وأنّي أُحِبُّك حُبًا أنتَ تَجْهَلهُ
‏ما بالَ قَلْبكَ لا يَعرفُ حُبي لهُ ؟
‏هَلْ تَعْلَمُ أنّي عِندَما أُحادِثُكَ
‏يُرَفْرِفَ قَلبِي مُنبَسِطٌ ومُبتهجُ
‏ربّاهُ إنّي أُحبّهُ حُبًا كأَنّمَا
‏لم أُحِب أَحَدًا مِثْلمَا أَحببتهُ

وَفيكَ شَرِبتُ كَأسَ الحُبِّ صِرفًا
فإن تَرَنِي سَكَرتُ فَلَا تَلُمنِي

إنّي لأنظرُ في الوُجُودِ بأسْرِهِ
لأرَى الوُجُوهَ .. فلا أرَى إلَّاكِ..

قالوا : ويَخْلُقُ أربَعِينَ مُشَابِهًا
مِنْ أربَعِينِكِ لا أرِيدُ سِـواك

‏أرى هذا الجمالَ دليلَ خيرٍ
‏يُبَشِّرُني بأنّي لا أخيبُ

وَما يَكُ مِن رِزقي فَلَيسَ يَفوتَني
‏وَلَو كانَ في قاعِ البِحارِ العَوامِقِ

مَاءُ المَدَامِعِ نَارُ الشَّوقِ تحدرُهُ
فَهَل سَمِعتَ بِماءٍ فَاضَ مِن نَارِ

‏لا تشكو للناسِ جُرحًا أنتَ صاحبه
‏لا يؤلم الجُرح إلّا من بهِ ألمُ
‏فإن شكوتَ لمن طابَ الزمانُ لهُ
‏عيناكَ تغلي، ومن تشكو لهُ صنمُ
‏وإن شكوتَ لمن شكواكَ تُسعدهُ
‏أضفتَ جُرحًا لجُرحكَ اسمه الندمُ

لا عيشَ للغصن إلا في حديقتهِ
‏مهما تسامى على الأسوار وارتفعا

واعزمْ متى شئتَ فالأوقاتُ واحدةٌ
لا الريثُ يدفعُ مقدورًا ولا العجلُ

عَهِدتُكِ مَرَّةً تَنوينَ وَصلي
‏وَأَنتِ اليَومَ تَهوَينَ اِجتِنابي

‏كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت
‏فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ
‏تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت
‏وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ
‏تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت
‏لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ

عيانك فاطمتي عينا مؤدبة
فيها من الود والاشواق الوان
فيها مراوغة الانثى لعاشقها
كأنها جنة روحٌ ... وريحانُ

إني و إن كنتُ الأخيرَ زمانُه
‏لآتٍ بما لا تستطعه الأوائل

فَلسْتُ الذي تُغْريهِ في الخَلْقِ كَثْرَةٌ
ولستُ الذي إنْ قَلَّ صَحبٌ تَضَرَّما.

فمتى اللِقاءُ
‏وكم يطولُ تساؤُلي
‏هل في الحياةِ
‏بقِيَّةٌ لأراكَ؟
‏إن كانَ عُمري
‏قد تصرَّمَ وانقضى
‏فالعُمرُ يبدأُ
‏حينما ألقاكَ

من حيثُ ما هبّت الأصواتُ تُخبرني
أني سأذهبُ في كل الجهاتِ سُدى

وأَمُرُّ ما بين المَسالكِ والمَهالكِ
حيث لا يَمٌّ يَلُمُّ شَتات أشرعتي
ولا أُفقٌ يَضمُّ نَثَار أجنحتي
ولا شَجرٌ يلوذُ بهِ حَمَامي

هذي المعاركُ لستُ أُحسنُ خوضها
‏مَنْ ذا يُحاربُ و الغريمُ الثعلبُ؟
و مَنِ المُناضِلُ والسِّلاحُ دسيسةٌ؟
‏و مَنِ المُكافحُ و العدو العقربُ؟

قَلبي وعَقلي، فما أدري لأيّهما
‏أُرخي الزّمام وأُلقي بالمقاليدِ
‏خصمانِ واختصما في كلّ شاردةٍ
‏كأنّما وجِدا من أجلِ تشريدي
‏تجَادلا فأنا المُحتارُ بينهُما
‏في العقلِ حُريّتي والقلب تقييدي