العينُ آفة تصيب الإنسانَ والحيوانَ ،
نَتيجةَ نظْرةِ العائنِ، فيُؤثِّرُ فيه، فيَمرَضُ ،أو يَهلِكُ بسَببِه، وهي ثابتةٌ واقعةٌ ولها تأثيرٌ،وهي حقٌّ بقَضاءِ اللهِ وقدَرِه .
ومن اهم علاماتها سَوَاد فِي وجه المريض ،أو حُمْرَة يعلوها سواد أو صُفْرَة على الوجه .
.
فعن أم سَلمَة رَضيَ اللهُ عَنها أنَّ النَّبيَّ ﷺ ،رَأى في بَيتِها جارِيةً في وَجْهِها سَفعَةٌ ، أيْ :
سَوادٌ وشُحوبٌ، فَقالَ: « استَرْقُوا »، أيِ :
اطْلُبوا الرُّقيَةَ أو مَن يَرقي لَها؛ « فإنَّ بها النَّظرةَ»
أيِ: العَينَ؛ فإنَّه أصابَتْها عَينٌ. وتكونُ الرُّقيةُ
مِن العَينِ والنَّظرةِ بالقُرآنِ وبِما ورَدَ في السُّنَّةِ
الصَّحيحةِ، والرُّقَى والأَدعيةِ التي لَيسَ فيها شِركٌ
أو مُخالفةٌ للشَّرعِ وهذا ما يُرجَى بَركتُه ،
وإذا عُرِفَ العائِنُ يُؤمَرُ بالوُضوءِ، ويُصَبُّ
ذلك الماءُ على الذي أصابَه بعَينِه، كما عند
أبي داودَ عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت :
كان يُؤمَرُ العائِنُ فيتوَضَّأُ، ثم يغتَسِلُ منه المَعِينُ
نَتيجةَ نظْرةِ العائنِ، فيُؤثِّرُ فيه، فيَمرَضُ ،أو يَهلِكُ بسَببِه، وهي ثابتةٌ واقعةٌ ولها تأثيرٌ،وهي حقٌّ بقَضاءِ اللهِ وقدَرِه .
ومن اهم علاماتها سَوَاد فِي وجه المريض ،أو حُمْرَة يعلوها سواد أو صُفْرَة على الوجه .
.
فعن أم سَلمَة رَضيَ اللهُ عَنها أنَّ النَّبيَّ ﷺ ،رَأى في بَيتِها جارِيةً في وَجْهِها سَفعَةٌ ، أيْ :
سَوادٌ وشُحوبٌ، فَقالَ: « استَرْقُوا »، أيِ :
اطْلُبوا الرُّقيَةَ أو مَن يَرقي لَها؛ « فإنَّ بها النَّظرةَ»
أيِ: العَينَ؛ فإنَّه أصابَتْها عَينٌ. وتكونُ الرُّقيةُ
مِن العَينِ والنَّظرةِ بالقُرآنِ وبِما ورَدَ في السُّنَّةِ
الصَّحيحةِ، والرُّقَى والأَدعيةِ التي لَيسَ فيها شِركٌ
أو مُخالفةٌ للشَّرعِ وهذا ما يُرجَى بَركتُه ،
وإذا عُرِفَ العائِنُ يُؤمَرُ بالوُضوءِ، ويُصَبُّ
ذلك الماءُ على الذي أصابَه بعَينِه، كما عند
أبي داودَ عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت :
كان يُؤمَرُ العائِنُ فيتوَضَّأُ، ثم يغتَسِلُ منه المَعِينُ
(١٣) رسالة ابن القيم لإخوانه.
*مشهد الإحسان* يعني بعد ما يخلص الإنسان ثم بعد ذلك يصدق، ثم بعد ذلك يتابع يأتي مشهد
*الإحسان هو :* الذي عرفه النبي ﷺ أن يعبد الإنسان الله كأنه يراه.
# *يقرر ابن القيم أولًا*:
أن
الإحسان لا يمكن أن يحصل للإنسان إلا إذا كمل عنده وعظم عنده وأخذ نصيبًا وافرًا من إيمانه بالله وأسمائه، وصفاته حتى أنه يصلي كأنه يرى الله.
كما قال ابن القيم كأنه يرى الله فوق سماواته مستويًا على عرشه يتكلم بأمره ونهيه ويدبر أمر خليقته فينزل الأمر من عنده ويصعد إليه وتعرض أعمال
العباد عليه يشهد كل هذه الأشياء بقلبه يعني يستحضرها بقلبه ويشهد أسماء الله البر الرحيم إذا قرأ " بسم الله الرحمن الرحيم" الرحمٰن الرحيم والملك إذا قرأ "مالك يوم الدين" ويستحضر بقلبه اسم الحي القيوم السميع البصير العزيز الحكيم ويستحضر صفات الله الآمر الناهي هذه الأشياء هو مشهد الإحسان فإذا شاهد ذلك
بقلبه واستقر هذا بقلبه يؤدي الصلاة كأنه يرى الله.
# فلا تسأل بعد ذلك عن حسنها وإتقانها، وجمالها، ولذتها، وخضوعها.
مثل هذا كيف يستطيع الشيطان أن يدخل على صلاته؟
أينما أتاه وإذا هو كل ذرة من ذرات صلاته مستحضرًا اطلاع ربه عليه ويصلي كأنه يرى الله سبحانه وتعالى، ويشاهد ذلك بقلبه.
# هذا المشهد *يقرر* ابن القيم أنه الذي هو مشهد الإحسان .
إذا طبعًا هذا في أعمال القلوب.
إذا وصل القلب إلى هذه المنزلة
منزلة الإحسان وشاهد ذلك بقلبه فإنه يوجب ذلك ماذا؟
يعني ما هي الآثار التي تأتي نتيجة لمنزلة الإحسان؟
يقول ابن القيم الحياء الحياء من الله، ولهذا يستحي أن تكون صلاته سريعة، أو نقرًا، أو فيها سهوًا، أو فيها غفلة، والإجلال يجل الله أن تكون الصلاة مختلة في أركانها، أو في واجباتها.
التعظيم الخشية المحبة الإنابة التوكل الخضوع الذل. ويقطع الوساوس وحديث النفس ويجمع
قلبه.
وهم قلبه في صلاته على الله من أولها إلى آخرها .
هذا الذي أورثه كله ماذا؟
أنه يصلي وقد وصل إلى مشهد الإحسان .
بمعنى أنه يصلي كأنه يرى الله ويستحضر أسماء الله وصفات الله في قلبه أخيرًا في هذا المشهد يقرر ابن القيم أن حظ العبد يعني نصيب العبد من قربه من الله على قدر مقام الإحسان عنده كلما استقر الإحسان في قلبه كلما قرب من ربه فإذا انتقص انتقص وإذا قل قل حتى يتلاشى فيطرد العبد نسأل الله العافية ولهذا قال النبيﷺ (إذا انصرف الرجل ولم يكتب من صلاته شيء) يقرر ابن القيم أنه نتيجة لذلك تختلف صلاة الرجل
مع أنهما بجوار بعضهما البعض قال: كاختلاف السماء عن الأرض، تفاوت كبير جدًا بسبب ماذا؟
مع أنهم كلهم يركعون خلف إمام واحد ويسجدون ويقولون نفس الأذكار لكن؛ الإختلاف أين هو؟
الإختلاف في حال القلب.
*مشهد الإحسان* يعني بعد ما يخلص الإنسان ثم بعد ذلك يصدق، ثم بعد ذلك يتابع يأتي مشهد
*الإحسان هو :* الذي عرفه النبي ﷺ أن يعبد الإنسان الله كأنه يراه.
# *يقرر ابن القيم أولًا*:
أن
الإحسان لا يمكن أن يحصل للإنسان إلا إذا كمل عنده وعظم عنده وأخذ نصيبًا وافرًا من إيمانه بالله وأسمائه، وصفاته حتى أنه يصلي كأنه يرى الله.
كما قال ابن القيم كأنه يرى الله فوق سماواته مستويًا على عرشه يتكلم بأمره ونهيه ويدبر أمر خليقته فينزل الأمر من عنده ويصعد إليه وتعرض أعمال
العباد عليه يشهد كل هذه الأشياء بقلبه يعني يستحضرها بقلبه ويشهد أسماء الله البر الرحيم إذا قرأ " بسم الله الرحمن الرحيم" الرحمٰن الرحيم والملك إذا قرأ "مالك يوم الدين" ويستحضر بقلبه اسم الحي القيوم السميع البصير العزيز الحكيم ويستحضر صفات الله الآمر الناهي هذه الأشياء هو مشهد الإحسان فإذا شاهد ذلك
بقلبه واستقر هذا بقلبه يؤدي الصلاة كأنه يرى الله.
# فلا تسأل بعد ذلك عن حسنها وإتقانها، وجمالها، ولذتها، وخضوعها.
مثل هذا كيف يستطيع الشيطان أن يدخل على صلاته؟
أينما أتاه وإذا هو كل ذرة من ذرات صلاته مستحضرًا اطلاع ربه عليه ويصلي كأنه يرى الله سبحانه وتعالى، ويشاهد ذلك بقلبه.
# هذا المشهد *يقرر* ابن القيم أنه الذي هو مشهد الإحسان .
إذا طبعًا هذا في أعمال القلوب.
إذا وصل القلب إلى هذه المنزلة
منزلة الإحسان وشاهد ذلك بقلبه فإنه يوجب ذلك ماذا؟
يعني ما هي الآثار التي تأتي نتيجة لمنزلة الإحسان؟
يقول ابن القيم الحياء الحياء من الله، ولهذا يستحي أن تكون صلاته سريعة، أو نقرًا، أو فيها سهوًا، أو فيها غفلة، والإجلال يجل الله أن تكون الصلاة مختلة في أركانها، أو في واجباتها.
التعظيم الخشية المحبة الإنابة التوكل الخضوع الذل. ويقطع الوساوس وحديث النفس ويجمع
قلبه.
وهم قلبه في صلاته على الله من أولها إلى آخرها .
هذا الذي أورثه كله ماذا؟
أنه يصلي وقد وصل إلى مشهد الإحسان .
بمعنى أنه يصلي كأنه يرى الله ويستحضر أسماء الله وصفات الله في قلبه أخيرًا في هذا المشهد يقرر ابن القيم أن حظ العبد يعني نصيب العبد من قربه من الله على قدر مقام الإحسان عنده كلما استقر الإحسان في قلبه كلما قرب من ربه فإذا انتقص انتقص وإذا قل قل حتى يتلاشى فيطرد العبد نسأل الله العافية ولهذا قال النبيﷺ (إذا انصرف الرجل ولم يكتب من صلاته شيء) يقرر ابن القيم أنه نتيجة لذلك تختلف صلاة الرجل
مع أنهما بجوار بعضهما البعض قال: كاختلاف السماء عن الأرض، تفاوت كبير جدًا بسبب ماذا؟
مع أنهم كلهم يركعون خلف إمام واحد ويسجدون ويقولون نفس الأذكار لكن؛ الإختلاف أين هو؟
الإختلاف في حال القلب.
Forwarded from قَنَاةُ مُحَمّدُ بْنُ عَلِيّ الْدَّعَوِيَّة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعزي ادارة المنتــدى محمد بن علــي الدعوي
بوفاة شقيقة الاخت ( الإسلام ديني )
الهــمكم الله الصــبر والسـلون على فقيدتكم
اللهم ثبتها بالقول الثابت، وارفع درجتها واغفر خطيئتها وثقل موازينها : اللهم تقبل منها القليل وتجاوز عنها التقصير. أحسن الله عزاءكم في مصابكم، إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم ارحمها وأدخلها فسيح جناتك. اللهم اظلها تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ولا باقي إلا وجهك
تعزي ادارة المنتــدى محمد بن علــي الدعوي
بوفاة شقيقة الاخت ( الإسلام ديني )
الهــمكم الله الصــبر والسـلون على فقيدتكم
اللهم ثبتها بالقول الثابت، وارفع درجتها واغفر خطيئتها وثقل موازينها : اللهم تقبل منها القليل وتجاوز عنها التقصير. أحسن الله عزاءكم في مصابكم، إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم ارحمها وأدخلها فسيح جناتك. اللهم اظلها تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ولا باقي إلا وجهك
Forwarded from قَنَاةُ مُحَمّدُ بْنُ عَلِيّ الْدَّعَوِيَّة
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from قَنَاةُ مُحَمّدُ بْنُ عَلِيّ الْدَّعَوِيَّة
سلسلة عالم الجن
📜 العدد الرابع
• "عاشرًا: هل يتزوج الجنّ من الإنس، والإنس من الجنّ؟
◾️ الجواب: "نقول إنّ ﷲ -تعالى- يقول في القرآن: ﴿خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: ٢١]،
ولا يمكن أن يسكن الإنسي إلى الجِِنيَّة ولا الجِنِّي إلى الإنسيَّة، لاختلاف الأصل والجنس، كما أن المشركين لمّا قالوا: ﴿لَوْلا أُنزلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ﴾ [الفرقان: ٧]، قال ﷲ -تعالى-: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا﴾ [الأنعام: ٩]، لأنّه لا تلاؤم بين البشر وبين الملائكة، وكذلك بين الجنّ والإنس، لكن الفقهاء -رحمهم ﷲ- يقولون: إنّه يمكن أن يعتدي الجنِّي على الإنسيّة فيجامعها، وإذا جامعها وأحسَّت بذلك وأنزلت؛ وجب عليها الغُسل، وكذلك بالعكس...
ونسمع كثيرًا ممن يمسّه الشيطان أو الجنّ أن الذي يتكلم ذكرٌ وهو ذكرٌ، وأن تتكلم أنثى وهي أنثى، هذا ما يحضرني من الكلام على الجن.
• أمّا ما ادَّعى العوام من أنّ لهم عيونًا، وأنّ عيونهم طويلة مشقوقة من الطُّول لا من العَرْض، وأنّهم ليس لهم عظام، وأنّهم رقیقون؛ فهذه كلها ليس لها أصل فيما نعلم".
📗 [التعليق على صحيح مسلم لابن عثيمين (ص١٨٧) بتصرف يسير].
📜 العدد الرابع
• "عاشرًا: هل يتزوج الجنّ من الإنس، والإنس من الجنّ؟
◾️ الجواب: "نقول إنّ ﷲ -تعالى- يقول في القرآن: ﴿خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: ٢١]،
ولا يمكن أن يسكن الإنسي إلى الجِِنيَّة ولا الجِنِّي إلى الإنسيَّة، لاختلاف الأصل والجنس، كما أن المشركين لمّا قالوا: ﴿لَوْلا أُنزلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ﴾ [الفرقان: ٧]، قال ﷲ -تعالى-: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا﴾ [الأنعام: ٩]، لأنّه لا تلاؤم بين البشر وبين الملائكة، وكذلك بين الجنّ والإنس، لكن الفقهاء -رحمهم ﷲ- يقولون: إنّه يمكن أن يعتدي الجنِّي على الإنسيّة فيجامعها، وإذا جامعها وأحسَّت بذلك وأنزلت؛ وجب عليها الغُسل، وكذلك بالعكس...
ونسمع كثيرًا ممن يمسّه الشيطان أو الجنّ أن الذي يتكلم ذكرٌ وهو ذكرٌ، وأن تتكلم أنثى وهي أنثى، هذا ما يحضرني من الكلام على الجن.
• أمّا ما ادَّعى العوام من أنّ لهم عيونًا، وأنّ عيونهم طويلة مشقوقة من الطُّول لا من العَرْض، وأنّهم ليس لهم عظام، وأنّهم رقیقون؛ فهذه كلها ليس لها أصل فيما نعلم".
📗 [التعليق على صحيح مسلم لابن عثيمين (ص١٨٧) بتصرف يسير].
Forwarded from قَنَاةُ مُحَمّدُ بْنُ عَلِيّ الْدَّعَوِيَّة
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قال الشيخُ سليمانُ بنُ عبدِالله رحمه الله:
"وإنما يَحمِلُ الإنسانَ على إرضاءِ الخلقِ بسَخَطِ الخالق هو الخوفُ منهم،
فلو كان خوفُه خالصاً لله لَمَا أرضاهم بسَخطِه؛
فإن العبيدَ فقراءُ عاجزون
لا قدرةَ لهم على نفعٍ ولا ضُرٍّ البَتَّةَ،
وما بهم من نعمة فمن الله،
فكيف يَحْسُنُ بالموحِّدِ المُخْلِصِ أن يُؤْثِرَ رضاهم على رِضاءِ رب العالمين،
الذي له المُلْكُ كلُّه،
وله الحمدُ كلُّه،
وبيده الخيرُ كلُّه،
ومنه الخيرُ كلُّه،
وإليه يَرجِعُ الأمرُ كلُّه،
لا إله إلا هو العزيز الحكيمُ ؟!!.
وقد أخبر تعالى أن ذلك من صفات المنافقين في قوله { لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون }
وما أحسنَ ما قيل :
إذا صح منك الوُدُّ يا غايةَ المُنى ** فكلُّ الذي فوق الترابِ ترابُ"
[ تيسير العزيز الحميد: 2/ 987]
"وإنما يَحمِلُ الإنسانَ على إرضاءِ الخلقِ بسَخَطِ الخالق هو الخوفُ منهم،
فلو كان خوفُه خالصاً لله لَمَا أرضاهم بسَخطِه؛
فإن العبيدَ فقراءُ عاجزون
لا قدرةَ لهم على نفعٍ ولا ضُرٍّ البَتَّةَ،
وما بهم من نعمة فمن الله،
فكيف يَحْسُنُ بالموحِّدِ المُخْلِصِ أن يُؤْثِرَ رضاهم على رِضاءِ رب العالمين،
الذي له المُلْكُ كلُّه،
وله الحمدُ كلُّه،
وبيده الخيرُ كلُّه،
ومنه الخيرُ كلُّه،
وإليه يَرجِعُ الأمرُ كلُّه،
لا إله إلا هو العزيز الحكيمُ ؟!!.
وقد أخبر تعالى أن ذلك من صفات المنافقين في قوله { لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون }
وما أحسنَ ما قيل :
إذا صح منك الوُدُّ يا غايةَ المُنى ** فكلُّ الذي فوق الترابِ ترابُ"
[ تيسير العزيز الحميد: 2/ 987]
رسالة ابن القيم لإخوانه.(14)
المشهد الخامس - الذي ذكره ابن القيم للذين أصبحت الصلاة قرة عين ؛ لهم بعد ما حقق المشاهد السابقة من الإخلاص والصدق والنصيحة والمتابعة والإحسان - يأتي -: مشهد المنة .
بمعنى : أن يشاهد بقلبه - أن يستحضر بقلبه - منة الله ، وأن الله هو صاحب الفضل ، وأن الله هو الذي أقامك للصلاة ، وهو الذي أعانك عليها ، وهو الذي حببك إليها ، وهو الذي وجهك إليها ، وهو الذي وفقك ، وهو الذي أعانك حتى أقمتها ؛ ولولا إعانة الله لك ما قمت ، ولا صليت ، ولا أقمتها كما قال - سبحانه وتعالى -: ﴿يَمُنّونَ عَلَيكَ أَن أَسلَموا قُل لا تَمُنّوا عَلَيَّ إِسلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيكُم أَن هَداكُم لِلإيمانِ إِن كُنتُم صادِقينَ﴾.
فالذي هداك للإيمان ؛ هو الذي هداك للصلاة .
إذا استحضر العبد بقلبه هذا الشيء ؛ ما هي عوائده ؟
وما هي نتائجه ؟
يقول ابن القيم : وهذا المشهد أنفع شيء للقلب ؛ لماذا ؟
لأنه يطرد الحول ، و القوة ، والعجب ، والرياء ، والكبر والاعتماد على النفس ، والاعتماد على الذات ؛ فيطرد هذه الأشياء ، ويحول بين الإنسان وبين رؤية العمل ؛ يعني : حتى لا يعجب بصلاته !
ولهذا ؛ يؤدي - هذا - الصلاة ومع ذلك هو يعتقد أنه مقصر !
وأن الله يستحق أعمال من ذلك ، وأن الله - فعلًا - أهل للتقوى ، وأهل للمغفرة -سبحانه وتعالى- وأيضًا ؛ هذا المشهد اللي هو المنة ؛ يعني حضور هذه القضية في القلب يورثه شيء آخر ؛ أنه يحمد الله - الآن - من كل قلبه ؛ فعلًا يحمد الله !
يعني ليس - فقط - بلسانه ؛ إنما يحمد الله ؛ لأنك أنت الذي اقمتني ؛ فلك الحمد يالله!
وأنت الذي هديتني ؛ فلك الحمد يالله !
وأنت الذي ثبتني ؛ فلك الحمد يالله !
وأنت الذي أعطيتني اللذة - حتى استمر في هذه الصلاة - فلك الحمد يالله !
فرجع الأمر منك ؛ وأنت الأول وأنت الآخر الذي أعتني -أولًا- وإليك ترفع صلاتي آخرًا .
فمثل ذلك يقرأ مثل من عاش هذا المشهد أصبح قلبه يعني أثمر هذا المشهد في قلبه محبة الله ، والأنس به ، واللذة بالخلوة ، واللذة بالركعة !
وفرصة أن الإنسان يجد وقتًا لأجل أن يتنفل ، ويصلي ، وألذ أوقاته عنده حين لم يكن عنده واحد ؛ فيركع ركعتين لله لأنه ؛ وجد أنسه ، ولذته ، وراحته ، ومحبته لهذه القضية ؛ لأنه شاهد بقلبه واستقر بقلبه اعتماده على الله ، وخروجه من حظوظ نفسه.
المشهد الخامس - الذي ذكره ابن القيم للذين أصبحت الصلاة قرة عين ؛ لهم بعد ما حقق المشاهد السابقة من الإخلاص والصدق والنصيحة والمتابعة والإحسان - يأتي -: مشهد المنة .
بمعنى : أن يشاهد بقلبه - أن يستحضر بقلبه - منة الله ، وأن الله هو صاحب الفضل ، وأن الله هو الذي أقامك للصلاة ، وهو الذي أعانك عليها ، وهو الذي حببك إليها ، وهو الذي وجهك إليها ، وهو الذي وفقك ، وهو الذي أعانك حتى أقمتها ؛ ولولا إعانة الله لك ما قمت ، ولا صليت ، ولا أقمتها كما قال - سبحانه وتعالى -: ﴿يَمُنّونَ عَلَيكَ أَن أَسلَموا قُل لا تَمُنّوا عَلَيَّ إِسلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيكُم أَن هَداكُم لِلإيمانِ إِن كُنتُم صادِقينَ﴾.
فالذي هداك للإيمان ؛ هو الذي هداك للصلاة .
إذا استحضر العبد بقلبه هذا الشيء ؛ ما هي عوائده ؟
وما هي نتائجه ؟
يقول ابن القيم : وهذا المشهد أنفع شيء للقلب ؛ لماذا ؟
لأنه يطرد الحول ، و القوة ، والعجب ، والرياء ، والكبر والاعتماد على النفس ، والاعتماد على الذات ؛ فيطرد هذه الأشياء ، ويحول بين الإنسان وبين رؤية العمل ؛ يعني : حتى لا يعجب بصلاته !
ولهذا ؛ يؤدي - هذا - الصلاة ومع ذلك هو يعتقد أنه مقصر !
وأن الله يستحق أعمال من ذلك ، وأن الله - فعلًا - أهل للتقوى ، وأهل للمغفرة -سبحانه وتعالى- وأيضًا ؛ هذا المشهد اللي هو المنة ؛ يعني حضور هذه القضية في القلب يورثه شيء آخر ؛ أنه يحمد الله - الآن - من كل قلبه ؛ فعلًا يحمد الله !
يعني ليس - فقط - بلسانه ؛ إنما يحمد الله ؛ لأنك أنت الذي اقمتني ؛ فلك الحمد يالله!
وأنت الذي هديتني ؛ فلك الحمد يالله !
وأنت الذي ثبتني ؛ فلك الحمد يالله !
وأنت الذي أعطيتني اللذة - حتى استمر في هذه الصلاة - فلك الحمد يالله !
فرجع الأمر منك ؛ وأنت الأول وأنت الآخر الذي أعتني -أولًا- وإليك ترفع صلاتي آخرًا .
فمثل ذلك يقرأ مثل من عاش هذا المشهد أصبح قلبه يعني أثمر هذا المشهد في قلبه محبة الله ، والأنس به ، واللذة بالخلوة ، واللذة بالركعة !
وفرصة أن الإنسان يجد وقتًا لأجل أن يتنفل ، ويصلي ، وألذ أوقاته عنده حين لم يكن عنده واحد ؛ فيركع ركعتين لله لأنه ؛ وجد أنسه ، ولذته ، وراحته ، ومحبته لهذه القضية ؛ لأنه شاهد بقلبه واستقر بقلبه اعتماده على الله ، وخروجه من حظوظ نفسه.
فالحذر الحذر من بعض الناس ؛ فقد قل الناس وبقي النسناس ، ذئاب عليهم ثياب ، إن استفردتهم حرموك ، وإن استنصرتهم خذلوك ،
وإن استنصحتهم غشوك ، وإن كنت شريفًا حسدوك ، وإن كنت وضيعًا حقروك ، وإن كنت عالمًا ضللوك وبدعوك ، وإن كنت جاهلًا عيروك ولم يرشدوك ،
إن نطقت قالوا مكثار مهذار صفيق ، وإن سكت قالوا غبي بليد بطيء ، وإن تعمقت قالوا متكلف متعمق ، وإن تغافلت قالوا جاهل أحمق ،
فمعاشرتهم داء وشقاء ، ومزايلتهم دواء وشفاء ، ولا بد من أن يكون في الدواء مرارة وكراهة ، فاختر الدواء بمرارته وكراهته على الداء بغائلته وآفته. والله المستعان .
📜〖 كتاب العزلة - الخطابي 〗
وإن استنصحتهم غشوك ، وإن كنت شريفًا حسدوك ، وإن كنت وضيعًا حقروك ، وإن كنت عالمًا ضللوك وبدعوك ، وإن كنت جاهلًا عيروك ولم يرشدوك ،
إن نطقت قالوا مكثار مهذار صفيق ، وإن سكت قالوا غبي بليد بطيء ، وإن تعمقت قالوا متكلف متعمق ، وإن تغافلت قالوا جاهل أحمق ،
فمعاشرتهم داء وشقاء ، ومزايلتهم دواء وشفاء ، ولا بد من أن يكون في الدواء مرارة وكراهة ، فاختر الدواء بمرارته وكراهته على الداء بغائلته وآفته. والله المستعان .
📜〖 كتاب العزلة - الخطابي 〗
(١٥) رسالة ابن القيم لإخوانه.
المشهد السادس من مشاهد الصلاة التي تعتبر قرة عين لأهلها مشهد سماه ابن القيم مشهد *التقصير*..
# فبعد أن يقوم الإنسان بالمشاهد السابقة من الإخلاص والنصيحة، والاقتداء، والإحسان والمنة، يأتي مشهد التقصير بمعنى أنه سيقوم في قلبه بعد هذه الأمور أنه مقصر مع هذه الأشياء التي بذلها ومع هذا هو مقصر في هذا العمل سواءً الصلاة أو غيرها.
لكن؛ لأن المثل في الصلاة هو مقصر في هذه الصلاة وأنه لو اجتهد في القيام بهذه الصلاة حقيقة القيام وبذل فيها وسعه فإنه أيضًا مقصر لماذا؟
لأن مقام الله عظيم، ولأن الذي ينبغي أن يقابل به الله سبحانه وتعالى من الطاعة، والعبودية، والخدمة فوق ذلك بكثير، وأن عظمة الله، وأن جلال الله يقتضي من العبودية ما يليق به سبحانه وتعالى فيرى أن هذا العمل مع اجتهاده الذي أعانه الله.
# *أيضًا* عليه إلا أنه لن يوفي حق الله جل جلاله.
وهذا ثابت وهذا ظاهر -يعني معروف- إذا كان خدم الملوك كما يقول ابن القيم، وعبيد الملوك يعاملونهم في خدمتهم بالإجلال، فتجد الخادم عند الملك مثلًا يرى أنه مقصر لقربه من سيده لقربه من هذا الملك، ومع ذلك يرى أنه مقصر وأن فضل سيده عليه أعلى من ذلك، فكيف بشعور المؤمن تجاه ملك الملوك سبحانه وتعالى؟!
# *إذا قام هذا الشيء في قلب العبد المؤمن ما الذي يحدث؟ ما هي النتيجة؟* *ما هي الثمرة*؟
الثمرة أنه يرى أنه لا يليق به إلا مقام الاستغفار، ولهذا أول ما ينتهي من تلك الصلاة يستغفر.
يستغفر من الخلل الذي فيها ويستغفر أنها لا تليق أن تعرض على الله، ويستغفر من التقصير الذي فيها، ويستغفر فيرى أنه في مقام الاستغفار، وهذا كله ليس إدعاء إنما نابع من حقيقة قلبه فيرى أنه فعلًا مقصر في هذا العمل، وأن مقام الله أعلى من ذلك وأجل من ذلك بكثير، ويرى أنه لم يتداركه الله بمغفرة ورحمة، وإلا فإنه هلك،
بل يرى -كما يقول ابن القيم- يرى أنه بحاجة بعد هذه الصلاة إلى مغفرة الذنب أكثر من حاجته إلى أن يطلب عليها ثواب وهذا غاية.
والله يا إخوة ما تكون عليه العبودية أن يتعبد الإنسان ويجتهد في أعماله، ويرى أنها من الله ويحسنها ثم بعد ذلك يسأل الله المغفرة، فضلًا على أن يطلب الثواب.
هذا لا يكون إلا إذا امتلأ القلب بذراته وتفاصيله، وامتلأ بحقيقته ظاهرًا وباطنًا من العبودية لله، والمحبة لله، ويرى أن هذا الشيء أصلًا واجب عليه لا منة له فيه، وهذا الإحسان الذي أحسنه في صلاته والإتقان الذي أتقنه في صلاته يرى أن هذا هو الواجب عليه، ولا يليق به إلا ذلك، ومع ذلك لم يوفي هذا العمل
حقيقته.
# *وإن كان ابن القيم* ذكره في الصلاة إلا أنه ينبغي أن يصاحب الإنسان في جميع أموره في ذكره، وفي قرآنه، وفي دعوته، وفي علمه، وفي تعلمه، وفي تربيته، وفي بذله، ونصحه.
المشهد السادس من مشاهد الصلاة التي تعتبر قرة عين لأهلها مشهد سماه ابن القيم مشهد *التقصير*..
# فبعد أن يقوم الإنسان بالمشاهد السابقة من الإخلاص والنصيحة، والاقتداء، والإحسان والمنة، يأتي مشهد التقصير بمعنى أنه سيقوم في قلبه بعد هذه الأمور أنه مقصر مع هذه الأشياء التي بذلها ومع هذا هو مقصر في هذا العمل سواءً الصلاة أو غيرها.
لكن؛ لأن المثل في الصلاة هو مقصر في هذه الصلاة وأنه لو اجتهد في القيام بهذه الصلاة حقيقة القيام وبذل فيها وسعه فإنه أيضًا مقصر لماذا؟
لأن مقام الله عظيم، ولأن الذي ينبغي أن يقابل به الله سبحانه وتعالى من الطاعة، والعبودية، والخدمة فوق ذلك بكثير، وأن عظمة الله، وأن جلال الله يقتضي من العبودية ما يليق به سبحانه وتعالى فيرى أن هذا العمل مع اجتهاده الذي أعانه الله.
# *أيضًا* عليه إلا أنه لن يوفي حق الله جل جلاله.
وهذا ثابت وهذا ظاهر -يعني معروف- إذا كان خدم الملوك كما يقول ابن القيم، وعبيد الملوك يعاملونهم في خدمتهم بالإجلال، فتجد الخادم عند الملك مثلًا يرى أنه مقصر لقربه من سيده لقربه من هذا الملك، ومع ذلك يرى أنه مقصر وأن فضل سيده عليه أعلى من ذلك، فكيف بشعور المؤمن تجاه ملك الملوك سبحانه وتعالى؟!
# *إذا قام هذا الشيء في قلب العبد المؤمن ما الذي يحدث؟ ما هي النتيجة؟* *ما هي الثمرة*؟
الثمرة أنه يرى أنه لا يليق به إلا مقام الاستغفار، ولهذا أول ما ينتهي من تلك الصلاة يستغفر.
يستغفر من الخلل الذي فيها ويستغفر أنها لا تليق أن تعرض على الله، ويستغفر من التقصير الذي فيها، ويستغفر فيرى أنه في مقام الاستغفار، وهذا كله ليس إدعاء إنما نابع من حقيقة قلبه فيرى أنه فعلًا مقصر في هذا العمل، وأن مقام الله أعلى من ذلك وأجل من ذلك بكثير، ويرى أنه لم يتداركه الله بمغفرة ورحمة، وإلا فإنه هلك،
بل يرى -كما يقول ابن القيم- يرى أنه بحاجة بعد هذه الصلاة إلى مغفرة الذنب أكثر من حاجته إلى أن يطلب عليها ثواب وهذا غاية.
والله يا إخوة ما تكون عليه العبودية أن يتعبد الإنسان ويجتهد في أعماله، ويرى أنها من الله ويحسنها ثم بعد ذلك يسأل الله المغفرة، فضلًا على أن يطلب الثواب.
هذا لا يكون إلا إذا امتلأ القلب بذراته وتفاصيله، وامتلأ بحقيقته ظاهرًا وباطنًا من العبودية لله، والمحبة لله، ويرى أن هذا الشيء أصلًا واجب عليه لا منة له فيه، وهذا الإحسان الذي أحسنه في صلاته والإتقان الذي أتقنه في صلاته يرى أن هذا هو الواجب عليه، ولا يليق به إلا ذلك، ومع ذلك لم يوفي هذا العمل
حقيقته.
# *وإن كان ابن القيم* ذكره في الصلاة إلا أنه ينبغي أن يصاحب الإنسان في جميع أموره في ذكره، وفي قرآنه، وفي دعوته، وفي علمه، وفي تعلمه، وفي تربيته، وفي بذله، ونصحه.