وأصُد عنك مخافةً أن يلتقي
‏قلبي بقلبك لحظةً فأذوبُ
‏غيرتُ مقهانا وكلَ مسالكِي
‏غيرتُ أطباعي عساي أتوب
‏والآن ها قد عدتُ قلبي في يدي
‏ما كان في قلبي سواك ذنوبُ

‏وَجرحُ السيفِ تدمله فيبرى
‏ويبقى الدهر ما جرح اللسانُ

‏يا طفلة الشمس أو مولودة القمرِ
‏إنّ الوجود هنا ضربٌ من الخطرِ
‏طيري إلى الغيم، دوري حول كوكبنا
‏لا تجلسي بيننا، الأرض للبشر
‏نامي على كتف ثقبٍ، صادقي نُجمًا
‏تزوجي الغيم صيري أمُّ للمطرِ
‏لا تهدري عمرك في غير منزلك
‏عودي إلى أبويّك، الشمسُ والقمرِ

‏كفَاكَ يَا لَيلُ.. لَا تَستَدرِجِ الأرَقَا
‏مِن غِيرِ شَيءٍ فُؤَادِي مُترَعٌ قَلقَا!

عيناك بحرانِ تاهت فيهما سفني
‏والهُدبُ أسطورةٌ كالحُبِّ في وطنِي
‏كلاهما نافذٌ كالسهمِ طعنتهُ
‏ذا في الفؤادِ وذا في سائرِ البدنِ

أنا المسجُونُ في حُلمي
‏ وَ في مَنفى انكسارَاتي
‏أنا في الكون عصفورٌ بلا وطن
‏ أسَافِرُ فِي صَباباتي
‏أنا المجْنونُ فِي زَمن ٍبلا ليلى
‏ فأيْنَ تكونُ ليْلاتي
‏يَضيقُ الكونُ في عيني
‏ فتُغريني خَيالاتِي
‏أنا وطنٌ بلا زَمن ٍ
‏وَ أنتِ زَمانِي الآتِي

سَوفَ تَلهُو بِنَا الحَيَاةُ وَتَسخَر
‏فَتَعَالَ أُحبُّكَ الآن أكثر
‏هَلَّ في لَيلَتي خَيَالُ النّدامَى
‏والنُّواسِيُّ عَانق الخَيّامَا
‏وَتسَاقَوا مِن خَاطِرِي الأحلامَا
‏وَأَحَبُّوا وَأسكرُوا الأيُّامَا
‏رَبِّ مِن أين للِزمَانِ صِباهُ
‏إن صَحونَا، وَفَجْرهُ ومَساهُ

الحب فيه حلاوةٌ ومَرارةٌ
‏والحب فيه شقاوةٌ ونعيم
‏الحب أهون ما يكون مُبرِّحٌ
‏والحب أصغر ما يكون عظيم

كم من مَهيبٍ يواري خلفَ هيبتهِ
‏قلبًا تعيثُ به الأحزانُ مكسورًا

لو جئتَني لوَجدتَني
سُحبًا تراكمَ دمعُها 
ويكادُ يهطلُ 
في ثنايا أحرفي 
لو جئتَني لوَجدتَني 
يَعقُوبَ أعماهُ الفراقُ 
وَلَيسَ غيرُك يوسُفي

قَالَت: كفاك، أراكَ أَكثَرتَ الغَزَل
‏أَتُحِبُّ غَيرِي أَم خَيَالٌ مُفتعل
‏أَطرَقتُ، ثُم نَظَرتُ نحو عُيونها
‏وَسَكَتُّ، لَا أَدرِي أَعِيٌّ أَم وَجل!
‏قالت: تكّلم، قُلتُ: مَهلًا مَن يرى
‏حُسنًا كحُسنِكِ كَيفَ تَأتِيهِ الجُمَل؟

نَزَفَ البُكاءُ دُموعَ عَينِكَ فَاِستَعِر
‏عَيناً لِغَيرِكَ دَمعُها مِدرارُ
‏مَن ذا يُعيرُكَ عَينَهُ تَبكي بِها
‏أَرَأَيتَ عَيناً لِلبُكاءِ تُعارُ؟

بعضُ العيونِ كحدِّ النصلِ تقتُلنا
‏أينَّ المفرُ وهذا الحُسنُ سجَّانُ

الوَردُ في وَجنَتَيهِ
‏والسِحرُ في مُقلَتَيهِ
‏وإن عَصاهُ لِساني
‏فَالقَلبُ طَوعُ يَدَيهِ

‏نعدُو منَ الشَّوق والأحزانُ تسبقُنا
‏فالشَّوقُ قيسٌ وبعضُ الحُزنِ ليلاهُ

لا تبذل وجهَك إلى من يَهون عليه ردُّك

‏إِنّي لَأَفتَحُ عَيني حينَ أَفتَحُها
عَلى كَثيرٍ وَلَكِن لا أَرى أَحَدا

ولعلّني رُغْمَ احتياجيَ أنْطَوي
‏وألوذُ بالصلواتِ والخلواتِ
‏النَّاسُ تهجرني لعيبٍ واحدٍ
‏و الله يقبلني على عِلاتي
‏نسّقت ألف قصيدة في فهمهم
‏والله يعرفني بِغير لُغاتِ

لا السيفُ يفعلُ بي ما أنتِ فاعلةٌ
‏ولا لقاءُ عدوَّي مثلَ لُقياك