Telegram Web Link
قيل للفُضَيلِ بنِ عياضٍ: ما الزُّهدُ؟ قال: القُنوعُ، قيل: ما الوَرَعُ؟ قال: اجتِنابُ المحارمِ، قيل: ما العِبادةُ؟ قال: أداءُ الفرائضِ، قيل: ما التَّواضُعُ؟ قال: أن تخضعَ للحقِّ.
وقال: أشدُّ الوَرَعِ في اللِّسانِ.

قال الذَّهَبيُّ: قلتُ: هكذا هو، فقد ترى الرجلَ وَرِعًا في مأكَلِه ومَلبَسِه ومُعامَلَتِه، وإذا تحدَّثَ يدخلُ عليه الدَّاخِلُ من حديثِه، فإمَّا أن يتحرَّى الصِّدقَ، فلا يكمُلُ الصِّدقُ، وإمَّا أن يصدُقَ، فيُنَمِّقَ حديثَه ليُمدَحَ على الفصاحةِ، وإمَّا أن يُظهِرَ أحسنَ ما عندَه ليُعَظَّمَ، وإمَّا أن يسكُتَ في موضعِ الكلامِ ليُثنى عليه؛ ودواءُ ذلك كلِّه الانقِطاعُ عنِ النَّاس، إلَّا من الجماعةِ.

السِّير ( ٨ / ٤٣٤ )
أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في رثاءِ صاحبه صلى الله عليه وسلم:

أَيا عَينُ جودي وَلا تَسأَمي
وَحُقَّ البُكاءُ عَلى السَيِّدِ

فَصَلّى الإِلهُ إِلهُ العِبادِ
وَأَهلُ البِلادِ عَلى أَحمَدِ

فَكَيفَ الإِقامَةُ بَعدَ الحَبيـ
ـبِ بَينَ المَحافِلِ وَالمَشهَدِ

فَلَيتَ المَماتَ لَنا كُلِّنا
وَكُنّا جَميعًا مَعَ المُهتَدي
من وصية أبي بكر ليزيد بن أبي سفيان حين بعثه إلى الشام: بدأ بالصلاة إذا حل لك وقتها، ولا تشاغل عنها بغيرها، فإن الإمام تقتدي به رعيته وتعمل بعمله في نفسه، وإذا وعظت فأوجز ولا تكثر الكلام، فإن كثرة الكلام ينسي بعضه بعضًا، وإنما يغني منه ما وعي عنك، وإذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة

ولما صعد #يزيد_بن_أبي_سفيان المنبر ارتج عليه فقال: يا أهل الشام، عسى الله أن يجعل بعد عسر يسرًا، وبعد عي بيانًا، واعلموا أنكم إلى إمام فاعل أحوج منكم إلى إمام قائل. ثم نزل، فبلغ ذلك عمرو بن العاص فاستحسنه

مختصر تاريخ دمشق ٢٧/‏٣٦٦
‏منذ 1444 سنة ضاقتْ عليه مكة
فخرج مهاجراً تحت جنح الظلام
وبعد 8 سنوات عاد إليها في وضح النهار
ودخلها بجيشه من أبوابها الأربعة !
الدين الذي بدأ برجل نزل يوماً
من غار مظلم في مكة حاملاً النور إلى العالم
يؤمن به اليوم مليار ونصف إنسان
واسمه تردده المآذن
"أشهد أن محمداً رسول الله"
‏ليصل إليك هذا الدّين
رُجم النبيُّ ﷺ في الطائف
حُوصِرَ في الشِعب
وُضِعَ على رأسه سلى الجزور
قيل عنه: ساحر وكذاب
وسال دمه في أُحد
وحُوصرَ في المدينة
وتآمر عليه اليهود والمنافقون
ثم ماتَ مسموماً بذراع شاة اليهودية
هذا الدين كان ثمنه الرجم والجوع والخوف والهجرة والدم
فلا تُضيعه

1444/1/1 هـ
تعلّمنا الهجرة أن نختار صديقنا بعناية!
فالرّحلة طويلة ومتعِبة..
والسّفر سفر حياة..
وكم نحتاج لِمن يربّت على قلوبنا بعبارة :
"لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا"

لصديق يذكّرنا بمسار رحلتنا..
وأنّ أعمالنا معقودة بالنوايا..
وأنّ لكل منّا هِجرتُه إلى ما هاجر إليه!
عندما أخبرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أبا بكرٍ بأنه قد أُذِنَ له بالهجرة، قال له أبو بكر: الصحبة يا رسول الله.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: الصحبة يا أبا بكر
فبكى أبو بكر، حتى قالت عائشة فيما بعد: فواللهِ ما علمتُ قط قبل ذلكَ اليوم أن أحداً يبكي من الفرح حتى رأيتُ أبا بكرٍ يبكي يومئذٍ
وفي طريق الهجرة كان يسير مرةً خلفه ومرةً أمامه، فسأله النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فقال: أذكرُ الطلبَ/ ما يأتي من الخلف فأمشي خلفكَ، وأذكرُ الرصد/ المترصد من الأمام فأمشي أمامك!
" لا تَعجَل يا أبا بكرٍ، لعلّ الله أن يجعلَ لكَ صاحِبًا "

فكان بأبي وأمّي ﷺ صاحبه!⠀⠀
في موقف واحد يُفدّي أبو بكر رسول الله ﷺ بأبيه وأمه أربع مرار!
مواقفه -رضي الله عنه- في هِجرته مع النبيِّ ﷺ!
ومَا كُنْتُ أحسَبُ أنّ أحداً يبكِي مِنَ الفَرح!
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
{ مُّحَمَّدࣱ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ أَشِدَّاۤءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَاۤءُ بَیۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعࣰا سُجَّدࣰا یَبۡتَغُونَ فَضۡلࣰا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰ⁠نࣰاۖ سِیمَاهُمۡ فِی وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ مَثَلُهُمۡ فِی ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِی ٱلۡإِنجِیلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ یُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِیَغِیظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةࣰ وَأَجۡرًا عَظِیمَۢا }

[سُورَةُ الفَتۡحِ: ٢٩]
أقوى من الجبناءِ.. قلبٌ صامدُ

في صفِّهم ألفٌ.. ومعنا الواحدُ!
أنفع الدَّوَاء أن تشغَل نَفسك بالفكر فيما يعنيك دون ما لا يعنيك، فالفكر فيما لا يعني باب كل شَرّ، وَمن فكّر فِيمَا لَا يعنيه فَاتَهُ مَا يعنيه واشتغل عَن أنفعِ الأشياء لهُ بما لَا مَنْفعة له فيه..

ابن القيم | الفوائد
لَا تَغتَرَّ بِمكانٍ صَالحٍ، فلا مَكانَ أَصْلَح مِنَ الجَنَّة، ولقِيَ فِيهَا آدمُ مَا لَقِيَ..
وَلَا تغتَرَّ بِكَثرَةِ العِبادَةِ، فَإِنَّ إِبلِيسَ بَعدَ طُولِ العبَادَةِ لَقِيَ مَا لَقِيَ...
ولَا تغترَّ بِلِقاءِ الصَّالحينَ ورُؤْيَتِهم، فَلَا شخصَ أَصْلَح مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم، ولَم يَنتفِعْ بِلِقائهِ أعداؤُهُ والمُنافقون.

📓مدارج السالكين / ابن القيّم. 🍁
Forwarded from سألقاكَ
"في خيمةٍ حلّ فيها الرسول"

"أم مَعْبَد" وهي عاتكة بنت خالد بنت منقذ الخزاعيّة، مرّ بخيمتها النبي صلى الله عليه وسلّم وهو في طريق هجرته إلى المدينة المنورة، فكان لها معهُ قصّة.. وها أنا أعبر القرونَ إلى خيمة أمّ مَعبد لأقولَ لها:

عن يَتيمٍ أتاكِ يحملُ دِينا
واشتياقاً لأرضهِ.. وحنينا

عن غريبٍ مُلاحَقٍ مَرّ فيكم
يافع الوجهِ، جاوزَ الخمسينا

عن جِنانٍ مَشَتْ على الأرضِ يوماً
عن نبيءٍ، وأنتِ لا تدرينا

عن سماءٍ -بخيمَةٍ- حَلَّ ضيفاً!
هاتِ يا أُمَّ مَعْبَدٍ، حدّثينا..

إنّنا والذي حباكِ لقاءً
بالذي كانَ رحمةَ العالمينا

قد أتينا بساعةٍ من زمانٍ
خاضعٍ للأسى.. فكُنّا الأنينا

ولقينا الهُدى كما قد لقيتمْ
ورأينا كما رأيتُم يقينا

وشربنا كما شربتم.. ولكنْ
نحنُ يا أُمَّ مَعبَدٍ ما رَوِينا!

زاغَ فينا المدى عن الحقِّ حتّى
ضلَّ قومٌ على يَديهِم هُدينا!

وتولّى البلادَ أهلُ بَِغاءٍ
لو تولّوا بِغالَنَا ما رضينا!

ما استُشرنا.. ولا سُئلنا بشيءٍ
كيفَ جاؤوا؟ من أظهُرِ الكافرينا!

بِغبَانا وخُبثِهِم حاصرونا
فحفظنا بَقَاءَهُم.. وفَنينا!

لم تَعُدْ جاهليّةً، بل نُعاني
جاهِليَّاتٍ "مَرْمَطتنا" سنينا!

لو رآنا النبيُّ يا ابنةَ عمّي
شكَّ أنّا بدينهِ مؤمنونا

همُّنا كلُّ همِّنا كيف نُرضي
خائنينا.. ومن يلي خائنينا!

آهِ مما جرى، وليَسَ بوسعِ الشِّعرِ
قولُ الذي جرى.. فاعذرينا

هاتِ يا أُمَّ مَعبَدٍ عن بَشيرٍ
ونَذيرٍ أقامَ عِندكِ حِينا

قد أتاكمْ مُهاجراً تحتَ كُرهٍ
لم يكن شاعراً ولا مجنونا

حدّثينا.. بما تريدينَ واروي
أيَّ شيءٍ.. فحسبُنا رُوّينا

ذكرينا.. فما نسينا ولكنْ
رُبَّ ذكرى قد تنفعُ اليائسينا..

#حذيفة_العرجي
المهابة أثرٌ من آثار امتلاء القلب بعظمة الله ومحبته وإجلالهِ، فإذا امتلأ القلبُ بذلك حلَّ فيه النورُ، ونزلت عليه السكينة، وأُلبِسَ رداءَ الهيبة، فاكتسى وجهُه الحلاوة والمهابة، فأخذ بمجامع القلوب محبةً ومهابةً، فحنَّت إليه الأفئدة، وقرَّت به العيون، وأنِست به القلوب. فكلامه نورٌ، ومدخله نورٌ، ومخرجَه نورٌ، وعمله نورٌ. إن سكَت علاه الوقار، وإن تكلَّم أخذ بالقلوب والأسماع.

وأما الكبر، فأثرٌ من آثار العُجب والبغي من قلبٍ قد امتلأ بالجهل والظلم، ترحَّلت منه العبودية، ونزل عليه المقتُ؛ فنظرُه إلى الناس شَزْر، ومشيُه بينهم تبختُر، ومعاملتُه لهم معاملةُ الاستئثار، لا الإيثار ولا الإنصاف. ذاهبٌ بنفسه تِيهًا، لا يبدأ من لَقِيه بالسلام، وإن ردَّ عليه رأى أنه قد بالغَ في الإنعام عليه. لا ينطلق لهم وجهُه، ولا يسعهم خلقُه. لا يرى لأحدٍ عليه حقًّا، ويرى حقوقَه على الناس، ولا يرى فضلَهم عليه، ويرى فضلَه عليهم. لا يزداد من الله إلَّا بُعدًا، ولا من الناس إلا صَغارًا وبغضًا.


ابن القيم | كتاب الروح
‏في موطَّأ الإمام مالك

أنَّ النبيَّ ﷺ قال لأصحابه :
ما أدري ما تُحْدِثون بعدي
فبكى أبو بكر، وقال له :
أَئِنا لكائنون بعدكَ؟!
الاجتماع بالإخوان قسمان:
أحدهما: اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت، فهذا مضرّته أرجح من منفعته، وأقل ما فيه أنه يفسد القلب، ويضيع الوقت.
الثاني: الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر، فهذا أعظم الغنيمة وأنفعها، ولكن فيه ثلاث آفات:
الأولى: تَزَيُّنُ بعضهم لبعض.
الثانية: الكلام والخلطة أكثر من الحاجة.
الثالثة: أن يصير ذاك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود.

وبالجملة، فالاجتماع والخلطة لقاح: إما للنفس الأمارة، وإما للقلب والنفس المطمئنة، والنتيجة مستفادة من اللقاح، فمن طاب لقاحه طابت ثمرته، وهكذا الأرواح الطيّبة لقاحها من الملك، والخبيثة لقاحها من الشيطان، وقد جعل الله سبحانه بحكمته الطيبات للطيبين، والطيبين للطيبات.. وعكس ذلك

ابن القيم | الفوائد
كانت أمّنا عائشة -رضي الله عنها-، ذات جرأة نادرة، رابطة الجأش، ثابتة النفس، وكانت لا تستحي من الحقّ، ولا يمنعُها خجلها الأنثوي من تأدية معاني قد تتردد أخريات غيرها في التعبير عنها، فكانت تروي (خصوصيات النبي معها)، وتصرّح للنساء من حولها بمقصد النبيّ من مسألة نسائية إن صرفه الحياء عن التصريح بالمعنى -ككيفية الاغتسال من الحيض مثلاً-
وقوّة جأشها هذه هي التي حملتها -حين أمرها والداها بالقيام إلى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وشكره بشارته لها بنزول الوحي ببراءتها من تهمة أصحاب الإفك لها-على أن تقول بكلّ عزّة ودلالٍ: "والله لا أقُوم إليه ولا أحمد إلا الله"
ولم يكن أحدٌ يستطيع التصدّي لها ومُجابهتها حين الجدال أو النقد أو دفاعها عن حقّها، ويُروى أن زوجات النبيّ أرسلن إليه ابنته فاطمة ومِن بعدها زوجته زينب، يُنشدن عدله ويُطالبنه بمعاملتهنّ كمعاملته لعائشة، فلم تلبث السيدة زينب أن وقعت في عائشة واستطالت عليها، وعائشة تسمعها بصمتٍ، وتنظر إلى النبيّ، فلما أدركت أنه -عليه الصلاة والسلام- لا يكره دفاعها عن نفسها ردّت عليها حتى أسكتتها، تقول أمّنا عائشة -رضي الله عنه-ا: "فلما وقعتُ بها لم أنْشَبْهَا حتى أنْحيتُ عليها"، أي لم أمهلها حتى غلبتها.
وما كان للنبيّ حينها إلاّ أن تبسّم وقال: "إنّها ابنةُ أبي بكرٍ"، إعجابًا بكمال فهمها وحُسن نظرها

وكانت -رضي الله عنها- رغم كل ما تميّزت به من علمٍ وكمال فهمٍ لا تتصنّع الرّصانة لتُخالف ما طُبعت عليه، ولا تتحرّج من أن تُحدّث عن طبيعتها البشرية كأنثى، ويظهر ذلك مثلاً في قولها: "أتاني رسول الله عليه الصلاة والسلام في يوم غير يومي يطلبُ منّي ضجعًا، فدقَّ فسمعتُ الدقّ، ثمّ خرجت ففتحت له، فقال: "ماكنتِ تسمعين الدقّ؟" قلت: "بلى، لكنني أحببتُ أن يعلم النساء أنك أتيتني في غير يومي"!، وكذا حين كسرت طبقًا لإحدى أمهات المؤمنين حين أهدت فيه طعامًا للنبيّ، فقال: "غارت أمّكم"
2024/09/30 21:25:37
Back to Top
HTML Embed Code: