Telegram Web Link
هل صدر منه ما يستحق الهجران؟

هل أخطا بحقنا يوماً؟
هل أساء لنا؟
هل خذلنا في شيء؟
هل اعتمدنا عليه في شيء ولم يعيننا؟
هل استغثناه بشيء ولم يغيثنا؟

إذاً لماذا نهجر مهدينا !؟

هل وجدنا بديلاً عنه!؟
هل وجدنا من يرعانا أكثر منه!؟
هل وجدنا من يحبنا أكثر منه؟
هل وجدنا من يعرف مصلحتنا أكثر منه؟
هل وجدنا من يقربنا لله أكثر منه!؟
هل وجدنا واسطة لله أقرب منه في الدنيا والآخرة !؟

سبحان الله إذاً لماذا نهجره؟
لماذا نبتعد عنه؟
لماذا نتركه ونلجأ لغيره !؟
لماذا لا نذهب اليه في كل مشكلة وفي كل هم!؟
في كثير من المواقف عندما كنا نهم بالذنب، كان حجة الله يظن بنا اننا سنترك هذا الذنب لأجله، يظن اننا سنقول "لأجل الحجة سأبتعد عن هذا الذنب"..

لكننا خيبنا ظنه.
يا صاحب زماننا..
اذا قدر الله لنا الاجتماع بعد طول الفراق، وجمع شملنا بك بعد كل الغياب..

فبأي شيء سنبدأ حديثنا؟

هل سنتحدث عن الأرواح التي ذبلت لانقطاع الماء المعين عنها لأكثر من ألف عام؟
أو هل سنتحدث عن الجروح التي تراكمت ولا مشافي لها بغيابك؟
او سنتحدث عن الأوجاع التي نشأت فينا ولا مهدئ لها بغياب عينيك!؟
أو سنتحدث عن ألم الفراق الذي يزداد يوماً بعد يوم بغيابك ؟

فعن ماذا نتحدث؟
هل نتحدث عن كل هذا؟
أو سنتحدث عن مصائبنا ومآسينا وما مر بنا في غيبتك؟
هل سنتحدث عن القتل والتشريد والتنكيل الذي حصل لنا بسبب جريمة حبكم والثبات على موالاتكم؟
أم سنتحدث عن كثرة الفتن والتحديات التي واجهتنا للثبات على محبتكم؟


أم ان كل هذا سيختفي فوراً وسننسى كل شيء عند رؤيتك
ونقول لك حينها فقط "مشتاقين الك يا ابن الحسن".!
من الامور الفطرية والطبيعية في حياتنا، اذا فقد أحدنا شيئاً فانه لا يستقر ولا يهدأ حتى يرجع له هذا الشيء، أو يجد بديلاً ينسيه اياه.
فمثلاً الشخص المدمن على النت، اذا انقطع النت فانه سيبقى مضطرباً الى أن يعود النت ويبقى مترقباً منتظراً له كذلك، أو يجد بديلاً يغنيه عن النت.

وهذا أمر فطري وواضح عند جميع البشر، وينطبق على كل شيء في حياتنا، حتى في علاقتنا مع الأشخاص…



يا ترى، هل وجدنا بديلاً يغنينا عن بقية الله؟؟؟!!

هل نحن مضطربين لفراقه مترقبين لعودته؟

أم اننا وجدنا بديلاً بل بدلاء عنه فنسيناه وأعتدنا على فراقه؟؟؟؟؟
يا صاحب زماننا.

اننا اذا اشتقنا الى شيء تطلع كل شيء فينا له، وربطنا كل شيء في حياتنا به، وتعلقت كل جوارحنا بذكره، وتغلغل في أحشائنا وأعماقنا وقلوبنا.
بل نحب الكلام عنه أيضاً، نحب من يتكلم عنه، ومن يحبه، ومن يشتاق اليه، ونشتاق الى من يشتاق اليه.
وكلنا استعداد للمجازفة والقيام بامور شاقة وعسيرة لرؤيته ولو للحظة واحدة، لأننا نحبه كثيراً ونشتاق له…

ترى ما حال المشتاقين لك سيدي؟
يا ابن الأطايب المطهرين، والعترة المنتجبين.

قد نقل لنا عن آبائك المعصومين كيف انهم كانوا يؤثرون في المقابل ويقلبونه من حال الى حال بمجرد نظرته اليهم..
كثير من الأشخاص كانوا نواصب ممتلئين بالبغض والكره لكم، لكنهم أصبحوا موالين محبين لكم بعد رؤيتهم لكم.

لكن يا سيدنا، نحن عبيدك الآبقون، المقرون بالعبودية لك، لأي حال سننقلب بعد رؤيتك؟
ماذا سنصبح بعد أن نراك ونعيش معك؟
أي صلاح ستصلح أرواحنا وقلوبنا ونفوسنا بالنظر الى غرتك الكريمة؟
وأي هدى سنهتدي اذا تشرفنا بطلعتك الرشيدة؟
آلهي.

قد عاد يوسف الى يعقوب بعد ان أبيضت عيناه من الحزن.
قد عاد يوسف الى أهله بعد ان مسهم الضر بغيابه.
الهي، قد انتهى بعد يوسف عن قومه بعد ان جاؤوا ببضعاة مزجاة.


آلهي.

قد تفطرت قلوبنا، وسفكت بالظلم دمائنا، وأريقت دموعنا من الحزن.
قد مسّنا الضر، والكرب، والهم والغم بغيابه.
قد جئنا ببضاعة مزجاة، وبقلوب مزجاة بالألم، وبأرواح مزجاة بالكرب، وبعيون مزجاة بحسرة الفراق.

فهلا أعدت لنا غائبنا؟
سيدي يا بقية الله.

قد بلغ الظلم حده.
وقد تمادى الطغيان في غيه.
وازداد الجور في بغيه.
وتعالى العدوان في رأيه.

فمتى يا سيدي تقطع مَّدَه!
وتفني من الوجود ركنه!
وتقطع في الظلم حبله!
وتبيد من الجور أمده!
سيدي يا بقية الله.

إليك لا لغيرك شكوانا.
فقد هجر دين جدك.
واحرق كتاب ربك.
وقُتل أولياؤك وشيعتك في كل مكان.
وحرف ما حرف من دينكم، وظهر ما ظهر من البدع.

سيدي، كم ذا القعود ودينكم، قد هدمت قواعده الرفيعة.
سيدي، كم ذا القعود وشيعتكم، قد ضاقت بهم الأرض الوسيعة.
سيدي، كم ذا القعود وقرآنكم، قد أحرقت آياته المضيئة.
سيدي، كم ذا القعود وشرعكم، قد بدلت أحكامه المنيعة.
إللهي ما الذي اقعدني عنك
اهداء زيارة عاشوراء الى النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم
سيدي، ما أحوجنا لك حينما تشتد علينا الفتن.
سيدي، ما أحوجنا لك حينما لا نجد ملجأ ولا مغيث في الشبهات.
سيدي، ما أحوجنا لك ونحن نرى دين جدك قد هدمت قواعده الرفيعة؟
سيدي، ما أحوجنا لك ونحن نرى إنه لم يبق من الإسلام الا أسمه.
سيدي، ما أحوجنا لك حينما يحتار اللبيب ولا يعرف الملجأ والمغيث له.
سيدي، ما أحوجنا لك رغم كل الذي جرى، وأنت أدرى وأعلم به.
يا حاضراً لم تره العيون.
ويا غائباً لم يغب عن القلوب.

سيدي، كم متى ومتى يجب أن نقول؟
ألم تقرح العيون ونحن ننادي: متى يا ابن الحسن؟
ألم تصدع القلوب ونحن نقول: متى يا يوسف الزهراء؟
ألم تتمزق الأحشاء ونحن نأن: متى يا صاحبنا؟

متى؟ متى؟ والى متى ونحن ننادي متى يا غائبنا؟
كم نحن مساكين، يا بقية الله!


كم نحن مساكين، حينما نقرأ ان أصحاب الأئمة كانوا يذهبون لأئمتهم ويرونهم متى شاؤوا، ونحن نتحسر على لحظة بلقائك!

كم نحن مساكين، حينما نقرأ ان أصحاب الأئمة يسألون الأئمة عن أبسط الأمور وأصغرها فتطمئن به قلوبهم، ونحن نتصادم يومياً بالشبهات والفتن ولا ملجأ لنا بغيبتك!

كم نحن مساكين، حينما نرى أصحاب الأئمة يلجأون لنور الله في الأرض، ونحن تحيط بنا الظلمات من كل جانب.


كم نحن مساكين سيدي؟
سيدي.. يا مهجة قلب الزهراء.

تجوب الأرض غريباً وحيداً، وأنت سيدها.
تواسي المريض منا بمرضه، وأنت الذي بك تشفى كل الجروح.
وتواسي الفقير منا بفقره، وأنت الذي يملك الأرض وما فيها.
وتشتاق الينا، وتشفق علينا، وتتلطف بنا، وأنت الذي معك الله ولا فاقة بك الى غيره.
ترعانا بلطفك، وتتصدق علينا بعطفك، وأنت الذي بفضلك استقرت الأرض والسماء.

مع كل هذا، فأنت تعاني وحيداً في سجن الغيبة، ونحن قد طاب وهنأ لنا العيش بفراقك وبعدك عنا، يا أبانا الرؤوف.
سيدي يا بقية الله.

كيف لنا أن نهدأ ونحن لا ندري أيهما أسبق لنا الموت أم رؤيتك؟

بل كيف يمكن لنا الهنأ والراحة في غيبتك عنا؟

هل وجدنا مثلك فاستبدلناه بك؟
أم هل انقضت أوجاعنا وهمومنا فاستغنينا عنك؟

سيدي، مالنا!
كل ذرة فينا تفتقدك، وكل خلية فينا تتوجع لبعدك، فما لنا نسيناك وهجرناك واعتدنا العيش بدونك!
هل لغائب مثلك أن ينسى؟
بل هل لغائب مثلك أن يعوض!
سيدي، لو جمعنا الدنيا بما حوت، لما أغنت عن أنملة منك، فكيف استغنينا عنك رغم ضعفنا وفاقتنا!
مولاي يا صاحب الزمان.

اذا أنتهى الكلام، حلت الدموع محله.
لكن، ماذا اذا سالت الدموع حتى جفت لفراقك؟
بل، ماذا اذا سقيت الأرض وأرتوت من الدماء في انتظارك؟
بل، ماذا اذا نضحت الحياة من القرابين الزكية التي قدمت في طريقك؟
سيدي يا بقية الله.

لو عرفناك كما يجب أن نعرفك، وأدركنا نعمة وجودك كما أنعم الله علينا بها.

لأستكثرنا الدقيقة الواحدة في غيابك.
وأستثقلنا اللحظة في فراقك.
ولصعب علينا كل آن في بعدك.
ولمتنا جزعاً وشوقاً لك.

فكيف وقد حجبك الله عنا لألف من السنين؟
قد تمر في حياتنا الكثير من الأحداث والأمور التي نتحسر عليها ونحزن لها.
وقد تضيع منا أمور نراها مهمة فترهقنا الحسرة عليها.

لكن، أكثر وأشد وأعظم حسرة، والحسرة الحقيقية هي أن تضيع السنين من أعمارنا ونحن في البعد عن بقية الله صاحب زماننا.

لو كان معنا فحالنا لا يصبح أفضل، بل سينقلب من حال الى حال.
فحالنا الأن وحال قلوبنا كالأرض القاحلة التي أنقطع عنها الماء المعين، فاذا عاد سيدها عاد لها الماء المعين..

أترون ما أعظمها من حسرة؟
سيدي يا بقية الله.

مهما طالت ظلمة الأيام بغيابك،
فلا بد أن تشرق يوماً بظهورك،
وسيجتمع أنصارك وتقيموا دولة العدل الإلهية ولن يضركم تخاذل أحد عنكم، لأن الله معكم ولا فاقة بكم لغيره!

لكن أنا وأمثالي يا سيدي، كيف بنا ومن لنا؟
كيف إن أدركنا الموت قبل ظهورك؟

ما حالنا وما مآلنا وقد قضينا عمرنا في الظلمات!
تعصف بنا الفتن يميناً شمالاً، نتقدم تارة ونتراجع أخرى، لا مفزع ولا أمل لنا في الظلمات الا نورك الغائب!
2024/09/21 19:52:16
Back to Top
HTML Embed Code: