‏أما أنا فكأنني في حُبها
‏أسدا تُكبل معصميهِ غزالُ

‏سيبرُد كلُّ جُرحٍ فاطمئنّي
‏كأَنّا لم نذُق بالأمسِ حَرَّه

صباحٌ منك يعني
‏أنَّ سِحرَ الفجرِ مِدرارُ
‏ويعني أن عُمري
‏في مدى عينيك أشعارُ

كُلُ السلام عليك ياصبح الهوى
‏عيناك في صُبح الضياع هدايتي

ما عَلَى العُذّالِ مِنْ سَقَمِي
أَبِجِسْمِي ذاكَ أَمْ بهِمِ
لائِمِي فِي الْحُبِّ وَيْحَكَ لَوْ
ذُقْتَ طَعْمَ الْحُبِّ لَمْ تَلُمِ
هَلْ تُرِيحُ الْجَفْنَ مِنْ سَهَرٍ
أَمْ تُداوِي الْقَلْبَ مِنْ أَلَمِ

"ﺷﺮﺑُﻮﺍ ﻧﺒﻴﺬَ ﺍﻟﺤُﺐِّ ﻓﻮﻕَ ﻣﻮﺍﺋِﺪِﻱ
ﻟﻢ ﻳﺸﻜُﺮُﻭﺍ ﻛﺄْﺳِﻲ ‏ﻭﻻ ﺃﻋﻨَﺎﺑِﻲ"

‏قد أوسعتنا عِتابًا وهي صامتةٌ
بلاغةُ الجرحِ أغنتها عن الخُطبِ

‏مرّت سنونٌ بالوصال وبالهنا
‏فكأنها من قصرها أيامُ
‏ثم انبَرَتْ أيام هجرٍ أردفت
‏بجوىً أسىً فكأنها أعوامُ
‏ثم انقضت تلك السنون وأهلها
‏فكأنها وكأنهم أحلامُ

أريدك أعرفُ أنكِ لا شيءَ غيرُ إحتمالْ
‏وغيرُ افتراضِ
‏وغير سؤال

‏لماذا أراكِ على كل شيءٍ
‏كأنّكِ في الأرضِ كل البشر
‏كأنّكِ دربٌ بغير انتهاءٍ
‏وأنّي خُلِقتُ لهذا السّفر
‏إذا كنتُ أهربُ منكِ إليكِ
‏فقولي بربّكِ أينَ المفر؟

‏النّفسُ ترجو والأماني جمّةٌ
والعبدُ يدعو والكريمُ كريمُ

ولقد نويتُ الحُبَّ حينَ رَأيتُه
‏ولكلِّ قَلبٍ في المحبةِ ما نوى
‏أهواهُ عندَ القُربِ أو في بُعدِهِ
‏ما ضَلَّ قلبي في هواهُ وما غوى

إذا استحسنتني فجُزِيتَ خَيْرا
‏وإِنْ سَاءتْ ظُنُونكَ لا أُبَالِي
‏انا طينٌ جُبِلت على الخطايا
‏ولستُ البدر كي ترجو اكتمالي

تَعَالوا أعينوني على اللَّيل
إنَّهُ على كلِّ عينٍ لا تَنَامُ طويلُ

قولي لأقداح الغِياب بأنّني
‏ما أحتجت للشايات غيركِ سكّرا

فَاصْبِرِي يَا نَفْسُ حَتَّى تَظْفَرِي
‏إِنَّ حُسْنَ الصَّبْر مِفْتَاحُ الظَّفَرْ
‏هِيَ أَنْفَاسٌ تقَضَّى وَالْفَتَى
‏حَيْثُمَا كَانَ أَسِيرٌ لِلْقَدَرْ

‏لستُ ماءً في إناء أينما شئتُم تشكّل
‏أنا الصبار من ذا قَد رأى الصبَار يُؤكل

 ‏كم مِن جَمال مرّ قبلَك إنّما
قد كانَ مُبتذلاً وما أغواني
إلا جمالك حين حطّ بناظري
لله ما أعذبه وما أهناني

ويقسو عليّ الحُزنُ في كلِّ ليلةٍ
‏فأخلو وكأسُ البَوحِ ليس بخالي
‏أُنادي طُيوفاً لا تُجيبُ وأشتكي
‏عذابَ الهوى للواحدِ المُتعالي