‏كل السيوف وَإن تزامن وقعُها
‏أَخَفُ وقعٌ مِنْ سهم عَيناك
‏فقتيلها يرتاح منها مرةً
‏وقتيل عَيْنك حَيٌّ ميت الإِدْرَاك

ولم أرَ فيها عيبًا غير أنّي
عجزتُ بأن أرى شيئًا يعابُ

حين شرَعنا لك الأضلاع دافئِةً
‏كيف ارتميت على الأضلاعِ سِكّينا؟

وقاتلُ الجسمِ ، مَقتولٌ بِفعلتهِ
‏وقاتلُ الروحِ ، لا تَدري بهِ البشرُ

كأنّما القلبُ من يوم ابتُليتُ بها
‏بينَ السماءِ وبينَ الأرضِ طَيّارُ

أَبكي إِلَيكَ وَأَشتَكي وَأُناشِدُ
‏أُردُد رُقادي ثُمَّ نَم في غِبطَةٍ
‏إِنّي اُمرُؤٌ سَهَري لِنَومِكَ حاسِدُ
‏يَقَعُ البَلاءُ وَيَنقَضي عَن أَهلِهِ
‏وَبَلاءُ حُبِّكَ كُلَّ يَومٍ زائِدُ
‏أَنّى أَصيدُ وَما لِمِثلي قُوَّةٌ
‏ظَبياً يَموتُ إِذا رآهُ الصائِدُ

أقبلتَ فانتفضتْ صحاري وحشتي
‏وشدا لغيثكَ خافقي ولساني
‏رمضانُ في كفيكَ أعذبُ شَربةٍ
‏تاقتْ إليها مهجةُ الظمآنِ

صُبّحت بالخير هل مازلت تذكُرني؟
‏إني أُحبك هل مازلت تعنيها؟
‏وكيف حالك؟ حالي بعدنا ظمأٌ
‏إن غبت عني فمن للرُوح يسقيها

لن يأبه الجندي بالفوز، عندما يعود للوطن ولا يجده

أهواهُ مَن قال إني ما ابتسمتُ لهُ؟
‏دنا.. فعانَقَني شوقٌ إلى الهَرَبِ
‏نَسيتُ من يَدِهِ أن أستردّ يدي
‏طالَ السلامُ وطالت رفّةُ الهُدُبِ

أَقولُ لَها وَدَمعُ العَينِ يَجري
سَبيلُ الحَقِّ لَيسَ بِهِ خَفاءُ
إِذا كانَ التَعَتُّبُ مِن خَليلٍ
لِمَوجِدَةٍ فَلَيسَ لَهُ بَقاءُ
وَلَكِن إِن تَجَنّى الذَنبَ عَمدًا
أَزالَ الوِدَّ وَانقَطَعَ الرَجاءُ

أمرّ على الدّيار ولست أدري
‏أتذكرني؟ أَتعرفني؟ الدّيارُ
‏وكم قبّلت جدراناً وباباً
‏فلا بابٌ يحنّ ولا جِدارُ
‏جماداتٌ وأدري غير أنّي
‏أتوق لأهلها والشّوق نارُ

‏بكَيت من حبي لك هل تعيّ؟
‏حبك فاق تحمل أضلُعي
‏خذني أليك يا دواء المتعبِ
‏أو ردّني دون وصلكَ لن أرجع

أيذهبُ يومٌ واحدٌ قد أسأتهُ
‏بصالح أيّامي، وحسن بلائيَ؟

والنفسُ ما لم تَرتَقِبْكِ كئيبةٌ
‏والطرفُ ما لم يلتَمِحْكِ كَليلُ

‏مَهْمَا تَغِيبُ عَن العُيُونِ وَتَقْبَلُ
أَنْتَ الذِي فِي القَلْبِ لَا تَتَبَدَّلُ
كُلّ الّذِينَ أُحِبُّهُمْ فِي كفَّةٍ
وَالكفَّةُ الأُخْرَى بِحُبِّكَ تُثْقَلُ