Telegram Web Link
سيدي يا بقية الله.


كان جدك أمير المؤمنين يتأوه شوقاً لرؤيتك وأنصارك.
وكان جدك الصادق يبكي بكاء الواله الثكلى لغيبتك، متمنياً أن يقضي حياته في خدمتك.

سيدي، وقد رحل أبيك العسكري وجدك الجواد في عشرينيات عمرهم الشريف، مضحين لأجلك، بعد ان أحكم الطغاة ظلمهم لقرب ولادتك.

سيدي، ان كانت هذه تضحيات وأشواق ودموع آبائك المعصومين، فماذا عنا؟
بماذا نضحي لك اذا كان الأئمة المعصومين قد ضحوا بأرواحهم الزكية!
ما قيمة أرواحنا أمام أرواحهم؟
بل، على ماذا نبكي وماذا نتمنى اذا كان صادق العترة يتمنى خدمتك؟

سيدي، لو قضينا أيام وساعات ولحظات عمرنا في خدمتك، والبكاء لغيبتك، والتضحية لأجلك، فهل سنوفي جزء من حقك وحق عترتك؟
سيدي يا بقية.

ترى كيف تكون حياة من فقد الشموس الطالعة؟ وغابت عنه الأقمار المنيرة، وأبتعدت الأنجم الزاهرة؟
هل يرى في حياته غير الظلام؟
هل يمكن أن يبصر النور في غيابك؟
لو جبنا الأرض طولاً وعرضاً، فهل نتخلص من الظلام ونحن قد فقدنا الشموس الطالعة والأقمار المنيرة والأنجم الزاهرة؟؟

متى سينتهي هذا الظلام سيدي؟
متى سترجع وتعيد النور الى حياتنا؟
متى تعود وتعود معك أرواحنا التي ذبلت وسط الظلام؟
الهي.

إنك تبتلي العبد لتعوضه بجميل عوضك.
فان صبر عوضته عوضاً عظيماً من حيث لا يحتسب وأكثر مما يرجو.

الهي.

بماذا ستعوضنا عن سنين غيبة قائمنا؟
بماذا ستعوضنا عن أعمارنا التي فنيت بألم الفراق!
بماذا ستعوضنا عن أرواحنا التي ذبلت لجزع الغيبة!
بماذا ستعوضنا عن قلوبنا التي ذابت في الإنتظار!

الهي.

لو ملكتنا الدنيا بأسرها ورزقتنا ما نشاء في الجنان، لما كان هذا عوضاً كافياً عن سنين الغيبة…!
فلا يكفينا الا أن تشبع عيوننا من نور وليك وحجتك..!
سيدي، يا ابن الخيرة المهذبين.
يا أبن الأطايب المطهرين.
يا أبن العترة المضطهدين.
يا ابن السادة المظلومين.
يا ابن القادة المبعدين.
يا ابن الهداة المشردين.
يا ابن الحجج المهجورين.

أما آن لغيبتك أن تنقضي!
أما آن لبعدك أن ينتهي؟
أما آن لنورك أن ينجلي؟
أما آن لغربتك أن تنتهي؟
إلهي، قد جمعت شمل يوسف بيعقوب بعد إن أبيضت عيناه من الحزن لفراقه.

إلهي، قد رددت ادريس الى قومه بعد أن ضجوا وجزعوا اليك لفراقه وما لاقوه في غيبته.

إلهي، قد عفوت عن قوم يونس ورردت يونس إليهم بعد أن فرقوا الإم عن ولدها وضجوا لك بالبكاء والأنين.

إلهي، قد رد موسى الى قومه من الميقات بعد أن تفرق وتاه قومه لغيبته.


إلهي، إن لم تبيض بالحزن عيوننا، فقد احمرت الأرض بدمائنا!

إلهي، إن كان قوم إدريس قد جزعوا لك لغيبة إدريس، فقد جزع الجزع من جزعنا!

إلهي، إن كان قوم يونس قد فرقوا بين الام وولدها وضجوا لك بالبكاء والأنين، فقد فرقت رؤوسنا عن أجسادنا، وقد أنّت الأرض لأنيننا، وبكت السماء لغربتنا!

إلهي، إن تفرق وتاه قوم موسى لغيبته عنهم أربعين يوماً وأخيه هارون بينهم، فنحن لألف من السنين بلا إمام هدى ولا علم يرى!

إلهي، قد رددت إليهم أوليائهم بعد الذي جرى لهم، وها نحن ترى ما ترى فينا، وتسمع ما تسمع!
سيدي يا بقية الله.

بحجم جروحك نفتقدك.
بقدر آلامك نترقبك.
بمدى البعد عنك ننتظرك.
وبشدة قسوة فراقك نئن إليك!


سيدي، لقد طالت الأيام والسنين، وطال البعد والفراق، وبعد الأمد وقست القلوب، وأمتلئت الصدور حزناً، والعيون شوقاً، وأزدادت غربتنا ألماً ووحدة، ولا زلت عنا بعيد!
ولا زلت عنا غريب!
ولا زلت عنا غائب الى أمد مجهول!
لا ندري، أندركه، أم يدركنا الموت؟
أتتكحل عيوننا برؤيتك؟ أم سيسبقك التراب اليها؟
سيدي يا بقية الله.

إليك لا لغيرك شكوانا.
فقد هجر دين جدك.
واحرق كتاب ربك.
وقُتل أولياؤك وشيعتك في كل مكان.
وحرف ما حرف من دينكم، وظهر ما ظهر من البدع.

سيدي، كم ذا القعود ودينكم، قد هدمت قواعده الرفيعة.
سيدي، كم ذا القعود وشيعتكم، قد ضاقت بهم الأرض الوسيعة.
سيدي، كم ذا القعود وقرآنكم، قد أحرقت آياته المضيئة.
سيدي، كم ذا القعود وشرعكم، قد بدلت أحكامه المنيعة.
جاء في الرواية أنه اذا ظهر القائم يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزؤون بنور الامام.

انا لا أعلم ما هو شكل الحياة حينئذ وأين يذهبان الشمس والقمر.
لكن، الذي نعلمه أننا سنكتفي بمهدينا عن كل شيء، فمعه لا نحتاج لشيء وربما حتى للشمس والقمر..

أتدركون أي جناية عظيمة جنيناها على أنفسنا !
أترون عظم ما أقترفت أيدينا !
هل تشعرون أي نعمة عظيمة قد حرمنا الله ؟!

الويل لنا، هل طاب لنا العيش بفراق ولينا ومنقذنا، حتى نهنأ بالعيش بدونه ولا نضج لله في طلبه..!
في هذا الفيديو ناقشنا ما ذكره جناب الشيخ أحمد سلمان ونفيه لقصة كونها رومية، وأثبتنا بالأدلة والشواهد والروايات صحة قصة مجيئها سبية من بلاد الروم، وأنها هي القصة الوحيدة الصحيحة والسليمة من كل الإشكالات.


* نعتذر لأن مدة الفيديو ساعة و 11 دقيقة، لكن كان لا بد من ذلك لإستيفاء كل جوانب البحث وقطع كل الإشكالات.


رابط الفيديو:
https://youtu.be/zwdzeg_Z31k?si=yCXwobhAU3jB2c0y
يا بقية الله..

ما قيمة عمر ينقضي بالبعد عنك!؟
وما طعم روح قد أذبلها فراقك!؟

سيدي، ما فائدة أعين ترى كل شيء ولا تراك!
وما فائدة قلب، ملأته الدنيا حتى غاب عنك!

مولاي، ماذا يرجئ من جوارح تسعى لراحتها ليلاً ونهاراً، ولا تسعى في خدمتك!
وماذا يرتقب من جسد، يستلذ بالحياة في غيبتك!؟
صباح الخير لِـ صاحب الزمان اولاً..
للأوليا..
والشهداء..
وَلَـكم..
#جمعة_مباركة
مولاي يا صاحب الزمان.

وما لي لا أبكي، ولا أدري أيهم أسبق إلّيَ؟!
لقاءك أم موتي؟
وأرى نفسي تخادعني، وأيامي تخاتلني، وقد خفقت عند رأسي أجنحة الموت!

أبكي لغيبتك عني.
أبكي لفراقك إياي.
أبكي لأني عنك شغلتني دنياي.
أبكي لسوء حالي، ولا أدري الى ما يكون منقلبي بغيبتك عني.
أبكي لسؤالك إياي عن تقصيري وإسرافي على نفسي.
أبكي لخروجي من الدنيا منكسراً تائهاً لفراقك، أنظر مرة في صحيفتي وما اقترفت يداي، وأخرى برجاء شفاعتك إياي.
فإن إنّقطّع في الدنيا أمل لقائك، فلن ينقطع في الحساب أمل شفاعتك.
سيدي يا بقية الله

لأننا أردناك وحدك دون سواك.
فتحت لنا أبواب الخير كلها،
وأغلقت عنا أبواب الشر والبلايا.
وسيرت حياتنا بما تراه صلاحاً لنا.
وسهلت من امورنا ما فيه خير لنا.

فشكراً لك سيدي، لكن.
وحقك هذا ليس ما أردناه.
فرغم كل ما قدمته لنا، لكن،
لا زلنا نريدك وحدك دون سواك.
وحدك دون سواك.
سيدي يا بقية الله

اني لأشفق على من يغفل عن وجودك أو يشك فيه..!
عجباً سيدي، هل وجودك الذي يحتاج الى دليل واثبات؟
أو عدم وجودك؟
كيف لأحد أن يطلب دليل على وجودك وأنت الحاضر معنا في كل شيء؟
عمي ومات قلب لا يراك معه رقيباً وحاضراً.
سيدي يا ابن العترة المضطهدين.

نحن وإن كنا قد أسرفنا في بعدنا وتقصيرنا وإسرافنا.
وإن شغلتنا دنيانا عنك.
وإن أخذتنا أهوائنا بعيداً عنك..

لكن، قسماً بعينيك، وجمال نظريك.
إن أقبلت إلينا يا غائبنا.
واجتمع شملنا بك يا عزيزنا.
ستجد أرواحاً تتشوق للزهوق بين يديك.
وقلوباً، تعتصر للطحن دونك.
ورقاباً ، تتلهف للقطع أمامك.
وضلوعاً، تتمنى الرض دونك.

وستجد أحشاءنا، ممزقة ذابلة منكسرة لفراقك، وشوقاً للقائك.
في الرواية إن الأرض تفتخر على بعضها اذا سار عليها رجل من أصحاب الحجة..
الأرض تفتخر لأن أصحاب الحجة مشوا عليها، فكيف اذا مشى عليها الحجة؟

وكيف بنا نحن أتباع الحجة؟
ألا يجب علينا أن نتفاخر على الأرض ومن فيها بأننا أتباع الحجة؟
هل من الممكن أن نترك أعظم إنتماء ونتفاخر بعشيرتنا أو بحزبنا أو ببلدنا؟
بل هل من الممكن أن نتجاهل هذا الانتماء العظيم ولا نتحدث به ولا نتفاخر به؟

هل الأض أعقل منا؟ حتى تتفاخر هي بان أصحاب الحجة ساروا عليها، ولا نتفاخر نحن بأننا نتبع الحجة؟
سيدي يا بقية الله..

بأي لغة نخبرك إن الغياب قد طال كثيراً؟

بدمائنا التي تراق كل حين؟
أو بجروحنا التي تنزف شوقاً؟
أو بقلوبنا التي تتقطع للفراق ألماً؟
أو بأرواحنا التي  تعتصر للغياب وجعاً؟
قل لي بماذا سيدي؟
هل تكفي قرابيننا في العراق والشام وآيران والهند وأفغانستان وأفريقيا… ؟
هل تكفي لنخبرك كم أننا نفتقدك؟
كم أننا بحاجة لنور وجهك؟
أيكفي ذلك سيدي؟
أم لا زال علينا تقديم المزيد من القرابين؟
ان كان كذلك،

فكل أرواحنا نذرناها قرابين لطلعتك.
في الرواية المشهورة إن الإمام الصادق قالل ندبة لإبنه المهدي:

" سيدي غيبتك نفت رقادي، وضيقت علي مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي، سيدي غيبتك أوصلت مصائبي بفجائع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد بفناء الجمع والعدد، فما أحس بدمعة ترقأ من عيني وأنين يفشا من صدري".


الإمام الصادق عليه السلام بسبب غيبة القائم لم يهنأ بنوم، وسُلبت منه راحة الفؤاد، وصار ذو مصيبة أبدية لا تهدأ، لدرجة ان دموعه تنسكب ولا يحس بها لكثرة بكائه، وإمتلأ صدره بالأنين… 💔


سيدي يا صادق آل محمد، هذا حالك بسبب الغيبة التي لم تدركها ولم تعيشها أصلاً، فما هو حالك ومآلك لو أدركت مصيبة الغيبة وقد مر عليها أكثر من ألف عام مثلنا؟

هل ستبيض عيناك من الدمع على غيبته؟
هل ستبكي بدل الدموع دماً حزناً وألماً على غيبته؟
هل ستموت جزعاً لفراقه؟
ماذا سيصنع الأنين بصدرك؟
ماذا ستفعل المصيبة بقلبك؟

ماذا تفعل وأنت ترى شيعتك متنعمين غافلين في حياتهم عن مصيبة غيبة مهديك؟
في دعاء الإفتتاح نقرأ " اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة ولينا.. ".

من هذه العبارة نفهم ان أعظم مصيبة بلي بها المسلمون بعد استشهاد النبي، هي غيبة الإمام الحجة..
مصيبة إستشهاد رسول الله، أعظم وأكرم الخلق على الله، والذي بإستشهاده بدأ الإنقلاب على الدين وأهله، بدأ الظلم والتشريد على عترته وأهل بيته، بدأ التحريف والتلاعب بالدين، بدأ التزوير والكذب يدخل في الدين..
هل ترون عظمة هذه المصيبة؟

هذه المصيبة رغم عظمتها وشدتها،  لا تظاهيها إلا مصيبة غيبة الإمام الحجة…

فهل أنتم ملتفتين لعظم المصيبة المبتلين بها وشدتها وخطرها؟
مولاي يا أمل المستضعفين.

نجوب الأرض طولاً وعرضاً بحثاً عن منقذ، مخلص، مفرج، مغيث لنا فلا نجد أحداً..

وأنت تجوب الأرض طولاً وعرضاً، بحثاً عن أنصار لك ولدينك، فتجد شيعتك منشغلين عنك بغيرك.

ان الله معك، ولا حاجة بك لغيره، وتعلم أن خلاصنا بك.
وأما نحن فليس لنا أحد غيرك، لكننا نتركك ونلجأ لغيرك، مع ان خلاصنا ونجاتنا بك وحدك.
2024/09/21 23:04:39
Back to Top
HTML Embed Code: