”والوصلُ في شَرعِ الغرامِ فريضةٌ
‏سُنَّ العِناقُ وآثِمٌ مَن يَهجُرُ“

بالبين قد قضت الليالي بيننا
لكن روحك لم تغب دوماً معي

أعوَامَ وَصْلٍ كانَ يُنْسِي طُولَها
‏ذكْرُ النّوى فكأنّها أيَّامُ
‏ثُمّ انْبَرَتْ أَيّامُ هَجْرٍ أَردَفَتْ
‏بِجَوى ً أَسىً فكأنَّها أعْوَامُ
‏ثمَّ انقضتْ تلك السنينُ وأهلُها
‏فكأنَّها وكأنّهم أحلامُ

فَدَقَّ صِلابَ الصَخرِ رَأسَكَ سَرمَداً
فَإِنّي إِلى حينَ المَماتِ خَليلُها

لن تستطيع سنين البُعدِ تمنعُنا
إنَّ القلوبَ برغمِ البُعدِ تتصِلُ
لا القلب ينسى حبيبًا كانَ يعشقهُ
ولا النجوم عنِ الأفلاكِ تنفصِلُ

لا بأس يا نور الحياة ودفئها
لا بأس يا وجه الرِضا الفتّانِ
حقُّ الجمال عليك أن تزهو بهِ
ما جئت حُلوًا هكذا لتُعاني

والله ما طلعت شمس ولا غربت
الا وحبك مقرون بأنفاسي

قد يعتريني ما اعتراك
من انكسارٍ واعتيازْ
إذ نستريبُ من الطريقِ
وما يقوّضُ من رِكازْ
ولقد نرى ما فيه من
قلق الترنّم والنشازْ
ونكاد أن ندع الحياةَ
تقدّرُ اللحن المُجَازْ

قُلْ لِلقَوَافِيْ إِذَا مَالَتْ بِأَحْرُفِهَا
‏الشَّوْقُ بَحْرٌ وَفَيْ عَيْنَيْكِ مَرسَانَا

وَأَبعَدُ ما يُرامُ لَهُ شِفاءٌ
فُؤادٌ فيهِ مِن عَينَيكِ جُرحُ

لا⁩ ⁦ تطفئنَّ⁩جوى ⁩بلومٍ ⁩⁦ إنهُ⁩
‏كالريحِ تغري النارَ بالإحراقِ

وأراهُ عذبًا في الخِصامِ وفي الرِّضى
‏وأراهُ في كُلِّ الظُّروفِ جميلًا

أيُجيزُ قَلْبُكَ أن تكونَ مُعذّبي
‏وخطوبُ قلبي ترتجي منك السلامْ؟
‏وتنامُ عينكَ ملْء وجدٍ هائمٍ
‏في ليلِ شوقٍ فيه عيني لا تنامْ؟!!
‏يا سيّدي.. حتى متى هذا الجفا؟!
‏حتى متى تُقْصي الجراحَ عن الكلامْ؟!

ياساكنَاً بين الضلوعِ و في الحَشَا
‏من ذا بِسِرّكَ للقَصائدِ قَد وَشَى
‏عيني؛أم القلبُ المتيّمُ عندما
‏أخفاكَ سراً في الشغافِ وقد فَشَا
‏لِتصيرَ إلهامَ الغَرامِ بِخَاطِري
‏وأصوغ شعراً بِاشتياقكَ مُدهِشا
‏أنَا في غرامِكَ قد وجدتُ بدَايتي
‏إذ كنتُ قبلكَ في الشعورِ مُهَمّشا

ينتابُني قلقُ المصِيرِ وكلّما
‏آنستُ لطفَ الله عاد هدُوئي

الدارُ ليست بالبناءِ جميلةٌ
‏إنَّ الديارَ جميلةٌ بذويها
‏قد يعشقُ الإنسانُ أسوأَ بقعةٍ
‏ويزورها من أجلِ شخصٍ فيها

ليتَ الذي جاءَ بالأخبارِ مِن سبَأِ
‏يجيئُني عن حبيبِ القلبِ بالنَّبَأِ

ونبكي حينَ نقتُلُكم عليكم
‏ونقتُلُكم كأنّا لا نُبالي

أَذابَ التِبرَ في كَأسِ اللُجَينِ
رَشاً بِالراحِ مَخضوبَ اليَدينِ
وَطافَ عَلى السَحابِ بِكَأسِ راحٍ
فَطافَت مُقلَتاهُ بِآخَرَينِ
رَخيمٌ مِن بَني الأَعرابِ طِفلٌ
يُجاذِبُ خَصرُهُ جَبَلَي حُنَينِ
يُبَدِّلُ نُطقَهُ ضاداً بَدالٍ
وَيُشرِكُ عُجمَةً قافاً بِغَينِ

غريقٌ في عيونكِ كيف ينجو
‏وقد خَارت قواهُ على الجُفونِ