‏فكيفَ أنسى أنا يوماً ملامحَهُ؟
‏وفي ملامحهِ عُمري الذي رحلا

لماذا نفتش عن أُغنيات البكاء
بديوان شعر قديم ؟
ونسأل : يا حبنا ! هل تدوم ؟
أحبكِ حُبَّ القوافل واحةَ عشب وماء
وحب الفقير الرغيف !
كما ينبت العشب بين مفاصل صخره
وجدنا غريبين يوما
ونبقي رفيقين دوما .

-محمود درويش، أوراق الزيتون .

"يابحرُ قلْ لي متى الأمواجُ تحمِلُني
‏أنا الغريبُ ،فلا أهلٌ ولا وطنُ
‏قلبي هنالك لم يبرح مراتعَهُ
‏والحالُ أني كما الأمواتِ لي بدنُ
‏أمشي وطرفي كَلِيلٌ لا يرى أبداً
‏غيرَ السوادِ،فلا حُسْنٌ ولا حَسَنُ
‏العمرُ ضاع بذي الأسفارِ يا أسفي
‏والأصلُ ضاع،وضاع المُهر والرسنُ !"

إن الجنونَ وراءَ نِصفِ قصائدي
أوَلَيسَ في بعضِ الجنونِ صَوابُ
-نزار قباني

قصيدة لابن الفارض "قلبي يحدثني" بصوت أحمد فاخوري

إنّي أُحِبُّكِ رَغمَ كُلّ تناقضي
طفلا أُتَرْجِمُ رَغْبَتي بِبُكائي
فَلتَعْلَمي أنّي بِعِشْقِكِ مُثقَلٌ
قد هامَ بي وَهْمي وَشَقَّ شَقائي
إنْ شئتِ هَجْراً أو وِصَالاً إنَّني
في الحالتَينِ بَلَغْتُ فيكِ فَنَائي

كُلُّ جَريحٍ تُرجى سَلامَتُهُ إلّا فُؤادًا دَهتهُ عَيناها

‏أتحسبُ النّاس بالأعذار تُرجعهم
‏أتحسبُ العُذر يجدي بعدما حُرِقوا ؟

ويظن أني قد اميلُ لغيرهِ
‏إني وقلبي بأسمهِ مكتوبُ
‏انا ما شربتُ الحُب الا مرةً
‏والكُلُ بعدكَ كأسهُ مسكوب

‏الناسُ تُوقدُ في بَرْدِ الدجى حطبًا
‏وإن قسا البَرْدُ بي أوقدتُ أشواقي

‏"إذا كان يُرضيك الفراقُ فإنَّني
‏رضيتُ بما يُرضيك، يا خيرَ هاجِرِ"

ولستُ أدري حين يشكو لي حزنهُ
‏ أكان في قلبهِ أم في قلبيَ الوجعُ

لا تَطلُبي شِعرًا فأنْتِ قَصيدَتي
‏ما إنْ نظرتُ إلى عيونكِ أُبْدِعُ
‏كوني بِقُربي فالحَياةُ قَصيرَةٌ
‏إنَّ الفُؤادَ بِقُربِكُمْ يَسْتَمْتِعُ
‏قولي أُحِبُّكَ قَد أكونُ مُودِّعًا
‏مَنْ للفِراق إذا أتانا يَمنعُ

قال إيليا أبو ماضي:
"مَن كانَ يَحلمُ بِالسماءِ فإنَّني
في قَلبِ إِنسانٍ وَجَدتُ سَمائي"

أُقِرُّ لَهُ بِالذَنبِ وَالذَنبُ ذَنبُهُ
‏وَيَزعَمُ أَنّي ظالِمٌ فَأَتوبُ!

‏"عزائي للمشاعر التي تسرَّبت إلى وجهةٍ خاطئة"

إذا استحسنتني فجُزيت خيرًا
‏وإن ساءت ظنونكَ لا أُبالي
‏أنا طينٌ، جُبلتُ على الخطايا
‏ولستُ البدرَ كي ترجو اكتمالي.

قد أوسعتنا عِتابًا وهي صامتةٌ
‏بلاغةُ الجرحِ أغنتها عن الخُطبِ

‏إذا جئتُها صدَّتْ حَياءً بوجهِها
‏فتهجرني هجرًا أَلذَّ منَ الوصْل

ليتَ المحبَّةَ للعُشاق ما خُلِقَت
أو لَيتَني حينَ ذَاقُوا الحُبَّ لم أذُقِ

هذا الفُراقُ وهذا الهَجرُ يَتبَعُهُ
يا قَلبُ صَبراً على مَوتينِ في نَسَقِ

أقولُ للنَّفسِ والأشواقُ تَغلِبُها
كيفَ التَّخَلُّصُ بينَ الوَعرِ والزَّلَقِ

يا عينُ أنتِ سَرحتِ الطّرف فانهَمِلي
يا قلبُ أنتَ أجَلتَ الفِكرَ فاحتَرِقِ