Telegram Web Link
ٱثنا.عشر.دليلا.من.القرآن.على.إثبات.عذاب.القبر.ونعيمه.tt

يجب الإيمان بما يكون بعد الموتِ مما جاء به الوحيُ من عذاب القبر ونعيمه.
وقد وردَتْ بذلك أدلةٌ كثيرة في القرآن الكريم والسُّنة النبوية، وزعم بعضُ أهل البدع أن ذلك غير مذكور في القرآن الكريم، وهذا من جهلهم بكتاب الله وتفسيره، وهذه اثنا عشر دليلًا من القرآن الكريم تُثبِت عذاب القبر ونعيمه:
1) قال الله تعالى عن قوم نوح عليه الصلاة والسلام: ﴿ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا ﴾ [نوح: 25]؛ أي: فبسببِ خطيئاتهم أغرقهم الله، فأُدخلوا مباشرة نارًا يُعذَّبون فيها في البرزخ، ولم يقل: (ثم أُدخلوا نارًا)، بل قال: ﴿ فَأُدْخِلُوا ﴾ [نوح: 25]، والفاء في اللغة العربية تدل على التعقيب المباشر وليس على التراخي.
 
2) قال الله سبحانه عن قوم لوط: ﴿ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ﴾ [الحجر: 74]، فعندما جعل الله عاليَ قُرى قوم لوط سافلَها، لا شك أن أهلها ماتوا حين خسف الله بهم الأرض، وقد أخبرنا الله أنه أمطر عليهم حجارةً من سجيل زيادةً في عذابهم بعد خسفهم، ولم يكن ذلك المطر من الحجارة ينزل عبثًا على أجساد ميتة تمزَّقت وصارت تحت الأرض بعد الخسف، بل عذَّبهم الله بتلك الحجارة بعد موتهم، وإن كانت أجسامهم ممزقة ومبعثرة، فقد كانت الحجارة ﴿ مُسَوَّمَةً ﴾ [هود: 83]؛ أي: مُعلَّمة تصيبهم أينما كانوا بقدرته، كما قال سبحانه: ﴿ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴾ [هود: 83].
 
3) قال الله عز وجل عن آل فرعون: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 46]، فأتباع فرعونَ غرِقوا معه في البحر، وقد أخبرنا الله أنهم يُعذَّبون في حياة البرزخ كلَّ يوم أول النهار وآخره، وقد فَنيت أجسامهم، ثم يوم القيامة يبعثهم الله ويُعيدهم كما كانوا بأبدانهم وأرواحهم، فيُدخَلون أشد العذاب في نار جهنم.
 
4) قال الله تبارك وتعالى عن أصحاب الأخدود: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ [البروج: 10]، في هذه الآية أخبر الله تعالى أن أصحاب الأخدود الذين حرَّقوا المؤمنين والمؤمنات، لهم عذابان وليس عذابًا واحدًا، فعذاب جهنم في الآخرة، وعذاب الحريق في قبورهم.
 
5) قال الله سبحانه عن المنافقين من هذه الأمة: ﴿ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴾ [التوبة: 101]، قال المفسِّرون: العذاب الأول في الدنيا، والعذاب الثاني في القبور، ثم يُرَدُّون في الآخرة إلى عذاب غليظ، وهو عذاب جهنم.
 
6) قال تبارك وتعالى عن الكافرين: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [الأنفال: 50، 51]، ففي هذه الآية يخبرنا الله تعالى أن الملائكة تضرب وجوه الكافرين وأدبارَهم؛ تعذيبًا لهم واحتقارًا لهم عند قبض أرواحهم، وتقول لهم حين تقبض أرواحهم: ذوقوا عذاب الحريق، وهذا في البرزخ قبل الآخرة، ومثل هذه الآية قولُه تعالى عن المنافقين: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴾ [محمد: 27].
 
7) قال الله سبحانه عن الظالمين: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93]، ففي هذه الآية أن الظالِمين في سكرات الموت تَقبِضُ الملائكة أرواحَهم وتضربهم، قال المفسرون: معنى ﴿ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ ﴾ [الأنعام: 93]؛ أي: بالضرب والعذاب، وهذا العذاب في البرزخ وليس في الآخرة، وتقول لهم ملائكة الموت: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ﴾ [الأنعام: 93]، وهذا دليل واضح على إثبات عذاب القبر.
 
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قناة حمدي العباسي
ٱثنا.عشر.دليلا.من.القرآن.على.إثبات.عذاب.القبر.ونعيمه.tt يجب الإيمان بما يكون بعد الموتِ مما جاء به الوحيُ من عذاب القبر ونعيمه. وقد وردَتْ بذلك أدلةٌ كثيرة في القرآن الكريم والسُّنة النبوية، وزعم بعضُ أهل البدع أن ذلك غير مذكور في القرآن الكريم، وهذا من…
8) قال الله تعالى: ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴾ [الواقعة: 83 - 94]، في هذه الآيات إثباتُ نعيم القبر وعذابه، فالفاء تدل على التعقيب المباشر بعد قبض الروح، فالمؤمن - الذي هو مِن المقرَّبين - يكون له مباشرة بعد قبض روحه راحةٌ وريحانٌ وجنة نعيم، والمكذِّب الضال يكون له مباشرة بعد قبض روحه ضيافةٌ من عذاب الحميم، ويصلى نارًا في البرزخ قبل يوم القيامة.
 
9) قال الله عز وجل: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 154]، هذه الآية تثبت النعيم في البرزخ للشهداء، وأخبرنا اللهُ تعالى أننا لا نشعر بنعيمهم حين نراهم قتلى، وقد تكون أجسادهم ممزَّقة، وقد تأكل أجسادَهم السِّباعُ، وتفنى أبدانُهم في الأرض، ومع ذلك أثبت الله لهم نعيم القبر، وأخبرنا أن لهم حياةً غير حياتهم في الدنيا، وإن كنا لا نشعر بذلك، وكذلك مَن يعذبهم الله تعالى في البرزخ لا نشعر بعذابهم.
 
10) قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾ [محمد: 4 - 6]، أخبرنا الله أن الشهداء سيُصلِح حالَهم بعد موتهم ويُدخِلهم الجنة، فيُفهَم من هذه الآية أن مِن الناس مَن لا يصلح اللهُ حالهم في البرزخ بعد موتهم، ومَن لم يُصلِح الله حاله بعد موته، فهو في حالٍ سيئةٍ في قبره، والعياذ بالله.
 
11) قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 169 - 171]، هذه الآيات تثبت أن الشهداء أحياءٌ عند ربهم يُرزقون وهم في البرزخ، وأنهم فرِحون بما آتاهم الله من فضله، وأن لهم عقولًا يتذكَّرون بها مَن خلفهم، فمن كان يُصدِّق بنعيم القبر فيلزمه أن يُصدِّق بعذاب القبر، فالله الذي يُنعِّم المؤمنين الشهداءَ وهم في قبورهم، قادرٌ على أن يعذِّب الكافرين وهم في قبورهم، والله على كل شيء قدير، ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].
 
12) قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾ [الحج: 58، 59]، هاتان الآيتان تُثبتانِ أن مَن قُتل في سبيل الله أو مات مِن أهل الإيمان من غيرِ قتلٍ، أن الله يرزقه في البرزخ رزقًا حسنًا، ويُدخله في الآخرة مدخلًا يرضاه ولا يريد سواه، وهو الجنة، فقد ذكر الله في هاتين الآيتين نعيم البرزخ ونعيم الجنة، وذكر أن هذا النعيم لا يكون للشهداء فقط، الذين يُقتلون في سبيل الله، بل يكون هذا النعيم أيضًا لِمَن مات في سبيل الله وإن لم يكن من الشهداء، ﴿ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 152].
 
وأكتفي بهذه الأدلة من القرآن الكريم التي تثبت عذاب القبر ونعيمه.
قناة حمدي العباسي
8) قال الله تعالى: ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّا إِنْ…
فإن قلتَ مستغربًا: لماذا نجدُ بعض أهل البدع ينكرون عذاب القبر ونعيمه، ولا يؤمنون بالعذاب والنعيم إلا في الآخرة؟!

فالجواب: إنهم يريدون أن يُشكِّكوا المسلمين في سُنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، ويزعمون أن كلَّ ما لم يُذكر في القرآن من السُّنة فهو باطل، فيُكذِّبون بما ثبت في السُّنة الصحيحة من أحاديث عذاب القبر ونعيمه!
 
وهذا ضلال مبين؛ فإن السُّنة النبوية مبيِّنة للقرآن الكريم، كما قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44]، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بيَّن لنا بسُنَّته ما نزَّل الله تعالى إلينا من كتابه.
 
فمثلًا أمرنا الله في القرآن بالصلاة، ولكن لم يخبرنا بأنها خمس صلوات في اليوم والليلة، ولم يخبرنا بعدد ركعاتها، ولا بما نقول في قيامها وركوعها وسجودها وجلوسها، ولم يُعدِّد لنا في القرآن جميع شروطها وأركانها وواجباتها وسننها، وكل هذا بيَّنه لنا النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم في سُنته النبوية.
 
وهكذا الزكاة، أمرنا الله بها في كتابه ولم يخبرنا بتفاصيلها من النِّصاب، واشتراط الحَوْل، وقدر إخراج الزكاة من كل صنف تجب فيه الزكاةُ من الأغنام والأبقار والإبل، والزروع والثمار، والذهب والفِضة، وعروض التجارة، وكل ذلك بيَّنه لنا النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم في سُنته الشريفة التي لا يضرها مَن أنكرها من أهل البدع والضلال، كما لا يضر القرآنَ الكريم من كذَّبه من أهل الكفر والنفاق، ودينُ الله كتابًا وسُنةً محفوظٌ إلى يوم القيامة.
 
فمِن عقيدة المسلمين ومنهجهم الأخذُ بالسُّنة النبوية وإن لم توجد في القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]، وكم من آية في القرآن يأمرنا الله فيها بطاعة رسوله كقوله سبحانه: ﴿ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور: 56]، وقال الله عز وجل: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80]، فكيف نُنكِر سُنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد أخبرنا الله تعالى أن مَن أطاع الرسولَ صلى الله عليه وسلم فقد أطاع اللهَ تعالى؟!
 
وقرن الله في آياتٍ كثيرة بين طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ كقوله تعالى: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النور: 54]، فمَن أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم واتَّبع سُنَّته فقد اهتدى، ومَن لم يُطِعِ الرسول صلى الله عليه وسلم وكذَّب بسُنته، فقد ضل وغوى.
 
وقال الله جل جلاله: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 71]، قال العلماء: طاعة الله تعالى باتِّباع كتابه، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع سنته.
 
قناة حمدي العباسي
فإن قلتَ مستغربًا: لماذا نجدُ بعض أهل البدع ينكرون عذاب القبر ونعيمه، ولا يؤمنون بالعذاب والنعيم إلا في الآخرة؟! فالجواب: إنهم يريدون أن يُشكِّكوا المسلمين في سُنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، ويزعمون أن كلَّ ما لم يُذكر في القرآن من السُّنة فهو باطل، فيُكذِّبون…
شبهة وجوابها:
يستدل بعض منكري عذاب القبر ونعيمه بقوله تعالى: ﴿ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ﴾ [يس: 52]، وهذا من جهلهم وسوء نياتهم، ودليل على اتِّباعهم الآيات المتشابهات لفتنة الناس وإضلالهم، وللعلماء أجوبة عن هذه الشبهة؛ منها:
• أن قبور الموتى مرقدٌ لهم، وإن كانوا يُعذَّبون فيها، فهم مضطجعون فيها إما في نعيم أو في عذاب، ولا يعني ذلك أنهم نائمون لا يُحِسُّون بنعيم ولا عذاب، هذا جواب أول.

• وقال بعض العلماء: هذه استعارة وتشبيه؛ يعني أن قبورهم شُبِّهت بالمضاجع، لكونهم فيها على هيئة الرقاد، وإن لم يكن رقاد في الحقيقة، وهذا جواب ثانٍ.

• وقال بعض العلماء: بعد النفخة الأولى ينقطع النعيم والعذاب في البرزخ، ثم إذا نُفخ في الصور النفخة الثانية رجعت الأرواح إلى الأجساد، وقال الكافرون حينئذٍ بعد نومةٍ ناموها: ﴿ يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ﴾ [يس: 52]، وهذا جواب ثالث.

• وقال بعض العلماء: إن الكفار إذا عاينوا جهنم وما فيها من أنواع العذاب، صار ما عُذِّبوا به في قبورهم إلى جنب عذابها كالنوم، وهذا جواب رابع.

• وقال بعض العلماء: لا يلزم أن يكون عذاب القبر مستمرًّا إلى يوم القيامة، فاستمرار التعذيب أو انقطاعه في البرزخ عائدٌ إلى الله عز وجل، وهو أحكم الحاكمين، إن شاء عذَّبهم عذابًا مستمرًّا، وإن شاء لم يُدِمْ عليهم العذاب، وهذا جواب خامس.

فاحذروا - أيها المسلمون - ممن يريد أن يُشكِّكم في سُنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، ويتتبَّع المتشابهات من الآيات والأحاديث ليضلكم، وإذا رأيتم مَن يفعل ذلك، فاعلموا أنه ممن قال الله فيهم: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ * رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [آل عمران: 7 - 9].
 
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
‏قصة عن الصدقة ذكرها الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله .



أما ترون أهل المقابر كيف أوثقهم أسر البلى عن حركة في نجاة ﴿وَحيلَ بَينَهُم وَبَينَ ما يَشتَهونَ﴾ [سبأ: ٥٤].
ألا تشكرون من حَبَسهم وأطلقكم ﴿وَإِنَّكُم لَتَمُرّونَ عَلَيهِم مُصبِحينَ ۝ وَبِاللَّيلِ أَفَلا تَعقِلونَ﴾ [الصافات: ١٣٧-١٣٨].

📖 ابن الجوزي| مرافق الموافق (٥٨)
ما هذا الجهل بالدين يا معاشر المسلمين، لماذا تشركون مع الله بلاعب كرة مشرك بالله واليوم الآخر. رسول الله يناديكم يا من ٲشركتم بالله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لكم به علم، رسول الله يقول لكم: : " ﺟﺪﺩﻭا ﺇﻳﻤﺎﻧﻜﻢ "، ﻗﻴﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻭﻛﻴﻒ ﻧﺠﺪﺩ ﺇﻳﻤﺎﻧﻨﺎ؟ ﻗﺎﻝ: " ﺃﻛﺜﺮﻭا ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ". ويقول لكم رسول الله محذرا لكم من مثل هذا العمل الشنيع: ﺃﺗﺘﻜﻢ اﻟﻔﺘﻦ ﻛﻘﻄﻊ اﻟﻠﻴﻞ اﻟﻤﻈﻠﻢ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻭﻳﻤﺴﻰ ﻛﺎﻓﺮا ﻭﻳﻤﺴﻰ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻛﺎﻓﺮا ﻳﺒﻴﻊ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺩﻳﻨﻪ ﺑﻌﺮﺽ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﻠﻴﻞ. ويامن ٲحببتم اللاعب الكافر رسول الله يقول لكم: " من ٲحب قوما حشر معهم " . ويقول لكم : " ﻣﻦ ﻛﺜﺮ ﺳﻮاﺩ ﻗﻮﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺭﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻳﻚ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ". فتعوذوا بالله من هذا الضلال والجهل وتوبوا توبة نصوحا واستغفروا ربكم لعلكم ترحمون.
(ﺗ) , ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -:
" ﺇﻥ ﻋﻈﻢ اﻟﺠﺰاء ﻣﻊ ﻋﻈﻢ اﻟﺒﻼء، ﻭﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺇﺫا ﺃﺣﺐ ﻗﻮﻣﺎ اﺑﺘﻼﻫﻢ، ﻓﻤﻦ ﺭﺿﻲ ﻓﻠﻪ اﻟﺮﺿﺎ، ﻭﻣﻦ ﺳﺨﻂ ﻓﻠﻪ اﻟﺴﺨﻂ " (¬1)
¬_____
(¬1) (ﺗ) 2396 , (ﺟﺔ) 4031 , (ﺣﻢ) 23672 , اﻧﻈﺮ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ: 285 , اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ: 146
(ﺩ ﺣﻢ) , ﻭﻋﻦ اﻟﻠﺠﻼﺝ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -:
" (ﺇﻥ اﻟﻌﺒﺪ ﺇﺫا ﺳﺒﻘﺖ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ ﺑﻌﻤﻠﻪ , اﺑﺘﻼﻩ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻭﻟﺪﻩ , ﺛﻢ ﺻﺒﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻐﻪ اﻟﻤﻨﺰﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﻟﻪ) (¬1) (ﻣﻨﻪ) (¬2) "
¬_____
(¬1) (ﺩ) 3090 , (ﺣﻢ) 22392
(¬2) (ﺣﻢ) 22392 , (ﺩ) 3090 , اﻧﻈﺮ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ: 1625 , اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ: 1599
(ﻛ) , ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -:
" ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺇﺫا اﺑﺘﻠﻴﺖ ﻋﺒﺪﻱ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻠﻢ ﻳﺸﻜﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﻮاﺩﻩ (¬1) ﺃﻃﻠﻘﺘﻪ ﻣﻦ ﺇﺳﺎﺭﻱ (¬2) ﺛﻢ ﺃﺑﺪﻟﺘﻪ ﻟﺤﻤﺎ ﺧﻴﺮا ﻣﻦ ﻟﺤﻤﻪ , ﻭﺩﻣﺎ ﺧﻴﺮا ﻣﻦ ﺩﻣﻪ، ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺄﻧﻒ اﻟﻌﻤﻞ (¬3) " (¬4)
¬_____
(¬1) ﺃﻱ: ﺯﻭاﺭﻩ.
(¬2) ﺃﻱ: ﺃﺳﺮﻱ , ﻭﻫﻮ اﻟﻤﺮﺽ.
(¬3) ﺃﻱ: ﻳﻜﻔﺮ اﻟﻤﺮﺽ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺴﻴﻲء , ﻭﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﻛﻴﻮﻡ ﻭﻟﺪﺗﻪ ﺃﻣﻪ , ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺄﻧﻒ , ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ اﻟﻌﺒﺪ ﻟﻤﺎ ﺗﻠﻄﺦ ﺑﺎﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺐ ﻃﻬﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﺲ ﺑﺘﺴﻠﻴﻂ اﻟﻤﺮﺽ , ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺒﺮ ﻭﺭﺿﻲ ﺃﻃﻠﻘﻪ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﻩ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺇﺻﺮﻩ ﻟﻴﺼﻠﺢ ﻟﺠﻮاﺭﻩ ﺑﺪاﺭ ﺇﻛﺮاﻣﻪ , ﻓﺒﻼﺅﻩ ﻧﻌﻤﺔ ﻭﺳﻘﻤﻪ ﻣﻨﺔ. ﻓﻴﺾ اﻟﻘﺪﻳﺮ - (ﺟ 4 / ﺻ 648)
(¬4) (ﻛ) 1290 , (ﻫﻖ) 6340 , اﻧﻈﺮ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺠﺎﻣﻊ: 4301 , اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ: 272



الصلاة على النبي ﷺ وأثرها على القلب 🌿🌦

قال ابن الجوزي -رحمه الله- :

من أَكثر الصَّلَاة عَليّ رسول الله نوَّر الله قلبه؛ وَذَلِكَ أَن الذُّنُوب تسود الْقُلُوب لِأَن العَبْد إِذا عمل ذَنباً صَار نُكْتَة سَوْدَاء فِي قلبه فَإِذا تَمَادى على الذُّنُوب نمَتْ تِلْكَ النُّكْتَة حَتَّى يسود بهَا الْقلب كُله..

وَإِذا رطب الله لِسَان العَبْد بِالصَّلَاةِ على مُحَمَّد - ﷺ - غفر الله لَهُ ذنُوبه وَلَو كَانَت مثل وزن الْجبَال؛ فَإِذا غفرت ذنُوبه زَالَ السوَاد عَن قلبه وبدا فِيهِ النُّور .

📚 بستان الواعظين (٢٨٩)



ساعة استجابة عصر الجمعة لا تغفلوا عنها 🌿

اللهم لك الحمدُ، أنت نورُ السمواتِ والأرضِ ومن فيهن، ولك الحمدُ، أنت قيِّمُ السمواتِ والأرضِ ومن فيهن، ولك الحمدُ، أنت الحقُّ، ووعدُك حقٌّ، وقولُك حقٌّ، ولقاؤك حقٌّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حقٌّ، والساعةُ حقٌّ، والنبيون حقٌّ، ومحمدٌ حقٌّ، اللهم لك أسلمتُ، وعليك توكلتُ، وبك آمنتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، أنت المقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ، لا إله إلا أنت، أو : لا إله غيرُك.

- دعاء ثابت عن النبي ﷺ -
📖 صحيح البخاري (7442)
قد جعل الله - عز ذكره - لك:
- لسانًا يذكر.
- وعينًا تنظر.
- وأذنًا تسمع.
- ويدًا تتناول.
- وقدمًا تسعى.
- وقلبًا يقول ويعمل.

ففي السراء: أقم وظائفها كلها؛ احفظها عن السيئات واستخدمها في الطاعات.
وحيث أضرّ بعضها: انقل عمله إلى غيره، لا تقطع عادتك من الخير قدرًا وكيفًا.

والحمد لله الذي جعل لنا البدائل، ورضي منا بالأعمال القلائل، وجازانا عليها الجلائل.
.
قرأ (أحمد) أنَّ ابنة شيخ كريم مريضة، وهو يطلب لها الدعاء من أجل أن يعافيها الله تعالى، فتناول (السبحة) وظل يسبِّح حتى عدَّ ألف تسبيحة، وفي نهايتها رفع يديه يقول:
اللهم إنِّي أتوسل إليك بهذه التسبيحات أن تشفي فلانة وتسلِّمها لوالديها، اللهم أعْلِها إلى العافية وامسح عليها بيمينك الشافية، واجمع له بين الثواب والسلامة، يا أرحم الراحمين، فهل هذا جائز؟

- نعم جائز.
* التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة مشروع، فإذا أردت من ربك عز ذكره شيئًا: تصدق بصدقة، أكثر الذكر، صم يومًا، صل ركعتين خاشعتين، اتل جزءًا من القرآن الكريم.. إلخ الأعمال الصالحة، فإذا فرغت منه فسل الله به أن يحقق لك طلبك وأن يمن عليك بإجابة رغبتك فإن علم لك الخير في إجابتها لم يتأخر ذلك عنك إن شاء الله تعالى.
ومثل ذلك:

* التوسل بأسماء الله تعالى ذكره، كما قال ربنا في القرآن: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}، وجاء في الحديث: "اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي".

* والتوسل إلى الله تعالى بدعاء الصالحين، ومنه حديث عثمان بن حنيف: أن رجلًا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ادع الله أن يعافيني.
قال: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك.
قال: فادعه.
قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه في.
فجمع الصحابي رضي الله عنه بين التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم والتوسل بالعمل الصالح وإيمانه وتصديقه واتباعه للنبي ﷺ.

ومن هذا النوع ما ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال في الاستستقاء: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وإنا نتوسل إليك بعمّ نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ثم أمر العباس بأن يقوم ويدعو الله تعالى.
فطلب الدعاء من الصالحين مشروع ينفع ويفيد، كما توسل الصحابة بالنبي ﷺ في حياته وتوسلوا بالعباس بعده ﷺ.

وهذا هو مقصود قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}.
والله أعلم.
.
#كبسولات_فقهية
#الأدعية_والأذكار
.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لا يجوز تهنئة اليهود والنصارى وغيرهم بأعيادهم الدينية.
وهذا بخلاف تهنئتهم في أمور الزواج والأولاد والزيارة في المرض ونحو ذلك، هذا جائز.
.
#كبسولات_فقهية
#الأخلاق_والآداب
.
2025/07/08 19:01:22
Back to Top
HTML Embed Code: