Telegram Web Link
[ #فصل_۱۰ : في قُدومِ رَكبٍ آخرَ ]
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
°🍁||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

٣٢٢ - وأتَى فريقٌ ثُمَّ قاربَ وصفُهُ
هَذا ولكِن جدَّ فِي النُّكرانَ

٣٢٣ - فأسَرَّ قولَ مُعطِّلٍ ومُكذِّبٍ
فِي قالبِ التَّنزيهِ للرَّحمنِ

٣٢٤ - إذ قالَ ليسَ بداخلٍ فِينا ولا
هُو خارجٌ عَن جُملةِ الأكوانِ

٣٢٥ - بَل قالَ ليسَ ببائنٍ عَنها ولا
فِيها ولا هُو عينُها بِبَيانِ

٣٢٦ - كلَّا ولا فوقَ السَّماواتِ العُلى
والعرشِ مِن ربٍّ ولا رَحمنِ

٣٢٧ - والعرشُ ليسَ عليهِ مَعبودٌ سِوى
العَدَمِ الَّذي لا شيءَ فِي الأعيانِ

٣٢٨ - بَل حظُّهُ مِن ربِّهِ حظُّ الثَّرى
مِنهُ وحظُّ قواعِدِ البُنيانِ

٣٢٩ - لَو كانَ فوقَ العَرشِ كانَ كهَذِهِ
الأجْسامِ سُبحانَ العَظيمِ الشَّانِ

٣٣٠ - ولقَد وجدتُ لفاضِلٍ مِنهُم
مقامًا قامَهُ فِي النَّاسِ مُنذُ زَمانِ

٣٣١ - قالَ اسْمَعُوا يَا قومِ إنَّ نبيَّكُم
قَد قالَ قَولًا واضِحَ البُرهانِ

٣٣٢ - لا تَحكُمُوا بالفَضلِ لِي أصْلاً عَلى
ذِي النُّونِ يُونُسَ ذلكَ الغَضبانِ

٣٣٣ - هَذا يردُّ عَلى المُجسِّمِ قولَهُ
اللهُ فوقَ العَرشِ والأكوانِ

٣٣٤ - ويدلُّ أنَّ إلَهَنَا سُبحانَهُ
وبحَمدِهِ يُلفى بكلِّ مَكانِ

٣٣٥ - قالُوا لهُ بَيِّنْ لَنا هَذا فَلم
يفعَل فأعطَوهُ مِنَ الأثمانِ

٣٣٦ - ألفًا مِنَ الذَّهَبِ العَتيقِ فقالَ فِي
تِبيانِهِ فاسْمَع لِذا التِّبيانِ

٣٣٧ - قَد كانَ يُونُسُ فِي قَرارِ البَحرِ
تحتَ الماءِ فِي قَبرٍ مِنَ الحِيتانِ

٣٣٨ - ومُحَمَّدٌ صَعِدَ السَّماءَ وجاوَزَ
السَّبعَ الطِّباقَ وجازَ كُلَّ عَنانِ

٣٣٩ - وكِلاهُما فِي قُربهِ مِن رَبِّهِ
سُبحانَهُ إذ ذاكَ مُستَويانِ

٣٤٠ - فالعُلوُ والسُّفلُ اللَّذانِ كِلاهُما
فِي بُعدِهِ مِن ضِدِّهِ طَرَفانِ

٣٤١ - إن يُنسَبَا للهِ نُزِّهَ عَنهُما
بالاختِصاصِ بَلى هُما سِيَّانِ

٣٤٢ - فِي قُربِ مَن أضحَى مُقيمًا
فِيهما مِن رَبِّهِ فكِلاهُما مِثلانِ

٣٤٣ - فلأجلِ هَذا خُصَّ يُونُسُ دُونَهُم
بالذِّكرِ تحقيقًا لِهَذا الشَّانِ

٣٤٤ - فأتَى النِّثارُ عليهِ مِنْ أصحابِهِ
مِن كُلِّ ناحيةٍ بِلا حُسبانِ

٣٤٥ - فاحْمدْ إلَهَكَ أيُّها السُّنِّيُّ إذْ
عافاكَ مِن تَحريفِ ذِي بُهتانِ

٣٤٦ - واللهِ مَا يَرضى بهَذا خائفٌ
مِن رَبِّهِ أمسَى عَلى الإيمانِ

٣٤٧ - هَذا هُو الإِلْحادُ حقًّا بَل هُو
التَّحرِيفُ مَحضًا أبردُ الهَذَيَانِ

٣٤٨ - واللهِ مَا بُلِيَ المُجسِّمُ قطُّ ذِي
البَلوَى وَلا أمسَى بذِي الخِذلانِ

٣٤٩ - أمثالُ التَّأويلِ أفسدَ هَذهِ
أدْيانَ حِينَ سَرَى إِلى الأدْيانِ

٣٥٠ - واللهِ لَوْلَا اللهُ حافظُ دينِهِ
لتهدَّمَتْ مِنهُ قُوى الأركانِ
فصلُ هذا اليومِ مُهمٌّ جدًّا .
[ #فصل_۱۱ : فِي قُدومِ ركبٍ آخرَ ] .
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim
٣٥١ - وأتَى فريقٌ ثُمَّ قاربَ وَصفُهُ
هَذا وزادَ عليهِ فِي المِيزانِ

٣٥٢ - قالَ:اسْمَعُوا يَا قَومُ لَا تُلهِيكُمُ
هَذي الأمانِي هُنَّ شرُّ أمانِي

٣٥٣ - أتعبتُ راحِلَتِي وَكَلَّ مطيَّتِي
وبذلتُ مَجهُودِي وقَد أعيانِي

٣٥٤ - فتَّشتُ فَوقُ وتحتُ ثُمَّ أمامَنا
وَوَرَاءُ ثُمَّ يسارُ معَ أيْمانِي

٣٥٥ - مَا دلَّني أحَدٌ عليهِ هُناكُمُ
كلَّا وَلا بَشَرٌ إليهِ هَدانِي

٣٥٦ - إلَّا طوائِفُ بالحَدِيثِ تمسَّكَت
تُعزَى مذاهِبُها إلى القُرآنِ

٣٥٧ - قالُوا: الَّذي تَبغيهِ فوقَ عِبادِهِ
فوقَ السَّماءِ وفوقَ كلِّ مَكانِ

٣٥٨ - وَهُوَ الَّذي حقًّا عَلى العَرشِ اسْتَوى
لكنَّهُ اسْتَوْلَى عَلى الأكْوانِ

٣٥٩ - وإليهِ يصعَدُ كلُّ قولٍ طيِّبٍ
وإليهِ يُرفَعُ سَعيُ ذِي الشُّكرانِ

٣٦٠ - والرُّوحُ والأملاكُ مِنهُ تنزَّلَتْ
وإليهِ تعرُجُ عِندَ كلِّ أوانِ

٣٦١ - وإليهِ أيْدِي السَّائِلِينَ توجَّهَتْ
نحوَ العُلُوِّ بفِطرَةِ الرَّحمنِ

٣٦٢ - وإليهِ قَد عرجَ الرَّسُولُ فقُدِّرَتْ
مِن قُربِهِ مِن ربِّهِ قَوسَانِ

٣٦٣ - وإليهِ قَد رُفِعَ المَسيحُ حقيقةً
ولَسَوفَ ينزِلُ كَي يُرى بعِيانِ

٣٦٤ - وإليهِ يصعَدُ روحُ كلِّ مُصدِّقٍ
عِندَ المَمَاتِ فيَنثَنِي بِأمَانِ

٣٦٥ - وإليهِ آمالُ العِبادِ توجَّهَتْ
نحوَ العُلُوِّ بِلا تواصٍ ثانِ

٣٦٦ - بَلْ فِطرَةُ اللهِ الَّتي لَم يُفطَرُوا
إلَّا علَيها الخَلقُ والثَّقَلانِ

٣٦٧ - ونظيرُ هَذا أنَّهم فُطِرُوا
عَلى إقرارِهِم لا شكَّ بالدَّيَّانِ

٣٦٨ - ولكِن أُولُوا التَّعطيلِ مِنهُم أصبَحُوا
مَرضَى بداءِ الجَهلِ والخِذلانِ

٣٦٩ - فسألتُ عنهُم رُفقَتي وأحِبَّتي
أصحابَ جَهمٍ حِزبَ جِنكِيزخانِ

٣٧٠ - مَن هؤلاءِ ومَن يقالُ لهُم فقَد
جاءُوا بأمرٍ مالِئِ الآذانِ

٣٧١ - ولهُم علَينا صولةٌ مَا صَالَها
ذُو باطلٍ بَل صاحبُ البُرهانِ

٣٧٢ - أَوَمَا سَمعتُم قولَهُم وكلامَهُم
مثلَ الصَّواعِقِ ليسَ ذَا لِجَبانِ

٣٧٣ - جَاؤُوكُمُ مِن فوقِكُم وأتيتُمُ
مِن تحتِهِم مَا أنتُم سِيَّانِ

٣٧٤ - جَاؤُوكُم بالوَحيِ لكِن جِئتمُ
بنُحاتةِ الأفْكارِ والأذْهانِ

٣٧٥ - قالُوا مُشبِّهةٌ ومُجسِّمةٌ فَلا
تسمَع مقالَ مُجسِّمٍ حَيوانِ

٣٧٦ - والْعَنْهُمُ لعنًا كبيرًا واغْزُهُم
بعساكِرِ التَّعطيلِ غيرَ جَبانِ

٣٧٧ - واحكُم بسَفكِ دِمائِهِم وبحَبسِهِم
أوْ لَا فشرِّدهُم عَنِ الأوْطانِ

٣٧٨ - حذِّر صِحابَكَ مِنهُمُ فَهُمُ أضلُّ
مِنَ اليَهُودِ وعابِدِي الصُّلبانِ

٣٧٩ - واحْذَر تُجادِلَهُم بقالَ اللهُ أوْ
قالَ الرَّسُولَ فتَنثَنِي بهَوَانِ

٣٨٠ - أنَّى وَهُم أولَى بهِ قَد أنفَذُوا
فيهِ قُوى الأذهانِ والأبدانِ

٣٨١ - فإذَا بُلِيتَ بهِم فغالِطْهُم عَلى
التَّأويلِ للأخبارِ والقُرآنِ

٣٨٢ - وكذاكَ غالِطْهُم عَلى التَّكذيبِ
للآحادِ ذانِ لصَحبِنا أصلانِ

٣٨٣ - أَوْصَى بِها أشياخُنا أشياخَهُم
فاحْفَظْهُمَا بيَديْكَ والأسنانِ

٣٨٤ - وإذَا اجتمعتَ وهُم بمشهدِ
مجلسٍ فابْدُرْ بإيرادٍ وشغلِ زَمانِ

٣٨٥ - لا يَملِكُوهُ عليكَ بالآثار ِ
والأخبارِ والتَّفسيرِ للفُرقانِ

٣٨٦ - فتصيرَ إن وافقتَ مِثلَهُمُ وإن
عارضتَ زِنديقًا أخَا كُفرانِ

٣٨٧ - وإذاَ سكتَّ يُقالُ هَذا جاهلٌ
فابْدُرْ ولَو بالفَشرِ والهَذَيانِ

٣٨٨ - هَذا الَّذي واللهِ أوصَانا بهِ
أشياخُنا فِي سالِفِ الأزْمانِ

٣٨٩ - فرَجعتُ مِن سَفَرِي وقلتُ
لصاحِبي ومطيَّتي قَد آذَنَت بحِرَانِ

٣٩٠ - عطِّل رِكابَكَ واستَرِحْ مِن سَيرِها
ما ثَمَّ شيءٌ غيرُ ذِي الأكوانِ

٣٩١ - لَو كانَ للأكوانِ ربٌّ خالقٌ
كانِ المُجسِّمُ صاحبَ البُرهانِ

٣٩٢ - أوْ كانَ ربٌّ بائنٌ عَنِ الوَرى
كانَ المُجسِّمُ صاحبُ الإيمانِ

٣٩٣ - ولكانَ عِندَ النَّاسِ أوْلَى الخَلقِ
بالإسلامِ والإيمانِ والإحسانِ

٣٩٤ - ولكانَ هَذا الحِزبُ فوقَ رُؤوسِهِم
لَم يختَلِف مِنهُم عليهِ اثْنانِ

٣٩٥ - فدَعِ التَّكاليفَ الَّتي حُمِّلْتها
واخْلَع عِذارَكَ وارْمِ بالأرسانِ

٣٩٦ - ما ثَمَّ فوقَ العَرشِ مِن ربٍّ
ولَم يتكلَّمِ الرَّحمنُ بالقُرآنِ

٣٩٧ - لَو كانَ فوقَ العَرشِ ربٌّ ناظرٌ
لزِكَ التَّحيُّزُ وافتِقارُ مَكانِ

٣٩٨ - لَو كانَ ذَا القُرآنُ عينَ كلامِهِ
حرفا وصوتا كان ذا جثمان

٣٩٩ - فإذَا انتَفَى هَذا وهَذا مَا الَّذي
يَبقَى عَلى ذَا النَّفي مِن إيمانِ

٤٠٠ - فدَعِ الحَلالَ معَ الحَرامِ لأهلِهِ
فهُما السِّياجُ لهُم عِلى البُستانِ

٤٠١ - فاخْرقْهُ ثُمَّ ادخُل تَرى فِي ضمنِهِ
قَد هُيَّئَتْ لكَ سائرُ الألوانِ

٤٠٢ - وتَرى بهِ مَا لا يراهُ مُحجَّبٌ
مِن كُلِّ مَا تهوَى بهِ زَوجانِ

٤٠٣ - واقْطَعْ علائِقَكَ الَّتي قَد قُيِّدَتً
هَذا الوَرى مُذ سالِفِ الأزْمانِ

٤٠٤ - لِتَصيرَ حُرًّا لستَ تحتَ أوامِرٍ
كلَّا وَلا نهيٍ وَلا فُرقانِ
٤٠٥ - لكِن جعلتَ حِجابَ نَفسِكَ إذْ تَرى
فوقَ السَّما للنَّاسِ مِن دَيَّانِ

٤٠٦ - لَو قُلتَ مَا فوقَ السَّماءِ مُدبِّرٌ
والعرشَ نُخليهِ مِنَ الرَّحمنِ

٤٠٧ - واللهُ ليسَ مُكلِّمًا لعبادِهِ
كلَّا وَلا مُتكلِّمًا بِقُرانِ

٤٠٨ - مَا قالَ قطُّ وَلا يقولُ وَلا لهُ
قولٌ بَدَا مِنهُ إلى إنسانِ

٤٠٩ - لَحَلَلًتَ طِلِّسمًا وفُزتَ بكَنزِهِ
وعلمتَ أنَّ النَّاسَ فِي هَذَيانِ

٤١٠ - لكِن زعمتَ بأنَّ ربَّك بائنٌ
من خلقِهِ إذ قُلتَ مَوجُودانِ

٤١١ - وزعمتَ أنَّ اللهَ فوقَ العرشِ
والكُرسيَّ حقًّا فوقَهُ القَدَمانِ

٤١٢ - وزعمتَ أنَّ اللهَ يسمَعُ خلقَهُ
ويراهُم مِن فَوقِ سَبعِ ثَمانِ

٤١٣ - وزعمتَ أنَّ كلامَهُ مِنهُ بَدَا
وإليهِ يرجِعُ آخرَ الأزمانِ

٤١٤ - ووصفتَهُ بالسَّمعِ والبَصَرِ الَّذي
لا يَنبَغِي إلَّا لِذِي الجُثمانِ

٤١٥ - ووصفتَهُ بإرداةٍ وبقُدرةٍ
وكراهةٍ ومحبَّةٍ وحَنانِ

٤١٦ - وزعمتَ أنَّ اللهَ يعلَمُ كلَّ مَا
فِي الكَونِ مِن سرٍّ ومِن إعلانِ

٤١٧ - والعِلمُ وصفٌ زائدٌ عن ذاتِهِ
عَرَضٌ يقومُ بغَيرِ ذِي جُثمانِ

٤١٨ - وزعمتَ أنَّ اللهَ كلَّم عبدَهُ
مُوسَى فأسمَعَهُ نِدَا الرَّحمنِ

٤١٩ - أفتَسمَعُ الأُذُنَانِ غيرَ الحَرفِ
والصَّوتِ الَّذي خُصَّت بهِ الأُذُنَانِ

٤٢٠ - وكَذا النِّداءُ فإنَّه صوتٌ
بإجماعِ النُّحاةِ وأهلِ كلِّ لِسانِ

٤٢١ - لكنَّه صوتٌ رفيعٌ وهو ضدٌّ
للنِّجاءِ كِلاهُما صَوتانِ

٤٢٢ - فزعمتَ أنَّ اللهَ ناداهُ وناجاهُ
وفِي ذَا الزَّعمِ مَحذُورانِ

٤٢٣ - قُربُ المكانِ وبُعدُهُ والصَّوتُ
بَل نوعاهُ مَحذُورانِ مُمتَنِعانِ

٤٢٤ - وزعمتَ أنَّ مُحَمَّدًا أسرَى
بهِ ليلاً إليهِ فهُوَ مِنهُ دَانِ

٤٢٥ - وزعمتَ أنَّ مُحَمَّدًا يومَ اللِّقا
يُدنيهِ ربُّ العَرشِ بالرِّضوانِ

٤٢٦ - حتَّى يُرى المُختارُ حقًّا قاعدًا
معهُ عَلى العَرشِ الرَّفيعِ الشَّانِ

٤٢٧ - وزعمتَ أنَّ لعرشِهِ أطًّا بهِ
كالرَّحلِ أطَّ براكبٍ عَجلانِ

٤٢٨ - وزعمتَ أنَّ اللهَ أبدَى بعضَهُ
للطُّورِ حتَّى عادَ كالكُثبانِ

٤٢٩ - لمَّا تجلَّى يومَ تكليمِ الرِّضى
مُوسَى الكليمِ مُكلِّمِ الرَّحمنِ

٤٣٠ - وزعمتَ للمَعبُودِ وجهًا باقيًا
ولهُ يمينٌ بَل زعمتَ يَدانِ

٤٣١ - وزعمتَ أنَّ يديهِ للسَّبعِ العُلى
والأرضِ يومَ الحَشرِ قابِضتانِ

٤٣٢ - وزعمتَ أنَّ يمينَهُ مَلأى مِنَ
الخيراتِ ما غاضَت عَلى الأزمانِ

٤٣٣ - وزعمتَ أنَّ العَدلَ فِي الأُخرَى
بِها رفعٌ وخفضٌ وهُو بالمِيزانِ

٤٣٤ - وزعمتَ أنَّ الخَلقَ طُرًّا عِندَما
يهتزُّ فوقَ أصابعِ الرَّحمنِ

٤٣٥ - وزعمتَ أيضًا أنَّ قلبَ العبدِ مَا
بينَ اثنَتَينِ مِنَ الأصابِعِ عانِ

٤٣٦ - وزعمتَ أنَّ اللهَ يضحَكُ عِندَما
يتقابَلُ الصَّفَّانِ يَقتتلانِ

٤٣٧ - مِنْ عَبدِهِ يَأتي فَيُبدِي نحرَهُ
لعدُوِّهِ طلبًا لنَيلِ جِنانِ

٤٣٨ - وكذاكَ يضحَكُ عِندَما يَثِبُ
الفِتى مِن فرشِهِ لتِلاوَةِ القُرآنِ

٤٣٩ - وكذاكَ يضحَكُ مِن قُنوطِ عبادِهِ
إذ أجدَبُوا والغَيثُ مِنهُم دانِ

٤٤٠ - وزعمتَ أنَّ اللهَ يَرضَى عَنْ أُولي
الحُسنَى ويغضَبُ مِن أُولي العِصيانِ

٤٤١ - وزعمتَ أنَّ اللهَ يسمَعُ صَوتَهُ
يومَ المَعادِ بَعيدُهُم والدَّانِي

٤٤٢ - لمَّا يُنادِيهِم أنا الدَّيَّانُ لا
ظُلمٌ لديَّ فيسمَعُ الثَّقَلانِ

٤٤٣ - وزعمتَ أنَّ اللهَ يُشرِقُ نورُهُ
فِي الأرضِ يومَ الفصلِ والمِيزانِ

٤٤٤ - وزعمتَ أنَّ اللهَ يكشفُ ساقَهُ
فيخرُّ ذاكَ الجمعُ للأذقانِ

٤٤٥ - وزعمتَ أنَّ اللهَ يبسُطُ كفَّهُ
لمُسيئِنا لِيَتوبَ مِن عِصيانِ

٤٤٦ - وزعمتَ أنَّ يمينَهُ تَطوِي السَّما
طيَّ السِّجِلِّ عَلى كتابِ بيانِ

٤٤٧ - وزعمتَ أنَّ اللهَ ينزِلُ فِي الدُّجى
فِي ثُلثِ ليلٍ آخرٍ أوْ ثانِ

٤٤٨ - فيقولُ هَل مِن سائلٍ فأجيبَهُ
فأنَا القَريبُ مُجيبُ مَن نادانِي

٤٤٩ - وزعمتَ أنَّ لهُ نُزولاً ثانِي
يومَ القيامةِ للقضاءِ الثَّاني

٤٥٠ - وزعمتَ أنَّ اللهَ يبدُو جهرةٌ
لعبادِهِ حتَّى يُرى بعِيانِ

٤٥١ - بَل يسمعونَ كلامَهُ ويرونَهُ
فالمُقلَتانِ إليهِ ناظِرتانِ

٤٥٢ - وزعمتَ أنَّ لربِّنا قَدَمًا وأنَّ
اللهَ واضِعُها عَلى النِّيرانِ

٤٥٣ - فهُناكَ يدنُو بعضُها مِن بعضِها
وتقولُ قَط قَط حاجَتِي وكَفانِي

٤٥٤ - وزعمتَ أنَّ الناسَ يومَ مَزِيدِهِم
كلٌّ يُحاضرُ ربَّهُ ويُدانِي

٤٥٥ - بالحاءِ مَع ضادٍ وجَا مَع صادِها
وجهانِ فِي ذَا اللَّفظِ مَحفُوظانِ

٤٥٦ - فِي التِّرمِذِيِّ ومُسندٍ وسِواهُما
مِن كُتبِ تجسيمٍ بِلا كِتمانِ

٤٥٧ - ووصفتَهُ بصِفاتِ حيٍّ فاعلٍ
بالاختِيارِ وذانِكَ الأصلانِ

٤٥٨ - أصْلا التَّفرُّقِ بينَ هَذا الخَلقِ
فِي البارِي فكُن فِي النَّفيِ غيرَ جَبانِ

٤٥٩ - أوْ لا فَلا تلعَب بدينِكَ ناقضًا
نفيًا بإثباتٍ بِلا فُرقانِ

٤٦٠ - فالنَّاسُ بينَ مُعطِّلٍ أوْ مُثبِتٍ
أوْ ثالثٍ مُتَناقِضٍ صَفعانِ

٤٦١ - واللهِ لستَ برابعٍ لهُم بَلى
إمَّا حِمارًا أوْ مِنَ الثِّيرانِ
٤٦٢ - فاسْمَعْ بإنكارِ الجميعِ وَلا تكُن
مُتناقِضًا رَجُلاً لهُ وَجهانِ

٤٦٣ - أوْ لا ففرِّقْ بينَ ما أثبتَّهُ
ونفيتَهُ بالنَّصِّ والبُرهانِ

٤٦٤ - فالبابُ بابٌ واحدٌ فِي النَّفي
والإثباتِ فِي عَقلٍ وفِي ميزانِ

٤٦٥ - فمَتى أقرَّ ببعضِ ذلكَ مُثبِتٌ
لَزِمَ الجميعُ أوِ ائْتِ بالفُرقانِ

٤٦٦ - ومَتى نَفى شيئًا وأثبتَ مِثلَهُ
فمُجسِّمٌ مُتناقِضٌ دِيصانِي

٤٦٧ - فذَرُوا المِراءَ وصرِّحِوا بمذاهبِ
القُدماءِ وانسَلِخُوا مِنَ الإيمانِ

٤٦٨ - أوْ قاتِلُوا مَع أُمَّةِ التَّشبيهِ
والتَّجسيمِ تحتَ لواءِ ذِي القُرآنِ

٤٦٩ - أوُ لا فَلا تتلاعَبُوا بعُقولِكِم
وكتابِكُم وبسائرِ الأديانِ

٤٧٠ - فجميعُها قَد صرَّحت بصفاتِهِ
وكلامِهِ وعُلُوِّهِ بِبَيانِ

٤٧١ - والنَّاسُ بينَ مُصدشِقٍ أو جاحدٍ
أو بينَ ذلكَ أو شبيهُ أتانِ

٤٧٢ - فاصْنَعْ مِنَ التَّنزِيهِ تُرسًا مُحكمًا
وانفِ الجميعَ بصَنعةٍ وبَيانِ

٤٧٣ - وكذاكَ لقِّب مذهبَ الإثباتِ
بالتَّجسيمِ ثُمَّ احمِل عَلى الأقرانِ

٤٧٤ - فمَتَى سمحتَ لهُم بوصفٍ واحدٍ
حمَلُوا عليكَ بحَملةِ الفُرسانِ

٤٧٥ - فصُرِعَتْ صِرعةَ مَن غَدا مُتَلَبِّطًا
وسطَ العرينِ مُمزَّقَ اللُّحمانِ

٤٧٦ - فلذاكَ أنكرَنا الجميعَ مخافةَ
التَّجسيمِ إن صِرنا إلى القُرآنِ

٤٧٧ - ولِذا خَلَعنا رِبقةَ الأديانِ مِن
أعناقِنا فِي سالفِ الأزمانِ

٤٧٨ - ولَنا مُلوكٌ قاوَمُوا الرُّسلَ الأُلَى
جاؤُوا بإثباتِ الصِّفاتِ كَمانِي

٤٧٩ - فِي آل فِرعونٍ وقارونٍ
ونُمرودٍ وهامانٍ وجِنكِيزخانِ

٤٨٠ - ولَنا الأئِمَّةُ كالفلاسفةِ الأُلى
لَم يعبَؤُوا أصلاً بذِي الأدْيانِ

٤٨١ - مِنهُم أرِسطُو ثُمَّ شيعتُهُ إلى
هَذا الأوانِ وعِندَ كلِّ أوانِ

٤٨٢ - ما فِيهمُ مَن قالَ إنَّ اللهَ فوقِ
العرشِ خارجِ هذهِ الأكوانِ

٤٨٣ - كلَّا ولا قالُوا بأنَّ إلَهَنَا
مُتكلِّمٌ بالوَحيِ والقُرآنِ

٤٨٤ - ولأجلِ هذا ردَّ فرعونٌ عَلى
مُوسَى ولَم يقدِر عَلى الإيمانِ

٤٨٥ - إذ قالَ مُوسَى ربُّنا مُتكلِّمٌ
فوقَ السَّماءِ وإنَّه مُتدانِي

٤٨٦ - وكَذا ابنُ سِينا لَم يكُن مِنكُم
وَلا أتباعُهُ بَل صانَعُوا بدِهانِ

٤٨٧ - وكذلكَ الطُّوسيُّ لمَّا أن غَدا
ذَا قُدرةٍ لَم يخشَ مِن سُلطانِ

٤٨٨ - قتلَ الخليفةَ والقُضاةَ وحاِملي
القُرآنِ والفُقهاءَ فِي البُلدانِ

٤٨٩ - إذ هُم مُشبِّهةٌ مُجسِّمةٌ
وما دانُوا بدِينِ أكابرِ اليُونانِ

٤٩٠ - ولَنا الملاحِدةُ الفُحولُ أئِمَّةُ
التَّعطيلِ والسِّكِّينِ آلُ سِنانِ

٤٩١ - ولَنا تصانيفٌ بِها غالبْتُمُ
مثلَ الشِّفا ورسائِلِ الإخوانِ

٤٩٢ - وكَذا الإشاراتُ الَّتي هِي عِندكُم
قد ضُمِّنَتْ لقواطِعِ البُرهانِ

٤٩٣ - قَد صرَّحت بالضِّدِّ ممَّا جاءَ
في التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ

٤٩٤ - هيَ عندَكُم مثلَ النُّصوصِ
وفوقَها فِي حُجَّةٍ قطعيَّةٍ وبَيانِ

٤٩٥ - وإذَا تحاكَمنا فإنَّ إليهِمُ
يقعُ التَّحاكُمُ لا إلى القُرآنِ

٤٩٦ - إذ قَد تساعَدنا بأنَّ نصوصَهُ
لفظيَّةٌ عُزِلَت عَنِ الإيقانِ

٤٩٧ - فلذاكَ حكَمنا عليهِ وأنتمُ
قولَ المُعلِّمِ أوَّلاً والثَّانِي

٤٩٨ - يَا ويحَ جَهمٍ وابنِ دِرهَمَ والأُلَى
قالُوا بقولِهِما مِنَ الخَوَرانِ

٤٩٩ - بَقِيَتْ مِنَ التَّشبيهِ فيهِ بقيَّةٌ
نَقَضَتْ قواعِدَهُ مِنَ الأركانِ

٥٠٠ - بنَفيِ الصِّفاتَ مخافَةَ التَّجسيمِ
لا يَلوِي عَلى خبرٍ وَلا قُرآنِ

٥٠١ - ويقولُ إنَّ اللهَ يسمَعُ أوْ يَرى
وكذاكَ يعلَمُ سرَّ كلِّ جَنانِ

٥٠٢ - ويقولُ إنَّ اللهَ قد شاءَ الَّذي
هُو كائنٌ مِنْ هذِهِ الأكوانِ

٥٠٣ - ويقولُ إنَّ الفِعلَ مَقدورٌ لهُ
والكونَ ينسُبُهُ إلى الحَدَثانِ

٤٠٤ - وبنَفيهِ التَّجسيمَ يصرُحُ فِي
الوَرى واللهِ مَا هذانِ يَتَّفِقانِ

٥٠٥ - لكنَّنا قُلنا محالٌ كلُّ ذَا
حَذَرًا مَِن التَّجسيمِ والإمْكانِ
[ #فصل_۱۲ : في قُدومِ ركبِ الإيمانِ وعسكرِ القُرآنِ ] .
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

٥٠٦ - وأتَى فريقٌ ثُمَّ قالَ ألَا اسْمَعُوا
قَد جِئتُكُم مِن مطلعِ الإيمانِ

٥٠٧ - مِن أرضِ طيبةَ مِن مُهاجرِ أحمدٍ
بالحقِّ والبُرهانِ والتِّبيانِ

٥٠٨ - سافرتُ فِي طلبِ الإلَه فدلَّني
الهادِي عليهِ ومُحكمُ القُرآنِ

٥٠٩ - معَ فِطرَةِ الرَّحمنِ جلَّ جلالُهُ
وصَريحِ عقلٍ فاعتَلى بُنيانِي

٥١٠ - فتوافقَ العقلُ الصَّريحُ وفِطرةُ
الرَّحمنِ والمَنقولُ فِي إيمانِي

٥١١ - شَهِدُوا بأنَّ اللهَ جلَّ جلالُهُ
مُتفرِّدٌ بالمُلكِ والسُّلطانِ

٥١٢ - وهو الإلهُ الحقُّ لا معبودَ إلَّا
وجهُهُ الأعلَى العظيمُ الشَّانِ

٥١٣ - بل كلُّ معبودٍ سِواهُ فباطلٌ
مِن عَرشِهِ حتَّى الحضيضِ الدَّانِي

٥١٤ - وعِبادةُ الرَّحمنِ غايةُ حُبِّهِ
معَ ذُلِّ عابدِهِ هُما قُطبانِ

٥١٥ - وعلَيهِما فَلَكُ العِبادةِ دائرٌ
مَا دارَ حتَّى قامتِ القُطبانِ

٥١٦ - ومدارُهُ بالأمرِ أمرِ رَسُولِهَ
لا بالهَوى والنَّفسِ والشَّيطانِ

٥١٧ - فقِيامُ دينِ اللهِ بالإخلاصَ
والإحسانِ إنَّهما لهُ أصلانِ

٥١٨ - لم ينجُ مِن غَضَبِ الإلهِ ونارِهِ
إلَّا الَّذي قامَت بهِ الأصلانِ

٥١٩ - والنَّاسُ بعدُ فمُشرِكٌ بِإِلَهِهِ
أو ذُو ابتِداعٍ أو لهُ الوَصفانِ

٥٢٠ - واللهُ لا يرضَى بكثرةِ فِعلِنا
لكِن بأحسنِهِ معَ الإيمانِ

٥٢١ - فالعارِفونَ مُرادُهُم إحسانُهُ
والجاهِلُونَ عَمُوا عَنِ الإحسانِ

٥٢٢ - وكذاكَ قد شَهِدوا بأنَّ اللهَ
ذُو سَمعٍ وذُو بَصَرٍ هُما صِفَتَانِ

٥٢٣ - وهوَ العليُّ يَرى ويسمَعُ خلقَهُ
مِن فوقِ عرشٍ فوقَ سِتِّ ثَمانِ

٥٢٤ - فَيَرى دبيبَ النَّملِ فِي غَسَقِ
الدُّجى ويَرى كذاكَ تقلُّبَ الأجفانِ

٥٢٥ - وضجيجُ أصواتِ العِبادِ بسَمعِهِ
ولديهِ لا يتشابَهُ الصَّوتانِ

٥٢٦ - وهو العليمُ بِما يُوَسْوِسُ عبدُهُ
فِي نَفسِهِ مِنْ غَيرِ نُطقِ لِسانِ

٥٢٧ - بَل يستوِي فِي عِلمِهِ الدَّاني
معَ القاصِي وذُو الإسرارِ والإعلانِ

٥٢٨ - وهو العليمُ بِما يكونُ غدًا
ومَا قَد كانَ والمعلومِ ذَا الآنِ

٥٢٩ - وبكلِّ شيءٍ لَم يكُن لَو كانَ
كيفِ يكونُ موجودًا لِذِي الأعيانِ

٥٣٠ - وهو القديرُ فكلُّ شيءٍ فهو
مقدورٌ لهُ طَوعًا بِلا عِصيانِ

٥٣١ - وعُمومُ قُدرَتِهِ يدلُّ بأنَّهُ
هو خالقُ الأفعالِ للحَيَوانِ

٥٣٢ - هيَ خلقُهُ حقًّا وأفعالٌ لهُم
حقًّا ولا يتناقَضُ الأمرانِ

٥٣٣ - لكنَّ أهلَ الجَبرِ والتَّكذيبِ
بالأقدارِ مَا انفَتَحَت لهُم عَينانِ

٥٣٤ - نَظَرُوا بعَيْنَيْ أعوَرٍ إذ فاتَهُم
نَظرُ البصيرِ وغارَتِ العَينانِ

٥٣٥ - فحقيقةُ القَدَرِ الَّذي حارَ الوَرى
فِي شأنِهِ هُو قُدرةُ الرَّحمنِ

٥٣٦ - واسْتَحْسَنَ ابنُ عَقِيلَ ذا مِن أحمدٍ
لمَّا حكاهُ عَنِ الرِّضا الرَّبَّاني

٥٣٧ - قالَ الإمامُ شَفَا القُلوبَ بلَفظةٍ
ذاتِ اختِصارٍ وهيَ ذاتُ بَيَانِ
فصلُ هَذا اليومِ مُهمٌّ جِدًّا .
[ #فصل_۱۳ ]
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

٥٣٨ - ولهُ الحياةُ كمالُها فلأجلِ ذَا
ما للمماتِ عليهِ مِن سُلطانِ

٥٣٩ - وكذلكَ القيُّومُ مِن أوصافِهَ
ما للمنامِ لديهِ مِن غَشَيَانِ

٥٤٠ - وكذاكَ أوصافُ الكمالِ جميعُها
ثَبَتَتْ لهُ ومدارُها الوَصفانِ

٥٤١ - فمُصحِّحُ الأوصافِ والأفعالِ
والأسماءِ حقًّا ذانِكَ الوَصفانِ

٥٤٢ - ولأجلِ ذَا جاءَ الحديثُ بأنَّهُ
فِي آيةِ الكُرسي وذِي عِمرانِ

٥٤٣ - اسمُ الإلهِ الأعظمُ اشتَملا عَلى
اسمِ الحيِّ والقيُّومِ مُقترِنانِ

٥٤٤ - فالكلُّ مرجِعُها إلى الاسمَينِ
يدرِي ذاكَ ذُو بصرٍ بهذا الشَّانِ

٥٤٥ - ولهُ الإرادةُ والكراهةُ والرِّضا
ولهُ المحبَّةُ وهو ذُو الإحسانِ

٥٤٦ - ولهُ الكمالُ المطلقُ العارِي عَنِ
التَّشبيهِ والتَّمثيلِ بالإنسانِ

٥٤٧ - وكمالُ مَن أعطَى الكمالَ لنفسِهِ
أولَى وأقدمُ وهو أعظمُ شانِ

٥٤٨ - أيكونُ قَد أعطِى الكمالَ وما لهُ
ذاكَ الكمالُ أذاكَ ذو إمكانِ

٥٤٩ - أيكونُ إنسانٌ سميعًا
مُبصرًا مُتكلِّمًا بمشيئةٍ وبَيانِ

٥٥٠ - ولهُ الحياةُ وقُدرةٌ وإرادةٌ
والعلمُ بالكُلِّيِّ والأعيانِ

٥٥١ - واللهُ قَد أعطاهُ ذاكَ ليسَ
هَذا وصفَهُ فاعْجَبْ مِنَ البُهتانِ

٥٥٢ - بخلافِ نومِ العبدِ ثُمَّ جِماعِهِ
والأكلِ منهُ وحاجةِ الأبدانِ

٥٥٣ - إذ تِلكَ ملزوماتُ كونِ العبدِ
مُحتاجًا وتِلكَ لوازِمُ النُّقصانِ

٥٥٤ - وكَذا لوازِمُ كونِهِ جسدًا نَعَم
ولوازِمُ الأحداثِ والإمكانِ

٥٥٥ - يتقدَّسُ الرَّحمنُ جلَّ جلالُهُ
عَنها وعَن أعضاءِ ذِي جُثمانِ

٥٥٦ - واللهُ ربِّي لَم يَزَلْ مُتكلِّمًا
وكلامُهُ المسموعُ بالآذانِ

٥٥٧ - صِدقًا وعَدلاً أُحْكِمَتْ كلماتُهُ
طَلَبًا وإخبارًا بِلا نُقصانِ

٥٥٨ - ورسولهُ قد عاذَ بالكلماتِ مِن
لدغٍ ومِن عينٍ ومِن شَيطانِ

٥٥٩ - أيعوذُ بالمخلوقِ حاشاهُ مِنَ
الإشراكِ وهو مُعلِّمُ الإيمانِ

٥٦٠ - بل عاذَ بالكلماتِ وهي صِفاتُهُ
سُبحانَهُ ليسَت مِنَ الأكوانِ

٥٦١ - وكذلكَ القُرآنُ عينُ كلامِهِ
المسموعِ منهُ حقيقةً ببَيانِ

٥٦٢ - هو قولُ ربِّي كلُّهُ لا بعضُهُ
لفظًا ومعنىً ما هُما خَلقانِ

٥٦٣ - تنزيلُ ربِّ العالمينَ وقولُهُ
اللَّفظُ والمَعنى بِلا رَوَغانِ

٥٦٤ - لكنَّ أصواتَ العبادِ وفِعلَهُم
كمِدادِهِم والرَّقِّ مَخلوقانِ

٥٦٥ - فالصَّوتُ للقارِي ولكنَّ الكلامَ
كلامُ ربِّ العرشِ ذِي الإحسانِ

٥٦٦ - هَذا إذا ما كانَ ثَمَّ وَسَاطةٌ
كقِراءَةِ المخلوقِ للقُرآنِ

٥٦٧ - فإذا انتفَت تِلكَ الوساطةُ مِثلَما
قَد كلَّم المولودَ مِن عِمرانِ

٥٦٨ - فهُنالكَ المخلوقُ نفسُ السَّمع
لا شيءٌ مِنَ المسموعِ فافهَم ذانِ

٥٦٩ - هَذي مقالةُ أحمدٍ ومُحمَّدِ
وخُصومُهُم مِن بعدُ طائِفتانِ

٥٧٠ - إحداهُما زعَمت بأنَّ كلامَهُ
خَلقٌ لهُ ألفاظُهُ ومَعانِي

٥٧١ - والآخَرُونَ أبَوْا وقالُوا شَطرُهُ
خَلقٌ وشَطرٌ قامَ بالرَّحمنِ

٥٧٢ - زَعَمُوا القُرآن عِبارةً وحِكايةً
فَلَنَا كَما زَعَموهُ قُرآنانِ

٥٧٣ - هِذا الَّذي نتلوهُ مخلوقٌ كَما
قالَ الوليدُ وبعدَهُ الفِئَتَانِ

٥٧٤ - والآخَرُ المَعنَى القديمُ فقائمٌ
بالنَّفسِ لَم يُسمَع مِنَ الدَّيَّانِ

٥٧٥ - والأمرُ عينُ النَّهيِ واستِفهامُهُ
هو عينُ إخبارٍ وذُو وَحدانِي

٥٧٦ - وهُو الزَّبورُ وعينُ توراةٍ
وإنجيلٍ وعينُ الذِّكرِ والفُرقانِ

٥٧٧ - الكلُّ معنىً واحدٌ في نفسِهِ
لا يَقبلُ التَّبعيضَ فِي الأذهانِ

٥٧٨ - ما إن لهُ كلٌّ ولا بعضٌ ولا
حرفٌ ولا عَرَبي ولا عِبرانِي

٥٧٩ - ودليلُهُم فِي ذاكَ بيتٌ قالَهُ
فِيما يُقالُ الأخطَلُ النَّصرانِي

٥٨٠ - يَا قومُ قد غَلِطَ النَّصارى قبلُ
فِي مَعنى الكلامِ ومَا اهْتَدَوْا لِبَيَانِ

٥٨١ - ولأجلِ ذَا ظنُّوا المسيحَ إِلَهَهُمْ
إذ قيلَ كلمةُ خالقٍ رحمنِ

٥٨٢ - ولأجلِ ذا جعلوهُ ناسوتًا
ولاهوتًا قديمًا بعدُ مُتَّحِدانِ

٥٨٣ - ونظيرُ هَذا مَن يقولُ كلامُهُ
معنىً قديمٌ غيرُ ذِي حِدثانِ

٥٨٤ - والشَّطرُ مخلوقٌ وتِلكَ حروفُهُ
ناسوتُهُ لكِن هُما غَيرانِ

٥٨٥ - فانظُر إلى ذَا الاتِّفاقِ فإنَّهُ
عَجَبٌ وطالِع سُنَّةَ الرَّحمنِ

٥٨٦ - وَتَكَايَسَتْ أُخرى وقالَت إنَّ ذَا
قولٌ محالٌ وهُو خمسُ معانِ

٥٨٧ - تِلكَ الَّتي ذُكِرت ومعنىٌ جامعٌ
لجميعِها كالأُسِّ للبُنيانِ

٥٨٨ - فتكونُ أنواعًا وعِندَ نظيرِهِم
أوصافَهُ وهُما فمُتَّفِقانِ

٥٨٩ - أنَّ الَّذي جاءَ الرسولُ بهِ
فمخلوقٌ ولَم يُسمَع مِنَ الدَّيَّانِ
[ #فصل_۱٤ : في مَجامعِ طُرُقِ أهلِ الأرضِ واخْتِلافِهِم فِي القُرآنِ ] .
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

٥٩٧ - وإِذا أردتَ مجامِعَ الطُّرُقِ الَّتي
فِيها افتِراقُ النَّاسِ فِي القُرآنِ

٥٩٨ - فمَدارُها أصلانِ قامَ علَيْهِمَا
هِذا الخِلافُ هُما لهُ رُكنانِ

٥٩٩ هَل قولُهُ بمَشيئةٍ أمْ لَا وهَل
فِي ذاتِهِ أم خارِجٌ هذانِ

٦٠٠ - أصْلَا اختِلافِ جَميع أهلِ الأرضِ
فِي القُرآنِ فاطلُبْ مُقتَضى البُرهانِ

٦٠١ - ثُمَّ الأُلَى قالُوا بغَيرِ مشيئةٍ
وإرادةٍ مِنهُ فَطائِفتانِ

٦٠٢ - إحداهُما جعلَتْهُ مَعنىً قائمًا
بالنَّفسِ أو قالُوا بخَمسِ مَعانِ

٦٠٣ - واللهُ أحدثَ هذهِ الألفاظَ كَيْ
تُبدِيهِ مَعقولاً إلَى الأذهانِ

٦٠٤ - ولذاكَ قالُوا إنَّها ليسَت هيَ
القُرآنَ بَل دلَّت عَلى القُرآنِ

٦٠٥ - ولرُبَّما سُمِّيَ بِها القُرآنُ تسميةَ
المَجازِ وذاكَ وضعٌ ثانِ

٦٠٦ - ولذلكَ اختَلَفُوا فقِيلَ حِكايةٌ
عنهُ وقِيلَ عِبارةٌ لِبَيانِ

٦٠٧ - إذ كانَ ما يُحكَى كمَحْكِيٍّ
وهَذا اللَّفظُ والمَعنَى فمُختَلِفانِ

٦٠٨ - ولِذَا يُقالُ حَكى الحَديثَ بعَينهِ
إذ كانَ أوَّلُهُ نظيرَ الثَّانِي

٦٠٩ - فلذاكَ قالُوا لا نقولُ حِكايةٌ
ونقولُ ذاكَ عِبارةُ الفُرقانِ

٦١٠ - والآخَرُونَ يَرَوْنَ هَذا البحثَ
لفظيَّا ومَا فيهِ كبيرُ مَعانِ
[ #فصل_۱٥ : في مَذهبِ الاقتِرانيَّةِ ] .
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

٦١١ - والفِرقةُ الأُخرَى فقالَت إنَّهُ
لفظٌ ومعنىً ليسَ ينفَصِلانِ

٦١٢ - واللَّفظُ كالمَعنَى قديمٌ قائمٌ
بالنَّفسِ ليسَ بقابلِ الحِدثانِ

٦١٣ - فالسِّينُ عِندَ البَاءِ لا مَسبوقةٌ
لكنْ هُما حَرفانِ مُقتَرِنانِ

٦١٤ - والقائِلونَ بذَا يَقولُوا إنَّما
ترتِيبُها فِي السَّمعِ والآذانِ

٦١٥ - ولها اقتِرانٌ ثابتٌ لِذَواتِها
فاعجَبْ لِذا التَّخليطِ والهَذَيانِ

٦١٦ - لكنَّ زاغُونِيَّهُم قَد قَال إنَّ
ذَواتِهَا ووُجُودَها غَيرانِ

٦١٧ - فترتَّبت بوُجودِها لا ذاتِها
يا للعُقولِ وزَيْغةِ الأذهانِ

٦١٨ - ليسَ الوُجودُ سِوى حَقِيقَتِها لدى
الأذهانِ بَل فِي هذَهِ الأعيانِ

٦١٩ - لكِن إذَا أخذَ الحقيقةَ خارِجًا
وَوُجودَها ذِهنْا فمُختَلِفانِ

٦٢٠ - والعكسُ أيضًا مِثلُ ذَا فإذَا هُما
اتَّحَدَا اعتِبارًا لَم يكُن شَيئانِ

٦٢١ - وبِذا تزولُ جميعُ إشْكالاتِهِم
فِي ذاتِهِ ووُجُودِهِ الرَّحمنِ
[ #فصل_۱٦ : فِي مذاهِبِ القائِلِينَ بأنَّهُ مُتعلِّقٌ بالمَشيئةِ والإرادةِ ] .
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

٦٢٢ - والقائِلُونَ بأنَّهُ بمَشيئةٍ
وإرادةٍ أيضًا فهُم صِنفانِ

٦٢٣ - إحداهُما جعلَتْهُ خارجَ ذاتِهِ
كمشيئةٍ للخِلقِ والأكوانِ

٦٢٤ - قالُوا وصارَ كلامُهُ بإضافةِ
التَّشريفِ مِثلَ البَيتِ ذِي الأركانِ

٦٢٥ - مَا قالَ عِندَهُمُ وَلا هُو قائلٌ
والقولُ لَم يُسمَع مِنَ الدَّيَّانِ

٦٢٦ - فالقولُ مفعولٌ لَدَيْهم قائمٌ
بالغَيرِ كالأعراضِ والألوانِ

٦٢٧ - هَذِي مقالةُ كلِّ جَهميٍّ وهِم
فِيها الشُّيوخُ مُعلِّمُو الصِّبيانِ

٦٢٨ - لكنَّ أهلَ الاعتِزالِ قديمَهُم
لَم يَذهَبُوا ذَا المَذهَبَ الشَّيطانَي

٦٢٩ - وهُمُ الأُلَى اعتَزَلُوا عَنِ الحَسَنِ
الرِّضَا البَصْرِيِّ ذاكَ العالِمِ الرَّبانِي

٦٣٠ - وكذاكَ أتباعٌ عَلى مِنهاجِهِم
مِن قَبلِ جَهمٍ صاحِبِ الحِدْثانِ

٦٣١ - لكنَّما مُتأخِّرُوهُم بعدَ ذلكَ
وافَقُوا جَهمًا عَلى الكُفرانِ

٦٣٢ - فهُم بِذا جَهْمِيَّةٌ أهلُ اعتِزالٍ
ثوبُهُم أضحَى لهُ عَلَمَانِ

٦٣٣ - ولقَد تقلَّد كُفرَهُم خَمسُونَ
فِي عَشرٍ مِنَ العُلَمَاءِ فِي البُلدانِ

٦٣٤ - واللَّالَكَائِيُّ الإمامُ حكاهُ عَنهُم
بَلْ حكاهُ قبلَهُ الطَّبرانِي
[ #فصل_۱٧ : فِي مَذهبِ الكَرَّاميَّةِ ] .
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

٦٣٥ - والقائِلُونَ بأنَّهُ بمَشيئَةٍ
فِي ذاتِهِ أيضًا فهُم نَوعانِ

٦٣٦ - إحداهُما جعلَتْهُ مَبدُوءًا بهِ
نوعًا حِذارَ تَسَلْسُلِ الأعيانِ

٦٣٧ - فَيَسُدُّ ذاكَ عَلَيْهمُ فِي زَعمِهِم
إثباتَ خالِق هذِهِ الأكوانِ

٦٣٨ - فلذاكَ قالُوا إنَّهُ ذُو أوَّلٍ
مَا للفناءِ عَليهِ مِن سُلطانِ

٦٣٩ - وكلامُهُ كفِعالِهِ وكِلاهُمَا
ذُو مَبدأ بَل ليسَ ينتَهِيانِ

٦٤٠ - قالُوا ولَم يُنصِف خُصومٌ جَعْجَعُوا
وأَتَوْا بتَشنيعٍ بِلا بُرهانِ

٦٤١ - قُلنا كَما قالُوهُ فِي أفعالِهِ
بل بينَنا بَوْنٌ مِنَ الفُرقانِ

٦٤٢ - بَل نحنُ أسعدُ مِنهُم بالحقِّ
إذ قُلنا هُما باللهِ قائِمَتانِ

٦٤٣ - وهُمُ فقالُوا لَم يقُم باللهِ لا
فِعلٌ ولا قَولٌ فتَعطِيلانِ

٦٤٤ - لفعالِهِ ومقالِهِ شرٌّ وأبطلُ
مِنْ حُلولِ حوادِثٍ ببَيانِ

٦٤٥ - تعطيلُهُ عَن فِعلِهِ وكلامِهِ
شرٌّ مِنَ التَّشنِيعِ بالهَذَيانِ

٦٤٦ - هذِي مَقالاتُ ابنِ كرَّامٍ ومَا
رَدُّوا عليهِ قطُّ بالبُرهانِ

٦٤٧ - أنَّى ومَا قَد قالَ أقربُ مِنهُمُ
للعَقلِ والآثارِ والقُرآنُ

٦٤٨ - لكنَّهم جاؤُوا لهُ بجَعاجعٍ
وفراقعٍ وقعاقعٍ بشِنانِ
[ #فصل_۱٨ : فِي ذكرِ مَذهبِ أهلِ الحَديثِ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim
٦٤٩ - والآخَرُونَ أولُو الحَديثِ
كأحمَدٍ ومُحمَّدٍ وأئمَّةِ الإيمانِ

٦٥٠ - قالُوا بأنَّ اللهَ حقًّا لَم يزَل
مُتكلِّمًا بمَشيئةٍ وبَيانِ

٦٥١ - إنَّ الكلامَ هُو الكَمالُ فكيفَ
يخلُو عنهُ فِي أزَلٍ بِلا إمْكانِ ؟

٦٥٢ - ويصيرُ فِيما لَم يزَل مُتكلِّمًا
مَاذا اقتَضاهُ لهُ مِنَ الإمْكانِ

٦٥٣ - وتعاقُبُ الكلماتِ أمرٌ ثابتٌ
للذَّاتِ مِثلَ تعاقُبِ الأزمانِ

٦٥٤ - واللهُ ربُّ العَرشِ قالَ حقيقةً
حم مَع طهَ بغَيرِ قِرانِ

٦٥٥ - بَل أحرُفٌ مُترتِّباتٌ مِثلَ مَا
قَد رُتِّبَت فِي مَسمَعِ الإنسانِ

٦٥٦ - وَقْتَانِ فِي وَقتٍ مُحالٌ هَكَذا
حرفانِ أيضًا يُوجَدَا فِي آنِ

٦٥٧ - مِن وَاحدٍ مُتكلِّمٍ بَل يُوجَدَا
بالرَّسمِ أو بتكلُّمِ الرَّجُلانِ

٦٥٨ - هَذا هُو المَعقولُ أما الاقتِرانُ
فليسَ معقولاً لدى الأذهانِ

٦٥٩ - وكَذا كلامٌ مِن سِوى مُتكلِّمٍ
أيضًا مُحالٌ ليسَ فِي إمكانِ

٦٦٠ - إلَّا مَن قامَ الكلامُ بهِ فذاكَ
كلامُهُ المَعقولُ فِي الأذهانِ

٦٦١ - أيكونُ حيًّا سامعًا أو مُبصرًا
مِن غَيرِ سَمعٍ وغَيرِ عِيانِ

٦٦٢ - والسَّمعُ والإبصارُ قامَ بغَيرِهِ
هَذا المُحالُ وواضِحُ البُهتانِ

٦٦٣ - وكَذا مريدٌ والإرادةُ لَم تكُن
وصفًا لهُ هَذا مِنَ الهَذَيانِ

٦٦٤ - وكَذا قديرٌ ما لَهُ مِن قُدرةٍ
قامَت بهِ مُن واضحِ البُطلانِ

٦٦٥ - واللهُ جلَّ جلالُهُ مُتكلِّمٍ
بالنَّقلِ والمَعقُولِ والبُرهانِ

٦٦٦ - قَد أجمعَت رُسُلُ الإلهِ عَليهِ
لَم يُنكِرْهُ مِن أتباعِهِم رَجُلانِ

٦٦٧ - فكلامُهُ حقًّا يقومُ بهِ
وإلَّا لَم يكُن مُتكلِّمًا بقُرانِ

٦٦٨ - واللهُ قالَ وقائلٌ وكَذا يقولُ
الحقِّ ليسَ كلامُهُ بالفانِي

٦٦٩ - ويُكلِّمُ الثَّقَلَينِ يومَ معادِهِم
حقًّا فيَسمعُ قولَهُ الثَّقَلانِ

٦٧٠ - وكَذا يُكلِّمُ حِزبَهُ فِي جَنَّةِ
الحَيَوانِ بالتَّسليمِ والرِّضوانِ

٦٧١ - وكَذا يُكلِّمُ رُسُلَهُ يومَ اللِّقا
حقًّا فيسألُهُم عَنِ التِّبيانِ

٦٧٢ - ويُراجِعُ التَّكليمَ جلَّ جلالُهُ
وَقتَ الجِدالِ لهُ مِنَ الإنسانِ

٦٧٣ - ويُكلِّمُ الكُفَّارَ فِي العَرَصَاتِ
تَوْبِيخًا وتَقرِيعًا بِلا غُفرانِ

٦٧٤ - ويُكلِّمُ الكُفَّارَ أيضَا فِي الجَحيمِ
أنَ اخْسَئُوا فِيها بكلِّ هَوانِ

٦٧٥ - واللهُ قَد نادَى الكَليمَ وقَبلَهُ
سَمِعَ النِّدا فِي الجَنَّةِ الأبَوَانِ

٦٧٦ - وأتَى النِّدا فِي تِسعِ آياتٍ لهُ
وصفًا فراجِعْهَا مِنَ القُرآنِ

٦٧٧ - وكَذا يُكلِّمُ جِبريلَ بأمرِهِ
حتَّى يُنفِّذَهُ بكلِّ مَكانِ

٦٧٨ - واذكُر حديثًا فِي صحيحِ مُحمَّدٍ
ذاكَ البُخارِيِّ العَظيمِ الشَّانِ

٦٧٩ - فيهِ نِداءُ اللهِ يومَ مَعادِنا
بالصَّوتِ يبلغُ قاصيًا والدَّانِي

٦٨٠ - هَبْ أنَّ هَذا اللَّفظَ ليسَ بثابتٍ
بَل ذِكرُهُ مَع حَذفِهِ سِيَّانِ

٦٨١ - ورواهُ عِندَكُمُ البُخارِيُّ المُجسِّمُ
بَل رَواهُ مُجسِّمٌ فَوقانِي

٦٨٢ - أيصِحُّ فِي عَقلٍ وفِي نَقلٍ نداءٌ
ليسَ مَسمُوعًا لَنا بأذانِ

٦٨٣ - أم أجمَعَ العُقلاءِ مِن أهلِ
اللِّسانِ وأهلِ كلِّ لِسانِ

٦٨٤ - أنَّ النِّدا الصَّوتُ الرَّفيعُ وضِدُّهُ
فهُوَ النِّجاءُ كِلاهُما صَوتانِ

٦٨٥ - واللهُ مَوصوفٌ بذاكَ حقيقةً
هَذا الحَديثُ ومُحكَمُ القُرآنِ

٦٨٦ - واذْكُرْ حَديثًا لابنِ مَسعُودٍ
صَريحًا أنَّهُ ذُو أحرُفٍ بِبَيانِ

٦٨٧ - الحَرفُ مِنهُ فِي الجَزا عَشرٌ
مِنَ الحَسَنَاتِ مَا فِيهِنَّ مِن نُقصانِ

٦٨٨ - وانظُر إلى السُّوَرِ الَّتي افتُتِحَتْ
بأحرُفِهَا تَرى سِرًّا عَظيمَ الشَّانِ

٦٨٩ - لَم يأتِ قطُّ بسُورَةٍ إلَّا أتَى
فِي إثرِها خَبَرٌ عَنِ القُرآنِ

٦٩٠ - إذ كانَ إخبارًا بهِ عَنها وفِي
هَذا الشِّفاءُ لطالِبِ الإيمانِ

٦٩١ - ويدلُّ أنَّ كلامَهُ هُوَ نَفسُها
لا غَيرُها والحقُّ ذُو تِبيانِ

٦٩٢ - فانظُر إلى مَبدأ الكِتابِ وبَعدَهَا
الأعرَافِ ثُمَّ كَذا إلى لُقمانِ

٦٩٣ - مَع تِلوِهَا أيضًا ومَع حم
مَع يس وافْهَمْ مُقتَضى القُرآنِ
[ #فصل_۱٩ : فِي إلزامِهِمُ القولَ بنَفيِ الرِّسالةِ إذَا انتَفَت صفةُ الكلامِ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

٦٩٤ - واللهُ عزَّ وجلَّ مُوصٍ آمرٌ
ناهٍ مُنَبٍّ مُرسِلٌ لِبَيَانِ

٦٩٥ - ومُخاطِبٌ ومُحاسِبٌ ومُنبِّىءٌ
ومُحدِّثٌ ومُخبِّرٌ بالشَّانِ

٦٩٦ - ومُكلِّمٌ مُتكلِّمٌ بَل قائلٌ
ومُحذِّرٌ ومُبشِّرٌ بأمانِ

٦٩٧ - هادٍ يقولُ الحقَّ مُرشِدُ خلقِهِ
بكلامِهِ للحَقِّ والإيمانِ

٦٩٨ - فإذا انتَفَت صِفةُ الكَلامِ فكلُّ
هَذا مُنتَفٍ مُتحقِّقُ البُطلانِ

٦٩٩ - وإذا انتَفَت صِفةُ الكَلامِ كذلكَ
الإرسالُ منفيٌّ بِلا فُرقانِ

٧٠٠ - فرسالةُ المَبعِوثِ تبليغٌ كلامَ
المُرسِلِ الدَّاعِي بِلا نُقصانِ

٧٠١ - وحقيقةُ الإرسالِ نَفسُ خِطابِهِ
للمُرسَلِينَ وأنَّهُ نَوعانِ

٧٠٢ - نوعٌ بغَيرِ وساطةٍ ككلامِهِ
مُوسَى وجِبريلَ القريبَ الدَّانِي

٧٠٣ - منهُ إليهِ مِن وراءِ حِجابِهِ
إذ لا تراهُ هَا هُنا العَينانِ

٧٠٤ - والآخرُ التَّكليمُ منهُ بالوَساطةِ
وَهُوَ أيضًا عِندَهُ ضَربانِ

٧٠٥ - وَحيٌ وإرسالٌ إليهِ وذاكَ فِي
الشُّورى أتَى فِي أحسَنِ التِّبيانِ
[ #فصل_۲۱ : فِي إلزامِهِمُ التَّشبيهَ للربِّ بالجَمادِ النَّاقِصِ إذا انتَفَت صِفةُ الكَلامِ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

٧٠٦ - وإذا انتَفَتْ صِفةُ الكَلامِ فضِدُّها
خَرَسٌ وذلكَ غايةُ النُّقصانِ

٧٠٧ - فلَئِن زعَمتُم أنَّ ذلكَ فِي الَّذي
هُوَ قابلٌ مِن أُمَّةِ الحَيَوانِ

٧٠٨ - والرَّبُّ ليسَ بقابِلٍ صِفةَ الكَلامِ
فنَفيُها مَا فيهِ مِن نُقصانِ

٧٠٩ - فيُقالُ سَلبُ كلامِهِ وقَبُولِهِ
صِفةَ الكلامِ أتمُّ للنُّقصانِ

٧١٠ - إذ أخرَسُ الإنسانِ أكملُ حالةً
مِن ذا الجَمادِ بأوضَحِ البُرهانِ

٧١١ - فجَحدتَ أوصافَ الكمالِ مَخافةَ
التَّجسيمِ والتَّشبيهِ بالإنسانِ

٧١٢ - ووَقَعتَ فِي تشبيهِهِ بالجامِداتِ
النَّاقِصاتِ وذا مِنَ الخُذلانِ

٧١٣ - اللهُ أكبرُ هُتِّكَتْ أسْتارُكُم
حتَّى غَدَوتُم ضُحكةَ الصِّبيانِ
[ #فصل_۲۲ : فِي إلزامِهِم بالقَولِ بأنَّ كلامَ الخَلقِ حقَّهُ وباطلَهُ هو عينُ كلامِ اللهِ سُبحانَهُ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

٧١٤ - أوَليسَ قد قامَ الدَّليلُ بأنَّ
أفعالِ العِبادِ خليقةُ الرَّحمنِ

٧١٥ - مَنْ أَلْفِ وَجهٍ أو قريبِ الألفِ
يُحصِيها الَّذي يُعنَى بهذا الشَّانِ

٧١٦ - فيكونُ كلُّ كلامِ هَذا الخَلقِ
عينَ كلامِهِ سُبحانَهُ ذِي السُّلطانِ

٧١٧ - إذ كانَ مَنسُوبًا إليهِ كلامُهُ
خلقًا كبَيتِ اللهِ ذِي الأركانِ

٧١٨ - هَذا ولازِمُ قَولِكُم قَد قالَهُ
ذُو الاتِّحادِ مُصرِّحًا بِبَيانِ

٧١٩ - حَذَرَ التَّناقُضِ إذ تَناقَضْتُم
ولكِن طردُهُ فِي غايةِ الكُفرانِ

٧٢٠ - فلَئِن زَعمتُم أنَّ تَخصِيصَ
القُرآنِ كبَيتِهِ وكِلاهُما خَلقانِ

٧٢١ - فيُقالْ ذا التَّخصيصُ لا يَنفِي
العُمومَ كرَبِّ ذِي الأكوانِ

٧٢٢ - ويُقالُ ربُّ العَرشِ أيضًا
هَكَذا تخصيصُهُ لإضافةِ القُرآنِ

٧٢٣ - لا يمنَعُ التَّعميمَ فِي الباقِي
وذا فِي غايةِ الإيضاحِ والتِّبيانِ
[ #فصل_۲۳ : فِي التَّفرِيقِ بينَ الخَلقِ والأمرِ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

٧٢٤ - ولَقَد أتَى الفُرقانُ بينَ الخَلقِ
والأمرِ الصَّريحُ وذاكَ فِي الفُرقانِ

٧٢٥ - وكِلاهُما عِندَ المُنازِعِ واحدٌ
والكلُّ خلقٌ مَا هُنا شَيئانِ

٧٢٦ - والعطفُ عِندَهُمُ كعَطفِ الفردِ
مِن نَوعٍ عليهِ وذاكَ فِي القُرآنِ

٧٢٧ - فيُقالُ هَذا ذُو امتِناعٍ ظاهِرٍ
فِي آيةِ التَّفرِيقِ ذُو تبيانِ

٧٢٨ - فاللهُ بعدَ الخَلقِ أخبَرَ أنَّها
قَد سُخِّرَتْ بالأمرِ لِلجَرَيَانِ

٧٢٩ - وأبانَ عَن تَسخيرِها سُبحانَهُ
بالأمرِ بعدَ الخَلقِ بالتِّبيانِ

٧٣٠ - والأمرُ إمَّا مصدرٌ أو كانَ
مَفعُولاً هُما فِي ذاكَ مُستوِيانِ

٧٣١ - مأمورُهُ هُو قابلٌ للأمرِ
كالمَصنُوعِ قابلِ صَنعةِ الرَّحمنِ

٧٣٢ - فإذا انتَفَى الأمرُ انتَفَى المأمُورُ
كالمَخلُوقِ يُنفَى لانتفَا الحِدثانِ

٧٣٣ - وانظُرْ إلى نَظمِ السِّياقِ تَجِدْ بهِ
سرًّا عجيبًا واضحَ البُرهانِ

٧٣٤ - ذَكَرَ الخُصوصَ وفِعلَهُ مُتقدِّمًا
والوصفَ والتَّعميمَ فِي ذا الثَّانِي

٧٣٥ - فأتَى بنَوْعَيْ خَلقِهِ وبأمرِهِ
فِعلاً ووَصفًا مُوجِزًا بِبَيانِ

٧٣٦ - فتَدَبَّرِ القُرآنَ إن رُمتَ الهُدى
فالعِلمُ تحتَ تَدَبُّرِ القُرآنِ
[ #فصل_۲٤ : فِي التَّفرِيقِ بينَ ما يُضافُ إلى الرَّبِّ تَعالى مِنَ الأوصافِ والأعيانِ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

٧٣٧ - واللهُ أخبرَ فِي الكِتابِ بأنَّهُ
منهُ ومجرورٌ بـ مِن نَوعانِ

٧٣٨ - عينٌ ووصفٌ قائمٌ بالغَيرِ
فالأعيانُ خلقُ الخالِقِ الرَّحمنِ

٧٣٩ - والوصفُ بالمجرورِ قامَ لأنَّهُ
أولَى بهِ فِي عُرفِ كلِّ لِسانِ

٧٤٠ - ونظيرُ ذا أيضًا سواءً ما يُضافُ
إليهِ مِن صفةِ ومِن أعيانِ

٧٤١ - فإضافةُ الأوصافِ ثابتةٌ
لِمَن قامَت بهِ كإرادةِ الرَّحمنِ

٧٤٢ - وإضافةُ الأعيانِ ثابتةٌ
لهُ ملكًا وخلقًا مَا هُما سِيَّانِ

٧٤٣ - فانظُر إلى بَيتِ الإلهِ وعِلمِهِ
لمَّا أُضِيفا كيفَ يَفتَرِقانِ

٧٤٤ - وكلامُهُ كحَياتِهِ وكعِلمِهِ
فِي ذِي الإضافةِ إذ هُما وَصفانِ

٧٤٥ - لكنَّ ناقَتَهُ وبَيتَ إلَهِنَا
فكَعبدِهِ أيضًا هُما ذاتانِ

٧٤٦ - فانظُر إلَى الجَهْمِيِّ لمَّا فاتَهُ
الحقُّ المُبينُ وواضحُ البُرهانِ

٧٤٧ - كانَ الجميعُ لديهِ بابًا واحِدًا
والصُّبحُ لاحَ لِمَن لهُ عَينانِ
[ #فصل_۲٥ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim
٧٤٨ - وأتَى ابنُ حَزمٍ بعدَ ذلكَ فقالَ
ما للنَّاسِ قُرآنٌ وَلا إثنانِ

٧٤٩ - بَل أربعٌ كلٌّ يُسمَّى بالقُرآنِ
وذاكَ قولٌ بيِّنُ البُطلانِ

٧٥٠ - هَذا الَّذي يُتلى وآخَرُ ثابتٌ
فِي الرَّسمِ يُدعى المُصحَفَ العُثمانِي

٧٥١ - والثَّالثُ المحفوظُ بينَ صُدورِنا
هذِي الثَّلاثةُ خليقةُ الرَّحمنِ

٧٥٢ - والرَّابعُ المَعنى القديمُ كعِلمِهِ
كلٌّ يُعبَّرُ عنهُ بالقُرآنِ

٧٥٣ - وأظنُّهُ قد رامَ شيئًا لم يجِد
عنهُ عِبارةَ ناطِقٍ بِبَيانِ

٧٥٤ - إنَّ المُعيَّنَ ذُو مَراتِبَ أربعٍ
عُقِلَت فَلا تَخفَى عَلى إنسانِ

٧٥٥ - فِي العَينِ ثُمَّ الذِّهنِ ثُمَّ اللَّفظِ
ثُمَّ الرَّسمِ حِينَ تخطُّهُ بِبَنانِ

٧٥٦ - وعَلى الجَميعِ الاسمُ يصدقُ لكنِ
الأَوْلَى بهِ الموجودُ فِي الأعيانِ

٧٥٧ - بخلافِ قولِ ابنِ الخَطيبِ فإنَّهُ
قد قالَ إنَّ الوضعَ للأذهانِ

٧٥٨ - فالشَّيءُ واحدٌ لا أربعٌ
فَدَهَى ابنَ حزمٍ قِلَّةُ الفُرقانِ

٧٥٩ - واللهُ أخبرَ أنَّهُ سُبحانَهُ
مُتكلِّمٌ بالوَحيِ والفُرقانِ

٧٦٠ - وكذاكَ أخبَرَنا بأنَّ كِتابَهُ
بصُدورِ أهلِ العِلمِ والإِيمانِ

٧٦١ - وكذاكَ أخبرَ أنَّهُ المَكتُوبُ
فِي صُحُفٍ مُطهَّرةٍ مِنَ الرَّحمنِ

٧٦٢ - وكذاكَ أخبرَ أنَّهُ المَتلوُّ
والمَقرُوءُ عِندَ تلاوةِ الإنسانِ

٧٦٣ - والكلُّ شيءٌ واحدٌ لا أنَّهُ
هُوَ أربعٌ وثلاثةٌ واثْنانِ

٧٦٤ - وتِلاوةُ القُرآنِ أفعالٌ لنا
وكَذا الكِتابةُ فهِيَ خطُّ بَنانِ

٧٦٥ - لكنَّما المَتلُوُّ والمَكتُوبُ
والمَحفُوظُ قولُ الواحِدِ المَنَّانِ

٧٦٦ - والعبدُ يقرؤُهُ بصَوتٍ طيِّبٍ
وبضِدِّهِ فهُما لهُ صَوتانِ

٧٦٧ - وكذاكَ يكتُبُهُ بخَطٍّ جيِّدٍ
وبضِدِّهِ فهُما لهُ خطَّانِ

٧٦٨ - أصواتُنا ومِدادُنا وأداتُنا
والرَّقُّ ثُمَّ كِتابةُ القُرآنِ

٧٦٩ - ولقَد أتَى بصَوابِهِ فِي نَظمِهِ
مَن قالَ قولَ الحقِّ والإنصافِ غيرَ جَبانِ

٧٧٠ - إنِّ الَّذي هُو فِي المصاحِفِ مُثبَتٌ
بأنامِلِ الأشياخِ والشُّبَّانِ

٧٧١ - هُوَ قولُ ربِّي آيُهُ وحُروفُهُ
ومِدادُنا والرَّقُّ مَخلُوقانِ

٧٧٢ - فشَفَى وفرَّق بينَ مَتلُوٍّ
ومَصنُوعٍ وذاكَ حقيقةُ العِرفانِ

٧٧٣ - الكلُّ مَخلُوقٌ وليسَ كلامُهُ
المتلُوُّ مخلوقًا هُنا شَيئانِ

٧٧٤ - فعليكَ بالتَّفصيلِ والتَّمييزِ
فالإطلاقُ والإجمالُ دُونَ بَيانِ

٧٧٥ - قَد أفسَدَا هَذا الوُجودَ وخبَّطَا
الأذهانَ والآراءَ كُلَّ زَمانِ

٧٧٦ - وتِلاوةُ القُرآنِ فِي تَعرِيفِها
باللَّامِ قَد يُعنَى بِها شَيئانِ

٧٧٧ - يُعنِى بهِ المَتلُوُّ فهُوَ كلامُهُ
هُو غيرُ مَخلُوقٍ كذِي الأكوانِ

٧٧٨ - ويُرادُ أفعالُ العِبادِ كصَوتِهِم
وأدائِهم وكِلاهُما خَلقانِ

٧٧٩ - هَذا الَّذي نصَّت عليهِ أئمَّةُ
الإسلامِ أهلُ العلمِ والعِرفانِ

٧٨٠ - وهُو الَّذي قَصَدَ البُخارِيُّ الرِّضى
لكِن تَقاصَرَ قاصرُ الأذهانِ

٧٨١ - عَن فَهمِهِ كتَقاصُرِ الأفهَامِ عَن
قولِ الإمامِ الأعظمِ الشَّيبانِي

٧٨٢ - فِي اللَّفظِ لمَّا أن نَفى الضِّدَّيْنِ
عنهُ واهْتَدَى للنَّفيِ ذُو عِرفانِ

٧٨٣ - فاللَّفظُ يصلُحُ مَصدرًا هُو
فِعلُنا كتَلَفُّظِ بتِلاوَةِ القُرآنِ

٧٨٤ - وكذاكَ يصلحُ نَفسَ مَلفُوظٍ
بهِ وهُوَ القُرانُ فَذَانِ مُحتَمَلانِ

٧٨٥ - فلذاكَ أنكَرَ أحمدُ الإطْلاقَ
فِي نَفيٍ وإثباتٍ بِلا فُرقانِ
@Salafi_s
قولُهُ :
٧٦٩ - ولقَد أتَى بصَوابِهِ فِي نَظمِهِ
مَن قالَ قولَ الحقِّ والإنصافِ غيرَ جَبانِ

يقصِدُ الإمَام القَحطانِي - رحمهُ اللهُ -
قالَ في نونيَّتِهِ:

٥٧٥ - إنِّ الَّذي هُو فِي المصاحِفِ مُثبَتٌ
بأنامِلِ الأشياخِ والشُّبَّانِ

٥٧٦ - هُوَ قولُ ربِّي آيُهُ وحُروفُهُ
ومِدادُنا والرَّقُّ مَخلُوقانِ

٥٧٧ - مَنْ قَالَ في الْقُرْآنِ ضِدَّ مَقَالَتِي
فَالْعَنْهُ كُلَّ إِقَامَةٍ وَأَذَانِ
2024/10/02 02:31:22
Back to Top
HTML Embed Code: