مِن الذاكرين مَن يبتدئ بذِكْر اللِّسان وإنْ كان على غفلة، ثم لا يزال فيه حتَّى يحضر قلبه فيتواطأ على الذِّكْر، ومنهم مَن لا يرَى ذلك ولا يَبتدئ على غفلة، بل يسكُن حتى يحضر قلبُه فيشرع في الذِّكر بقلبه، فإذا قوي استتبع لسانه فتواطأ جميعًا، فالأوَّل ينتقل الذِّكْر مِن لسانه إلى قلبه، والثاني ينتقل مِن قلبه إلى لسانه مِن غير أن يخلوَ قلبه منه، بل يسكُن أولاً حتى يُحِسَّ بظهور الناطِق فيه، فإذا أحسَّ بذلك نطَق قلبه، ثم انتقل النُّطق القلبي إلى الذِّكر اللِّساني، ثم يستغرِق في ذلك حتى يجدَ كل شيء منه ذاكرًا، وأفضل الذِّكر وأنفعه ما واطأ فيه القلبُ اللسانَ، وكان مِن الأذكار النبوية، وشهِد الذاكر معانيه ومقاصده.

ابن القيم | الفوائد

واللَّهُ تعالى لا يُضيع ماتحملهُ عَبدُه لأجلهِ

ابن القيم | روضة المحبين

فلا نعلم أمةً من الأمم أشد اختلافاً في معبودها ونبيها ودينها منكم - معاشر النصارى - فلو سألتَ الرجلَ وامرأته وابنته وأمه وأباه عن دينهم لأجابك كل منهم بغير جواب الآخر

ولو اجتمع عشرةٌ منهم يتذاكرون الدين ، لتفرقوا على أحد عشر مذهباً مع اتفاق فرقهم المشهورة اليوم على القول بالتثليث وعبادة الصليب

ابن القيم | هداية الحيارى

قال عبدُ اللهِ بنُ بكرٍ المُزَنيُّ: سمعتُ إنسانًا يُحدِّثُ عن أبي أنَّه كان واقِفًا بعَرَفةَ، فرَقَّ، فقال: لولا أنِّي فيهم لقلتُ: قد غُفِرَ لهم!

قال الذَّهَبيُّ: قلتُ: كذلك ينبغي للعبدِ أن يُزرِيَ على نفسِه ويَهضِمَها.

السِّير ( ٤ / ٥٣٤ )

وكأنّما هي في اختصارها وإفادتها، نبضُ قلبٍ يتكلّم، وإنّما هي في سموّها وإجادتها مظهرٌ من خواطره صلّى الله عليه وسلم!

إن خَرَجَت في الموعِظة، قلتَ: أنينٌ من فؤادٍ مقروح، وإن راعت بالحكمة، قلتَ: صورةٌ بشريّةٌ من الروحِ في مَنزعٍ يلينُ فَينفُرُ بالدموع، ويشتدَّ فينزو بالدماء!

وإذا أراكَ القُرآن أنه خِطابُ السماء للأرض، أراك هذا أنه كلام الأرض بعض السماء!

#الرافعي واصفًا فصاحة رسول الله ﷺ

في فتوح الشَّام سارَ خَالِد بِنْ الوَليد حَتَّى نَزلَ عَلىٰ بَلدة قنسرين، وَهناكَ تَحصَّن الروم بالمَدينَة وَاغلقوا أبوابَهَا، فأرسَلَ خَالِد رِسالة إليهم :

« بِسمِ اللّٰـه الرَحمٰن الرَحيم، مِن خَالِد بِنْ الوَليد إلىٰ أهلِ قنسرين، أما بَعد؛ فأينَ تذهبونَ مِنَّا؟ فواللّٰـهِ لَو صعدتُم إلىٰ السَّمَاء لأصعدنَا اللّٰـهُ إليكُم أو لأمطركُم عَلينَا.»

• فَلما بَلغَ أمير المُؤمنين عُمَر بِنْ الخطَاب - رضيَّ اللَّهُ عنهُ - ذلكَ قَال :

« يَرحمُ اللّٰـه أبا بَكر، كانَ أعلَم بالرِّجالِ مِنِّي.»

#تاريخ_العرب

إليكَ الشّوقُ يسري كلَّ حينٍ
ويُبكي مَن لهُ قلبٌ سليمُ

عليكَ صلاةُ ربّي يا رسولًا
بهِ أمسى لنا شأنٌ عظيمُ!

#ﷺ

يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) غافر

•| https://www.tg-me.com/manshawi

" بُكاءُ أبي بَكرٍ عَلىٰ صَاحبهِ ﷺ "

• عَن أبي سَعيد الخُدري - رَضيَّ اللّٰـهُ عَنهُ - قَال :

« إنَّ رَسولَ اللّٰـه ﷺ جَلسَ عَلىٰ المنبر، فَقال : إنَ عَبداً خَيَّرَهُ اللّٰـهُ بينَ أن يؤتيهِ مِن زَهرَة الدُّنيَا مَا شَاءَ وَبينَ مَا عندهُ، فاختارَ مَا عِندَهُ.

• فَبَكىٰ أبو بَكر وَقالَ :

« فَديناكَ بِآبائِنَا وأمَّهاتِنَا.»

• فَعَجبنا لهُ، وَقالَ النَّاس : انظروا إلىٰ هَذا الشَّيخ! يُخبر رَسولَ اللّٰـه ﷺ عَن عَبدٍ خَيَّرَهُ اللّٰـهُ بينَ أن يؤتيهِ زَهرَة الدُّنيا وبينَ مَا عِندهُ وهوَ يقول : فَديناكَ بِآبائِنَا وأمهاتِنَا!

• فكانَ رسولُ اللّٰـه ﷺ هوَ المُخيَّر، وَكانَ أبو بَكر هوَ أعلَمُنا بهِ.»

•|⏳

#تاريخ_العرب

- عَن أبي بَكرٍ الصِّدِّيق - رَضيَّ اللّٰـهُ عَنهُ - قَال : قالَ رَسولُ اللّٰـه ﷺ :

" أكثروا الصَّلاة علي، فإنَّ اللّٰـه وكّل بي مَلكاً عندَ قَبري، فإذَا صَلَّىٰ عليَّ رَجلٌ من أمَّتي، قالَ لي ذلِكَ المَلك :

يا مُحمَّد؛ إنَّ فلانَ إبنُ فُلان صَلَّىٰ عَليكَ السَّاعَة."

في عامين فقط ..

"كُن طائفي"


يقولونَ لي: لا تكن طائفي..
أُحاولُ.. لكنني أفشلُ
فباسمِ عليٍّ أنا أُقتَلُ
وباسمِ الحُسينِ أبي يُقتلُ
وعمّي، وخالي..
وأمّي و أُختي
وكلّ رفاقي..
فما أفعلُ؟


يقولونَ لي: لا تكُن طائفي..
تعايش بُحبٍّ معَ القاتلينَ
معَ المُجرمينَ..
معَ الشاربينَ دماء البَشَرْ
معَ الوحشِ يقتلُ كلَّ غُلامٍ تَسمى عُمَرْ
يُريدونَ منّيَ شُربَ دمائي
بكلِّ برودٍ، وكلِّ غباءِ


يقولونَ لي: لا تكن طائفي..
وخُذ بالتقيَّـةِ كالآخرينْ
وأرفضُ طبعاً..
فلستُ وشِعريَ كالآخرينْ
وفعلُ التقيّةِ فعلُ النِفاقْ
ولو قالَ فيهِ جميعُ الرفاقْ
يريدونَ منّيَ ألّا أُبينْ
وأن أجعلَ الشِعرَ عبداً ذليلاً
يعيشُ على فضلَةِ الظالمينْ
وأرفضُ طبعاً..
لأنّي بكُلّ اعتزازٍ وفَخرٍ
نذرتُ حياتيَ للمُتعبينْ


يقولونَ لي: لا تكُن طائفي..
فما أبشعَ الشاعرَ الطائفي
أَفِقْ وانتبه.. كُلُّنا مسلمونْ
وإنّي أشكُّ!
-أشكّ الحقيقةَ- في أنّهُم مُسلمونْ!
فهل مُسلمٌ من يسبُّ عُمرْ؟
ويرمي العفيفةَ بالفاحشة؟
ويأمَنُ جانبَـهُ الكافرونْ
ولا يأمنُ المسلمونْ؟
يقولونَ لسنا نسبُّ الصحابةَ..
واللهُ يشهدُ والمؤمنونْ
وشِعري أنا.. أنّهُم كاذبونْ


يقولونَ لي: لا تكُن طائفي..
فليسوا يهوداً..
نَعم في الحقيقةِ ليسوا يهودْ
ولكنَّهُم يخدمونَ اليهودْ!


يقولونَ لي: لا تكُن طائفي..
وآهاتُ أُمي التي في العِـراقِ
وصرخاتُ أُختي التي في اليَمنْ
وطفلي الذي في دمشقَ يُباعُ بدونِ ثَمنْ
وعَجزُ الشيوخِ، وخوفُ اليتامى
وجُرحُ الشَهيدِ بغيرِ كَفَنْ
يُنادينَني:
بريءٌ عليُّ منَ الظالمينَ
بريءٌ حسينُ.. فكُن طائفي!

#حذيفة_العرجي

-
▪️يَقول الإمام مَالِك بِنْ أنَـس رَحمهُ اللّٰـه :

" مَن سَبَّ أبا بَكر وَعُمر؛ جُلدَ، وَمن سَبَّ عائشة؛ قُتل،
قِيلَ لَهُ : لِمَ يُقتَلُ في عَائِشَة؟
قال : لأنَّ اللّٰـه تَعالىٰ يقولُ في عَائِشَة : ‏﴿يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ فَمن رَماهَا فقد خَالَفَ القُرآن، وَمن خَالَفَ القُرآن؛ قُتل.

وما سبَّ الصّحابةَ غيرُ كلـبٍ
عقورٍ مِن صفاتِ المجدِ خالي

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ اللَّهُ عنهُ قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ "

- رَواهُ مُسْلِم

‏﴿وَلا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌ﴾

قال ابن مسعود : *« حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة »* .

‏اللالكائي ٢٣١٩
‏

-

• وَلَمَّا قُبِضَ أبي بَكر الصِّدِّيق - رَضيَّ اللّٰـهُ عَنهُ - ارتَجَّت المَدينَة بالبُكاء، وَدهش القَوم كـ يومِ قُبضَ رَسول اللّٰـه ﷺ وَجاءَ عَلي - رَضيَّ اللّٰـهُ عَنهُ - بَاكِياً مُسرعَاً مُسترجِعَاً، حَتَّىٰ وَقفَ بالبابِ وَهوَ يَقول :

« رَحمَكَ اللّٰـهُ يَا أبا بَكر، كُنتَ وَاللّٰـهِ أولَ القَومِ إسلاماً، وَأخلصهُم إيمانَاً، وَأكثرهُم يقينَاً وَأعظمهِم عَناءً، وَأحفظهُم عَلى رَسول اللّٰـه ﷺ وَأحربهم عَلى الإسلام وَأحناهُم عَلى أهلهِ وَأشبَههم برسولِ اللّٰـه ﷺ خُلقاً وَفضلاً وَهديَاً وَسمتاً، فجزاكَ اللّٰـهُ عَن الإسلامِ وَعَن رَسول اللّٰـه وَعَن المُسلمينَ خَيراً،
لَم تُفلل حجتكَ، وَلم تضعف بصيرَتُكَ وَلَم تجبن نفسكَ، فَلا حَرمنا اللّٰـهُ أجركَ وَلا أضلَّنَا بعدكَ.»

•|📜

#تاريخ_العرب

لم يأمُرِ اللهُ تعالى في مُحكَمِ تنزيلِه بالاحتِفالِ بمولدِ نبيِّه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، بل أمرَ باتِّباعِه، فقالَ جلَّ ذِكرُه: ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ).

وأمرَ بتعظمِيه وتوقيرِه ونصرِه، فقالَ تَعالى ذِكرُه: ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ).

وأمرَ بالإيمانِ بهِ، فقالَ عزَّ اسمُه: ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ).

وأمرَ بطاعتِه، فقالَ تقدَّسَتْ كلماتُه: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ).

وأمرَ بامتِثالِ أمرِه، وتركِ نهيِه، فقالَ جلَّ ثَناؤُه: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ).

وأمرَ بالحذَرِ من مُخالفَتِه، فقالَ تقدَّسَتْ أسماؤُه: ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

وأمرَ بالبُعدِ عن مُشاقَّتِه، ومُعانَدةِ أقوالِه وأفعالِه، فقالَ جلَّ جلالُه: ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )