Telegram Web Link
«من آثار ذكر الله التي أدهشت الذاكرين؛ جمعية القلب وسكونه، وتركيزه وعدم تشتته، فالشعور بالصفاء أثناء عملك على قدر حظك من الذكر مفتتح اليوم»
#أدمن
#رياض_الصالحين

باب التوبة

١٨ - وعن أبي عبد الرحمان عبد الله بنِ عمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنهما، عن النَّبي - ﷺ - قالَ: «إنَّ الله - عز وجل - يَقْبَلُ تَوبَةَ العَبْدِ ما لَمْ يُغَرْغِرْ (١)». رواه الترمذي، (٢) وقالَ: «حديث حسن».
----------------------------------------------------------------
(١) أي ما لم تبلغ روحه حلقومه. النهاية ٣/ ٣٦٠.
(٢) أخرجه: ابن ماجه (٤٢٥٣)، والترمذي (٣٥٣٧).
#أدمن
#رياض_الصالحين

باب التوبة

١٩ - وعن زِرِّ بن حُبَيْشٍ، قالَ: أتَيْتُ صَفْوانَ بْنَ عَسّالٍ - رضي الله عنه - أسْألُهُ عَن المَسْحِ عَلى الخُفَّيْنِ، فَقالَ: ما جاءَ بكَ يا زِرُّ؟ فقُلْتُ: ابتِغاء العِلْمِ، فقالَ: إنّ المَلائكَةَ تَضَعُ أجْنِحَتَها لطالبِ العِلْمِ رِضىً بِما يطْلُبُ. فقلتُ: إنّهُ قَدْ حَكَّ في صَدْري المَسْحُ عَلى الخُفَّينِ بَعْدَ الغائِطِ والبَولِ، وكُنْتَ امْرَءًا مِن أصْحابِ النَّبيِّ - ﷺ - فَجئتُ أسْألُكَ هَلْ سَمِعْتَهُ يَذكُرُ في ذلِكَ شَيئًا؟ قالَ: نَعَمْ، كانَ يَأْمُرُنا إذا كُنّا سَفرًا - أوْ مُسافِرينَ - أنْ لا نَنْزعَ خِفافَنا ثَلاثَةَ أيّامٍ ولَيالِيهنَّ إلاَّ مِن جَنابَةٍ، لكنْ مِن غائطٍ وبَولٍ ونَوْمٍ. فقُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَهُ -[١٦]- يَذْكرُ في الهَوى شَيئًا؟ قالَ: نَعَمْ، كُنّا مَعَ رسولِ اللهِ - ﷺ - في سَفَرٍ، فبَيْنا نَحْنُ عِندَهُ إذْ ناداه أعرابيٌّ بصَوْتٍ لَهُ جَهْوَرِيٍّ (١): يا مُحَمَّدُ، فأجابهُ رسولُ الله - ﷺ - نَحْوًا مِن صَوْتِه: «هاؤُمْ (٢)» فقُلْتُ لَهُ: ويْحَكَ (٣)! اغْضُضْ مِن صَوتِكَ فَإنَّكَ عِنْدَ النَّبي - ﷺ - وقَدْ نُهِيتَ عَنْ هذا! فقالَ: والله لاَ أغْضُضُ. قالَ الأعرابيُّ: المَرْءُ يُحِبُّ القَوْمَ ولَمّا يلْحَقْ بِهِمْ؟ قالَ النَّبيُّ - ﷺ: «المَرْءُ مَعَ مَن أحَبَّ يَومَ القِيامَةِ». فَما زالَ يُحَدِّثُنا حَتّى ذَكَرَ بابًا مِنَ المَغْرِبِ مَسيرَةُ عَرْضِهِ أوْ يَسِيرُ الرّاكبُ في عَرْضِهِ أرْبَعينَ أوْ سَبعينَ عامًا - قالَ سُفْيانُ أحدُ الرُّواةِ: قِبَلَ الشّامِ - خَلَقَهُ الله تَعالى يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ مَفْتوحًا للتَّوْبَةِ لا يُغْلَقُ حَتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنهُ. رواه الترمذي وغيره، (٤) وقالَ: «حديث حسن صحيح».
----------------------------------------------------------------
(١) أي عالي شديد. النهاية ١/ ٣٢١.
(٢) بمعنى تعال وبمعنى خذ، ويقال للجماعة. وإنما رفع صوته صلى الله عليه وسلم من طريق الشفقة عليه، لئلا يحبط عمله من قوله تعالى: ﴿لا تَرْفَعُوا أصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيّ﴾ [الحجرات ٢] فعذره لجهله، ورفع النبي - ﷺ - صوته حتى كان مثل صوته أو فوقه، لفرط رأفته به. النهاية ٥/ ٢٨٤.
(٣) ويح: كلمة ترحم وتوجع، تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها، وقد يقال بمعنى المدح والتعجب. النهاية ٥/ ٢٣٥.
(٤) أخرجه: ابن ماجه (٢٢٦)، والترمذي (٣٥٣٥)، والنسائي ١/ ٨٣ و٩٨. الروايات مطولة ومختصرة
#أدمن
#مقال للأستاذ/ مصطفى البدري.
بعنوان: بين الصيام والذكر في أيام العشر.
يبين فيه فضل الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة، وكذلك فضل العمل الصالح فيها؛ ومن ذلك #الصيام
لكنه يلفت الانتباه إلى عدم جواز الإنكار على من لا يصوم في هذه الأيام، حيث أن العمل الصالح أوسع من حصره في الصيام فقط؛ ولربما أشارت الأدلة إلى أن #ذكر_الله في هذه الأيام أفضل من غيره من الأعمال، مما يدفع المسلم للاهتمام به أكثر من غيره.

رابط #المقال pdf:
https://cutt.us/p0wYD
#مقالات_المركز
#مركز_الشيخ_علي_الغرياني_للكتاب
#رياض_الصالحين

باب التوبة

٢٠ - وعن أبي سَعيد سَعْدِ بنِ مالكِ بنِ سِنانٍ الخدريِّ - رضي الله عنه: أنّ نَبِيَّ الله - ﷺ - قالَ: «كانَ فِيمَن كانَ قَبْلَكمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وتِسْعينَ نَفْسًا، فَسَألَ عَنْ أعْلَمِ أهْلِ الأرضِ، فَدُلَّ عَلى راهِبٍ، فَأتاهُ. فقال: إنّهُ قَتَلَ تِسعَةً وتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِن تَوبَةٍ؟ فقالَ: لا، فَقَتَلهُ فَكَمَّلَ بهِ مئَةً، ثُمَّ سَألَ عَنْ أعْلَمِ أهْلِ الأرضِ، فَدُلَّ عَلى رَجُلٍ عالِمٍ. فقالَ: إنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِن تَوْبَةٍ؟ فقالَ: نَعَمْ، ومَن يَحُولُ بَيْنَهُ وبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِقْ إلى أرضِ كَذا وكَذا فإنَّ بِها أُناسًا يَعْبُدُونَ الله تَعالى فاعْبُدِ الله مَعَهُمْ، ولاَ تَرْجِعْ إلى أرْضِكَ فَإنَّها أرضُ سُوءٍ، فانْطَلَقَ حَتّى إذا نَصَفَ الطَّرِيقَ أتاهُ المَوْتُ، فاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ ومَلائِكَةُ العَذابِ. فَقالتْ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جاءَ تائِبًا، مُقْبِلًا بِقَلبِهِ إلى اللهِ تَعالى، وقالتْ مَلائِكَةُ العَذابِ: إنّهُ لمْ يَعْمَلْ خَيرًا قَطُّ، فَأتاهُمْ مَلَكٌ في صورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ - أيْ حَكَمًا - فقالَ: قِيسُوا ما بينَ الأرضَينِ فَإلى أيّتهما كانَ أدنى فَهُوَ لَهُ. فَقاسُوا فَوَجَدُوهُ أدْنى إلى الأرْضِ التي أرادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحمةِ». مُتَّفَقٌ عليه. (١) -[١٧]-
وفي رواية في الصحيح: «فَكانَ إلى القَريَةِ الصّالِحَةِ أقْرَبَ بِشِبْرٍ فَجُعِلَ مِن أهلِها».
وفي رواية في الصحيح: «فَأوحى الله تَعالى إلى هذِهِ أنْ تَباعَدِي، وإلى هذِهِ أنْ تَقَرَّبِي، وقالَ: قِيسُوا ما بيْنَهُما، فَوَجَدُوهُ إلى هذِهِ أقْرَبَ بِشِبْرٍ فَغُفِرَ لَهُ». وفي رواية: «فَنَأى بصَدْرِهِ نَحْوَها».
----------------------------------------------------------------
(١) أخرجه: البخاري ٤/ ٢١١ (٣٤٧٠)، ومسلم ٨/ ١٠٣ (٢٧٦٦) (٤٦) و(٤٧) و(٤٨)
#أدمن
••

كثرة الصلاة على النبي ﷺآية على حبه وكلما ازداد القلب حبًا للنبي ﷺ اجتهد في التخلق بأخلاقه والتأسي بأفعاله قال تعالى:
{وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
الشيخ سليمان العلوان حفظه الله وفرج الله عنه، ونفعنا بعلمه.

#أدمن
يشرفني أن أستضيف شيخنا ووالدنا الحبيب

يسر مركز الشيخ علي الغرياني للكتاب أن يدعوكم لمتابعة محاضرة عبر زووم؛ بعنوان:
((كيف نفوز في أيام العشر من ذي الحجة))

مع فضيلة الشيخ: محمد عبد المقصود -حفظه الله-.

التاريخ: السبت 17 / 6 / 2023م.
الموعد: 4.30 عصرًا بتوقيت طرابلس / 5.30 بتوقيت اسطنبول.

سيتم بث الجلسة مباشرة عبر صفحة المركز بإذن الله.

الدعوة عامة، والحضور مفتوح للجميع.
رابط الزووم: https://cutt.us/VAuzL
#رياض_الصالحين

باب التوبة

٢١ - وعن عبدِ الله بن كعبِ بنِ مالكٍ، وكان قائِدَ كعبٍ - رضي الله عنه - مِن بَنِيهِ حِينَ عمِيَ، قالَ: سَمِعتُ كَعْبَ بنَ مالكٍ - رضي الله عنه - يُحَدِّثُ بحَديثهِ حينَ تَخلَّفَ عن رسولِ اللهِ - ﷺ - في غَزْوَةِ تَبُوكَ. قالَ كعبٌ: لَمْ أتَخَلَّفْ عَنْ رسولِ الله - ﷺ - في غَزْوَةٍ غزاها قط إلا في غزوة تَبُوكَ، غَيْرَ أنّي قَدْ تَخَلَّفْتُ في غَزْوَةِ بَدْرٍ، ولَمْ يُعاتَبْ أحَدٌ تَخَلَّفَ عَنْهُ؛ إنَّما خَرَجَ رسولُ الله - ﷺ - والمُسْلِمُونَ يُريدُونَ عِيرَ (١) قُرَيْشٍ حَتّى جَمَعَ الله تَعالى بَيْنَهُمْ وبَيْنَ عَدُوِّهمْ عَلى غَيْر ميعادٍ. ولَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ رسولِ الله - ﷺ - لَيلَةَ العَقَبَةِ حينَ تَواثَقْنا عَلى الإسْلامِ، وما أُحِبُّ أنّ لي بِها مَشْهَدَ بَدْرٍ، وإنْ كانَتْ بدرٌ أذْكَرَ في النّاسِ مِنها.
وكانَ مِن خَبَري حينَ تَخَلَّفْتُ عَنْ رسولِ اللهِ - ﷺ - في غَزْوَةِ تَبُوكَ أنِّي لم أكُنْ قَطُّ أقْوى ولا أيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عنْهُ في تِلكَ الغَزْوَةِ، والله ما جَمَعْتُ قَبْلَها راحِلَتَيْنِ قَطُّ حَتّى جَمَعْتُهُما في تِلْكَ الغَزْوَةِ ولَمْ يَكُنْ رسولُ الله - ﷺ - يُريدُ غَزْوَةً إلاَّ ورّى (٢) بِغَيرِها حَتّى كانَتْ تلْكَ الغَزْوَةُ، فَغَزاها رسولُ الله - ﷺ - في حَرٍّ شَديدٍ، واسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا ومَفازًا، واستَقْبَلَ عَدَدًا كَثِيرًا، فَجَلّى للْمُسْلِمينَ أمْرَهُمْ ليتَأهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهمْ فأخْبرَهُمْ بوَجْهِهِمُ الَّذِي يُريدُ، والمُسلِمونَ مَعَ رسولِ الله كثيرٌ ولاَ يَجْمَعُهُمْ كِتابٌ حافِظٌ «يُريدُ بذلِكَ الدّيوانَ» (٣) قالَ كَعْبٌ: فَقَلَّ رَجُلٌ يُريدُ أنْ يَتَغَيَّبَ إلاَّ ظَنَّ أنّ ذلِكَ سيخْفى بِهِ ما لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ وحْيٌ مِنَ الله، وغَزا رَسُول الله - ﷺ - تِلْكَ الغَزوَةَ حِينَ طابَت الثِّمارُ والظِّلالُ، فَأنا إلَيْها أصْعَرُ (٤)، فَتَجَهَّزَ رسولُ الله - ﷺ - والمُسْلِمُونَ مَعَهُ وطَفِقْتُ أغْدُو لكَيْ أتَجَهَّزَ مَعَهُ، فأرْجِعُ ولَمْ أقْضِ شَيْئًا، وأقُولُ في نفسي: أنا قادرٌ عَلى ذلِكَ إذا أرَدْتُ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَمادى بي حَتّى اسْتَمَرَّ بالنّاسِ الجِدُّ، فأصْبَحَ رسولُ الله - ﷺ - غاديًا والمُسْلِمُونَ مَعَهُ ولَمْ أقْضِ مِن جِهازي شَيْئًا، ثُمَّ غَدَوْتُ فَرَجَعْتُ ولَمْ أقْضِ شَيئًا، فَلَمْ يَزَلْ يَتَمادى بي حَتّى أسْرَعُوا وتَفارَطَ الغَزْوُ، فَهَمَمْتُ أنْ أرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ، فَيا لَيْتَني فَعَلْتُ، ثُمَّ لم يُقَدَّرْ ذلِكَ لي، فَطَفِقْتُ إذا خَرَجْتُ في النّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللهِ - ﷺ - يَحْزُنُنِي أنِّي لا أرى لي أُسْوَةً، إلاّ رَجُلًا مَغْمُوصًا (١) عَلَيْهِ في النِّفاقِ، أوْ رَجُلًا مِمَّنْ عَذَرَ اللهُ تَعالى مِنَ الضُّعَفاءِ، ولَمْ يَذْكُرْنِي رَسُولُ اللهِ - ﷺ - حَتّى بَلَغَ تَبُوكَ، فَقالَ وهُوَ جالِسٌ في القَوْمِ بِتَبُوكَ: «ما فَعَلَ كَعْبُ بْنُ مالِكٍ؟» فَقالَ رَجُلٌ مِن بَنِي سَلِمَةَ: يا رَسُولَ اللهِ، حَبَسَهُ بُرْداهُ والنَّظَرُ في عِطْفَيْهِ (٢). فَقالَ لَهُ مُعاذُ بْنُ جَبَلٍ - رضي الله عنه - : بِئْسَ ما قُلْتَ! واللهِ يا رَسُولَ اللهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ إلاَّ خَيْرًا، فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ - ﷺ. فَبَيْنا هُوَ عَلى ذَلِكَ رَأى رَجُلًا مُبْيِضًا يَزُولُ بِهِ السَّرابُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ - ﷺ: «كُنْ أبا خَيْثَمَةَ»، فَإذا هُوَ أبُو خَيْثَمَةَ الأنْصارِيُّ وهُوَ الَّذِي تَصَدَّقَ بِصاعِ التَّمْرِ حِينَ لَمَزَهُ المُنافِقُونَ.
قالَ كَعْبٌ: فَلَمّا بَلَغَنِي أنّ رَسُولَ اللهِ - ﷺ - قَدْ تَوَجَّهَ قافِلًا مِن تَبُوكَ حَضَرَنِي بَثِّي، فَطَفِقْتُ أتَذَكَّرُ الكَذِبَ وأقُولُ: بِمَ أخْرُجُ مِن سَخَطِهِ غَدًا؟ وأسْتَعِينُ عَلى ذَلِكَ بِكُلِّ ذِي رأْيٍ مِن أهْلِي، فَلَمّا قِيلَ: إنّ رَسُولَ اللهِ - ﷺ - قّدْ أظَلَّ قادِمًا، زاحَ عَنّي الباطِلُ حَتّى عَرَفْتُ أنِّي لَنْ أنْجُوَ مِنهُ بِشَيءٍ أبَدًا، فَأجْمَعْتُ صدْقَهُ وأصْبَحَ رَسُولُ الله - ﷺ - قادِمًا، وكانَ إذا قَدِمَ مِن سَفَرٍ بَدَأ بِالمَسْجِدِ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ لِلنّاسِ، فَلَمّا فَعَلَ ذلِكَ جاءهُ المُخَلَّفُونَ يَعْتَذِرونَ إلَيْه ويَحْلِفُونَ لَهُ، وكانُوا بِضْعًا وثَمانينَ رَجُلًا، فَقَبِلَ مِنهُمْ عَلانِيَتَهُمْ وبايَعَهُمْ واسْتَغْفَرَ لَهُمْ ووَكَلَ سَرائِرَهُمْ إلى الله تَعالى، حَتّى جِئْتُ، فَلَمّا سَلَّمْتُ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ المُغْضَبِ. ثُمَّ قالَ: «تَعالَ»، فَجِئْتُ أمْشي حَتّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فقالَ لي: «ما خَلَّفَكَ؟ ألَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟» قالَ: قُلْتُ: يا رسولَ الله، إنّي والله لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِن أهْلِ الدُّنْيا لَرَأيتُ أنِّي سَأخْرُجُ مِن سَخَطِهِ بِعُذْرٍ؛ لقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا، ولَكِنِّي والله لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ اليوم حَدِيثَ كَذبٍ تَرْضى به عنِّي لَيُوشِكَنَّ الله أن يُسْخِطَكَ عَلَيَّ، وإنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ إنّي لأرْجُو فِيهِ عُقْبى الله - ﷿ - والله ما كانَ لي مِن عُذْرٍ، واللهِ ما كُنْتُ قَطُّ أقْوى ولاَ أيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ.
قالَ: فقالَ رسولُ الله - ﷺ: «أمّا هَذا فقَدْ صَدَقَ، فَقُمْ حَتّى يَقْضِيَ اللهُ فيكَ». وسارَ رِجالٌ مِن بَنِي سَلِمَة فاتَّبَعُوني فَقالُوا لِي: واللهِ ما عَلِمْناكَ أذْنَبْتَ ذَنْبًا قَبْلَ هذا لَقَدْ عَجَزْتَ في أنْ لا تَكونَ اعتَذَرْتَ إلى رَسُول الله - ﷺ - بما اعْتَذَرَ إليهِ المُخَلَّفُونَ، فَقَدْ كانَ كافِيكَ ذَنْبَكَ اسْتِغْفارُ رَسُول الله - ﷺ - لَكَ.
قالَ: فَوالله ما زالُوا يُؤَنِّبُونَنِي حَتّى أرَدْتُّ أنْ أرْجعَ إلى رسولِ الله - ﷺ - فأُكَذِّبَ نَفْسِي، ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ: هَلْ لَقِيَ هذا مَعِيَ مِن أحَدٍ؟ قالُوا: نَعَمْ، لَقِيَهُ مَعَكَ رَجُلانِ قالاَ مِثْلَ ما قُلْتَ، وقيلَ لَهُما مِثْلَ ما قيلَ لَكَ، قالَ: قُلْتُ: مَن هُما؟ قالُوا: مُرارَةُ بْنُ الرَّبيع العَمْرِيُّ، وهِلاَلُ ابنُ أُمَيَّةَ الواقِفِيُّ؟ قالَ: فَذَكَرُوا لِي رَجُلَينِ صالِحَينِ قَدْ شَهِدا بَدْرًا فيهِما أُسْوَةٌ، قالَ: فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُما لِي. ونَهى رَسُول الله - ﷺ - عَنْ كَلامِنا أيُّها الثَّلاثَةُ مِن بَيْنِ مَن تَخَلَّفَ عَنْهُ، فاجْتَنَبَنا النّاسُ - أوْ قالَ: تَغَيَّرُوا لَنا - حَتّى تَنَكَّرَتْ لي في نَفْسي الأرْض، فَما هِيَ بالأرْضِ الَّتي أعْرِفُ، فَلَبِثْنا عَلى ذلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً. فَأمّا صاحِبايَ فاسْتَكانا وقَعَدا في بُيُوتِهِما يَبْكيان. وأمّا أنا فَكُنْتُ أشَبَّ القَومِ وأجْلَدَهُمْ فَكُنْتُ أخْرُجُ فَأشْهَدُ الصَّلاَةَ مَعَ المُسْلِمِينَ، وأطُوفُ في الأسْواقِ ولا يُكَلِّمُنِي أحَدٌ، وآتِي رسولَ الله - ﷺ - فأُسَلِّمُ عَلَيْهِ وهُوَ في مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَأقُولُ في نَفسِي: هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْه برَدِّ السَّلام أمْ لاَ؟ ثُمَّ أُصَلِّي قَريبًا مِنهُ وأُسارِقُهُ النَّظَرَ، فَإذا أقْبَلْتُ عَلى صَلاتِي نَظَرَ إلَيَّ وإذا التَفَتُّ نَحْوَهُ أعْرَضَ عَنِّي، حَتّى إذا طال ذلِكَ عَلَيَّ مِن جَفْوَةِ المُسْلِمينَ مَشَيْتُ حَتّى تَسَوَّرْتُ جِدارَ حائِط أبي قَتادَةَ وهُوَ ابْنُ عَمِّي وأحَبُّ النّاس إلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيهِ فَواللهِ ما رَدَّ عَليَّ السَّلامَ، فَقُلْتُ لَهُ: يا أبا قَتادَةَ، أنْشُدُكَ بالله هَلْ تَعْلَمُنِي أُحِبُّ الله ورَسُولَهُ - ﷺ -؟ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ فَناشَدْتُهُ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ فَناشَدْتُهُ، فَقالَ: اللهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. فَفاضَتْ عَيْنايَ، وتَوَلَّيْتُ حَتّى تَسَوَّرْتُ الجِدارَ، فَبَيْنا أنا أمْشِي في سُوقِ المَدِينة إذا نَبَطِيٌّ مِن نَبَطِ (١) أهْلِ الشّام مِمّنْ قَدِمَ بالطَّعامِ يَبيعُهُ بِالمَدِينَةِ يَقُولُ: مَن يَدُلُّ عَلى كَعْبِ بْنِ مالِكٍ؟ فَطَفِقَ النّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ إلَيَّ حَتّى جاءنِي فَدَفَعَ إلَيَّ كِتابًا مِن مَلِكِ غَسّانَ، وكُنْتُ كاتبًا.
فَقَرَأْتُهُ فإذا فِيهِ: أمّا بَعْدُ، فإنَّهُ قَدْ بَلَغَنا أنّ صاحِبَكَ قَدْ جَفاكَ ولَمْ يَجْعَلْكَ اللهُ بدارِ هَوانٍ ولاَ مَضْيَعَةٍ (١)، فالحَقْ بنا نُواسِكَ، فَقُلْتُ حِينَ قَرَأْتُها: وهَذِهِ أيضًا مِنَ البَلاءِ، فَتَيَمَّمْتُ بها التَّنُّورَ فَسَجَرْتُها، حَتّى إذا مَضَتْ أرْبَعُونَ مِنَ الخَمْسينَ واسْتَلْبَثَ الوَحْيُ إذا رسولُ رسولِ الله - ﷺ - يَأتِيني، فَقالَ: إنّ رسولَ الله - ﷺ - يَأمُرُكَ أنْ تَعْتَزِلَ امْرَأتَكَ، فَقُلْتُ: أُطَلِّقُها أمْ ماذا أفْعَلُ؟ فَقالَ: لاَ، بَلِ اعْتَزِلْها فَلاَ تَقْرَبَنَّها، وأرْسَلَ إلى صاحِبَيَّ بِمِثْلِ ذلِكَ. فَقُلْتُ لامْرَأتِي: الحَقِي بِأهْلِكِ (٢) فَكُوني عِنْدَهُمْ حَتّى يَقْضِيَ اللهُ في هَذا الأمْرِ. فَجاءتِ امْرَأةُ هِلاَلِ بْنِ أُمَيَّةَ رسولَ الله - ﷺ - فَقالَتْ لَهُ: يا رَسُولَ الله، إنّ هِلاَلَ بْنَ أمَيَّةَ شَيْخٌ ضائِعٌ لَيْسَ لَهُ خادِمٌ، فَهَلْ تَكْرَهُ أنْ أخْدُمَهُ؟ قالَ: «لاَ، ولَكِنْ لاَ يَقْرَبَنَّكِ» فَقالَتْ: إنَّهُ واللهِ ما بِهِ مِن حَرَكَةٍ إلى شَيْءٍ، ووالله ما زالَ يَبْكِي مُنْذُ كانَ مِن أمْرِهِ ما كانَ إلى يَومِهِ هَذا. فَقالَ لي بَعْضُ أهْلِي: لَو اسْتَأْذَنْتَ رسولَ الله - ﷺ - في امْرَأتِكَ فَقَدْ أذِن لاِمْرَأةِ هلاَل بْنِ أمَيَّةَ أنْ تَخْدُمَهُ؟ فَقُلْتُ: لاَ أسْتَأذِنُ فيها رسولَ الله - ﷺ - وما يُدْرِيني ماذا يقُول رسولُ الله - ﷺ - إذا اسْتَأْذَنْتُهُ، وأنا رَجُلٌ شابٌ! فَلَبِثْتُ بِذَلِكَ عَشْرَ لَيالٍ فَكَمُلَ (٣) لَنا خَمْسُونَ لَيْلَةً مِن حِينَ نُهِيَ عَنْ كَلاَمِنا، ثُمَّ صَلَّيْتُ صَلاَةَ الفَجْرِ صَباحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً عَلى ظَهْرِ بَيْتٍ مِن بُيُوتِنا، فَبَيْنا أنا جالِسٌ عَلى الحالِ الَّتي ذَكَرَ الله تَعالى مِنّا، قَدْ ضاقَتْ عَلَيَّ نَفْسي وضاقَتْ عَلَيَّ الأرْضُ بِما رَحُبَتْ، سَمِعْتُ صَوْتَ صارِخٍ أوفى عَلى سَلْعٍ (٤) يَقُولُ بِأعْلى صَوتِهِ: يا كَعْبَ بْنَ مالِكٍ أبْشِرْ، فَخَرَرْتُ ساجِدًا (٥)، وعَرَفْتُ أنّهُ قَدْ جاءَ فَرَجٌ. فآذَنَ رسولُ الله - ﷺ - النّاسَ بِتَوْبَةِ الله - عز وجل - عَلَيْنا حِينَ صَلّى صَلاةَ الفَجْر فَذَهَبَ النّاسُ يُبَشِّرُونَنا، فَذَهَبَ قِبَلَ صاحِبَيَّ مُبَشِّرونَ ورَكَضَ رَجُلٌ إلَيَّ فَرَسًا وسَعى ساعٍ مِن أسْلَمَ قِبَلِي، وأوْفى عَلى الجَبَلِ، فَكانَ الصَّوْتُ أسْرَعَ مِنَ الفَرَسِ، فَلَمّا جاءني الَّذِي قَطُّ بَعْدَ إذْ هَداني اللهُ للإسْلامِ أعْظَمَ في نَفْسِي مِن صِدقِي رسولَ الله - ﷺ - أنْ لا أكونَ كَذَبْتُهُ، فَأهْلِكَ كما هَلَكَ الَّذينَ كَذَبُوا؛ إنّ الله تَعالى قالَ للَّذِينَ كَذَبُوا حِينَ أنْزَلَ الوَحْيَ شَرَّ ما قالَ لأحَدٍ، فقال الله تَعالى: ﴿سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إذا انْقَلَبْتُمْ إلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأعْرِضُوا عَنْهُمْ إنَّهُمْ رِجْسٌ ومَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإنَّ اللهَ لا يَرْضى عَنِ القَوْمِ الفاسِقِينَ﴾ [التوبة ٩٥ - ٩٦] قالَ كَعْبٌ: كُنّا خُلّفْنا أيُّها الثَّلاَثَةُ عَنْ أمْرِ أُولئكَ الذينَ قَبِلَ مِنهُمْ رسولُ الله - ﷺ - حِينَ حَلَفُوا لَهُ فَبايَعَهُمْ واسْتَغْفَرَ لَهُمْ وأرجَأ رسولُ الله - ﷺ - أمْرَنا حَتّى قَضى الله تَعالى فِيهِ بذِلكَ. قالَ الله تَعالى: ﴿وعَلى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا﴾ وليْسَ الَّذِي ذَكَرَ مِمّا خُلِّفْنا تَخلُّفُنا عن الغَزْو، وإنّما هُوَ تَخْلِيفُهُ إيّانا وإرْجاؤُهُ أمْرَنا عَمَّنْ حَلَفَ لَهُ واعْتَذَرَ إلَيْهِ فقبِلَ مِنهُ (١). مُتَّفَقٌ عليه. (٢)
وفي رواية: أنّ النَّبيّ - ﷺ - خَرَجَ في غَزْوَةِ تَبْوكَ يَومَ الخَميسِ وكانَ يُحِبُّ أنْ يخْرُجَ يومَ الخمِيس.
وفي رواية: وكانَ لاَ يقْدمُ مِن سَفَرٍ إلاَّ نَهارًا في الضُّحى، فإذا قَدِمَ بَدَأ بالمَسْجِدِ فَصَلّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ.
----------------------------------------------------------------
(١) في هذا الحديث فوائد كثيرة منها:
إباحة الغنيمة لهذه الأمة وأنه ينبغي لأمير الجيش إذا أراد غزوة أن يوري بغيرها، لئلا يسبقه الجواسيس ونحوهم بالتحذير، وفيه جواز التأسف على ما فات من الخير وفيه رد غيبة المسلم، وفضيلة الصدق وملازمته وإن كان فيه مشقة، واستحباب صلاة القادم من سفر ركعتين في مسجد محلته أول قدومه، واستحباب هجران أهل البدع والمعاصي الظاهرة، وترك السلام عليهم ومقاطعتهم تحقيرًا لهم وزجرًا، واستحباب بكائه على نفسه إذا وقعت منه معصية، ومسارقة النظر في الصلاة والالتفات لا يبطلها، ووجوب إيثار طاعة الله ورسوله - ﷺ - على مودة الصديق والقريب وغيرهما. وجواز إحراق ورقة فيها ذكر الله تعالى لمصلحة، وفيها: لم يجعلك الله بدار هوان، واستحباب الكنايات في ألفاظ الاستمتاع بالنساء ونحوها، واستحباب التبشير بالخير وتهنئة من رزقه الله خيرًا ظاهرًا، واستحباب إكرام المبشر، وجواز استعارة الثياب للّبس، واستحباب القيام للوارد إكرامًا له إذا كان من أهل الفضل، واستحباب المصافحة عند التلاقي وهي سنّة بلا خلاف. وقد عدّ النووي - ﵀ - سبعًا وثلاثين فائدة لهذا الحديث. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي ٩/ ٨٨ (٢٧٦٩).
(٢) أخرجه: البخاري ٦/ ٣ (٤٤١٨)، ومسلم ٨/ ١٠٥ (٢٧٦٩) (٥٣) و(٥٤) و(٥٥).
#أدمن
" إن ترتيلَ سُبع القرآن في تهجُّد قيام الليل مع المحافظة على النوافل الراتبة، والضحى، وتحية المسجد، مع الأذكار المأثورة الثابتة، والقول عند النوم واليقظة، ودبر المكتوبة والسحر، مع النظر في العلم النافع والاشتغال به مخلصا لله، مع الأمر بالمعروف، وإرشاد الجاهل وتفهيمه، وزجر الفاسق، ونحو ذلك، مع أداء الفرائض في جماعة بخشوع وطمأنينة وانكسار وإيمان، مع أداء الواجب، واجتناب الكبائر، وكثرة الدعاء والاستغفار، والصدقة وصلة الرحم، والتواضع، والإخلاص في جميع ذلك = لشغلٌ عظيم جسيم، ولمقام أصحاب اليمين وأولياء الله المتقين ".

- الإمام الذهبي

#أدمن
#رياض_الصالحين

باب التوبة

٢٢ - وعَنْ أبي نُجَيد - بضَمِّ النُّونِ وفتحِ الجيم - عِمْرانَ بنِ الحُصَيْنِ الخُزاعِيِّ رضي الله عنهما: أنّ امْرَأةً مِن جُهَيْنَةَ أتَتْ رسولَ الله - ﷺ - وهِيَ حُبْلى مِنَ الزِّنى، فقالتْ: يا رسولَ الله، أصَبْتُ حَدًّا فَأقِمْهُ عَلَيَّ، فَدَعا نَبيُّ الله - ﷺ - وليَّها، فقالَ: «أحْسِنْ (١) إلَيْها، فإذا وضَعَتْ فَأْتِني» فَفَعَلَ فَأمَرَ بها نبيُّ الله - ﷺ - فَشُدَّتْ عَلَيْها ثِيابُها، ثُمَّ أمَرَ بِها فَرُجِمَتْ، ثُمَّ صَلّى عَلَيْها. فقالَ لَهُ عُمَرُ: تُصَلِّي عَلَيْها يا رَسُول الله وقَدْ زَنَتْ؟ قالَ: «لَقَدْ تابَتْ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ سَبْعِينَ مِن أهْلِ المَدِينَةِ لَوَسِعَتْهُمْ، وهَلْ وجَدْتَ أفضَلَ مِن أنْ جادَتْ بنفْسِها لله - عز وجل؟!». رواه مسلم. (٢)
----------------------------------------------------------------
(١) قال النووي: «هذا الإحسان له سببان: أحدهما: الخوف عليها من أقاربها أن تحملهم الغيرة ولحوق العار بهم أن يؤذوها، فأوصى بالإحسان إليها تحذيرًا لهم من ذلك.
والثاني: أمر به رحمةً لها، إذ قد تابت، وحرض على الإحسان إليها لما في نفوس الناس من النفرة من مثلها، وإسماعها الكلام المؤذي ونحو ذلك فنهى عن هذا كله». شرح صحيح مسلم ٦/ ١٨٢ (١٦٩٦).
(٢) أخرجه: مسلم ٥/ ١٢٠ (١٦٩٦).
#أدمن
#رياض_الصالحين

باب التوبة

٢٣ - وعن ابنِ عباسٍ - رضي الله عنهما - أنّ رَسُولَ الله - ﷺ - قالَ: «لَوْ أنّ لابنِ آدَمَ وادِيًا مِن ذَهَبٍ أحَبَّ أنْ يكُونَ لَهُ وادِيانِ، ولَنْ يَمْلأ فاهُ إلاَّ التُّرابُ، ويَتُوبُ اللهُ عَلى مَن تابَ». مُتَّفَقٌ عليه. (١)
----------------------------------------------------------------
(١) أخرجه: البخاري ٨/ ١١٥ (٦٤٣٦)، ومسلم ٣/ ١٠٠ (١٠٤٩).
وفي هذا الحديث: ذم الحرص على الدنيا وحب المكاثرة بها والرغبة فيها، ولا يزال حريصًا حتى يموت، ويمتلئ جوفه من تراب قبره. انظر: شرح صحيح مسلم ٤/ ١٤١ (١٠٤٩).
#أدمن
#رياض_الصالحين

باب التوبة

٢٤ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنّ رسولَ الله - ﷺ - قالَ: «يَضْحَكُ اللهُ سُبْحانَهُ وتَعالى إلى رَجُلَيْنِ يَقْتلُ أحَدهُما الآخَرَ يَدْخُلانِ الجَنَّةَ، يُقاتِلُ هَذا في سَبيلِ اللهِ فَيُقْتَلُ، ثُمَّ يتُوبُ اللهُ عَلى القاتلِ فَيُسْلِم فَيُسْتَشْهَدُ». مُتَّفَقٌ عليه. (١)
----------------------------------------------------------------
(١) أخرجه: البخاري ٤/ ٢٨ (٢٨٢٦)، ومسلم ٦/ ٤٠ (١٢٨) و(١٢٩).
#أدمن
#رياض_الصالحين

باب الصبر

قالَ الله تَعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصابِرُوا﴾ [آل عمران ٢٠٠]، وقال تعالى: ﴿ولَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ والجُوعِ ونَقْصٍ مِنَ الأمْوالِ والأنْفُسِ والثَّمَراتِ وبَشِّرِ الصّابِرِينَ﴾ -[٢٤]-[البقرة ١٥٥]، وقالَ تَعالى: ﴿إنَّما يُوَفّى الصّابِرُونَ أجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِساب﴾ [الزمر:١٠]، وقالَ تَعالى: ﴿ولَمَن صَبَرَ وغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَمِن عَزْمِ الأُمُورِ﴾ [الشورى ٤٣]، وقالَ تَعالى: ﴿اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ إنَّ اللهَ مَعَ الصّابِرِينَ﴾ [البقرة ١٥٣]، وقالَ تَعالى: ﴿ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكُمْ والصّابِرِينَ﴾ [محمد ٣١]، والآياتُ في الأمر بالصَّبْر وبَيانِ فَضْلهِ كَثيرةٌ مَعْرُوفةٌ.


#أدمن
#رياض_الصالحين

باب الصبر

٢٥ - وعن أبي مالكٍ الحارث بن عاصم الأشعريِّ - رضي الله عنه - قالَ: قالَ رسولُ الله - ﷺ: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمان، والحَمدُ لله تَمْلأُ الميزانَ، وسُبْحانَ الله والحَمدُ لله تَملآن - أوْ تَمْلأُ - ما بَينَ السَّماواتِ والأرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدقةُ بُرهانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والقُرْآنُ حُجةٌ لَكَ أوْ عَلَيْكَ (١). كُلُّ النّاسِ يَغْدُو فَبائعٌ نَفسَهُ فَمُعْتِقُها أوْ مُوبِقُها». رواه مسلم. (٢)
—-----------------------------------------------------------
(١) حجة لك إذا امتثلت أوامره واجتنبت نواهيه، وحجة عليك إن لم تمتثل أوامره ولم تجتنب نواهيه. دليل الفالحين ١/ ١٧١، وهذا ليس خاصًا بالقرآن بل يشمل كل العلوم الشرعية فما علمناه إما أن يكون حجة لنا وإما أن يكون حجة علينا، فإن عملنا به فهو حجة لنا وإن لم نعمل به فهو علينا وهو وبال أي إثم وعقوبة. انظر: فتح ذي الجلال والإكرام ١/ ٤١.
(٢) أخرجه: مسلم ١/ ١٤٠ (٢٢٣).
#أدمن
الذي يعيش يومياً مع الذكر : التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، المطلق في كل وقت، سيعيش حياة جديدة ناسخة لحياته القديمة.
لزوم الذكر يبهج النفس، ويشرح الصدر، ويجعل في القلب قوة وعِزّا وغِنى، لايهتم إلا بما أراده الله.
ثبت في الحديث : "سبق المُفَرِّدون ..الذاكرون الله كثيرا والذاكرات".
#أدمن
2024/10/03 19:21:44
Back to Top
HTML Embed Code: