Telegram Web Link
هَطَلَتْ مِن كُلِّ صَوْبٍ عَينُ باكٍ

وَهَوَتْ مِن كُلِّ فَجٍّ كَفُّ لاطِمْ

وَتَداعى كُلُّ أصحابِ المواويلِ

وَوافَى كُلُّ أربابِ التّراتيلِ

لِتَرديدِ التّواشيحِ وتَعليقِ التّمائِمْ

وأقاموا، فَجأةً، مِن حَوْلِنا

سُورَ مآتِمْ .

إنَّهم مِن مِخلَبِ النَّسْرِ يخافونَ عَلَيْنا ..

وَكأَنّا مُستريحونَ على ريشِ الحَمائِمْ !

ويخافُونَ اغتصابَ النَّسْرِ لِلدّارِ ..

كأنَّ النَّسْرَ لَمْ يَبسُطْ جَناحَيْهِ

على كُلِّ العَواصِمْ !

أيُّ دارٍ ؟!

أرضُنا مُحتلَّةٌ مُنذُ استقلَّتْ

كُلَّما زادَتْ بها البُلدانُ.. قَلَّتْ !

وَغِناها ظَلَّ في أيدي المُغيرينَ غَنائِمْ

والثّرى قُسِّمَ ما بينَ النّواطيرِ قَسائِمْ .

أيُّ نِفطٍ ؟!

صاحِبُ الآبارِ، طُولَ العُمْرِ،

عُريانٌ وَمَقرورٌ وصائِمْ

وَهْوَ فَوقَ النّفطِ عائِمْ !

أيُّ شَعْبٍ ؟!

شَعبُنا مُنذُ زَمانٍ

بَينَ أشداقِ الرَّدى والخوفِ هائِمْ

مُستنيرٌ بظلامٍ

مُستجيرٌ بِمظالِمْ !

هُوَ أجيالُ يَتامى

تَتَرامى

مُنذُ ما يَقرُبُ مِن خَمسينَ عاما

كالقَرابينِ فِداءَ المُستبدّينَ " النّشامى" .

كُلُّ جيلٍ يُنتَضى مِن أُمِّهِ قَسْراً

لِكَيْ يُهدى إلى (أُمِّ الهَزائِمْ)

وَهْيَ تَلقاهُ وُروداً

ثُمَّ تُلقيهِ جَماجِمْ

وَبُروحِ النَّصرِ تَطويهِ

ولا تَقَبلُ في مَصْرعِهِ لَوْمةَ لائِمْ .

فَهُوَ المقتولُ ظُلْماً بيدَيْها

وَهُوَ المَسؤولُ عن دَفْعِ المَغَارِمْ !

فَإذا فَرَّ

تَفرّى تَحتَ رِجْلَيْهِ الطّريقْ

فَهْوَ إمّا ظامِئٌ وَسْطَ الصّحارى

أو بأعماقِ المُحيطاتِ غَرِيقْ

أو رَقيقٌ.. بِدماءٍ يَشتري بِلَّةَ ريقٍ

مِن عَدُوٍّ يَرتدي وَجْهَ شَقيقٍ أو صَديقْ !

فَلماذا صَمَتُوا صَمْتَ أبي الهَوْلِ

لَدَى مَوْتِ الضّحايا..

واستعاروا سُنَّةَ الخَنساءِ

لَمّا زَحَفَتْ كَفُّ المَنايا

نَحْوَ أعناقِ الجَرائِمْ ؟!

* *

يا شُعوباً مِن سَرابٍ

في بلادٍ مِن خَرابْ..

أيُّ فَرْقِ في السَّجايا

بَينَ نَسْرٍ وَعُقابْ ؟!

كُلُّها نَفْسُ البهائِمْ

كُلُّها تَنزِلُ في نَفْسِ الرّزايا

كُلُّها تأكُلُ مِن نَفسِ الولائِم

إنّما لِلجُرْمِ رَحْمٌ واحِدٌ

في كُلِّ أرضٍ

وَذَوو الإجرامِ مَهْما اختلَفَتْ أوطانُهمْ

كُلٌّ توائِمْ !

* *

عَصَفَ العالَمُ بالصَفَّينِ

حَقْناً لِدِمانا

وانقَسَمْنا بِهَوانا

مِثْلَما اعتَدْنا.. إلى نِصفَينِ

ما بَينَ الخَطيئاتِ وما بينَ المآثِمْ

وَتقاسَمْنا الشّتائِمْ .

داؤنا مِنّا وَفينا

وَتَشافينا تَفاقُمْ !

لو صَفَقْنا البابَ

في وَجْهِ خَطايا العَرَبِ الأقحاحِ

لَمْ تَدخُلْ عَلَيْنا مِنْهُ

آثامُ الأعاجِمْ !
ارفعوا أقلامَكمْ عنها قليلا

واملأوا أفواهكم صمتاً طويلا

لا تُجيبوا دعوةَ القدسِ

وَلَوْ بالهَمْسِ

كي لا تسلبوا أطفالها الموت النَّبيلا !

دُونَكم هذي الفَضائيّاتُ

فاستَوْفوا بها (غادَرَ أوعادَ)

وبُوسوا بَعْضَكُمْ

وارتشفوا قالاً وقيلا

ثُمَّ عُودوا..

وَاتركوا القُدسَ لمولاها

فما أَعظَم بَلْواها

إذا فَرَّتْ مِنَ الباغي

لِكَيْ تلقى الوكيلا !

* * *

طَفَحَ الكَيْلُ

وَقدْ آنْ لَكُمْ

أَنْ تسَمعوا قولا ًثقيلا:

نَحنُ لا نَجهلُ منْ أَنتُم

غَسلناكُمْ جميعا

وَعَصر ناكُمْ

وَجَفَّفنا الغسيلا

إِنَّنا لَسْنا نَرى مُغتصِبَ القُدْسِ

يهوديّاً دخيلا

فَهْو لَمْ يَقْطَعْ لنا شبراً مِنَ الأَوْطانِ

لو لَمْ تقطعوا من دُونِهِ عَنَّا السَّبيلا

أَنتُمُ الأَعداءُ

يا مَنْ قد نَزعْتُمْ صِفَةَ الإنسان

مِنْ أَعماقِنا جيلاً فَجيلا

واغتصبتُمْ أرضَنا مِنَّا

وكُنْتُمْ نِصفَ قَرْنٍ

لبلادِ العُرْبِ مُحتلاً أصيلا

أنتُمُ الأَعداءُ

يا شُجعانَ سِلْمٍ

زَوَّجوا الظُّلْمَ بظُلْمٍ

وَبَنَوا للوَطَنِ المُحتلِّ عِشرينَ مثيلا !

* * *

أَتعُدُّونَ لنا مؤتمراً !

كَلاَّ

كَفى

شكرأً جزيلا

لا البياناتُ سَتَبْني بَيْنَنا جِسراً

ولا فَتْلُ الإداناتِ سَيُجديكمْ فتيلا

نَحنُ لا نَشْري صراخأً بالصَّواريخِ

ولا نَبتاعُ بالسَّيفِ صَليلا

نَحنُ لاُنبدِلُ بالفُرسانِ أقناناً

ولا نُبْدِلُ بالخَيْلِ صَهيلا

نَحنُ نرجو كلَّ من فيهِ بَقايا خَجلٍ

أَنْ يَستقيلا

نَحْنُ لا نَسْأَلكُمْ إلاّ الرَّحيلا

وَعلى رَغْم القباحاتِ التي خَلَّفتُموها

سَوْفَ لن ننسى لَكٌمْ هذا الجميلا !

* * *

ارحَلوا...

أمْ تَحسبونَ اللهَ

لم يَخلقْ لنا عَنْكُمْ بَديلا ؟!

أَيُّ إعجازٍ لَديكُمْ ؟

هل مِنَ الصَّعبِ على أيِّ امرئٍ

أن يَلبسَ العارَ

وأنْ يُصيحَ للغربِ عَميلا ؟!

أَيُّ إنجازٍ لَديكُمْ ؟

هل من الصَّعبِ على القِرْدِ

إذا ما مَلكَ المِدْفَعَ

أن يَقْتلَ فِيلا ؟ !

ما افتخارُ اللِّص بالسَّلبِ

وما مِيزَهُ من يَلبُدُ بالدَّربِ

ليغتَال القَتيلا ؟!

* * *

احمِلوا أَسْلِحَةَ الذُّلِّ وولُّوا

لتَرَوا

كيفَ نُحيلُ الذُّلَّ بالأحجار عِزّاً

وَنُذِلُّ المستحيلا
يا أيُّها البَرامِكَهْ :

مَن وََضَعَ السِّتْرَ لَكُمْ

بِوُسْعهِ أن يَهتِكهْ .

وَمَن حَباكُمْ بِدَمٍ

مِن حَقِّهِ أن يَسفِكَهْ .

قد تَركَ الماضي لكم عَبْرَتَهُ

فلتأخُذوا العِبْرَةَ مِمّا تَركَهْ .

أَنتُمْ على الأرضِ ..

فكونوا بَشَراً

واشترِكوا في حُلْوِنا وَمرِّنا

وأشركونا مَعكُمْ في أَمْرِنا

مِن قَبل أن تضطَّركُمْ

سِياطُ أَمْرِ (الأَمْركَهْ) .

أو فارجعوا إلى السّماواتِ العُلى

إذا زَعَمتُمْ أَنّكُمْ مَلائكهْ !

الآنَ ما عادَ لَكُمْ

أن تُوجِزوا أصواتَنا

بِقَرقَعاتِ التَّنَكَهْ

أو تَحلبوا النُّورَ لَنا

مِنَ اللّيالي الحالِكَهْ .

عُودوا إلى الواقِعِ كي لا تَقَعُوا

وَحاوِلوا أن تسمَعوا وأن تَعُوا :

كُلُّ الثّراءِ والثّرى

مِلْكَُ لَنا

وكُلُّكُمْ مُوظّفونَ عِنْدَنا.

فَلْنَمشِ في مُعتَركِ السَّلْمِ مَعَاً

كي تَسْلَموا مِنّا بِوَقتِ المعركهْ .

أَمّا إذا ظَلَّ قُصارى فَهْمِكُمْ

لِفكرةِ المُشارَكَهْ

أن تجعلوا بلادَنا شَراكَةً ما بينَكُمْ

وَتجعلونا خَدَماً في الشّركَهْ

وتُورِثوها بَعَدكُمْ

وتُورِثونا مَعَها كالتَّركَهْ

فَلْتبشِروا بالتَّهْلُكَهْ !

وَإن تَناهَتْ قِسمةُ الأدوارِ

فيما بَينَنا

أن تأخُذوا القاربَ والبَحْرَ لكُمْ

والشَّبَكَهْ

وَتَمنحونا، كَرَماً، في كُلِّ عامٍ سَمَكَهْ

فَلْتَبشِروا بالتهلُكهْ !

وإن غَدا الإصلاحُ في مَفهومِكُمْ

أن تُلصِقوا طَلْسَمَ (هاروتَ وماروتَ)

علي عُلْبة سَرْدينٍ

لِتَغدو مَمْلكَهْ ..

فلتبشِروا بالتَّهلُكَهْ !

في ظِلِّكُمْ لَمْ نكتَسِبْ

إلاّ الهَلاكَ وَحْدَهُ :

أجسادُنا مُنهَكةَُ

أرواحُنا مُنتهَكَهْ.

خُطْواتُنا مُرتبكه ْ.

أوطانُنا مُفكّكَهْ .

لا شَيءَ نَخشى فَقْدَهُ

حِينَ تَحُلُّ الدَّرْبكَهْ .

بَلْ إنّنا

سَنشكُرُ الَموتَ إذا مَرَّ بِنا

في دَرْبهِ لِنَحْرِكُمْ !

فَكُلُّ شَرٍّ في الدُّنا

خَيْرَُ.. أَمامَ شَرِّكُمْ

وَبَعْدَ بَلْوانا بِكُمْ ..

كُلُّ البَلايا بَركَهْ !
كُلُّ وقتٍ

ما عدا لحظة ميلادكَ فينا

هو ظِلٌّ لنفاياتِ الزمانْ

كُلُّ أرضٍ

ما عدا الأرض التي تمشي عليها

هي سَقْطٌ مِن غُيارِ اللاّمكانْ

كُلُّ كون

قبل أن تلبسَهُ.. كان رمادا

كلُ لونٍ

قبل أن تلمسهُ.. كان سوادا

كلُ معنىً

قبل أن تنفُخَ في معناهُ نارَ العُنفوانْ

كان خيطاً من دُخانْ

لم يكن قبلكَ للعزَّةِ قلبٌ

لم يكن قبلكَ للسؤددِ وجهٌ

لم يكن قبلكَ للمجدَ لسانْ

كلُ شيءٍ حَسَنٍ ما كان شيئاً

يا جنوبيُّ

ولمّا كنتَ.. كانْ!

****

كانتِ الساعة لا تدري كم السّاعةُ

إلاّ

بعدما لقَّـنَها قلبكَ درسَ الخَفقانْ!

كانت الأرضُ تخافُ المشيَ

حتى عَلمتْها دَفقاتُ الدَّمِ في قلبكَ

فنَّ الدّورانْ!

لن تتيه الشمسُ، بعدَ اليومِ،

في ليلِ ضُحاها

سترى في ضوءِ عينيكَ ضياها!

وستمشي بأمانٍ

وستمشي مُطمئـناً بين جنْـبَيها الأمانْ!

فعلى آثارِ خُطواتِك تمشي،

أينما يمَّمتَ.. أقدامُ الدُّروبْ!

وعلى جبهتكَ النورُ مقيمٌ

والجهاتُ الأربع اليوم: جنوبْ

يا جنوبيُّ..

فمِنْ أينَ سيأتيها الغروبْ؟!

صار حتى الليلُ يخشى السَّيرَ في الليلِ

فأَنّى راحَ.. لاح الكوكبانْ

مِلءَ عيْنيكَ،

وعيناكَ، إذا أغمضَ عيْنيهِ الكَرى،

لاتغمضانْ!

****

يا جنوبيُّ..

ستأتيكَ لِجانُ الجانِ

تستغفِرُ دهرَ الصمتِ والكبْتِ

بصوتِ الصولجانْ

وستنهالُ التهاني

من شِفاهِ الإمتهانْ!

وستَغلي الطبلةُ الفصحى

لتُلقي بين أيديكَ

فقاعَ الهذيانْ

وستمتدُّ خطوطُ النارِ،

كُرمى لبطولاتكَ،

ما بين خطابٍ أو نشيدٍ أو بيانْ

وستجري تحتَ رِجليكَ

دِماءُ المهرجانْ

يا جنوبيُّ

فلا تُصغِ لهمْ

واكنُسْ بنعْليكَ هوى هذا الهوانْ

ليس فيهم أحدٌ يملكُ حقَّ الامتنانْ

كُلهم فوقَ ثناياهُ انبساطٌ

وبأعماقِ طواياهُ احتقانْ!

هم جميعاً في قطارِ الذلِّ ساروا

بعدما ألقوكَ فوق المزلَقانْ

وسقَوا غلاّية السائقِ بالزيتِ

وساقُوا لكَ كلَّ القَطِرانْ!

هُم جميعاً

أوثقوا بالغدرِ أيديكَ

وهم أحيوا أعاديكَ،

وقد عُدتَ مِنَ الحينِ

لِتُحيينا.. وتسقينا الحنانْ

كيف يَمْتـَنّونَ؟

هل يَمتنُّ عُريانٌ لِمن عَراهُ؟

هل يزهو بنصرِ الحُرِّ

مهزومٌ جبانْ؟!

****

يا جنوبيُّ..

ولن يُصدِقكَ الغَيْرةَ

إلاّ عاهِرٌ

ليس لهُ في حلباتِ العهْرِ ثانْ

بهلوانٌ

ثُعْلبانٌ

أُلعُبانْ

دَيْدَبانْ

مُعجِزٌ في قبحِهِ..

فاعجَبْ لِمنْ في جَنبهِ

كُلُّ القباحاتِ حِسانْ

كيف يبدو كلّ هذا القبْح

فيمَن قد بَراهُ الحَسَنانْ؟!

هوَ من إلْيَتِهِ السُّفلى

إلى إلْيَتِهِ العُليا

نفاياتُ إهاناتٍ.. عَليها شفتانْ!

وهوَ في دولتهِ

-مهما نَفخْناهُ وبالغنا بتوسيعِ المكانْ-

دودةٌ من مَرْطَبانْ!

سوف يُفتي: إنهُ ليس قَراركْ

وسَيُفتي: مجلسُ الأمنِ أجارَكْ

قلْ لهُ: في قبصةِ المجلس

آلاف القراراتِ التي تحفظُ داركْ

لِمَ لا يَمسَحُ عاركْ؟!

قُلْ لهُ: مِن مَجلسِ الأمنِ

طَلبْتَ الأمنَ قَبلي..

فلماذا أنت لا تجلسُ مثلي بأمانْ؟

قُلْ لهُ: لا يَقتلُ الجرثومَ.. إلا الغليانْ

قُلْ لهُ: إن بذورَ النّصرِ

لا تَنبُتُ إلاّ.. في ميادينِ الطِّعانْ

قُلْ لهُ: أنتَ مُدانْ!

****

يا جنوبيُّ

وَهَبْتَ الرِّيحَ باباً مُشرَعاً

من بَعدِما شرَّعتَ أسبابَ الهبوبْ

فَأصِخْ..

ها هو ذا صوتُ صفيرِ الزَّهوِ يأتي

مِن ملايين الثُقوبْ!

لا تقُلْ إنكَ لا تعرِفُ عنها أيّ شيءٍ

إنها.. نحنُ الشعوبْ!

وقصارى ما يُرجّى مِن ثُقوبٍ

أنَّ في صَفْرَتَها.. أقصى الوثوبْ!

سوف تحتلُّكَ

تأييداً وتعضيداً وتمجيداً

ونَستعمرُ سَمعيكَ

بجيشِ الهيَجانْ

يا جنوبيُّ

فَسَرِّحْنا بإحسانٍ

وقُلْ: فات الأوانْ

أنتمُ، الآنَ، تَجرَّأتُم على الزَّحفِ

وإنّي، من زمانٍ،

قد تجاوزتُ حدودَ الطيرانْ!

وأنا استأصَلتُ مِنّي ورماً

ثم تعافيتُ

ومازلتُم تُقيمونَ جميعاً

في خلايا السَّرطانْ!

وأنا هدًّمتُ للشرِّ كياناً

ولهُ في أرضِكُمْ..

مازالَ عِشرونَ كيانْ!

****

يا ابنَ لُبنانَ

بمضمارِ العُلا

طالعْتَ طِرْسَ العِزِّ

واستوعبتَ دَرسَ العُنفوانْ

قُلتَ: ماذا يجلبُ النَّصرَ؟

فقالتْ نفسكَ الحُرةُ:

إيمانٌ

وصبرٌ

وزِناد

وبَنَانْ

فتهيَّأتَ، وراهنْتَ على أن تَبلُغَ النَّصرَ

.. وما خاب الرِّهانْ

****

يا ابن لُبنانَ.. هَنيئاً

وحْدكَ النّاجحُ،

والعُرْبُ جميعاً..

سقطوا في الامتحانْ!
ديوان الشاعر احمد مطر
كُلُّ وقتٍ ما عدا لحظة ميلادكَ فينا هو ظِلٌّ لنفاياتِ الزمانْ كُلُّ أرضٍ ما عدا الأرض التي تمشي عليها هي سَقْطٌ مِن غُيارِ اللاّمكانْ كُلُّ كون قبل أن تلبسَهُ.. كان رمادا كلُ لونٍ قبل أن تلمسهُ.. كان سوادا كلُ معنىً قبل أن تنفُخَ في معناهُ نارَ…
وصلني سؤال في مجموعة النقاش من الاخ يحي يسأل عن مناسبة هذه القصيدة فأجبته 👇👇

على ما اعلم يا اخي يحي كتبها الشاعر لحزب الله عندما حرر لبنان من اليهود في حرب 2006 و كانوا يستحقونها حينئذ
نحن ايضا تغنينا بهم و رفعنا صورهم
لكن موقف الشاعر مما يحدث في سوريا الآن لا يقبل الالتباس هو ضد بشار وعصابته و كل من يؤيده وضدد حسن نصر الله ايظا
أُعلن الإضراب في دور البغاء.

البغايا قلن:

لم يبق لنا من شرف المهنة

إلا ألا د عاء!

إننا مهما أتسعنا

ضاق باب الرزق

من زحمة فسق الشركاء.

أبغايا نحن؟!

كلا.. أصبحت مهنتنا أكل هواء.

وكان العهر مقصورا

على جنس النساء.

ما الذي نصنعه؟

ما عاد في الدنيا حياء!

كلما جئنا لمبغى

فتح الأوغاد في جانبه مبغى

وسموه: اتحاد الأدباء!
قِفـوا ضِـدّي .

دَعُوني أقتفي وَحْدي .. خُطى وَحْدي !

أنا مُنذُ اندلاع براعِمِ الكلماتِ في مَهدي

قَطَعتُ العُمرَ مُنفرداً

أصُـدُّ مناجِلَ الحَصْدِ

وَما مِن مَوْردٍ عِندي لأسلحتي

سِوى وَرْدي !

فَلا ليَ ظَهْرُ أمريكا

لِيُسندَ ظَهريَ العاري .

وَلا ليَ سُلطةٌ تُوري

بِقَدْح زنادها ناري .

وَلا ليَ بَعدَها حِزبُ

يُسَدِّدُ زَنْدُهُ زَندي .

***

قِفـوا ...

لن تَبلُغوا مِنّي وُقُوفَ النّدِّ للِندِّ ِ.

مَتى كُنتمْ مَعي.. حتَى

أُضارَ بِوَحشةِ البُعْـدِ ؟

أَنا مَن ضَمّكُمْ مَعَهُ

لِتَرفعَ قِيمَـةُ الأصفارِ قامَتَها لَدى العَـدِّ

بظِلِّ الواحدِ الفَرد ِ.

ولكنّي، بطُولِ الجُهْـدِ ،

لَم أَبلُغْ بها قَصْـدي .

أُحرّكُها إلى اليُمنى

فألقاها على اليُسرى

وتَجمعُ نَفسَها دُوني

فَيُصبحُ جَمْعُها : صِفرا .

وَما ضيري ؟

أنا في مُنتهى طَمَعي .. وفي زُهْـدي

سَأبقى واحِداً.. وَحْـدي !

***

فَمي أَضناهُ حَـكُّ الشَّمْعِ عن فَمِكُم .

بحقِّ الباطِلِ المَصهورِ في دَمِكُمْ

قِفوا ضِـدّي .

دَعُوني، مَرّةً، أُهدي سَنا جُهدي

لِما يُجـدي .

فَمَهْما أَشرقَتْ شَمسي

فلن تَلقى لَها جَـدوى

سِوى الإعراضِ والصَدِّ

مَنَ العُمْيانِ والرُّمْدِ .

***

قِفـوا ضِـدّي .

أنا حُـرُّ .. ولا أرجو بَراءةَ ذِمَّةٍ

مِن ذِمّـةِ العَبْدِ .

خُـذوا أوراق إثباتي .

خُذوا خِزْيَ انصهاري في ذَواتٍ

أَخجَلتْ ذاتي .

سَفَحتُ العُمْـرَ

أُوقـِظُ نائِمَ الإنسان في دَمِها

وَحينَ تَحرَّكَتْ أطرافُ نائِمِها

مَشَتْ فَوقي .. تُجدِّدُ بَيعةَ القـردِ !

خُـذوا آبارَكُمْ عَنّي .

خُـذوا النّار الّتي مُتُّمْ بِها

مِن شِدَّةِ البَـرْد ِ!

خُـذوا أنهارَكُمْ عَنّي

خُـذوا الدَّمْعَ الذّي يَجري

كسكّينٍ على خَـدّي .

خُذوا الأضواءَ والضّوضاءَ

عَن عَيني وَعَن أُذُني ..

أَنَا ابنُ الغَيمِ

لي مِن دُونِكُمْ بَرقي وَلي رَعْدي .

قِفـُوا ضِـدّي ..

كَفاني أنّني لم أنتزِعْ مِن قَبلِكُمْ جِلدي .

وأنّي لم أَبعْني، مِثلَكُمْ ، في ساعةِ الجِدِّ .

كَفاني بَعدَكمْ أنّي

بَقيتَُ ، كما أنا ، عِنْـدي .

فَماذا عِندَكُمْ بَعْـدي ؟!
لا تقولوا بربرية
وتنادوني زعيم الهمجية
فانا اقتل جُلَّ الشعبِ
باسم المرجعية..
وأنا اسرقُ قوتَ الشعبِ
باسم المرجعية...
ملكٌ صرتُ عليكمْ
وغدَتْ بغدادُ تدعى (المالكية)
لم يعد هارونُ
يختالُ أمامي...
فلقد قطَّعتُ هارونَ
إلى مليون قطعة..
وزرعتُ الأرض في بغدادَ
من حولي كلابا فارسية
فاسمحوا لي أن أناديكم (عبيدي)
فلَكَمْ اشتاقُ أن اذبح فيكمْ
كل حرف من حروف الأبجدية
ولكم اشتاق أن اقتل منكم
كل من يحمل دينا ً
أو عقالا ً..
أو هوية ..
ليس باسمي ..
إنما باسم كبير المرجعية
فانا المعتدلُ ..الحاكمُ
باسم العلوية ..
وأنا المنتخبُ المختارُ للفوز ِ
بصوت الأغلبية..
فامنحوني كل ما يمنحُ
من مالٍ وأولادٍ وأعراض ٍ
وآراءٍ غبية ....
اولستمْ من يراني ..رغم قبحي
خير حكام العصور الذهبية ..؟
اولستمْ من ينادي ..
أنني القاطع رأس الطائفية ...؟
أنني القامع للردة في المهدِ
وسلطان القيادات الأبية..
فاشربوا النخب(عوافي)
وافرحوا يا (ناصبية)
وانعموا في دولة القانون ِ
بالعدل وذوقوا..
كل يوم من أكفي
جرعة الموت الهنية
ليس ذنبي أنكم حين ولدتمْ
لم تكونوا (جعفرية)..!!
ليس ذنبي أن أمي أرضعتني
دون تدبيري ..
صفاتٍ صفوية..
لم أكن اقصدُ أن أزعجكمْ
حين صرختُ ...
(يالثارات العروش الفاطمية)
لم يكنْ أمري ولكنْ
كان أمر المرجعية..
كلكم عندي سواءٌ
ولكلٍ في ثنايا الحقد في نفسي
ملفٌ وقضية...
تهمة الإرهاب موالٌ
أغنيهِ عليكمْ
كلما عاتبتموني
أو تجرأتمْ عليَّ
ليس ذنبي أنني حين أراكمْ
اذكر (الضلع) فتصحو
فكرة الثأر لديَّ
ليس ذنبي أن أهلي أورثوني
حب إيران ..وكره القادسية
فاحمدوا الله بأني
لم أزل امسك نفسي
وألزموا الصمت رفاقي
إن للأمر بقية ...
واعذروني إن تطاولت عليكمْ
لم يكن سيفي ولكنْ
كان سيفَ المرجعية

📚سنعيد نشر سيرة الذات الشاعر احمد مطر
من اجل الاعضاء الجدد في القناة والفائدة للجميع
🌷
👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇
Forwarded from ديوان الشاعر احمد مطر (زكـZakriaـريا ★*)
ميلاد احمد مطر ونشأته
==============
أحمد مطر شاعر عراقي ولد سنة 1954 في قرية التنومة، إحدى نواحي شط العرب في البصرة، وهو الابن الرابع بين عشرة أخوة من البنين والبنات، وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته وهو في مرحلة الصبا، لتقيم بمسكن عبر النهر في محلة الأصمعي.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from ديوان الشاعر احمد مطر (زكـZakriaـريا ★*)
بداية مشوار الشعر
===================

في سن الرابعة عشرة بدأ أحمد مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، أما موهبته في الشعر، فبدأت تظهر في أول قصيدة كتبها حيث كان في الصف الثالث من الدراسة المتوسطة، وكانت تتألف من سبعة عشر بيتا، ومن الطبيعي ألا تخرج تلك القصيدة عن نطاق الغزل والهيام وهو أمر شائع ومألوف بين الناس لصبي أدرك منذ أدرك أن الشعر لا يعني سوى الوجد والهيام والدموع والأرق، وكان مطلع القصيدة:
مرقت كالسهم لا تلوي خطاها
ليت شعري ما الذي اليوم دهاها
يقول بعض من قرأ القصيدة : "إذا نظرنا إلى القصيدة نجد سنًا أكبر من سنه، وهذا لا يتهيأ فنّا ورصيداً لصبي ما زال مخزونه اللغوي والفني في طور التشكيل".
وقد عُرِضَتْ تلك القصيدة في حينها على أحد المختصين فلم يصدق أنها لطالب ما زال في المرحلة المتوسطة
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2024/10/01 11:40:06
Back to Top
HTML Embed Code: