Telegram Web Link
يريدون مني بلوغ الحضارة،

وكل الدروب إليها سدى،

والخطى مستعارة،

فما بيننا ألف باب وباب،

عليها كلاب الكلاب،

تشم الظنون، وتسمع صمت الإشارة،

وتقطع وقت الفراغ بقطع الرقاب،

فكيف سأمضي لقصدي وهم يطلقون الكلاب،

على كل درب وهم يربطون الحجارة؛

يريدون مني بلوغ الحضارة،

وما زلت أجهل دربي لبيتي،

وأعطي عظيم اعتباري لأدني عبارة،

لأن لساني حصاني كما علموني،

وأن حصاني شديد الإثارة،

وأن الإثارة ليست شطارة،

وأن الشطارة في ربط رأسي بصمتي،

وربط حصاني على باب تلك السفارة،

وتلك السفارة.
ربّ

طالت غربتي

واستنزف اليأس عنادي

وفؤادي

طمّ فيه الشوق حتى

بقيّ الشوق ولم تبق فؤادي !

أنا حيّ ميتٌّ

دون حياة أو معاد

وأنا خيط من المطاط مشدودٌ

.إلى فرع ثنائيّ أحادي

كلما ازددت اقتراباً

زاد في القرب ابتعادي !

أنا في عاصفة الغربة نارٌ

يستوي فيها انحيازي وحيادي

فإذا سلمت أمري أطفأتني

.وإذا واجهتها زاد اتقادي

ليس لي في المنتهى إلاّ رمادي !

وطناً لله يا محسنين

…حتى لو بحلم

أكثير هو أن يطمع ميت

!في الرقاد؟

…ضاع عمري وأنا أعدو

فلا يطلع لي إلا الأعادي

وأنا أدعو

فلا تنزل بي إلا العوادي

كلّ عين حدّقت بي

خلتها تنوي اصطيادي !

كلّ كف لوّحت لي

خلتها تنوي اقتيادي !

…غربة كاسرة تقتاتني

والجوع زادي

لم تعد بي طاقة

يا ربّ خلصني سريعاً

من بلادي !
ِشكراً على التأبينِ والإطراءِ

يا معشرَ الخطباء والشعراءِ

شكراً على ما ضاعَ من أوقاتكم

في غمرةِ التدبيـج والإنشاءِ

وعلى مدادٍ كان يكفي بعضُـه

أن يُغرِقَ الظلماءَ بالظلماءِ

وعلى دموعٍ لو جَـرتْ في البيدِ

لانحلّـتْ وسار الماءُ فوق الماءِ

وعواطفٍ يغـدو على أعتابها

مجنونُ ليلى أعقـلَ العقلاءِ

وشجاعـةٍ باسم القتيلِ مشيرةٍ

للقاتلين بغيرِما أسمـاءِ

شكراً لكم، شكراً، وعفواً إن أنا

أقلعتُ عن صوتي وعن إصغائي

عفواً، فلا الطاووس في جلدي ولا

تعلو لساني لهجةُ الببغاءِ

عفواً، فلا تروي أساي قصيدةٌ

إن لم تكن مكتوبةً بدمائي

عفواً، فإني إن رثيتُ فإنّما

أرثي بفاتحة الرثاء رثائي

عفواً، فإني مَيِّتٌ يا أيُّها

الموتى، وناجي آخر الأحياء !

***

"ناجي العليُّ" لقد نجوتَ بقدرةٍ

من عارنا، وعلَوتَ للعلياءِ

إصعـدْ، فموطنك السّماءُ، وخلِّنا

في الأرضِ، إن الأرضَ للجبناءِ

للمُوثِقينَ على الّرباطِ رباطَنا

والصانعينَ النصرَ في صنعاءِ

مِمّن يرصّونَ الصُّكوكَ بزحفهم

ويناضلونَ برايةٍ بيضاءِ

ويُسافِحونَ قضيّةً من صُلبهم

ويُصافحونَ عداوةَ الأعداءِ

ويخلِّفون هزيمةً، لم يعترفْ

أحدٌ بها.. من كثرة الآباءِ !

إصعَـدْ فموطنك المُـرّجَى مخفرٌ

متعددُ اللهجات والأزياءِ

للشرطة الخصيان، أو للشرطة

الثوار، أو للشرطة الأدباءِ

أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ

من العروشِ لقتل كلِّ فدائي

الهاربين من الخنادق والبنادق

للفنادق في حِمى العُملاءِ

القافزين من اليسار إلى اليمين

إلى اليسار كقفزة الحِرباءِ

المعلنين من القصورِ قصورَنا

واللاقطين عطيّةَ اللقطاءِ

إصعدْ، فهذي الأرض بيتُ دعارةٍ

فيها البقاءُ معلّقٌ ببغاءِ

مَنْ لم يمُت بالسيفِ مات بطلقةٍ

من عاش فينا عيشة الشرفاء

ماذا يضيرك أن تُفارقَ أمّةً

ليست سوى خطأ من الأخطاءِ

رملٌ تداخلَ بعضُهُ في بعضِهِ

حتى غدا كالصخرة الصمّاءِ

لا الريحُ ترفعُها إلى الأعلى

ولا النيران تمنعها من الإغفاءِ

فمدامعٌ تبكيك لو هي أنصفتْ

لرثتْ صحافةَ أهلها الأُجراءِ

تلك التي فتحَتْ لنَعيِكَ صدرَها

وتفنّنت بروائعِ الإنشاءِ

لكنَها لم تمتلِكْ شرفاً لكي

ترضى بنشْرِ رسومك العذراءِ

ونعتك من قبل الممات، وأغلقت

بابَ الرّجاءِ بأوجُهِ القُرّاءِ

وجوامعٌ صلّت عليك لو انّها

صدقت، لقرّبتِ الجهادَ النائي

ولأعْلَنَتْ باسم الشريعة كُفرَها

بشرائع الأمراءِ والرؤساءِ

ولساءلتهم: أيُّهمْ قد جاءَ

مُنتخَباً لنا بإرادة البُسطاء ؟

ولساءلتهم: كيف قد بلغوا الغِنى

وبلادُنا تكتظُّ بالفقراء ؟

ولمنْ يَرصُّونَ السلاحَ، وحربُهمْ

حبٌ، وهم في خدمة الأعداءِ ؟

وبأيِّ أرضٍ يحكمونَ، وأرضُنا

لم يتركوا منها سوى الأسماءِ ؟

وبأيِّ شعبٍ يحكمونَ، وشعبُنا

متشعِّبٌ بالقتل والإقصاءِ

يحيا غريبَ الدارِ في أوطانهِ

ومُطارَداً بمواطنِ الغُرباء ؟

لكنّما يبقى الكلامُ مُحرّراً

إنْ دارَ فوقَ الألسنِ الخرساءِ

ويظلُّ إطلاقُ العويلِ محلّلاً

ما لم يمُسَّ بحرمة الخلفاءِ

ويظلُّ ذِكْرُكَ في الصحيفةِ جائزاً

ما دام وسْـطَ مساحةٍ سوداءِ

ويظلُّ رأسكَ عالياً ما دمتَ

فوق النعشِ محمولاً إلى الغبراءِ

وتظلُّ تحت "الزّفـتِ" كلُّ طباعنا

ما دامَ هذا النفطُ في الصحراءِ !

***

القاتلُ المأجورُ وجهٌ أسودٌ

يُخفي مئاتِ الأوجه الصفراءِ

هي أوجهٌ أعجازُها منها استحتْ

والخِزْيُ غطَاها على استحياءِ

لمثقفٍ أوراقُه رزمُ الصكوكِ

وحِبْرُهُ فيها دمُ الشهداء

ولكاتبٍ أقلامُهُ مشدودةٌ

بحبال صوت جلالةِ الأمراء

ولناقدٍ "بالنقدِ" يذبحُ ربَّهُ

ويبايعُ الشيطانَ بالإفتاءِ

ولشاعرٍ يكتظُّ من عَسَـلِ النعيمِ

على حسابِ مَرارةِ البؤساءِ

ويَجـرُّ عِصمتَه لأبواب الخَنا

ملفوفةً بقصيدةٍ عصماءِ !

ولثائرٍ يرنو إلى الحريّةِ

الحمراءِ عبرَ الليلةِ الحمراءِ

ويعومُ في "عَرَقِ" النضالِ ويحتسي

أنخابَهُ في صحَة الأشلاءِ

ويكُفُّ عن ضغط الزِّنادِ مخافةً

من عجز إصبعه لدى "الإمضاءِ" !

ولحاكمٍ إن دقَّ نورُ الوعْي

ظُلْمَتَهُ، شكا من شدَّةِ الضوضاءِ

وَسِعَتْ أساطيلَ الغُزاةِ بلادُهُ

لكنَها ضاقتْ على الآراءِ

ونفاكَ وَهْـوَ مُخَـمِّنٌ أنَّ الرَدى

بك مُحْدقُ، فالنفيُ كالإفناءِ !

الكلُّ مشتركٌ بقتلِكَ، إنّما

نابت يَدُ الجاني عن الشُّركاءِ

***

ناجي. تحجّرتِ الدموعُ بمحجري

وحشا نزيفُ النارِ لي أحشائي

لمّا هويْتَ هَويتَ مُتَّحـدَ الهوى

وهويْتُ فيك موزَّعَ الأهواءِ

لم أبكِ، لم أصمتْ، ولم أنهضْ

ولم أرقدْ، وكلّي تاهَ في أجزائي

ففجيعتي بك أنني.. تحت الثرى

روحي، ومن فوقِ الثرى أعضائي

أنا يا أنا بك ميتٌ حيٌّ

ومحترقٌ أعدُّ النارَ للإطفاءِ

برّأتُ من ذنْبِ الرِّثاء قريحتي

وعصمتُ شيطاني عن الإيحاءِ

وحلفتُ ألا أبتديك مودِّعاً

حتى أهيِّئَ موعداً للقاءِ

سأبدّلُ القلمَ الرقيقَ بخنجرٍ

والأُغنياتِ بطعنَـةٍ نجلاءِ

وأمدُّ رأسَ الحاكمينََ صحيفةً

لقصائدٍ.. سأخطُّها بحذائي

وأضمُّ
صوتكَ بذرةً في خافقي

وأصمُّهم في غابة الأصداءِ

وألقِّنُ الأطفالَ أنَّ عروشَهم

زبدٌ أٌقيمَ على أساس الماءِ

وألقِّنُ الأطفالَ أن جيوشهم

قطعٌ من الديكورِ والأضواءِ

وألقِّنُ الأطفالَ أن قصورَهم

مبنيةٌ بجماجمِ الضعفاءِ

وكنوزَهم مسروقةٌ بالعدِل

واستقلالهم نوعُ من الإخصاءِ

سأظلُّ أكتُبُ في الهواءِ هجاءهم

وأعيدُهُ بعواصفٍ هوجاءِ

وليشتمِ المتلوّثونَ شتائمي

وليستروا عوراتهم بردائي

وليطلقِ المستكبرون كلابَهم

وليقطعوا عنقي بلا إبطاءِ

لو لم تَعُـدْ في العمرِ إلا ساعةٌ

لقضيتُها بشتيمةِ الخُلفاءِ !

***

أنا لستُ أهجو الحاكمينَ، وإنّما

أهجو بذكر الحاكمين هجائي

أمِنَ التأدّبِ أن أقول لقاتلي

عُذراً إذا جرحتْ يديكَ دمائي ؟

أأقولُ للكلبِ العقور تأدُّباً:

دغدِغْ بنابك يا أخي أشلائي ؟

أأقولُ للقوّاد يا صِدِّيقُ، أو

أدعو البغِيَّ بمريمِ العذراءِ ؟

أأقولُ للمأبونِ حينَ ركوعِهِ:

"حَرَماً" وأمسحُ ظهرهُ بثنائي ؟

أأقول لِلّصِ الذي يسطو على

كينونتي: شكراً على إلغائي ؟

الحاكمونَ همُ الكلابُ، مع اعتذاري

فالكلاب حفيظةٌ لوفاءِ

وهمُ اللصوصُ القاتلونَ العاهرونَ

وكلُّهم عبدٌ بلا استثناء !

إنْ لمْ يكونوا ظالمين فمن تُرى

ملأ البلادَ برهبةٍ وشقاء ِ؟

إنْ لم يكونوا خائنين فكيف

ما زالتْ فلسطينٌ لدى الأعداءِ ؟

عشرون عاماً والبلادُ رهينةٌ

للمخبرينَ وحضرةِ الخبراءِ

عشرون عاماً والشعوبُ تفيقُ مِنْ

غفواتها لتُصابَ بالإغماءِ

عشرون عاماً والمفكِّرُ إنْ حكى

وجبت لهُ طاقيةُ الإخفاءِ

عشرون عاماً والسجون مدارسٌ

منهاجها التنكيلُ بالسجناءِ

عشرون عاماً والقضاءُ مُنَزَّهٌ

إلا عن الأغراض والأهواءِ

فالدينُ معتقلٌ بتُهمةِ كونِهِ

مُتطرِّفاً يدعو إلى الضَّراءِ

واللهُ في كلِّ البلادِ مُطاردٌ

لضلوعهِ بإثارةِ الغوغاءِ

عشرون عاماً والنظامُ هو النظامُ

مع اختلاف اللونِ والأسماءِ

تمضي به وتعيدُهُ دبّابةٌ

تستبدلُ العملاءَ بالعملاءِ

سرقوا حليب صِغارنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟

كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ

فتكوا بخير رجالنا، مِنْ أجلِ مَن ْ؟

كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ

هتكوا حياء نسائنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟

كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ

خنقوا بحريّاتهم أنفاسَنا

كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ

وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا

كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ

فتحوا لأمريكا عفافَ خليجنا

كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ

وإذا بما قد عاد من أسلابنا

رملٌ تناثر في ثرى سيناء !

وإذا بنا مِزَقٌ بساحات الوغى

وبواسلٌ بوسائل الأنباءِ

وإذا بنا نرثُ مُضاعَفاً

ونُوَرِّثُ الضعفينِ للأبناءِ

ونخافُ أن نشكو وضاعةَ وضعنا

حتى ولو بالصمت والإيماءِ

ونخافُ من أولادِنا ونسائنا

ومن الهواءِ إذا أتى بهواءِ

ونخافُ إن بدأت لدينا ثورةٌ

مِن أن تكونَ بداية الإنهاءِ

موتى، ولا أحدٌ هنا يرثي لنا

قُمْ وارثنا.. يا آخِـرَ الأحياءِ !
قصيدة طويلة لكنها جدا جميلة في رثاء رسام الكاريكاتير المشهور ناجي العلي رفيق الشاعر احمد مطر
الرسام مشهور بحنظلة وتوقيعه على رسماته هو الطفل حنظلة الذي يعطي ظهره دائما للجمهور ويديه مكتوفة الى ضهره
مر (شعواط)الأصم

بالفتى( ساهي) الأصم

قال ساهي:كيف أحوالك...عم؟

قال شعواط :الى سوق الغنم

قال ساهي:نحمد الله ...بخير

قال شعواط:أنا شغلي الغنم

قال ساهي:رضة في الركبة اليمنى

وكسر عرضي في القدم

قال شعواط:نعم

إقبل الشغل

فلاعيب بتحميل الفحم

قال ساهي: نشكر الله....لقد زال الالم

قال شعواط:بودي........إنما شغلي أهم؟

لم لاتأتي معي أنت الى سوق الغنم ؟

قال ساهي:في أمان الله......عمي

إنني ماض الى سوق الغنم

************

الحوارات لدينا

هكذا تبدأ دوماً...وبهذا تختتم

إسمها الأصلي(شعواط وساهي)

واسمها المعروف رسمياً ( قمم )
قمر توشحَ بالسَحابْ.

غَبَش توغل, حالما, بفجاجِ غابْ.

فجر تحمم بالندى

و أطل من خلف الهضابْ.

الورد في أكمامه.

ألق اللآلئ في الصد فْ.

سُرُج تُرفرفُ في السَدَ فْ.

ضحكات أشرعة يؤرجحها العبابْ.

و مرافئ بيضاء

تنبض بالنقاء العذبِ من خلل الضبابْ.

من أي سِحرٍ جِئت أيتها الجميلهْ ؟

من أي باِرقة نبيلهْ

هطلت رؤاك على الخميلةِ

فانتشى عطرُ الخميلهْ ؟

من أي أفقٍ

ذلك البَرَدُ المتوجُ باللهيبِ

و هذه الشمسُ الظليلَهْ ؟

من أي نَبْعٍ غافِل الشفتينِ

تندلعُ الورودُ ؟

- من الفضيلَهْ.

! هي ممكنات مستحيلهْ

قمر على وجه المياهِ

َيلُمهُ العشب الضئيلُ

وليس تُدركه القبابْ.

قمر على وجه المياه

سكونه في الإضطراب

وبعده في الإقترابْ.

غَيب يمد حُضورَه وسْطَ الغيابْ.

وطن يلم شتاته في الإغترابْ.

! روح مجنحة بأعماق الترابْ

وهي الحضارة كلها

تنسَل من رَحِم الخرابْ

و تقوم سافرة

لتختزل الدنا في كِلْمتين :

! ( أنا الحِجابْ )

فمالها حُجُبُ النفورْ

نزلت على وجهِ السفورْ ؟

واهًا ...

أرائحة الزهور

تضيرُ عاصمة العطورْ ؟

أتعف عن رشْفِ الندى شَفَةُ البكورْ ؟

!أيضيق دوح بالطيورْ ؟

!يا للغرابة

_ لا غرابهْ .

أنا بسمة ضاقت بفرحتها الكآبهْ.

أنا نغمة جرحت خدود الصمت

وازدريت الرتابهْ.

أنا وقدة محت الجليد

وعبأت بالرعب أفئدة الذئابْ.

أنا عِفة و طهارة

بينَ الكلابْ .

الشمس حائرة

بغير مرسى

الليلُ جن بأفقها

!والصبحُ أمسى

والوردة الفيحاء تصفعها الرياح

و يحتويها السيل دَوْسا.

والحانة السكرى تصارع يقظتي

و تصب لي ألما و يأسا.

سأغادرُ المبغى الكبيرَ و لست آسى

!أنا لستُ غانية و كأسا

نَعلاكِ أوسعُ من فرنسا.

نعلاكِ أطهرُ من فرنسا كلها

جَسَدًا ونفْسا.

نعلاك أجْملُ من مبادئ ثورةٍ

ذُكِرَتْ لتُنسى.

مُدي جُذورَكِ في جذورِكِ

واتركي أن تتركيها

قري بمملكةِ الوقارِ

وسَفهي الملِكَ السفيها.

هي حرة ما دامَ صوتُكِ مِلءَ فيها.

وجميلة ما دُمتِ فيها.

هي مالَها من مالِها شيء

سِوى ( سِيدا ) بَنيها !

هي كلها ميراثُكِ المسروقُ:

أسفلت الدروبِ,

حجارةُ الشرفاتِ ,

أوعيةُ المعاصِرْ.

النفطُ ,

زيتُ العِطرِ ,

مسحوقُ الغسيلِ ,

صفائحُ العَرباتِ ,

أصباغُ الأظافرْ .

خَشَبُ الأسِرةِ ,

زئبقُ المرآةِ ,

أقمشةُ الستائِرْ .

غازُ المدافئِ ,

مَعدنُ الشَفَراتِ ,

أضواءُ المتاجرْ .

وسِواهُ من خيرٍ يسيلُ بغيرِ آخِرْ

هي كلها أملاكُ جَدكِ

في مراكشَ

أو دمشقَ

أو الجزائِرْ !

هي كلها ميراثك المغصوبُ

فاغتصبي كنوزَ الإغتصابْ .

زاد الحسابُ على الحسابِ

وآنَ تسديدُ الحسابْ .

فإذا ارتضتْ..أهلاً .

و إنْ لم ترضَ

فلترحَلْ فرنسا عن فرنسا نفسِها

إن كانَ يُزعجُها الحجابْ !

فلترحَلْ فرنسا عن فرنسا نفسِها

إن كانَ يُزعجُها الحجابْ !
شِعـرُكَ هذا .. شِعْـرٌ أَعـوَرْ !

ليسَ يرى إلاّ ما يُحـذَرْ :

فَهُنـا مَنفى، وَهُنـا سِجـنٌ

وَهُنـا قَبْـرٌ، وَهُنـا مَنْحَـرْ .

وَهُنَـا قَيْـدٌ، وَهُنـا حَبْـلٌ

وَهُنـا لُغـمٌ، وََهُنـا عَسْكـرْ !

ما هـذا ؟

هَـلْ خَلَـتِ الدُّنيـا

إلاَّ مِـنْ كَـرٍّ يَتكـرَّرْ ؟

خُـذْ نَفَسَـاً ..

إسـألْ عن لَيلـى ..

رُدَّ على دَقَّـةِ مِسكـينٍ

يَسكُـنُ في جانبِكَ الأيسَـرْ .

حتّى الحَـربُ إذا ما تَعِبَتْ

تَضَـعُ المِئـزَرْ !

قَبْلَكَ فرسـانٌ قـد عَدَلـوا

في مـا حَمَلـوا

فَهُنـا أَلَـمٌ .. وهُنـا أَمَـلُ .

خُـذْ مَثَـلاً صاحِبَنا (عَنتَـرْ)

في يُمنـاهُ يئِـنُّ السّـيفُ

وفي يُسـراهُ يُغنّي المِزهَـرْ !

**

ذاكَ قَضيّتُـهُ لا تُذكَـرْ :

لَـونٌ أسمَـرْ

وَابنَـةُ عَـمٍّ

وأَبٌ قاسٍ .

والحَلُّ يَسـيرٌ .. والعُـدّةُ أيْسَـرْ :

سَـيفٌ بَتّـارٌ

وحِصـانٌ أَبتَـرْ .

أَمّـا مأسـاتي .. فَتَصَــوَّرْ:

قَدَمــايَ على الأَرضِ

وقلـبي

يَتَقَلّـبُ في يـومِ المحشَـرْ !

**

مَـعَ هـذا .. مثلُكَ لا يُعـذَرْ

لمْ نَطلُـبْ مِنـكَ مُعَلَّقَـةً ..

غازِلْ ليلاكَ بما استَيْـسَرْ

ضَعْـها في حاشِيـةِ الدّفتَـرْ

صِـفْ عَيْنيهـا

صِـفْ شَفَتيهـا

قُـلْ فيهـا بَيتـاً واتركْهـا ..

ماذا تَخسَـرْ ؟

هَـلْ قَلْبُكَ قُـدَّ مِـنَ المَرمَـرْ ؟!

**

حَسَـناً .. حَسَـناً ..

سَـاُغازِلُها :

عَيْناها .. كظـلامِ المخفَـرْ .

شَفَتاها .. كالشَّمـعِ الأحمـرْ .

نَهـداها .. كَتَـورُّمِ جسمـي

قبـلَ التّوقيـعِ على المحضَـرْ .

قامَتُهـا .. كَعَصـا جَـلاّدٍ ،

وَضَفيرتُها .. مِشنَقَـةٌ ،

والحاجِـبُ .. خِنجَـرْ !

لَيْـلايَ هواهـا استعمارٌ

وفـؤادي بَلَـدٌ مُستَعْمَـرْ .

فالوعـدُ لَديْها معـروفٌ

والإنجـازُ لديهـا مُنكَـرْ .

كالحاكِـمِ .. تهجُرني ليـلى .

كالمُخبرِ .. تدهَمُـني ليلا !

كمشـاريـعِ الدّولـةِ تَغفـو

كالأسطـولِ السّادسِ أسهَـرْ .

مالي منها غـيرُ خَيـالٍ

يَتَبَـدّدُ سـاعةَ أن يَظهَـرْ

كشِعـارِ الوحـدةِ .. لا أكثـرْ !

ليلـى غامِضَـةٌ .. كحقـوقي،

وَلَعُـــوبٌ .. كَكِتـابٍ أخضَـرْ !

**

يكفـي يا شاعِرَنا ..

تُشكَـرْ !

قَلَّبتَ زبالتَنا حـتّى

لمْ يبـقَ لمزبلـةٍ إلاّ

أنْ تخجـلَ مِـنْ هذا المنظَـرْ !

هـل هذا غَـزَلٌ يا أغبَــرْ ؟!

**

قُلتُ لكـم .

أَعـذَرَ مَـنْ أَنـذَرْ .

هـذا ما عِنـدي ..

عَقْـرَبـةٌ

تُلهمُـني شِعـري .. لا عبقَـرْ!

مُـرٌّ بدمـي طَعْـمُ الدُّنيـا

مُـرٌّ بفَمـي حتّى السُّكّـرْ !

لَسـتُ أرى إلاّ ما يُحـذَرْ .

عَيْنـايَ صـدى ما في نَفْسـي

وبِنَفسـي قَهْـرٌ لا يُقهَـرْ .

كيفَ أُحـرِّرُ ما في نفسـي

وأَنـا نفسـي .. لم أَتحَـرّرْ ؟!
لا.. لَمْ تكُنْ لُعْبـَهْ

ولَمْ تكنْ كِذْبَـهْ

ولم تكنْ خُلاصـةً لِلخـوفِ والرّهبَـهْ

نِسبةُ تأييـدكَ جاءَتْ كلُّها

بمُنتهى الإخـلاصِ والرَّغبـَهْ.

الشّعـبُ كُلـُّهُ انحنـى

بينَ يَدَيـكَ آمِناً ومُؤمِنا

حتّـى أنا

وكُلُّ مَن حَـوْلـي هُنا

في غُربِـة الغُربـَهْ.

وَكُـلُّ مَن في رَِحـمِ الأُمّ انثـنى

وكُلُّ مَن توسَّـدَ التُّربَـهْ.

مَـلأتَ قلبَ الشّـعبِ بالحُـبِّ

فلا غَــرْوَ إذا

أعطاكَ هذا الشّعـبُ

مِن فـَرْطِ الهـوى.. قَلبَـهْ.

أوطـافَ مِن حَوْلكَ مَحمـومَ الخُـطى

أكثَر ممّا طِيـفَ بالكعبَهْ !

يا مائـةً في مائـةٍ

يا غاطِساً في بركَـةِ الحُـبِّ إلى الرُّكْبَـهْ

شعُبـكَ أعَطـاكَ الذّي

لَمْ يُعْطـهِ رَبَّـهْ !

ها أنتَ مِنهُ آمِـنٌ

وأنتَ فيهِ مُؤتَمَـنْ

فاصعَـدْ إلى الشّعـبِ إذَنْ

مُرتَدياً حُبَّـهْ.

ولاتَضَـعْ بينكُما حِراسَـةٍ

يكفيكَ أن تَحرُسـكَ (النِّسْبـهْ).

أو دَعْـهُ يَتبَعْكَ إلى

سابـع أرضٍ

عَلَّـهُ.. يَنجـو مِنَ الضَّربَهْ!
إنّما أيّامُكمْ مُحدَثَةٌ

تَمشي على عَكْسِ خُطى آبائِها .

هِيَ في التّجديدِ لابُدّ لَها

أن تَفصِلَ الأشياءَ عن أسمائِها !

وَهْيَ في السُّرعةِ لابُدَّ لَها

أن تُسقِطَ الزّائِِدَ مِن أعبائِها :

الهُدى،

والشّرفَ التالِدَ،

والعِفّةَ، والعِزّةَ، والصّدْقَ

وما شابَهَ مِمّا حَمْلُهُ

يُسرِعُ في إبطائِها !

وَهْيَ في التّغييرِ لابُدَّ لَها

أن تُبدِلَ النّظرةَ لِلعَوْراتِ

في أعضائِها..

فَهْيَ لا ترفَعُ ذَيلَ الثَّوبِ

عن (أشيائِها)

مِن قِلّةِ استحيائِها .

إنّما ترفَعُهُ

كي تَستُرَ المكشوفَ مِن أثدائِها !

فاشكروا اللّهَ على آلائِها

واجعَلوا أصواتَكُمْ

بعضَ صَدى أصدائِها :

بِنَعيقٍ طَعِّموا لَحْنَ أغانيكُمْ

إلى أن تُفلحوا، يَوماً، بإتقانِ النَّهيقْ .

وارفعوا أَدمغةَ النّاسِ

على مَتْنِ الفضائيّاتِ

حتّى تَبلُغَ القَعْرَ السَّحيقْ .

وَضَعوا تاجَ بَيانِ الشِّعرِ مَقلوباً

على خَلْفيَّةِ النَّثرِ الصَّفيقْ .

وانظروا عَبْرَ عَماكُمْ

واجذِبوا زَفرتَكْمْ عِندَ الشَّهيقْ !

لن تَفوزوا بِرضا الأيّامِ

حتّى تخسروا الصِّحّة كُرمى دائِها

وَتُريقوا دَمَكْمْ حُبّاً لَدَى بَغْضائِها !

فاحْرُسُوا يَقْظَتكُمْ

خَشيةَ أن ترتَدَّ عن إغفائِها .

واطرحوا آلامَكُمْ

كي تَجمعَ المطروحَ من أبنائِها .

وامنحوا أقلامَكُمْ

حُريَّةَ التعبيرِ عن أخطائِها .

وانزعوا أحلامَكُمْ

ثُمَّ اغسِلوها

واعصروها

واشرَبوا مِن مائِها !
ما هو انطباعك عن القناة حتى الان
Anonymous Poll
67%
متميزة
29%
لابأس بها
4%
رديئة
2024/10/01 13:29:41
Back to Top
HTML Embed Code: