وبي ثقةٌ وبي ظنٌّ جميلٌ
‏أعيش عليهما أيّامَ عمري
‏أنا من ضامتِ الدنيا فؤادي
‏وكنتُ أسلّم الرحمن أمري

ولستُ أدري أيأسي جاء من أملي
أم جاءني أملي من شدة اليأسِ

سيأتي الحُلم في مُشكاةِ فجرٍ
‏و عِند الصُبح ترتسِمُ الأماني

‏وربُّ لَيالٍ فِي هَواكم قطَعْتُها
وبِتُّ كَما قَد قيلَ أَبني وأَهدمُ

كُلٌّ لَهُ سَعيُهُ وَالسَعيُ مُختَلِفٌ
‏وَكُلُّ نَفسٍ لَها في سَعيِها شاءُ
‏لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ عِندَ عالِمِهِ
‏مَن لَم يَكُن عالِماً لَم يَدرِ ما الداءُ
‏الحَمدُ لِلَّهِ يَقضي ما يَشاءُ وَلا
‏يُقضى عَلَيهِ وَما لِلخَلقِ ما شاؤوا

‏لي صاحبٌ يسقي فؤادي وِدّهُ
يروي يَبَاس القلبِ حتى يُورِقا

قَامَتْ تُظَلِّلُنِي مِنَ الشَّمْسِ
نَفْسٌ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي
قامَتْ تُظَلِّلُنِي ومِنْ عجَبٍ
شَمْسٌ تُظَلِّلُنِي مِنَ الشَّمْسِ

‏لا عيبَ فيكم ، سوى أن النزيل بكم
‏يسلو عن الأهلِ والأوطانِ والحشمِ

الناسُ تعرف ما خطبي فتعذرني
‏و لا سبيل لديهم في مواساتيْ
‏أضعتُ في عَرَضِ الصحراءِ قافلتيْ
‏و جئت أبحث في عينيك عن ذاتي
‏أتيت أحمل في كفي أغنيةً
‏أجترها كلما طالت مسافاتيْ

‏رَجَفَ الفُؤَادُ أمَامَ حُسْنَك مِثْلَمَا
‏رجَفَتْ بِكَفِّ الثّامِلينَ كُؤُوسُ.

‏آتٍ من التاريخِ
‏تحملُني البدايةُ والنهايةْ..
‏لأُعيد مجداً تائهاً
‏مابين أنماط الرواية..
‏هاتي يديك لكي أُقبلها
‏وأسكنُها..
‏فهل في غيرها وطنٌ
‏لتائه؟

هذا البياض مملٌ
كيف يتقدُ
‏وبي دخان القرى الأولى وما تلد
‏وبي حكايات منسيين
أرّقهم ‏هذا البياض
فناموا عنه
وابتعدوا
‏ورمّموا قمرًا للخوف يشبههم
‏وأسرجوه
وفي إشعاله اقتصدوا
‏هم عاشقون يتامى
ليتهم كبروا بالعشق
أو ليتهم يا رب ما ولدوا
‏العاشقون القدامى كلهم نفدوا
‏وكلهم جرّحوا المعنى
وما وجدوا

‏أسفي على البيت الذي ناديتُهُ
‏من فرط وحشاتِ الملاجئ منزلي.

وكمْ يَصْبِرُ المُشتاقُ عمَّن يُحِبُّهُ
‏وفِي قلبِهِ نارُ الأسَى تتضَرَّمُ

ربّاهُ من دونِ سؤلٍ عوّدتنا كرمًا
‏كيف العطاءُ وقد كنّا مُلحّينا ؟

سحريَّةُ الصَّوتِ إنْ تحكي لثانيةٍ
‏تَرَاقَصَ الخيلُ والفُرسانُ والحربُ
‏كأنَّما صوتَها، عزفٌ على وترٍ
‏في كفِّ غانيةٍ، يشتاقُها القلبُ

بضعٌ وعشرون سهمًا كنت أطلقه
‏صوب الحقيقة من أقواس أسئلتي
ليت اليقين الذي طالت أظافره
‏يحكّ ما لم أطل من ظهر وسوستي!

إني أحبك كي أبقى على صلةٍ
باللهِ , بالأرضِ , بالتاريخِ , بالزمنِ
بالماءِ , بالزرعِ , بالأطفال إن ضحكوا
بالخبر , بالبحر , بالأصداف , بالسفنِ
بنجمة الليل تهديني اساورها
بالشِعْر أسكنهُ , والجرح يسكنني
أنت البلادُ التي تُعطي هويّتَها
من لا يحبك يبقى دونما وطنِ

لا تكذبي
إني رأيتكما معًا
ودعي البكاء؛ فقد كرهت الأدمعا
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى
من عين كاذبة فأنكر وادّعى
إني رأيتكما، إني سمعتكما
عيناك في عينيه، في شفتيه
في كفيه، في قدميه
ويداك ضارعتان
ترتعشان من لَهَفٍ عليه!