Telegram Web Link
بيني وبين قاتلي حكاية طريفة ،

فقبل أن يطعنني حلفني بالكعبة الشريفة ،

أن أطعن السيف أنا بجثتي، فهو عجوز طاعن وكفه ضعيفة ،

حلفني أن أحبس الدماء عن ثيابه النظيفة ،

فهو عجوز مؤمن سوف يصلي بعدما يفرغ من تأدية الوظيفة ،

شكوته لحضرة الخليفة ،

فرد شكواي لأن حجتي سخيفة
أكاد لشدة القهر ،

أظن القهر في أوطانـنا يشكو من القهر ،

ولي عذري ،

فإني أتقي خيري لكي أنجو من الشر ،

فأخفي وجه إيماني بأقنعة من الكفر ،

لأن الكفر في أوطانـنا لا يورث الإعدام كالفكر ،

فأ نكر خالق الناس ،

ليأ من خانق الناس ،

ولا يرتاب في أمري ،

وأحيي ميت إحساسي بأقداح من الخمر ،

فألعن كل دساس ، و وسواس، وخناس،

ولا أخشى على نحري من النحر ،

لأن الذنب مغتفر وأنت بحالة السكر ،

ومن حذري ،

أمارس دائما حرية التعبير في سري ،

وأخشى أن يبوح السر بالسر ،

أشك بحر أنفاسي ،

فلا أدنيه من ثغري ،

أشك بصمت كراسي ،

أشك بنقطة الحبر ،

وكل مساحة بيضاء بين السطر والسطر ،

ولست أعد مجنونا بعصر السحق والعصر ،

إذا أصبحت في يوم أشك بأنني غيري ،

وأني هارب مني ،

وأني أقتفي أثري ولا أدري ؛

إذا ما عدت الأعمار با نعمى وباليسر ،

فعمري ليس من عمري ،

لأني شاعر حر ،

وفي أوطاننا يمتد عمر الشاعر الحر ،

إلى أقصاه : بين الرحم والقبر ،

على بيت من الشعر
بدعة عند ولاة الأمر صارت قاعدة ،

كلهم يشتم أمريكا ،

وأمريكا إذا ما نهضوا للشتم تبقى قاعدة ،

فإذا ما قعدوا، تنهض أمريكا لتبني قاعدة
لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .

هُمْ طُفَيْـليُّـونَ

لَمْ يُدعَـوا إلى عُـرسٍ

وَلم يُفتَـحْ لَهُمْ بابُ عَـزاءْ .

خَلَطوا أنفسَهُمْ في زَحْمـةِ النّاسِ

فَلمْا دَخَلـوا ذاكَ تغَطَّوا بالزّغاريـدِ

وَلمّا دَخَلوا هذا تَغطّـوا بالبُكاءْ .

ثُمَّ لمّا رُصَّـتِ الأطباقُ

لَبـَّـوا دَعوةَ الدّاعي

وَما الدّاعي سِوى قِـدْرِ الحَساءْ !

وَبأفـواهِ بِحـارٍ

بَلِعوا الأطباقَ والزَادَ مَعاً

وانقلبَ الباقونَ مِن دُونِ عَشاءْ .

***

لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .

ألفُ كـلاّ

هِيَ دَعوى ليسَ إلاّ..

زَعَموا أنَّ لَهُمْ حَقّاً علينا

وَبهذا الزَعْمِ.. صاروا زُعَماءْ !

وَأذاعوا: ( كُلُّنا راعٍ..)

وَظنّوا أنَّهُمْ في الأرضِ ر عيانٌ

وَظنّوا أَنَّنا قُطعانُ شاءْ !

ثُمَّ ساقُونا إلى ا لمَسْلخِ

لماّ لم نَجدْ في ظِلِّهمْ مرَعى

وأسْرَفنا بإطلاقِ الثُّغاءْ !

***

ليسَ مِنّا هؤلاءْ .

هُمْ على أكتافِنا قاموا عُقوداً

دُونَ عَقـدٍ..

وأَقاموا عُقَدَ الدُّنيا بنا دونَ انتهاءْ .

وانحنَينا كالمطايا تحتَ أثقالِ المَطايا..

وَلِطُـولِ الانحنـاءْ

لَمْ تَعُدْ أعيُننا تَذكُرُ ما الشَّمسُ

ولا تَعرفُ ما مَعنى السَّماء !

وَنَزحْنا الذَّهـبَ الأسْودَ أعواماً

وَمازالَتْ عُيونُ الفَقْرِ تبكينا

لأنّا فُقـراءْ !

ذَهَبَ الموصوفُ في تَذهيبِ دُنياهُمْ

وَظَـلَّ الوَصْـفُ في حَوْزتنا

للِجِسْم والرّوحِ رداءْ !

***

ليسَ مِنّا هؤلاءْ.

لَمْ نُكلِّفْ أحَداً منهُمْ بتَطبيبٍ

ولا قُلنا لَهُمْ هاتُوا الدَّواءْ .

حَسْبُنا، لو صَدَقوا،

أن يَرحلوا عَنّا بَعيداً

فَهُمُ الدَاءُ ا لعَياءْ .

كُلُّ بَلوى بَعْدهُمْ سَلْوى

وَأقـوى عِلَّـةٍ

في بُعْدِهِمْ عَنّا.. شِفاءْ !

***

لَيسَ مِنّا هؤلاءْ .

أنتَ تدري أنّهُمْ مِثلُكَ عَنّا غُرَباءْ

زَحَفوا مِن حَيث لا ندري إلينا

وَفَشَوا فينا كما يَفشُو الوَباءْ .

وَبَقُوا مادُمتَ تَبغي

وَبَغوا حتّى يُمدُّوكَ بأسبابِ الَبقاءْ !

أنتَ أو هُمْ

مُلتقى قَوْسين في دائِرةٍ دارتْ عَلَينا :

فإذا بانَ لِهذا المنتهى

كانَ بذاك الابتداءْ .

مُلتقى دَلْوينِ في ناعُورةٍ :

أنتَ وَكيلٌ عن بَني الغَرْبِ

وَهُمْ عنكَ لَدَينا وُكلاءْ !

***

ليسَ منّا هؤلاء

إنهم منكَ

فإنْ وافَوكَ للتَّطبيعِ طَبِّعْ مَعَهُمْ

واطبَعْ على لَوحِ قَفاهُمْ ما تَشاءْ .

ليسَ في الأمرِ جَديدٌ

نَحنُ نَدري

أنَّ ما أصبحَ تطبيعاً جَلِيّاً

كانَ طبْعاً في الخَفاءْ !

وَلَكُمْ أن تَسحبوا مِفرشَكُمْ نحو الضُّحى

كي تُكمِلوا فِعْلَ المَساءْ .

شأنكُمْ هذا

ولا شأنَ لَنا نَحنُ

بِما يَحدُثُ في دُورِ البِغاءْ !

***

ليسَ مِنَا هؤلاء .

ما لَنا شأنٌ بما ابتاعُوُه

أو باعُوهُ عَنّا..

لَمْ نُبايعْ أَحَداً منهُمْ على البَيعِ

ولا بِعْناَ لَهُمْ حَقّ الشّراءْ .

فإذا وافَوكَ فاقبِضْ مِنهُمُ اللَّغْوَ

وَسَلِّمْهُم فَقاقيعَ الهَواءْ .

وَلَنا صَفْقَتُنا :

سَوفَ نُقاضِيكَ إزاءَ الرأسِ آلافاً

وَنَسقيك كؤوسَ اليأسِ أضعافاً

وَنَسْتَوفي عَن القَطرةِ.. طُوفانَ دِماءْ !

***

أيُها الباغي شَهِدْتَ الآنَ

كيفَ اعتقلَتْ جَيشَكَ رُوحُ الشُّهداءْ .

وَفَهِمتَ الآنَ جدّاً أنَّ جُرْحَ الكبرياءْ

شَفَةٌ تَصرُخ أنَّ العَيشَ والموتَ سواءْ .

وَهُنا في ذلِكَ الَمعنى

لَنا عِشرونَ دَرْساً

ضَمَّها عِشرونَ طِر سا

كُتِبتْ بالدَّمِ والحقْدِ بأقلامِ العَناءْ

سَوفَ نتلوها غَداً

فَوقَ البَغايا هؤلاءْ !
كلُّ ما يُحكى عنِ القَمْعِ هُراءْ

( أنتَ يا خِنزيرُ ، قِفْ بالدَّورِ ، إ خرَسْ .

يا ابنةَ القَحَّـ .. عُودي للـوَراءْ )

أينَ كُنَّا ؟

ها .. بِما يُحكى عنِ القَمعِ ..

نعمْ . مَحْضُ افتِراءْ .

نحنُ لا نَقمعُ .

( قِفْ يا ابنَ ا لزِّنى خَلْفَ الّذي خَلْفَكَ ..

هَيه .. ا نْقَبِر ي يا خُنفُساءْ ) .

أينَ كُنَّا ؟

بخصوصِ القَمعِ ..

لا تُصغِ لدَعوى العُمَلاءْ .

نحنُ بالقانونِ نَمشي

وجميعُ النَّاسِ

في ميزانِ مولانا سواءْ .

احتَرِمْ قُدْسيِّةَ القانونِ وافعلْ ..

لحظةً .

د عني أُرَبِّي هؤلاءْ .

( تُفْ .. خُذوا .. تُفْ ..

لعنةُ اللهِ عليكُمْ .

صَمْتُكُمْ أ طر َشَني يا لُقَطاءْ .

أَسْكِتوا لي صَمتكُمْ جِداً .. و إلاَّ

سوفَ أبري فَوقَكُمْ هذا الحِذاءْ )

أينَ كُنَّا ؟

ها .. عنِ القانونِ ..

لا تُصْغِ إلى كُلِّ ادِّعاءْ .

أنتَ بالقانونِ حُرٌّ .

احترمْ قُدْسيَّةَ القانونِ

وافعلْ ما تَشاءْ .

لمنِ الدَّور ؟

تَقَدَّمْ .

أ رني الأوراقَ ..

هذا الطَّابعُ الماليُّ ،

هذي بَصْمَة المُختارِ ،

هذا مُرفَقُ الحِزْبِ ،

تَوا قيعُ شُهودِ العَدْلِ ،

تقريرٌ منَ الشُّرطَةِ ،

فَحصُ البَولِ ،

فاتورةُ صرفِ الغازِ ،

وَصْلُ الكَهْرباءْ .

طَلَبٌ مَاشٍ على القَانونِ

مِنْ غيرِ التِواءْ .

حَسناً ... ( طُبْ )

ها هوَ الخَتْمُ .. تَفضَّلْ

تستطيعُ ، الآنَ ، أنْ تَشْربَ ماءْ
( عميد البطولات )

أيا شعر غني ودق الوتر
لهيبة فارسنا المنتظر

وصب ّلحامي الحمى أحرفي
وحبي وشوقي بلون المطر

تساءلني عنه ياصاحبي
أفي البدو؟ كلا ولا في الحضر ؟

هنا في القلوب له منزل
وفوق الرؤوس له مستقر

أتى والمكارم من حوله
على رأس هذا اللواء الأغر

بخمسة وثلاثين كان اسمه
عميدا ًيصد جموع الخطر

يشارك في صنع أحلامنا
ويمحو صنوف الضنى والكدر

ويسهم في صنع أفراحنا
ويحمل كل هموم البشر

ففي كل شبر له بصمة
تحدث عنه ويحكي الأثر

وفي كل درب ٍله صولة
تدك الأعادي تبيد الغجر

إذا كشّر الليث عن نابه
تخور الخصوم خوار البقر

بخمسه وثلاثين فلتفخر
بمن خط ّفي النصر ابهى الصّور

إذا مارأيت العدو هاربا ً
فقل جاء عدنان حقا ً حضر

يهز عروش الطغاة القرود
بعزم الحديد ولمح البصر

فديتك عدنان ياقائدا ً
أمامه ماللعدو من مفر

فإما يموت وإما يموت
ومامن خيارات تأتي أُخرْ

رياض الحمادي
٧/يناير/٢٠١٨
استغفر الله
ديوان الشاعر احمد مطر pinned «في زمان الجاهلية كانت الأصنام من تمر ، وإن جاع العباد ، فلهم من جثة المعبود زاد ، وبعصر المدنية ، صارت الأصنام تأتينا من الغرب ولكن بثياب عربية ، تعبد الله على حرف ، وتدعو للجهاد وتسب الوثنية ، وإذا ما ستفحلت ، تأكل خيرات البلاد ، وتحلي بالعباد ،…»
_ أيقظُوني عندما يمتلكُ الشعبُ زِمامَهْ .

عندما ينبسِطُ العدلُ بلا حَدٍّ أمامهْ .

عندما ينطقُ بالحقِ ولا يَخشى المَلامَةْ .

عندما لا يستحي منْ لُبْسِ ثوبِ ألا ستقامةْ

ويرى كلَ كُنوزِ الأرضِ

لا تَعْدِلُ في الميزانِ مثقالَ كَرامهْ .

_ سوفَ تستيقظُ .. لكنْ

ما الذي يَدعوكَ للنَّومِ إلى يومِ القِيامَةْ ؟
كانتْ مَعي صَبيَّهْ

مربوطةً مثلي

على مِروحةٍ سَقفيَّهْ .

جِراحُها

تبكي السَّكاكينُ لَها ..

و َنوْحُها

تَرثي لهُ الوَحشيَّة !

حَضنتُها بأ د مُعي .

قلتُ لها : لا تَجزعي .

مهما استَطالَ قَهرنُا ..

لا بُدَّ أنْ تُدرِكَنا الحُرَّيةْ .

تَطَلَّعتَ إليَّ ،

ثمَّ حَشْر َجَتْ حَشْرَجَةَ المَنِيَّةْ :

و ا أ َسَفا يا سَيِّدي

إنِّي أَنَا الحُريَّةْ !!
شعبي مَجهولٌ مَعلومْ !

ليسَ لهُ معنىً مفهومْ .

يَتبنَّى أُغنيةَ البُلبُلِ ،

لكنْ .. يَتغنَّى بالبُومْ !

يَصرُخُ منْ آلامِ الحُمّى ..

وَيَلومُ صُراخَ المعدومْ !

يَشحذُ سيفَ الظَّالِمِ ، صُبْحا ً،

وَيُولْوِلْ ، لَيلاً : مَظلومْ .

يَعدو مِن قَدَرٍ مُحتَمَلٍ ..

يَدعو لِقَضاءٍ مَحتومْ !

يَنطِقُ صَمْتاً

كَيلا يُقْفَلْ !

يَحيا مَوتاً

كيلا يُقتلْ !

يَتحاشى أن يَدْ عسَ لُغْماً

وهوَ منَ الدَّاخِلِ مَلغومْ !

**

قيلَ اهتِفْ للشَّعبِ الغالي .

فَهتَفتُ : يَعيشُ المَرحومْ !
قصيدة👆👆 دود الخل
2024/11/20 03:30:46
Back to Top
HTML Embed Code: