وظاهرُ الشعرِ أوزانٌ مزخرَفةٌ
‏وأحرُفٌ يَشتهيها الليلُ والسَّمَرُ
‏وجوهرُ الشعر نزفٌ ثم أسئلةٌ
‏يرنو لها مُطرِقٌ أودى بهِ كَدَرُ
‏غوايةُ الشعرِ شيءٌ لسْتُ أُنكرِهُ
‏وسِحْرُهُ فتنةٌ يَسعى لها البَشَرُ

‏نظرةٌ لي في الناس بلْ وانطباع
‏كثرةُ الإختلاط حقّا صداعْ
عوِّد الناس أن تكون وجيزًا
لا تنافسْ في الأمنيات الضِّباع
إن تكن صلبًا بالمواقف شهمًا
سوف تُرفع... أو تمتنعْ لن تُطاع

ما كانَ لِلحُسنِ قاموسٌ نُراجِعُهُ
لَدى ظُهورِ غَريبٍ ما فَهِمناهُ
حَتّى رَأَيناكَ تَحوي الحُسنَ أَجمَعُهُ
فَكُنتُ قاموسَنا فيما جَهِلناهُ

وكم قَصدَتُ بلاداً كيْ أمرّ بكُمْ
وأنتمُ القَصدُ لا مِصرُ ولا حَلَبُ

مَالي ومَال الناسِ أن مَالوا وأن عَدلوا
ديني لِنفسي ودين الناسِ للناسِ

قل للباحثين عَن عيُوبك فما
البدرُ فِي نقصانهِ إلا هلالُ

مَا كنتُ أَحسَبني أَهِيمُ بِحُبها
حَتى بُليتُ وَكنت لَا أدري

ولجَّ بِهِ الجفاءُ فليسَ يَدري
أَيظعنُ أَم يقيمُ على الجفاءِ

فلا تغرّنك الأقوال إن عظمت
حتى تلبس من أفعالها حلل

فما حطَمَت يد الأَيّام روحي
‏وإِنْ حطَمَت أَباريقي ودَنّي
‏ولكِنّي إِمرُؤٌ لِلناسِ ضِحكي
‏ولي وحدي تَباريحي وحُزني
‏إِذا أَشكو إِلى خِدنٍ هُمومي
‏وفي وسعي السكوتُ ظلمتُ خِدني
‏

ويبكي صاحِبي فأخالُ أنّي
‏أَنا الجاني وإن لَم يَتَّهِمني
‏فأَمسَحُ أَدمُعًا في مُقلَتَيهِ
‏وإِن حكَتِ اللَهيبَ وإِن كوَتني
‏لِأَنّي كلَّما رفَّهتُ عنهُ
‏طرِبتُ كَأَنَّني رَفَّهتُ عَنّي

وقوسُ حاجبِها من كل ناحيةٍ
ونبلُ مقلتِها تَرمي بهِ كبِدي
أنسيةٌ لو رَأتها الشمس ماطلَعت
مِن بعدِ رؤيتها يوماً على أحدِ

أنت الوحيد إن سمعتُ حديثهُ
‏لا تهمني الأخطاءُ ولا الإعرابُ
‏إن أخطأت لن أُدققُ في الهوى
‏وإذا رفعت "الحالَ" قلتُ: صوابُ!

ولربّما مرّتْ ببالكَ سَاعَةٌ
‏أبكتكَ مِن شَوقٍ لهَا أيّامَا
‏ولربّمَا بالدّمعِ عَينكَ تَرجَمتْ
‏ممّا تُخبّئُ في الفؤاد كلامَا
‏ولربَّما حَمَلَ النَسيمُ لدَارِهم
‏مِن عِطرِ جرحِكَ قُبلةً وسَلامَا

أنا الذي كادتِ الايامُ تكسِرُني
‏لكنَ صبّري على الايامِ غلابُ

‏أفصخرةٌ يادهرُ هذا القلبُ أم
‏هوَ للهمومِ السّارياتِ قرارُ ؟

أعتّقُ الحبّ في قلبي وأعصرُهُ
فأرشفُ الهمّ في مُغبرّ كاساتي