ بنُ حُمَيدٍ ( ١٠٣ )، والتِّرمذيُّ ( ٣٤٥١ )، وابنُ أبي عاصمٍ في السُّنَّةِ ( ٣٧٦ )، وأبو يعلى ( ٦٦١ و٦٦٢ ).
وإسنادُه ضعيفٌ، لكن له شاهدٌ من حديثِ ابن عُمَرَ، رواه ابنُ حبَّانَ ( ٨٨٨ )، والطَّبرانيُّ في الكبيرِ ( ١٢ / ٣٥٦ برقم ١٣٣٣٠ ) وفي إسنادِه ضعفٌ.
وشاهدٌ آخرُ من حديثِ رافعِ بنِ خديجٍ، رواه الطَّبرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩٠٨ ) وفي إسنادِ ضعفٌ.
وشاهدٌ آخرُ من حديثِ أنسٍ رواه الطَّبرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩٠٧ ) وإسنادُه ضعيفٌ.
وشواهدُ غيرُها..

وبمجموعِ هذه الشَّواهدِ حسَّنَ الحديثَ: التِّرمذيُّ، وابنُ حجرٍ.
وصحَّحهُ الألبانيُّ في السِّلسِلةِ الصَّحيحةِ ( ٤ / ٤٣٠ - ٤٣١ برقم ١٨١٦ ).

وقال الشَّيخُ عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ عبدِ المُحسِنِ البدرُ حفظه اللهُ في فقهِ الأدعيةِ والأذكارِ ( ٣ / ٢٥٣ ): "لقد ورد في السُّنَّةِ دُعاءٌ يُستَحَبُّ للمُسلِمِ أن يقولَهُ عند رُؤيةِ الهِلالِ من كلِّ شهرٍ، فيه سُؤالُ الرَّبِّ سُبحانه أن يجعلَ هذا الشَّهرَ الذي هلَّ هلالُه شهرَ يُمنٍ وإيمانٍ وسلامةٍ وإسلامٍ، وهي دعوةٌ مُباركةٌ يحسُن بالمُسلمِ أن يدعوَ بها كلَّما رأى الهلالَ". اهـ ثم ذكرَ حديثَ طلحةَ السَّابقَ..

وممَّا يُستأنَسُ به ما وردَ عن السَّلفِ من الأدعيةِ عندَ استقبالِ شهرِ رمضانَ المُبارَكِ:

١ - قال الأوزاعيُّ: كان يحيى بنُ أبي كثيرٍ يدعو حضرةَ شهرِ رمضانَ: "اللَّهُمَّ سلِّمْني لرمضانَ، وسلِّمْ لي رمضانَ، وتسَلَّمْهُ منِّي مُتَقبَّلًا".
رواه أبو نُعيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٣ / ٦٩ ) وإسنادُه صحيحٌ.

٢ - عن النُّعمانِ بنِ المُنذِرِ، عن مكحولٍ أنَّه كان يقولُ إذا دخل رمضانُ: "اللَّهُمَّ سلِّمْني لرمضانَ، وسلِّمْ رمضانَ لي، وتسَلَّمْهُ منِّي مُتَقَبَّلًا".
رواه الطَّبرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩١٣ ) وإسنادُه صحيحٌ.
٣ - قال عبدُ العزيزِ بنُ أبي روَّادٍ: "كان المسلمونَ يدعونَ عند حضرةِ شهرِ رمضانَ: اللَّهُمَّ أظَلَّ شهرُ رمضانَ وحضرَ، فسلِّمْهُ لي، وسلِّمْني فيه، وتسَلَّمْهُ منِّي، اللَّهُمَّ ارْزُقْني صِيامَه وقِيامَه صبرًا واحتِسابًا، وارْزُقْني فيه الجِدَّ والاجتِهادَ والقُوَّةَ والنَّشاطَ، وأعِذْني فيه من السَّآمةِ والفَترةِ والكَسَلِ والنُّعاسِ، ووفِّقْني فيه لليلةِ القدرِ، واجعَلْها خيرًا لي من ألفِ شهرٍ".
رواه الطَّبرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩١٤ ) وإسنادُه صحيحٌ.
ورُويَ من حديثِ عُبادةَ بنِ الصَّامتِ مرفوعًا، ولا يصحُّ.

شهرٌ مُبارَكٌ علينا عليكم إن شاء اللهُ 🌸 🌸

وكتبَ:
أبو عبدِ اللهِ الأثَريُّ.
روى الإمامُ مُسلِمٌ ( ٥٥ ) عن تميمٍ الدَّاريِّ رضي اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "الدِّينُ النَّصيحةُ"، قُلنا: لمن؟ قال: "للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئِمَّةِ المُسلِمِينَ وعامَّتِهم".

قال الإمامُ الذَّهبيُّ في السِّير ( ١١ / ٥٠٠ ): "فتأمَّلْ هذه الكلمةَ الجامعةَ، وهي قولُه: "الدِّينُ النَّصيحةُ"؛ فمَن لم يَنصَحْ للهِ وللأئِمَّةِ وللعامَّةِ، كان ناقصَ الدِّينِ.
وأنتَ لو دُعِيتَ يا ناقصَ الدِّينِ، لَغَضِبتَ، فقل لي: متى نصحتَ لهؤلاءِ؟ كلَّا واللهِ، بل ليتَكَ تسكتُ، ولا تنطقُ، أو لا تُحسِّنُ لإمامِكَ الباطِلَ، وتُجرِّئُه على الظُّلمِ وتغشُّه، فمن أجلِ ذلك سقطتَ من عينِه، ومن أعيُنِ المُؤمنينَ.
فباللهِ قل لي: متى يُفلِحُ مَن كان يسرُّه ما يضرُّه؟ ومتى يُفلِحُ مَن لم يُراقِبْ مولاهُ؟ ومتى يُفلِحُ مَن دنا رحيلُه، وانقرضَ جِيلُه، وساء فِعلُه وقِيلُه؟ فما شاء اللهُ كان، وما نرجو صلاحَ أهلِ الزَّمانِ، لكن لا ندعُ الدُّعاءَ، لعلَّ اللهَ أن يلطفَ، وأن يُصلِحَنا، آمِينَ". اهـ
س: آيةٌ استنبطَ منها الإمامُ ابنُ قيِّمِ الجوزيَّةِ فائدةً: "الجارُ قبلَ الدَّارِ".
ما هي هذه الآيةُ؟
2024/09/28 12:15:27
Back to Top
HTML Embed Code: